الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه وعليه فما دل عليه الكتاب والسنة حق لا يرد عليه شك او خطأ البتة والسبب الثاني ان هذا الباب غيبي كما اول الرجل حتى يضع الجبار فيها رجله اولوها بالجماعة من الناس. وهذا كلام لا يعرف في لغة العرب البتة. او ان يؤول الصفة بما يخالف سياقها. فيزعمون اه تغيير بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه اما بعد. قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. من غير تحريف ولا تعطيل بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد بدأ المؤلف رحمه الله بالكلام عن منهج اهل السنة والجماعة في اسماء الله عز وجل وصفاته. وقد ذكرت لكم انفا الدرس الماظي ان موضوع الاسماء والصفات هو الموضوع الاهم والاكثر في هذه العقيدة الطيبة العقيدة الواسطية بدأ المؤلف رحمه الله كلامه في هذا الباب باب الاسماء والصفات لتقعيد ام القواعد الا وهو او الا وهي الايمان بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الشيخ هنا يقول ومن الايمان بالله من هنا تبعيضية فان هذا بعض الايمان بالله. لان الايمان بالله كما علمت ايمان بربوبيته وايمان بالوهيته وايمان باسمائه وصفاته والشيخ يشرع الان في الكلام عن الايمان بهذا القسم الثالث. الا وهو اسماء الله سبحانه وصفاته قال ومن الايمان بالله الايمان بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. اذا القاعدة في هذا الباب ان اسماء الله عز وجل وصفاته توقيفية لا يجوز ان يسمى الله او ان وسطاء الا بما جاء في الوحي في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسبب ذلك امران اولا ان الوحي هو الحق واذا كان غيبيا فانه لا يجوز ان يتكلم فيه الا باخبار عن الله عز وجل قال سبحانه قل اانتم اعلم ام الله اذا لا يجوز ان يوصف الله عز وجل او ان يسمى بغير ما ثبتت في وهذا اجماع من اهل العلم اهل السنة متفقون على ان الاسماء والصفات توقيفية ومن فروع هذه القاعدة ان يعلم ان اهل السنة والجماعة لا يفرقون بين الادلة من حيث الاخذ بها فما ثبت في القرآن فمقبول وما ثبت في السنة فمقبول. وما ثبت في الادلة المواترة المتواترة مقبول وما ثبت في الادلة الاحاد مقبول ايضا. فالعبرة عندهم انما هي بثبوت النص في كتاب الله او عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ثم لا ترقى بعد ذلك عندهم من حيث القبول بقوة هذا النص من حيث كونه متواترا او احاد بل هذا من مسالك اهل البدع التي ردوا بها كثيرا من حقائق النصوص اتكاء واعتمادا على ان باب الاسماء والصفات لا تقبل فيه اخبار الاحاديث ومن فروع هذه القاعدة ايضا ان اهل السنة والجماعة يجرون النصوص على ظاهرها اللائقة على ظاهرها اللائق بالله تبارك وتعالى ووجه ذلك ان ظواهر النصوص مقصودة ومراده بادلة كثيرة دلت على ذلك كما ان ظواهر النصوص هي المفهومة لدى المخاطبين والله عز وجل انزل كتابه بلسان عربي مبين. ولو كان ظاهر النصوص هو خلاف المراد لكان هذا فيه من التلبيس ما فيه ولم يكن كتاب الله بيانا وهدى وشفاء ونورا مبينا اذا القاعدة المقررة عند اهل العلم ان ظواهر النصوص مقصودة ومعلومة وعليه فانها اعني النصوص تجرى على وينبغي ان نعلم ونحن في ابتداء حديثنا عن منهج اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات ان نعلم ان هذا الباب باب عظيم فان حاجة العباد الى معرفة خالقهم والى معرفة معبوده تبارك وتعالى فوق كل الحاجات ولذلك كان العلم به سبحانه وباسمائه وصفاته اهم العلوم واشرف العلوم واكبر العلوم واعظمها لاجل هذا جاء الحث والامر على العلم باسمائه وصفاته. ففي كتاب الله الامر بالعلم بانه غفور رحيم انه سميع عليم وادلة كثيرة في هذا الباب تدل على ان هذا العلم مأمور به وعليه فهو محبوب الى الله عز وجل. لان كل ما امر الله به شرعا فهو محبوب له تبارك وتعالى. ولاجل اهمية هذا الباب وعظيم قدره اعان الله عز وجل عباده على معرفة اسمائه وصفاته ومن ذلك انه ارسل الرسل وانزل الكتب وقد اشتملت على كثير من اسماء الله وصفاته ولا شك ان ما جاء منها في الكتاب المهيمن الذي هو اخر الكتب التي انزلها الله عز وجل على رسله وهو القرآن العظيم لا شك ان هذا الكتاب قد اشتمل على اسماء وصفات اكثر واعظم مما اشتمل عليها غيره من الكتب كما نص على هذا اهل العلم ايضا من اعانة الله عز وجل عباده على معرفة اسمائه وصفاته ان هذه الاسماء والصفات جاءت بلسان عربي فهي معلومة معنى وان كانت كيفيات الصفات وكرهها وحقيقتها مجهولة لهم كما سيأتي الحديث عن ذلك ومن اعانة الله عز وجل ايضا عباده على معرفة اسمائه وصفاته انه ضرب الامثال المبينة المعلمة لاسمائه وصفاته تبارك وتعالى. كما قال جل وعلا وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر كما قال صلى الله عليه وسلم لله ارحم بعباده من هذه بولدها وكما قال صلى الله عليه وسلم لله افرح بتوبة عبده من ذاك الذي فقد ناقته التي عليها طعامه وشرابه اخر الحديث اذا جعل الله عز وجل او ضرب الله عز وجل الامثال التي بها تعلم اسماء وصفاته تبارك وتعالى ايضا من اعانة الله عز وجل على معرفة اسمائه وصفاته ان جعل الايات الكونية دليلا عليها. فان من تأمل في ايات الله الكونية وما فيها من الاتقان والاحكام فانه يستدل بهذا على ان خالقها متصف بالقدرة ومتصف بالارادة ومتصف بالعلم ومتصف بالحكمة الى غير ذلك مما تدل عليه الايات الكونية اذا هذا الباب باب عظيم وحري ان يعتنى به. وواجب ان يدرس وان يبحث وان يعتقد في ضوء معتقد اهل السنة والجماعة فانه اه هو المعتقد الصحيح الذي لا شك فيه ولا ريب فيها جمع بين النفي والاثبات وعليه فهي تدل على ان اهل السنة والجماعة ينزهون الله تبارك وتعالى عن مماثلة المخلوقين لكنها لكنه تنزيه غير مبالغ فيه لا يصل الى حد التعطيل نعم قال رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل. ومن غير تكييف ولا تمثيل بعد ان بين رحمه الله المنهج الذي سار عليه اهل السنة والجماعة والقول الشامل لهم في هذا الباب بين المحترزات التي تخلص منهج اهل السنة والجماعة عن الخطأ وعن الابتداع. والخصاء رحمه الله في هذه الكلمات مات الاربع قال من غير تعطيل ولا تحريف ومن غير تكييف ولا تمثيل هاتان طريقتان مبتدعتان في هذا الباب العظيم والحق وسط بينهما طريق الى التعطيل والتحريك وطريق الى التمثيل والتكييف. اما التعطيل فهو بمعنى انكار والجحود التعطيل اصله في اللغة من التخلية كما قال جل وعلا وبئر معطلة يعني مهجورة ومتروكة اهل البدع منهم من عطل صفات الله تبارك وتعالى. وتعطيلهم هذا اما ان يكون تعطيلا وجحدا للصفة من اصلها واما ان يكون اثباتا للصفة مع تعطيل معناها اما المسلك الاول فان التعطيل للكلية ونفي الصفة بالكلية ما سلكه احد من المنتسبين الى الاسلام الا في النصوص الاحاد فانهم يزعمون ان هذا الباب لا يقبل فيه ما جاء في اخبار الاحاد وبالتالي فان ما جاء في النصوص من اثبات الصفات من خلال هذه الطريق طريق الاحاد فانه مردود غير مقبول او ينفى معنى الصفة مع اثبات لفظها. وهذا هو الاكثر لا سيما من الفرق التي هي منتشرة ولها مدارس ولها مؤلفات وهي قريبة مما من منهج اهل السنة والجماعة ولذلك تلبيسهم اعظم. فانهم يقولون نحن نؤمن لان الله استوى ومن نفى استواء الله عز وجل فقد كفر لانه كذب الله عز وجل لكن معنى الاستواء هو كذا وكذا يحرفون فيقولون هو بمعنى الاستيلاء والقهر والغلبة وما الى ذلك. اذا هذا تعطيل للصفة مع اثبات لفظ هذه الصفة والنتيجة ان الصفة التي اخبر الله عز وجل بها لم تثبت. الاستواء الذي اراده الله عز وجل ما اثبته هؤلاء والمعطلة اصناف لكن اشهرهم اربع طوائف طائفة يمكن ان تلقب بانها غلاة الغلاة وهم الذين نفوا او وصفوا الله عز وجل بنفي الاثبات والنفي معا وصفوا الله عز وجل بنفي الاثبات والنفي معا وهؤلاء هم القرامطة وبعض الفلاسفة والطائفة الثانية هي التي نفت اسماء الله عز وجل وصفاته وهؤلاء هم الجهمية وان كان قد روي عن جهل انه اثبت لله اسمي الخالق والقادر. فقط ووجه ذلك عنده ان بقية الاسماء تطلق على المخلوق اما فلا يطلق عليه فلا يطلق الا عليه اسم الخالق واسم القادر لانه كان جبريا القدرة ليست عنده الا لله تبارك وتعالى وعلى كل حال المنهج الذي سار عليه الجهمية هو انكار اسماء الله عز وجل وصفاته وتأويل ما جاء في ذلك بمخلوقات منفصلة عنه. وطائفة ثالثة نفس صفات الله عز وجل واثبتت اسماء مفرغة عن معانيها. وهؤلاء هم المعتزلة. وهذا هو المذهب الغالب عليهم والا فان القوم عندهم اختلاف فيما بينهم في هذا الباب تحقيقه يضيق عنه المقام لكن من ذلك مثلا ان ابا هاشم الجبائ اثبت احوالا ما اثبت صفات ولكنه اثبت احوالا وبالتالي اتى بشيء عجيب فان هذه الاحوال التي اثبتها هي كما عرفها علماء الكلام بانها واسطة بين المعدوم والموجود. وهذا في الحقيقة شيء لا يتصور ولذلك كانت الاحوال التي اثبتها من اه محالات الكلام الثلاثة المشهورة. الصنف الرابع هم الذين اثبتوا الاسماء على انحرافه في بعض تفاصيل هذا الاثبات نفوا بعض الصفات عن طريق تأويلها او تفويضها واثبتوا بعض الصفات وبعض ما اثبتوه فيه بحث وكلام ولعله يأتي آآ التفصيل في ذلك لاحقا ان شاء الله. وهؤلاء هم الكلابية والاشاعرة والماتريدية المقصود ان التعطيل داء استشرى في المنتسبين الى هذه الامة ولا شك انه داء خطير بل هو اخطر من داء التمثيل. فالتمثيل قليل في الامة بالنسبة الى التعطيل ثمان خطأ المعطل اعظم من خطأ الممثل من جهة ان تعطيله محفوف بتمثيلين وهو اولا مثل في نفسه صفات الله تبارك وتعالى وبالتالي عطلها بمعنى انه اعتقد ان ما يوصف الله عز وجل به وما جاءت النصوص باثباته من الصفات انما هو مماثل لصفات المخلوقين ثم كان هذا السبب لتعطيله هذه الصفة. والتمثيل الثاني الذي وقع فيه انه مثل الله عز وجل بالجمادات او المعلومات او الممتنعات. ولا شك ان ما وقع فيه ممثلة من هذا الباب اخف شرا من الذي وقعوا فيه. فان الممثل مثلوا الله عز وجل بالمخلوقات مثلوا الله عز وجل بالبشر. اما اولئك فمثلوه الجامدات او المعدومات او الممتنعات. ولا شك ان الاول اخف شرا من التاني مما يدلك ايضا على خطورة التعطيل انه قد قدم للناس بقالب فيه تلبيس ولذلك كثر الوقوع فيه. ذلكم هو قالب التنزيه. المعطلة حينما عطلوا زعموا ان تعطيلهم انما هو تنزيه لله تبارك وتعالى. ولا شك ان التنزيه معنى مقبول تهفو اليهم اليه النفوس ولا ترده وبالتالي فخطرهم كان اعظم من خطر الممثلة اما الكلمة الثانية التي آآ بين الشيخ رحمه الله ان اهل السنة ايمانهم يحترز عنها هي التحريف. والتحريف من حرفت الشيء حرف من باب ضربة والتشديد للمبالغة حرف اذا عملت الشيء عن وجهه وبالتالي فالتغيير التبديل هو معنى التحريف. والمراد به ايمان اللفظ وتغييره عن معناه الظاهر الى غيره وهذا الذي اشتهر عند المتأخرين بانه التأويل. وقد استعمل الشيخ رحمه الله هنا لفظة التحريف لانه اللفظ المناسب حقيقة ما فعل القوم وهو اوقع في النفوس من حيث الشناعة فانه اذا قيل من غير تأويل فانه قد يهون الامر عند بعض الناس لانه قد يفهم من التأويل معناه الصحيح يقول التأويل قد دعا النبي صلى الله عليه وسلم به لابن عباس رضي الله عنهما وعلمه التأويل ويجهل هذا ان التأويل الذي اراده هؤلاء المعطلة انما هو بمعنى تحريف الكلام عن بطلان التأويل والتحرير كلام طويل سيكون له محل لاحق ان شاء الله عز وجل لان البلية به عظيمة ويحتاج الكلام عنه الى آآ وقت خاص به المقصود ان العلاقة بين التحريف والتعطيل هي علاقة المسبب بالسبب التعطيل مسبب والسبب هو التحريف فالتحريف نتيجته التعطيل. ولكن ليس التأويل او التحريف السبب الوحيد التعطيل بل قد يكون التعطيل للمعنى عن طريق الانكار بالكلية كما سبق او عن طريق التحريف او عن طريق التفويض فالمفوض في حقيقة الامر قد عطل الله سبحانه وتعالى عن كماله الواجب له بهذه الصفة التحريف قد يكون تحريفا لفظيا وقد يكون تحذيفا معنويا. اما التحريف اللفظي فانه يكون بتغيير وتبديل في اللفظ بزيادة الحرف او بنقصان حرف او بتغيير حركة اعرابية وهذا قليل كما روي عن بعض اهل البدع انه قرأ قول الله عز وجل وكلم الله موسى تكليما بنصب الاسم العظيم. وكلم الله موسى تكليما فيكون موسى هو المتكلم من ذلك ايضا تحريك الاستواء بالاستيلاء. حينما يقولون ان استوى بمعنى استولى. فزادوا حرفا اللام وهذا ارث من ارث اليهود ان القوم كانت هذه صنعتهم. ولذلك حرفوا خطة الى حنطة قال ابن القيم رحمه الله امر اليهود بان يقولوا حطة فابوا وقالوا حنطة لهوان وكذلك الجهمي قيل له استوى فابى وزاد الحرف للنقصان قال استوى استولى وذا من جهله لغة وان ليس يستويان الى ان قال رحمه الله نون اليهود ولام جهمي هما في وحي رب العرش زائدتان اما التحريف المعنوي فهذا هو الاكثر وهذا هو الغالب على اهل البدع وهذا هو البلية التي عمت وطمت والله المستعان. وذلك كزعمهم في الصفات التي يرغبون عن اثباتها لله تبارك وتعالى يأتون بانواع من التأويلات الباطلة التي هي اما غير صحيحة من جهة اللغة اصلا معنى او حذفا فيها يعني او حذفا في السياق. كما زعموا مثلا في نصوص النزول انه نزول امره او نزول ملك من ملائكته. وكل هذا تخريف بالمعنى وسيأتي ان شاء الله نقضه على وجه التفصيل ثم انتقل رحمه الله الى الشق الثاني من الانحراف وهو التكييف والتمثيل. التكييف هو تعيين كنه وحقيقة للصفة. اي ان تذكر كيفية او ان تعتقد كيفية للصفة. ويقول المكيف ان الله عز وجل ينزل وكيفية نزوله كذا وكذا يحدد ويذكر حقيقة وكنها لا شك ان هذا التكييف مسلك محرم وظاهر البطلان ويدل عليه او يدل على نفيه النقل والعقل. اما النقل ففي قول الله تبارك وتعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فلا شك ان هذا المكيف قد قال على الله عز وجل بغير علم. ويدل على ذلك ايضا قوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم. اما من جهة العقل فان جميع العقلاء متفقون على ان ادراك الكيفية لا يكون الا من خلال ثلاث طرق اما بمشاهدة هذا الشيء المكيف او بمشاهدة مثيله ونظيره او بورود الخبر الصادق عن هذه الكيفية والله عز وجل لم نره ولم نر مثيلا له. تعالى عنان يكون له مثيل ولم يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر في بيان كيفية اتصاف الله عز وجل كيف ينزل وكيف يستوي وكيف يضحك؟ وكيف اه يغضب؟ وما الى ذلك كل هذا لم يرد ولا يستطيع المكيف ان يثبتوا هذا لله تبارك وتعالى. ولذلك اجمع اهل السنة والجماعة على ان التكييف باطل ومحرم. وفي هذا الاثر المشهور الثابت عن مالك رحمه الله الذي اضحى قاعدة مطردة بجميع الصفات. يتلقاه اهل السنة عن مالك رحمه الله بالقبول فانه لما سئل وقيل له الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ قال رحمه الله الكيف غير مجهول يعني في اللغة معروف معناه الاستواء كل من يعرف لغة العرب استوى على اي على وارتفع واستقر على هذا الشيء قال والكيف غير معقول. يعني اهل السنة والجماعة والمسلمون قاطبة لا يعقلون كيف استوى الله عز وجل للاسباب الثلاثة التي ذكرتها ثم قال والايمان به يعني بالاستواء واجب والسؤال عنه يعني عن الكيد بدعة. ولا يخفاكم يا ايها الاخوة ان اهل السنة والجماعة اذا نفوا اذا نفوا التكييف او قالوا بلا كيف فان مرادهم علمنا بالكيفية وليس مراده نفي ان تكون صفة الله عز وجل على كيفية معينة. فانه ان نفي التكييف مطلقا بمعنى نفي عن الصفة الكيف والتكييف فان هذا يعني تعطيل الصفة لكن مراد اهل العلم كما هو بين وظاهر نفي علمنا بكيفية صفة الله تبارك وتعالى مع يقيننا بان لهذه الصفة كيفية لكن يعلمها الله تبارك وتعالى ثم ذكر اللفظ الرابع الا وهو التمثيل التمثيل هو اعتقاد مساواة غير الله لله فيما هو من خصائصه فيقول مثلا ان يد الله عز وجل كيد الانسان او ان نزوله كنزول البشر وما الى ذلك الفرق بين التكييف والتمثيل وان التكييف ليس فيه تقييد بمماثل. كما ذكر بعض هؤلاء كيف قبحهم الله؟ ان طول الله عز وجل كعرضه. تعالى الله عما يقولون. هذا لم يقيد مماتة لم يجعل صفة الله عز وجل كصفة شيء اخر. اما الممثل فانه يقيد هذه الصفة بمماثل فيقول استواء الله كاستواء الانسان مثلا على الدابة. تعالى الله عن ذلك في الحقيقة وعند التأمل يلحظ ان كل ممثل مكيف ولا يلزم العكس. بمعنى ان الممثل لما مثل هو في الحقيقة كيف لان هذه الصفة التي مثل بها معلومة الكيد. اليس كذلك؟ وبالتالي فقد وقع في التكييف وجمع بين التمثيل والتكييف. اذا كل ممثل فهو مكيف ولا يلزم العكس والتمثيل داء وقع في هذه الامة على قلة وممن قال به اوائل الرافضة. فانهم كانوا ممثلة واخرهم عطلوا فلم يرزقوا التوفيق لا اولا ولا اخرا. اوائله ممثلة واخرهم معطلة. وممن قال به من الفرق ايضا حلوية صوفية فانهم في حقيقة امرهم ممثلة وقال بذلك ايظا افراد في الامة او من المنتسبين الى الامة من ذلك بيان ابن سمعان هشام ابن الحكم وكلاهما رافضي الجوارب والجواليط وامثال هؤلاء ممن ذكرت مقالتهم كتب الملل والفرق. ولا شك ان التمثيل محرم بل كفر. كما قال نعيم ابن حماد رحمه الله من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر. وليس فيما وصف الله به نفسه تشبيه وهذا اثر عظيم وثابت الاسناد الى نعيم بل قال الذهبي في السير رويناه باصح اسناد الو فهو يبين الطريق الوسط الذي سار عليه اهل السنة والجماعة الذي لم يمل الى جهة التمثيل والتشبيه ولم يمل الى جهة الجحود والتعطيل وانما كان وسط صاد التمثيل مردود ب الشرعي وبالعقل. اما بالشرع فان الاية من سورة الشورى الدلالة على نفيه قال جل وعلا ليس كمثله شيء وكذلك الايات الاخرى هل تعلم له سميا؟ ولم يكن له كفوا هو الاحد اما من جهة العقل فان كل عاقل يدرك انه لا يمكن البتة ان يتماثل الخالق والمخلوق. هذا امر بين البعد وبينوا الضلال ان يماثل بين خالق ومخلوق. يستحيل عقلا ان يتشابه خالق ومخلوق وعليه فالتمثيل مردود من جهة الشرع ومن جهة العقل. وهنا انبه الى ان الشيخ رحمه الله استعاض عن لفظ التشبيه بلفظ التمثيل. وقد ذكرت ذكرت لكم ان الشيخ رحمه الله نوقش في هذا في المناظرة عن الواسطية بين رحمه الله انه استعمل لفظ التمثيل لانه اللفظ الذي جاء نفيه في القرآن. اما التشبيه فلم يرد في القرآن نفيه وهل نفهم من هذا انه لا يصح لنا ان ننفي التشبيه عن الله عز وجل الجواب لا فان التمثيل قد جاء نفيه النص وهذا آآ لا شك انه اولى في الاستعمال لكن ان استعمل نفي التشبيه فلا حرج في هذا ايضا وذلك ان التشبيه قد ورد في لسان السلف كثيرا نفيه ناهيك عن من بعده وقد جاء هذا عن او روي هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما كما في تفسير قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا قال اشباهها وكما جاء ايضا في كلام نعيم ابن حماد الذي ذكرته لك سابقا من شبه الله بخلقه فقد كفر وكما جاء ايضا نفيه في كلام الامام احمد رحمه الله وجاء ايضا في كلام اسحاق ابن راهوية وجاء ايضا في كلام الشافعي رحمه الله وجاء ايضا في كلام الائمة الذين ردوا على اهل البدع كابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد مثل عثمان بن سعيد الدارمي وكذلك في الائمة الذين من بعدهم ابن القيم رحمه الله كما قالت النونية لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ان المشبه عابد الاوثاني بل ابن تيمية رحمه الله الذي نص على هذا الكلام هو نفسه رحمه الله استعمل في كثير من المواضع لفظ التشبيه وعليه فانه اذا استعمل هذا اللفظ فانه اذا استعمل هذا اللفظ احد من اهل السنة والجماعة فان استعماله الصحيح وهو محمول على انه اراد به التمثيل واما عن الفرق بين التمثيل والتشبيه فهاتان الكلمتان اذا استعملت احدهما اذا استعملت احداهما على انفراد افادت ما تدل الاخرى اما اذا جيء بهما في سياق واحد فان التشبيه هو المساواة في بعض الوجوه او اكثرها واما التمثيل فهو المساواة في جميع الوجوه ويدل على ذلك اعني على الفرق بين الكلمتين من جهة اللغة قول الله تبارك وتعالى وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تأتينا اية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم لما كان القول كالقول تماما وصف بانه مثل قولهم ثم قال تشابهت قلوبهم وذلك ان القلوب لا يمكن ان تكون متساوية من كل وجه لكن لما حصل اه اشتراك متساو بينها في قدر ما قال جل وعلا تشابهت قلوبهم وعلى كل حال كلا الامرين منفي عن الله تبارك وتعالى وشبهة الممثلة التي يتذرعون بها الى او من خلالها الى اه اثبات منهج التمثيل انهم يقولون ان هذه النصوص قد وردت بلسان عربي مبين ونحن لا نعقل من هذه الصفات الا ما يتصف به المخلوق فنحن نحملها على ظاهرها ولا شك ان الذي ذكره باطل بل مخالف الفطرة والعقل كما هو مخالف للشرع فان النصوص التي جاءت باثبات هذه الصفات لله تبارك وتعالى قد جاءت ايضا بتنزيه الله تبارك وتعالى عن مشابهة ومماثلة المخلوقين فبالجمع بين هذه الادلة وتلك يتضح ان ما اثبته الله عز وجل لنفسه من الصفات ليس هو مماثل فيه للمخلوق عليه يكون قولهم ان هذا هو ظاهر اعني التمثيل ان هذا التمثيل هو ظاهر النص باطل بل ظاهر النص هو ما يليق بالله تبارك وتعالى وهذا راجع الى ما سيأتي الحديث عليه لاحقا ان شاء الله من قاعدة القدر المشترك والقدر المميز فان الذي وفق الى الحق في هذا الباب هو الذي فهم هذه القاعدة فهما جيدا قاعدة القدر المشترك والقدر المميز وبالقدر المشترك يثبت اصل المعنى وبالقدر المميز يثبت ما يليق لله تبارك وتعالى مما يختص به من الصفة وهذا له كلام سيأتي في محله بعون الله عز وجل قال بل يؤمنون بان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير بل يؤمنون بان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير يعني ان اهل السنة والجماعة لما احترزوا عن هذه المسالك الباطلة الاربعة وهي التعطيل والتحريف والتكييف والتمثيل امنوا بان الله عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هذه الاية العظيمة اية الشورى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هي كما يقول اهل العلم دستور اهل السنة والجماعة في هذا الباب وجميع كلام اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات راجع عند التأمل الى هذه الاية ولذلك كانت اصلا عظيما ويندرج تحت تفسيرها وما دلت عليه من المعاني مباحث كثيرة فانها دلت على ان الله تبارك وتعالى موصوف ب صفات ثبوتية وصفات منفية ودلت ايضا على قاعدة آآ النفي المجمل والاثبات المفصل ودلت ايضا على ان التخلية تكون قبل التحلية الى مباحث كثيرة الى قاعدة القدر المشترك والقدر المميز الى مباحث كثيرة اه دلت عليها هذه الاية يقول الله عز وجل ليس كمثله شيء يبحث اهل العلم ها هنا كثيرا في الكاف في قوله كمثله ومجمل اقوال اهل العلم بهذه الكاف يرجع الى ما يأتي اولا ان هذه الكاف حرف مؤكد بالتالي يكون قد توارد على نفي التمثيل لله تبارك وتعالى ادا كان الكاف ومثل وليس بصحيح ما يقوله بعضهم من ان الكاف هذه حرف زائدة هي زائدة اعرابا لكنها من حيث المعنى لها فائدة عظيمة ان اهل اللغة ينصون كما قال ابن جني في كتابه الخصائص كما نقل هذا اه ابن هشام في مغن لبيب ان العرب آآ اذا اضافت حرفا زائدا اعرابا فانه يقوم مقام تكرار الجملة مرة اخرى ولا شك ان تكرار الجملة فيه تأكيد لمعناها اذا هذه الحروف المؤكدة التي تسمى زائدة لها فائدة عظيمة في تأكيد المعنى فانها تقوم مقام تكرار الجملة مرة اخرى وهذا معروف في اه كلام العرب وله شواهد كثيرة التوجيه الثاني هو ان مثل بمعنى الذات فيكون معنى الالة فيكون معنى الاية ليس كذاته شيء يعني ليسك هو شيء سبحانه وتعالى وهذا ايضا صحيح وجار على سنن كلام العرب كما قال ابن قتيبة رحمه الله العرب تقيم المثل مقام النفس وهذا له شواهد في النصوص كقوله تعالى وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثله يعني عليه هو القرآن نفسه تقول العرب ليس مثلك من يبخل وهذا في الحقيقة ابلغ من ان لو قالوا لست ببخيل ليس مثلك من يبخل يريدون به المخاطبة نفسه لكن ليس مثلك يبخل ابلغ عندهم من قول لست ببخيل لان ليس مثلك يبخل يدل ان اعني هذا القول يدل على ان سبب البخل اصلا ليس بموجود في هذا الانسان فهو ابلغ من لو من ان لو قال آآ لست ببخيل هذا وجه ثاني ووجه ثالث ان الكاف هنا بمعنى مثل وعليه سيكون المعنى ليس مثل او ليس شبيه مثله شيء ليس شبيه مثله شيء قال اصحاب هذا التوجيه انه اذا كان مثله ليس له مثيل فلان لا يكون له هو سبحانه وتعالى مثيل من باب اولى وهذا في الحقيقة به اه من التكلف ما فيه لا سيما وانه قد يوهم عند الجاهل معنى باطلا وهو اثبات المثيل لله تبارك وتعالى القول الرابع في اه هذه الاية ان المثل هو المثل هؤلاء رأوا ان مثل هي بمعنى المثل يعني الوصف وعليه سيكون معنى الاية ليس كوصفه شيء ليس كصفته شيء يعني لا تشبه صفته صفة لا تشبه صفته صفة من الصفات فيكون مثل بمعنى مثل وله المثل الاعلى اه مثل الجنة التي اعيد المتقون. يعني صفتها والاقرب في توجيه هذه الاية القولان الاولان والله تعالى اعلم قال الشيخ رحمه الله بل يؤمنون بان الله عز وجل ليس كمثله شيء. استدل رحمه الله بهذه الاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهذه الاية كما اسلفت وفي المقابل يثبتون الصفات لله تبارك وتعالى ولكنه اثبات لا يبلغ الى حد التمثيل اذا هذه الاية تدل على ان منهج اهل السنة والجماعة هو الاثبات بلا تمثيل والتنزيه الى تعطيل. ويذكر اهل العلم ها هنا لطيفة في سبب ذكر السميع والبصير دون اه غيرهما من الصفات. قالوا وذلك ان كل حي لابد ان يكون متصفا بالسمع والبصر. اما كثير من الصفات الاخرى التي اتصف الله عز وجل بها فقد لا يتصف بها كل مخلوق العلو كالعظمة القوة وما شكل ذلك لكن السمع والبصر موجود في كل حي فكأن في الاية اشارة الى ان الله تبارك وتعالى يتصف بصفات يشترك في اصل معناها مع المخلوقين لكن هناك قدر مختص به ومميز له تبارك وتعالى عن المخلوقين ولذلك اشرت الى ان فيها اوضح دلالة على القاعدة التي اسلفت قاعدة على قاعدة القدر المشترك والقدر المميز على ما سيأتي توظيفه ان شاء الله تبارك وتعالى بل يؤمنون فلا ينفون عنه بل يؤمنون بل يؤمنون بان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلمة عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله تعالى واياته نعم عقب على ما سبق الشيخ رحمه الله بالتأكيد على ما سبق بيانك اذا كان اهل السنة والجماعة يؤمنون ب الطرفين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فانهم بالتالي لا ينفون او لا ينفون عن الله تبارك وتعالى ما وصف الله عز وجل به نفسه سبق ان بينت ان هذا راجع الى التعطيل والتحريم. نعم ولا يلحدون في اسماء الله تعالى واياته. نعم اعد الجملة. فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه. نعم. ولا يحركون الكلمة عن مواضعه. تحريف الكلم عن مواضعه هو آآ تغييره وتبديله قدم الله عز وجل اليهود على ذلك يحركون الكلمة عن مواضعه يعني عن المواضع التي نزلت في اه كتاب الله تبارك وتعالى الذي انزله اليهم وهو الثورات وذكر بعد ذلك انهم لا يلحدون باسمائه وفي اياته ولاحظ ان التحريف صنعة اليهود والالحاد في اسماء الله عز وجل صنعة المشركين كلاهما اشد عداوة للذين امنوا كما قال الله عز وجل كلاهما في غاية الضلال واهل السنة والجماعة بريئون عن هذين المسلكين غسلة التحريف ومسلك الالحاد والله عز وجل قد نهى عن الالحاد في كتابه عن الالحاد في اسمائه ولله الاسماء الحسنى تدعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائهم سيجزون ما كانوا يعملون وكذلك نهى عن الالحاد في اياته تبارك وتعالى ان الذين يلحدون في اياتنا لا يفقون علينا اما الالحاد في اسماء الله عز وجل فهو الميل بها وبمعانيها وبحقائقها عن الحق الواجب فيها. وهذا له مسالك. سلكها المخالفون للرسل في اسماء الله تبارك وتعالى من ذلك ان يسمى الله تبارك وتعالى بغير ما ورد مما لا يليق به سبحانه وتعالى كتسمية النصارى له ابا كتسمية الفلاسفة له علة فاعلة وموجبا وما شاكل ذلك والامر الثاني ان يشتق من اسماء الله جل وعلا او يؤخذ من اسماء الله عز وجل اسماء للاصنام وهذا من الشرك باسماء الله عز وجل كما اخذوا اللات من الاله او من الله. ومناة من المنان والعزة من العزيز الى غير ذلك ايضا من مسالك الالحاد في اسماء الله عز وجل ان يسمى الله عز وجل في ما مضمونه وما وصفه نقص كما قالت اليهود ان الله ان الله فقير ونحن اغنياء لا شك ان هذا من الالحاد باسماء الله عز وجل ايضا من من مسالك الالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى تفريغ هذه الاسماء عن معانيها وجعلها اسماء مجردة خالية من المعاني كما قالوا عليم بلا علم قدير بلا قدرة عزيز بلا عزة الى اخره وهذا مسلك المعتزلة ومن لف لفهم ايضا من مسالك الالحاد في اسماء الله عز وجل ان يجعل معنى هذه الاسماء ومضمونها ما يقتضي مشابهة الله عز وجل للمخلوقين ويزعمون ان اسماء الله عز وجل تدل على المعنى الذي فيه مشابهة بين الله عز وجل وخلقه كل هذه المسالك الخمسة الحاد باطل مسلك باطل مع اسماء الله تبارك وتعالى ومجموع ذلك او بعض ذلك يرجع الى ما قال ابن القيم رحمه الله في النونية فحقيقة الالحاد فيها الميل بالانكار آآ وحقيقة الالحاد فيها الميل بالتعطيل والاشراك والنكران فالملحدون اذا ثلاث طوائف فعليهم غضب من الرحمن نعم ولا يلحدون في اسماء الله تعالى واياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته من صفات خلقه. كما مروا التكيف والتمثيل مضى الكلام عنهما نعم لانه سبحانه بقي ان انبه على ان التعطيل والتمثيل كلاهما يصح وصف الضد فيهما على من وقع في احدهما بمعنى كما قلت سابقا كل ممثل فهو معطل كل معطل فهو ممثل واقول الان وكل ممثل فهو معطل ايضا كما ان كل معطل هو ممثل مثل ابتداء وانتهاء فكذلك كل ممثل فهو معطل ووجه ذلك اولا انه عطل الله عز وجل عن كماله الواجب له باثبات هذه الصفة فانه لما جعل هذه الصفة مماثلة للمخلوق وليست صفة لائقة بالله تبارك وتعالى ينزه فيها عن مشابهة المخلوق فانه عطل الله عز وجل عن بعض كماله وايضا هو عطل النص الذي جاء في هذه الصفة عن مراد الله تبارك وتعالى. الله عز وجل ما اراد بهذه الصفة او ما اراد بهذه الاية ان تكون دالة على هذا المعنى الذي ذكره والامر الثالث انه عطل كل النصوص التي دلت على نفي التمثيل عن الله تبارك وتعالى اذا صح ان كل ممثل فهو في حقيقة الامر معطل. نعم لانه سبحانه وتعالى لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له هذه الجملة تعليل لما سبق لماذا اهل السنة والجماعة يقفون عند حد الوالد ولماذا لا ينفون عن الله عز وجل ما ثبت له ولماذا لا يحرفون الكلمة عن مواضعه لماذا لا يشبهون الله عز وجل بخلقه او يكيفون صفاته بتكيفات معينة كل ذلك لان الله عز وجل اعلم بنفسه وهو كذلك اعلم بغيره وعليه فيجب ان يوقف عند حد ما اخبر به سبحانه وتعالى كما هي القاعدة المقررة عند اهل العلم وقالها الامام احمد رحمه الله وتلقى هذه الجملة عنه اهل العلم بالقبول لا يوصف الله الا بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث هذه قاعدة مقررة عند اهل السنة والجماعة فبين رحمه الله العلة في ذلك وهو ان الله عز وجل اعلم بغيره ااعلم بنفسه واعلم بغيره وعليه فيوقف عند حد ما اخبر تبارك وتعالى. نعم ولا يقاس بخلقه فانه سبحانه منكر ان الله عز وجل لا سمي له ولا اه كفؤ له ولا من هنا ولا ند له وهذه الكلمات الثلاثة متقاربة في المعنى فانها تدل على المساوي والنظير والشبيه وقد نفاها جميعا الله عز وجل في كتابه اما الكفر فتفاهم في قوله ولم يكن له كفوا احد واما السمين فنفعه في قوله هل تعلم له سم يا واما الند فنفاه في قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا اذا كل ذلك منفي عن الله تبارك وتعالى. نعم ولا يقاس بخلقه فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره. ولا يقاس بغيره سبب الضلال الذي وقع فيه المعطلة والممثلة القياس قياس الله عز وجل على خلقه واثمر هذا القياس اما تعطيلا واما تمثيلا فالمعطل لما قاس الله عز وجل على خلقه اداه ذلك الى ان ينفر من هذه النصوص وان ينفر من اجرائها على ظاهرها فنفاها وحرفها اما الممثل فانه التزم اذعن لي هذا القياس فمثل الله تبارك وتعالى بخلقه والله عز وجل كما قال الشيخ لا يقاس بخلقه. بمعنى لا يقاس الله بخلقه قياسا يستوي فيه مع غيره القياس كما هو معلوم عندكم منه قياس التمثيل وهو القياس المعروف عند الاصوليين وهو الحاق فرع باصل لعلة في حكم لعلة جامعة بينهما يقولون النبيذ محرم وملحق في حكمه بالخمر لعلة الاسكار او وهو النوع الثاني قياس الشمول وهذا هو القياس المعروف عند المناطق وهو آآ ان يدخل جزئي تحت كلي يشترك فيه مع غيره من الجزئيات فيحكم عليه بما حكم به على ذاك الكلي وهذا معروف عند قانوني المناطق يعني القياس المنطقي الذي يسمونه القانون حينما يذكرون انه مكون او مركب من اضافة آآ صغرى يعني قضية صغرى سهلة الحصول الى قضية كلية كبرى فتنتج المطلوب وتخرجه من القوة الى الفعل يعني كما يقولون مثلا آآ النبيذ مسكر وكل مسكر خمر النبيذ اذا الخمر هذا القياس وذاك كلاهما لا يجوز استعمالهما في حق الله تبارك وتعالى وذلك ان هذا القياس او ذاك فيه مساواة بين الله عز وجل وخلقه وقد علمنا ان الله سبحانه لا كفؤ له ولا مثل له ولا سمي له ولا ند له وبالتالي كان هذا القياس اظلم الظلم وعليه فلا يصح استعماله في حق الله تبارك وتعالى انما يصح قياس اخر ليس فيه مساواة بين الله عز وجل وخلقه الا وهو قياس الاولى وهو الذي دل عليه قوله تعالى وله المثل الاعلى يعني الوصف الاعلى وحقيقة هذا القياس ان كل كمال اتصف به المخلوق لا نقص فيه بوجه من الوجوه فان معطيه اولى به يعني فان الله تبارك وتعالى اولى بهذا الكمال. لكن كما ذكرت بشرط ان لا يكون فيه نقص بوجه من الوجوه نعم ولا يقاس بخلقه فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره. نعم واصدق قيل واحسن حديثا من خلقه ثم رسله صادقون. الله عز وجل فيما يوصف به من خلقه يجب ان يوقف عند حد ما اخبر سبب ذلك ان الله تبارك وتعالى اعلم بنفسه واصدقوا حديثا احسن حديثا من خلقه واذا اجتمعت هذه الامور الثلاثة من كونه ان اعلم بنفسه ومن كونه الاصدق حديثا ومن كونه الاحسن حديثا فانه لا يجوز ان يتجاوز ما اخبر به تبارك وتعالى لا في جانب الاثبات ولا في جانب النفي نعم ولا يقاس بخلقه فانه سبحانه. ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون ثم رسله صادقون مصدقون في رواية مصدوقون مصدوقون جمع مصدوق والمصدوق هو الذي اخبر بالصدق يعني ان الرسل اخبر في الوحي بما هو حق ليس بباطل ولا كذب او النسخة الاخرى مصدقون صدقوا اما من قبل الله عز وجل والله عز وجل يشهد بصدقهم او مصدقون من قبل المؤمنين وهذا حاصل الرسل الذين كان لهم اتباع صدقوهم اما اذا جاء النبي يوم القيامة وليس معه احد فانه لم يصدق من قبل هؤلاء الناس الذين بعث اليهم او هم مصدقون من جهة الوجوب يعني يجب ان يصدقوا وهذا شامل لجميع الانبياء والرسل اذا رسله تبارك وتعالى الذين ارسلهم بالهداية ودين الحق الى البشر صادقون وهذا لا شك فيه ولا ريب باجماع المسلمين فان الرسل معصومون بالاجماع عن الكذب او عن حصول الخطأ في البلاغة وهم ايضا مصدقون او مصدوقون اذا كانوا كذلك وجب الوقوف عند وجب الوقوف عند حد ما اخبروا به اذ انه يجب الاذعان بما اخبروا به ل كمال علمهم بالله امال فصاحتهم وبيانهم وكمال نصحهم وشفقتهم على الناس وبالتالي فيجب ان يذعن ويقبل ما اتوا به ولا يتجاوز ذلك بخلاف الذين يقولون على الله ما لا يعلمون وهؤلاء هم اصحاب الطوائف او اصحاب المسالك السابقة اهل التعطيل والتخريف او اهل التكييف والتمثيل فانه القائلون على الله عز وجل بغير علم. نعم. ولهذا قال سبحانه وتعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين هذه الاية دليل صريح على ان الله عز وجل لا يوصف الا بما وصف به نفسه ووجه الدلالة ان الله سبحانه اثنى على عباده المرسلين لسلامة ما وصفوا به ربهم جل وعلا ومعلوم ان الرسل ما وصفوا الله الا بما جاء في الوحي الا بما اوحاه الله عز وجل اليه ما وصفوه بعقولهم وما وصفوه باهوائهم وما وصفوه باقليسة آآ قاسوها انما وصفوا الله عز وجل في آآ حدود ما اوحى به اليهم جل وعلا ثم ذم الله تبارك وتعالى آآ هؤلاء الذين تكلموا عليه بغير علم وسبح نفسه عما قالوه لانهم لم يقولوا بما اوحى به الى رسله اذا قالوا الباطل الذي نزه الله نفسه عنه حيث قال سبحان ربك رب العزة سبحان اسم مصدر بمعنى التنزيل يعني اسبح الله سبحانه و ما سبح الله نفسه عما وصف اه عما وصفه به المخالفون للرسل الا لان قولهم باطل فهم ما وقفوا عند حد ما ورد في النصوص قال جل وعلا سبحان ربك رب العزة لاحظ الفرق بين الاظافتين اضافة رد الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ربك اضافة آآ رب او اضافة عبد الى رب مضاف العبد الى الله عز وجل الذي هو رب هو الرب والخالق اما في قوله رب العزة فهي بمعنى صاحب العزة فان العزة وصفه تبارك وتعالى والله سبحانه لم يخلق وصفة اذا الاظافة اذا الاظافة هنا من اظافة اه آآ المصاحبة رب العزة يعني صاحب العزة سبحانه وتعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون عما وصفوا الله تبارك وتعالى وهم المخالفون للرسل وسلام على المرسلين سلم على المرسلين لانهم قالوا بالقول السالم عن الخطأ بوصفه جل وعلا وهو ما اوحاه اليه ثم حمد ربه تبارك ثم حمد نفسه تبارك وتعالى. وفي هذه الاية اجتمع النفي والاثبات وبهما يكون التوحيد التسبيح يدل على التنزيل والحمد يدل على الاثبات وباجتماعهما يكون التوحيد التسبيح هو تنزيه الله عز وجل عن كل نقص وعيب وعليه فيكون التسبيح قد دل بالمطابقة على التنزيل واما الحمد فانه يدل بالتضمن على اثبات صفات الكمال وكلاهما يدل على الاخر وهو كل واحد منهما يدل على الاخر بدلالة اللزوم فالتسبيح يدل بدلالة اللزوم على اثبات الكمال المطلق لله والتحميد يدل بدلالة اللزوم على تنزيه الله عز وجل عن كل نقص وعيب وباجتماع الامرين جزاك الله خير يكون التوحيد ليس التوحيد هو الاثبات فقط وليس التسبيح هو التنزيه فقط وانما التوحيد اجتماع التنزيه مع الاثبات ولذلك كان احب الكلام الى الله عز وجل كما ثبت في الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام احب الكلام الى الله ماذا؟ سبحان الله والحمد لله لان فيهما اجتماع اه لان فيهما اجتماع الاثبات اثبات الكمال والتنزيه التنزيه عن النقص او التنزيه عن المشاركة في الكمال وباجتماعهما يكون التوحيد. نعم فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب كما سبق نعم وهو سبحانه قد جمع فيما وصف به نفسه بين النفي والاثبات وهو سبحانه قد جمع فيما وصف به نفسه بين النفي والاثبات هذه الجملة على مجازتها تشتمل على كلام او معنى كبير وكثير وذلك ان هذه الجملة تدل على القاعدة عند اهل العلم وهي ان الله تبارك وتعالى موصوف بالاثبات وموصوف بالنفي. يعني يوصف ب صفات ثابتة له كما انه يوصف بنفي صفات عنه وكلا الامرين جاء في النصوص مفصلا ومجملا اما الاثبات المفصل فهو جميع اه الصفات التي جاءت في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم مثبتة لله تبارك وتعالى واما الاثبات المجمل فيدل عليه اه النصوص التي دلت على حمد الله تبارك وتعالى فانها دالة بالتظمن على اثبات الكمال المطلق لله عز وجل اما الجانب الاخر وهو النفي الله سبحانه وتعالى يوصف كما ذكرت بنفل صفات عنه فيقال الله عز وجل ليس بكذا كلام اهل السنة والجماعة في هذا الباب كثير ولكن يمكن تلخيصه في الضوابط الاتية اولا ان الاصل في هذا الباب ان يكون النفي مجملا لا مفصلا يقابل ذلك ان يكون الاثبات مفصلا كتب رب العالمين ورسالات الرسل قد جاءت نفي مجمل واثبات مفصل وذلك ان التفصيل في الاثبات اذل على الكمال والمدح ولا احد احب اليه المدح من الله عز وجل واما الاجمال في النفي فانه اذل على التنزيل الاجمال في النفي ادل على التنزيل وقد دلت النصوص على هذا النفي المجمل وهي في الجملة راجعة الى ثلاثة ادرب من النصوص اولا النصوص التي دلت اه النصوص العامة التي دلت على النفي المجمل كقوله تعالى ليس كمثله شيء هل تعلم له سم يا ولم يكن له كفوا احد فلا تضربوا لله الامثال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. هذه الايات الخمس هي اشهر هذه الادلة العامة التي دلت على النفي المجمل آآ وهي صريحة والدليل فيها بين على دفع النقص عن الله تبارك وتعالى اما النوع الثاني من الادلة التي دلت على النفي المجمل فاسماؤه تبارك وتعالى الدالة على ذلك وهي القدوس والسلام والمتكبر والسبوح فهذه الاسماء معانيها متقاربة وتدور على تنزيه الله عز وجل عن النقص وكذلك اسماه تبارك وتعالى الواحد والاحد والفرق بين الاسماء الاربعة وهذين الاسمين ان الاسماء الاربعة اخص بالنفي المتصل واما الاسمان الاخران فاخص بالوصف اخص بالنفي المنفصل الوصف المتصل كالجهل والفقر والسنا والنوم وما الى ذلك اما النفي المنفصل فاق الولد والزوجة وما الى ذلك. فهذه الاسماء دلت على هذه الصفات المنفية عن الله تبارك وتعالى اما الامر الثالث الذي يدل على هذا النفي فنصوص التسبيح النصوص التي جاءت في القرآن والسنة على تسبيح الله عز وجل فانها كما ذكرت تدل على نفي كل نقص وعيب عن الله تبارك وتعالى وهذا نفي ماذا وهذا نفي مجمل وادلة التسبيح كثيرة ومنها الاية التي مرت معا سبحان ربك رب العزة عما يصفون. اذا هذه ثلاثة انواع من الادلة دلت على النفي ماذا على النفي المجمل وبذلك تعلم ان الالفاظ المستعملة في هذا الباب هي النفي والتنزيه وكذلك السلب. وان كان هذا الاستعمال قد اشتهر عند المتكلمين لكن جرى استعمال ذلك ايضا عند اهل السنة والجماعة فيقولون الصفات المنفية ويقولون ايضا الصفات السلبية لان السلب هو بمعنى النفي. فاذا استعمل هذا اللفظ احد من اهل السنة والجماعة فان مراده بين وواضح وهو اه الصفات المنفية عن الله تبارك وتعالى الضابط الثاني الذي يرجع اليه كلام اهل السنة والجماعة في هذا الباب ان النصوص آآ قد جاء فيها النفي المفصل ايضا لكنه قليل بالنسبة الى نصوص الاثبات وقليل بالنسبة الى نصوص النفي المجمل وذلك الورود للنفي المفصل انما كان لاقتضاء الحكمة ذلك اذا نستطيع ان نقيد الضابط السابق بان نقول الله عز وجل او نقول ان القاعدة هي الاثبات المفصل والنفي المجمل الا اذا اقتضت الحكمة التفصيل في النفي وهذا في الغالب يرجع الى امور اولا دفع توهم النقص بصفة الكمال الله عز وجل موصوف بالكمال ودفعا لتوهم او لتوهم قد يحصل لبعض الناس في هذا الكمال اه دفع لتوحد نقص في هذا الكمال يحصل لبعض الناس ينفيه الله تبارك وتعالى. كما قال سبحانه وتوكل على الحي الذي لا يموت. دفع لتوهم النقص في حياته تبارك وتعالى او يقول وهذا الثاني لدفع ما يقوله المبطلون في حق الله تبارك وتعالى. يعني اذا وصف الله عز وجل بعض المجرمين بما لا يليق به فان الله تبارك وتعالى يرد ذلك في كتابه كما نفى الله عز وجل عن نفسه الفقر الذي وصفه به اليهود وكذلك ما وصفوا الله عز وجل به من التعب وما مسنا من لغوب. الى غير ذلك امر ثالث ان يكون هذا النفي المفصل على جهة التهديد للمخالفين. كما قال تعالى وما الله بغافل عما تعملون الامر الرابع ان يكون النفي المفصل تكميلا لبيان معنى الصفة المثبتة كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطل فليس دونك شيء النفي هنا كان لماذا؟ لتكميل بيان معنى ماذا؟ الصفة المثبتة لله تبارك وتعالى ومهما يكن من شيء المنفي عن الله تبارك وتعالى سواء كان النفي فيه مجملا او مفصلا فانه راجع الى امرين نفي النقص والعيش عن الله تبارك وتعالى كما نفى السنا والنوم والتعب والفقر وما الى ذلك الامر الثاني ان يوفى المشارك عن الله في كماله هذا وهذا منفي عن الله عز وجل النقص والعلم وكذلك المشارك في الكمال كما نفى سبحانه وتعالى عن نفسه آآ الولد وكما نفى عن نفسه الصاحبة وما الى ذلك فان الله عز وجل آآ لو كان متصفا الولد لكان مشاركا له في خصائصه. وكان مشاركا له في كماله. وكذلك الزوجة. لان الزوجة تشارك الزوجة بخصائص ولا يتزوج الانسان الا ما يشترك هو واياه في الخصائص والله عز وجل منزه عن ذلك. اذا دار كل نفس في النصوص على هذين الامرين الضابط الثالث ان كل نفي جاء في النصوص اجمالا او تفصيلا فانما يراد به اثبات كمال الضد وذلك ان النفي لذاته غير مقصود والله عز وجل انما يوصف بالامور الثبوتية والصفات الثبوتية اذ هي الاصل وبها تكون المدحة اما الصفات المنفية نفيا محضا انه لا مدح فيها وذلك ان النفي المحض عدم والعدم ليس بشيء فضلا عن ان يكون مدحا وامر اخر ان النفي آآ المحضة قد يكون لعدم قابلية المحل وقد يكون للعجز قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل انما كان هذا النفي في حقه لماذا لعجزه او يكون كما هو الاول بعدم القابلية كما قال عبد العزيز الكيناني رحمه الله في آآ الحيدة ان النفي لا تثبت به المدحة قال وكيف ذلك؟ قال ان قولي هذا الحائط لا يظلم ليس مدحا له نعم ليس مدح الله لماذا؟ لان الحائط الاصلا غير قابل للاتصاف بهذه الصفة. متى يكون اه المدح اه متى يكون هذا النفي مناسبا؟ اذا كان في حق من يستطيع ان يظلم لكنه يتنزه عنه. اذا كل آآ نفي جاء في الكتاب والسنة فانما يراد به اثبات كمال الضد. اذا كان نفيا مجملا فانه يدل على ثبوت الكمال المطلق اذا قال الله جل وعلا مثلا ليس كمثله شيء فانه يدل على ماذا ثبوت الكمال المطلق له تبارك وتعالى. فلاجل ثبوت هذا الكمال لم يكن له ماذا لم يكن له مثيل تبارك وتعالى وكذلك بالنسبة للصفات المنفية اذا اه المنفية تفصيلا فانه اذا نفي عن الله تبارك وتعالى صفة منفية تفصيلا فانما يراد كمال ضدها. اذا نفي عن الله عز وجل السنة والنوم فذلك لكمال حياته وقيوميته تبارك وتعالى اه اذا نفي عنه اللغو فذلك بكمال قوته وقدرته عز وجل. اذا نفي عنه العبث فذلك لكمال حكمته سبحانه وتعالى وهكذا دواليك الضابط آآ الرابع او الخامس الرابع ان طريق ثبوت او طريق معرفتي الصفة المنفية عن الله عز وجل امران الامر الاول ان يرد النفي او او ان ينص على النفي في الادلة وهذا واضح لا اشكال فيه الامر الثاني ان تثبت الصفة يرحمك الله فينفى عن الله عز وجل الضادها. اذا ثبت الصفة اذا ثبتت الصفة لله جل وعلا فانه ينفى عن الله تبارك وتعالى اضفادها. فيكون النفي ها هنا من طريق اللزوم والله عز وجل اعلم. نعم قال رحمه الله فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاءت به المرسلون فانه الصراط المستقيم لا عدول لاهل السنة والجماعة عما اه جاء به المرسلون عما قاله المرسلون عليهم الصلاة والسلام وهذا الكلام يدل على حال اهل السنة والجماعة هو اخبار عن حال اهل السنة والجماعة وان حالهم وحقيقة امرهم هي انهم لا يعدلون ولا ينحرفون قط عن منهج اهل السنة والجماعة عن منهج الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام. لا عدول لهم عن نهج هؤلاء عليهم الصلاة والسلام ويحتمل كلامه ايضا ان يكون آآ دالا على الامر الواجب على اهل السنة والجماعة فلا اذون لاهل السنة والجماعة يعني هم ملزمون وواجب عليهم الا يعدلوا عن منهج الانبياء والرسل وهم بحمد الله قائمون بذلك وآآ مستمرون عليه منذ عهد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والى قيام الساعة لم يعدلوا ولن يعدلوا بتوفيق الله عز وجل ورحمته عن منهج الانبياء والمرسلين. نعم فلا عذوا له فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاءت به المرسلون فانه الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ذكر العلة التي لاجلها لم يعدل اهل السنة والجماعة عن طريقة الانبياء والمرسلين وذلك ان طريقتهم هي الصراط المستقيم واذا كانت الصراط واذا كانت طريقتهم هي الصراط المستقيم فالعدول عن هذا الصراط ضلال وشرح وهذا ما لا يمكن ان اه يقبله عاقل. يريد نجاة نفسه والصراط هو الطريق وبعضهم يقيده بالواسع يقول الطريق الواسع وقد جاء في النصوص على ضربين صراط معنوي وصراط حسي اما الصراط المعنوي فهو الاسلام وما جاء به الرسل من عند الله جل وعلا واما الصراط الحسي فذاك الجسر المنصوب على متن جهنم وبحسب ثبات المرء على الصراط المعنوي يكون ثباته على الصراط الحسي ثم ذكر رحمه الله من يرافق المسلم على هذا الصراط لاجل الا يستوحش من قلة السالكين ولا يغتر بكثرة الهالكين فان الانسان قد يكون في زمان او في مكان يقل فيه السالكون هذا الصراط المستقيم ففي ذكر من يرافق الانسان عليه وهم هؤلاء الاصناف الاجلاء الاربعة فانه حينئذ يتعزى ولا يستوحش هذا الطريق سار عليه من قبلك الانبياء والصديقون والشهداء والصالحون ومعلوم عند المسلمين ان هذه الاصناف الاربعة هي اكمل الناس واحسنهم حالا اكمل الناس بالترتيب هم هؤلاء. الانبياء ثم الصديقون ثم الشهداء ثم الصالحون فانهم الذين انعم الله عز وجل عليهم مع الذين انعم الله عليهم من من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ماذا يريد الانسان احسن من ان يكون مرافقا على هذا الصراط لهؤلاء الاجلاء العظماء الانبياء والصديقون والشهداء والصالحون الصديقون جمع الصديق والصديق تعريفه هو من جمع بين كمال الاخلاص وكمال المتابعة لا يبلغ الانسان مرتبة الصديقية الا اذا بلغ او الا اذا وصل الى هذا الامر وهو ان يحصل له كمال الاخلاص مع كمال المتابعة والانقياد فيكون صديقا واعظم الصديقين على الاطلاق هو صديق هذه الامة ابو بكر رضي الله عنه وارضاه والشهداء بعض الامور من نال درجة الشهادة شهداء ثلاثة انواع شهداء في الدنيا والاخرة يعني تجرى عليهم الاحكام في الدنيا وهم الذين قتلوا في سبيل الله وشهداء في الاخرة وهم الذين جاء النص عليهم المطعون والمبطول والهدم والمحروق الى غير ذلك واما الصنف الثالث يذكر تتمة للقسمة وليس داخلا للذين انعم الله عليهم وهو الذي هو شهيد في الدنيا ظاهر حاله انه قتل في سبيل الله لكن هناك مانع يمنعه من بلوغ هذه الرتبة اما من جهة دخل ودخل في نيته واخلاصه او بسبب معصية وقع فيها كالظل من اه الغنيمة كما ثبت اه في هذا النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم لعل في هذا القدر كفاية ونتمم ان شاء الله ما بقي من المتن في الدروس القادمة نستأنف بعون الله عز وجل الدرس يوم الثلاثاء بعد القادم الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه