وبعض ما ذكروه فيما ذكروا باطل فيكون نفيهم حق وعلى كل حال طريقة اهل السنة والجماعة هي الاعراض عن هذا كله وعدم الخوض فيه اعود الى ما ذكرت من ان اثبات هؤلاء وجهه ان القبلة يقال لها وجهه هذا غير معروف وغير معهود في اللغة اضف الى هذا امرا ثالثا وهو ان هذه الاية فيها فاينما تولوا فثم وجه الله ومعلوم ان القبلة بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه. اما بعد قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام كل شيء هالك الا وجهه الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد بنواصل بعون الله سبحانه الكلام عن شرح هذه العقيدة الواسطية شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انتقل المؤلف رحمه الله الى صفتي الوجه لله جل وعلا اسامة فيها ايتين وصفة الوجه من الصفات الذاتية الخبرية الثابتة لله سبحانه وتعالى في نصوص كثيرا في كتاب السنة وفي اقوال الصحابة والتابعين واجمع السلف الصالح على اثباتها لله تبارك وتعالى من غير تعطيل ولا تخريب. ومن غير تمثيل ولا تكييف فله جل وعلا وجه عظيم متصلون بالجلال والاكرام والصفحات والجلال والعظمة واذهب هذه الصفة من الصفات التي قال ففيها من خالف من اهل البدع ورأس اولئك الجهلية والمعتزلة متأخروا الاشاعرة المتقدمون من الاشاعرة اثبتوا هذه الصفة لله جل وعلا الاشعري رحمه الله اتباع مذهب البيهقي وكابي كابي بكر الباقلان وغيرهما من كبار اصحاب الاشعري اثبتوا هذه الصفة لله تبارك وتعالى ولم يؤولوها وان كان اثباتهم لهذه الصفة اثباتا ناقصا فانك واعني بكلامي آآ اصحاب الاشعري ممن اثبت هذه الصفة كالبيهقي في كتابه الاسماء والصفات فانه وامثاله قد اضافوا الى هذا الاثبات شيئا لم يكن عليه السلف الصالح فانه بصفة الوجه وكذلك في صفة اليدين لله جل وعلا يقولون نثبتها لله جل وعلا ثم ينفون عنه الفاظا لم ترد النصوص باثباتها ولا نفيها كالجارحة وكالاجاء وكالابعاض المماسة باثبات اليدين وامثال ذلك من هذه الالفاظ التي لم ترد النصوص باثباتها ولعن فيها وفي الجملة الذين اثبتوا هذه الصفة وكذلك الشأن في صفة اليدين هم في الجملة يرجعون الى اربعة اصناف الصنف الاول هؤلاء الذين ذكرتهم وهم الذين اثبتوا هذا الاثبات الناقص فانهم يقولون ان الله عز وجل متسق بهذه الصفة وهي صفة الوجه صفة اليدين من غير كونها جارحة او جزءا او بعضا او انها تماس الخلق وما شكل ذلك من هذه الالفاظ ولا شك ان هذا ليس من طريقة السلف الصالح. فان السلف الصالح يعرضون عن اطلاق هذه الالفاظ اولى فيها وانما يستفسرون عن المعنى ويسلطوا القبول او النفي على هذا المعنى الصنف الثاني هم الذين يثبتونها لله جل وعلا على ما يليق به سبحانه وتعالى من غير تعطيل ولا تحريف ومن غير تكييف ولا تمثيل ويعرضون عن الخوف في هذه الالفاظ نفيا واثباتا الصنف الثالث هم طوائف من المتكلمين الذين يثبتون هذه الصفات لله عز وجل لكنهم يقولون انها تقتضي كونه جسما لا كالاجسام والصنف الرابع هم الذين يثبتونها لله جل وعلا ويقولون انها تقتضي ان الله عز وجل جسم كالاجسام وهؤلاء هم المشبهة الممثلة وامرهم واضح ومعلوم والقاعدة على ما ذكر نعيم بن حماد رحمه الله من شبه الله بخلقه فقد كفر نبض الجسم واظنه قد مر معنا فيما مظى لفظ مجمل والمتكلمون الذين خاضوا فيه لم يتفقوا فيه على لفظ وبعض ما ذكروا معناه حق ويكونون في نفيهم قد نفوا الحق بصفة الوجه وكذلك الشأن في صفة اليدين. اعني الصنف الاول. اثبات ناقص. وهناك شيء اخر ايضا اه ينبغي ان يلتفت اليه وهو ان بعض المصنفين يقولون ان هؤلاء وافقوا اهل السنة والجماعة في اثبات هذه الصفات هكذا باطلاق لكن هذا قصور في فهم كلامه فانك تجد مثلا البيهقي لما تكلم وذكر ما ذكرت لك تجده بعد ذلك يعني بعد ان تكلم عن صفة الوجه وعن صفة اليدين عرج على صفة اليمين واليمين وصف بيد الله جل وعلا لما وصل الى هذه الصفة اولها وبعد ذلك عقد بابا عن الاصابع لله جل وعلا فاولها ايضا لذلك موقف امثال هؤلاء هو في الحقيقة موقف مضطرب وينبغي على طالب العلم ان يتنبه لمثل هذا اذا قرأ لهؤلاء اما المتأخرون من الاشاعرة وعلى رأس هؤلاء الجوين وذكر هذا في الارشاد وغيره ثم من بعده ويأتي في طليعتهم الاساطيل الكبار عند الاشاعرة كالرازي كالامن ومن بعد هؤلاء فانه في الحقيقة قد تابعوا مذهب الجهمي او في هذا الموضوع في الوجه وفي اليدين ايضا لم يوافقوا ابا الحسن ولا كبار اصحابه بل وافقوا جهما واتباعه والمعتزلة واتباعه ولذلك اذا نظرت بحجج هؤلاء وشبه هؤلاء ولا سيما كبيرهم الرازي وقارنتها بشبه بشر المريس التي ذكرها آآ او التي حكاها الدارم رحمه الله في نقضه عليه تجد انها حذو القذة بالقذة فهو في حقيقة امرهم بهذه الصفات جهمية خلص وله في هذا تشبيهاته وتلبيسات سيأتي الكلام عنها ان شاء الله المقصود ان اهل السنة والجماعة يثبتون وجه الله تبارك وتعالى وجها لائقا به سبحانه وتعالى. كما دلت على ذلك هاتان الايتان وغيرهما كثير في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والوجه مستقبل الشيء وهو في كل شيء بحسبه فوجه الانسان يليق به ووجه القوم مقدمه ووجه النهار اوله وامثال ذلك من استعمالات العرب بكلمة الوجه وكذلك وجه الذي ليس كمثله شيء يليق به سبحانه وتعالى والقاعدة عندنا كما علمنا هذا فيما مضى واضحة بينة ولله الحمد وبها يحصل التوسع وهذا الوسط هو الحق اثبات القدر المشترك واثبات القدر المميز القدر المشترك هو كلمة وجه ومعناها ما ذكرت لك مستقبل الشيء ثم بعد ذلك ثمة قدر مميز للاشياء ولذلك كما قلت لك وجه النهار كما جاء في القرآن وتقول وجه القوم وتقول وجه القرد وتقول وجه النملة وتقول وجه الانسان وهذه كلها مخلوقة ومع ذلك ما اتفقت في ماذا في القدر؟ نعم. المميز مع ثبوت قدر مشترك في كلمة بكلمة وجه ولان يثبت هذا القدر المميز بين صفة الخالق وصفة المخلوق من باب من باب اولى اذا نحن نثبت لله جل وعلا وجها لا كوجوه المخلوقين على حد قول الله جل وعلا ليس كمثله شيء هل تعلم له سميا؟ ولم يكن له كفوا احد فلا تضربوا لله الامثال اما اولئك النفاة المحركون فله في هذا الباب خطيت وله تأويلات شتى لكن اشهرها تأويلا التأويل الاول تأويل الوجه بالذات وهذا اشهر ما قيل عند المتكلمين بل فشى هذا الامر وانتشر عند المتأخرين حتى لا تكاد تجد تفسيرا من التفاسير يمر على هذه الصفة مضافة الى الله عز وجل الا ويذكر الذات وربما ذكر كلمة مؤداها مع الذات واحدة او مؤداها واحد مع كلمة الذات الا وهي انهم يقولون انها صلة زائدة والمعنى الذات ابتغاء وجهه آآ انما نطعمكم لوجه الله يعني لذات الله الوجه عندهم هو الذات التأويل الثاني تأويل الوجه بالثواب ويقول اهل السنة والجماعة نعود لوجه الله الكريم من ان نكون من اهل هذه التأويلات المخالفة للحق اما تأويلهم الاول وهو تأويل الوجه بالذات فانه تأويل باطل قطعا فانه لا يعرف في لغة ولا فيه شرف ولا في عرف ان الوجه يكون بمعنى الذات بل حتى اذا اطلق الوجه ولم يرد به الوجه الحقيقي المعروف عند الاطلاق وانما يستعمل على سبيل الاستعارة او الكناية فانه لا يراد به الذات قطعا فاذا قيل جاء وجوه القوم ليس المقصود انهم جاؤوا هم انفسهم لا انما جاءوا وقدموهم اذا قيل وجه النهار ليس المقصود هو النهار نفسه وانما اوله وهكذا في سائر الاستعمالات اذن من الضلال والابتداع في اللغة وفي الشرع الزعم بان الوجه بمعنى الذات. فهذا باطل وضلال قطعا يا لله العجب كيف يكون ذلك كذلك والله عز وجل يقول ويبقى وجه ربك ماذا ذو الجلال والاكرام فلاحظ معي ان الله عز وجل اظاف الوجه الى الذات ثم اضاف الوصف الى الوجه ولو كان الوجه هو الذات لقال ذي الجلال والاكرام. اليس كذلك كما انه لما اراد الذات قال في اخر السورة تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام اذا تميز او اتضح الفرق عندنا بين الذات والوجه من هذه الاية اضف الى هذا ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما صح عنه عند ابي داوود كان النبي صلى الله عليه وسلم او ان الحديث فيه كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل المسجد قال اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم وعلى زعمهم يكون هذا الحديث انما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه اعوذ بالله واعوذ بالله اليس كذلك وهذا تكراره لا فائدة فيه يصان عنه كلام النبي صلى الله عليه وسلم ثم انه يقال ايضا ان هذا الزعم الذي زعمتموه يمكن ان يقال في كل صفة ثابتة في النصوص لله جل وعلا ولا تبقى في هذا بين هذه الصفة وغيرها. اذا قيل ان الوجه والنصوص فيه كتابا وسنة بالعشرات هو الذال فيمكن ان يقال هذا في السمع في البصر في القدرة في القوة في العزة وفيما شئت واذا طردنا هذا كان ذلك الحادا ظاهرا ثم يقال لهؤلاء ايضا كل شيء لك فررت منهم في اثبات الوجه يلزمكم فيما اولتم اليه وهو الذات فان القول انما فروا من اثبات الوجه بزعمهم ان اثباته لله يقتضي ماذا التشبيه فيكون الله عز وجل مثل خلقه. لان الوجه في زعمهم انما هو صفة بعده للمخلوق واثباتها للخالق يقتضي فيما زعموا التشبيه فنقول وكذلك الذات اثبات الذات لله جل وعلا. يقتضي التشبيه على قاعدتكم فان قالوا كلا الذات لا تقتضي التشبيه اما اثبات الوجه فيقتضي التشبيه لاننا لا نعقل وجها الا ما هو مخلوق قلنا وكذلك نحن لا نعقل ذاتا الا وهي مسلوقة قالوا بلدات الله عز وجل تليق بهم وذات المخلوق تليق به فنقول وهذا عين كلامنا وجه الله يليق به ووجه المخلوق يليق به وكل جواب يجيبون به على اثبات هذه الصفة صفة الوجه لله هو جوابنا عليكم في قولكم ان الوجه بمعنى الذات ولا فرق بين هذا وذاك اذا اتضح لنا ان اثبات ان تأويل صفة الوجه لله عز وجل بالذات تأويل باطل وتحريف للكلم عن موضعه ويا لله العجب الله عز وجل يتمدح في كتابه ونبينا صلى الله عليه وسلم يمدحه ربه جل وعلا باثبات هذه الصفة العظيمة صفة الوجه لله جل وعلا وحقيقة الامر ان الله عز وجل وان نبيه صلى الله عليه وسلم يذكر ان النقص والعيب والتشبيه بل ما يقتضي اعتقاده الكفر بالله عز وجل وهذا امر قد تكلمنا عنه سابقا وقلنا ان القوم يقعون في مغالطة بل تلبيس على الدهماء حينما يقولون في هذه الصفات في الوجه وفي امثاله من الصفات الثابتة انها مجازات الشأن فيها كالشأن في جدار يريد ان ينقض وفي مثل جناح الذل وفي امثال ذلك قلنا يا قوم سلمنا لكم بان هذه مجازات ولكن الفرق بين وواضح وشاسع بينما ذكرتم وبين هذا الامثلة يعني ما ذكرته في الصفات وهذه الامثلة. لماذا؟ لان الجدار لا يذم بنسبة الارادة اليه. اليس كذلك لكن نسبة الوجه لله جل وعلا في زعمكم لو اجريناها على ظاهرها ماذا اقتضت الذم لله عز وجل. واذا كان احاد الناس لا يمكن ان يمدحوا انفسهم او ان يمدحوا معظميهم يريدون مدحهم فيذمونهم ويقولون نريد ان نصل من هذا الذنب الى المدح عد هذا الكلام ماذا خروجا عن العقل يا جماعة اليس كذلك فكيف بالله العظيم سبحانه وتعالى لا يمكن البتة ان يثني الله عز وجل على نفسه باستعمال المجازي على قولهم ظاهره ماذا الذب بل ظاهره الكفر. لان اثبات الوجه عند القول واثبات اليد واثبات الاصابع واثبات الانامل واثبات العين واثبات القدم والساق وما الى ذلك. اعتقاد هذه الظواهر عند القوم ماذا كفر. اذا الله عز وجل الذي لا احد احب اليه المدح منه سبحانه وتعالى يمدح نفسه في كتابه بما ظاهره بما ظاهره الكفر ويكون بالتالي هذا الكتاب كتاب اضلال وليس كتاب هداية لان الله عز وجل امر بتلاوة كتابه وهذا الامر يشمل العالم ويشمل الجاهل ويشمل الصغير ويشمل الكبير. اذا مقتضى كلامه ملازم كلامهم ان الله عز وجل انزل كتابا يضل الناس في اكثر ما فيه لان نصوص الصفات اكرم ما في كتاب الله اذا اصبح هذا الكتاب كتابا مضلا لا كتابا هاديا ليس نورا مبينا ليس بشرى للمسلمين بل هو اضلال وهم وغم على قلوبهم تعالى الله عن ذلك وحاشا كتاب الله سبحانه من ذلك اذا القول ما استفادوا مما ذكروا شيئا اللهم الا انتهاك حرمة النصوص والتقول على الله عز وجل بغير علم ايضا تحريف الكلمة عن مواضعه والله المستعان التأويل الثاني تأويله الوجه بماذا بالثواب وهذا ايضا تأويل باطل ساقط بل هو اظهر في البطلان من الاول فان استعمال الوجه بمعنى الثواب لا يعلم البتة لا في شرع ولا في لغة ولا في عرف وانما القول يخترعون ما شاءوا ويضيفون ذلك للغة بغير حجة وبغير بيان وبغير برهان هذا اولا ثم انه يقال الصواب شيء مخلوق قطعا فكيف يستعيذ به النبي صلى الله عليه وسلم ومعلوم بالاجماع ان الاستعاذة فيما لا يقدر عليه الا الله عز وجل بمخلوق شرك ولذلك في البخاري لما نزل قول الله جل وعلا قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقه ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال اعوذ بوجهه او من تحت ارجلكم. قال اعوذ بوجهه او يلبسكم شيعة ويذيق بعضكم بأس بعض؟ قال هذا اهون او قال ايسر اذا ترى ان النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بوجه الله جل وعلا ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بثواب مخلوق قطعا ثم يقال ايضا كيف يمكن حمل الثواب اه حمل الوجه على الثواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم المخرج في صحيح مسلم حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه يعني بهاء وانواره وعظمته ما انتهى اليه بصره من خلقه فهل هذا يمكن ان يقول مسلم انه وصف بالثواب المسلوق حاشا وكلا اذا هذا التعويل وسابقه من التأويلات الباطلة المخالفة دلائل الكتاب والسنة والمخالفة ايضا ليه اه اللغة ناهيك عن مخالفة ذلك لسبيل المؤمنين ولاجماع السلف الصالح ولا شك ان كل ما خالف ما اجمع عليه السلف الصالح فانه باطل ومردود اقرأ الاية الاولى وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام كل شيء هالك الا وجهه. تلاحظ ان الشيخ رحمه الله اورد هاتين الايتين في هذا الباب الاولى كل من عليها فان ويبقى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام والشعبي رحمه الله قال اذا قرأت هذه الاية فلا تسكت على فان بل صلها بما بعدها قال ابن القيم رحمه الله وهذا من فقهه في كتاب الله فان الله عز وجل لا يمدح والسياق سياق من؟ لا يمدح كون من على الارض يفنى وانما يمدح لكونه سبحانه وتعالى يبقى بعد فناء الاشياء كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. الله عز وجل هو الذي يبقى هو الاخر الذي ليس بعده شيء سبحانه وتعالى توكل على الحي الذي لا يموت الله عز وجل الفناء عليه مستحيل سبحانه وتعالى. بقاء بقاء ذاتي الاخر الذي ليس بعده شيء كما انه الاول الذي ليس قبله شيء اما الاية الاخرى فقول الله جل وعلا كل شيء هالك الا وجهه و اهل العلم يقولون ان هذه الاية لها دلالتان دلالة لفظية ودلالة لزومية وكلاهما حق دلالة لفظية بقاء وجه الله جل وعلا وعدم هلاكه وعدم فناءه وهذا يستفاد منه اثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى والدلالة اللزومية هي اثبات بقاء الله سبحانه وتعالى وعدم هلاك وعدم هلاكه وذلك ان وجه الله عز وجل اذا بقي ولم يهلك فذاته سبحانه باقية لا تعلم ووجه ذلك ان الصفة قائمة بالموصوف كما ان الموصوف قائم بصفاته الى بقيت الصفة ولم تهلك فان الموصوف باق ولم يهلك قطعا واما تخصيص الوجه بالذكر فلشرفه وعظمته وهذا مطرد في النصوص. تجد في النصوص تعليق العمل بارادة وجه الله عز وجل انما نطعمكم لوجه الله والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وامثال هذا في النصوص كثير وهذا ايضا من هذا الباب له دلالتان لفظية ولزومية ووجه ذلك ان العرب فورد في كلامها انه اذا كان المراد بيان قصدي المعظم جاء التنصيص على الوجه اذا كان المراد قصد المعظم بيان قصد المعظم جاء التنصيص على الوجه بشرفه وجلاله وهذا الاسلوب ابلغ واوقع في النفوس هذا امر وامر اخر في مثل هذه النصوص التي فيها تعليق العمل بارادة وجه الله وابتغاء وجه الله ونحو ذلك فيها ملحظ لطيف ودقيق انما يلتفت اليه وانما يقصده الصالحون المتقون الا وهو ان المؤمنين انما يعملون الصالحات وقصد وغايته رؤية وجه الله تبارك وتعالى ولذلك قال الله جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا لقاء الله عز وجل هو هذا هو اعظم النعيم الذي يحصل للمؤمنين في جنات الخلد. رؤية وجه الله تبارك وتعالى ولذلك ثبت في حديث عمار عند النسائي وغيره لدعائه عليه الصلاة والسلام واسألك لذة النظر الى وجهك الشوق الى لقائك فلذة النظر الى الله عز وجل اعظم اللذات ولا شيء يفوقها عند المسلم البتة ولا شيء تتوق نفسه وتشتاق نفسه اليه اكثر من هذا الامر العظيم. فهذا ملحظ دقيق بمثل هذه النصوص التي جاء فيها تعليق العمل بارادة وابتغاء وجه الله تبارك وتعالى وهذا ايضا مما يرد به على اولئك الذين اولوا نصوص الوجه بالثواب فهل يمكن ان يقول مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد بقوله لذة النظر الى وجهك يعني النظر الى ضوابط هذا لا يمكن ان يقال به اخيرا انبه الى قول الرديء وقول الخبيث نقل عن بيان ابن سمعان رأس من رؤوس او هو رأس من رؤوسه. الممثلة حيث زعم عليه من الله ما يستحق ان الله عز وجل يهلك الا وجهه تعالى الله عن قوله وعن قول الظالمين عدوا كبيرا اخذا فيما يزعم بظاهر الاية وهذا من الضلال المبين ومن الكفر البين عياذا بالله عز وجل من ذلك وهذا من الكلام الساق الذي لا يستحق ان يفرد بالكلام اه اختم بالتنبيه على امر وهو انك تلاحظ ان الشيخ رحمه الله لم يورد اية هي من اشهر ما يريده اهل السنة والجماعة في هذا الموضوع في موضوع اثبات الوجه لله عز وجل. ما هي فاينما تولوا فثم وجه الله ولعلك قرأت مناظرة شيخ الاسلام للمبتدعة عن الواسطية انه قد حصل لشيخ الاسلام رحمه الله ما حصل من ابتلاء بعد كتابة هذه العقيدة وحصلت مناظرة مشهورة استمرت لعدة آآ جلسات ولقاءات المقصود ان القول لما نظرهم الشيخ امهلهم ثلاث سنين ان يأتوا قول عن السلف فيه مخالفة لما جاء في هذه النصوص في الجلسة الثانية او الثالثة اورد عليه كبيرهم آآ قوله جل وعلا فاينما تولوا فثم وجه الله وانه قد روي او انه قد جاء عن مجاهد رحمه الله وكذلك عن الشافعي انه ما حمل هذه الاية على القبلة وجه الله يعني وجهة الله وهي القبلة فذكر الشيخ رحمه الله ان هذه الاية ليست من ايات الصفات فان الوجه فيها بمعنى الوجهة وليس الوجه الذي هو صفة لله جل وعلا وبالتالي فليست هذه الاية من ايات الصفات ولا اه يكون كلامهم واردا على مقر رحمه الله لكن الشيخ رحمه الله عاد فقرر في كتابه بيان تلبيس الجهمية وهو متأخر عن هذا الكتاب عن الواسطية وعن المناظرة فيها عاد فقرر ان هذه الاية من ايات الصفات وانه لا داعي يدعو الى تأويلها بل الواجب امراؤها على ظاهرها كظن ظاهرها من نصوص الصفات اذ لم يأتي في القرآن قط ان القبلة تأتي بمعنى الوجه او ان الوجه يأتي عفوا بمعنى القبلة وذكر في هذا الكتاب ايضا ان اكثر اهل الاثبات على جعل هذه الاية من ايات الصفات ونصر هذا ابن القيم رحمه الله كما في مختصر الصواعق نصرا مؤزرا ولا شك ان هذا هو القول الحق والصواب فالصواب ان قوله جل وعلا فثم وجه الله ان هذه الاية فيها اثبات صفة الوجه لله جل وعلا فذلك اليوم اولا انه لا يعرف ولا يعهد في النصوص اطلاقه اه الوجه على القدم. وانما الطرد بالنصوص اضافة الوجه لله جل وعلا على انه صفة من باري تبارك وتعالى ولا شك ان حمل هذا الموضع على نظائره اولى من حمله على محمل غير معهود في النصوص ثم ثانيا تم سفركم شاسع ولا يعرف في اللغة ان القبلة يقال لها ليست اه اين في اي مكان يتفق للانسان؟ يتفق حيث شاء ان يقف ويتوجه فهي قبلة ليس بصحيح بل لما اراد الله عز وجل ذكرى القبلة ذكر مكانا معينا ومن اي مكان يجب على المصلي ان يتجه اليه فولوا وجوهكم وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا ومن حيث خرجت ماذا؟ فولي وجهك المسجد الحرام. اذا ليس كل مكان وليس اينما تولوا فثم وجه الله ليست القبلة هكذا. انما هو مكان ماذا معين ومحدد يجب على المسلم ان يجتهد في التوجه اليه قالوا ان هذه الايات متعلقة او يراد بها الحال التي يجوز فيها للانسان ان يتجه لغير القبلة. وهي في حال كون الانسان متمثلا السفر او عند الاشتباه والجواب عن هذا ان هذه حالة نادرة قليلة قليلة الوقوع. وحمل هذه الاية عليها فيها بعد وهو ليس بظاهر والسياق لا يشعر بذلك لا سيما واللفظ لفظ عام فان الله عز وجل قال فاينما واين من الفاظ العموم عند الاصوليين اذا حمل الاية على هذا او على هذه الحال النادرة فيه بعد وتكلف ظاهر اضف الى هذا امرا رابعا وهو ان السياق لا يشير له من قريب ولا من بعيد الى القبلة انما السياق في بيان عظمة الله عز وجل وفي بيان احاطته في بيان تعظيمه جل وعلا قال جل وعلا ولله المشرق والمغرب ثم قال ماذا؟ اينما تولوا فثم وجه الله. ثم ختم السياق بماذا ان الله واسع عليم. اين ذكر اين ذكر القبلة؟ بل حتى ما بعد ذلك وقالوا اتخذ الرحمن ولدا الى اخره وقالوا اتخذ الله ولدا اذا السياق كله من اوله الى اخره وما يتبعه ايضا ليس له علاقة بذكر القبلة فالقول بان هذه الاية اه متعلقا بالقبلة قول بعيد وغير صحيح. ولم يمانع شيخ الاسلام وهذا ملحظ جيد ذكره رحمه الله. لا مانع من ان يقال ان المقصود هو التوجه الى القبلة وان يستقبل المسلم ربه جل وعلا ايضا لا تعارض بين هذا وهذا فانه كما جاء في حديث ابي سعيد عند احمد وغيره اصله في الصحيحين اذا قام المصلي يصلي فانما يستقبل ربه فالمسلم اذا اتجه الى القبلة فهو يتجه الى قبلة المخلوق هي الكعبة وهو ايضا يستقبل ماذا؟ ربه تبارك وتعالى ولا تعارض بين هذا وهذا. فان الله عز وجل على خلقه وفوق عرشه ومع ذلك هو ماذا محيط بخلقه سبحانه وتعالى اذا كان الانسان يستقبل مخلوقا بوجهه مع كونه عاليا عليه الشمس وكالقمر ما يتعلق بالله عز وجل اعظم واعظم فان الله عز وجل اعظم واكبر واعلى سبحانه وتعالى اذا اردت التنبيه فقط على هذا الملحظ لانه اه قد ينتشر عند بعض طلبة العلم ان هذه الاية ليست من ايات الصفات والصحيح انها من ايات الصفات لكن تنبه الى ان الخلاف الذي يقع بين اهل العلم في كون الاية من ايات الصفات او ليست من ايات الصفات ليس خلافا في اثبات الصفة تنبه الى هذه المسألة التي آآ هي من الاهمية في المكان. يعني اذا اختلف العلماء في اية هل هي من ايات الصفات او ليست من ايات الصفات الاية مثلا فان المجال ها هنا مجال للتصويب والتخطئة هذا صواب وهذا خطأ اما اثبات الصفة وعدم ذلك فهذا شأن اخر هذه هذا قول مبتدع وضلال ومخالفة لسبيل المؤمنين. فالذين قالوا ان الوجه ها هنا ليس وجه الله عز وجل وانما هو القبلة انما قالوا هو كذلك في هذه الاية فقط اما فيما فهم لا شك ومثل مجاهد رحمه الله ومثل الامام الشافعي وامثال هؤلاء هذين الامامين الجليلين لا يمكن ان يقول نفي ربوت آآ وجه الله تبارك وتعالى او اه تحريفه اه كما يفعل اهل البدع وقل مثل هذا في ما قد يقال كمثل يوم يكشف عن ساق وامثال ذلك من فقد يحصل التنازع في نص معين لكن ليس المضمون وليس المدلول اه متنازعا في والله عز وجل اعلم. نعم وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقته بيديه. وقالت اليهود يد الله مغلولة. ولت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء انتقل المؤلف رحمه الله بعد ذلك الى كبرات صفة اليدين لله جل وعلا واورد في هذا الايتين اللتين ورد فيهما اثبات اليد مثناة مضافة لله سبحانه وتعالى وهذا الذي عليه ملتقى اهل السن اهل السنة والجماعة ان لله عز وجل يدين كريمتين تليقان به ليست كايدي المخلوقين لان الله عز وجل ليس كمثله شيء جل وعلا وما يدان حقيقتان فيهما الخير والبركة وكلتا يدي ربي يمينا مباركا ما قال ادم عليه السلام في الحديث الذي اخرجه ابن ابي عاصم وغيره المقصود ان النصوص التي جاء فيها اثبات صفة اليد لله جل وعلا كثيرة. وقد قال ابن القيم رحمه الله كما في تصل الصواعق ان ذكر اليدين او ان ذكر صفة اليد لله جل وعلا في الكتاب والسنة واقوال الصحابة والتابعين قد جاءت في اكثر من مئة موضع وتصرفت تصريفا يستحيل معه ان تصرف هذه النصوص الى غير اليد التي هي صفة حقيقية ولاحظ يرعاك الله ان النصوص التي جاءت باليد قد جاءت على ثلاثة انحاء اولا ان تكون اليد مفردة بيدك الخير تبارك الذي بيده الخير وامثالها كثير هذا الاسلوب معلوم واتوبوا في لغة العرب والقرآن والسنة انما جاءت بلسان عربي مبين هذا كلام الله وهذه سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم بلسان عربي واضح اليد بمثل هذه النصوص لفظ مفرده مضاف يتناول جنس ما يدخل تحته. يتناول جنس ما يدخل تحته. وعامة ما جاء في القرآن من هذا الجنس ومن هذا الباب بيد مفرد يدل على الجنس فيعم كل الافراد التي تدخل تحت هذا المذكور قوله جل وعلا احل لكم ليلة الصيام وان تعدوا نعمة الله الى غير ذلك مما جاء في هذه النصوص اذا هذا الاسلوب لا يدل على ان يد الله عز وجل واحدة بل يدل على تناول وعموم كل ما يدخل تحت هذا الجنس من افراد سواء اكان كانت اليد واحدة او اثنتان او ثلاثة او اكثر فهذا اللفظ لا يتعارض مع ذلك ثانيا جاءت اليد الوداد مضافة لله جل وعلا على صيغة الجمع وهذا في قول الله جل وعلا مما عملت ايدينا ووجه هذا عند اهل العلم اما على حمل هذه الاية على ان اقل الجمع اثنان وهو مذهب غطائي من اهل العلم واما على قاعدة يعني حمل هذه الاية على قاعدة ذكرها اهل العلم وهي قاعدة متعلقة بكتاب الله عز وجل وهي قاعدة لطيفة هي ان السياقة في القرآن اذا ابتدأ بلفظ الجمع ختم به واذا ابتدأ بلفظ الافراد ختم به فلاحظ معي السياق اولم يروا انا خلقنا لهم الصيغة هنا جمع خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما عملت ايدينا فالابتداء كان بصيغة الجمع والختام ايضا كان بصيغة الجمع. ومن المعروف ان المعظم آآ يذكر نفسه بصيغة الجمع وهذا كثير في النصوص الله عز وجل يخبر عن نفسه بصيغة الجمع آآ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا انا نحن نزلنا الذكر الى غير ذلك من نصوص كثيرة واضحة لا تخف او وهو الامر الثالث ان هذا الجمع راجع الى قاعدة لغوية معروفة عند اهل اللغة وهي تحتاج الى مقدمة وتمهيد وهي ان المثنى الى اذا اضيف الى ضمير تثنية جمع على الافصح اذا امن اللبس هذا الشرط ان يؤمن اللبس المسلم اذا اضيف الى ضمير تثنية جمع على الاقصر وجاز افراده وجاز تسميته لكن الافصح اللغة ام ماذا يجمع من ذلك قول الله جل وعلا ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما تلاحظ ان قلوب جمع اضيفت الى ماذا؟ هذه الكلمة الى ضمير مع ان لعائشة وحفصة ماذا؟ رضي الله عنهما مع ان لهما قلبين. كذلك والسارق والسارقة تقطع ايديهما هل المقصود قطع ثلاثة او اربعة ايدي انما هما ماذا؟ يدان كذلك اه ما حملت شحومهما البقر والغنم. البقرة والماعز كذلك بواري لهما ما ووري عنهما من سوآتهما ذكر وانثى او ادم وحواء. اذا امثال هذا في النصوص كثيرة. المثنى اذا اضيف الى ضمير تثنية جمع على الاقصى فاذا كان هذا في المثنى اذا اضيف الى ضمير تثنية فاذا اضيف الى ضمير جمع جمع من باب اولى المسلم اذا كان مضافا الى ضمير تسمية جمع فلأن يجمع اذا اضيف اذا اضيف الى ضمير جمع من باب اولى. اذا الله عز وجل عظم نفسه واخبر عن نفسه بصيغة الجمع وهي نعم عملت ايش ايدينا فهو اضاف الى ضمير ماذا؟ اضاف الايدي الى ضمير جمع وهذا من باب التعظيم وهو اهل للتعظيم سبحانه وتعالى فالايدي فاليدان هنا ما لا جمعتا فاليدان هنا جمعتا. اذا المثنى اذا اضيف الى ظمير جمع او الى ضمير يدل على صيغة جمع فانه ماذا؟ ان هذا المثنى ماذا يجمع على الافصح وها هنا قد امن اللبس لانه بالاجماع فان الله عز وجل له ماذا يدان فان له سبحانه وتعالى يدان قل مثل هذا في صفة العين وسيأتي الحديث عنها ان شاء الله عز وجل اعلم الضرب الثالث هو ان جاءت صفة اليد وثناة وجاء فيهما هاتان الايتان ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي بل يداه مبسوطتان والمثنى نص فيما دل عليه من المعنى وهو اثنين لان المثنى من الفاظ الاعداد او من اسماء الاعداد وهي نص في معناها لا تحتمل غير ما دلت عليه من المعنى اذا الخلاصة ان الافراد دل على جنس الصفة والجبن دل على المثنى اللغويون يقولون الجمع اخو المثنى ولذلك ينوب عنه اذا الجمع دال على التثنية والتثنية نص في ماذا في ان لله عز وجل يديه بان لله عز وجل يدين. اذا الخلاصة ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان لله تبارك وتعالى يدي اما المخالفون للحق في هذا الباب فهو الجهمية المعتزلة ومتأخروا الاشاعرة وعلى المدن فانه اول هذه الصفة باليد اه بالقدرة او بالنعمة. اول صفة اليد بالقدرة او بالنعمة يعني تارة اذا جاءت هذه الصفة بنص يقولون انا بمعنى ماذا؟ القدرة وتارة يقولون انها بمعنى النعمة وهذا لا شك انه تأويل باطل وتحريف للكلم عن مواضعه تنبه الى ان اهل السنة والجماعة لا ننازعه في ان اليد قد تطلق ويراد هذا المعنى قد تطلق اليد ويراد هذا المعنى من ذلك ما ثبت في صحيح البخاري في قصة صلح الحديبية حينما قال عروة ابن مسعود لابي بكر رضي الله عنه لولا يدلك علي لم اجزك بها لاجبتك يريد ماذا النعمة كذلك في مجال مجاري كلام العرب يكثر يقال انا تحت يد فلان او فلان تحت يد فلان يعني في تحت قدرته وقوته وتسلطه يقال هذا له علي يد وامثال ذلك. ولكن الاشكال هو ان هؤلاء المتكلمين لما وجدوا هذا الاستعمال في بعض المواضع فرحوا به فعمموه في كل في كل موضع وهذا خلل منهجي كبير وقع فيه بل هو اتباع للهوى في الحقيقة يعني اذا صح استعمال لفظ في سياق لا يلزم منه ماذا ان يدل على هذا المعنى في كل سياق. والا فاننا نلزمهم اذا في قول الله جل وعلا والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما اذا يلزمكم ان تقولوا اقطعوا ما له قدرتهما او نعمتهما لانه قد صح عن الارض استعمال اليد في ماذا؟ القدرة او النعمة فهل يقولون بهذا؟ سيقولون لا قطعا لماذا قالوا لان السياق ماذا يأبى ذلك. السياق يأبى هذا. لا يمكن ان يحتمل السياق هذا المعنى كنا يا لله العجب السياق في قول الله جل وعلا لما خلقت بيدي ادل على ثبوت اليد الحقيقية من قوله ما فاقطعوا ايديهما والواقع انكم اهل هوى. انما تعبثون في النصوص وتحملونها على ما شئتم وتخبطون او فيها خلط عشوائي. اذا قول الله جل وعلا ما منعك ان ان تسجد لما خلقت بيدي لا يمكن بحالي. مع هذا السياق ومع هذا ان يكون المراد ماذا بقدرتي او بنعمتي لماذا؟ اولا لانه لا يعرف في اللغة ان اليد اذا عديت بالباء وذكر الفعل ان يكون المراد ماذا ان يكون المراد القدرة او او النعمة بل المراد قطعا هو ماذا هو اليد الحقيقية. اخذت بيدي كتبت بيدي ناولت بيدي لا احد يفهم ممن يعرف لغة العرب الا ماذا الا انك فعلت هذا الشيء بماذا؟ بيدك الحقيقية. فكيف مع هذا جاء في التثنية فالتسمية تزيد الامر وضوحا لما خلقت بيدي وليس لله عز وجل قدرتان. لا يمكن ان يقول ان لله عز وجل قدرتين لما خلقت بقدرتين باطل. بل قدرة الله عز وجل قدرته واحدة شاملة وان القوة لله جميعا. ما قال وان القوتين اليس كذلك واوضح من ذلك واوضح ما يتعلق بالنعمة لما خلقت بيدي يعني بنعمتي هل يمكن ان يقام؟ هل لله نعمتان حاشا وكلا بل النعمة جاءت في النصوص مفردة لانها مفرد اضيف فيعود وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها او جاءت بالجمع. اذا النعم نعم الله سبحانه وتعالى ليست نعمة ليست نعمتين حتى يقال ان قوله جل وعلا لما خلقت بيدي اي بنعمتين. ثم يقال ايضا اي ميزة واي خصيصة لادم عليه السلام اذا كان مخلوقا بقدرة الله عز وجل فان كل المخلوقات انما خلقت بماذا بقدرة الله عز وجل. والسياق يدل هذه الاية ومخاطبة موسى عليه السلام كما في الصحيحين لادم. انت ابو البشر وخلقك الله بيده مخاطبة الناس يوم القيامة لادم كما في حديث الشفاعة في الصحيح. انت ابو البشر خلقك الله بيده. هذه النصوص وغيرها كثير على ان لادم ماذا ميزة وخاصية ليست في غيرها اليس كذلك يا جماعة اذا حينما يزعمون ان ادم عليه السلام خلق بيد الله يعني بقدرته او بيديه يعني بقدرته كان كلامه آآ مسبقا لهذه الميزة والخاصية بل كما قال ابن القيم رحمه الله في كلمة لطيفة ان هذا حقوق من هؤلاء المعطلة لابيهم ادم عليه السلام حيث جعلوا خلق الله لابي الانام كخلقه للانعام ولا ميزة لادم عليه السلام ثم اضف الى هذا امرا اخر المقام مقامه حاجا الله عز وجل يوبخ ابليس عليه السلام ويحتج عليه ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي ولو كان خلق ادم وابليس واحدة اذ كله بالقدرة لامكنه ان يرد فيقول وانا كذلك فلا ميزة له عليه. اليس كذلك فدل هذا على ان هذا الحمل حمل باطل اضف الى هذا ما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما كما اخرجه الدارمي وغيره بسند جيد كما يقول الذهبي او على شرط مسلم كما قال الالباني رحمة الله على الجميع خلق الله اربعة اشياء بيده ادم والعرش والقلم وجنة عدن ثم قال لسائر الاشياء كل فكعنت كن فكان بقية الاشياء قال الله عز وجل لها كل مكان او كوني فكانت وقوله يبطل ذلك حينما لا يجعلون لهذه الامور الاربعة اه ميزة خاصة اه على غيرها اذ الكل مخلوق بقدرة الله سبحانه وتعالى. اذا تأويل القوم يد الله عز وجل بالقدرة او النعمة تأويل الباطل مخالف مخالفة صريحة للنصوص لا سيما اذا تأملت في النصوص الواردة فانك تجد ان النصوص الواردة في صفة اليد قد اتت على انواع من الاساليب تصرفت في موارد مختلفة وصفت هذه اليد بصفات يقطع الناظر المنصف المتجلد عن الهوى. يقطع اذا نظر فيها انها لا يمكن ان تحمل على غير اليد الحقيقية التي هي صفة لله تبارك وتعالى فهذه اليد اذا نظرت في النصوص وجدتها قد وصفت بالطير والقبض والبصر والهز وجاء ايضا الوصف باليمين واليد الاخرى والكف والاصابع وغير ذلك كثير في النصوص ومعها لا يمكن ان يقال القدرة او انها النعمة. يا يا لله العجب وقالت اليهود يد الله مغلولة هل يقال قدرة الله مغلولة هل هذا الذي اراده هؤلاء اليهود بل يداه مبسوطتان هل توصف النعمة بانها نعمتان ومبسوطتان ايضا فلا شك ان هذه الاساليب اه التي يذكرونها اساليب باطلة ومخالفة للحق والصواب واتضح بذلك ان الحق الذي لا ريب فيه هو ما عليه اهل السنة والجماعة من اثبات اليد اثباتا حقيقيا الله عز وجل متصف بان له لدي كلمتين فيهما الخير والبركة ان يده سبحانه وتعالى سحاء الليلة والنهار لا يغيظها نفر. وان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل الى غير ذلك من النصوص الكثيرة التي جاءت في اثبات هذه الصفة وهذا ولله الحمد لا اشكال اه فيه البتة عند اهل الاتباع الصادق فاذا كانت ايدي المخلوقين قد تفاوتت فيما بينها تفاوتا عظيما مع اشتراكها في هذا الاطلاق والوصف فانك تقول يد النملة وتقول يد الباب وتقول يد الفيل وليست هذه اليد كهذه اليد كهذه اليد ومن باب اولى ان تختلف يده المخلوق عن يد الخالق تبارك وتعالى ثمان كلما فروا منه يلزمه في ما ذكروه من صفة القدرة. اذا كان اثبات اليد الحقيقية يقتضي التشبيه فاثبات القدرة يقتضي التشبيه واذا لم يقتضي التشبيه في صفة القدرة فهو كذلك لا يقتضيها او لا يقتضي هذا التشبيه في صفة اه اليد. كما انه يلزمه مثل ما ذكروا في كل صفة اثبتوها. فهم بين امرين اما ان يطردوا الاثبات او يطرد النفي. الباب باب واحد. والتفريق بين صفة وصفة تلاعب وعبث وانحراف فما الفرق بين اثبات اليد واثبات السمع والبصر؟ يا معشر الاشاعرة غيرها لا فرق كما ان هذه الصفة يتصف بها الموصوف تليق بالله عز وجل اذا اضيفت اليه اعني بالسمع وكذلك في البصر فكذلك في اليد وكذلك في الاصابع الى غير ذلك مما جاء في النصوص آآ بقيت مسألة وهي اننا قد علمنا ان الله عز وجل متصف باليدين فينبغي ان نعلم ان اهل السنة والجماعة متفقون على وصف احدى هاتين اليدين باليمين وهذا جاء في الصحيحين في احاديث عدة وفي غيرهما ايضا جاء بي الصحيحين وصف الاخرى باليد الاخرى وبيده الاخرى الميزان يخفض ويرفع وغير ذلك من النصوص وان الله عز وجل كما في حديث ابن عمر ومعناه ايضا في حديث ابي هريرة في الصحيحين ان الله عز وجل يطوي السماء بيمينه ثم يقبضها ويقول انا الملك اين الجبارون اين المتكبرون ويأخذ بيده ويطوي بيده الاخرى الارض ثم يقبضها ويقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ في نصوص عدة. المقصود ان هذا القدر لا ولا اشكال ايضا في وصف اليدين باليمين من جهة فاعل الخير والبركة لهما كما فيه الحديث الذي ذكرته انفا كلتا يدي ربي يمين مباركة وكما جاء ايضا في حديث ابي موسى في اه او حديث ابي هريرة في مسند عن يمين الرحمن المقصفون على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديهم او كما قال عليه الصلاة والسلام فهي يمين في الخير والبركة. وفيها اعني في هذه الكلمة دفع توهم النقص باليد الاخرى اذ المعهود عند المخلوقين ان الشمال ناقصة فدفع هذا التوهم لقوله عليه الصلاة والسلام وكلتا يدي ربي يمين مع ثبوت التفاضل بين الصفات عند اهل السنة والجماعة فلا شك ان اليمين افضل من اليد الاخرى. ولذلك كان هناك ميزة للمقسطين جعلهم الله عز وجل عن يمينه لكن لا نقص ولا عيب يلحق اليد الاخرى والقاعدة معروفة عند اهل السنة ان بعض الصفات افضل من من بعض مع التنزه جميعها عن العيب والنقص يبقى البحث بوصف اليد الاخرى بالشمال فهل توصف اليد الاخرى بالشمال هذا من المواضع الدقيقة القليلة في مباحث الصفات التي وقع فيها خلاف بين اهل السنة والجماعة فذهبت طائفة من اهل العلم فالدارمي نقضي على بشر و الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله كما مر معنا ان كنتم تذكرون في كتاب التوحيد ومن المعاصرين الشيخ ابن باز رحمه الله وغيرهم من اهل العلم ذهبوا الى وصف اليد الاخرى بالشمال دليلهم على ذلك ما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند مسلم ثم يأخذ الارض بشماله. فجاء فيها التنصيص على الشمال وجمعوا بين هذا النص وبين قوله عليه الصلاة والسلام وكنتا لديه يمين بما ذكرت لكم انها يمين في الخير والبركة وليست الشمال ناقصة كما هو المعهود عند آآ بني ادم او عند المخلوقين وذهبت طائفة من اهل العلم ومن اولئك الامام احمد كما نقل هذا عنه ابن ابي اعلى في وقال وكذلك ابن خزيمة فانه انتصر لهذا بقوة في كتابه التوحيد ويرمى من اهل العلم ذهب هؤلاء الى ان الله عز وجل لا توصف يده الاخرى بالشمال وانما يقال يده الاخرى له يدان احداهما يمين ويخالف الاخرى اليد الاخرى وكلتا يديه جل وعلا يمين وجب هؤلاء عن الحديث السابق بان نفض الشمال لفظ شاذ او منكر لانه قد تفرد به عمر ابن حمزة عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما ورحمهم الله وعمر ابن حمزة ضعيف عند اهل العلم بل قال احمد رحمه الله ان عنده مناكير وقد تفرد بهذه اللفظة. جاء هذا الحديث من حديث نافع عن ابن عمر من حديث عبيد الله ابن مقسم عن ابن عمر وجاء ايضا من حديث ابي هريرة وليس فيه لفظ الشمال. اتضح ان هذه الرواية مخالفة للروايات الاخرى الصحيحة. وهذا اصح ما جاء في نقد الشمال جاء حديث اضعف منه في وصفها باليسار واليسار والشمال بمعنى ولكنه ضعيف ايضا لا يصح الذي يظهر والله اعلم انه ان صحت هذه اللفظة فلا اشكال في ثبوتها لكن البحث والمعول على ثبوتها والذي يظهر والله اعلم ان هذه اللقطة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي نقول انهما يدان احداهما يمين اليد الاخرى يمين هذا ما يتعلق بهذه الصفة نسيت ان انبه على اه قائدة تتعلق اه الاية السابقة التي مرت معنا وهي في قول الله جل وعلا كل شيء هالك الا وجهه. فان لاهل العلم في هذه الاية تفسيرين الاول ان كل شيء هالك الا وجهه وبالتالي هو سبحانه وتعالى. اي متعلقة بنفي الفناء والهلاك عن الله تبارك وتعالى القول الاخر هو كل شيء هالك الا ما اريد به وجهه وهذا التفسير مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن مجاهد وعن سفيان الثوري وعن غير هؤلاء رحمة الله تعالى على الجميع والبخاري رحمه الله في صحيحه حكاه ايضا لما وصل الى سورة القصص في صحيحه قال ويقال كل شيء بانهالكم الا ما اريد به وجهه. فكل شيء مضمح من العمل مضمحل وهالك وخاني ولا قيمة له اذا لم يرد به وجه الله جل وعلا. وهذا اه يعضده عند اصحابه ان السياق تتعلق بتوحيد الالوهية نفي الشرك عن الله عز وجل. وان لا يدعو الانسان مع الله الها اخر. لا اله الا هو كل شيء هالك الا وجهه الصيام قال هؤلاء انه فيدل على ما يتعلق بتوحيد الالوهية لا بتوحيد الربوبية او الاسماء والصفات. وعلى كل حال لا يبدو لي ان هناك اختلافا بين اه القولين اختلاف تظالم بل يمكن ان يجمع بينهما. فبما ان الله عز وجل والذي يبقى وغيره فان وهالك فالعمل الصالح الذي يتوجه به الى غيره من الهالكين فانه خالق وهو حل والله عز وجل اعلم. نسأل الله باسمائه وصفاته ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا حبا له شوقا الى لقائه ولا يهدمنا لذة النظر الى وجهه جل وعلا. ان ربنا نستجيب الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله انا واصحابي