بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه اما بعد قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله للكلام الى الكلام عن مبحث الايمان ولا شك ان مبحث الايمان من اعظم المباحث واهمها واجتريها عناية على المسلم وذلك لان مدار السعادة في الدنيا والاخرة انما هو على تحقيق الايمان وكل ثمرات الخير في العاجل والاجل انما هي فرع عن تحقيق الايمان وقد رتب الله جل وعلا في كتابه على تحقيق الايمان اكثر من مائة خصلة كل خصلة منها خير من الدنيا وما فيها كما قال ابن القيم رحمه الله في الداء والدواء كما ان العناية بالبحث والدراسة في هذا الموضوع تظهر من وجه اخر وهو كثرة الخطأ والغلط الحاصل في هذا الباب فان من المعلوم ان المخالفة للحق في هذا الباب قديما فان مسائل الايمان من ضمن مسائل الاسماء والاحكام والخلاف فيها اول خلاف عقدي ظهر في هذه الامة فلاجل كثرة الاشتباه والخطأ في هذا الباب كان حريا بالمسلم وطالب العلم ان يعتدي بفهم هذا الباب على اصوله التي قررها اهل السنة والجماعة الايمان في اللغة ذهب كثير من الاصوليين بل اكثرهم الى تعريفه بالتصديق وهذا عند التحقيق تعريف من جهة التقليد والا فان التراضي في اللغة على الصحيح غير واقع فثمة فروق بين الايمان والتصديق وممن نبه على هذه المسألة الراغب الاصفهاني في المفردات فانه ذكر لما اورد قول الله جل وعلا وما انت بمؤمن لنا قال قال كثير بمصلية الندم. الا ان الايمان هو التصديق الذي معه امن اذا الايمان تصديق وزيادة فيه قدر زائد على مجرد التصديق ففيه اهتمام المخبر وطمأنينة بما يخبر به وما يلزم من ذلك من الاستجابة والانقيادة كما ان الايمان في مجال استعماله انما يكون في امر غيبي واما في غير الغيبيات انه لا يستعمل الايمان ومهما يكن من شيء فسواء اكان الايمان مرادفا بالتصديق بكل وجه ام لم يكن ليس ذلك اوليس لذلك اثر في تحديد الايمان شرعا لان بحثنا انما هو في اصطلاح شرعي ومعلوم ان الشريعة تستعمل او قد تستعمل المصطلحات او الكلمات اللغوية باصطلاح خاص بزيادة البيوت وشرائط فيصبح او فتصبح الكلمة بعد نزول الشرع لها معنى يخصها ليس هو المعنى اللغوي الذي كان قبل نزول الشرع مع وجود قدر مشترك بين هذا وذاك وقس على هذا ما يتعلق بمصطلحات الشرعية كالصلاة والحج والصيام وما الى ذلك اقول هذا لان من المتكلمين الاشاعرة من جعل التعريف اللغوي حجة له في تعريف الايمان شرعا كما تجد هذا عند الباطلان في تمهيده. انه جعل الحجة لهم على ان الايمان شرعا هو التصديق التعليم اللغوي وهذا لا يسلم له من جهة التعريف اللغوي اولا وثانيا انه لو سلم ان التعريف اللغوي للايمان هو التصديق فانه لا يؤثر شيئا لاننا نبحث بمصطلح شرعي والا فانه يلزمه مثل ما قال في الصلاة والزكاة والحج والصيام وهذا ما لا يقول به احد اما الايمان بالشرع وقبل ان اذكر تعريفه اقول ان الاسس التي قام عليها منهج اهل السنة والجماعة في هذا الباب ثلاثة اسس تجمع جل مباحث الايمان عند اهل السنة الاساس الاول ان الايمان قول وعمل والاساس الثاني ان الايمان يزيد وينقص والاساس الثالث ان ايمان المؤمنين متفاوت اما الاساس الاول فهو الذي يتضمن تعريف الايمان وهو ان الايمان قول وعمل وهذا ما بينه المؤلف رحمه الله فيما سمعناه وهذه الكلمة من اصول معتقد اهل السنة والجماعة بل من شعائر السنة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هذا التعريف تعريف مجمل يحتاج الى توظيف وتفصيل وهذا ما عقب به المؤلف رحمه الله فقال قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وتلاحظ يرعاك الله انه جعل التعريف المشتمل على تقسيم الثنائي جعل تفصيله في خمسة اشياء فاعلم التقسيم الثنائي الى تقسيم خماسي. وهذا مسلك له رحمه الله في هذا الكتاب ولم اجده له في غيره. مع كثرة ما تعرض المؤلف رحمه الله في كتبه لتعريف للايمان بقلبه وذلك اضعف الايمان والخلاصة ان الايمان يزيد وينقص كما دل على هذا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجماع اهل العلم والسيادة والنقصان لها وجهان. من جهة امر الرب. ومن جهة فعل العبد اذ هو كما هو الشأن في غيره من اهل العلم. يجعلون القسمة الثنائية الى قسمة فيقولون الايمان قول وعمل اي قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح لكن الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب اضاف امرا خامسا وهو قول وهو عمل اللسان وهذا ليس بمشكلة لان عمل اللسان لا يخرج عن كونه عملا للجوارح فمن جعل القسوة الرعية اراد بعمل الجوارح ما يكون عملا ظاهرا سواء اكان بالاعضاء باليدين بالرجلين بالقيام بالقعود او كان باللسان وبيانه او التنصيص عليه فيه زيادة توضح لا اقل ولا اكثر و لعل هذا الاستشكال هو الذي حدى ببعض اهل العلم كالشيخ محمد ابن ابراهيم مفتي الديار السابق رحمه الله اذ ذكر في تقرير له على الواسطية كما هو مدون في فتاواه ان زيادة عمل اللسان غلط وان هذا ليس موجودا في بعض الطبعات. طبعا الواسطية والذي يبدو والله اعلم ان هذا وهم ليس بصحيح بل كلامه رحمه الله في الواسطية فيه التقسيم الخماسي دون شك والنسخ المحققة التي قورنت فيها النسخ الخطية فيها التقسيم الخماسي دون اختلاف بما اعلم ويؤكد هذا ان الشيخ رحمه الله في مناظرته على الواسطية وهي موجودة في الفتاوى اورد هذا التقسيم الخماسي ايضا من البعد بمكان ان يقال انه الخطأ قد تكرر ايضا على كل حال التقسيم او تعريف الايمان بهذه القسمة الثنائية انه قوله عدم يرجع الى اربعة امور وان شئت فقل خمسة ولا اشكال. الى قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح وان شئت فزد كما ذكر الشيخ عمل اللسان وتفصيل هذا ان قول القلب هو تصديقه وايقانه واعتقاده. وتوضيح هذا اكثر ان الايمان بالشرع لابد فيه من تصديق وايقان وهذا هو التصديق باركان الايمان الستة وبجميع ما اخبر به صلى الله عليه وسلم وعليه فمن كذب النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة واحدة ثبت عند هذا المكذب انه قالها فانه ليس من الايمان في شيء كافر بالله عز وجل. لم؟ لانه لم يأتي بقول القلب قال جل وعلا انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا يعني حصل لهم التصديق الكامل مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ثانيا عمل القلب وهو الاعمال الصالحة التي تقوم بالقلب وهي مستلزمة بقول القلب وهي كثيرة فمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبغض ما يبغض الله التوكل والانابة والخشية الاخلاص وما الى ذلك من هذه الاعمال الصالحة التي تكون بالقلب والادلة على كونها من الامام كثيرا قال جل وعلا قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون الامر الثالث الذي يشتمل عليه تعريف الايمان في الشرع عمل القلب قول القلب وقوله وعمل القلب وقول اللسان. المقصود بذلك التلفظ بالشهادتين الذي به يدخل الانسان الاسلام وهذا من الايمان دون شك النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين امرت ان اقاتل اناس حتى يقولوا لا اله الا الله فلا بد من ننقص لا بد من قول يقوله الانسان والا فلو امتنع انسان عن النطق بالشهادتين مع القدرة فانه لم يدخل في الاسلام وبالتالي فلو زعم ان في قلبه ايمانا فانه لا ينفعه عند الله بالاجماع الاضطرار بين الامر الرابع والاخير عمل الجوارح والشيخ رحمه الله في هذا الموضع اضاف عمل اللسان المقصود به بعمل اللسان الاعمال الصالحة التي تكون باللسان كالذكر وتلاوة القرآن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وما الى ذلك اعمال صالحة يقوم باللسان واذا عممنا نقول اعمال الجوارح باللسان وبغيره اعمال صالحة تقوم بالظاهر في الصلاة صيام زكاة الا حج والى غير ذلك فهذه من الايمان دون ادنى شك من الادلة على ذلك قول الله جل وعلا وما كان الله ليضيع ايمانك فان الايمان في الاية باجماع السلف هو الصلاة وهذه الاية اصل عند اهل السنة في هذا الباب فان التعبير عن الكل من جزء يدل على اهمية هذا الجزء وانه اصل فيه فالله عز وجل اخبر عن الصلاة بالايمان. دل على انه اعني العمل من الايمان وقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين الايمان بضع وسبعون شعبة او بضع وستون شعبة على الاختلاف في رواية هذا الحديث قالت اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان فعد عليه الصلاة والسلام اماطة الاذى ايمانا ودل على ان عمل الجوارح الذي جاء الامر به ايجاب او استحبابا انه من الايمان وهذه القضية واضحة لا شك فيها ولا ريب بوجه من الوجوه. وهي من التي حصل فيها النزاع الطويل بين اهل السنة ومخالفيه اعني بالمخالفين هنا المرجئة كتب السلف ومن بعده من اهل السنة. الشيء الكثير تكلموا في هذا الباب كثيرا على ان العمل من الايمان ونقلوا اجماع اهل العلم على ذلك نقل اجماع اهل العلم على هذا كثير من اهل العلم والذين نصوا على هذا في معتقداتهم لا يحصون كثرة فالايمان النافع عند الله عز وجل لابد فيه من عمل الجوارح وعليه فمن اتى بايمان باطل ان زعم ذلك وقول اللسان ولقي الله عز وجل ولم يعمل خيرا قط ببدل فان هذا الانسان ليس بمؤمن يعني ذهب عنه اصل الايمان وهذه القضية واضحة عند اهل السنة ولله الحمد. وكلام اهل العلم فيها من قديم كثير بل لاجلها حصل التشديد من اهل السنة على اهل الارجاء لو قرأت في كتب العطاء وجدنا التشديد الشديد على اهل اللجان في اخراجهم العمل من الايمان فما السبب يا ترى؟ هل كانوا يرون ان العمل ليس بواجب؟ كلا كانوا يرون ان العمل واجب ويرون ان الانسان هو متوعد بالعقاب ان لم يأمن بجوارحه وكانوا يسمون اعمال الجوارح طاعة وتقوى وعملا صالحا ولا ينازعه في هذه الامور اذا هل كان الخلاف الشديد فقط لمجرد لغو لا. ثمة شيء وراء ذلك وهو ان اهل السنة يرون ان من لم يعمل بجوارحه عملا مطلقا فانه ليس بناج عند الله عز وجل واما المرجئة فكانوا يرون انه ناج عند الله عز وجل فهذا هو فهذه عقدة المسألة ان المسألة مبنية على النجاة عند الله عز وجل. فالايمان حقيقة مركبة من هذه الامور. من عمل وقول ومن قول اللسان ومن عمل الجوارح ايضا واذا تأملت يا رعاك الله وجدت هذا ظاهرا بالنصوص فان التلازم بين الباطن والظاهر قضية مقررة لا شك فيها الم تسمع الى قول النبي صلى الله عليه وسلم؟ الا وان من الجسد مطلق اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد جسده كله الا رؤية القلب اذا يمتنع اشد الامتناع ان يكون هناك ايمان في القلب لا يظهر اثره على الجوارح ومن لم يظهر على جوارحه اثر من عمل صالح فانه في الحقيقة كاذب في قوله ان في قلبه ايمان ولذا فمن القواعد المتكررة عند اهل السنة والجماعة في هذا الباب انهم يقولون لابد في اسلامي من قدر من الايمان يصححه ولابد في الايمان من قدر من الاسلام يصححه اذا جاء هذان المصطلحات في سياق واحد فالايمان بما في الباطن والاسلام بما في الظاهر فلابد في الاسلام من ايمان. ولابد في الايمان بالاسلام واذا تأملت اكثر يرعاك الله وجدت ان الله عز وجل يقول وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله اذا لابد من طاعة ولابد من عمل والا فان الانسان لم يستجب للرسل اذا تأملنا يا رعاك الله وجدت ان توحيد الالوهية يسمى عند اهل العلم التوحيد العملي فاذا لم يكن عمله كيف يكون توحيد؟ واذا تأملت يا رعاك الله ما قرره اهل العلم في شهادة ان لا اله الا الله وان من شروط ذلك الانقياد. اما درسنا هذا وتعلمناه؟ فما معنى الانقياد؟ لا بد ان ينقاد الانسان بجوارحه في الجملة كما انقاد قلبه وعلى هذا الذي لا شك فيه ولا ريب ان انه لابد من عمل بالجوارح والخلاف بين اهل السنة والجماعة والخوارج في هذا الباب واضح كالشمس الخوارج عندهم ان اي عمل واجب فانه شرط في ثبوت وصف الايمان وبالتالي فمن ترك عملا واحدا من اعمال الجوارح فانه قد كفر بالله جل وعلا وليس كذلك من هو اهل السنة. اهل السنة يرون انه لابد من عمل بالجوارح بالجملة. كما انه لا بد من عمل بالقلب في الجملة فالشأن في عمل الجوارب كالشأن في عمل القلب فلابد هنا من عمل في الجملة ولابد هنا من عمل في الجملة. واما اذا ترك الانسان احاد الاعمال الواجبة فانه لا يكفر بذلك عند اهل السنة والجماعة الا فيما حصل فيه الخلاف المشهور بين اهل العلم وهو المنازعة في الاركان الاربعة العملية والصحيح عند اهل العلم والله تعالى اعلم ان الصلاة هي التي يكفر الانسان بتركها الترك المطلق دونما اه سواها من الزكاة والصيام والحج الخلاصة ان العمل لابد فيه او لابد منه في اصول الايمان اذا الايمان هو هذه الامور الاربعة او الخمسة وهذا هو التعريف المشتهر عند المتقدمين يقولون الايمان قول وعمل وتضيف ذلك ما سبق واشتهر عند المتأخرين وبعض المتقدمين ان يجعلوا التعريف ثلاثيا فيقولون وقول اللسان واعتقاد القلب وعمل الجوارح وهذا كله ما هو الا اختلاف في التعبير لا غير سواء كنت في ايمان قول عمل. القول وعمل واعتقاد. او فسرت ذلك بالقسمة الربوعية الرباعية. او فسرته بالقسمة الخماسية المعنى كله واحد الخلاف انما هو في اللفظ والتعبير لا غير. فتارة ثمة اجمالا وتارة ثمة تفصيل وتوضيح لا غير والقسمة الثلاثية اقول هي التي تهرب عند المتأخرين وعند بعض متقدمين وقد يجمع بينهما كما حصل من ابي حاتم الرازي رحمه الله كما في طبقاته الحنابلة وتلاحظ هنا ان قول اللسان يراد به التلفظ بالشهادتين الذي هو مفتاح الدخول في الاسلام وعمل الجوارح الاعمال الصالحة التي تقوم بالظاهر. واعتقاد القلب يشمل قول القلب وعمل القلب الذي مضى تفصيله وقد تجد من بعض اهل العلم من يعبر عن عن اعتقاد القلب بتصديق القلب او بقبول القلب وهذا لا يستشفي لماذا؟ لان مراد من عبر بذلك كما تجده جدا لا نكائد في بعض الاثار التي رواها او عند ابي ربيع في الايمان او عند عبد الله ابن احمد في السنة تجد انهم قد يعبرون بالتصدير تصديق القلب. هل مراد هؤلاء ان الايمان الواجب على المواطن انما هو التصديق فقط؟ الجواب لا انما عبر بالتصديق اما لانه مثال لما سواه فهو تعبير بالمثال او لانه اهم او اول ما يجب على الانسان من ايمان الباطل وهذا واضح لا شك فيه. فاول ما يجب على الانسان انما هو التصديق اول ما يرد على الانسان الايمان ان يصدق بقلبه يصدق بوجود الله عز وجل وربوبيته والوهوبيته وعظمته ويصدق بالنبي صلى الله عليه وسلم وانه مرسل من عند الله عز وجل ثم يتبع ذلك ان يكون عند محبة وتعظيم الى اخره بلسانه بالشهادتين ثم يعمل بالاعمال الصالحة. اذا هذا باختصار شديد ما يتعلق بالاصل الاول وهو ان الايمان قول وعمل. الاصل الثاني ان الايمان يزيد ويرقص. وعبر السلف او كثير منهم عن هذا الاصل بانه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهذه القضية ايضا من القضايا المتفقة عليها بين اهل السنة والجماعة. ونقل الاجماع عليها كثير من والمتأخرين من اهل السنة. فالايمان عندهم يزيد وينقص. وجاء لفظ الزيادة في القرآن باللفظ الصليب في ستة مواضع من القرآن. في سورة ال عمران الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا ثم بالتوبة وبالانفال في الفتح في المدخر الى اه وفي الاحزاب ايضا هذه ستة مواضع جاء فيها اللفظ الصريح. اما بالمعنى اه النصوص في الكتاب والسنة في هذا كثيرا كقول الله جل وعلا والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم اهل امل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا في نصوص كثيرة وكذلك النقص فانه قد دل عليه الادلة. كقول النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من احداهما وهذا اصرح واصح دليل في نقصان الايمان. وفيه فائدة وهو او وهي ان نقصان الايمان على وجهين نقصان يكون فيه صاحبه ملوما يعني متوعدا ونقصان لا يكون صاحبه ملوما وذلك ان يترك الانسان الواجب بغير عذر كالمرأة الحاض او يترك الانسان المستحق اما الذي يكون فيه نقص ايمانه ويكون صاحبه ملوما فترك الامر الواجب بلا عذر وجه نقص الايمان في شأن الحائض وامثالها من اهل الاعذار اننا قد علمنا ان العمل من الايمان انت من ترك هذا العمل فقد نقص ايمانه من هذا الوجه الصلاة لم تحصل من المرأة الحائض. اذا هناك قدر من الايمان نقص بالنسبة لها لو صلت او بالنسبة لغيرها من المصليات. وان كان الامام قد يكون زائدا من وجه اخر. قد تزيد المرأة ينقص من جهة تركها للصلاة لكن قد يزيد ايمانها من جهة انها تكثر من ذكر الله او آآ من آآ قراءة العلم النافع او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الى غير ذلك. اذا قد يحصل لها ايمان زائد بالنسبة لحالها في حال طهرها لكن من جهة اخرى. اما من جهة الصلاة فهذا قدر من الايمان قد نقص بتركها له وكذلك من ادلة النقصان قول النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبي لسانه فان لم يستطع من جهة امر الرب جل وعلا الايمان يزيد وينقص فان الايمان الذي اوجبه الله عز وجل على المؤمنين في اول الاسلام ليس هو الايمان الذي اوجبه الله عز وجل. يعني ليس بقدر الايمان الذي اوجبه والله على المؤمنين عند او قبيل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. فلا شك انه كان يزيد كل يوم وكل برهة وكل فترة يزيد ايمانه يوجبه الله عز وجل على المؤمنين. يوجب الله عليهم اقوام او يشرع له اقوالا او افعالا او اعتقادات. فها هنا الايمان يزيد من جهة ما امر الله عز وجل به مما يوضح لك هذه الصورة الايمان الذي اوجب الله عز وجل على الناس يختلف باختلاف حاله مثال ذلك اداء الزكاة ايمان او ليس بايمان ايمان وهذا القدر من الايمان واجب على الغني وليس واجبا على الفقير انا لا اتكلم الان على الايمان الذي هو اعتقاده وجوب فهذا مشترك لكن من جهة ماذا؟ الدفع الايتام هذا قدر من الايمان ماذا وجب على بعض الناس دون دون البعض الاخر. كذلك العالم وجب عليه قدر من ايمان اكثر مما يجب على الجاهل اليس كذلك؟ العالم علم اشياء يجب عليه ان يفقدها او يقولها او آآ يعمل بها وكثير من الجهال لا يعلمون بها. اذا من جهة امر الله عز وجل على العالم قدر من الايمان زائد على ما لم؟ الايمان الذي اوجبه على على الجاهل بغض النظر هل قام العامل بذلك بالفعل او لم يقم؟ هذا هو الوجه الثالث. من جهة فعل العبد وهذه قضية محسوسة لا ينكرها الانسان فان الايمان يزيد وينقص. يشعر بهذا كل انسان ان ايمانه يزيد في وقت وينقص في وقت اخر يزيد بالاجتهاد في العمل الصالح وينقص بالغفلة. وينقص بارتكاب المعاصي والامران متلازمان ايمان القلب يؤثر في زيادة الايمان الظاهر او نقصانك والعكس صحيح. ايمان ظاهر يؤثر في زيادة الايمان الباطل. او ينقصه اذا الامران بينهما تلازم. ولذا قال عمير ابن حبيب الخطب رضي الله عنه وهو من اصحاب الشجرة قال رضي الله عنه الايمان يزيد وينقص بهذا اللفظ الصريح فقال وما زيادته ونقصانه قال اذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه. فذلك زيادة. واذا غفلنا ونسينا وضيعنا. فذلك نقصانه وهذا اثر صحيح انه رحمه الله اخرجه من الشيبة وغيره وغيرهما من اهل العلم. اذا الايمان يزيد وينقص من جهة الفعل العبد وهذه قضية واضحة كما انها تتفاوت بحسب بعض الاعتبارات بحسب الحسنة والعمل الصالح بحسب جنسها بحسب كثرتها فان زيادة الايمان تتفاوت بحسب هذه وكذلك نقصان الايمان بفعل السيئة هي التفاؤل. بحسب اه بعض الاعتبارات حسب جنسها بحسب قوة الداعي الى المعصية وعدم ذلك بحسب المجاهرة بمال وعدم ذلك الى غير ذلك مما يقرره اهل العلم هذا عن الاساس الثاني عند اهل السنة في هذا الباب الاساس الثالث ان ايمان المؤمنين متفاوتون لاحظ هنا ان بعض اهل العلم ان بعض اهل العلم لا ينص على هذا الاساس لانه يدخله في الاساس التام بمعنى ان زيادة الايمان والنقصان. ان زيادة الايمان ونقصانه تكون باعتبار الانسان من نفسه اثارت ان يزيد وتارة ان ينقص وبالنظر الى المؤمنين فيما بينهم بعضهم اكثر ايمانا من بعض وبعضهم انقص ايمانا من بعض. هذا الامر الثاني هو الذي وضح في الاساس الثالث ورأيت ان اذكره مستقلا لانه اوضح اذا ايمان المؤمنين متفاوتون ليس اهل الايمان على درجة واحدة في الايمان بين بل بينهم من التفاوت في هذا الامر كما بين السماء والارض لكنه في الجملة يرجعون الى ثلاث مراتب جمعها قول الله جل وعلا في سورة فاطمة ثم اورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عباده فمنهم ظالم لنفسه ومن من مقتصد ومنه سابق بالخيرات باذن الله هذه المراتب الثلاث هي مرتبة اصل الايمان وكماله الواجب وكماله المستحبة مرتبة الظالم لنفسه التي جاءت في الاية هي مرتبة اصل الايمان. والمقتصد من معه كمال الايمان الواجب. السابق خيرات هو الذي معه كمال الايمان المستحب من معه اصل الايمان الواجب هذه المرتبة تشمل طائفتين. الاولى الفساق يعني العصاة يعني اصحاب الكبائر. هؤلاء معهم اصل الايمان حصل له فسق ونقص في كمال الايمان الواجب من جهة فعله للمناهج او تركهم لبعض الواجبات وهؤلاء معهم اصل من الايمان ننجيهم من الخلود في النار. الايمان كما قال ابن القيم رحمه الله الايمان ايمانان ايمان يمنع من الخلود في النار. وايمان يمنع من دخولها الايمان الذي يمنع من الخلود في النار هو هذه المرتبة. مرتبة اصل الايمان. والذي يمنع من دخولها هو المرتبتان الثانية هو الثالثة. انها تمنع من دخول النار برحمة الله عز وجل وتوفيقه. اذا هذه او هذه الطائفة الاولى من اهل هذه المرتبة. الطائفة الثانية من اسلم حديثا ولما تدخل حقائق الايمان في قلبه. فان هذا الصنف من في الغالب معه ايمان مجمل وليس معه الايمان الكامل الذي يجعله راسخا في الايمان. وثابتا فيه كما قال جل وعلا قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما ماذا يدخل الايمان في قلوبكم. فهذه مرتبة اصل الايمان او مرتبة مرتبة الايمان زوجها ويطبق على هذه المرتبة ايضا مرتبة مطلق الايمان وهذه الكلمة سنحتاجها بعد قليل بما يريد المؤلف رحمه الله مطلق الشيء اصله. او اي شيء منه او ادنى درجة منه والشيء المطلق هو الشيء الكامل فاهل المرتبة الاولى هم اهل مطلق الايمان. واهل المرتبتين الثانية والثالثة هم اهل الايمان المطلق مع تفاوت ما بين هاتين الدرجتين كما سيأتي ايضا يفرق بين الصنفين من جهة الوعد والوعيد. فاهل الكبائر من اهل مطلق الايمان هم اهل الوعيد يعني اهل الوعيد من العصاة. واما اهل المركبتين الثانية والثالثة فهم احد الوعد المرتبة الثانية هي مرتبة كمال الايمان الواجب ويقابلها في الاية المقتصد. وصاحب هذه المرتبة هو من اتى باصل الايمان وفعل الواجبات وانتهى عن المحرمات. وما زاد على هذا فهذا معه كما قالوا الايمان الواجب معه الايمان المطلق الذي هو في هذه الدرجة هو من اهل الوعد. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بما خرج الامام احمد والنسائي من عبد الله لا يشرك به شيئا. لاحظ هذا هو اصله واقام الصلاة واتى الزكاة وصام رمضان واجتنب الكبائر. دخل الجنة او قال فله الجنة تلاحظ ان اصحاب هذه المرتبة كانوا من اهل هذا الوعي بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المرتبة الثالثة هي مرتبة كمال الايمان المستحق. وهذه مرتبة كل من المؤمنين ويقابلها في الاية ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. وصاحب هذه المرتبة والذي اتى باصل الايمان ومن مرتبة تمام الايمان الواجب. وزاد على هذا فعل المستحبات والكفة عن المكروهات وفضول المباحات فضول المباحاة هي كل ما لا اه ينتفع به في امر الاخرة فهذه يتجاوزها ويتركها اهل الدرجة الرفيعة. وهم اهل الايمان السابقون بالخيرات وهؤلاء هم الذين جاء فيهم نحو قولهم الله عز وجل في الحديث القدسي ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه اذا احببته انظر الى هذه الجمرة العظيمة حيث تتوجه جوارحه الى طاعة الله عز وجل فحسب. كنت سمعه الذي يسمع به ويده التي يقف به بها ورجله التي يمشي بها الشاهد ان هذا التفاوت بين اهل الايمان قضية ثابتة راسخة لا شك فيها وعليه ما من الخطأ البين الزعم بان اهل الايمان فيه ثواب ومن الخطأ ايضا الزعم بان اهل الايمان في اصله سواء فليسوا في اصله سواء وليسوا في كماله سواء فاذا اوفى تصديق ابي بكر رضي الله عنه ليس كتصديق احدنا ناهيك عن الكمال كمال الايمان والاعمال الصالحة منه ومن اصحابه رضي الله عنهم وليس كان الامام الذي يقع منا دون ادنى شك ومن ادلة هذا التفاوت ما ثبت في صحيح البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم عرضت علي الامم عفوا قال عليه الصلاة والسلام عرض علي الناس وعليهم قمص دمع قميص منها ما يبلغ الثدي جمع الثدي يعني ثوب يلبسه يصل الى هنا فقط ومنها ما دون ذلك اقصر من هذا قال وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه ثوب يجره ثوب طويل يجره في الارض قالوا فما اولت هذا يا رسول الله؟ لرؤية منام. هذه رؤيا من ام. ما اولت ذلك يا رسول الله؟ قال الدين والدين هو الايمان فعمر رضي الله عنه اتاه الله عز وجل ورزقه الله عز وجل ايمانا عظيما وايمانا زائدا ليس كغيره اذا الناس متحابتون في الايمان وهذه القضية اه فصل فيها الشيخ رحمه الله كما سيأتي بعد قليل. اذا هذه نظرة اجمالية او كلمة موجزة في خلاصة مذهب اهل السنة والجماعة بباب الايمان قال ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل. قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. نعم وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر. كما يفعله الخوارج بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف. وقال وان طائفتا من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا الذي تبغي حتى تفيء الى امر الله ان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين. انما المؤمنون انما المؤمنون اخوة ولا يسلبون الفاسق الملي؟ نعم انتقل المؤلف رحمه الله الى امر قريب مما كنا فيه الا وهو منهج اهل السنة والجماعة الا وهو منهج اهل السنة والجماعة بمرتكب الكبيرة وخلاصة مذهب اهل السنة والجماعة في هذا الباب او يتلخص معتقد اهل السنة والجماعة في هذا الباب باربعة امور اولا ان مرتكب الكبيرة لا يكفر ثانيا انه لعلنا نقدم واحدة او لم اول ذلك ان الكبائر والمعاصي عموما منقصة للايمان وصاحبها على خطر عظيم وثانيا ان مرتكب الكبيرة لا يكفر وثالثا انه في الاخرة تحت المشيئة. ورابعا انه ان دخل النار فلا يخلو وفيها هذه الاربعة امور هي التي يتلخص فيها مذهب اهل السنة والجماعة ولاحظ معي ان الامر الاول فيه بيان المفارقة بين اهل السنة والجماعة والمرجئة الامور الثلاثة الباقية فيها بيان المفارقة بين اهل السنة والجماعة والوعيدية. كما ان الامر الثاني ايضا مفارقة بين اهل السنة بين اهل السنة والموتون. وتوظيف ذلك ما يأثر. اولا يعتقد اهل السنة والجماعة ان الذنوب والمعاصي منقصة للايمان والتوحيد. صاحبها على خطر عظيم. وقد مر معنا قريبا ان الايمان ينقص بالمعصية ولذا فان الكتاب والسنة. مملوءان بالتحذير من المعاصي وبيان ما اوعد الله عز وجل على فعلها. سواء كانت المعصية فعلا لمحرم او كانت تركا لواجب بلا عذر ومن خطورة او من اشد ما يبين لك خطورة المعصية انها قد تنقل صاحبها من صغير الى كبير حتى لربما نقلته الى الكفر وجعلته ينصرف عن دين الله عز وجل بالكلية. كما قال بعض السلف انتم تخافون المعاصي. وانا اخاف الكفر المعاصي ايها الاخ احبة شأن مخوف فان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر ان الانسان اذا عمل معصية نكت في قلبه نكتة سوداء ثم لم يزل تزداد هذه النكت على قلبه حتى يصبح مربادا حتى يصبح اسودا حتى يصبح مظلما حتى يصبح كالكوز مجخيا كالكأس المقلوب على وجه لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه فالمعاصي شأنها عظيم وقد تقود صاحبها الى ما هو اخطر منها وهو الكفر بالله جل وعلا ولو لم يكن او لو لم يصل الامر الى هذا الحد فلا شك ان الامر عظيم ولذا كان على المسلم الحريص على نجاح نفسه ان يحذر على شد الحرص البعد عن المعاصي ان يتنبه ان معصية واحدة قد تورث صاحبها الموارد ولا شك ان هذا الوعيد الذي جاء بالنصوص انا في علم المعاصي لا شك انه عند اهل الايمان يورث كثيرا من الخوف والوجل والمحاسبة وان وقع الانسان وزل فليبادر وليسارع الى التوبة الى الله عز وجل والابداع فلن تستطيع ان تكون معصوما فكل ابن ادم خطاء لكن الله الله بعدم الاستمرار وعدم الاستمرار وعدم الاصرار. والله الله المبادرة بالتوبة وما يدري الانسان متى يلجأه الموت اذا فرط اهل السنة والجماعة المرجئة في هذا الباب فانهم يقولون ان المعاصي لا اثر لها في نقصانها فالامام ليس الا التصديق وبالتالي فلا اثر للايمان فلا اثر عنه للمعاصي في نقصان الايمان. لا يضر مع الايمان ذنبه وعد القوم في غاية البطلة الامر الثاني ان صاحب الكبيرة لا يكفر في الدنيا. بل لا يزال في دائرة الاسلام لا تزال معه اصل الايمان والامر الثاني ان او الامر الثالث انه في الاخرة تحت المشية معنى ان شاء الله عذبه وان شاء غفر له مع ملاحظة امرين ان مشيئة الله عز وجل هنا راجعة الى حكمته سبحانه وتعالى كما قال تكلمنا عن هذا في فيما مضى. ليس الامر الى محض المشيئة. بل الى المشيئة المقترنة حكمته سبحانه وتعالى. الامر الثاني الذي يلاحظ ان اهل السنة متفقون على انهم لابد من دخول طائفة البصاة النار لتتحقق فيهم احاديث الوعيد وهذه قضية واضحة لا شك فيها مخالفة ذلك تكذيب لاحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. فان في الصحيحين وغيرهما احاديث متواترة. تدل على خروجه طائفة من العصاة من النار بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم او بمحض رحمة الله جل وعلا فهذا على اي شيء يدل؟ يدل على ان هناك طائفة ماذا دخلت النار من هؤلاء العصاة وهذا ايضا مما يورث الخوف وما يدريك يا عبد الله ان تكون واحدا منهم وان استمر بك الحال على مقاربة معاصي الله عز وجل. هذا الامر يدعو الى الخوف ايضا الامر الرابع انه ان نفذ وعيد الله عز وجل في هذا العاصي ان لم يغفر الله له ان لم يكن من من اهل قول الله عز وجل ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فانه اذا دخل النار لا يخلو فيها دخول العاصي الى النار. دخول مؤقت لا دخوله مؤبد. يدخل لكنه لا يخدم فيها بمعنى لا يعبد دخوله ومكثره في النار عافاني الله واياكم من ذلك والادلة على هذه الامور الثلاثة كثيرة يمكن جعلها في مجموعات يدخل تحت كل مجموعة جملة من النصوص من الكتاب والسنة فاولا ان ان يستدل بالادلة التي دلت على ان من مات موحدا فانه يدخل الجنة وفي بعضها التصريح بفعل الكبائر من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله فيلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما الا دخل الجنة ومن ذلك ايضا حديث ابي ذر رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام اتاني جبريل فبشرني ان من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فقال وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق فهذا دليل على ان من مات موحدا فانه مات يدخل الجنة. ثانيا الادلة التي فيها التصريح. بان من مات موحدا فانه لا يدخل النار او لا يخلد فيها ان دخلها ومن هذا قول الله عز وجل في الحديث القدسي كما عند مسلم وعزتي وعظمتي وجبريائي وكبريائي. لاخرجن منها من قال لا اله الا الله فهذه النصوص صريحة تدل على ان هذا هو النصب واخوانه من النصوص من الادلة الصريحة على ان من مات موحدا فانه اما لا يدخل النار ويشاء الله عز وجل ان يتفضل عليهم بالعفو ودخول الجنة مباشرة او انه ان دخل فلا يخرج فيها الادلة او المجموعة الثالثة الادلة التي فيها ثبوت وصف الايمان او الاخوة الايمانية كما ذكر الشيخ رحمه الله فان ثبوت الايمان او الاخوة الايمانية دليل على انه ارتكب الكبيرة ماذا ما كفر بالله عز وجل. والا فان هذا الايمان يزول وهذه الاخوة تنقطع. قال جل وعلا فمن عفي له من اخيه شيء باعتبار ان المعروف فجعل ولي القتيل اخلي القاتل. ولو كان القاتل قد كفر بهذا القتل وهو اشنعوا المعاصي التي هي دون الكفر لانقطعت الاخوة فلا قوة بين المسلم وكافر يعني لقوا من جهة الايمان وكذلك اه قول الله جل وعلا وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما وقد ذكر في هذه الاية ان هناك بغي. قال فان بغت احداهما على الاخرى وقاتلوا التي تبدو ولاحظ ان في هذا وصف الايمان طائفتان من المؤمنين ولاحظ ايضا ان في هذه هذا السياق ذكر الاخوة الايمانية. قال في اخر الاية انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخوي فدل هذا مع ثبوت المعصية ان هذا العاصي لم يخرج من الايمان ولم يزل عليه او لم يزل عنه وصف الاخوة الايمانية مع اخوانه المؤمنين وزد على هذا ما ثبت في الصحيح بقصة الصحابي عبدالله رضي الله عنه الذي كان يلقب بحمار فانه كان يشرب الخمر فكان يكثر منه كما قال الصحابة انما لعنوه ما اكثر ما يؤتى به شاربا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا القائل لا تلعنه فان الذي علمت انه نحب الله ورسوله فلاحظ انه اثبت له ليس الايمان او مجرد الايمان بل درجة اعلى وهي محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم المجموعة الرابعة الادلة التي دلت على ثبوت او على اقامة الحدود ولو كان مرتكب الكبيرة كافرا بكبيرته لوجب قتله بكل حال حديث ابن عباس عند البخاري قال عليه الصلاة والسلام من بدل من بدل دينه فاقتلوه لكننا نجد في الشرع قطعا نجد جدا ونجد نفيا وهذا يدل على ماذا؟ على ان مرتكب الكبيرة ماذا؟ لم يفهم المجموعة الخامسة المجموعة او الادلة التي فيها ثبوت الشفاعة فان ادلته فان ادلة ثبوت الشفاعة وما يتبعها من خروج الوصاة من النار. دليل صحيح على ان هؤلاء العصاة وان هؤلاء المرتكبين للكبائر ما كفروا بالله جل وعلا فان الكفار لا تنفعهم شفاعته الشافعي كما اخبر الله عز وجل بذلك في كتابه. اذا بين ايدينا اذلة كثيرا كما ترى في ان العصاة لا يكفرون في الدنيا وانهم في الاخرة بين عفو الله عز وجل وعدله وانه اذا عاملهم الله عز وجل بعدله ولم يغفر لهم وانفذ فيهم وعيدا فانهم لا يخذلون في النار هذا الملخص مذهب اهل السنة والجماعة في شأن مرتكب كبيرة ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة. بل الفاسق يدخل في اسم الامام. في مثل قوله تعالى لحظة كلكم تسندوا الايمان فقط المطلق وهذا المعروف في نسخ الوسطية وانا استغرب لعله ما ادري يعني ما اشار حتى في اي مصحف مع ان يعني تكاد ان تكون جميع الطبعات احد عنده غير النسخ محقق. ليس فيها كلمة المطلق غير المحققة لا لا لا اتكلم عن هذا اتكلم عن المتن هل هناك نسخة غير المحققة؟ ايوه المطلق انا اريد نسخة ما فيها المطلق ها غير المحققة المعروف ان ايضا ما فيها كلمة مطلق فكل حال النسخ المعروفة يعني فيها كلمة المطلق وهذا يعني حتى موضع اشكال على كل حال آآ سواء يعني كانت موجودة او غير موجودة سيتضح الامر في ذلك ان شاء الله. اعد بالله ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية. ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة. بل الفاسق يدخل باسم الايمان في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة. وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. يشير الشيخ رحمه الله الى ان ورود لفظ الايمان في النصوص قد يدخل فيه صاحب كبير وقد لا يدخلني ومراده بقوله يدخل باسم الايمان المطلق الى ثبت عنه رحمه الله ليس مراده الكلام عن مصطلح مطلق الشيء والشيء المطلق او ما سيذكره بعد قليل. لا انما مراده قد يدخل العاصي المرتكب الكبيرة يدخل اسم الايمان بوصف الايمان دون تقييد وقد يدخل وقد لا يدخل في اسم الايمان دون تقييد يعني مطلق دون تقييم وتوظيف ذلك. ان الله عز وجل لما قال فتحرير رقبة مؤمنة من حرر رقبة فاسقة هل صدق عليه انه حرى رقبة حرر رقبة مؤمنة ام لا؟ نعم فتلاحظ هنا ان الفاسق دخل في اسم الايمان الذي جاء هكذا دون تقييد مؤمن وفقط واضح؟ لكن في نصوص اخرى نجد انه اذا جاء اسم الايمان مطلقا ولم يقيد بشيء فلا تجد الفاسق يدخل في ذلك كما ذكر في هذه الاية والفيصل بين هذا وذاك والقاعدة في هذا وذاك هي ان اسم الايمان اذا جاء في معرض الاحكام دخل في هذا الفاسق وغير الفاسق واما في مباحث الاخرة وان شئت فقل في مباحث او في ادلة الوعد فانه لا يدخل الفاسق فيها وبهذا ينتظر لك متى او لماذا دخل الفاسق في وصف الايمان هكذا مطلقا بدون تقييد وكيف انه لم يدخل في نصوص اخرى؟ اذا جاء النص وكان المقام مقام ذكر احكام شرعية فان اسم من يدخل او ان الفاسق يدخل في اسم الايمان هنا. واما في مباحث الاخرة او في نصوص الوعي فان الايمان لا يدخل ذلك الله عز وجل اعلم نعم كما في قوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. تلاحظ ان المؤمنون هنا جاءت ماذا؟ مطلقة. هل الفاسق من من اهل هذه الاية؟ الجواب ليس كذلك. نعم وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان طبق المؤلف رحمه الله في هذا الموضع الى ذكر منهج اهل السنة والجماعة في فهم نصوص الوريد. وهذا من المواضع المهمة التي ينبغي ان تفهم على وجهها منهج اهل السنة والجماعة في نصوص الوعيد اه ينبغي على امرين الاول ان يفهم النص من نصوص الوعيد على وجهه هذا واحد اثنان ان تفهم نصوص الوعيد على انها مطلقة جاء لها مقيدات لابد ان تلاحظ الامرين حين النظر او حين التعامل مع نصوص الوعيد ما وجه ذاك؟ او ما توظيف ذلك؟ الجواب اولا لابد ان تفهم الفهم الصحيح المنضبط البعيد عن الغلو والتفريط. لا بد ان تفهم هذا النص على وجهه دعونا نأخذ امثلة لنصوص الورد واهمها واشهرها ما يأتي اولا نصوص نفي الايمان كما جاءنا معنى من هذا الحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. هل المقصود انه خرج من الايمان بالكلية اصبح كافرا في ارتكاب هذه المعصية؟ الجواب لا. والا لتناقضت ادلة الشريعة؟ الم يمر معنا قبل قليل وان زنا والانصار اذا لا بد ان نفهم هذا النص على وجهه وفهم هذا يكون طبعا لاهل العلم كلام كثير واختلاف كثير في توجيه ذلك ولكني اذكر لك الراجح والمحصن لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن الايمان المطلق وليس المقصود مطلق الايمان. بمعنى لا يزني الزاني حين يزني ومعه كمال ما للواجب وليس المقصود انه يزني حين يزني وليس معه من الايمان شيء. اي ليس معه اصل الايمان. لا شك ان هذا باطل بل هذا هو مذهب الوعيدية المنفي هنا هو كمال الايمان الواجب لا اصل الايمان. وهنا عندنا ثلاثة مواقف اهل السنة قالوا المنفي كمال الايمان الواجب الوعيدية قالوا المنفي اصل الامام. المرجئة قالوا المنفي كمال الايمان المستحب والعدو والوسط والحق هو المذهب الذي ذهب اليه اهل السنة والجماعة ويتضح هذا بتمهيد قاعدة وهي ان كل ما له اصل وكمال فانه يصح في اللغة نفيه بانتفاء كماله الواجب كل ما له اصل وكمال فانه يصح ويجري في كلام العرب ان ينفى لانتفاء ماذا كماله الواجب. لهذا يصح ان تقول لشخص امرته ان يصنع شيئا فجاء وقد جاء به ناقصا مهلهلا يقول له انت ما صنعت شيئا كلام هذا القائل في في مجال كلام العرب صحيح او لا؟ صحيح لانه ما اتى بالشيء على على وجهه فصح نفيه تجد انه يصح ان تقول مثلا فلان يعني ظالم باغي فاجر طاغية. يا اخي هذا ليس لانسان انتفى او نفى عنه الانسانية لانتفاء قضية مهمة في الانسان وهي الرحمة. ليس المقصود انه اصبح حيوانا من الحيوانات. لا المقصود انه انتبه عنه ماذا؟ صفة من اهم صفات الانسان وهي الرحمة والشواهد على هذا كثيرة. اذا يفهم النص وبهذا تجتمع النصوص ويؤلف بينها ان المنفي في اه هذه النصوص انما هو ملك كمال الايمان الواجب. طيب من النصوص ايضا او من ادلة الوعيد التي يحصل فيها نوع اشتباه عند البحث عند البعض ويستدل بها الوعيدية ادلة نفي دخول الجنة كما في قوله عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة قاطع. وامثال هذا الحديث اه الادلة التي في هذا البلد وهنا ايضا يقال الصواب في فهم هذا النص هو انه لا يدخل الدخول المطلق وليس المقصود انه نفي عنه مطلق الدخول يعني لا يدخل الايمان لا يدخل الجنة مع اول الداخلين. او من اول وهلة وليس المقصود انه لا يدخل مطلق الدخول. يعني لا يدخل البتة ولو بعد حين. ولو بعد خروجه من النار. لا ليس هذا المقصود وبهذا تلتئم النصوص ويستمع هذا وهذا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه وعزتي وكبريائي وعظمتي وكبريائي لاخرجن منها من قال لا اله الا هو. اذا تتعارضوا النصوص اذا يحمل هذا الحديث على هذا المعنى الذي ذكرته لك ولاحظون انه لا بد ان تجمع بين الامرين السابقين. نحن الان فهمنا هذا النص لو انفذ الله وعيده في هذا العاصي فان الذي يحصل له هو ماذا الا يدخل الجنة البتة. هكذا؟ لا لا يدخل الدخول المطلق يعني مع اول الداخلين او من اول الوهمة ثم لابد من المرحلة الثانية اذا فهمنا النص لابد ان نفهم الامر الاخر ايضا وهو ان هذا نص ماذا مطلق جاء له تقييم. والقاعدة كل نصوص وعيد العصاة مقيدة بقول جل وعلا ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء خذها قاعدة مضطربة. كل نصوص الوعيد مقيدة يعني تعاملها معاملة النصوص ماذا المطلقة مقيدة بقوله تعالى ماذا ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اذا هذا النص صاحبه بين امرين ان انفذ الله فيه وعيده لا يعني هذا انه ماذا؟ لن يدخل الجنة البتة. بل لن يدخل مع اول الداخلين او ان يتفضل الله عز وجل عليه فماذا فيغفر له هذه المعصية. اذا نصوص الوعيد مقيدة وعيد العصاة لا الكفار مقيدة بقوله ويرجو ما دون ذلك لمن يشاء. وهذه المغفرة كما قد علمت قد تكون بمحض رحمتي ارحم الراحمين وقد تكون بتوسط اسباب والاسباب يعني مضى ذكرها كثيرا من الاعمال الصالحة وشفاعة الشافعين ومصائب الدنيا والسفر الى اخره قل صنف اه ثالث من نصوص الوعيد نصوص الخلود كما قال جل وعلا في حق آآ من قتل مؤمنا متعمدا قال ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها الخلود تكلم اهل العلم كثيرا في هذا المعنى واصح الاجوبة في هذا الباب وان يقال ان الخلود هنا هو المكث الطويل الخلود هو اللؤلؤ الطويل. وهذا مقتضى اللغة العربية ان يقال في حق المكث الطويل انه خلود. ولذا كان من كلام العرب في مخاطبة المعظمين او الامراء خلد الله ملكك او خلد الله امرتك وما شاكل ذلك. ليس المقصود ان يبقى الى ما لا نهاية. المقصود ان يقول هذا الامر وهذا الكلام صحيح ومستقيم. قد يقول قائل لكننا وجدنا وصف المؤمنين بانهم هذا خالدون في الجنة ووجدنا ان الكفار وصفوا في نصوص كثيرة بانهم ماذا في النار؟ والجواب ان هذا لا يشكل على هذا. لان هذا البكر الطويل. قد يكون الى امل وينتهي وقد ماذا؟ مؤبدا. واذا احتمل هذا وهذا فاننا نقول في حق الكفار. وفي حق المؤمنين انه مكث طويل ماذا؟ لا ينتهي بدليل تقييد هذا الخلود في حق المؤمنين والكفار لماذا؟ بالتأبيد نصوص جاءت في هذا الصنف وفي هذا الصنف انهم خالدون فيها ماذا؟ ابدا فلا تعاونوا بين اثبات الخلود واثبات الخلود المؤبد. فالاول مطلق والثاني ماذا؟ مقيد له. واما بالنسبة للعصاة فالخلود وفي حقهم جاء بيانه في النصوص الاخرى فهو مكث طويل لكنه ماذا سينتهي لماذا للنصوص الاخرى التي دلت على خروج ماذا؟ العصاة من النار وانه لا يبقى فيها الى الابد الا الا الكفار والادلة على هذا كثيرة. هذا كله ماذا المرتبة الاولى وهي فهم النص يبقى عندنا امر اخر وهو ان نقيد هذا بقوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اذا يصح ان تضع بعد كل نص من نصوص الوعيد وعيد العصاة قوله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فتقول اعيده كذا الا ان يشاء الله عز وجل مغفرة ذلك انت وانبه هنا الى مسلكين غير صحيحين في فهم نصوص الورد. الاول حمل ذلك على المستحيل حول ذلك على المستحيل. فان هذا المسلك ليس بجيد. يعني انه يخلد في النار او لا يدخل الجنة او اذا كان مستحلا هذا ليس بصحيح انكره الامام احمد وغيره وذلك ان الاستحلال في ذاتهما كفر ولو لم ولو لم يفعل الانسان. اليس كذلك؟ مع ان النصوص معلقة بماذا؟ بالفعل. اذا اصبح هذا التعليق لا فائدة منه فهو اذا استحل القتل ولم يقتل كفر وخلد في النار امل. فدل هذا على انه مسلك غير صحيح. المسلك الثاني وهو منتشر ان يقال ان هذه النصوص جاءت على محمل التغليظ والتشريد وهذا خطأ بل اشد من السابق وذلك ان لازم ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم مخبرا لنا عن اشياء لا حقيقة لها وهذا امر خطير بل قال شيخ الاسلام رحمه الله في شرح العمدة ان هذا كفر بالله عز وجل. من اعتقد وفهم ما لازمه واصر عليه ذكر انه يكفر لانه يقتضي ان النبي صلى الله عليه وسلم يكذب لي ليغلظ ويشدد وهذا اتهام خطير له عليه الصلاة والسلام. يعني حقيقة الحال انه سيدخل الجنة لكنه قال لا يدخل ماذا من باقي ان تشفيه والا هذا الكلام غير صحيح هذا امر ماذا خطير وشنيع. فينبغي التنبه الى هذا الامر. من قصد انتبه. من قصد بقوله يحمل هذا على على ان هذا لا حقيقة له كلام غير حقيقي فهذا ماذا؟ لازمه انتبه الذي نقول ما ذنبك؟ لازم ولازم القول ليس بقول. وكل من يقول هذا من اهل العلم فانه ماذا؟ انا اقطع انه ماذا ما ما تنبه الى هذا اللازم. لكن يعني المحققون من اهل العلم نبهوا على هذه العطية. وارجع الى كلام الشيخ في هذه انه مهم وبه تتنبه الى خطر كثير من الناس اذا تعرضوا الى هذا الموضوع بل هذا الكلام حق لكن المهم هو ان تفهمه ماذا؟ على وجهه. وقد قلت لكم يا ايها الاحبة منهج اهل السنة والجماعة استفاد توسطه من خلال ماذا؟ امرين. الاول فهم النصوص بفهم السلف الذي فهمه السلف من هذه النصوص هو الذي ينبغي علينا ان نفهمه. نأتي مثلا الى هذا الموضوع نجد ابن عمر رضي الله عنه كما عند ابن عبد البرد التميمي وغيره قال في شأن الخوارج. اولئك قوم انطلقوا الى ايات نزلت في الكفار ماذا؟ فجعل على المسلمين. اذا نجد ان السلف فهموا من هذه النصوص ماذا؟ التي يستدل بها الخوارج انها ليست في ماذا انها ليست في اهل الاسلام وانما في في الكفار. يعني مثلا يستدل الخوارج بقول الله جل وعلا وما هم بخارجين من النار. اذا لا يمكن احد يدخل النار فيخرج منها فحملوا هذا على كل من يدخلها. هذا في الحقيقة ماذا في حق من؟ في حق الكفار. هذا الذي فهمه السلف من هذه الاية. هذا واحد. اثنان ان يجمع ان النصوص وان يؤلف بينها. ويظهر هذا المنهج بجلال في هذا الباب فلا يمكن ان تجمع بين النصوص ولا يمكن ان تسلم من ضرب بعضها ببعض ولا يمكن ان تحقق الايمان بالكتاب كله الا اذا سلكت مسلك اهل السنة والجماعة. فتجمع ماذا؟ النصوص بعضها في مع بعض وتعاملها جميعا معاملة النص الواحد لهذا تهتدي فيها الى الحق. هذا يعني شيء من اه ما يتعلق باستدلالات هؤلاء وفهمها. ايضا الادلة التي فيها دخول العصاة النار. ان الذين اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا. نقول دخول العاصي الى النار فهم هذا النص ان دخول العاصي الى النار دخول مؤقت لا دخول مؤبد. وقد علمنا بمجموع النصوص ان دخول النار على على وجهين دخول مؤقت ودخول مؤبد. نعم ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب اطلق الاسم. نعم. هذا الكلام كلام حسن وجيد. اهل السنة والجماعة. فيه الاسماء بشأن الفساق لا يعطون الفساق الاسم المطلق ولا يسلكون عنه الاسم المطلق. لاحظ انني لا اتكلم الان عن المصطلح الذي ذكره الشيخ انما اتكلم عن اطلاق وتقييد. لا يعطون الاسم مطلقا دون تقييم. ولا يسلكون عنه الاسم مطلقا دون دقيق. بمعنى انهم يقولون اذا اعطوهم يعطونهم الاسم مقيدا. ويقولون مؤمن ويسكتون مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته او يقولون مؤمن عاص او يقولون مؤمن فاسد او يقولون يعني ما الى هذه العبارات التي تبين ان له الاسم ولكن مقيدا لا مطلقا. ولا يسلبون عنه الاسم ايضا مطلقا. فلا يقولون ليس بمؤمن فقط ويسكتون انما يقولون ليس بمؤمن كامل الايمان. او ليس بمؤمن حقق الايمان او يقول ليس بمؤمن ولكنه ماذا؟ ولكنه فاسق واضح؟ عفوا يقولون ليس بمؤمن ولكنه مسلم كما تجد مثلا في قوله عليه الصلاة والسلام لا يزني حين يزني وهو مؤمن. قال الامام احمد رحمه الله خرج من الايمان الى الاسلام خرج من الامام الى الاسلام. مراتب الايمان الثلاثة تقابل يعني المراتب المؤمنين الثلاث تقابل مراتب الدين الثلاثة الاسلام والايمان والاحسان تقابل الظالم لنفسه والمقتصد والسابق للخير فاهل الاسلام هم اهل ماذا؟ مطلق الامام. هم اهل الايمان المجمل. اهل اصل الايمان واهل الايمان هم اهل كمال الايمان الواجب. هم المقتصدون واهل الاحسان هم السابقون في الخيرات. هم اهل كمال الايمان المستحب. وهذه المراتب يعني فيها يعني تفصيل الاعمال يعني الاعمال بالنسبة اه الاشخاص آآ الاسلام اخصهم. من حيث الاعمال والاحسان اعم واما من حيث الاشخاص فالاسلام اعم ومرتبة الاحسان اخص. يعني من يدخل في دائرة الاسلام اعم من يدخل في دائرة الاحسان هذا من حيث ماذا؟ الاشخاص. اما من حيث الاعمال التي تدخل في هذه الدائرة او التي التي اكبر فلا شك ان مرتبة الانسان اعم من حيث الاعمال لان مرتبة الاحسان تشتمل على مرتبتي ايضا الايمان والاسلام. نعم قال نعم. قال فلا يعطى اه الاسم المطلق ولا ينفى عنه ماذا؟ مطلق الاسم. وهذه اظن اصبحت واضحة. لا يعطى الاسم المطلق. يعني الاسم ماذا؟ الكامل انه مؤمن خامل الايمان. ولا يسلب عنه ماذا مطلق الاسم بمعنى انه لا يقال في حقه انه مالا ليس مؤمنا البتة او ليس معه اصل الايمان بل اه يتوسطون في هذا وذاك نعم قال رحمه الله من اصول اهل السنة والجماعة. يكفي. بقيت جزئية هات لي ان انبه عليها في كلام الشيخ رحمه الله وهو وهي تعريف آآ الكبائر وهذه مسألة من المسائل المهمة التي تدخل في مسائل الايمان والاخذ فيها نبذة يسيرة اولا اجمع السلف على ان المعاصي منقسمة الى قسمين الى كبائر والى صغائر وخلاف هذا شذوذ لبعض اهل البدع قال جل وعلا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم. السيئات في هذه الاية يتعين حملها على ما على الصغائر لذكر الكبائر قبله. كذلك قال جل وعلا الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش ايش؟ الا الممه. اذا هنا في المعاصي كبير وصغير. هناك كبائر وهناك صغائر. ثم اختلف اهل العلم في حبيبي الكبيرة ما هي الكبيرة؟ لاحظ انه ما يبحثون ما هي الصغيرة لماذا؟ لان لانه اذا اتضحت الكبيرة اتضح اتضحت الصغيرة لانها ماذا؟ كل ما هو دونها اختلفوا في تعريف الكبيرة وهل تعرف بالعبد او بالحد هل تعرف بالعدل؟ تعدد فقط ويوقف عندها او يذكر لها حد. من عدها او من عرفها بالعدل قيل هي اربع قيل هي سبع وقيل هي اربعون وقيل هي اكثر من ذلك وهذا مسلك ضعيف. لانك اذا قلت انها معروفة بالعدل فلابد من اختص واضح صريح على ذلك وهذا ليس واردا في موضوعنا. اذا الصحيح انها معرفة بالحد واختلفوا بعد ذلك كثيرا في تحديد آآ او في حد الكبيرة. وآآ اصح ما يقال انها ما وجبت فيه الحدود او توجه اليه الوعيد ما وجبت فيه الحدود او توجه اليه الوعيد وهذه عبارة جيدة رشيقة ذكرها رحمه الله في الحاوي وغيره من اهل العلم وهي بمعنى ما يقوله اهل العلم انها كل ذنب اه توعد الله عز وجل عليه بلعنة او غضبه او نار اه وما الى ذلك يتضح بهذا ان كل معصية جاء فيها حد في الدنيا او وعيد خاص في الاخرة وهذا يشمل اشياء كثيرة نعيد بالنار بعدم دخول الجنة بان لا يكلمه الله غضب الى غير ذلك هذا كله داخل في حد آآ الكبيرة و هذا القول هو الصحيح وهو المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو ايضا آآ الذي قال به الامام احمد وغيره من اهل العلم وعليه المحققون من علماء اهل السنة والجماعة لعل في هذا القدر كفاية والله اعلم وصلى الله على محمد وعلى