بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله واجمع عليها المسلمون فيقوم الناس من قبورهم للعالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق فتنصب الموازين فتوزن بها اعمال العباد فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون وتنشر الدواوين. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين هذه الجمل في قول المصنف رحمه الله وتقوم القيامة الى ما بعدها هي من الجمل التي كلياتها متفق عليها بين سائر طوائف المسلمين وهذا يعلم به ان من صنف في الاعتقاد من علماء السنة والجماعة فان هذا التصنيف يأخذ في الجملة او يعتبر في الجملة على وجهين الوجه الاول ان يكون المقصود من التصنيف التقرير لمعتقد المسلمين الذي انضبط عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم وان لم يشتغل هنا بمسألة التمييز والوجه الاخر ان يكون المقصود والغالب على طريقة من صنف هو اظهار الامتياز وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في هذا المصنف وفي هذه الرسالة وهي الرسالة الوسطية قصد فيها اظهار الامتياز اعني امتياز اهل السنة والجماعة عن غيرهم من الطوائف وهذا يعني ان المصنف يغلب على ذكره الجمل التي فيها اختصاص عند اهل السنة عن غيرهم بخلاف الطريقة التي كتبها ابو جعفر الطحاوي مثلا في رسالته المعروفة بالعقيدة او بالرسالة الطحاوية فان الطحاوي غلب على جمله انها جمل مشتركة بين جمهور طوائف اهل القبلة الا من شذ من الغولات بمعنى انها مشتركة بين جمهور طوائف اهل القبلة المنتسبة للسنة والجماعة فيدخل في ذلك اصناف الفقهاء في الجملة ويدخل في ذلك من يسمون بمتكلمة الصفاتية كاتباع ابن كلاب من تعثر بطريقته واتباع الاشعري ومن تعثر بطريقته واتباع ابي منصور ما تريدي والحنفي ومن تأثر بطريقته الى غير ذلك فان هؤلاء يعرفون بالمنتسبين الى اهل السنة او بمتكلمة اهل الاثبات وهذا يقع به امتياز عن اهل البدع المغلظة الاولى كبدعة الجهمية المغلظة او بدع المعتزلة المغلظة او بدع الروافض وامثال هذه البدع. فاذا يتحصل لنا ان من كتب من اصحاب السنة المحققين لمذهب السلف يكتبون على وجهين اما ان تكون جملهم الغالب عليها ما يمتاز عن اهل البدع المغلظة واما ان يكون الغالب عليها هو الامتياز في تحقيق مذهب السلف وبيان ما يخالف هذا المذهب حتى عند متكلمة اهل الاثبات وامثالهم ولهذا تجد ان الجمل عند الطحاوي يغلب عليها انها جمل مشتركة بين جمهور طوائف المسلمين من جهة الفاظها العامة. من جهة الفاظها وحروفها العامة. اما اذا فصلت هذه الجمل فانه يبين لك بالتفصيل انها اختص بوجه ما بعقيدة اهل السنة او بعقيدة السلف فالمقصود ان هذا الباب اعني باب اليوم الاخر في الغالب ان الخلاف فيه قليل. في الغالب ان الخلاف فيه قليل لما لان الاصول التي يتفرغ عنها القول في هذا الباب جمهورها متفق عليه بين اهل القبلة الا من شذ من غلاة الطوائف المائلين الى الطرق الباطنية فان كل باب وهذه قاعدة يعرفها لا لابد لطالب العلم ان يعرفها كل باب من ابواب الاعتقاد له اصول نتج القول او تحصل القول في هذا الباب عن هذه الاصول فاذا تبين لنا ذلك نقول الاصل التي تفرع عنه القول في باب اليوم الاخر هذا الاصل متفق عليه بين جمهور اهل القبلة. الا من شذ ممن مال الى الطرق الباطنية والمائلون الى طرق الباطنية مأولون في باب اليوم الاخر واضرب لك مقارنة في هذا اذا رجعنا لباب الاسماء والصفات وجدنا ان الاصل الذي تفرع عنه القول في باب الاسماء والصفات ليس متفقا عليه بين جمهور اهل القبلة. لماذا لان عامة المتكلمين حتى المنتسبين للسنة كالاشعري وامثاله ينتحلون علم الكلام والاصول الكلامية في تقرير هذا الباب بما يسمى دليل الاعراض او دليل التخصيص او ما الى ذلك. فاذا الاصل الذي تحصل عنه القول في باب الاسماء والصفات عند جمهور الطوائف ليس اصلا ايش؟ شرعيا ليس اصلا شرعيا وهو العلم الكلامي فان علم الكلام انما ابتدأ القول فيه في مسائل الالهيات. ثم عداه من عداه في مسائل اخرى. من مسائل القدر او مسائل الايمان او ما الى ذلك ولذلك تجد ان الاصل عند الاشعرية والماتوريدية والكلابية ثم اهل البدع المغلظة من المعتزلة ومن نقل عنهم من انواع الشيعة اما من الزيدية او من الرافضة او غيرهم وكذلك الجهمية الاولى جميع هؤلاء يتفرع قولهم علم الكلام والاصول الكلامية المحصلة من الفلسفة هذا في باب ايش؟ الاسماء والصفات. في باب اليوم الاخر الاصل الذي يتفرع عنه القول في هذا الباب عند جمهور الطوائف اصل صحيح من جهة مجمله. بمعنى ان هذا الباب يسميه كثير من الطوائف حتى المتكلمين يسمونه بباب السمعيات ويقصدون بذلك ان هذا الباب لا يتكلم فيه على الاصول الكلامية لا يتكلم فيه عن الاصول الكلامية من جهة ابتدائه. وان كانوا يستعملون الدليل الكلامي في باب اليوم الاخر او بعض مسائله فانه لو كان هذا النص في باب الامر والنهي لو كان هذا النص في باب الامر والنهي لكان المشروع ماذا التفقه في هذا النص مع اجماله او عدم ذلك لكان المشروع التفقه والاخذ بانواع الدلالات التي تعرفونها تفصيلها في كتب اصول كتقرير واثبات لما ثبت بالقرآن. وهذا هو الفرق بين استعمال دليل المتكلمين الكلامي في باب اليوم الاخر وبين استعماله في باب الاسماء والصفات. ولهذا تجد مثلا ان ابا حامد الغزالي وهو من علماء الكلام. لما رد على الفلاسفة في كتابه وذكر بعض مسائل اليوم الاخر استعمل بعض الطرق الكلامية هذا من جهة الاستدلال على الثابت في النصوص القرآنية والنبوية فاذا النتيجة من هذا الكلام ان هذا الباب يعتبر الخلاف فيه اقل من الخلاف في غيره وان هذا الباب جمهور الطوائف الا من غلى او عفوا الا من مال الى الطرق الباطنية تجعل الاصل في هذا الباب هو الكتاب تجعل الاصل في هذا الباب هو الكتاب. ولهذا يكون الخلاف فيه اكثر اقتصادا من الخلاف في غيره ومع ذلك فان السلف واتباع السنة المحظة اهل السنة والجماعة لهم اختصاص في هذا الباب من طرق من جهة انهم اكثر علما بالنصوص المفصلة لهذا الباب ولا سيما النصوص النبوية. فانك تعرف ان اكثر الطوائف غلب عليها في تحقيق النصوص النبوية لسببين. السبب الاول عدم اشتغال علمائها بهذا العلم كثيرا. السبب ما وضعوه من القواعد الغلط في تقليدهم للدلائل النبوية كقاعدة ان خبر الاحاد لا يحتج به في هذا الباب وعليه فثمة امتياز لاهل السنة والجماعة في هذا الاصل يعني باب اليوم الاخر وان كان الخلاف فيه ليس مشتهرا مع الطوائف لان الاصل المعتبر عند جمهور طوائف المسلمين هو اصل واحد وهو الدليل النصي. من الكتاب او السنة ومع ذلك فان من انحرف عن هذا الاصل المتفق على قدره الكلي بين جمهور الطوائف هم من مال الى الطرق الباطنية والمائلون الى الطرق الباطنية دائما احد صنفين اما الشيعة او او تقول اما من الشيعة واما من الصوفية فان غلاة الشيعة باطنية وغلاة الصوفية باطنية. والباطنية انما نفذت اقوالهم بين بعض سواد المسلمين لما انتحلوا احد وجهين اما انهم انتحلوا التشيع لال بيت النبي صلى الله عليه وسلم معانا البيت واما انهم انتحلوا التنسك والعبادة والميل الى تحقيق النسك وما الى ذلك بانواع من التصوف وان كان يعلم انه ليس جميع الشيعة باطنية كما انه ليس جميع الصوفية باطنية بل فيهم وفيهم ولكن الباطنية دخلوا على سواد المسلمين باحد هذين الوجهين. ولذلك الباطنية اصولهم في الحقيقة او في نفس الامر هي اصول فلسفية هي اصول فلسفية كامثال اخوان الصفا مثلا وما جاء في رسائلهم فانهم منتسبون يعني اخوان الصفاء منتسبون الى التشيع ومع ذلك يكفي ان حقيقة اقوالهم حقائق فلسفية محضة وكذلك ما جاء عن بعض ولاة الصوفية المائلين الى هذه الطرق ولذلك تجد عندهم من اسقاط الحقائق الشرعية كالعبادات الاربع وامثالها شيء معروف ومنقول عنهم في كتبهم فالمقصود ان هؤلاء الباطنية من الصوفية او الشيعة هم المحرفون لباب اليوم الاخر ولذلك تجد ان بعض الصوفية وان لم يحقق الطريقة الباطنية ويلتزم بها لكنه اخذ شيئا من مادتها يميل الى شيء من هذه الطرق في بعض اقواله كابي حامد الغزالي فانه ليس باطنيا ضحوا وان كان اخذ من كلام الباطنية الصوفية شيئا ولذلك تجد عنده واغلاط في باب اليوم الاخر تأتيه من هذه المادة. او تأتيه من هذا الوجه فاذا اعتبرت هذه القاعدة علم ان باب اليوم الاخر الاصل فيه حتى عند كثير من الطوائف انه باب لا يقال فيه بالرأي وهذا مما ينبه اليه من قصد تحقيق الاتباع لمذهب السلف رحمهم الله ولا سيما ان هذا المعنى يفوت حتى الكثير من آآ القاصدين للسنة ولا سيما من شراح الاحاديث وهذه قاعدة في فقه طالب العلم ومنهجه وهي ان باب اليوم الاخر وامثاله الباب لا يقال فيه بالتفقه على طريقة الرأي والاجتهاد وانما يقتصر فيه على ما طابق النص واما البحث في انواع الدلالات من جنس البحث الفقهي فان هذا ليس فاضلا. وان كان قد يبدو لبعض طلبة العلم احيانا ان هذا نوع من التحقيق في فقه المسألة او في فقه الدليل او في فقه النص فمثلا اذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم نص مجمل وتضمن هذا النص المجمل بعض المسائل المفصلة المحتملة لهذا النص هذا الباب وهو باب العقائد بعامة ولا سيما الابواب السمعية المحضة. من ابواب العقائد لا ينبغي لاحد ان ينظر فيها بالتفقه على طريقة الرأي والاجتهاد وهذا باب محكم عند سائر السلف ولا سيما اذا اعتبرت ان من ائمة الحديث كاحمد وغيره كانوا يأخذون على فقهاء الكوفة كثرة الرأي حتى في ايش حتى في ايش؟ في مسائل الفقه والتشريع فما بالك بهذا الباب؟ ولذلك اذا رجعت الكتب التي نقلت اقوال السلف كالتوحيد لابن خزيمة او السنة لعبدالله او للخلال او لالة على كع اصول السنة والجماعة وما الى ذلك من هذه الكتب تجد انهم اذا اتوا باب اليوم الاخر لا يذكرون عن السلف فيه الا اقوالا كأنها هي نفس الحروف المكتوبة في القرآن بمعنى تجد ان القول المأثور عن السلف يكاد ان يكون نفس النص النبوي او جزء من النص النبوي او جزء من النص القرآني. ليس عندهم كثرة من جهة معناه كقول مثلا بعضهم في مسألة الاستواء على العرش مع انها مسألة في الصفات ونؤمن بان الله استوى على العرش هذه ليس هناك فرق من جهة حروفها بين قول الله تعالى اقصد من جهة دلالة المعاني بين قول الله تعالى الرحمن على العرش استوى فالمعنى الذي ذكره هذا الامام هل نقول انه متضمن في هذه الاية او لازم لهذه الاية ام ام نقول انه مطابق لهذه الاية مطابق. فالقاعدة هنا ان باب اليوم الاخر يؤخذ بطريقة المطابقة وان تظمنت هذه الطريقة التي اشير اليها وان تضمنت عدم القول في كثير من الاسئلة التي ترد فان هذا ليس مشكلا في نفسه وهذه تشكل على البعض من جهة انه قد يقول اذا قال قائل كذا فماذا نقول؟ واذا ورد سؤال هل يزعم من ذلك كذا فماذا نقول؟ هنا يقال الله اعلم ما دام ان النص ليس صريحا في هذا الخبر فان الاصل الوقف فيه. لان باب اليوم الاخر الاصل فيه انه ايش؟ غيب والغيب لا يقال فيه بالظن لان هذا الظن ليس مما شرع الله ولذلك ما شرع الله سبحانه وتعالى ولا رسوله في الغيب ظنا كل الغيبيات التي قصد الله ورسوله او اراد الله ورسوله من العباد واوجب عليهم ان يؤمنوا بها فهي غيبيات قطعية بينة انما الذي يدخله الظن هو مسائل ايش؟ التشريع مسائل الفقه لماذا؟ لان احوال العباد وما يتعلق بامرهم لا يتناهى. من جهة اختلاف احوالهم وما الى ذلك فيكون من باب الاجتهاد هنا سائغا ولذلك لو انحصرت هذه الامور بمحض النصوص الضابطة لها وهذا من من الجواب التي قد يقوله قد يعني يكون جوابا عن سؤال قد يرد على بعض النفوس انه لماذا باب الغيبيات؟ واصول العقائد مقولة بالنص المحض ولماذا باب التشريع؟ فيه ما هو من النص المحض وفيه ما هو من ايش الاجتهاد والاحتمال وما الى ذلك لماذا لم يكن القرآن والسنة كلها؟ ولماذا لم يكن الدين كله كذلك فما الجواب هنا الجواب ان يقال ان الدين في نفس الامر كله محكم. الدين في نفس الامر اي الذي اراده الله سبحانه وتعالى كله محكم. ولكن لو ان الله سبحانه وتعالى فصل امور العباد على طريقة محققة لكان هذا فيه من الحرج عليهم في التكليف شيء كثير ولذلك هذه النصوص التي فيها قدر من الاحتمال يكون بها سعة على كثير من الناس فيما يقع من الاجتهاد وما الى ذلك وهذا اذا تأمله طالب العلم تبين له بيانا مفصلا. على كل حال هذه قاعدة في آآ التحقيق او في تحقيق مذهب السلف لهذا الامثلة من الاصول بعد ذلك اول الجمل سبق التعليق عليها ونقف للتعليق على مسألة في مسألة الموازين فان المصنف ذكر مسألة الموازين والموازين والموازنة ثابتة باجماع اهل السنة والجماعة وهي صريحة في القرآن فان الله سبحانه وتعالى ذكر الموازنة في كتابه في غير موضع كقول الله تعالى ونضع الموازين القسط وكقول الله تعالى فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون الى غير ذلك من النصوص وكذلك من النصوص النبوية الموازنة متفق عليها بين سائر السلف ويقولون الله اعلم بما هية هذه الموازنة وحقيقتها. وانما الذي دلت عليه النصوص صريحا هو اثبات الموازين والموازنة وان الله سبحانه وتعالى لا يظلم العبد شيئا تكلم بعض متأخري اهل السنة في تفصيل في الموازنة ليس له فيما يظهر والله تعالى اعلم بالتتبع ليس له اصل في كلام السلف ولا في القرآن والسنة وهذا الكلام اول من نقل عن ابن حزم رحمه الله فان اهل الكبائر من المسلمين يعرف ان قاعدة السلف فيهم انهم تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى على قول الله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فهذه المشيئة المعلقة في القرآن في اهل الكبائر ذكر ابن حزم تفصيلا لها وقال ان هذا التفصيل هو التحقيق لاصل الموازنة المذكور في القرآن قال ان من زادت حسناته على سيئاته من اهل الكبائر واحدة اي حسنة واحدة فهذا يغفر له. وان من زادت سيئاته على حسناته واحدة فهذا يعذب في جهنم او يعذب في النار لان البعض يرى ان جهنم اسم مختص من احد دركات النار قد لا يكون من حقها للكبائر. فالتعبير الاحق ان يقال يعذب في النار وان كان المعنى الاول ليس مجزوما به لكن من باب الظبط للاستعمال فيقول ابن حزم ان من زادت سيئاته على حسناته من الموحدين سيئة واحدة فهذا يعذب في النار قال فمن لفحة في النار الى خمسين الف سنة في النار قال ومن تساوت حسناته مع سيئاته من الموحدين فهذا يحبس عن الجنة ان يوقف عن الجنة ولا يدخل النار ثم يدخل الجنة قال وهؤلاء هم اهل الاعراف الذين ذكرهم الله في قوله تعالى وبينهما حجاب على الاعراف رجال الى اخره هذا القول ذكره ابن القيم في عداد قول اهل السنة والجماعة. وان كان لم يصلح انه اجماع عندهم فجاء بعده ابن القيم رحمه الله وانتصر انتصارا مطلقا لهذا القول. ونقل عن ابن حزم ان هذا اجماع عند اهل السنة والجماعة اي نقل ان ابن حزم حكى الاجماع عليه. وابن القيم جزم بان هذا القول هو قول الصحابة والتابعين. حتى قال رحمه الله اعن ابن القيم وهو يتكلم في طريق هجرتين عن هذه المسألة قال واما قول الصحابة والتابعين فان كثيرا من الناس لا يعرفه وهو المأثور عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثم ذكر هذا التفصيل وان كان لم يقل كابن حزم بعذاب الى خمسين الف سنة او ما الى ذلك وانما قال ابن القيم ان من تساوت حسناته هم اهل الاعراف يحبسون ومن زادت سيئاته واحدة يعذب في النار ومن زالت حسناته واحدة يغفر له ويدخل الجنة فجزم ابن القيم بهذا القول وجعله قول الصحابة والتابعين وقال ان خلافه هو قول المرجعة. وذكر اقوالا منكرة في هذا الباب في باب وقال هذه الاقوال هي من البدع المعروفة عن المرجئة. ولا شك ان الاقوال الاخرى التي ذكرها ابن القيم في هذه في هذه المسألة لا شك انها اقوال غلط لا شك انها اقوال غلط بمعنى انه اذا قيل ان قول ابن القيم ليس صحيحا فلا يلزم من ذلك ان يكون الصواب هو ايش؟ هو احد الاقوال التي ذكرها فانه ذكر للناس اقوالا في هذا ثم قال ان هذا ليس الا قول واما الصواب المأثور عن الصحابة والتابعين وما الى ذلك ذكره. وانما الصواب ان يقال ان كل الاقوال التي ذكرها ابن القيم ليست صحيحة ويوافق على ان ما ذكره عن الطوائف ليس صوابا من جهة السنة ولكن القول الذي انتصر له انما اخذه عن ابن حزم ولذلك ابن القيم رحمه الله اذا انفرد بمسألة فيها غرابة في الغالب ان مادته فيها من ابن حزم. سواء في مسائل الاعتقاد التي قد لا تكون اصولا اي التي محلها القلب وهي مسائل السمع او مسائل التشريع ومسائل الفقه. فانه قرأ لابن حزم كثيرا كابن تيمية رحمه الله يعني ان ابن القيم وشيخ الاسلام ابن تيمية من اكثر من قرأ لابن محمد ابن حزم. ولكن استفادة ابن تيمية من ابن حزم كانت احكم ولذلك لم يدخل معه في اصل المشكل. بخلاف ابن القيم فانه قد يأخذ عن ابن حزم بعض الاصول او المسائل التي ليست محققة يستعمل احيانا طرقا في الاستدلال ليست منضبطة الاستعمال لطرق التظمين والتلازم في المسائل وهذي ابن حزم نفسه فيها كبير استعماله لطريقة الفهم في اقوال المتقدمين احيانا اذا اراد ان ينتصر لقول ما وان هذا القول هو قول فلان وفلان وفلان من اعيان السلف فيأخذ ومن اقوالهم بالفهم فهذه الطريقة احيانا ينتحلها ابن القيم وان كان ليس كابن حزم فيها. فالمقصود ان هذا القول غلط من جهة الدليل وليس ثوابا وابن القيم رحمه الله مادته فيها منقولة عن ابن حزم. وانه اول من تكلم بهذا وانما الصواب هنا هو الطرد للقاعدة السابقة. وهو ان القرآن والسنة ذكر الموازنة. واما اهل الكبائر فكيف يكون امرهم؟ فيقال ان هذا ايش؟ مما مما سكت عنه القرآن والسنة اما استدلال ابن القيم وابن حزم بقول الله تعالى فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا وكقوله انا فرطكم على الحوض انا الفرط على الحوض في حديث ابي هريرة وكقول النبي صلى الله عليه وسلم حوضي من مقامي هذا الى صنعاء والاية في او هذا المعنى وهذه المقارنة جاءت في سورة الاعراف وفي سورة المؤمنون وفي سورة القارعة فهذا ليس صوابا لانك اذا قرأت هذه المواضع في وجدتها صريحة انها في سياق ايش؟ المسلمين والكفار لان الله يقول في سورة المؤمنون ومن خفت موازينه اولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون. الم تكن اياتي تتلى عليكم؟ فكنتم تكذبون فالايات صريحة انها في المسلمين والكفار فاذا هذا النوع من الدليل ليس محكما. واما قوله تعالى ونضع الموازين القسط استدل بها ابن القيم وابن حزم قالوا والقسط هو العدل العدل ان من زادت حسناته كذا ومن زادت سيئاته كذا فهذا ليس صوابا وانما العدل هو عدم الظلم. وانما العدل هو عدم الظلم. ولذلك اذا قيل ان الله سبحانه وتعالى يغفر لمن زادت سيئاته على حسناته واحدة هل هذا ينافي الاية هل هذا ينافي العدل؟ لا انما الذي ينافي العدل هو ايش الظلم كقول المرجعة الواقفة ان الله قد يعذب الاكثر حسنات ويغفر للاكثر سيئات هذا من الظلم الذي لا يمكن ان يكون عدلا منه سبحانه تعالى. فالقصد ان الاستدلال بالاية ليس له وجه واما قول ابن القيم ان هذا هو مذهب الصحابة فبناه على اثار منقولة عن طائفة من الصحابة في اية الاعراف. والاثار عن ابن عباس وابن مسعود وحذيفة ابن اليمان قالوا ان من زادت حصقال ابن مسعود فمن زادت حسناته واحدة فهو الى الجنة ومن زادت سيئاته فهو الى النار ومن استوت حسناته وسيئاته حبس. هذا الاثر عن ابن مسعود ونحوه عن ابن عباس حذيفة بن اليمان رواه ابن جرير في تفسيره وهي ليست صحيحة من جهة الاسناد عن الصحابة ولذلك هذه الاثار اعرض عنها ابن جرير مع ان قاعدة ابن جرير في تفسيره ان الصحابة اذا كان لهم قول ولم ينقل عن من قال من الصحابة مخالف من الصحابة انفسهم وانما المخالف من التابعين او من بعدهم فان قاعدة ابن جليل رحمه الله هو انه ينتصر بل بقوة لقول الصحابة وفي تفسير ابن جرير لهذه الاية ما نقل عن طائفة من الصحابة ما يخالف هذا القول وانما نقل عن طائفة من غير الصحابة. ومع ذلك لما انتهى من عرض المسألة رجح رحمه الله التوقف في اهل الاعراف. وهذه اشارة منه الى ان الاسانيد عن الصحابة عنده ليست مقبولة. والاسانيد اذا نظرت وجدت انها معلولة من اكثر من جهة اقربها وادناها الى النظر انها منقطعة فالمقصود ان كثيرا من المفسرين يرجحون الوقف في اهل الاعراف وهذا هو المذهب الصحيح ان اهل الاعراف الله اعلم بشأنهم وانما الذي اخبرنا القرآن انهم رجال خلافا لقول ابي مجلز انهم ملائكة فهذا غلط لان الله قال وبينهما حجاب على الاعراف رجال. ولذلك ابن جرير لم يبطل من الاقوال شيء الا القول المأثور عن ابي مجلز انهم ملائكة قال بل هم رجال بنص القرآن واهل الاعراف المفسرين فيهم ما يقارب الثمانية اقوال وتعلم انه على قول ابن القيم وابن حزم يلزم ان اهل الاعراف من يجيب يلزم ان اهل الاعراف قد اجمع الصحابة وائمة السلف على على ايش؟ على تفسيرهم بانه من استوت الحسنة عنده والسيئة وهذا ليس فيه اجماع. بل الصواب في اهل الاعراف انهم الله اعلم بهم وكما قلت ان الوقف في هذا النوع من القرآن او من الدلالات هو المنهج المحقق ليس دائما الترجيح بالتفصيل هو المحقق الراجح دائما والتحقيق دائما هو حسن الاخذ لدليل القرآن او السنة هذا هو الترجيح والصواب وهذا هو التحقيق الصواب للعلم الشرعي ان يكون الطالب والناظر في الاقوال يأخذ اقرب الاقوال الى الدليل فنقول ان هذا القول هو الاقرب الى الدليل لماذا؟ لان الدليل مجمل وهذا القول ايش لماذا نقول ان التوقف هو اقرب الاقوال؟ لان الدليل مجمل من كل جهة فمهما استعملت فيه من انواع الادلة اي من العفو من انواع الدلالات لا تستطيع ان تفك هذا الاجمال فيبقى هذا الدليل ايش؟ مجملا. فيكون الراجح في اهل الاعراف الاجمال. والاجمال هنا التوقف في شأنهم. نعم قال رحمه الله تعالى وتنشر الدواوين. المقصود بارك الله فيكم انه فرق بين انكار الموازنة. وبين انكار هذا القول الذي ذكره ابن القيم وابن حسن الموازنة مجمع عليها اما هذا القول فهو ينكر فان قيل فما الصواب؟ قيل الصواب الله اعلم به الى الصواب الله اعلم به لكن هذا القول لا دليل عليه فضلا عما فيه من الزيادة فضلا عن ما فيه من الزيادة كقولهم مثلا ان من زادت حسناته سيئاته على حسنات واحدة يعذب في النار. فهذا جزم لا دليل عليه لان الله يقول ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وهذه السيئة التي زالت وجعلوها هي الفاصل في مسألة العذاب اليست تدخل في المشيئة ولا تدخل؟ تدخل لا احد يستطيع ان يقول انها لا تدخل واغرب من هذا قول ابن حزم فمن لفحة في النار الى خمسين الف سنة في النار هذا ايضا لا دليل عليه من اي جهة من الجهات لانه تقدير للزمن وهذا لا لم تنطق به اي لم ينطق به اي نص من النصوص فالمقصود ان قول السلف وهذا سبق ان ذكرناه. الاقوال التي هي اصول او مجمع عليها بين السلف لا تؤخذ بالفهم ولا تؤخذ بتفرد بعظ اهل العلم فيها بل لابد ان يكون القول ان كان محكيا بالتواتر فلا بد من ان تكون الالفاظ عن السلف متواترة كقولهم الايمان قول وعمل هذا كل كتاب من كتب السنة ترجع اليه تجد ان علماء السلف يضطرد قولهم ان الايمان قول وعمل او كلهم قول وعمل واعتقاد خلاف لفظي تجد ان البخاري يقول لقيت اكثر من الف استاذ بالانصار كلهم يقول الامام قول وعمل هذا تواتر لفظي او يكون القول الذي نسميه مذهبا للسلف او لاهل السنة قد نص على الاجماع عليه غير واحد من المحققين كان يذكر ابن عبد البر وابن تيمية وابن القيم وابن كثير يتوارى الجمع على ان هذا هو مذهب السلف اجماعا. اما اذا انفرد واحد ليس من المحققين في هذا المذهب او كان من المحققين كابن القيم ولكنه اتكأ في هذه المسألة اتكاءا صريحا على من ليس محققا وهو ابن حزم فهنا لا يعتبر مثل هذا النقل. نعم قال رحمه الله تعالى وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله. وهذا في منتهى حساب اذا ما حسب العباد وقرروا بذنوبهم على ما يشاء الله سبحانه وتعالى تنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال وما انتهت اليه هذه الصحائف بعد موازنة الله سبحانه وتعالى وما يتضمن او يتبع هذه الموازنة من حكم الله وقضاءه فاخذ كتابه بيمينه وهذا هو الناجي واخذ كتابه بشماله وهؤلاء هم اهل النار. نعم نعم. واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره كما قال سبحانه وتعالى. وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم اختلف كثير من المبشرين منهم الذين يأخذون بشمالهم ومن هم الذين يأخذون من وراء ظهورهم فمنهم من قال ان هذه في الكفار وهذه في المنافقين ومنهم من فصل على غير ذلك من التفصيل والاظهر في هذا ان يقال الله اعلم. الا اذا انضبط نص النبوي مفصل لمثل هذا المجمل من القرآن فانه يقال به. واما اذا لم ينضبط فيقال ان الناس يوم القيامة فريق في الجنة وفريق في السعير واهل النار يأخذون كتابهم بشمالهم او من وراء ظهورهم. اما العلم بهذا فليس من العلم اللازم. والله سبحانه وتعالى بين قد يقول قائل كيف ليس من العلم؟ هو لو نص عليه لكان علما مشروعا. هو لو نص عليه لكان علما مشروعا. اما ولم عليه فليس من العلم المشروع ولذلك الست ترى العلم بالرسالات وباسماء الرسل كموسى وعيسى وابراهيم هو علم مشروع او ليس مشروعا مشروع يزيد الايمان او لا يزيد الايمان؟ ومع ذلك ثمة رسل ما ذكرهم الله في القرآن. بين لنبيه ان رسلا لم يقصصوا عليه رسل قد قصصنا عليك من قبل ورسل لم نقصص فهؤلاء الذين لم يذكروا الله سبحانه وتعالى شأنهم في القرآن العلم بشأنهم ليس مشروعا لهذه الامة لان ما يحصل به العلم وهو الوحي ايش؟ لم يأت بهم. فلم ينزل فيهم قرآن ولم يحدث بهم النبي عليه الصلاة والسلام فتكلف العلم بهم ليس من التكلف المشروع. نعم. نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن اهل الكتاب او تكذيبهم فتصديقهم يتضمن الايمان فنهى عن تصديقه في اخبارهم وما يخبرون به عن الانبياء ونهى عن تكذيبهم الا اذا كان ما اخبر به معارضا للنصوص معارضة بين هذا يكذبون لانه يعلم حينها انه من المحرف المكذوب. ولهذا هذا المعنى ترى يخطي فيه كثير. قول الرسول عليه الصلاة والسلام حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج. هو حدثوا عن بما حدث من كذب علي تأمل الى اخره قال وفي اخره احدث عن بني اسرائيل واحرجوا في قوله لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم هذا ليس على اطلاقه. انما الخطاب فيه لما احتمل من خبر اهل الكتاب. اما ما كان من كلام اهل الكتاب بينا انه كذب. كبعض الروايات التي يذكرون فيها عن الرسل والانبياء ما يعلم انهم لا يقعون فيه. وان الله نزههم عنه او او يحكون عن التشريع ما يعلم انه او لا يقع في شرائع الله سبحانه وتعالى فهذا يجب ايش هذا يجب التكذيب فيه لانه من المحرف المكتوب نعم قال سبحانه وتعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه. ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه من شورى اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه وهذا ثابت بالسنة وهذا ثابت بالسنة ان الله سبحانه وتعالى يخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه. وهذا الذي ثبت بالسنة الله اعلم بمهيته من جهة التفصيل الله اعلم بمهيته. وفي الاحاديث غير لفظ كقوله يخلو وكقوله الله ويضع عليه كنفه الى غير ذلك من النصوص كحديث ابن مسعود وغيره. فهذه نصوص ثابتة في الصحيح وغيره. ولكن التفصيل فيها لا يزاد عن ظاهر نعم. فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك بالكتاب والسنة. واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة منتوجا منتوزا حسناته وسيئاته فانه لا حسنات لهم. اي لا يوافون ربهم بحسنة. الكفار لا يوافون ربهم بحسنة. وان كانوا يعملون هنا مالا هي حسنة في الدنيا او قد يعملون اعمالا هي حسنة في الدنيا فان هذا يجازون به في دار الدنيا كما في الصحيح عن انس ابن ابن مالك في صحيح مسلم وغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الاخرة. واما الكافر في طعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى اذا افضى الى الاخرة لم تكن له حسنة يجزى بها. وهذا هو الصواب في قراءة الحديث. قال واما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا فتكون ماء ايش ماء نافية اي لم يعمل بها لله في الدنيا. فتكون ما هنا نافعة ان هذه الحسنات لم يعمل بها لوجه الله والامر كذلك فان الكفار وان كانوا قد يفعلون فعلا حسنا كبر الوالدين مثلا او كصلة الرحم او كالعتق او كصدقات وبر وما الى ذلك فان هذا وان كان خيرا وحسنة فانه ليس المقصود عندهم هو وجه الله سبحانه وتعالى. على قول الله تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس. ثم قال ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه عظيمة فالقرآن والسنة تبينان ان الكفار يوافون او يجازون بحسناتهم في الدنيا ولا يوافون ربهم بحسنة. نعم ولكن تعد اعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويقرون بها ويخزون بها وفي عرصات القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم يا اخوان الاقوال هنا في مسألة المحاسبة هل الكفار يحاسبون او لا يحاسبون بعض المتداخلين من اصحاب الائمة اطلق انهم يحاسبون وهذا ذكره المصنف في فتاواه قال ان بعض اصحابه احمد وغيرهم قال انهم يحاسبون بعضهم قال انهم لا يحاسبون قال والصواب بالتفصيل. هذه الطريقة التي يستعملها ابن تيمية رحمه الله. وابن القيم كثيرا وكثير من يستعملون مثل هذه الطريقة ان يقولون بعضهم قال كذا وبعضهم قال كذا والصواب التفصيل. لابد لطالب العلم ان ينتبه الى ان هذه الاقوال ثلاثة اقوال او اربعة اقوال ثم يقال والصواب بالتفصيل. قد يكون الصواب التفصيل. الصواب هنا من حيث اللفظ او من اين المعنى الصواب هنا من حيث اللفظ ومن حيث المعنى. الصواب في هذه المسألة من حيث اللفظ. بمعنى انه اذا قيل الصواب والتفصيل فقد يكون الصواب من حيث المعنى وقد يكون الصواب من حيث اللفظ ما الفرق بينهما؟ اذا قلنا انه الصواب من حيث اللفظ معناه ان ان ابن تيمية يقول فان الكفار لا ايش؟ الحرف عندك النص ولكن الكفار تؤد اعمالهم. نعم فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته مع سيئاته لانهم لا حسنة لهم ولا يهنون ربهم بحسنة. فهل من قال من اهل العلم ان الكفار يحاسبون؟ كان يقصد انهم توزن حسناتهم مع سيئاتهم وانهم يخافون ربهم بالحسنات؟ لا لا يلزم هذا. ثم قال فيقررهم الله بذنوبهم. هل من قال انهم لا يحاسبون؟ قال انهم لا يقررون لا فاذا كلام شيخ الاسلام احكم ليس من جهة المعنى فان المعنى في الجملة فيه اتفاق وانما هو احكم من جهة اللفظ قد يقول قائل انه قد يشد البعض فيقول انهم يوفون ربهم بحسنة نقول هذا الشذوذ ليس هو الخلاف المطلق في كلام اهل العلم فانه كثير منهم قال انهم يحاسبون وكثير قال لا يحاسبون. الخلاف هنا لفظي. ومن ذلك او من هذا المثال ما يتعلق بمسائل الفقه مسألة غسل جمعة كما الجمعة فان شيخ الاسلام قال ان احمد او ان الائمة الاربعة يذهبون الى ان غسل الجمعة ليس ايش؟ ليس واجبا ومن اهل العلم من ذهب الى وجوبه. وفصل ابن تيمية وانتصر لهذا ابن القيم ان من كانت به رائحة يتأذى من الناس فيجب عليه الغسل ومن لم يكن فلا يجب عليه. فيأتي البعض ويقول الصواب التفصيل هذا الصواب من حيث اللفظ او من حيث المعنى من حيث ايش؟ لا من حيث اللفظ. لانه ما الفرق بين اذا قلت الصواب من حيث المعنى؟ لزم ان القول الثالث غير القول الاول وغير القول الثاني وهذا ليس كذلك. لان القول الذي قال به شيخ الاسلام حقيقته هو قول الائمة الاربعة الذين يقولون ايش ما يجب غسل الجمعة ليس واجبا. لانهم حين قالوا ان غسل الجمعة ليس واجبا. هل ارادوا انه حتى ولو كان برائحة الناس ام ان هذه مسألة خارجة لكونها عارضة؟ هم يتكلمون عن اصل الحكم الشرعي. اما اذا ثمة رجل فهذا المسألة خارجة واذا كان يجوز ان نقول ان الائمة الاربعة يقولون لا يجب غسل الجمعة لا على من به رائحة يتأذى منها الناس ولا على من ليس به رائحة وان ابن تيمية يفصل لا يمكن ان نقول ذلك لكن لو قلنا ان الخلاف او ان الوسطية هنا وسطية في المعنى لازم ان نقول هذا القول ولذلك النتيجة من هذا ان التفصيل ينبغي ان لا يلجأ اليه في التقارير العلمية وانما يفصل للعامة بمعنى ان يقال مسألة تخص الجمعة ليس فيها لاهل العلم الا احد قولين عدم الوجوب وهو مذهب الجمهور واختاره ابن تيمية. ولكن شيخ الاسلام نبه الى مسألة وهي ان من به رائحة يتأذى من الناس ويغتسل وهذا يوافق اصل الجمهور وهذا يوافق اصل الجمهور مثل ما قلت مذهب الامام احمد ان صلاة الجماعة واجبة. اذا شخص خاف الفوت رفقته فجاء شخص وقال الصواب بالتفصيل. فمن حصل له خوف ومرض لا يجب عليه الجماعة. هذا ليس مقصود في اصل كلام احمد. لما قال ان الجماعة واجبة. فالمقصود ان ان كثرة العناية بان يكون الراجح من الاقوال هو قول من التفصيل فصله متأخر هذا المنهج ليس حكيما مع انه مع الاسف كثير يهتم به احيانا تجده يحكي كلام الاوائل الاكابر على قولين مثلا ثم يقول والراجح ما ذكره ابن القيم وهو التفصيل ما يمكن ان يكون ما ذكره ابن القيم خارجا عن احد القولين لانه لو خرج عن احد القولين كان القول ايش راجحا او مرجوحا او غلطا كان غلطا يعني تعرفون احداث قول ثالث في المسألة وان كان في خلاف مع بعض المعتزلة من شاركهم في هذا الاصل من الاشاعرة او الفقهاء الا ان الصحيح هو المنضبط عند السلف انه اذا انضبطت الاقوال هذه مقدمة لابد منها وهي الانضباط اذا انضبطت الاقوال على قولين او ثلاثة لا يجوز لاحد ان يزيد قولا رابعا خارجا عنها فالشاهد من هذا ان اكثر ما يقول فيه اعيان المتأخرين الصواب التفصيل هو من التفصيل اللفظي هو من التفصيل اللفظي الذي لا ينبغي ان يلجأ اليه الا عند الاحتياج. نعم وفي عرصات القيامة الحو المورود للنبي صلى الله عليه وسلم. نعم وهذا متواتر يعني حوض النبي عليه الصلاة والسلام متواتر والمقصود بالتواتر هنا ليس التواتر الذي كتب حده ورسم حده المعتزلة بل هو متواتر على معنى التواتر عند ائمة الحديث وائمة السلف كالشافعي وامثاله الذين ذكروا لفظ التواتر. بمعنى انه رواه جماهير من الصحابة عن النبي عليه الصلاة والسلام. وثبت في كتب الصحاح العلماء حديثه بالقبول من حديث ابي ذر وابن عمر وابي هريرة وجابر ابن سمرة و امثالهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والفاظه في الصحيحين وغيرهما كثيرة. في قول النبي صلى الله عليه وسلم ان طوله شهر وان عرظه شهر انيته عدد نجوم السماء من حوض ما بين جرباء وعذرة كما في حديث ابن عمر الى غير ذلك من التحديد اما الزماني واما المكاني في حوض النبي عليه الصلاة والسلام وهو على نهر الكوثر. هذا الحوض على نهر الكوثر اوتيه الرسول عليه الصلاة والسلام. وفي حديث انس في الصحيح قال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين اظهرنا اذ اغفى اغفاعة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما اضحكك يا رسول الله؟ قال انزلت علي اله سورة فقرأ انا اعطيناك الكوثر الى اخر السورة ثم قال اتدرون ما الكوثر؟ قال الله ورسوله اعلم. قال فانه نهر وعدنيه ربي عز وجل اي خير كثير وهو حوض فدل على ان الحوض يكون في هذا او على هذا النهر وهو نهر الكوثر قال وهو حوض كثير ترد عليه امتي يوم القيامة الى اخر الحديث. نعم ماءه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل انيته عدد نجوم السماء. نعم وهذا ثابت في الصحيح. ان ماءه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل نعم طوله شهر وعرضه شهر من هذا التقدير الزماني المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصحيح وفي الصحيح التقدير المكاني كقوله ما بين ادنى خوف من مقامه الى صنعاء او من مقام الى عمان نعم من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها ابدا. والصراط منصوب على متن جهنم. والذي يرد عليه هم جمهور امته عليه الصلاة والسلام وان كان يذاد عنه رجال ممن آآ اسقط السنة اسقاطا بينا. وهذا جاء في حديث ابي هريرة في الصحيح قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اوددت انا قد رأينا اخواننا قالوا اولسنا اخوانك يا رسول الله؟ قال بل انتم اصحابي واخواننا الذين لم يأتوا بعد قالوا وكيف تعرف من لم يأتي بعد من امتك يا رسول الله؟ قال ارأيتم لو ان رجلا له خيل غر محجل بين ظهر خيل دهم بهم الا يعرف خيله؟ قال قالوا بلى قال فانهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء وانا فرطهم على الحوض. ثم قال الا ليدادن رجال عن حوض كما امتداد البعير الضال اناديهم الا هلم على هلم؟ فيقال انهم قد بدلوا بعدك فاقول سحقا سقا. فهؤلاء الذين يزادون عن حوضه هم من اسقط سنته وعارضها وانتحل سبيل غير المؤمنين. نعم. والصراط منسوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس عليه على قدر اعمالهم نعم او على قدر اعمالهم. وليس على قدر اه قدراتهم البشرية والا لو علق كذلك بالجانب البشري امتنع ان يمر احد على الصراط لو علق ذلك بالامر البشري لامتنع ان يمر احد على الصراط ولذلك ليس هناك اثر للبشرية الانسان في هذا المرور من كل وجه وانما يمرون بحسب اعمالهم. فمنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر اجاود الخيل ومنهم من يمرك تجاوز الابن الى غير ذلك ومنهم من يزحف وما هو مفصل في السنة. وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح وفي جهنم كلاليب اي على الصراط وحسد مثل شوك السعدان هل رأيتم السعدان؟ قالوا نعم يا رسول الله. قال فانها مثل شوك السعدان اي في سنتها الاولى. غير انه لا يعلم ما قدر عظمها الا الله تخطف الناس باعمالهم. فمنهم المؤمن بقي بعمله ومنهم المجازة حتى ينجى الى اخره. وهذا الصراط يمر عليه جميع المؤمنين وجميع الكفار فلا يسلم من المرور عليه احد. والمؤمنون الذين اراد الله سبحانه وتعالى انهم يسلمون من العذاب لا يقع احد منهم على هذا الصراط. ومنهم من يزحف زحفا فتدركه النجاة والشفاعة ومنهم من يسقط بحسب ما يقدره الله الله سبحانه وتعالى من الصفات فالله اعلم بمهية هذا المرور وتفاصيله. وفي الصراط اثار ضعيفة كبعض الاثار المذكورة انه احج من السيف وادق من الشعرة وما الى ذلك هذه الاثار لا تصح. وان كانت مشهورة في كثير من الكتب المصنفة نعم فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب كركاب الابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا. ومنهم من من يخطف خطفا ويلقى في جهنم فان الجسر عليه اساليب كلاليب تخطف الناس باعمالهم. نعم. المصنف عن شيخ الاسلام رحمه الله انه اذا ذكر هذه المسائل يقصد الى ما قد يسمى ان صح التعبير الاقتباس من الاحرف الشرعية فتجد ان بعض جمله منقولة من القرآن وبعض جمله منقولة من السنة نعم ومنهم من يخطف خطفه ويلقى في جهنم فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه وقفوا وعلى قنطرة بين الجنة والنار فيقتص فيقتص لبعضه من بعض فاذا هدبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة نعم وهذه القنطرة بعد الصراط وهذه تسليم لاهل الجنة مما يقع بينهم من اثار نفوسهم. التي لا يجازون عليها من جهة العذاب. فتهذب نفوسهم على هذا الوجه والنبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه في الصحيح ان فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل اغنيائهم باربعين سنة فهل هذا هو حبسهم في القنطرة ام امر اخر؟ الله اعلم بتفصيل ذلك. نعم واول من يستفتح باب الجنة محمد هذا الحديث وان كان ثابتا في الصحيح. لا يفهم منه ان من سبق من الفقراء هم افظل من ايش؟ من الاغنية فان دخول الجنة من قبل هؤلاء الفقراء لا يلزم ان من دخل بعده من الاغنياء الذين حبسوا من من من اجل المال المحض لا يلزم ان يكون ان تكون درجة الفقير اعلى من درجة الغني. نعم اذا اخذ الحديث على ظاهره. ان هؤلاء فقراء وهؤلاء. اما اذا اريد بذلك مسائل اخرى بالاموال من المحرمات وما الى ذلك فهذا باب اخر ولكن الحديث هو في المهاجرين ولم يرد به صلى الله عليه ولم يرد به صلى الله عليه وسلم انهم يحبسون من جهة ذنوبهم نعم واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم واول من يدخل في الصحيح انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتي يوم القيامة باب الجنة فاستفتح فيقول الخازن من انت؟ فاقول محمد فيقول بك امرت لا افتح لاحد قبلك. نعم اول من يستفتح واول من يدخل الجنة وامته عليه الصلاة والسلام هم اول الامم دخولا للجنة. وهذا بعد دخول الانبياء ولا شك. هذا بعد دخول الانبياء ولا شك لا يدخل احد من الامم قبل استيفاء الانبياء دخولهم الجنة. فان الله فضل الانبياء على سائر الامم وافراد الامم وانما اذا استوفى الانبياء الدخول وامامهم محمد صلى الله عليه وسلم دخلت الامم واول امة تدخل هي امة محمد. ولا يلزم من ذلك ان الامة المحمدية السوفة في الدخول ثم تدخل الامم وانما المقصود هو ابتداء الدخول. والا فلا شك ان في امم الانبياء اصحاب عيسى عليه الصلاة والسلام يعني من صح ايمانه من اصحاب الانبياء ولا سيما من كان صاحبا لهم ان في اصحاب الرسل والانبياء من هم افظل من كثير من هذه الامة بل افضل من اكثرها نعم واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم واول من يدخل الجنة من الامم امته امته. وله صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاثة نعم هذه مسألة الشفاعة وهي مسائل اليوم الاخر. نعم اما الشفاعة الاولى فيشفع في اهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء. ادم ونوح وابراهيم. نعم وهذه الشفاعة هي الشفاعة العظمى ودليلها القرآن بظاهره والسنة بصريحها واجماع السلف بل لك ان تقول اجماع اهل القبلة فان هذه المسألة حكي اجماع المسلمين عليها وممن حكى اجماع المسلمين عليها الامام ابن تيمية قال انها مجمع عليها بين سائر طوائف اهل القبلة وهي الشفاعة العظمى دليلها الاجماع عند المسلمين فضلا عن السلف دليلها صريح السنة في مثابة الصحيحين وغيرهما من غير وجه دليلها ظاهر القرآن. ولماذا نقول ظاهر القرآن؟ لان القرآن ليس صريح في هذا. لان القرآن لم يذكر هذه الشفاعة صريحة وانما الصريح هو اللفظ المفصل اما القرآن فانه ذكر لفظا مجملا وهو قوله تعالى ومن الليل تهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. فهذا المقام المحمود هو الشفاعة. ولهذا جمهور المفسرين من السلف والصحابة ومن بعدهم كما ذكره ابن عبد البر وابن تيمية ابن جرير وغيرهم ان المقام المحمود في القرآن والشفاعة العظمى هذا هو المأثور في تفسير هذا والنبي صلى الله عليه وسلم اشار الى ذلك في حديث الاذان اشار الى كذلك في حديث الاذان فيقال ان دليل الشفاعة ظاهر القرآن وصريح السنة والاجماع القطعي. وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع كما في حديث انس اتي النبي صلى الله عليه وسلم او في حديث ابي هريرة اوتي النبي صلى الله عليه وسلم يوما بلحم فرفع اليه الذراع وكذلك شاف البخاري وغيره عن انس في سياق طويل وفي ان الناس يأتون ادم فيعتذر فيأتون ابراهيم فيأتون نوحا فيعتذر فيأتون ابراهيم فيعتذر فموسى فعيسى فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم قال فانطلق فآتي تحت العرش واقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيء لم يفتحه لاحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى والشفع تشفع. الى اخر الحديث فهذه هي الشفاعة العظمى. نعم وعيسى ابن مريم عن الشفاعة حتى تنتهي اليه. واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة. وهاتان الشفاعتان خاصتان له اما الاولى فلا شك انها خاصة به لانها مقام واحد وهي شفاعته في ان يقضى بين العباد. فيجاب الى هذه الشفاعة فينتهي فينتهي الطلب لان الطلب هو القضاء والفصل فيجاب فينتهي الطلب. اليس كذلك؟ اما الثانية وهي شفاعته في دخول اهل الجنة الجنة. فان كان المقصود المصنف رحمه الله هو ابتداؤها انه اول من يبتدأ بالشفاعة في دخول اهل الجنة الجنة فهذا صحيح ودليله بين واما ان كان المقصود انه المختص او ان الشفاعة بدخول الجنة تختص به فلا يشفع بعده احد في ذلك فهذا مما لم يأتي به نص صريح والله اعلم. نعم واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها. نعم شفاعته في من استحق النار اي من المسلمين شفاعته في من استحق النار من المسلمين. وليس من الكفار فان الكفار قد قال الله عنهم فما تنفعهم شفاعة الشافعين وفي مثل قول الله تعالى واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة هذا هو الشفاعة بنجاة الكافر من عذابه بمعنى ان من ترك التوحيد فان الشفاعة لا تنفعه ولا تجزي عنه شيئا. ولذلك تجد في القرآن نفيا للشفاعة وهي الشفاعة للكفر. وتجد في القرآن اثباتا للشفاعة. في قوله الله تعالى وكم من ملك في السماوات والارض لا تغني شفاعتهم شيئا وكقول الله تعالى آآ يعني في غير موضع من القرآن ذكر الله الشفاعة ولا يشفعون الا لمن ارتوى. فهذا النوع من الشفاعة هو شفاعة المسلمين او ائمة المسلمين وهم الرسل والصالحون من المؤمنين شفاعتهم في اهل الكبائر من المسلمين. ولذلك لا يشفعون الا اذا اذن الله شافع ورضى عن المشفوع ورضاه عن المشفوع له معناه ايش ان يكون مسلما. لان الله سبحانه كما في القرآن ولا يرظى لعباده الكفر. فاذا كان الله قد رضي عن المشفوع له بتحقيقه اصلا التوحيد فانه يكون ممن تنال هذه الشفاعة. ولهذا قال لما قال ابو هريرة كما في البخاري للنبي صلى الله عليه وسلم من اسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه نعم ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضله استوجب دخول استحق دخول النار اما من دخلها والنصوص في هذا متواترة شفاعة النبي وكذلك الانبياء والصالحون في من دخل النار من المسلمين من اصناف المسلمين من هذه الامة او غيرها. فان الاسلام العام فيه كل من اسلم من امة محمد او غيره على قول الله تعالى هو سماكم المسلمين وفي تسمية الله لابراهيم ولكن كان حنيفا مسلما الى غير ذلك فهم اهل الكبائر من المسلمين من اتباع الرسل. يشفع لهم محمد واخوانه من الرسل ويشفع لهم الصالحون من الامم وهذا النوع من الشفاعة وهي من دخل النار متفق عليها بين السلف ودليلها صريح ومتواتر. واما من استوجب دخول النار قبل ان يدخلها فهذا دليله العمومات دليله العمومات ولم يثبت فيه نص مفصل. لم يثبت فيه نص مفصل الا في احاديث ليست من جهة الصحة منضبطة. وقد على هذا ابن القيم وجماعة لكنها مما يدل عليه العموم وهي مقولة بطريق الاولى. فان الرسل اذا شفعوا فيمن دخل النار ومن باب الاولى ان تكون الشفاعة في من؟ استوجب دخول النار لان من استوجب دخول النار اقرب الى الصلاح والتقوى ورضا الله سبحانه وتعالى واتباع السنن النبوية ممن دخل النار. فهذه الشفاعة لا ينبغي ان يتردد فيها كما اراد البعض ان هذا من باب عدم ثبوت دليلها بل دليله منضبط وهو العمومات. فانهم اهل الكبائر والشفاعة لاهل الكبائر ثابتة في صريح السنة. نعم ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضله ورحمته ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها. من اهل الدنيا فينشئ الله لها بمعنى ان الله سبحانه وتعالى يغفر لقوم من المسلمين ما هو من ذنوبهم فلا يستتم عذابهم لا بشفاعة احد وانما بمحض فضله سبحانه وتعالى ورحمته. فان كل من يخرج من النار ممن دخلها انما يخرج منها بفظل انما يخرج منها بفظل الله سبحانه وتعالى ولذلك التعبير الصواب انه لا يقال ان من دخل النار يخرجون منها بالشفاعة او اذا استوفوا اذا بهم فانه لا احد للسوف ما يستحقه من العذاب لان كل من يخرج من النار من موحدة المسلمين اهل الكبائر فانهم يخرجون بايش؟ بفضل من الله ومن فظل سبحانه وتعالى انه يأذن بالشفاعة للانبياء والرسل والصالحين وللملائكة وما الى ذلك. ومن فضله سبحانه انه هو يخرج. ولذلك كل من خرج من النار حتى الذين يخرجهم سبحانه وتعالى بفضله ورحمته ليس معنى هذا انهم قد استوفر سائل استوفوا سائر ما يتعلق بهم من العذاب. فانهم لو في النار زيادة على ذلك ايكون ظلما لهم او لا يكون لو بقوا في النار زيادة على ذلك يكون ظلما لهم؟ لا. ولذلك يخرج الله سبحانه وتعالى الجميع ففضله سبحانه. ورحمته تلحق جميع المسلمين من برهم وفاجرهم حتى من دخل النار وحتى من لم تنله الشفاعة فانه يلحقه فظل من الله وهذا معنى قوله سبحانه في الحديث القدسي ان رحمتي سبقت غضبي. فالتعبير الصوابا لا يقال من استوفى العذاب وجوزه على سائر عمله وسيئته. فهذا ليس بالنصوص ما يدل عليه وهو خلاف الاصول. بل الاصول ان رحمته سبحانه سبقت وان الجميع بفضله ورحمته لان القرآن يكرر ان الله لو عذب الخلق وعاجلهم بعذاب في الدنيا ما كان ظالما لهم اليس كذلك؟ فكذلك في مقام الاخرة. نعم العذاب عدل هذه هي القاعدة. العذاب عدل. والفضل والجزاء والثواب او عفوا والثواب والجزاء في الخير فضل منه سبحانه وتعالى نعم باش نكمل هادي نستكمل ان شاء الله بعد الصلاة يعني بعد الصلاة يا شيخ؟ حنا نستكمل الان وبعد الصلاة يعني المقصود ننتهي الى نهاية القدر الى نهاية مسائل القدر نعم فينشئ الله فينشيء الله لها اقواما فيدخلهم الجنة. نعم المصنف رحمه الله هنا يبين بعد ذكره لمسألة الشفاعة ان الجنة يبقى بها فظل اي يبقى بها مكان لم الامم والمسلمون فينشئ الله سبحانه وتعالى خلقا الله اعلم بمهيتهم فيدخل الجنة. هذا من كرم الله سبحانه وتعالى على هذا الخلق الذي ينشئه الله واما النار فانه لا يخلد فيها ولا يبقى فيها الا من كفر بالله سبحانه وتعالى الا من كفر بالله سبحانه وتعالى وجهنم اه تمتلئ بما ثبت في الصحيح وغيره. هذه الاصول وهي ما يتعلق مسألة الشفاعة كما سلف انه متفق عليها بين اهل السنة والجماعة. والمخالفون في مسألة الشفاعة هم الخوارج معتزلة ومن يوافقهم في هذا الباب من الشيعة فان الخوارج والمعتزلة ينفون الشفاعة لاهل الكبائر وذلك ان مرتكبا كبيرة عند هؤلاء عن الخوارج والمعتزلة انه مخلد في النار. واستدلوا على نهي الشفاعة في حق اهل الكبائر بالايات المذكورة في القرآن في حق الكفار. كقول الله تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين فحملوا هذه الاية على اهل الكبائر والصواب ان هذا ليس في محله لان هذه الاية صريحة انها في قوم كفار. واهل الكبائر هم من اهل الاسلام وممن ثبت اسلامهم ودينهم بصريح دين والا لزم بذلك ان جماهير المسلمين ليسوا من المسلمين. فان المستقيمين على امر الله الذين لم يقترفوا كبيرة ولم يأتوها هم القلة القليلة من الناس فالمقصود من هذا ان الخوارج والمعتزلة ومن يوافقها ينفون الشفاعة لاهل الكبائر ويرون انهم مخلدون في النار وهذا من البدع المغلظة التي اختص بها هؤلاء عن طوائف المسلمين. نعم واصناف ما تضمنته الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار. وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من نعم وانما اشار المصنف لاخص الجمل في هذا. واما التفصيل لباب اليوم الاخر وما يتعلق به واصناف ما يتعلق بالثواب. والعقاب هذا مفصل في الكتاب والسنة والكتب المنزلة من السماء اي الكتب السماوية المنزلة على الرسل كالمنزل على عيسى وموسى وامثال ذلك. نعم والاثار من العلم المأثور عن الانبياء وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده وتؤمن الفرقة الناجية من اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره. بعدما ذكر المصنف هذا الاصل وهو ما يتعلق باليوم الاخر وفيه من المسائل التي يشار اليها ذكر بعد ذلك مسألة القدر. ومسألة القدر من اخص مسائل الايمان. ومن اخص المسلمين وتعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الايمان جعل من الايمان بالله سبحانه وتعالى ومن اصول الايمان الذي نزلت به كتب السماوية هو الايمان بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره ولذلك يقال ان الايمان بالقدر ركن من اركان الايمان الستة كلا كالاركان التي ذكرها النبي في حديث جبريل وقد قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما القدر نظام التوحيد. وهذا وجهه ان الايمان بقدر الله سبحانه وتعالى من خص اصول الايمان بربوبية الله وتوحيده ولذلك من كذب بالقدر فقد كذب بما هو من اصول الربوبية. ولم يحدث بين فرق المسلمين او عفوا لم يحدث بين المسلمين خلاف في مسألة القدر الا لما ظهرت البدع وكان اول البدع ظهورا هي بدع الخوارج الذين تكلموا في مسألة الايمان واهل الكبائر وكان ذلك في اخر خلافة الخلفاء الراشدين ولما انقرض عصر الخلفاء الراشدين وفي اخر عصر الصحابة وفي اخر عصر الصحابة وبعد امارة معاوية ابن ابي سفيان رضي الله تعالى عنه ظهر القول في القدر وظهرت بدعة القدرية فادركت بدعة قدرية نفرا يسيرا من اخر الصحابة موتا كعبدالله ابن عمر وابن عباس وواثل ابن الاسقى فكان هذا في اخر عصر الصحابة بعد خلافة خلفاء الراشدين. وظهر قوم بالبصرة ثم بالشام اي بالعراق ثم بالشام ينازعون في القدر وينكرون قدر الله سبحانه وتعالى ويقولون ان الامر انف وان الله لم يكتب اعمالكم العباد ولم يردها ولم يشأها ولم يخلقها. وغلاتهم يقولون انه لم يعلمها وظهر ما يقابل قول القدرية من يقولون ان العبد مجبور على افعاله وهذا ما اظهره الجاه بن صفوان وغيره من الجبرية الذين ناقضوا وسبيل السنة والجماعة والائمة وسط بين هذين القولين فليس عندهم نفي للقدر وتكذيب به وليس عندهم جبر في مسألة القدر بل يقال ان للعباد ارادة ومشيئة الله سبحانه وتعالى هو الخالق لافعال العباد وهو المريد لها على ما يأتي تفصيله بكلام المصنف وانما هذه مقدمة في مسألة القدر ثم المصنف سيفصل مسائل القدر بما يذكره في كلامه اه نستكمل التفصيل في كلام المصنف في القدر بعد مقدمة او بعد هذه المقدمة بعد الصلاة نقف الان مع مع هو موجود من الاسئلة احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هل من يؤتون يوم القيامة غرا محجلين هم يأتون اليه هل من يأتون يوم القيامة غرلا محجلين هم من امن بمحمد صلى الله عليه وسلم ولم يره فقط ام هم من كان او من ام هما كل من ام هم كل من توظأ من هذه الامة ويدخل فيهم الصحابة. لا شك ان الصحابة داخلون في ذلك. وليس المقصود ان هذا خاص بمن بعد الصحابة. وانما اراد الله عليه وسلم انهم محجلون من اثار الوضوء. ومقصوده صلى الله عليه وسلم ان اصحابه يعرفهم بصحبته اياهم او بصحبتهم له عليه الصلاة والسلام واما من بعدهم فيعرفون بهذه العلامة فيكون الصحابة يعرفون بجهتين ويكون هؤلاء يعرفون بهذه الجهة نعم يقول السائل فضيلة الشيخ هل ورد ترتيب صحيح في المرور على الصراط والشرب من الحوض؟ والعرض والحساب واهل الحوض هو نهر الحياة او الكون الله اعلم بهذا الترتيب من جهات ترتيبها الله اعلم بهذه المسائل وكما سبق ان القاعدة في هذا اذا كانت النصوص صرحت بشيء من الترتيب اعتبر واما اذا كان ذلك على سبيل الاحتمال والنظر فليس هذا من المشروع ان يقال به. واما مسألة نار الحياة والكوثر فالكوثر نهر كما ثبت في حديث انس السابق قال اتدرون ما الكوثر فانه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير وهو حوض النهر هو نهر الكوثر وهذا الحوض هو منتهى هذا النهر. واما نهر الحياة فهو النهر الذي هو في اوصي ذكر كثيرا في حق اهل الكبائر انهم يخرجون من النار فيلقون في نهر الحياة فيغتسلون فيه فيخرجون كأنهم كأنه من القراطيس فهؤلاء المعذبون من هذه الامة اذا خرجوا بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم قال فيخرجون كأنهم فحما اي قد تفحموا من عذابهم في نار جهنم. فيلقون في نار وهو نهر الحياة. فهذا النهر يعني نهر الحياة هو النهر الذي يغتسل فيه هؤلاء اهو من حوض النبي صلى الله عليه وسلم ومن الكوثر؟ ام انه شيء اخر؟ الله اعلم بذلك. نعم يقول السائل فضيلة الشيخ ما الفرق بين قول المصنف وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء ثم قال والاثار من العلم مأثور عن الانبياء اليس العلم المأثور؟ هو ما في الكتب المنزلة؟ الفرق بين فيما يظهر والله تعالى اعلم. انما اراد رحمه الله الكتب المنزلة من جهة الحروف التي هي كلام الله سبحانه وتعالى. كأن تقول السنة والكتاب فالكتاب اعني القرآن كتاب منزل من السماء واما المأثور عن الانبياء كمحمد صلى الله عليه وسلم هي سنته واقواله فهذا ليس قرآنا وليس كلاما من الله سبحانه من جهة حروفه وان كان وحي منه سبحانه وتعالى ففرق من هذا الوجه متحصن. نعم. احسن الله اليكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين