القرآن مخلوق اهي من الدين او ليست من الدين فقال ابن ابي دؤاد هي من الدين قال ايا في كتاب الله او سنة نبيه وفي رواية هل عرف هذا النبي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله صلاة وسلاما على خير خلق الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد ففي هذا اليوم الاول من شهر ربيع الاخر لعام اثنين وثلاثين واربع مئة والف ينعقد المجلس الثامن في شرح العقيدة الطحاوية لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف محمد بن غفيص في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض قال رحمه الله تعالى والعرش والكرسي حق وهو مستغني عن العرش وما دونه. نعم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين قال رحمه الله تعالى والعرش والكرسي حق وهو مستغن عن العرش وما دونه وذلك ان ذكر العرش واستواء الله سبحانه وتعالى على عرشه جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى وفي سنة نبيه فجاء في كتاب الله ذكر العرش وجاء فيه استواء الله سبحانه وتعالى على العرش في سبعة مواضع من القرآن ومنه قوله جل وعلا الرحمن على العرش استوى. فيجب الايمان بالعرش من جهة وجوده وخلق الله له ويجب الايمان بان الله سبحانه وتعالى مستو على عرشه كما يليق بجلاله على ما ذكره القرآن والحديث وهذا داخل في قاعدة الصفات التي ذكرها الامام احمد نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث فلا يجوز الاستفصال في المعاني عن مزاج عما جاء في كتاب الله وسنة نبيه. الى وجه يكون من التشبيه وما لا يليق بالله سبحانه وتعالى او انك هو ما ليس لنا به علم فليوقف على ما ذكره الله ورسوله وعلى ما نطق به الكتاب والسنة وكذلك من كرسي فان الله سبحانه وتعالى ذكره في كتابه نعم قال وهو مستغن عن العرش وما دونه وذلك من العرش سقف المخلوقات ومن هنا ذكره المصنف على هذا التقدير قال وهو سبحانه وتعالى مستغن عن العرش وما دونه فان العرش هو سقف المخلوقات والله جل وعلا هو الغني عن سائر خلقه. نعم قال رحمه الله تعالى محيط بكل شيء وفوقه وقد اعجز عن الاحاطة خلقه نعم اي ان الله سبحانه وتعالى قد احاط بكل شيء علما واحاط بكل شيء تدبيرا واحاط بكل شيء تصريفا واعجز خلقه عن الاحاطة به بل اعجز خلقه عن الاحاطة فان هذا من الممتنع ان العباد يحيطون بالله علما هذا من الممتنع عليهم بل ان الله اعجز الخلق عن ان يحيطوا بالخلق فليس احد من الخلق لا الملائكة ولا الانبياء ولا غيرهم ممن خلق الله مما ان نعلم ومما لا نعلم او ممن ممن لا نعلم لا احد من خلق الله ولا قبيل من خلق الله لا منفردين ولا مجتمعين يستطيعون ان يحيطوا بالخلق تدبيرا او قدرة او علما او ما الى ذلك ففي حقه سبحانه وتعالى هذا من اعظم الممتنعات. نعم قال ونقول ان الله اتخذ ابراهيم خليلا وكلم الله موسى تكليما قولوا ان الله اتخذ ابراهيم خليلا كما قال الله تعالى في كتابه وكلم موسى تكليما ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه وذكر هاتين الجملتين لانه نقل عن جهم بن صفوان من قدماء النظار انه كان يقول ان الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما لانه كان يتأول باب الصفات كان يتأول بعض الصفات فاتخذ الله ابراهيم خليلا اي محب من محبته سبحانه وتعالى لعبده ونبيه ابراهيم جعله الله وخليلا له والله سبحانه وتعالى موصوف بالمحبة قال الله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه والله جل وعلا يحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب المؤمنين ويحب انبيائه محبة تليق بجلاله ويعلم جزما وقطعا شرعا وعقلا انها ليست كمحبة المخلوق للمخلوق ليست كمحبة المخلوقين فان الله منزه عن جميع صفات المخلوقين منزه عن جميع صفات المخلوقين. فان قيل فان من صفات المخلوقين قيل ليس المحبة من حيث هي مطلقة من صفات المخلوقين انما الذي هو من صفات المخلوقين محبتهم والا المحبة من حيث هي مطلقة ليست من صفات المخلوقين. ولذلك اتصف الله بها كما في قوله يحبهم ويحبونه وانما الذي من صفات المخلوقين ما يختص بهم وهي محبتهم محبة المخلوق وفعله هذا يختص به والاشتراك في الاسم المطلق لا يستلزم التطابق في الحقيقة عند الاظافة والتخصيص الاشتراك في الاسم المطلق وهو اسم المحبة اذا قلت محبة مطلقة ما اظفتها ولا خصصتها فهذا اسم مطلق الاشتراك في الاسم المطلق ليس هو التطابق او لا يستلزم التطابق في الحقيقة عند الاظافة والتخصيص والاشتراك بالاسم المطلق ليس هو التشبيه الذي نفته النصوص لقول الله تعالى ليس كمثله شيء وفي قوله فلا تضربوا لله الامثال بل هذا اشتراك كلي لا يوجب نقص لله سبحانه وتعالى ولذلكم جاء في كتاب الله يحبهم ويحبونه جاء في كتاب الله رضي الله عنهم ورضوا عنه جاء بكتاب الله وجعلناه سميعا بصيرا اي الانسان وصف الله نفسه بانه السميع البصير وسمى نفسه ان الله انا اما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا وهكذا فهذا الاشتراك في الاسم المطلق ليس هو الذي يستلزم التطابق في الحقيقة عند الاظافة والتخصيص نعم قال رحمه الله تعالى ايمانا وتصديقا وتسليما ونؤمن بالملائكة والنبيين والكتب المنزلة على المرسلين. نعم ونؤمن بالملائكة والنبيين والكتب المنزلة على المرسلين. الملائكة هم خلق من خلق الله وخلقوا من نور كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ووصفهم مما لا يقال فيه الا بما ورد النص به وقد وصفهم القرآن بصفات من اخصها الايمان ومن اخصها انهم لا يعصون الله ما امرهم وانهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون وهم خلق مطيعون مستجيبون من خلق الله خلقهم الله من النور خلق الملائكة كما قال عليه الصلاة والسلام من نور وخلق الجن من نار وخلق بنو ادم مما وصف لكم اي من طين وكذلك هم النبيين وهم بشر من خلق الله سبحانه وتعالى من الناس اصطفاهم الله بالنبوة الله في كتابه سلفا منهم الى ان جاء خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم وكذلكم الكتب المنزلة على الرسل عليهم الصلاة والسلام. وهي وحي الله وكلامه سبحانه وتعالى لرسله. كالتوراة والانجيل والقرآن والايمان بالملائكة والكتب والنبيين تكون مجملا باعتبار اصله ويكون مفصلا بحسب ما ورد النص به نعم قال رحمه الله تعالى ونشهد انهم كانوا على الحق المبين ونسمي اهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم معترفين وله بكل قال واخبر مصدقين. نعم. ونسمي اهل قبلتنا اي اهل القبلة مسلمين واهل القبلة لهم اسماء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم منها الاسلام وهو اخصها من جهة انه متصل بجميع اهل القبلة ولذلك ومن هذا الاعتبار وهذا الوجه هو اوسع هذه الاسماء وكذلك هم يسمون مؤمنين ما داموا انهم محققين لاصل الدين. وتعلم ان المسلمين وفي جميع اتباع الرسل منهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات ومنهم الظالم لنفسه قال الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فالسابق بالخيرات والصالحات يسمى مؤمنا ويسمى مسلما وكذلكم المقتصد يسمى كذلك والظالم لنفسه يسمى بهذه الاسماء ويسمى بما يقتضيه الظلم لنفسه من الاسماء الاخرى ولا يجوز ان يسمى كافرا في حال لانه مسلم معه اصل الايمان وان كان الشارع سمى بعض الخصال من الكبائر كفرا فان صاحبها لا يسمى كافرا باطلاق وسمى بعض الخصال نفاقا فلا يجوز ان يسمى صاحبها منافقا باطلاق كما قال عليه الصلاة والسلام اثنتان في الناس هما بهم كفر في حديث ابي هريرة في الصحيح اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت حديث ابن مسعود ايما عبد ابقى من مواليه فقد كفر. حتى يرجع اليهم وقوله صلى الله عليه وسلم اية المنافق ثلاث في حديث ابي هريرة وكونه في حديث عبد الله ابن عمر في الصحيحين اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ولا شك ان هذه الخصال خصال وشعب من النفاق وتلك من الكفر ولكنه كفر دون كفر ونفاق دون نفاق فليس هو الكفر بالله. وليس هو النفاق الاعظم الذي سمى الله اهله بقوله ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا فان هذا النفاق هو كفر بالله وعليه لا يسمى من كذب من من استعمل خصلة الكذب مثلا لا يسمى منافقا والعبد اذا باء بك من مواليه لا يسمى كافرا ولا يسمى باطلاق لهذه الاسماء وانما هي خصال تضاف الى هذه الاعمال اخصال تضاف الى هذه الاعمال ولذلك هم ما كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يجعلون هذا من الاسماء المطلقة وانما الفاسق الملي الفاسق الملي اي من اهل الملة من المسلمين يسمى فاسقا اذا قام السبب ويسمى مؤمنا اذا قام السبب والاصل في اسمه انه مسلم ومرتكب الكبيرة وصاحب الكبائر من المسلمين؟ هل يسمى مسلما او يسمى مؤمنا او يسمى فاسقا نقول هذه الاسماء الثلاثة تتصل به جميع هذه الاسماء الثلاثة تصل به الاصل منها فيه انه مسلم ولا يجوز ان يهجر اسم الاسلام في حقه ولا يسمى الا فاسقا فهذا وجه من التشدد والتنطع في الدين بل يسمى مسلما وهو داخل في الايمان ايظا ولذلكم في خطاب الله للمؤمنين هو داخل فيه. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام هذا خطاب لجميع المؤمنين ومن المؤمنين من كان مع واصل الايمان ولو كان فاسقا قسم الايمان يسمى به اذا قام سببه. واسم الفسق يسمى به اذا قام سببه. اما اذا نظرت الاصل فيه فانه ايش انه مسلم ولذلك اذا قام سببك له مؤمن باصل ايمانه ومن معصي الايمان يسمى مؤمنا من هذا الوجه كما قال النبي عن الجارية لما قالت ان الله في السماء وان محمدا رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة وقال سعد يا رسول الله اعط فلانا فانه مؤمن فقال النبي صلى الله عليه وسلم او مسلم فالمقصود هنا ان اسم الايمان يتصل بمرتكب الكبيرة. وهذا مجمع عليه عند ائمة السنة والجماعة الى فن المعتزلة ولكن ايمانه ناقص ولهذا لم يكن الاصل في تسميته انه مؤمن بل الاصل في تسميته انه مسلم لان اسم الايمان اعظم مقاما من اسم الاسلام اذا اجتمعا نعم قال ولا نخوض في الله ولا نماري في دين الله ولا نجادل في القرآن يعني لا يخاض في حق الله سبحانه وتعالى ما ليس لنا به علم من التكلف في صفاته او في افعاله مما لم يرد به خبر من الله او رسوله مما لم يرد به خبر من الله او رسوله صلى الله عليه وسلم نعم قال ولا نجادل في القرآن ونشهد انه كلام رب العالمين. نعم لا نجادل في القرآن اي لا يصح ان يتخذ القرآن يجادل ببعضه على بعضه ويلبس بعضه ببعضهم بل نؤمن انه حق من عند الله سبحانه وتعالى وانه يجب على الخلق جميعا ان يؤمنوا به وان يتبعوه لانه الكتاب الذي جعله الله خاتم الكتب ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ومن هنا من ظاق فهمه لمقام من كتاب الله لا يجوز له ان يجعل هذا لبسا للحق بالباطل ولهذا ما توسع فيه بعض العلماء المتأخرين رحمهم الله من تسمية بعض الايات التي ظاهرها التعارض هذه تسمية لم تكن موفقة سواء اضيف التعارض الى ظاهرها او الى اي صفة من الصفات بل كان يجب ان لا يسمى ذلك وانما هو تعذر على بعض العقول ان يفهموا الفهم الصحيح وهذا من طبيعة البشر حتى لو كان عالما فقد تنغلق عليه بعض المسائل واما تمزيز ايات من القرآن او من السنة في الاحاديث بان ظاهرها التعارض او ما الى ذلك فهذه تسمية لا تجوز ولا يوصف بها لا ظاهر القرآن ولا ظاهر السنة لانه في الاصل والشريعة بل وبموجب اللغة عظاء ليس في النص نص الكتاب والسنة ليس لها ظاهر ومقابل. فانك اذا قلت ظاهرها التعارض فان كلمة الظاهر تعني ان ثمة ما يقابله وليس الامر كذلك فان الظاهر لما ذكر اول ما ذكر انما ذكر من قبل قدماء المتكلمين وهي على وفق ما جاء في الكتاب والسنة وهي تصريح بالمقابل بالنفي لما جاء قوم استعملوا خلاف ما تضمنه القرآن ولذلك هم الامام احمد لما نظر ابن ابي دؤاد قال له هذه الكلمة اول من وصف النصوص بظاهرها هم قدماء المتكلمين من النظار. وجعلوا الظاهر يقابله المؤول جعل الظاهر يقابله المؤول واستعمله الباطني الظاهر الذي يقابله الباطن من باطنية الصوفية وغيرهم جعلوا الظاهر يقابله الباطن ودخل في علم الاصول هذا الاصطلاح وصاروا يستعملون الظاهر ويجعلون له قسيما وهو النص يقولون هذا الخبر او هذا الدليل نص وهذا دليل ظاهر ويجعلون الظاهر والمحتمل الذي يحتمل اكثر من وجه ولكنه في احد هذه الاوجه اظهر. هذا يسمونه ظاهرا. اما اذا كان لا يحتمل الا وجها واحدا من دلالة سموه نصا فهذا الاصولي وجه من الاصطلاح وجه من الاصطلاح لانه محتمل في جملته ولكن في الاصل ليس بنص ظاهر نقابله مقابل على وجه الاختلاف على وجه الاختلاف اذا جعلت الظاهر وما يقابله مخالف له فهذا ليس من الاوصاف الشرعية في اصله واول من نطق به النظار لما قالوا الظاهر والمؤول وقالوا ان النصوص ظاهرها التشبيه والصفات والتأويل الى اخره فهذا التوسع هو باثر علم الكلام ومن هنا تكلم بعض العلماء من الاصوليين التي الايات التي ظاهرها التعارف والاحاديث التي ظاهرها التعارف هذه تسمية غير صحيحة ولا تليق ان تضاف الى القرآن. هم صحيح انه لا احد من المسلمين فظلا عن اهل العلم. يريد بذلك ان حقيقة النص يعارض نفسه تناخر هم متفقون على ان الامر ليس كذلك وهذا معنى معلوم لكن التأدب في الالفاظ نفسها واجب التأدب في الالفاظ نفسها واجب الالفاظ لها دلالات فغاية ما سموه ذاك ذلك غاية ما سموه كذلك انه تعذر على بعض النظار او بعض المجتهدين في فقه بعض الايات وفقه بعض الاحاديث لكن هذه التسمية باطلة من وجه انها لا تليق بكتاب الله وسنة نبيه حتى ولو قصد لها معنى صحيحا فهي خطأ من جهة الالفاظ وهي خطأ ايظا من جهة المعاني. اذا عندما نقول انها لا تصح لفساد لفظها لفساد لفظها ولكونها تتضمن وجها من المعنى فاسدا ما هو المعنى اللفظ عرفناه اليس كذلك الا افترفنا انك لا تضيف التعارض لا الى القرآن ولا الى ظاهره وبالمقابل تتضمن معنى فاسدا ما هو نقول اذا قيل ايات ظاهرها التعارب كانه صار لا كانه صار تعيين لايات معينة استقر الامر على ان ظاهرها ايش التآرب او احاديث استقر الامر على ان ظاهرها ايش؟ التعارض مع ان حقيقة ما يقصد هنا انه تعارض عرظ لطائفة من اهل العلم في هذه الاية والحديث لا يلزم انه عرض لجميع العلماء بل لا يوجد لا يوجد اذا اذا عرظ لمجتهد في هذا المقام من الاية والحديث وعرض لمجتهد اخر في اية اخرى او حديث اخر علم ان هذا مقام بموجب نقص الاجتهاد. اليس كذلك لكن اذا عينت ايات وهو احيانا مثل بعض البحوث في الرسائل العلمية ايات او الاحاديث التي ظهرها التعارض الايات التي ظهرت تعارض جمع الايات جمع الاحاديث هذا خطأ. خطأ علمي وخطأ شرعي لانك انك تقول حتى لو فسرت بان هذا في الاجتهاد هذا معروف ان واحد يقول ان القرآن والحديث متعارض هذا بين. لكن لما تعين شيء كأن هذا هو ايش؟ كأنه مستقر ولا يوجد اية او حديث او بين اية وحديث او بين ايات او بين احاديث لا يوجد مثالا واحدا استقر عند العلماء ان غير هالتعارض ولو على معنى انه تعارض في الفهم او تعذر في الفهم فهذا مصطلح غريب ترى على الوصف ليس هو من مصطلح القرآن او من تسمية القرآن وليس هو من مصطلح قدماء العلماء كالصحابة والتابعين وائمة فقهاء وائمة المحدثين انما استعمله بعض علماء الاصول رحمهم الله وهو انما دخل عليهم باثر علم الكلام فان اول من اطلق هذا التقسيم هم المتكلمون ولذلك نقول لا يجوز ان يسمى شيء من نصوص الشريعة كتابا وسنة بانه متعارض او ان ظاهر التعارض حتى لو فسر هذا تفسيرا صحيحا حتى لو فسر المقصود بانه في الاجتهاد او في الفهم عند المجتهد. فليقال فهم المجتهد تعارض وتعذر وتوقف الى اخره لفساد اللفظ ولكونه يتضمن معنى فاسدا وهو تعيين جملة من النصوص بانها على هذا الوصف عند المجتهدين وليس الامر كذلك وليس الامر كذلك نعم قال ونشهد انه كلام رب العالمين نزل به الروح الامين. فعلمه سيد سيد المرسلين محمدا صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو كلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين. ولا نقول بخلقه ولا نخالف جماعة المسلمين نعم اي ان القرآن كلام الله منزل من عنده سبحانه وتعالى كما تواتر في كتاب الله وسنة نبيه انا انزلناه في ليلة القدر انا انزلناه في ليلة مباركة انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. الى غير ذلك وكذلك هو كلام الله كما في كتابه تصريحا او متظمنا في المعنى ومنه قوله وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ولا يقال انه مخلوق. وترى ان هذه الاوصاف التي وصف بها المصنف رحمه الله القرآن. منها اوصاف اثبات واوصاف الاثبات هي اوصاف نطق بها القرآن نفسه انه منزل وهذا صريح في القرآن. انا نحن نزلنا الذكر انا انزلناه في ليلة القدر الى اخره وانه كلام الله وهذا نطق به القرآن. فاجره حتى يسمع كلام الله وانه كتاب الله وهذا نطق به القرآن ترى من الاوصاف التي ذكرها انه غير مخلوق وهذا كما ترى ليس وصف اثبات بل هو وصف نفي فان قيل اين في القرآن هذا النفي قيل القرآن تضمن من الاثبات ما يبطل هذا النفي فان كونه صفة لله وكلاما لله يمنع كونه ماذا؟ يمنع كونه مخلوقا لكن بفصاحة الكلام اذا سمي المعنى المتظمن نفي المقابل لم يكن بمقتضى العقل لم يكن بمقتضى العقل ولا بفصاحة اللغة تسمية المقابل بالنفي انك لا تحتاج الى ان تقول ان فلانا عالم ليس بجاهل. بل اذا قلت انه عالم عرفنا انه ايش؟ ليس بجهل. واذا قلت انه كاتب عرفنا انه ليس اميا. اليس كذلك واذا قلت انه صائم علم انه ليس بمفطر واذا قلت انه مسلم علم انه ليس بكافر فلو جاء شخص وقال ما الدليل على انه اذا قيل مسلم علم انه ليس بكافر؟ لكان هذا نقصا في العقل ونقصا في فقه اللغة لا لغة العرب ولا غير العرب ولذلكم الله لما وصف نفسه بانه سمع ما احتاج الى ذكر ضد ذلك وانه بصير وانه بكل شيء عليم الى اخره فهذا المعنى متضمن ولا سيما ان المقابل ليس واحدا قد يكون المقابل غير متناهي في المنافاة ولذلك ما احتاج العلماء رحمهم الله بابتداء الحال الى ان يسموا النفي ونقصد بالعلماء هنا الصحابة الصحابة لم يستعملوا هذه الكلمة غير مخلوق لكن استعملها بعدهم بعض الائمة ثم اتصل استعمالها لما جاء قوم من اهل القبلة قالوا ان القرآن ايش مخلوق وصار القول بانه مخلوق يتضمن في حقيقته نفي كونه صفة لله وكلاما لله على الحقيقة وهكذا ولهذا لا يصح لقائلنا ان يقول كلمة المعتزلة القرآن مخلوق بدعة لانها ما وردت في الكتاب والسنة وكلمة الامام احمد والمحدثين بدعة لانها ما وردت في الكتاب والسنة نقول هذا فهم باطل لان كلمة المعتزلة بدعة لكونها خالفت المعنى المقول في الكتاب والسنة لان الكتاب والسنة بين ان القرآن كلام الله وان كلام الله صفة من صفاته على الحقيقة والله يتصل بهذه الصفة اتصافا يليق بجلاله. واخبر عن تكليمه لموسى. ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخرب موسى صعقا الى اخره الكلمة التي قالتها المعتزلة وغيرهم من قدماء المتكلمين هي كلمة باطلة بدعة لانها تخالف ما صرح القرآن بوصف الكتاب به انه منزل وانه كلام الله الى اخره اما كلمة الائمة كاحمد رحمه الله وامثاله فهي كلمة حق لانها نفي لبدعة طرأت فلا تساوي بين الكلمتين فهمتي الى اين في القرآن انه ليس بمخلوق قيل القاعدة في الحقائق وفي جميع لغات بني ادم فضلا عن لغة العرب التي اتصلت بالفصاحة انك اذا سميت المعنى بالاثبات لزم بالعقل انتفاء ايش في المقابل فاذا قلت هذا انسان متكلم لازم انه اذا قلت هذا مبصر لزم انه ليس بها ما تحتاج الى ان تقول هو مبصر وليس باعمى تقول هذا موجودة ان تقول انه ليس بمعدوم وهكذا. فاذا ذكر احد المتقابلين لم يلزم تسمية الاخر بل تسمية الاخر فضل في الكلام ولو لزمه متكلم في حديثه وخطابه لكان سقطا في حديثه ليس فضلا حسنا في حديثه وان كان قد يعرظ له في بعظ كلام العرب بعظ الاوجه لمعنى اخر كقول الله سبحانه وتعالى في القرآن وهو جاء على وفق كلام العرب قال الله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم فهذا من تمام تحقيق هذا المعنى انما المقصود ان كلمة الائمة لها وجه وابو بكر وعمر وعثمان وعلي ولم يعرفوه فقال عرفوه قال اين هو في كلامهم؟ يعني اين في القرآن هذا فاعاد ابن ابي دؤاد بعد ذلك انقطع ابن ابي دواد هنا اعاد ابن ابي دؤاد بعد ذلك نفس السؤال عن الامام احمد وقال القرآن ليس بمخلوق اهو من الدين؟ اوليس من الدين؟ قال الامام احمد من الدين. قال اهو في الكتاب والسنة او هو في كلام النبي؟ قال الامام احمد نعم لماذا؟ لان المعنى في اصله مثبت هو نفي للمقابل ليس الا ولذلكم لو قيل في هذا المقام بانه يترك هذا وهذا لكان حقا متى اذا لم تكن بدعة تنافي ذلك ولذلك في الجواب الاخر عن الذي قاله الامام احمد ابن ابي دواد لما قال اين كلمة القرآن ليست بمخلوق؟ يعني اين التصريح بالنفي؟ ماذا قال الامام احمد؟ قال اسكت ونسكت يعني انما قال احمد وغيره من ائمة السنة هذا نفيا لبدعة طرأت ولذلك هم الصحابة لم يقولوا هذه الكلمة في حروفهم لانه ما احتاجوا اليها لانه لم توجد بيعة تقابل ما دل عليه القرآن والحديث اذا هذا معنى بين هذا معنى بين ومن هنا نهى الائمة عن التوقف لما صار بعض النظار يقولون نقول بالتوقف لا نقول هذه الكلمة ولا هذه الكلمة هذا التوقف خطأ لانه لما قام السبب لزم الافصاح بحقيقة المعنى لان التوقف قد يكون ينشأ عن ماذا؟ عن تردد بين الحالين والتردد بين الحالين تردد في الاصل تردد لازم على الاصل هذا المعنى من المعاني الظاهرة لا يقع فيها لبس. نعم قال رحمه الله تعالى ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب الذنب اسم مطلق هنا واراد رحمه الله ما دون الكفر بالله والشرك والا الذنب قد يراد به الكفر قد يراد به الشرك بالله سبحانه وتعالى انما اراد هنا الكبائر والمعاصي فمن كان مؤمنا واتى معصية فانه لا يكفر بالذنب كما قالت الخوارج ما لم يستحل فانه اذا استحله كفر لتكذيبه من استحل المحرم المعلوم تحريمه عنده او المعلوم تحريمه بالاضطرار عند جميع المسلمين فهذا المستحل اذا صرح بالاستحلال يكفر لكن الاستحلال ليس الفعل فعل المعصية لا يدل على استحلالها انما الاستحلال هو تصريح ولذلك لا يجوز ان يؤخذ الانسان بفعله حتى لو لم يبالي فلا يجوز لقائل انه يقول فعله يدل على انه مستحل لانه لا يبالي او يجاهر او نحو ذلك عدم المبالاة والمجاهرة لا يلزمنا الاستحلال بل الاستحلال هو التصريح بالاستحلال بان يصرح بقوله انه يستحل هذا المحرم الذي يعلم تحريمه فهذا اذا علم تحريمه فاستحله على هذا الوجه صار من باب التكذيب صار من باب التكذيب اما ان استحل محرما مختلفا في تحريمه بين العلماء متأولا فهذا لا يجوز لاحد ان يقول انه مستحل لمحرم انما المقصود هنا المحرم المقطوع بتحريمه في الشريعة في الزنا مثلا فلو ان احدا جاء وقال ان الزنا حلال لكان هذا تصريحا بالاستحلال. اما من فعل الزنا فان هذا لا يجوز ان يقال انه مستحل الفعل لا يدل على الاستحلال ولذلكم النبي لما زنا من زنا وعرض ذلك في زمنه عليه الصلاة والسلام في قصة ماعز وقصة الغامدية ما اخذهم ولا ولا ولا نظر في امر الاستحلال اصلا لانه لا يرد عليهم فانهم مؤمنون ومسلمون. نعم قال ولا نقول لا يضر مع الايمان ذنب لمن عمله نرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم ولا نقول لا يضر مع الايمان ذنب بل الذنب يؤثر ويعرض لعقوبة الله سبحانه وتعالى وكلمة لا يظر مع الايمان ذنب هذه كلمة نسبت لغلاة المرجئة كلمة نسبت لغلاة المرجئة ولم يحفظ عن احد من الاعيان باسناد صحيح انه قالها. لكن اهل المقالات ينسبونها لغلاة المرجئة ونسبها بعض ائمة المقالات الذين كتبوا في المقالات كعب الحسن الاشعري والشهرستاني وبعض المتكلمين نسبوها لمقاتل ابن ابي سليمان من اعيان المرجئة ولكن هذا لم يثبت عنه باسناد صحيح فهو ان كان من المرجى الا ان هذه الكلمة فيها من فوات الجهل او فيها من فرط الجهل بالشريعة والنقص الادراك فلا تنسب لصاحبها الا ديانة الا كما قال الله تعالى الا من شهد بالحق الا اذا علم انها ثابتة له فمقاتل له رأي في الارجاء معروف وهذا ثابت عنه. لكن هل كان يقول بهذا القول الغالي؟ هذا قول نسب لغلاة المرجئة لكن لم يحفظ عن احد بعينه انه قال به ونسبة بعض اهل المقالة ذلك لمقاتل لا يكفي وانما يقال هذا قول نسب لولاة المرجئة نعم قال رحمه الله تعالى نرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته. ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم بالجنة استغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم. نعم انه يرجى للمحسن ويخاف على المسيء. يرجى للمحسن رحمة الله وثواب الله ويخاف على المسلمين من عقوبة الله سبحانه وتعالى لما اتاه من المعصية والكبائر. ولكن المحسن لا يشهد له ويقطع له بالخير لا يقطع له بالجنة ولا يشهد له بالجنة ولا يشهد له بالرحمة بل يرجى ذلك جميعه فليرجى ذلك رجاء واما الذي يفصل بين العباد فهو الله سبحانه وتعالى ويخاف على المسيء ولا يقنط من رحمة الله ولا يقنط من رحمة الله ولا يجزم له بعذاب الله ولا بعقاب الله ولذلكم وان جاء في الاحاديث الصحاح وصف بعظ الكبائر بما تقتضيه من العذاب عند الله سبحانه وتعالى لا يجوز لمن فعلها من الاعيان ان يوصف بانه على هذا العقاب بعينه حتى القاتل فان الله سبحانه وتعالى قال في كتابه ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما ومع ذلك لا يجوز ان تقول عن قاتل معين بانه صائر الى عذاب الله والى هذا الوعيد بل هذا الوعيد له حقيقة ولكن الذي يفصل في تحققه على الاعيان من العباد هو الله سبحانه وتعالى ويغفر جل وعلا ما يشاء لمن يشاء. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. نعم قال رحمه الله تعالى والامن والاياس ينقلان عن ملة الاسلام. نقف على هذا وانتهى الوقت يا شيخ