وانه يبغض حقيقة وان له يدا حقيقة الى غير ذلك لكن القوم نفوا هذا الحق الذي اخبر الله عز وجل به واثبته شيئا اخر اما النتيجة فهي التشبيه فاساس قولهم التشبيه في هذا القدر كفاية والله اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه اما بعد. قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة في الواسطية وقوله واحسنوا ان الله يحب المحسنين واقسطوا ان الله يحب المقسطين فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص. احسنت بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذه الجملة من هذه العقيدة المباركة والتي اشتملت على عدد من الايات التي تعلقت بصفتي المحبة ومراد الشيخ رحمه الله بيان ان مما يثبته اهل السنة والجماعة صفة ان مما يثبته اهل السنة والجماعة صفة المحبة لله جل وعلا وصفة المحبة صفة ثابتة لله جل وعلا بالكتاب والسنة والاجماع اما ادلة الكتاب وكما سبق مما اورد الشيخ رحمه الله واما ادلة السنة وكثيرة لقوله صلى الله عليه وسلم كلمتان حبيبتان الى الرحمن الحديث وكقوله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف في نصوص كثيرة اما الاجماع فان الرسل اجمعين واتباعهم والسلف الصالح قاطبة قد اطبقوا على وصف الله جل وعلا بالمحبة جاء في النصوص ايضا وصفه جل وعلا بمرتبتين ونوعين من انواع المحبة الا وهما الود والخلة كما سيأتي ان شاء الله في كلام الشيخ رحمه الله او فيما اورد الشيخ رحمه الله من قوله تعالى وهو الغفور الودود والخلة فيما جاء في النصوص قد اختص بها الخليلان عليهم الصلاة والسلام محمد وابراهيم عليهما الصلاة والسلام ودليل ذلك ما ثبت في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا والود صفو المحبة ولبها والخلة كمال المحبة واهل السنة والجماعة يقفون في هذا الباب عند حد ما ورد فلا يصفون الله عز وجل الا بما اخبر عن نفسه وهذا يتلخص في هذه الصفات الثلاث المحبة والود والخلة واما مراتب المحبة الاخرى كالهوى والعلاقة والصبابة والتيمم والتكيم والعشق والهيام وما الى ذلك فانهم لا يثبتونه لله جل وعلا اولا لعدم الدليل والباب كما علمتم باب توقيفي وثانيا لان بعض هذه المراتب فيه ما لا يليق ان يضاف الى الله جل وعلا كالعشق فان العشق محبة مقرونة بشهوة اي برغبة في التمكن من من المحبوب المعشوق وهذا معروف ومشهور ونص عليه اهل اللغة كصاحب الفروق اللغوية صاحب الكليات وغيرهم كثير من اهل العلم فدل هذا على ان ما يقع فيه بعض الناس من قولهم انهم يعشقون الله او الوصف بعاشق الله بعاشق الله او التسمية بعاشق الهي وما شاكل ذلك كل هذا من المنكر الذي لا يجوز مقصود ان الله سبحانه وتعالى متصف بهذه الصفة اتصافا حقيقيا على ما يليق به جل وعلا فهو يحب محبة تليق به على حد قوله تعالى ليس كمثله شيء ومتعلقات محبته جل وعلا كما دلت عليها النصوص متعددة فالله عز وجل يحب ذواتا ويحب افعالا ويحب اوصافا ويحب بقاعا وعلى كل جاءت ادلة واعظم متعلقات محبته جل وعلا محبته سبحانه لذاته ولصفاته ولمقتضيات صفاته كما قال صلى الله عليه وسلم اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني ان الله وتر يحب الوتر ان الله جميل يحب الجمال واذا كان الله عز وجل يحب صفاته فمن باب اولى ان يحب ذاته كما قال ابن القيم رحمه الله في الصواعق فاذا كان الله عز وجل يحب صفاته يحب صفاته التي تقوم بذاته فكيف بمحبته لذاته من هذا الباب محبة الله عز وجل للمؤمنين كما في الايات التي ساقها المؤلف رحمه الله فان محبة الله عز وجل للمؤمنين فرع عن محبته للايمان والطاعة الله عز وجل يحب هذه الاعمال الصالحة التي امر بها المؤمنين والتي قام بها المؤمنون يدل على ذلك جملة كثيرة من النصوص كلمتان حبيبتان الى الرحمن ثقيلتان في الميزان خفيفتان ثقيلتان في الميزان خفيفتان على اللسان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وهذه المحبة متفاوتة محبة الله عز وجل للمؤمنين متفاوتة كقوله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وهذا ناشئ عن تفاوت تفاوت محبة الله عز وجل للحسنات فان الحسنات يحبها الله عز وجل وتتفاوت محبته لها اما لعظم اما لعظم لعظم الحسنة في ذاتها وذلك كقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه او لاقتران الحسنة بوصف يحبه الله عز وجل ولذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن احب الاعمال الى الله قال ادومها وان قل وجاء ايضا عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه ومن ذلك ايضا ان يقترن العمل بزمان فاضل يحبه الله عز وجل كقوله صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله عز وجل من هذه العشر هذه نبذة مختصرة فيما يتعلق باثبات المحبة لله عز وجل عند اهل السنة والجماعة اما المخالفون للرسل المتنكبون طريقهم ان مجموع الاقوال التي ترجع آآ او التي يرجع اليها كلام المخالفين في هذا الباب هي ان من الناس من ينفي محبة الله عز وجل فانه يزعم ان الله تبارك وتعالى لا يحب وهذا قول اكثر الاشعرية القول الثاني قول غلاة الاشاعرة وهم بعضهم اضافة الى الجهمية وهم الذين نفوا المحبة من طرفيها عندهم ان الله عز وجل لا يحب ولا يحب والقول الثالث هو قول اهل السنة والجماعة وهم الذين اثبتوا محبة الله جل وعلا من طرفيها فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله هؤلاء المخالفون ليه الكتاب والسنة والاجماع اختلفوا بتأويل هذه المحبة لان الامر كما قد علمتم وتكرر هذا في الدرس غير مرة ان المخالفين للحق لجأوا الى التأويل في كل ما خالف اهواءهم من حقائق النصوص وها هنا لجأوا الى تأويل النصوص الكثيرة التي دلت على اثبات صفة المحبة لله جل وعلا والتأويلات التي لجأ اليها هؤلاء النافون ترجع الى ما يأتي اولا تأويل المحبة بالثناء والمدح كما ذكر هذا البيهقي في الاسماء والصفات وعليه فيكونون قد اولوا صفة المحبة بصفة الكلام وهي عندهم صفة ذاتية وسيأتي الحديث عنها تفصيلا ان شاء الله القول الثاني تأويل صفة المحبة ب الاثابة وهذا ما ذهب اليه كثير من الاشاعرة وبالتالي فيكونون قد اول هذه الصفة بمفعول مخلوق لله عز وجل لان القوم لا يفرقون بين الفعل والمفعول ويحب عندهم بمعنى يثيب ويكون تأويل هذه الصفة ما خلقه الله عز وجل مما يثيب به جل وعلا القول الثالث تأويل المحبة بالارادة واصحاب هذا التأويل اختلفوا منهم من سوى بين المحبة والارادة المحبة هي الارادة والارادة هي المحبة ولا فرق وهذا ما ذهب اليه اكثرهم وقالت طائفة ان المحبة اخص من الارادة فانها الارادة اذا تعلقت بالاثابة وهذا ما ذهب اليه بعضهم كالمازر تجده ايضا في شرح النووي على مسلم وغيرهم من هؤلاء المتأولة سبب هذا الذي ذهب اليه هؤلاء المؤولة هو شبهتان يعني شبهة التي اعتمدوا عليها في تأويل صفة المحبة امران اولا انهم قالوا ان المحبة ميل المحبة ميل بيل للقلب الى المحبوب وهذا من صفات المخلوقين فينزه الله عز وجل عنه والجواب عن هذا ان يقال اولا ان اهل السنة والجماعة يثبتون لله جل وعلا محبة تليق به لا تشابه ولا تماثل محبة المخلوقين كما قال جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير واما قضية الميل فان اهل السنة والجماعة لا يخوضون فيها لا باثبات ولا بنفي وانما يستفصلون عن مراد قائلها فان ذكر معنى حقا قبل بلفظه الشرعي والا فرد المعنى الباطل ويقال لهم ثانيا انكم ملزمون بهذا الذي فررتم منه فيما اثبتتم الا وهي صفة الارادة التي اولتم اليها صفة المحبة فالارادة ميل للقلب ايضا وكل جواب تجيبون به على ايرادنا هو جوابنا عليكم في قولكم بمعنى انهم اذا قالوا هذه الارادة التي تزعمون انما هي ارادة المخلوق فنقول وكذلك المحبة التي تزعمون هي محبة المخلوق واذا قلتم ان لله ارادة تليق به فاننا نقول وكذلك له محبة تليق به جل وعلا ويقال لهم ثالثا ان كنتم تفرون من تشبيه الله عز وجل بالانسان الذي يحب فانكم قد شبهتموه بنفي هذه الصفة بالجماد الذي لا يحب ولا شك ان تشبيهه بالجماد اقبح من تشبيهه بالانسان قالوا ثانيا الشبهة الثانية عندهم ان المحبة لا تكون الا لمناسبة وملائمة بين المحب والمحبوب وهذه الملاءمة تقتضي الحاجة والله عز وجل منزه عن ذلك ولا شك ان قولهم هذا ظاهر البطلان والفساد فان الامر كله راجع الى الله عز وجل فاي حاجة تزعم بمعنى ان المحبة وهو آآ المحبوبة وهو المخلوق انما خلقه الله تبارك وتعالى وما قام به انما قدره الله عز وجل وشاءه وخلقه فالامر راجع الى الله عز وجل فاي حاجة تلك انما يصح قولهم انما يصح قولهم لو كان ثمة اه خالق غير الله عز وجل والله سبحانه يحب ما خلق هذا الخالق وهذا ولا شك منتف وباطل اذا ما زعموه من هذه الحاجة لا شك انه باطل عقلا وشرع لا شك ان نفي هؤلاء لمحبة الله جل وعلا تسويتهم بين المحبة والارادة قد افرز لوازم وتبعات باطلة التزمها هؤلاء ذهبوا بسبب هذا الانحراف الى انحرافات متعددة منها القول بالجبر ومنها نفي العلة والحكمة في افعال الله عز وجل ومنها نفيهم التحسين والتقبيح اه العقليين الى غير ذلك مما سيأتي بيانه ان شاء الله حينما نتحدث عن موضوع القدر ومن المناسب وقد وصلنا الى هذا الموضع من الكلام عن تأويل القوم لهذه الصفة العظيمة التي هي اساس كل شيء صفة المحبة اساس كل شيء من الخلق والامر فالله عز وجل انما خلق لحكمة يحبها جل وعلا وانما شرع ما يحب جل وعلا بل بعثة الرسل لم تكن في حقيقتها وفي خلاصتها الا اخبارا بما يحبه الله عز وجل وبما لا يحب وببيان كيفية الوصول الى ما يحب والبعد عما لا يحب اذا المحبة في الحقيقة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اساس كل شيء المقصود ان القوم لما وصلنا الى الكلام عن تأويلهم لهذه الصفة بين المناسب ان يؤصل موضوع التأويل لان جميع الصفات التي سيأتي الكلام عنها قد اولها من اولها من اهل البدع فيقعد هذا الموضوع ويؤصل مرة واحدة ثم بعد ذلك يرجع في الكلام عن تلك الصفات المؤولة والرد على ذلك الى هذا الموضع فيقال انقسم الناس بنصوص الصفات الى خمسة اقسام الى اهل تخييل وهؤلاء هم الفلاسفة الذين زعموا ان ما اخبر به الرسل عن الله جل وعلا او عن امور المعاد لا حقيقة تحته انما هي تخيلات وضرب امثلة لا غير والقسم الثاني اهل تمثيل وهؤلاء هم الذين مثلوا صفات الله جل وعلا بصفات المخلوقين والقسم الثالث هم اهل التجهيل وهؤلاء هم المفوضة الذين كان مذهبه مركبا من امرين اولا بالاعتقاد ان ظاهر النصوص غير مراد لاقتضائه التشبيه وثانيا ان لهذا الظاهر الذي هو على خلاف ان لهذا الكلام الذي هو على خلاف ظاهره تأويلا يعلمه الله عز وجل ويجهله الخلق والقسم الرابع اهل التأويل وهم الذين نتحدث عنهم الان والقسم الخامس اهل سواء السبيل وهم اهل السنة والجماعة الذين فازوا بالحق المحض ولله الحمد والمنة فاثبتوا لله جل وعلا ما اثبت لنفسه مع معرفتهم بالمعنى الذي خاطبهم الله عز وجل به في هذه النصوص مع تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين والبلية الاعظم في هذه الامة انما كانت بقسم انما كانت من قسمي اهلي التجهيل واهل التأويل المفوضة والمؤولة ان هؤلاء قد عاثوا في المسلمين فسادا والله المستعان وابدأ حديثي بالكلام عن اهل التأويل ان هؤلاء المبتدعة لما جادلوا في ايات الله بالباطل وصدفوا عن الحق لكبر في صدورهم ان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه حقيقة الامر ان عند القوم استكبارا عن الاتباع وعن الانصياع للحق وعن الخضوع لسلطانه فركبوا لاجل دفع الشناعة عنهم مركبة تأويل وذلك لتحقيق مآربهم ولدفع ادلة خصومهم من اهل السنة والجماعة قد اورد عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله في نقضه على بشر قصة مفادها ان اصحاب بشر المريسي سألوا شيخهم بشرا ماذا يصنعون امام هذه امام هذه الاحاديث الجياد التي فيها اثبات الصفات فقال لهم بشر غالطوهم بالتأويل فتكونون قد رددتموها بلطف اذ لم يمكنكم ردها بعنف وهذا هو الواقع حقيقة مذهب هؤلاء المؤولة انما هو التعطيل المحض وكان مذهبهم شرا وبيلا على هذه الامة بل التأويل من اصول الشرور في هذه الامة حتى ان ابن القيم رحمه الله يقول في النونية هذا واصل بلاء هذا الدين من تأويل اهل من تأويل اهل التحريف والبطلان وهو الذي قد فرق السبعين بل زادت ثلاثا قول ذي البرهان واساس ما في الكون من بدع واحداث تخالف موجب القرآن فاساسها التأويل ذو البطلان لا تأويل اهل العلم والايمان اذ ذاك تفسير المراد وكشفه وبيان معناه الى الاذهان. يشير في البيتين الاخيرين الى ان التأويل المقصود هو التأويل الباطل وهو صرف اللفظ عن ظاهره الى غيره لدليل يزعم بخلاف ما يستعمله السلف الصالح واهل العلم من بعدهم من كلمة التأويل فان مرادهم بذلك التفسير كما تجده كثيرا عند الطبري وغيره حينما يقول وتأويل هذه الاية كذا وكذا او القول في تأويل هذه الاية كذا وكذا ان مراده بذلك التفسير وليس هذا التأويل الذي اضحى اصطلاحا كلاميا اه مخترعا لا دليل عليه في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اما بيان فساد قانون التأويل فانه يكون من وجهين الوجه الاول اجمالي والوجه الثاني تفصيلي اما الاجمالي فانه يقال للمؤول هذا الذي صرفت ظواهر نصوص الكتاب والسنة عنه الى غيره هل كان يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ام لم يكن يعلمه فان قلت لم يكن يعلمه كنتم انتم اعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا كفر لانه تكذيب لقوله صلى الله عليه وسلم انا اعلمكم بالله واشدكم له خشية فان قال نعم كان يعلم ان الحق في هذه التأويلات فانه يقال له هل كان النبي صلى الله عليه وسلم قادرا على ان يبين وهل كان عنده فصاحة وبلاغة بها يستطيع ان يخبر ان الحق فيما ذكرت من هذه التأويلات ام لا فان قال لا فقد قال قولا عظيما لانه قدح اولا في حكمة الله جل وعلا حيث ارسل رسولا لا يستطيع البيان وثانيا كان هذا قدحا منه في النبي صلى الله عليه وسلم ووصفا له بالعيد ولا شك ان هذا قول عظيم ولا يقوله مسلم فلم يبق الا ان يقول كان عنده بلاغة وفصاحة وكان قادرا على ان يبين الحق وانه في هذه التأويلات فانه يقال له ثالثا هل كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على هذه الامة رحيما بها كان عنده شفقة صلى الله عليه وسلم بحيث انه يريد لها الخير ويريد ان يدفع عنها مسالك الهوى والضلال ام لا فان قال لا فقد كفر لانه مكذب لقول الله جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فان قال نعم فانه يقال له انه معك مال العلم وكمال الفصاحة والبيان وكمال النصح والشفقة يمتنع غاية الامتناع ان لا يبين النبي صلى الله عليه وسلم ان الحق فيما ذهبتم اليه من هذه التأويلات وان هذه النصوص على خلاف ظاهرها بل يمتنع اشد الامتناع ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم مخبرا طول حياته عن الله جل وعلا بما ظاهره يقتضي النقص وبما يوقع معتقدة ظاهره في الضلال بل في الكفر لانهم يقولون ان ظاهر هذه النصوص يفيد التشبيه والتشبيه كفر وهذا بين غاية البيان واوصي الاخوة بمراجعة مناظرة نفيسة اوردها ابن القيم رحمه الله في الجزء الاول من الصواعق المرسلة مضمونها ما ذكرت لك جرت بين الشيخ عبدالله ابن تيمية اخي شيخ الاسلام ابن تيمية واحد هؤلاء الجهمية ولخص هذه المناظرة ابن القيم رحمه الله في النونية حيث قال فسل المعطل عن ثلاث مسائل تقضي على التعطيل بالبطلان ماذا تقول؟ اكان يعرف ربنا هذا اكان يعرف ربنا هذا الرسول حقيقة العرفان ام لا وهل كانت نصيحته لنا كل النصيحة ليس بالخوان ام لا وهل حاز الفصاحة كلها فاللفظ والمعنى له طوعان فاذا انتهت. هذي الثلاثة فيه كاملة مبرأة من النقصان. فلاي فلاي شيء عاش فينا كاتما للنفي والتعطيل في الازمان بل مفصحا بالضد منه حقيقة الافصاح موضحة بكل بيان ولاي شيء لم يصرح بالذي صرحتموا في ربنا الرحمن العجزه عن ذاك ام تقصيره في النصح ام لخفاء هذا الشأن حاشاه بل ذا وصفكم يا امة التعطيل لا المبعوث بالقرآن صلى الله عليه وسلم هذا هو الرد الاجمالي المفحم لكل مؤول في كل صفة اما الرد التفصيلي فانه يقال فيه ان بيان فساد التأويل يظهر من اربعة اوجه اولا من جهة المنهج الذي سار عليه المؤولة وثانيا الرد ببيان فساده من حيث ذاته ذات التأويل وثالثا من حيث ثمراته ورابعا من حيث لوازمه اولا فساد التأويل من حيث المنهج الذي سار عليه وانه منهج فاسد هذا الذي سار عليه المؤولة ويظهر هذا من وجهين اولا ان المنهج الذي سار عليه المؤولة هو انهم اولا جعلوا نصوص الصفات من قبيل الظاهر لا من النص حتى يسهل عليهم التأويل وهذا ليس بصحيح فان عامة نصوص الصفات هي من النص والنص هو الكلام الذي لا يدل على او لا يحتمل غير ما دل عليه وعامة نصوص صفات كذلك لكنهم جعلوها من قبيل الظاهر لان الظاهر فيه احتمال ان يكون المعنى هو غير ما جاء في هذا الظاهر ثم هم ثانيا جعلوا ظواهر النصوص نصوص الصفات من المتشابه لاقتضاء ذلك الظاهر للتشبيه ثم انهم قالوا ثالثا انه يتعين انه يتعين حمل هذه النصوص على خلاف ظاهرها دفعا شبهة التشبيه ثم هم رابعا عينوا المراد وحددوا المعنى المؤول اليه وكل هذا يسقط بسقوط الاساس الذي بنوا عليه وهو زعمهم ان نصوص الصفات تقتضي التشبيه لا شك ان هذا باطل غاية البطلان بدلالة النص والعقل والاجماع ثم ان تعيينهم لهذا المعنى وقولهم ان الله عز وجل اراد بذكر هذه الصفة كذا وكذا قول عليه بغير علم اذ لا دليل عليه بمعنى انك اذا رجعت اليهم وجدتهم يقولون هذه الصفة مؤولة الى كذا ويراد بها كذا دون ان يذكروا دليلا آآ يقتضي التسليم له فيما ذكروا بل لمعارضهم ان يقول ان الله عز وجل لم يرد هذا بل اراد شيئا اخر اذا تأويله في حقيقته هو قول على الله عز وجل بغير علم الوجه الثاني ان حقيقة منهج هؤلاء المؤولة هو انهم شبهه ثم عطلوا ثم شبهه اذا منهجهم فيه اساس وفيه وسيلة وفيه نتيجة اما الاساس فهو التشبيه القوم ما وقعوا في حمأة التأويل الا لفساد الا لفساد نفوسهم والا لمرضها بمرض التشبيه حيث انه ما وقع في نفوسهم من هذه النصوص الا تشبيه الله عز وجل بالمخلوقين فهم مشبهة اولا ثم انهم معطلة والتعطيل وسيلتهم وكان هذا التعطيل عن طريق التأويل فنفوا حقيقة ما اخبر الله عز وجل عن نفسه واثبتوا شيئا اخر الله عز وجل اراد ان يعلم عباده انه استوى وانه متصف بالاستواء حقيقة وانه يحب حقيقة ووسيلتهم المؤدية الى النتيجة هي التعطيل والنتيجة هي التشبيه فان جميع تأويلات المؤولة ترجع بقولهم الى التشبيه اما تشبيه الله عز وجل بالناقصات او بالجامدات او بالمعدومات او بالممتنعات لا يكاد يخرج تأويلهم عن هذه النتيجة اذا منهج المؤولة لا شك في فساده اما بيان فساد التأويل من حيث ذاته فيتبين من وجوه اولا انه ليس عند المؤولة فارق صحيح بينما يؤول وما لا يؤول ولذا الخائضون في التأويل مضطربون ومختلفون وبينهم عداء مستحكم المعتزلة يردون على الاشاعرة في انكارهم صفة الحكمة والاشاعرة يردون على المعتزلة وينكرون عليهم تأويل صفة السمع والبصر والاشاعرة والمعتزلة ينكرون على الباطنية والقرامطة في تأويلهم كثيرا من حقائق الشرع المتعلقة بالصفات او الامر والنهي او حتى بالميعاد مع ان الجميع يزعم ان ان دليله هو الدليل العقلي القاطع ولذا فاننا اذا نظرنا الاشعري وقلنا انك تثبت لله عز وجل صفات وتؤول صفات فما هو الفارق الذي من اجله اثبت بعظا واولت بعظ هنا يقول الاشعري ان الذي اثبته هو ما لا يقتضي التشبيه من الصفات واولت ما يقتضي التشبيه فانه يقال له حينئذ وها هنا يتقوى عليك الجهمي فانه يزعم ان اثباتك السمع والبصر والكلام يقتضي تشبيه الله عز وجل بالمخلوقين فان قال انا اثبت هذه الصفات من غير مشابهة بين الله عز وجل والمخلوق فيقال له ولم لم تفعل ذلك ولم تلهج ولم تنهج هذا المنهج مع ما اولت من الصفات فكما اثبت لله سمعا وبصرا وارادة وحياة وكلاما لا يشبه فيها المخلوق فقل مثل ذلك في محبته وفي حياء وفي اه اه يده وفي عينه وفي وجهه وفي نزوله واتيانه جل وعلا فان قال ما دل العقل على ثبوته لله عز وجل اثبتناه وما دل او وما لم يدل وما لم يدل العقل على اثباته لله عز وجل اولناه ولاجل هذا الاشعري في صفات المعاني اثبت هذه الصفات السبع عن طريق العقل فانه قال الفعل المحكم يدل على القدرة والاتقان يدل على العلم آآ التخصيص يدل على الارادة وهذه الامور الثلاثة لا تكون الا في حي والحي لا يكون الا متكلما سميعا بصيرا فدل العقل على اثبات هذه الصفات ولم يدل على غيرها فأولناها والجواب عن هذا ان يقال اولا ان العقل قد دل على ما نفيت واولت كما دل على ما اثبت فان تخصيصه جل وعلا بالنعمة دليل على الرحمة وعدم معاجلته بالعقوبة دليل على الحلم وقل مثل هذا في جميع الصفات فانه يمكن اثباتها بهذه الطريقة فليس هذا الفارق بفارق صحيح ثم انه يقال له ثانيا هب ان العقل ما دل على بقية الصفات فانه لم ينفها والعقل دليل مستقل والثقة به اقول والنقل دليل مستقل والثقة به اكثر من الثقة بالعقل اذا كان العقل لم يدل على الصفات الاخرى فقد دل عليها النقل والنقل اصح واقوى من العقل قال الاشعري اذا يكون الفارق هو الاجماع وما دل الاجماع على ثبوته فاننا اثبته وما لم ينعقد الاجماع على ثبوته فانني اؤوله فانه يقال له ان فارقك هذا لا يصح لان ما لان بعض ما اثبته لم ينعقد الاجماع عليه السمع والبصر والكلام لا يوافقك المعتزلي على اثباته لله جل وعلا فان قال الاجماع قد انعقد قبل هؤلاء المعتزلة على اثبات السمع والبصر والكلام فانه يقال له صدقت والاجماع على ثبوت بقية الصفات قد انعقد قبل الاشاعرة وقبل المعتزلة فان السلف الصالح مجمعون على ثبوت صفات لله تبارك وتعالى اذا ليس عند المؤول فارق يصح بين ما يؤول وما لا يؤول ويقال ثانيا ان المؤولة ملزم فيما اول اليه بنظير ما فر منه مما اوله من صفات الله جل وعلا بمعنى ان المؤول اذا اول صفة من صفات الله جل وعلا الى غيرها فرارا من محذور فانه في الحقيقة ملزم في هذا المعنى الذي اول اليه بمثل هذا المحذور سواء بسواء ولذا فانه يقال مثلا للاشعري اذا اول صفة آآ العلو لله عز وجل بالقهر لان العلو يقتضي التشبيه هو الكفر بالله تبارك وتعالى كان ترك الناس على هذا الزعم بلا قرآن اسلم له ولا شك ان هذا لازم خطير يلزمه ويلزمهم لازم ثان بناء على هذا المسلك الذي سلكوه لانه يكون اه من لوازم ذلك التحيز والتحيز لا يكون الا لجسم والجسم لا يكون الا مخلوقا والله عز وجل ينزه عنه تشبيهه بالمخلوق فانه يقال له وكذلك القهر لا يكون الا في مخلوق فان قال انا اثبت لله عز وجل قهرا لا يماثل فيه المخلوق فنقول وكذلك يلزمك ان تثبت له علوا لا يماثل فيه المخلوق وكذلك اذا اول الوجه بالذات فقال لا يعقل ما له وجه الا وهو مخلوق فيقال له ايضا ولا يعقل ما له ذات الا وهو مخلوق لم نرى ذاتا الا وهي مخلوقة واذا قال لا انا اثبت لله ذاتا لا تشبهوا ذوات المخلوقين فنقول ولتقل هذا ايضا في الوجه وهكذا قل في جميع الصفات التي اول اولها هذا المؤول فانه ملزم فيها آآ فيما اول اليه بنظير ما فر منه ثم انه يقال له ثالثا هذا وجه ثالث مما يدلك على فساد التأويل من حيث ذاته ان الصفات قد كثرت جدا في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وانتم تزعمون ان ظواهر هذه الصفات يقتضي النقص لانه يقتضي تشبيه الله عز وجل بالمخلوق فيقال ان هذا يمتنع غاية الامتناع يمتنع غاية الامتناع يمتنع غاية الامتناع ان الله عز وجل الذي لا احب او لا احد احب اليه المدح من الله عز وجل يمتنع ان يضيف الى نفسه ما ظاهره النقص الله اجل واعظم واعلم من ان يضيف الى ذاته العلية ما يقتضي نقصا ثم انه يقال له رابعا ان قولك يستلزم قولا لا يقول به عاقل وبيان ذلك ان المؤولة اذا قال نسبة الاستواء الى الله عز وجل مجاز ووصف الله عز وجل بالنزول مجاز كنسبة او كوصف اه الجدار بالارادة وكوصف الجناح وكوصف الذل بالجناح فانه يقال له اولا نسبة الارادة الى الجدار لا تقتضي نقصك اليس كذلك ونسبة الجناح الى الذل لا تقتضي نقصك بخلاف نسبة الاستواء والنزول والاتيان فانها في زعمك ماذا تقتضي نقصك اليس كذلك ثم ثانيا يقال ان كلامك هذا يقتضي استعارة ان اسم النقص لارادة المدح بمعنى ان الله عز وجل يريد ان يمدح نفسه بالاحسان والاثابة في خبر عن نفسه انه يحب اذا تكون استعارة اسم النقص لارادة المدح يخبر عن نفسه ويمدحها بانه قاهر باظافة وصف النقص اليه وهذا يا ايها الاخوة لا يعرف في لغة من اللغات بل لا يفعله عاقل لا يمكن لعاقل ان يمدح كاملا ويكون مدحه له بوصفه بالنقص مجازا اليس كذلك يا جماعة شخص يريد ان يمدح ملكا بصفاتي الكمال فيضيف اليه صفات النقص من باب المجاز والاستعارة هل هذا يقع من عاقل لا يقع من عاقل حقيقة قولهم هو هذا ان الله عز وجل اظاف الى نفسه النقص والعيبة والامر القبيح لانه يريد ان يمدح نفسه ولا شك ان هذا مناف للعقل والحكمة غاية المنافاة ثم انه يقال خامسا لهذا المؤول ان هذه النصوص قد فشت وكثرت وتلاها النبي صلى الله عليه وسلم وتلاها الصدر الاول كان الصحابة والتابعون واتباعهم يتلون هذه النصوص ولم يشعروا قط ان ظاهرها يفيد النقص فضلا عن ان يكونوا اولوها دفعا لهذا النقص ولا شك انهم اكثر اجلالا لله منكم واكثر تعظيما لله عز وجل منكم بان يضيفوا اليه جل وعلا مظاهره النقص دون ان ينبهوا على التأويل ودون ان يقوموا بما اوجب الله عز وجل عليهم من الامر بالمعروف والنهي والنهي عن المنكر والنصح لكل مسلم بمعنى ان النبي صلى الله عليه وسلم مكث طول حياته وهو يتلو عليهم كلام الله ويحدثهم باحاديثه الشريفة عليه الصلاة والسلام وهي مليئة بثبوت الصفات لله جل وعلا ولم يقل لهم مرة ولو مرة واحدة لم يقل لهم انكم تتلون ايات وانا احدثكم باحاديث ظاهرها يقتضى التشبيه ولها تأويل اخر لم يفعل هذا عليه الصلاة والسلام ولا مرة واحدة وقل مثل هذا في الصحابة لم يقل احد منهم قط للتابعين انكم تتلون كتاب الله وظاهره يقتضي التشويه لا سيما في اهم المطالب وهي المطالب الالهية ولهذه الظواهر التي تقتضي التشبيه تأويل هو كذا وكذا او على الاقل تأويل لا يعلمه الا الله وهكذا التابعون لم يفعلوا هذا الشيء مع اتباع التابعين ومن المقطوع به انهم اكملوا علما واكمل ايمانا واكمل نصحا منكم يا معشر المؤولة ثم يقال سادسا لقد ثبت في الشريعة قطعا انه لا يجوز السكوت عن البيان فيما هو من المهمات يعني اذا كان المقام فيه اجمال فلا بد ان يكون هناك بيان يوضح هذا الاجمال فكيف تأتي الشريعة بما ظاهره الضلال بل بما ظاهره الكفر بل وتكرر هذا دائما دون ان توضح ودون ان تبين ان لهذه الظواهر المؤدية الى الكفر تأويلات اخرى هي كذا وكذا او يعلمها الله عز وجل ويقال لهم سابعا ان هذا التأويل الذي انتهجتموه يا ايها المتكلمة المؤولة يضاد تمام المضادة ما اخبر الله عز وجل عنه في وصف القرآن بانه نور وهدى وبيان وانه احسن تفسيرا ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق وايش احسن تفسيره مسلك التأويل يخالف ذلك غاية او مخالفة تامة ويضاد ذلك مضادة تامة ووجه ذلك ان الله عز وجل اخبر انه قد يسر هذا القرآن للذكر فكيف يكون ميسرا للذكر وله ظاهر يتبادر الى الاذهان باطل وعلى الناس ان يبحثوا في وحشي اللغات وغريب الاستعارات والمجازات عن الحق وهل هذا الا تعسير بل هو اشد ما يكون من التعسير وايضا كيف يكون القرآن هداية؟ وكيف يكون نورا وكيف يكون بشرى للمسلمين وهو الذي يخاطب الناس وفيهم الجاهل والام والاعرابي والصغير والمرأة والكبير كيف يخاطبهم بما ظاهره الضلال والبرهان الضلال والكفران هل هذا هدى كيف يكون القرآن ميسرا؟ وهو الى الالغاز والاحادي اقرب في زعم هؤلاء المؤولة بمعنى ان الله عز وجل يخاطبنا في كتابه فيقول اليه يصعد الكلم الطيب تعرج الملائكة والروح اليه يخافون ربهم من فوقهم اامنتم من في السماء وكانه يقول لعباده اياكم ان تفهموا من هذه النصوص اني عال على خلقه بل عليكم ان تفهموا من هذه النصوص اني لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا عن يمين ولا عن شمال وانكم اذا ما فهمتم هذه الظواهر فانكم قد فهمتم النصوص على غير وجهها بل قد وقعتم في الضلال والكفران هل هذا يتناسب ويسر القرآن ونور القرآن وبيان القرآن لا شك ان هذا ليس كذلك قال المؤولة اراد الله عز وجل بمخاطبتنا بما يريد خلاف ظاهره ان كد اذهاننا وان نجد ونجتهد في البحث عن المعنى المؤول اليه فيزيد الاجر نكتسب حسنات من خلال هذا الاجتهاد فيقال له اولا هذه العلة غير واردة في القرآن والسنة البتة لم يرد في القرآن قط ان الله عسر على الناس كلامه لاجل ان يجدوا ويجتهدوا في البحث عن الحق فتزيد اجورهم ما اخبر الله عن ذلك قط قد وصف كتابه بصفات كثيرة ليس منها هذا الوصف ثم يقال له ثانيا ان هذه المصلحة لو سلم بها فانها غارقة في بحار المفاسد المترتبة على هذا التعجيز وعلى هذا الاضلال للعباد ان كان القرآن كما تزعمون ثم يقال لهم ثالثا كم نسبة المتأهلين للبحث والاجتهاد والتنقيب للوصول الى المعنى الحق كم نسبته من المسلمين لاحظوا ان المسلمين كثير منهم امي لا يقرأ ولا يكتب وكثير منهم ما درس وكثير منهم لا يعرف شيئا عن الاستعراض والكنايات والمجازات وما الى ذلك وفيهم الصغير وفيهم المرأة التي لا تعلم شيئا من ذلك وفيهم وفيهم فكم نسبة هؤلاء الذين تزعمون ان الله اراد منهم ان يجدوا ويجتهدوا في البحث عن الحق مع ان الله امر امرا عاما هذه الامة بتلاوة كتابه وتدبره وبين ان هذا هو العلة من انزال هذا الكتاب وهو الحكمة من انزال هذا الكتاب كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وانتم تجعلون تجعلون هذا التدبر في طائفة قليلة لا تمثل شيئا من مجموع هذه الامة ولا شك ان هذا يتنافى وحكمة الله تبارك وتعالى ثم يقال لهم ثامنا اننا نعلم بالضرورة ان القرن الاول قرن الصحابة والتابعين واتباعهم رضي الله عنهم ورحمهم قد انخرم وما عرفوا هذا التأويل اذا هو خلاف الاجماع قطعا ويكفيه هذا بعدا ويكفيه هذا سقوطا اذا هذا بيان فساد التأويل من حيث ذاته اما بيان فساد التأويل من حيث ثمراته فلا شك ان التأويل قد اثمر تمرات مرة وقبيحة وتجرع هؤلاء المؤولة بسبب ذلك ويلات وجروا الامة كذلك لا حول ولا قوة الا بالله ومن ذلك اولا ان من ثمرات التأويل انه يؤدي الى الانسلاخ من هذه الشريعة بالكلية فانه لا يروم احد ان يغير ويبدل ويحرف ويعطل الا وامكنه ذلك من خلال هذا المركب الذلول الا وهو التأويل فكل مبطل يستطيع ان يؤول ويحرف كما يشاء بمعنى انه اذا جاز للاشعري ان يؤول فلما لا يجوز للمعتزلين ان يؤول واذا جاز لهذين الاثنين فما الذي يمنع المتفلسف ان يؤول نصوص المعاد فما اول هؤلاء نصوص الصفات فحلال على بلابله الدوح حرام للطير من كل جنس واذا اول المتفلسف رفع القرمطي اه رأسه فقال وانا لي الحق ايضا ان اؤول نصوص الامر والنهي فما الذي اباح لكم ان تؤولوا تؤولوا ومنعني ان اؤول ولسان هؤلاء هو لسان حال هؤلاء المارقة من الفلاسفة والقرامطة يقول وجدت وجدنا بابا مفتوحا فولجناه بمعنى ان الاشعري اذا كفر الباطن بتأويل نصوص المعاد او عفوا اذا كفر الاشعري الباطنية لانكاره نصوص المعاد فانه سيصيح قائلا انا لم انكرها انا قلت انها مجاز فلم يجوز لك؟ ان تؤول مثلا صفة العلو لله جل وعلا وادلتها تزيد على الف دليل ما الذي اجاز لك ذلك ومنعني من تأويل ما يماثل ذلك من النصوص بل هو اقل ولا شك انه شتان بين الايمان بالله والايمان بمخلوقاته انت يا ايها الاشعري تأول ما يتعلق بالايمان بالله العظيم واما انا فغاية امري انني اولت فيما يتعلق بالايمان بشيء من مخلوقات الله ولا شك انه اذا كان فعلي قبيحا فان فعلك اقبح ويقال ثانيا ان مسلك التأويل يثمر اساءة الظن بالله جل وعلا لان هذا التأويل لا يقتضي او هذا المسلك يقتضي ان الله عز وجل يخبر بما ظاهره البطلان ويعرض عباده للفتنة والكفر ويقربهم الى ذلك ويكرر ذلك كثيرا في كتابه ولا يبين ان الحق في خلاف هذا ولا مرة واحدة القرآن اذا كله متشابه ليس فيه محكم ولا اية واحدة ترد اليها هذه النصوص المتشابهة فلا شك ان هذا يقتضي اساءة الظن بالله جل وعلا والقدح في حكمته ورحمته وعلمه جل وعلا يقال ثالثا ان من الثمرات القبيحة لهذا المسلك رفض او رفض الثقة بالنصوص لانه اذا كانت نصوص الصفات تقبل التأويل وهي كثيرة جدا فما دونها اولى ان يقبل ذلك وبالتالي فان المسلم اذا تلا شيئا من النصوص فانه سيتشكك لم لا يكون ظاهر هذه النصوص على اه لما لا يكون هذا النص على خلاف ظاهره اذا كانت تلك النصوص العظيمة الكثيرة المتعلقة بالصفات على خلاف ظاهرها فلماذا لا تكون النصوص المتعلقة بالاحكام او المتعلقة بالمعاملات او المتعلقة بالاخلاق ايضا على خلاف ظاهرها ما الذي يمنع من ذلك مع ان كثيرا منها ظواهر ليست من قبيل النص كما هو الحال في ادلة صفات الله تبارك وتعالى ثمان من ثمرات قولهم رابعا تعطيل الله عز وجل عن كماله الواجب بثبوت هذه الصفات التي اولوها الله عز وجل لا شك انه قد ثبت له الكمال بثبوت هذه الصفات له تبارك وتعالى وهم قد عطلوه عن كماله جل وعلا لما حرفوا واولوا بل لما انكروا هذه الصفات وانكروا ثبوتها لله جل وعلا يقال لهم او ويقال خامسا ان من ثمرات هذا المسلك حرمان النفوس من اعظم اسباب الايمان التي تحتاجها فان النفوس ليست الى شيء قط احوج منه الى معرفة ربها وخالقها ومعبودها ومعظمها جل وعلا وهؤلاء مع الاسف الشديد قد جعلوا الحواجز والحوائل بين النفوس المسلمة واعظم ما تحتاج اليه واعظم ما به زكاتها ورفعتها ايمانها وما يكون له بها او ما يكون لها به المنزلة الرفيعة في الدنيا والاخرة ويكفي هذا بطلانا وشؤما لمسلك التأويل اما الوجه الرابع والاخير في بيان فساد التأويل فهو فساده من حيث لوازمه فان لازم مسلك التأويل اولا ان يكون ترك الناس بلا قرآن خيرا لهم من انزال كتاب اليهم يعرضهم للفتنة ويقربهم الى الضلال ظاهره في زعمهم وهو الطعن في السابقين الاولين وبيان ذلك ان المقطوع به ان السابقين الاولين ما نطقوا قط بالتأويل ولا حرفوا قط الكلمة عن مواضعه وهذا لا يكون الا لنقص في علمهم او نقص في نصحهم اما النقص في علمهم والزعم ان افراخ الفلاسفة اتباع منطق اليونان ان يكون هؤلاء اعلم بالله عز وجل من السابقين الاولين فمستحيل قطعا ولا يشك في هذا مسلم عرف شيئا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم او ان يكون هذا نقصا في نصحهم وطعنا في دينهم ولا شك ان هذا باطل ووجه ذلك ان العادة قد جرت انه كلما كان الامر ذا خطر فانه يعظم التنبيه عليه ويكثر التحذير منه واي خطر اعظم من نسبة الله جل وعلا الى النقص ومن اعتقاد الكفر والعياذ بالله ومع ذلك فلا نجد السلف قط وهم الذين قد حازوا القدح المعلى في الدين والعلم والتقوى لا نجد منهم قط انهم حذروا الناس ولا قالوا لهم اياكم واحذروا كما بينت هذا سالفا ولا نجد انهم فعلوا هذا مع هذه النصوص كما فعلوه في غيرها من الامور الخطيرة. كما فعلوا هذا مثلا حينما حذروا من فتنة الدجال اليس الدجال فتنة وليس السلف الصالح قد كثر كثر تحذيرهم من هذه الفتنة ولا شك ان فتنة الدجال اظهر من هذه الفتنة وهي مخاطبتهم بشيء صريح والمراد خلافه فان قال هؤلاء المؤولة انما تركوا النصح اعتمادا وثقة بعقولهم فيقال هذا لا يستقيم لان كثيرا مما ممن يقرأ القرآن لا يتبين له هذا الامر ثم لماذا لم يفعلوا هذا مع فتنة الدجال ثقة بعقولهم ثم انكم تكذبون ذلك اعني معشر هؤلاء المتكلمين يكذبون ذلك بحالهم وواقعهم ووجه ذلك ان هؤلاء المتكلمين وان هؤلاء المتأولة لا ينفكون قط عن البيان والتحذير من حمل هذه النصوص على ظاهرها. اليس كذلك لا تجدهم قط يمرون على اية او حديث فيه شيء من هذه الصفات الخبرية لله عز وجل مثلا الا وهم ينبهون ويعيدون ويكررون ويقولون انتبهوا اياكم ان تظنوا انها صفة حقيقية لله عز وجل بل هي على خلاف ظاهرها وتأويلها كذا وكذا ليس هذا منهم الا لشعورهم بخطورة الامر. اليس كذلك فالسلف الصالح لا شك انهم اغيروا على دين الله واشد نصحا لهذه الامة منكم يا معشر المتكلمين والمبتدعة وتحصل مما سبق يا ايها الاحبة ان مسلك التأويل مسلك فاسد فاسد ومسلك باطل ومسلك خاطئ وهو في غاية الخطورة وهو ينافي الشرع تمام المنافاة بل هو مناف للعقل تمام المنافاة ويا لله العجب كيف تحشى التفاسير شروح الاحاديث كثير من كتب العلم بهذه التأويلات حتى انها قد اصبحت عند كثير من الناس حقيقة مسلمة لا تقبل الجدال مع كونه في غاية البطلان عند ادنى تأمل ولم يكن ذلك الا بسبب امور قد كاد بها اهل البدع ومكروا بسببها للمسلمين ومن ذلك انهم اولا قد قدموا مقدمات هي كالاطناب كما يقول ابن القيم لفسطاط الضلال هذه المقدمات قد اكثروا من ذكرها وكرروها حتى تشبعتها النفوس فزعمهم تقديم العقل على النقل وكزعمهم ان اخبار الاحاد لا تفيد اليقين وكزعمهم ان الادلة النقلية لا تفيد اليقين وامثال ذلك من هذه الاصول العريضة للضلال ثم ثانيا هم حسنوا هذا التأويل واخرجوه للناس في صورة محببة ومزخرفة طلوه بالمحسنات والزخارف حتى انطلى على الاغبار فانهم اذا اول لا يقولون هذا تحريف لا يقولون ان هذا تغيير لا يقولون ان هذا تأويل بل يقولون هذا تنزيه لله عز وجل وفي مقابل ذلك وهو الامر الثالث شوهوا الاثبات وشوهوا اهله فقبحوا اثبات الصفات لله عز وجل على ما يليق به ووسموا ذلك بالتجسيم والتشبيه ووسموا اهل هذا المسلك الحميد والصراط المستقيم بصفات قبيحة تنفر منها النفوس فقالوا هؤلاء المجسمة وهؤلاء مشبهة وهؤلاء حشوية حتى ينفض الناس عنهم سلكوا امرا رابعا ايضا زين التأويل سهله في النفوس الا وهو نسبة التأويل الى من لهم قدم صدق في الامة وقد كذبوا عليهم فكثير مما ينسبه هؤلاء الى السلف الصالح حيث يزعمون ان فلانا من الصحابة قد اول فلانا من التابعين قد اول فلانا من الائمة الاربعة قد اول وان هذا هو مسلكهم رحمهم الله فلا شك انه كذب واكثر الناس انما تقع في الانحراف والضلال بسبب حسن ظنها بالقائل. لا لانها كشفت وبحثت فعلمت انها الحق. فعلمت ان هذا القول هو الحق وهذا الذي سلكه هؤلاء المؤولة بل هذا الذي سلكه كل اهل البدع فانهم يؤيدون ويقوون قولهم بنسبة هذا الباطل الى اهل الخير والصلاح والايمان ومن لهم قدم صدق في الامة يذكرني هذا بما ذكر الاستراليني رحمه الله في التبصير حينما ذكر ان الرافضة اتوا الى الجاحظ والجاحظ معلوم انه ذو قلم سيال وذو بلاغة عالية وانه يكتب المؤلفات الكثيرة والتي اه فيها حسن الفاظ وبيان فطلبوا منه ان يؤلف كتابا لهم ينصر مذهبهم مذهب الرفض فقال لهم لا اعلم لكم حجة اتصرف فيها يعني مذهبكم في غاية الوهاب فلا اعلم شيئا من الحجج يمكن ان اقلبه واتصرف فيه واسوقه مساقا حسنا جميلا يقنع قالوا فارشدنا الى شيء نعتصم به ونفعله وقال لهم اوصيكم ان تنسبوا ما تريدون من الاقوال الى جعفر الصادق فانه بذا يروج وفعلا عملوا بهذه النصيحة فاصبحوا لا يريدون او لا يرومون تقرير شيء من الباطل الا وقد اه قدموه على انه قول لجعفر الصادق وكثر الكلام الكذب المنسوب الى هذا الامام الجليل من ائمة اهل السنة والجماعة والجماعة ومن ائمة اهل البيت فقال شيخ الاسلام رحمه الله ما كذب على احد كما كذب على جعفر الصادق وكله من هذا المسلك الذي يريد به اهل البدع ترويج باطلهم من خلاله هذا باختصار ما يتعلق بمسلك التأويل ومسلك التفويض ليس باقل بطلانا منه بل لعله شر من هذا المسلك من بعض الوجوه ولعلني ابدأ حديثي ان شاء الله في الدرس القادم للتنبيه على بعض آآ ما يبين فساد ذلك