واخبر ان الخلق كله والعالم جميعا يسبحه جل وعلا قال سبحانه يسبح لله ما في السماوات وما في الارض وما من ادوات العموم فكل ما في السماوات وما في الارض بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فلا يزال الحديث متصلا بالايات التي اوردها المؤلف رحمه الله من ايات التنزيه قد ابتدأ الكلام عنها في الدرس الماضي نتمم الكلام عنها ان شاء الله في هذا الدرس اورد رحمه الله قوله جل وعلا يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ووجه ايراده رحمه الله لهذه الاية هو ان التسبيح دليل على التنزيه العام المتضمن للكمال المطلق ولعلكم تذكرون الكلام عن موضوع التسبيح وان معناه تنزيه الله عز وجل عن كل نقص وعن مشاركة في الكمال فالله عز وجل سبح نفسه في كتابه اخبر ان عباده يسبحونه جل وعلا قد اجتمع في هذه الاية التسبيح والحمد له الملك وله الحمد واجتماعهما هو التوحيد فان التسبيح قد دل بالمطابقة على التنزيه والحمد قد ضل والحمد قد دل بالتضمن على الاثبات واجتماعهما هو التوحيد فلا التنزيه وحده توحيد؟ ولا الاثبات وحده توحيد بل التوحيد مجموع الامرين الاثبات والتنزيل ويجمعهما التسبيح والتحميد ولذا كان احب الكلام الى الله جل وعلا كما في الصحيح سبحان الله والحمد لله قوله جل وعلا يسبح كما علمنا معناه ينزه الله سبحانه وتعالى والتسبيح الاصل في معناه انه اعتقاد التنزيه هذا هو الاصل الاصل في التسبيح انه اعتقاد ويتبعه قول يطابقه وعمل يصدقه فالاصل ان تعتقد التنزيه ويتبع ذلك ان تسبح الله جل وعلا بالقول كقول سبحان الله وهو كما قد علمت من احب الكلام الى الله وكذلك العمل الذي يصدق هذا التسبيح بان تخلص العبادة لله وتنزهه عن الشريك تكون موحدا لله سبحانه وتعالى في العبادة فهذا هو التسبيح ولاجل هذا اجل بيان اصل هذا المعنى جاء في احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير التسبيح بانه تنزيل الله عن السوء كما جاء في ثلاثة احاديث عنه عليه الصلاة والسلام خرجها الطبري والطبراني والبزار والحاكم وغيرهما وفي اسناد كل مقال كما جاء هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن مجاهد وعن غيرهما من السلف الصالح بل هذا هو المعنى المجمع عليه بين اهل العلم اعني ان التسبيح هو تنزيه الله عز وجل عن السوء ويستلزم التسبيح تعظيم الله عز وجل دل التسبيح بدلالة المطابقة على التنزيل ودل بدلالة اللزوم على التعظيم ووجه ذلك ما قد علمناه وتكرر غير مرة ان التنزيه العام والتنزيه المجمل يدل على الكمال المطلق فلاجل كماله جل وعلا استحق ان يعظم فصار التسبيح مستلزما او دالا بدلالة اللزوم على التعظيم ولاجل هذا فسر جماعة من السلف التسبيحة بالتعظيم وهذا وجه ذلك كما ان التسبيحة جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بمعنى الصلاة لما فيها من التعظيم كما في قوله جل وعلا وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فان هذه الاية كما يقول ابن العربي في احكامه لا خلاف ان المراد بها صلي يعني الفعل هنا سبح يراد به صلي فتكون دليلا على صلاتي الفجر والعصر وهذا ايضا ثابت في السنة في احاديث كثيرة منها ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسبح على راحلته في السفر اي وجهة توجه فدل هذا على ان الصلاة يطلق عليها التسبيح والسبحة لا يخفى ما في الصلاة من صور للتعظيم جلية ففي الصلاة تعظيم الله بالسجود والركوع والقيام والذكر والدعاء وهذا من اغلى واوضح ما يكون اذن شأن التسبيح شأن عظيم ولاجل هذا سبح الله نفسه وامر بتسبيحه يسبح الله والصحيح ان هذا التسبيح هو بلسان المقال لا بلسان الحال كما قال بعضهم وبيان ذلك ان الله جل وعلا قال وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم فلو كان المراد تسبيح الخلائق بلسان الحال لما كان لقوله ولكن لا تفقهون تسبيحهم معنى وذلك ان تسبيحه اعني العالم بلسان المقال يعني ما تدل عليه الدقة في الصنعة والاتقان في الخلق من تعظيم الله جل وعلا وكماله هذا امر معلوم فكيف يقال ولكن لا تفقهون تسبيحه وقد دلت النصوص على هذا اوضح قول قال جل وعلا عن داوود عليه السلام انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق وثبت في احاديث كحديث ابن مسعود عند البخاري انهم كانوا يسمعون مع النبي صلى الله عليه وسلم تسبيح الطعام فدل هذا على ان هذا التسبيح هو تسبيح بلسان المقال لا بلسان الحال اذا هذا وجه ايراد المؤلف رحمه الله لهذه الاية نعم قال رحمه الله تعالى وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك. وخلق كل شيء فقدره تقديرا هذه الاية فيها مما نحن بصدده من المباحث موضعان اولهما في التنزيل المفصل او النفي المفصل تنزيه في تنزيه الله جل وعلا عن الولد وعن الشريك في الملك وهذا ما قد تم شرحه في الدرس الماضي والموضع الثاني لقوله جل وعلا تبارك فان مما فسرت به هذه الكلمة عند اهل العلم تنزه وتقدس تكون من جملة الادلة على النفي المجمل وقيل ان تبارك بمعنى تعاظم وهذا اكثر في كلام العلم واقرب وقيل وهو قريب منه تمجد وقيل تعالى وارتفع وعلى كل فهي كلمات متقاربة في المعنى وذهب بعض اهل العلم الى ان معنى تبارك اي تجنى البركة من قبله وذهب ابن القيم رحمه الله الى ان هذا الفعل قال له على صفة ذاتية وصفة فعلية الذي يظهر والله اعلم ان هذا محل نظر بل هما فعلان احدهما دال على الصفة الذاتية والاخر دال على الصفة الفعلية فتبارك دال على صفة ذاتية لله جل وعلا وبارك وباركنا عليهم وجعلني مباركا هذا الفعل هو الدال على الصفة الفعلية وكلاهما من الصفات المختصة بالله تبارك وتعالى فلا يجوز ان يقال في غير الله عز وجل انه تبارك ولا يجوز ان يقال بارك بمعنى اعطى البركة فهذان الامران مما اختص الله تبارك وتعالى بهما ولا يجوز اضافتهما الى غيره سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وقوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون هذه الاية من سورة المؤمنون شأنها عظيم وعنها كلام كثير ووجه ايرادها فيما نحن بصدده هو النفي الذي تضمنته نفي الولد ونفي الاله معهم جل وعلا ولو تأملت لا رأيت ان نقضى هذا الباطل تعلق باتخاذ الاله ولم يتعرض لي ولم يتعرض لاتخاذ الولد يعني جاء الرد على ادعاء الاله مع الله وليست الاية رد آآ صريح على اتخاذ الولد مع الله اذا لذهب كل اله اذا هذا تعلق بالامر الثاني اما الامر الاول فما جاء عنه اه شيء والذي يظهر والله تعالى اعلم ان نفي الاله مع الله جل وعلا يستلزم بالضرورة نفي الولد عنه وهذا ما سبق الحديث عنه في الدرس الماضي تذكرون ما اه قيل من ان اتخاذ الولد مع الله جل وعلا يتنافى الوهيته جل وعلا وحده وذلك ان الولد من جنس الوالد ومن جوهره ويأخذ خصائصه اذا كان الوالد ربا والها كان الولد كذلك فلما انتفى ان يكون مع الله اله ورب انتفى بالضرورة ماذا ان يكون معه ان يكون معه ولد وكلا الامرين سبق اه الحديث عنهما هذه الاية من الادلة التي فيها رد الشرك في الربوبية اكثر الايات التي جاءت في النصوص كانت في رد الشرك في الالوهية لكن لكون الشرك في الربوبية موجود في بعض الناس فان الله جل وعلا رده في بعض الايات ومنها هذه الاية فهي من اصرح واوضح الادلة على نفي الشرك في الربوبية والشرك في الربوبية واقع من بعض الناس نعم لا يعلم احد من الناس قال بوجود خالقين مدبرين متساويين من كل وجه لكن ان تنسب بعض الربوبية الى بعض الالهة التي تعبد فان هذا حاصل ووقع فيه طوائف من البشر النصارى وكالبوذيين وكالمجوس بل حتى بعض مشركي العرب كانوا مشركين في بعض الربوبية كما يعبر بهذه العبارة الدقيقة شيخ الاسلام رحمه الله في اه شرح الاصفانية اذا وقوع الشرك في الربوبية حاصلة لكن الشرك في الالوهية اعظم واكثر لاجل هذا كثر في النصوص رده هذه الاية تلاحظ انه جاء فيها لفظ الاله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله والاله هنا قطعا المراد به الاله الحق والا فالاله الباطل قد اتخذ مع الله عز وجل كثيرا. لكن المقصود هنا الاله الحق واذا كان الها حقا كان بالضرورة ربا فان الالوهية الحقة تتضمن الربوبية كما ان الربوبية تستلزم تستلزم الالوهية. وهذه قضية قد مر الحديث عنها في هذا الدرس وفي غيره اذا الاله الحق لابد ان يكون ربا وهذا هو الذي تناولته هذه الاية ويكاد ان يكون متفقا عليه بين المفسرين انها تتحدث عن الربوبية. بدليل قوله اذا لذهب كل اله بما ايش؟ خلق. خلق. وما الذي يخلق؟ الرب. اذا الاله المراد هنا ماذا ماذا الرب لان الاله الحق لابد ان يكون ماذا؟ ربا. ربا. وهذان اللفظان الاله والرب يجتمعان ويفترقان في تفصيل اظنه قد مر معنا اما في هذا الدرس او في درس كتاب التوحيد المقصود ان هذه الاية تناولت او تعرضت لموضوع الربوبية. ونفي الشريك مع الله عز وجل في الربوبية. يعني لا يوجد مع الله عز وجل رب اخر. ومن اتخذ ربا اخر مع الله عز وجل عز وجل فان هذا الاتخاذ لا شك في بطلانه والبرهان على نفي وجود الرب الشريف مع الله جل وعلا بينه سبحانه وتعالى من وجهين فقال اذا لذهب كل اله بما خلق يعني استقل كل خالق ورب ومدبر بما خلق والثاني ان يعلو بعض هذين على بعض ولا على بعضهم على بعض على هنا بمعنى قهرا اذا يقهر احدهما الاخر ولا شك ان المقهور معلوم بالضرورة انه لا يمكن ان يكون ماذا؟ نعم. ان يكون ربا فكان هو الرب وهذه الاية اقرب دليل يدل على دليل التمانع المشهور عند المتكلمين وهذا الدليل في نفسه صحيح قد اخطأ من زيف هذا الدليل وقدح فيه. بعض المتكلمين كالامدي قدح في هذا الدليل وبين انه يرد عليه ما يرد لكن هذا غير صحيح بل هذا الدليل دليل صحيح يدل دلالة عقلية على توحيد الله جل وعلا في الربوبية وناقش شيخ الاسلام رحمه الله في غير موضع من كتابه من كتبه آآ ما اورده الامدي في آآ لقدحه في هذا الدليل. لكن استدلال المتكلمين وهذا الذي يتكلم عنه اهل العلم. اه استدلال المتكلمين على دليل التمام قوله جل وعلا اه اية اه لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا هذه الاية لا تتكلم عن الربوبية بل تتكلم عن الالوهية لكن الاية التي معنا اية المؤمنون هي التي تعرضت لموضوع الربوبية وشرح هذا الدليل على وجه الايجاز والايضاح هو انه لو فرض وجود رب خالق مدبر مع الله جل وعلا او بعبارة اخرى لو وجد رباني مدبران خالقان فلا يخلو الحال من ان يكون الخلق والتدبير حاصلا منهما على وجه الاتفاق او الاختلاف او الاستقلال بمعنى ان يدبرا معا هذا الكون مع اتفاق وتعاون او يدبر امر هذا الكون مع اختلاف بينهما في التدبير او يستقل كل منهما بخلقه وعالمه القسمة تنحصر في هذه آآ الاحوال الثلاثة اما الحال الاولى وممتنعة يمتنع ان يتوارد على خلق هذا الكون وتدبيره رباني متساويان متفقان فيما بينهما ووجه هذا الامتناع امران اولا ان هذا التدبير بالاتفاق والتعاون دليل على عجزهما ووجه ذلك ان كون احدهما لا يمكنه ان يستقل بالتدبير دليل على عجزه. والعاجز لا يكون ربا ما هو معلوم ببدائه العقول. بمعنى اذا كان كل واحد منهما لا يمكنه ان يريد الا اذا اراد الاخر ولا يمكنه ان يفعله الا اذا فعل الاخر كان دليلا على ماذا على عجزه عاجز عن الاستقلال والعاجز لا يكون ربا الوتر الثاني ان توارد خالقين مدبرين على حدث او مخلوق واحد ممتنع عقلا وذلك ان ورود مؤثرين على فعل واحد او حدث واحد ممتنع عقلا لا يمكن ان يتوارد مؤثران على فعل واحد حتى لو حصل تعاون قد يقول قائل قد يتعاون اثنان على رفع صندوق فنقول ما حصلت توارد هنا في التأثير على ماذا على محل واحد انما حمل هذا جزءا وحمل الاخر جزءا يعني ثقل هذا الصندوق توزع ماذا على اثنين فاحدهما تحمل ماذا جزءا والاخر تحمل جزءا. اذا كلامهم ممتنع عقلا. ان يتوارد خالقان مدبران بالسوية على خلق ماذا على خلق هذا الخلق وتدبيره. اذا هذا الاحتمال قد بطل. ننتقل الى الاحتمال الثاني الا وهو ان يدبر هذا الكون خالقان ماذا مختلفان وهذا اظهر في الامتناع ووجه ذلك ان هذين الربين اذا اختلف فلا يخلو الامر من ثلاثة او من ثلاث احوال الاول او الحال الاولى ان يعجز كلاهما اذا اختلف هذان الربان فاحدهما منع الاخر. والاخر منع الاول فلا هذا استطاع ان يخلو ولا هذا استطاع ان يخلق وهذا اظهر ما يكون في ماذا في العجز والعاجز لا يكون لا يكون ربا او ان يعلو احدهما الاخر اذا اختلف فاحدهما يتغلب ويقهر الاخر فتنفذ ارادته وبالتالي يكون الذي نفذت ارادته ماذا هو الرب والاخر لا يكون ماذا؟ لا يكون ربا. كما قال جل وعلا ولعلى بعضه على بعض الحال الاخرى او العفوا الحالة الثالثة ان اه يجتمع حصول مرادهما معا وهذا ممتنع عقلك لانه يلزم منه اجتماع ماذا؟ النقيضين واجتماع النقيضين ممتنع عقله. بمعنى اذا اختلفا فاراد احدهما شيئا واراد الاخر نقيضه او خلافه فلا يمكن ان يحصل ماذا ما ما اراداهما معا اليس كذلك؟ يعني لو اراد احدهما ايجاد شيء واراد الاخر عدم ايجاده. فهل يمكن ان يكون موجودا المعدومة في نفس الوقت نعم لا يمكن او اراد احدهما تحريك شيء واراد الاخر تسكينه هل يمكن ان يكون متحركا ساكنا؟ نعم لا يمكن ان يكون ذلك كذلك. اذا تدبير الخلق مع احتمال اختلافهما امر ماذا امر ممتنع. اذا بقي لنا ماذا الاحتمال الثالث والاحتمال الثالث بين الله عز وجل بطلانا في قوله اذا لذهب كل اله بما خلق بمعنى ان آآ يستقل كل رب لا يتفقان ولا يختلفان انما يخلق هذا استقلال وعلى حدة ويخلق الاخر باستقلال وعلى حدة. يعني هذا له خلقه وعالمه وهذا له خلقه وعالمه وهذا معلوم البطلان بالمشاهدة الضرورية فان هذا العالم جميع اجزائه متسقة ومترابطة ولا يمكن ان يصدر هذا الا عن ماذا عن خالق واحد. اليس كذلك يا جماعة انظر الى هذا الكون باكمله تجده نسيجا واحدا لا يستغني جزء منه عن جزء اخر فالماء والهواء والارض والسماء والشمس والقمر والانسان والنبات والحيوان. وكل ذلك تجده ماذا متسقا نسيجا واحدا ليس فيه ماذا؟ اختلاف او تعارض. وهذا اوضح دليل على ماذا على ان خالقه ماذا؟ على ان خالقه واحد والا لو كان بعض هذا الكون مخلوقا من خالق والبعض الاخر مخلوقا من خالق اخر لكان ماذا تمة تفاوض واختلاف وتعارض. فلما لم يكن الامر كذلك دل هذا على انه لا يوجد ماذا لا يوجد شراكة في الربوبية. فان انتفاء اللازم دليل على انتفاء الملزوم. انتفاء لازم دليل على انتفاء الملزوم وتلاحظ هنا انه ذكرت المقدمة ولم تذكر النتيجة يعني النتيجة لهذا لهاتين المقدمتين ما هما ما على احدهما او بعضهما على بعض ولا ماذا استقل كل خالق بخلقه. اذا النتيجة ماذا النتيجة ان شيئا من ذلك لم يحصل. وعدم التنصيص على النتيجة لوضوحها وهذه طريقة البلاغة في الكلام ان يذكر ما يحتاج الى بيانه ويسكت عما لا يحتاج الى بيانه لما كانت النتيجة ماذا؟ معلومة وواضحة لكل احد اعرض عن ماذا اعرض عن ذكرها في هذه الاية لانها في غاية الوضوح. هذا ما يتعلق بالكلام عن هذه الاية والكلام عن هذه الاية وعما اه تضمنه ايضا دليل التمانع من اه التفصيل. اه كلام كثير ومن احسن المواضع التي تجد الكلام مفصلا فيها ما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله في شرح الاصفهانية بعد الصفحة المئة والثلاثين تقريبا يعني اخذ شوطا لا بأس به في الكلام عن هذه اه الاية وعن هذا الدليل. وكذلك في موضع مهم في اه منهاج السنة وكذلك ابن القيم رحمه الله في الصواعق وايضا في النونية وفي غيرهما من كتبه. نعم قال رحمه الله تعالى وقوله فلا تضربوا لله الامثال. ان الله يعلم وانتم لا تعلمون قال جل وعلا فلا تضربوا لله الامثال هذه الاية سبق الكلام عن انها دلت على النفي المجمل ففيها النهي عن ضرب الامثال لله جل وعلا هذه الاية آآ سياقها يدل على ان موضوعها يتعلق بالالوهية لكن ايراد الشيخ لها كايراده لقوله جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وقد ذكرت وجه ذلك في الدرس الماضي فان انتفاء الشرك في الالوهية عن الله جل وعلا انما كان لان هذا مما يختص الله عز وجل به وكذلك الشأن في غير ذلك مما يختص الله سبحانه وتعالى به من صفاته وافعاله جل وعلا اذا عموم اللفظ يدل على صحة الاستدلال بهذه الاية في باب الصفات ايضا قال جل وعلا فلا تضربوا لله الامثال تضرب بمعنى تجعله ضربت اللغة تعني هذه كلمة جعل ضربت عليك العنكبوت بنسجها ويقول الفرزدق يعني جعلت فضرب بمعنى جعله والامثال جمع مثل ومثل هنا بمعنى مماثل كمثل يقول مثل لهذا يعني مماثل لهذا كما تقول شبه لهذا يعني مشابه لهذا وتأتي ايضا الامثال جمعا لمثل اذا الامثال يجمع عليها مثل ومثل وكلاهما شيء واحد في المعنى اذا تحصل من هذا ان هذه الاية فيها النهي عن ان يجعل مع الله عز وجل مماثل وشبيه ونظير فهذا مما نهى الله عز وجل عنه كما نهى اه كما نفى ذلك في قوله ليس كمثله شيء اذا المثل منفي عن الله ومنهي عن نسبته او جعله مع الله جل وعلا ولاجل هذا آآ فسر هذه الاية جمع من السلف كابن عباس رضي الله عنهما بان لا فلا تضربوا لله الامثال لا تجعلوا مع الله الاصنام الهة هذا يدل على ان هذا هو المقصود لا يجعل مع الله عز وجل الامثال فالله ليس له كفر ولا سمي ولا مماثل ولا نظير جل وعلا فلا تضربوا لله الامثال وقيل ان معنى فلا تضربوا لله الامثال لا تقيسوا الله على خلقه لان الامثال بمعنى الاقوال القياسية التي تضرب معلوم معنى المثل المثل قول قياسي يقاس فيه آآ شيء على شيء او حادثة على حادثة كما تقول مثلا الصيف ضيعت اللبن تضربه في موضع معين تريد ان تقول ان حالك يا ايها الانسان الذي ضربت لك المثل كحال تلك المرأة التي فاتتها الفرصة في وقتها. كذلك الشأن انت انت مثل ماذا؟ انت مثل تلك اذا المثل ماذا يراد به ماذا القياس المثل يراد به القياس. اذا هذه الاية على هذا التفسير فيها النهي عن ماذا ان تضرب الامثال بمعنى ان يقاس الله بشيء من خلقه والقياس في حق الله جل وعلا سبق الكلام عنه في الدرس الاول عند قول المؤلف ولا يقاس بخلقه وقلت ان القياس الذي يقتضي التسوية بين الخالق والمخلوق جل وعلا هو في حق الله ماذا ممتنع باطل سواء كان قياسه تمثيل او كان قياس شمول قياس التمثيل قياس الاصوليين الحاق فرع باصل في حكم لعلة جامعة بينهما اذا هذا لا يمكن ان يكون في حق الله جل وعلا بالمساواة الحاصلة فيه بين الخالق والمخلوق وهذا ابطل الباطل كذلك قياس الشمول. وهو قياس المناطق الذي هو ادخال جزئي تحت كل يشترك فيه مع غيره من الجزئيات فهذا ايضا باطل لان فيه تسوية الله عز وجل بخلقه فهذا وذاك ممتنع في حق الله جل وعلا وهذه الاية دليل على ذلك لكن هناك نوع من القياس ليس فيه هذه التسمية وهو ماذا؟ قياس الاولى فان هذا ليس فيه تسوية بين الخالق والمخلوق جل وعلا ودل عليه قوله سبحانه وله المثل الاعلى وهذا القياس كما مر معنا مفاده ان كل كمال اتصف به المخلوق لا نقص فيه بوجه من الوجوه الخالق اولى به لان معطي الكمال اولى به على هذا المعنى آآ ايضا ليس اه هذا التفسير ببعيد عن سابقه كلاهما تفسيران متقاربان احدهما ان ينفى عن الله جل وعلا وينهى عن ان يتخذ معه جل وعلا اه مماثل في ذاته وصفاته تبارك وتعالى ثم قال جل وعلا ان الله يعلم وانتم لا تعلمون وهذا مؤذن بان السبب الذي ادى الى ان يتخذ المشركون معبودا مع الله او ان يتخذ الضالون مماثلا ومشابها مع الله بشيء مما يختص به انما هو ناتج عن جهلهم والله سبحانه وتعالى حينما نهى ونفى ذلك فهو اعلم ببطلان هذا الامر ان الله يعلم وانتم لا تعلمون نعم قال رحمه الله تعالى وقوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون انتهى ما يتعلق بادلة النفي والتنزيه بي انتهاء اه الكلام عن الاية السابقة انتقل المؤلف رحمه الله بعد ذلك الى اية عظيمة دلت على معنى جامع وعظيم في باب الصفات فيه النهي عن الخوض في هذا الباب بغير علم ووجه الشاهد من ايراد الاية قوله سبحانه وان تقولوا على الله ما لا تعلمون والقول على الله بغير علم هو القول عليه بغير الحق والكلام عنه بعلم هو الكلام عنه بحق فالكلام عنه بعلم وحق هو الشأن من المسلم وهو المأمور به وهو المطلوب منه. الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب؟ الا يقولوا على الله الا الحق وقد نهى الله عز وجل عن ان يقال عنه بغير الحق قال جل وعلا يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق ولذا كان اولياء الله لا يتكلمون عنه جل وعلا الا بعلم وحق على كما قال موسى عليه السلام حقيق على الا اقول على الله ايش؟ الا الحق اما خلاف ذلك فهذا من تسويل الشيطان ومن وسوسته انما يأمركم بالسوء والفحشاء وماذا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون كل من خاض في بابه الاسماء والصفات بغير دليل وبرهان من الوحي فقد قال على الله بغير علم وقال على الله غير الحق فمن مثل الله بخلقه قال عليه بغير حق ومن كيف الله وكيف صفاته فقد قال عليه بغير الحق ومن اول صفاته فقال ان استوى بمعنى كذا وان احب وابغض بمعنى كذا وقد قال على الله بغير علم وبغير الحق ومن سمى الله او وصفه بغير ما دل عليه الكتاب والسنة فقد قال على الله بغير علم ومن استعمل الالفاظ المجملة في حق الله سبحانه اثباتا او نفيا فقد قال على الله عز وجل بغير علم اذا اصناف الخائضين في هذا الباب بغير دليل وبغير برهان لا شك انهم قائمون على الله بغير علم وهذه الاية اية عظيمة شأنها كبير لان فيها الدليل والبرهان على بطلان كل كلام في الله او في شرعه بغير دليل وبرهان فان الشرك والبدعة انما اسست على القول على الله بغير علم والقول على الله بغير علم يشمل امرين القول على الله في ذاته وصفاته بغير علم وبغير دليل وبغير برهان والقول على الله بغير علم في شرعه ايضا قال جل وعلا آآ ام له شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وقال جل وعلا ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذبة هذا حلال وهذا حرام لتفتروا ايش؟ على الله الكذب اذا القول في دين الله احداث ما لم يثبت من العقائد والعبادات يعني الابتداع في دين الله جل وعلا قول على الله بغير علم اذا هذه الاية سيف مسلط امام كل ضال ومبتدع فانه قطعا قائم على الله في ذاته. وصفاته او في شرعه بغير علم وهذا من اعظم المحرمات وان تقولوا على الله ما لا تعلمون هذه الاية تستحق ان يوقف عندها لاستجلاء معناها وذلك لعظيم اهميتها فانها من الايات الجوامع التي فيها من الهدى والنور والعلم الشيء الكثير قال جل وعلا قل انما حرم ربي الفواحش انما تكلم العلماء كثيرا في الحصر بانما هنا وهذا الحصر حصر اضافي وذلك ان الاية التي سبقت هذه الاية فيها قول الله جل وعلا قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق فان من شأن المشركين انه كانوا يحرمون ما لم يحرمه الله جل وعلا من اه الزينة واللباس اه اللحوم والطعام وينسبون هذا الى الله جل وعلا فبين الله سبحانه ان هذا الذي حرمتموه ليس بصحيح انما حرم الله خلاف ذلك وهي هذه الامور يعني المشركون كانوا مثلا يحرمون على غير الاحمسي والحمس قريش ومن والاها يحرمون عليهم ويمنعونهم بالقوة ايضا ان يطوف احدهم بثيابه وهو بين امرين اما ان يطوف عاريا او يطوف بثياب احبس وان تجرأ وطاف بثيابه رمى هذه الثياب بعد الطواف فما انتفع بها وهذا لا شك انه من الباطل ونسبوه الى الله جل وعلا وهو هي نسبة باطلة. قال جل وعلا واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء فهؤلاء قالوا على الله عز وجل بغير علم بل افتروا عليه الكذب فبين الله سبحانه ان الله لا يأمر بهذا الفاحشة التي فعلوها هي الطواف بالبيت عراة اذا اه اتضح لنا وجه الحصر هنا لانه اورد بعضه ان المحرمات اكثر من هذا فهذا وجه هذا الحصر فهو حصر اضافي وعلى التفسير الذي سيتضح معنا هو التفسير الصواب ان شاء الله. لا وجه لهذا اصلا فكل المحرمات راجعة الى هذه الاية قال جل وعلا قل انما حرمنا قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ظهر وبطن اما ان يكون ذلك بمعنى اعلن واصر كلاهما محرم والفاحشة التي اعلن بها محرم والتي اسر بها محرمة والتنصيص على هذا لعل وجهه ما كان عليه اهل الجاهلية فانهم كانوا يعتبرون الممنوع هو الاعلان بالزنا اما الزنا بالسر فليس بممنوع ولا يعاقب الله عليه فرد الله عز وجل ذلك او يكون ما ظهر يعني ما فعل بالجوارح وما بطن يعني ما قام بالقلب والفاحشة هي الذنب الذي غلظ وفحش وتناهى في القبح ومن اول ما يدخل في ذلك الزنا والله سماه فاحشة. انه كان فاحشة وكذلك اللواط اتأتون الفاحشة فهذان وامثالهما مما نص الله جل وعلا على تحريمه قال قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم الاثم هنا بمعنى الذنب وعليه فيكون في هذه الاية ذكر الخاص قبل العام وهذا في البلاغة يفيد الاهتمام بالخاصة كلا الامرين تقديم الخاص على العام او تأخير الخاص عن العام كلاهما من اساليب البلاغة التي تفيد الاهتمام بهذا الخاص. وهذه الاية سيأتي معنا اجتماع الامرين فيه فيكون تقديم الفاحشة من تقديم الخاص على العام تنبيها عليه اهتماما به والذنب عفوا والاثم يطلق في النصوص على الذنب وعلى اثر الذنب الذنب يعني الامر المحرم والسيئة والمعصية يسمى اثما يسمى ما يترتب عليها من آآ تحمل العقوبة اثما قال من فعل كذا فقد اثم يعني تعرض للعقوبة او هو متوعد بعقوبة هذا الذنب قال جل وعلا والاثم والبغي بغير الحق البغي نوع من الذنوب وهو الظلم والاعتداء على الاخرين بغير حق فهو نوع من الذنوب فهو من ذكر الخاص بعد العام تنبيها على اهميته والبغي بغير الحق قال طائفة من اهل العلم ان قوله بغير الحق قيد لبيان الواقع لا مفهوم له فهو كقوله جل وعلا ويقتلون النبيين بغير حق كما جاء في النصوص وفي كلام الناس صلاة العشاء الاخرة او كما جاء في القرآن طائر يطير بجناحيه فهو قيد لبيان الحال او كما يقول المناطق صفة كاشفة. لا مفهوم لها. بمعنى ان البغي قوله البغي بغير الحق لا يفهم منه ان هناك ماذا؟ بغي بحق وقالت طائفة من اهل العلم ان هذا القيد له مفهوم فان البغي بحق ليس بمحرم وقد يطلق على جزاء البغي بغيا على سبيل المقابلة كما في قوله جل وعلا وجزاء سيئة ماذا سيئة مثله قال جل وعلا فمن اعتدى عليكم ماذا فاعتدوا. اذا هذه سيئة مقابل سيئة كانت بحق واعتداء مقابل اعتداء فكان ماذا فكان بحق والامر في ذلك على كل حال قريب المقصود يا اخواني ان البغي والظلم والاعتداء على الاخرين من اعظم المحرمات في الشريعة وهو من آآ الامور الجلية والواضحة في الشريعة والتي عليها الايات والاحاديث المحكمة فلا يجوز لاحد ان يبغي على اخر لنفسه او ما له او في عرضه فان هذا من اعظم المحرمات وهذه قضية ينبغي على طالب العلم ان يقف عندها مليا وان يحاسب نفسه عليها انه مع الاسف الشديد كثر بواقع الناس عموما وفي واقع بعض طلبة العلم خصوصا التساهل في هذا الامر فالاصل يا رعاك الله ان عرض المسلم محرم تحريما دلت عليه الادلة القطعية ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام وليس اي تحريم بل هو تحريم غليظ كحرمة يومكم هذا بشهركم هذا في بلدكم هذا فعرض عرض المسلم لا يجوز الاعتداء عليه ولا يجوز ان يظلم الانسان في هذه الجهة بغير الحق وثبت عند ابي داوود انه صلى الله عليه وسلم قال ان من اربى الربا استطالة المرء في عرض اخيه وعند ابي داوود ايضا قال صلى الله عليه وسلم من قال في مسلم ما ليس فيه سقاه الله جل وعلا من ردغة الخبال وجاء تفسير ذلك بانه عصارة اهل النار عافاني الله واياكم اذا فالامر يا اخواني ينبغي ان يقف الانسان عنده منيا الاصل في المسلمين ان يكونوا كما قال الله جل وعلا رحماء بينهم اذلة على المؤمنين لكن قد يقتضي الحال ان يتكلم في شخص ما لاقتضاء المصلحة الشرعية ذلك. اذا عندنا اصل وهو ان عرض المسلم يجب ان يحترم لكن قد تأتي احوال يكون فيها الكلام في الاخرين والطعن فيهم امرا مشروعا بل واجبا رعاية للمصلحة الشرعية وهذا منوط بحصول المصلحة وتطبيقه من جهة التعيين. او عدم التعيين راجع الى الاجتهاد المبني على العلم الشريعة جاءت بهذين اذا الذين يقولون لا يتكلم في احد البتة مخطئون وهذا من اسباب لو طرد هذا الكلام لكان من اسباب انتشار البدع والضلالات والمنكرات في ولا شك ان هذا باطل والقول بانه يجوز ان يتكلم في الاخرين على سبيل الابهام فقط ايضا ليس بصحيح الشريعة التي جاءت ما بال اقوام هي الشريعة التي جاءت بي كذب ابو السنابر اذا طالب العلم او الشيخ او العالم السني في رده للباطل قد يبهم وقد يعين بحسب ما تقتضيه المصلحة لكن هذا مشروط بامرين عظيمين العلم والعدل فعلى المسلم ان يتقي الله جل وعلا فالامر ليس سهل يجب عليك ان تتكلم يا عبد الله بعلم. اما اذا تكلمت في احد من المسلمين بجهل فانك قد ظلمته وبغيت عليه وهذا محرم بنص هذه الاية وقال شيخ الاسلام رحمه الله هذه الامور المذكورة محرمة في كل الملل ولا تباح في حال ولا مكان ولا زمن او يتكلم الانسان في عرض اخيه بغير عدل بل بظلم فينسب اليه ما لم يكن او ينسب اليه اكثر مما قال او فعل. فلا شك ان هذا من البغي. اذا طالب العلم يجب ان يزن هذا الموضوع بميزان دقيق قد تسكت فتأزم وقد تتكلم فتأثم قد تسكت فتأثم اذا كانت المصلحة الشرعية تقتضي ان تتكلم وان تصرح وقد تتكلم وتصرح لكنك تبغي او تزيد او تتكلم بغير علم اما بالواقع واما بالشرع فحينئذ تكون اثما فزن يا رعاك الله هذا الموضوع بميزان كميزان الذهب. واتق الله جل وعلا والسلامة كما قال السلف لا يعدلها شيء ثم قال جل وعلا والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطان السلطان يعني الحجة والبرهان وهذه الجملة فيها اشعار بان ما اتخذه المشركون من الاصنام والالهة مع الله جل وعلا حجتهم فيه داحضة فلا شبهة لهم ولا عذر له فهم قد اتخذوا هذه الالهة ووقعوا في هذا الشرك بغير سلطة وبغير حجة وبرهان قالت طائفة من اهل العلم ان هذا القيد كا القيد السابق على القول الاول يعني قيد لبيان الواقع لا مفهوم له او كما قالوا صفة كاشفة بمعنى لا يوجد شرك ماذا عليه سلطان او انزل الله اه به سلطانا كلا انما هذا فقط لبيان الواقع وقالت طائفة من اهل العلم ان الموصولة وصلته لان ما هنا ماذا من اداة اه الوصل فالموصول وصلته هنا تعريف لا وصف وبالتالي فلا تدخلوا اصلا في آآ المفاهيم يعني الموصول وصلته لم يذكر في صيغ المفاهيم فلا يكون لهذا اصلا آآ مفهوم مخالفة وبالتالي فلا يحتاج الى ان يورد هذا الايراد بان يقال هل هناك او هل يفهم من هذا؟ ان هناك شرك انزل الله به سلطانا هذا لا يرد على هذا القول والامر في ذلك كما ذكرت لك آآ يسير وقريب قال وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. وهذا كما ذكرت لك هو الذي اسست عليه اه جميع اصناف الشرك والبدع فكلها راجعة الى القول على الله عز وجل بغير علم ولو انعمت النظر في هذه الاية يا رعاك الله واحدة واحدة يعني ما ذكر فيها من الامور الخمسة لوجدتها سبحان الله منطبقة تمام الانطباق اه في اوضح صورة على صنفين مرزولين الرافضة والصوفية سبحان الله اجتمع فيها في هذه وتلك هذه الاوصاف واحدة واحدة وجرب هذا فانك تجد كل واحدة منها قد انطبقت على هاتين الفرقتين تمام الانطفاء الانطباق نعوذ بالله من الاهواء لعل في هذا القدر كفاية والله عز وجل اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان