هو مخالف لاجماع اهل اللغة فلم تقل العرب ان العرش هو الملك وثالثا هو مخالف لاجماع السلف فلم يقل احد قط من السلف الصالح ان العرش هو الملك ورابعا هذا القول بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه اما بعد قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقوله الرحمن على العرش استوى ثم استوى على العرش في ستة مواضع الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى اله واصحابه اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله الى ما كان قد سار عليه من ذكر فالصفات التفصيلية التي دل عليها كتاب الله جل وعلا او بعض منها هذه الايات التي اشار اليها هذه الايات التي اشار اليها الشيخ رحمه الله متعلقة بصفتي الاستواء وصفة الاستواء من كبريات المسائل التي وقع فيها النزاع بين اهل الحق والباطل والكلام عنها في مقامين الاول الكلام عن العرش والثاني الكلام عن الاستواء اما المقام الاول فالعرش في اللغة هو سرير الملك اي السرير الذي يجلس عليه الملك ولا تعرف العرب في لغتها العرش سوى ذلك قال جل وعلا ورفع ابويه على العرش قال نكروا لها عرشها ولها عرش عظيم وآآ العرش بالاصطلاح الشرعي يعني في النصوص التي جاءت في استواء الله على العرش يراد به سرير مخلوق عظيم ذو قوائم تحمله الملائكة وهو سقف العالم كالقبة عليه اما كونه او او اما قولنا انه سرير فان هذا الذي لا تعرف الغرض العرب سواه في لغتها. والقرآن نزل بلغة العرب وهو سرير عظيم وصفه الله عز وجل بذلك في قوله وهو رب العرش العظيم كما وصفه الله جل وعلا بانه كريم وتعالى الله الملك الحق لا اله الا هو رب العرش الكريم ووصفه جل وعلا بانه مجيد فقال جل وعلا ذو العرش المجيد على قراءة حمزة والكسائي وخلف والباقون على الرفض على انه صفة لله هذا العرش له قوائم دل على هذا ما ثبت في الصحيحين في ذكره عليه الصلاة والسلام الصيحة قال فاكون اول من يفيق فاجد موسى اخذا او قال باطشا بقائمة من قوائم العرش فالعرش له قوائم والله عز وجل اعلم بعددها تحمله الملائكة له ملائكة تحمله كما قال جل وعلا الذين يحملون العرش ومن حوله وللعرش ملائكة تحمله والله عز وجل مستغن عنهم وعن حبلهم بل هم ما اقاموا ذلك الا بعونه سبحانه وتوفيقه وللعرش حملة وله ايضا ملائكة او له الذين يحملون العرش ومن حوله وفي سنن ابي داود قال صلى الله عليه وسلم اذن لي ان احدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام فهؤلاء الحملة حملة العرش لهم خلق عظيم كما افاده هذا الحديث وهو سقف العالم وهو عليه كالقبة كما جاء في حديث الاعرابي وسيأتي في كلام المؤلف رحمه الله حينما او حينما يتعرض المؤلف رحمه الله الى ذكر الاحاديث المتعلقة بهذا الموضوع وقد اخبر صلى الله عليه وسلم قالوا اذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فانه اعلى الجنة واوسط الجنة قال وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر انهار الجنة فالجنة فوق السماء السابعة والعرش فوق الجنة والله فوق العرش اذا هو سقف العالم كما قال اهل العلم و الله عز وجل كرره في كتابه ذكرى هذا العرش العظيم اذ ذكر في القرآن في احدى وعشرين مرة وهذا التكرار دليل على اهميته وعظم شأنه وقد خالف في شأنه اهل الضلال كما خالفوا في غيره من مسائل الشرع واشهر الاقوال الباطلة في هذا الموضوع قولان القول الاول ما ذهب اليه عامة الاشاعرة عامة الجهمية والمعتزلة وبعض الاشاعرة من تأويل العرش بالملك وهذا القول باطل من وجوه اولا انه قول لا دليل عليه ويكفي هذا في رده كل قول لا دليل عليه يكفي في رده هذا السبب وثانيا ترده النصوص الصريحة اذ الله عز وجل قال وكان عرشه على الماء فهل يقال ان ملكه كان على الماء وموسى عليه السلام اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يجده اخذا بقائمة من قوائم العرش فهل سيكون اخذا بقائمة من قوائم الملك وعرش الرحمن جل وعلا اهتز لموت سعد ابن معاذ رضي الله عنه فهل ملك الله جل وعلا اهتز لذلك والله عز وجل يقول ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية فهل ملك الله يحمله ثمانية اذا هذا مما يدلك على ان هذا القول باطل لا شك فيه القول الثاني ان العرش هو الفلك الاعلى او كما يقولون الفلك التاسع او كما يقولون الفلك الاطلس اي الذي لا نجوم له وهذا قول الفلاسفة وهو اظهروا في البطلان والشناعة والردود السابقة تنسحب عليه ايضا هذا العرش العظيم تتعلق به مسائل منها خصائصه اختص هذا العرش بخصائص منها انه مخصوص باستواء الله جل وعلا عليه فاننا لا نعلم فيما اخبرنا الله عن نفسه ان مستوى على شيء سوى هذا العرش وثانيا انه اعلى المخلوقات واذا كان كذلك كان اقربها الى الله جل وعلا كما سبق بيان وثالثا انه اكبر المخلوقات فيما نعلم دل على هذا حديث ابي ذر رضي الله عنه هو حديث صحيح من مجموع طرقه قال عليه الصلاة والسلام ما السماوات السبع في الكرسي الا كحلقة ملقاة في فلاة قال وفضل العرش على الكرسي كفضل ثلاث على الحلقة اذا هو عرش عظيم وكبير وعند ابن جرير وغيره باسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رضي الله عن الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره الا الله اذا هو شيء كبير وعظيم الخاصية الرابعة انه اثقل المخلوقات وهذا فقرره شيخ الاسلام رحمه الله في الرسالة العرشية استدلالا بحديث ابن عباس عن جويرية ام المؤمنين رضي الله عنه كما هو ثابت في صحيح مسلم لقوله عليه الصلاة والسلام سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته فقوله وزنة عرشه يدل على انه اثقل المخلوقات ووجه ذلك ان المقام مقام ذكري اعظم الاشياء فلما ذكرت الزنا والثقل ذكر العرش هذا ما قرره رحمه الله ايضا مما يتعلق بهذا الموضوع مسألة مشهورة يذكرها اهل العلم وهي ايهما خلق اولا العرش ام القلم قلم القدر الذي كتبت به مقادير الخلائق والصحيح الذي لا شك فيه ان العرش مخلوق قبل القلم يدل على هذا ما ثبت في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما كتب الله مقاديره كل شيء قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال وعرشه على الماء ومعلومة ان كتابة المقادير انما كانت عقيدة خلق القلم يعني بعد ان خلق الله القلم مباشرة امره بكتب المقادير كما جاء في الحديث الاخر الذي هو معلوم عندكم لما خلق الله قلم. قال اكتب تحصل من الحديثين ان ان القلم مسبوق بخلق العرش لانه قال عليه الصلاة والسلام وعرشه على الماء قال ابن القيم رحمه الله للنونية والناس مختلفون في القلم الذي كتب القضاء به من الديان هل كان قبل العرش او هو بعده قولان عند ابي العلا الهمداني والحق ان العرش قبل لانه قبل الكتابة كان ذا اركانه وتنبه يا رعاك الله الى ان بحث اهل العلم في هذه المسألة يتعلق باسبقية او اقدمية مقيدة لا مطلقة يعني ليس البحث في اول المخلوقات مطلقا انما البحث في اول الخلق من هذين يعني اول شيء خلق من هذين هل كان هذا او هذا اما الخلق مطلقا فهذا شأن اخر فالله عز وجل لم يزل خالقا ولم يكن معطلا عن الفعل والخلق جل وعلا ثم بدأ يخلق والله عز وجل لا اول له يعني ليس له بداية سبحانه وتعالى فهو لم يزل موجودا وعليه فهو لم يزل خالقا فكل مخلوق مسبوق بمخلوق قبله والذي قبله خلق الله قبله وهكذا الى ما لا بداية كل مخلوق من حيث هو لا شك انه مسبوق بعدد خلقه الله بعد ان لم يكن لكن هذا المخلوق قد خلق الله قبله ولم يزل الامر متسلسلا في الماضي كما انه متسلسل في المستقبل وهذا الذي عليه اهل السنة والجماعة ومن قال بخلاف ذلك فانه مخطئ ولم يتصور المسألة حق التصور ولم يعطها حقها من النظر هذا فيما يتعلق الكلام عن العرش اما الكلام عن الاستواء فان الاستواء صفة فعلية اختيارية يعني متعلقة بمشيئة الله جل وعلا اتصف الله عز وجل بها لما شاء هذه الصفة جاءت في كتاب الله تسع مرات في سبعة مواضع جاءت معدات على وفي موضعين جاءت معداة بالى اما الى انتهاء الغاية هنا كان الى السماء قال جل وعلا ثم استوى الى السماء في موضعين. البقرة وفصلت ثم استوى الى السماء فسواهن ثم استوى الى السماء وهي دخان والاستواء هنا بمعنى العلو والارتفاع استوى الى السماء يعني ارتفع الى السماء وعلى الى السماء ومن الخطأ بل من التأويل كما بسط هذا شيخ الاسلام رحمه الله في شرح حديث النزول القول بان معنى استوى الى السماء يعني قصد الى السماء او كما يقولون قصد الى خلق السماء هذا لا شك انه غلط وغير صحيح ومن الخطأ حكاية الخلاف بين اهل السنة والجماعة في هذا الموضوع بل هو قول واحد باجماع السلف كما نقل هذا ابن القيم رحمه الله كما في مختصر الصداع وهذا ايضا الذي نص عليه شيخ الاسلام رحمه الله في شرح حديث النزول وهو الذي ذكره السلف رحمهم الله رضي عنهم كما جاء عن ابن عباس وعن مجاهد وعن ايظا ابي العارية وعن كثير من السلف استوى الى السماء علا وارتفع الى السماء ومن ذكر القصد فانه ان امكن حمل كلامه على معنى من ذكر القصد هنا فان امكن حمل كلامه على قصد العلو والارتفاع الى السماء فالكلام صحيح يعني قصد الى السماء علوا وارتفاعا هذا صحيح وهذا وجه باعتبار التعدية بالى فانها تفيد ذلك. يعني الفعل يفيد هذا المعنى والتعدية بالحرف تفيد معنى زائدا فهو قصد الى السماء علوا وارتفاعا. هذا صحيح لا بأس به اما القول بانه قصد فقط او قصد الى خلق السماء هذا لا شك انه من اقوال اهل البدع ومن قال به من اهل السنة فقد اخطأ وقد يقول قائل اليس العلو صفة ذاتية بمعنى لم يزل الله عز وجل عاليا فكيف يقال انه ارتفع الى السماء فالجواب ان كيف هنا لفظ ممنوع كما قد تعلمنا ذلك والامر كما اخبر الله عز وجل. اخبرنا انه استوى الى السماء يعني ارتفع الى السماء وهذا الذي تعرفه العرب في لغتنا استوى الى كذا او استوي الى كذا يعني ارتفع واما هذا الايراد فلا وجه لها لان الله عز وجل ليس كمثله شيء فهو ليس كخلطك الله عز وجل لا مثيل له ولا نظير له ولم نره ولم نرى شبيها له حتى نعرف كيف كان ذلك ثم اننا نقول الشأن في هذا الموضوع على وزان الكلام عن النزول فكما ان الله عز وجل اذا نزل الى سماء الدنيا لم يكن شيء فوقه فكذلك اذا ارتفع الى السماء لم يكن شيء فوقه تنبه الى هذا بارك الله فيك هذا فيما يتعلق الصفة المعدات الى اما الصفة المعدات على فجاءت كما ذكرت لك في سبعة مواضع قال المؤلف رحمه الله اورد الاية الاولى وهي اية طه الرحمن على العرش استوى ثم قال ثم استوى على العرش في ستة مواضع يعني في ستة مواضع جاء هذا اللفظ ثم استوى على العرش والموضع السابع اختلف فيه اللفظ الرحمن على العرش استوى اذا سبعة مواضع فيها ذكر استواء الله عز وجل على العرش اعراق يونس رعد ثم في طه. فرقان السجدة والحديد بها استوى سبعة مواضع فيها التنصيص على استواء الله عز وجل على العرش الاستواء على العرش هو العلو والارتفاع عليه هذا معنى او محصل ما ذكره السلف رحمهم الله في توضيح معنى الاستواء على العرش و اشهر الاقوال التي قيلت في تفسير هذا الاستواء هي على وارتفع وصعد واستقر هذه اشهر الاقوال وان كانت قيلت اقوال اخرى ايضا لكن هذه الاربعة اشهر الاقوال فلهم عبارات عليها اربع قد حصلت للفارس الطعاني وهي استقر وقد علا وكذلك ارتفع الذي ما فيه من نكران وكذلك قد صعد الذي هو رابعها اذا هذه اربعة معان للاستواء على العرش وكلها تدور على معنى الارتفاع والعلو. وهذا الذي اجمع عليه السلف الصالح قاطبة ولم يعرف لهم فيه مخالف البتة بل ان هذه القضية من الامور الواضحة العظيمة التي ضللوا فيها المخالف بل كثروه كما روى ابو عثمان الصابوني عن ابن خزيمة امام الائمة رحمهم الله في عقيدة السلف واصحاب الحديث قال من لم يقر بان الله مستو على عرشه فوق سبع سماواته فانه كافر يستتاب فان تاب والا ضربت عنقه ثم رمي على بعض المزابل فالامر من الامور الواضحة الجلية عند اهل السنة والجماعة قال الحق هذه المسألة اهل البدع واشهر ما قال هو تأويل الاستواء بالاستيلاء وهذا الذي قال ابن تيمية والمعتزلة وعامة الاشاعرة وان كان متقدمون على خلاف ذلك فالاب الحسن رحمه الله الذي ينتسبون اليه بين بطلان هذا التأويل كما في كتابه الابانة وغيره وانها تأويل الاستواء بالاستيلاء باطل القول في تأويلهم للاستواء بالاستيلاء تشبثوا ببيت جعلوه العمدة وردوا لاجله كلما جاء في الكتاب والسنة في اثبات هذه السفر يا لله العجب تروي له يا ايها السني حديثا مخرجا في الصحيحين فيرده بكل وقاحة. فيقول خبر احد لا يقبل في العقيدة ثم يأتي هو في هذه القضية العظيمة فيستدل ببيت منحول وصاحبه مجهول الا وهو البيت الشهير قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق والجواب عما قالوا في مقامين. الاول في ذكر بطلان التأويل وذلك ان هذا التأويل الذي ذكروه ان الاستواء بمعنى الاستيلاء باطل من اوجه متعددة اولا اين استوى من استولى في اللغة هذا من سوي وذاك من وليه فان هذا من ذاك شتان بين اللفظين ومن يعرف لغة العرب يعرف الفرق بين هذا وذاك وثانيا ان هذا التأويل مردود باجماع اهل اللغة فلا يعرف في اللغة ان استوى تأتي بمعنى استولى ونص على هذا فطاحلة اهل اللغة ومنهم الخليل ابن احمد رحمه الله كفاك به اماما عالما في اللغة فانه نص على ان العرب لا تعرف استوى بمعنى استولى وثالثا هذا التأويل باطل باجماع السلف الصالح فلا يعرف من السلف الصالح البتة انهم اولوا الاستواء بالاستهلاك ورابعا ان النصوص الشرعية ترد هذا التأويل ووجه ذلك ان الله عز وجل قال هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش وثم تدل على الترتيب والمهلة يعني انما استوى على العرش متى بعد بعد خلق السماوات والارض قال ثم استوى على العرش وعلى قوله انما استولى على العرش والعرش اما ان يكون الملك كما تقوله طائفة منه واما ان يكون العرش المخصوص كما تقوله بقيته اذا اللهم استولى استولى بمعنى قهر وغلب على هذا العرش الا بعد ان خلق السماوات والارض فمن كان المستولي عليه قبل ذلك وخامسا ان جماعة كثيرة من اهل العلم بينت ان الاستيلاء لا يكون الا عن مغالبة فلا يقال استولى فلان على كذا الا اذا سبق استيلاءه مغالبة ثم بعد ذلك تمكن هذا الشخص هو استولى فيال الله العجب! من هذا الذي يغالب الله وسادسا هذا القول يرده العقل فان الله عز وجل قد قال واستوت على الجوذي. يعني سفينة نوح عليه السلام استوت على الجبل المسمى الجودي فهل يقول عاقل ان السفينة استولت وقهرت وغلبت الجبل يقول هذا عاقل ابدا وحاشى وسابعا ان قولهم هذا يستلزم ان يكون الله مستويا على كل شيء جملة وتفصيلا وهذا مما لا يعلم ان مسلما قاله لا قديما ولا حديثا يعني بمعنى الاستيلاء فان هذا يقتضي انه يصح ان نقول ان الله مستو على الجبال والبحار والاشجار والجن والانس ومستو على فلان ومستو على الحيوانات ومستو على كل شيء ولا شك ان هذا باطل دون ادنى شك اذا اتضح لنا ان هذا التأويل تأويل باطل لا يصح اما دليلهم الذي استدلوا به فهو هذا البيت الذي ذكرته لك قد استوى بشر على العراق و هذا البيت بيت مصنوع وما الحول وليس من كلام العرب الذين نحتج بكلامهم وهذا ما نص نص عليه اساطيل اللغة كابن فارس وغيره من اهل العلم فلا يعرف قائله فكيف يحتج بمثله يا ترى وان كان بعض اهل العلم نسبه للاخطر تبني كثير في البداية والنهاية والزبيدي في تاج العروس اذا كان ذلك كذلك فليهنهم هذا النصراني يا قوم تركوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تركوا الصحابة والتابعين وائمة الهدى ما عليه المسلمون وتبعوا هذا النصراني فليهنهم ذلك ويال الله العجب في القظيتان او في القظيتين الكبيرتين الاستواء والكلام انما كان حجتهم ماذا هذا النصراني وما احسن هذا البيت الذي ذكر في اه اللامية المنسوبة لشيخ الاسلام رحمه الله قبحا لمن ترك الكتاب وراءه واذا استدل يقول قال الاخضل ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا على ان هذا الذي قيل هو في الحقيقة محل نظر فعامة اهل العلم نصوا على انه لا يعرف قائل هذا البيت حتى انه في ديوانه غير موجود فالصحيح ان هذا البيت ايضا ليس للاخطر ثم جواب ثان انه آآ قد ذكر بعضهم واورد هذا ابن القيم رحمه الله بالصواعق ان البيت ليس هكذا وانما قد استولى او بشر قد استولى على العراق هكذا بشر قد استولى على العراق فحرف الى قد استوى بشر على العراق وجواب ثالث واننا نقول ان هذا البيت لو سلمنا صحته عن احد ممن يحتج بكلامه في اللغة فانه يمكن توجيهه توجيها صحيحا وذلك بان يقال ان بشرا هذا هو بشر بن مروان بن الحكم الذي هو اخوب عبد الملك ابن مروان كان اميره على العراق قد استوى فعلا على سرير الامارة الملك في العراق بعد ان تمكن استولى على العراق استوى على سرير ملكها ملك هذه المنطقة فبالتالي يكون هذا الكلام صحيحة حتى على ترضي وتسليم صحتك وذلك انه هو الذي باشر فعلا الجلوس على آآ هذا العرش عرشك الامارة على العراق ولذلك لم يقولوا استوى عبدالملك على العراق مع ان الغلبة في الحقيقة لمن لعبد الملك وبشر هذا مجرد ماذا نائب له ولا يعرف احد قال استوى عمر مثلا على الشام ومستوى فلان على كذا لكن لو كان اه جالسا فعلا على سرير الملك متمكن ومحكم القبض على هذا المكان هذا يمكن ان يقال انه استوى على عرش كذا المقصود ان القوم تأويلهم باطل واستدلالهم ايضا استدلال باطل. حقيقة الامر ان هذه لا تعدو ان تكون تشغيبات والا فالحقيقة هي ان القوم قد وقعت في نفوسهم التشبيه يعني قالوا لو قلنا ان الله عز وجل استوى على العرش حقيقة تشابه المخلوق الذي يستوي على العرش فتنزيها لله عز وجل نفينا هذه الصفة بتأويلها وهذا الكلام اه رده من جنس رد بقية اه تأويلاتهم وتحريفاتهم ويتضح ذلك بفهم قاعدة القدر المشترك والقدر المميز التي اه ذكرت في هذا الدرس غير مرة فالله عز وجل استوى على العرش استواء يليق به جل وعلا لا كاستواء المخلوق ولو ان احدا قال استوى الله على عرشه كما استوى المخلوق على عرشه لكان هذا حقا تمثيلا وتشبيها لكن اهل الحق اتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم انما يقولون استوى الله جل وعلا على عرشه استواء يليق به وكلكم تعلمون الاثر العظيم الذي يكتب بماء العين عن الامام المبجل مالك ابن انس امام دار الهجرة رحمه الله الكلام الذي قاله روي عن ام سلمة وعن شيخه ربيعة قريب منه ما ذكر الترمذي رحمه الله في جامع حينما سئل مالك رحمه الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فاجاب رحمه الله ذاك الجواب المسدد الموفق الذي تلقاه عنه اهل العلم بالقبول وصارت كلمته ميزانا لجميع الصفات الاستواء غير مجهول يعني في اللغة والكيف غير معقول كيف اتصف الله عز وجل الله اعلم ثم رأينا الله ولا رأينا مثيلا لله فما بقي الا ان نقف عند حد ما ورد. وما ورد اثبات الصفة لا ذكر كيفيتها اذا نحن نقول كما قال الله جل وعلا استوى على العرش والكيف بالنسبة لنا غير معقول والايمان به يعني بالاستواء واجب والسؤال عنه يعني عن الكيد بدعة و اذا كان المخلوق او اذا كانت المخلوقات متفاوتة او اذا كانت المخلوقات متفاوتة في كيفية اتصافها بالاستواء فكيف بين الخالق والمخلوق يعني تأمل معي رعاك الله الله عز وجل وصف سفينة بالاستواء قال واستوت على الجودي وذكر عن الانسان او ذكر عن البشر انهم يستوون على ظهور الدواب. قال لتستووا على ظهوره وكل عاقل يدرك ان الكيفية والكنه والحقيقة لاستواء سفينة على جبل ليست كاستواء انسان على على راحلة اليس كذلك يا جماعة فهذا له كيفية وهذا له كيفية مع الاشتراك في ماذا مع الاشتراك في الصفة. لكن الكيفية كانت مختلفة بل الناس انفسهم استوائهم يختلف باختلاف ما استووا عليه تأمل معي الله عز وجل قال لتستووا على ظهوره وقال فاذا استويت انت ومن معك على الفلك وانا وانت وكلنا نعلم ان كيفية استواء الانسان على جمل او على خيل ليست كاستوائه على ماذا على سفينة اليس كذلك؟ هذه كيفية وهذه كيفية مع انه ماذا مع انه انسان واحد لما اتصف هنا بهذه الصفة كان اتصاقه على هيئة ولما اتصف بهذه الصفة في الحالة الاخرى كان اتصافه على هيئة اذا اي شيء تستبعدون آآ في ثبوت الفارق العظيم والبول الشاسع بين اتصاف الله عز وجل بالاستواء والتصاف المخلوق بالاستواء دل هذا على ان قوله قول باطل وانهم مرضى في قلوبهم هم بحاجة الى تنقيتها وتنظيفها بحاجة الى تعظيم الله عز وجل ثم بعد ذلك يتكلمون في صفات الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله وقوله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي بل رفعه الله اليه وقوله اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقوله تعالى يا هامان ابني لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا هذه الايات تعلقت باثبات صفة الغلو للعلي الغفار سبحانه وتعالى ايراده رحمه الله للايات المتعلقة بهذه الصفة بعد ايراد الايات المتعلقة بالاستواء هو تقديم العلو الخاص على العلو العام يعني ذكر اولا العلو الخاص اي على العرش ثم ذكر بعد ذلك العلو العام على كل شيء والعلاقة بين او الفرق بين صفتي الاستواء والعلو ان الاستواء صفة فعلية متعلقة بمشيئة الله عز وجل الله سبحانه استوى على العرش واستوى الى السماء لما شاء جل وعلا واما العلو فصفة ذاتية فلم يزل الله عز وجل عليا على كل شيء وهو سبحانه العليم وهو الاعلى وهو المتعالي سبحانه وتعالى ثلاثة اسماء تدل على هذه الصفة العظيمة وثانيا ان الاستواء علو خاص وصفة وصفة العلو تدل على العلو العام على كل شيء هذا هو الفرق بين هاتين الصفتين والعلو ثلاثة انواع علو قدر وعلو قهر وعلو ذات كما قال ابن القيم وله العلو من الجهات جميعها ذاتا وقهرا. مع علو الشأن علو الذات عفوا علو القدر كما قال جل وعلا سبحانه وتعالى يعني قدره عما يقولون علوا كبيرا وعلو القهر والله عز وجل على بمعنى قهرت كل شيء فان على تأتي بمعنى قهرا ومنه قوله جل وعلا ولعلى بعضهم على بعض وهاتان الصفتان او هذان النوعان من العلو لم يخالف فيهما اهل الضلال والبدع فسلموا واقروا انما حصل النزاع العظيم والمفارقة الكبيرة بين اهل الحق والباطل بين اهل السنة والبدعة في النوع الثالث وهو علو الذات يعني ان الله عز وجل بذاته عال على كل شيء وفوق كل شيء جل وعلا هذه الصفة من اجل الصفات واوضحها واكبرها واكثرها ورودا في النصوص بل انها مذكورة في كل كتاب انزله الله واثبتها كل رسول ارسله الله والايات والاحاديث في اثباتها من الكثرة بحيث يصعب جمعها ذكر شيخ الاسلام رحمه الله الجواب الصحيح بموضع في الفتاوى وكذلك ابن القيم رحمه الله اجتماع الجيوش وايضا في اعلام الموقعين وايضا في موضع من الصواعق وكذلك الذهبي رحمه الله في كتابه العلوم ذكروا ان ادلة اثبات صفة العلو تبلغ الف دليل بل ذكر ابن القيم رحمه الله في النونية انها تبلغ الفي دليل يا قومنا والله ان لقولنا الفا تدل عليهما الالفان عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بانه سبحانه فوق السماء مباين الاكوان اترون انا تارك ذا كله لزعاجع التعطيل؟ والهذيان بل انها من كثرتها قسمها اهل العلم رحمهم الله الى انواع يدخل تحت كل نوع جملة كبيرة من النصوص منها الادلة التي فيها التصريح بعلو الله جل وعلا واسمائه التي تدل على هذه الصفة ومنها الادلة التي فيها اثبات الفوقية لله جل وعلا ومنها تقديم كلمة فوقية من يخافون ربهم من فوقهم ومنها الادلة التي فيها التصريح بصعود الاشياء اليه. ومنها الادلة التي فيها التصريح بعروج الاشياء اليه ومنها الادلة التي فيها اثبات نزوله جل وعلا. ومنها الادلة التي فيها اثبات التنزيل منه سبحانه وتعالى ومنها الادلة التي فيها اثبات انه في السماء ومنها الادلة التي فيها الاشارة الى السماء ومنها الادلة التي فيها رفع الايدي الى السماء في الدعاء الى غير ذلك من الانواع المتعددة الكثيرة التي يدخل تحتها ما يكاد جمعه ان يكون متعذرا اذا الاذية الادلة النقلية متظافرة على اثبات علو الله تبارك وتعالى اما الادلة العقلية فكذلك كثيرة ومن اشهرها ما قرره اهل العلم من محاجزة المخالفين في اثبات هذه الصفة بالعقل والمخالفون في اثبات هذه الصفة نوعان الجهمية الحلولية والجهمية النفاة الجهمية الحلولية الذين يقولون ان الله بذاته في كل مكان وهذا من اعظم الضلال واشنع الكفر باتفاق السلف الصالح وتلزمه لوازم عظيمة تدل على استهانة هؤلاء لو طردوا قولهم وكان في قولهم اعظم الاستهانة بالله العظيم جل وعلا لان قولهم يقتضي ان الله جل وعلا موجود في بطون الكلاب والخنازير والحيوانات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والنوع الثاني الذين يقولون ان الله ليس في مكان وهذا القول اغلب على اهل الكلام ومنهم اولئك الذين عظمت البلية بهم في هذه الامة وهم الاشاعرة وانظر الى اي متن من مثونهم تجد التصريح بذلك دون خفاء الله ليس بداخل العالم ولا خارجك ولا فوق ولا تحت ولا عن يمين ولا عن شمال ولا كذا ولا كذا يعني تعريف دقيق جدا للعدم او لا هم الجهمية النفات الذين نفوا عن الله تبارك وتعالى. اعود فاقول يخاطب هؤلاء بالعقل فيقال لا يخلو الامر اما ان يكون الله عز وجل موجودا او غير موجود فان قلتم غير موجود سقط الكلام معكم من هذه الجهة واصبح النقاش معكم نقاشا مع ملاحدة فان قلتم الله عز وجل موجود فيقال اما ان يكون داخل العالم او خارجه لا يمكن ان يكون هناك جواب ثالث فان قلتم كان داخل العالم لزم من ذلك ان يكون في اجواف الناس في الحشوش في اجواف الحيوانات وهذا مما ينزه الله تبارك وتعالى عنه وباتفاق بيننا وبينكم يجب تنزيه الله عز وجل عن كل عيب ونقص اذا يلزمكم ان تقولوا انه ماذا خارج العالم وحينئذ لا يخلو الامر. اما ان تقولوا انه فوق العالم او اسفل العالم وكل عاقل وكل احد يدرك ان السفن نقص. وان العلو كمال وباتفاق بيننا وبينكم يجب تنزيه الله عز وجل عن اي نقص وادنى عيب اذا لزمكم ان تقولوا ان الله عز وجل عال على خلقه اما الفطرة فهذا الذي ما استطاعوا ان يشغبوا عليه البتة فان كل انسان سلمت فطرته يقر بعلو الله جل وعلا بل حتى الذين تشوهت وتلوثت فطرتهم فانه في بعض الاحيان يرجعون الى فطرتهم تغلبهم فطرتهم يعني تصبح الفطرة غالبة على العقيدة وهذا يدركه كل احد اذا حزبه امر وقع في قلبه الاضطرار الى الله جل وعلا وجد في نفسه ضرورة الى اعلى بل هذه فطرة حتى في الحيوانات وقد اورد ابن القيم رحمه الله في اجتماع الجيوش الاسلامية عددا من القصص والاثار التي فيها اثبات فطرة الحيوانات على الاقرار بعلو الله جل وعلا ومنا الاثار او القصص المشهورة والتي آآ يحسن ايرادها في هذا المقام القصة المشهورة التي وقعت بين الهمدان وابي العلاء وابي المعالي الجويني وابو المعالي معلوم مقامه ومنزلته عند الاشاعرة وقد كان من اذكياء العالم وكان اماما مقدما لا يبلغ شؤه عند الاشاعرة بل بما يظهر والله اعلم هو الامام الحقيقي للمثل الشاهد ان هذا الهمداني حضر عنده درسا كان يتكلم فيه بتشغيبات وسفسفات تتعلق بنفي علو الله جل وعلا فقال له يا استاذ قد علمنا ما تقول ولكن هل عندك للضرورات من حل قال ما تريد بهذه الاشارة قال كل احد منا يدرك انه ما قال عارف قط يا الله الا وجد قبل ان ينطلق لسانه ضرورة في قلبه الى اعلى فهل عندك من جواب عن عن هذه الضرورة الى الفوق يقول ثم بكيت وبكى الناس ولم يجد ابو المعالي الا ان ضرب بكمه على السرير وقال يا حبيبي الحيرة الحيرة والدهشة الدهشة قال الهمداني وقد سمعت تلاميذه يقولون سمعناه يقول حيرني الهمداني هذا وهو الامام المقدم الجليل الذي ما مر على المذهب الاشعري مثله في الذكاء فكيف بسواه وحكى شيخ الاسلام رحمه الله قصة وقعت معه. ذكرها في درء التعارض في اواخر الجزء السادس وفي غيره ايضا اذكر انها موجودة ايضا في بيان التلبيس وهي ان احد الجهمية النفاة الذين يكون علو الله جل وعلا جاءه طالبا حاجة منه يقول شيخ الاسلام فتعمدت تأخيره تشاغل عنه وتعمد تأخيره فضاق ذرعا ورفع رأسه الى السماء وقال يا الله متضجر يفعل ذلك اليس كذلك فقال له شيخ الاسلام انت محقق فلم رفعت رأسك وليس فوق عندك شيء يعني لا ليست تعتقد ان فوق ماذا يوجد شيء يقول فاستغفر الله عز وجل وعلم ان فطرته غلبت عقيدته يقول شيخ الاسلام ثم بينت له المسألة حتى رجع واصبح يعتقد ما يعتقده المسلمون هذا وهو شيخ وعالم من علماء هؤلاء المبتدعة بل اذكر لكم قصة حصلت معي واظن انني ذكرتها في غير مناسبة تدل على ان هذه القضية قضية فطرية فعلا كنت مرة في دولة في افريقيا مع قوم وثنيين ما سمعوا قط بكلمة اسلام وما احد جاء درسهم الواسطية ولا احد من الوهابية ولا غير ذلك قوم يعبدون آآ شيئا شبيها بالاصنام والاحجار ونحو ذلك في ادغال في افريقيا فقلت له اذا انحبس عنكم المطر ماذا تصنعون والله يا اخواني اشاروا هكذا. قالوا نطلب الرب الذي في السماء بهذه الصفة وهو وثني فمن الذي علمه ان الرب القادر على اغاثتهم في السماء من اليست هي الفطرة ليست الا الفطرة التي في نفوسهم فطرهم الله عز وجل عليها اذا علو الله تبارك وتعالى قضية قطعية لا يمكن التشكيك فيها بحال وهي من اوضح صفات الله تبارك وتعالى. بل هي من الصفات التي جاءت فيها النصوص اكثر من غيرها فمخالفة هؤلاء الضالين فيها شيء في الحقيقة عجيب واعجب منه ان بعض اهل العلم ممن عنده تخليط في العقيدة تخبط ولكن له قدم في علم الحديث والفقه والجرح والتعذيب ونحو ذلك تجده يسقط هذه السخرة فينفي علو الله جل وعلا كثرة هذه الادلة النقلية والعقلية والفطرية وذلك تجده يصرح في كتبه بان الله عز وجل ليس عار على خلقه شبهة القوم باختصار شبهة عبارة عن سقسقة لا قيمة لها قالوا لو كان الله عاليا لكان في جهة واذا كان في جهة كان متحيزا واذا كان متحيزا كان جسما واذا كان جسما كان محدثا واذا كان محدثا لم يكن قديما ولا واجبا هذه هي الشبهة وجل ما قالوا باطل غير صحيح ولا يسلم. لكن يكفي ان يبين بطلان هذا من اصله فما معنى قولكم ان الله جل وعلا اذا كان عاليا كان في جهة اتريدون ان الله جل وعلا في جهة مخلوقة محصورة يعني انه يقله شيء من خلقه او يضله شيء من خلقه او يحصره شيء من خلقه فهذا باطل ولا يسلم ولا هو الذي اثبته اهل السنة ولا هو الذي دلت عليه النصوص بل الله جل وعلا في العلو المطلق وفوق كل شيء على الاطلاق وكل شيء بهذا العموم المستغرق لكل شيء كل شيء هو تحت الله جل وعلا. والله سبحانه وتعالى فوقه وبالتالي تسقط كل هذه الجعجعة وكل هذه السفصفة التي ذكرتموها و آآ الامر اه كما ذكرت في غير مرة آآ امر ايماني وقضية ايمانية قبل ان تكون قضية جدلية يعني النظر والبحث في مثل هذه المسائل يحتاج حقا الى قدر كبير من الايمان بالله جل وعلا عظامه واجلاله وخوفه ورجائه قبل ان يكون بحثا واخذا واعطاء ومحاجزة ومجادلة لكن القوم مع الاسف الشديد نقص بقلبهم تعظيم الله جل وعلا فخاضوا بالباطل في الكلام عنه وعن صفاته جل وعلا واقل ما في الكلام كما قال اهل العلم سقوط هيبة الرب من القلب عافاني الله واياكم من ذلك هذا باختصار ما يتعلق بصفة العلوم. اعطني الايات قال رحمه الله وقوله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي. الرفع لا يكون الا الى اعلى وهذا الذي لا يعرف في لغة العرب سواه نعم بل رفعه الله اليه كذلك. نعم وقوله اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. كذلك الصعود والرفع لا يكون الا من اسفل الى اعلى نعم وقوله تعالى يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا واني لاظنه كاذبا بزعمه ان الله او ان ربه في السماء هذا الذي كذبه عليه اعني موسى عليه السلام كذبه فرعون عليه ولذلك قال اهل العلم ان الجهمية النفاة هو في الحقيقة فرعونية اتباع لفرعون فانه هو الذي سبقه الى نفي علو الله جل وعلا وقد كذب موسى عليه السلام فيما اخبر به من ان الله جل وعلا في السماء وعلى قولهم يكون موسى عليه السلام وحاشاه مجسما وعلى قولهم يكون فرعون منزها ويكفيهم اه سقوطا هذا اللازم وما دلت عليه هذه الاية من ان الله عز وجل في السماء جاء في غير ما دليل ومنه قول الله جل وعلا اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض وهذه الاية لها توجيهات لا ثالث لهما اما ان يقال ان السماء هنا بمعنى العلو المطلق وهذا صحيح على سنن كلام العرب فان كل ما علا يصح ان يقال عنه سماء حتى انه يصح ان يقال عن السقف انه سماء ويدل عليه قول الله جل وعلا آآ انزل من السماء ماء والماء يا اخواني ينزل من السماء المعروفة المبنية او من السحاب قال الله جل وعلا اانتم انزلتموه من المزن. والمزن يعني السحاب اين هو في السماء او دون السماء دون السماء تحت السماء. قال جل وعلا والسحاب المسخر ماذا بين السماء والارض ومع ذلك سماه الله عز وجل يعني السحاب سماه ماذا سماه سماء لانه ماذا عالم اذا امنتم من في السماء يعني من في العلو المطلق وهذا واضح لا لبس فيه ثانيا ان تكون في بمعنى على وهذا ايضا صحيح وجار على سنن كلام العرب اذ تستعمل بمعنى على كثيرا قال جل وعلا ولاصلبنكم في جذوع النخل يعني في داخل النخل يحفر النخل من داخل ويضعه في او عليه عليه. اسيروا في الارض يعني احفروا انفاقا في داخل الارض وامشوا فيها او علينا عليه ويكفينا في هذا الحديث الصحيح انه صلى الله عليه وسلم ارحموا من في الارض ماذا؟ يرحمكم من في السماء ماذا تفهم الشطر الاول ارحموا من في الارض. يعني ارحموا الموتى الذين غيبوا داخل الارض هذا المقصود يا جماعة او المقصود ماذا؟ ارحموا من على الارض فكذلك افهم الشطر الثاني يرحمكم ماذا؟ من في السماء يعني من على السماء وعلا بمعنى فوق يعني من هو فوق السماء اذا هكذا تفهم الادلة التي فيها التنصيص على ان الله جل وعلا في السماء انظر هنا الى الاضطراب بل العبث الذي يقع فيه نفات هذه الصفة الجويني لما جاء الى قوله جل وعلا اامنتم من في السماء ماذا قال قال اأمنتم ملكا من الملائكة في السماء ان يغسل بكم الارض ما رأيكم يا جماعة سبحان الله! ائت الى اجهل انسان انسان مغرق في العامية واتل عليه هذه الاية انظر كيف تجده يشعر بالخوف من الله جل وعلا؟ اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض وهذا يحور الكلم عن مواضعه فيجعل هذه الاية تتعلق بما بملك من الملائكة هو الذي يخسف بنا الارض ولما جاء الى قوله صلى الله عفوا الى حديثه صلى الله عليه وسلم اين الله؟ قالت الجارية ماذا؟ سيأتينا ان شاء الله قالت في السماء هذا اعجب واعجب قال الجويني هنا ان قولها في السماء يعني عظيم القدر في السماء يعني عظيم القدر. هل سمع بهذا قط يا اخواني؟ في كلام العرب ثم هل الجواب مطابق للسؤال نعم ولاحظ يا رعاك الله ان النبي صلى الله عليه وسلم وافقها على الجواب بل اثبت لها الايمان. اذا هي اجابت بجواب ماذا مسدد اليس كذلك؟ غاية في الصحة. قال اعتقها فانها مؤمنة هو يسأل اي وهي تجيب عظيم القدر ذو مكانة جليلة. يعني انت تسأل انسان عن شخص تقول اين فلان؟ فيقول لك فلان رجل طيب ما رأيك؟ هذا كلام يعني مقبول في في حال اعيى الناس يعني اكثر الناس عيا هل يقول هذا الكلام؟ اقول اين فلان فتجيبه بانه فلان الطيب رجل خلوق الى اخره وهكذا يفعل يعني الانحراف عن الجادة والامر كما قال شيخ الاسلام رحمه الله لا حد لما تقذف به النفوس من الاهواء اذا خرج الانسان عن زمام الاتباع فانه ينتظر منه اي شيء. يمكن ان يقع في اي شيء ويمكن ان يقول اي شيء لكن من ازم نفسه والزمها باتباع الكتاب والسنة فانه لا يمكن ان يقع في مثل هذه الورطات التي نسأل الله عز وجل ان يعافيني واياكم منها. نعم تعطينا ادلة المعية امنتم من في السماء؟ طيب انتهى الكلام عنه. نعم وقوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم وقوله تعالى لا تحزن ان الله معنا. وقوله انني معكما اسمع وارى. وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون واصبروا ان الله مع الصابرين. وقوله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله. والله الصابرين هذه الايات التي حشدها المؤلف رحمه الله تعلقت اثبات صفة المعية لله جل وعلا والمعية سيؤجل الكلام عنها الى اه موطن قريب سيأتي بعد صفحات ان شاء الله من كلام المعلم ذكر فيه كلاما حسنا في تقرير هذه الصفة فيؤجل كلام عن المعية وعن الاستدلال لها وعن تقسيمها الى ذاك الموضع آآ اسأل الله عز وجل ان يمد في عمري وعمركم على خير وعلى طاعة حتى نصل الى هذا الموضع نتكلم عنه باذن الله لعل في هذا القدر كفاية والله اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه