سيأتي الكلام عليه واما الاحاطة فانه جل وعلا محيط بكل شيء. واحاطته جل وعلا بكل شيء جاهد. في عدة ايات وفي احاديث كثيرة كقول الله جل وعلا الا انه الا انهم في مرية المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ. شروحات كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شرح العقيدة الواسطية الدرس السادس والعشرون. لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين رحمه الله تعالى وقوله افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت. حديث حسن. وقوله اذا قام احدكم الى فلا يبصن قبل وجهه ولا عن يمينه فان الله قباؤه قبل وجهه ولكن عن يساره او تحت قدمه متفق عليه قوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع والارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء خلق الحب والنوى منزل التوراة والانجيل والقرآن اعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة انت اخذ بناصيتها انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين واغنني واغنني من الفقر رواية مسلم قوله اللهم رب السماوات الى اخره تضمن الحديث اثبات اسمائه وقوله طيب ماشي وقوله صلى الله عليه وسلم لما رفع الصحابة اصواتهم بالذكر ايها الناس ارضعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصما ولا غائبة ام فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا بصيرا قريبا ان الذي ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. متفق عليه وقوله انكم سترون ربكم كما ترون القمر بين بدر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم الا تغلبوا على الصلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا متفق عليه. الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به فان الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة يؤمنون كما يؤمنون بما اخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل. من غير تكييف ولا تمثيل بل هم الوسط في فرق الامة. كما ان الامة هي الوسط في الامم. فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية واهل التمثيل المشبهة وهم وسط في باب افعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم. وفي باب اسماء الايمان وفي في باب اسماء الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والقلق الخاشع وان يزيدنا ايمانا وثباتا وتوفيقه فانه على كل شيء قدير اللهم نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والاخرة اما بعد فهذه صلة لما تقدم الكلام عليه من ذكر نصوص الصفات من السنة وكما ذكرت لكم ان من قبل ان النصوص التي ساقها شيخ الاسلام في هذا الفصل سبق الكلام على اكثر ما اشتملت عليه من الصفات في الاستدلال بالقرآني العظيم على الصفات. فذكر هنا بعض الاحاديث في المعية وفي القرب نحو ذلك فقال وقوله افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت. حديث حسن وقوله اذا قام احدكم الى الصلاة فلا يبشقن وجهه ولا عن يمينه فان الله قبل وجهه ولكن عن يساره او تحت قدمه متفق عليه الى اخر الاحاديث هذا الحديث الاول اللي هو حديث المعية افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت. فيه اثبات صفة المعية لله جل وعلا ان العلم اتصالات الله جل وعلا بهذه الصفة انه افضل الايمان. فدل على ان العلم باسماء الله جل وعلا بصفاته هو افضل الايمان ذلك لان الايمان قول وعمل واعتقاد. والاعتقاد هو الاعتقاد فيه لله جل وعلا هذه في اسمائه وصفاته واستحقاقه من ربوبية والالوهية وللاسماء الحسنى والصفات العلى فجعل عليه الصلاة والسلام افضل الايمان العلم بمعية الله جل وعلا العامة لخلقه و المعية الخاصة للمؤمنين لانه قال هنا افضل الايمان ان تعلم هي افضل الايمان علمك ان تعلم موصول حرفي مع الفعل فيقدر بمصدر فافضل الايمان علمك ان الله معك حيثما كنت. وهذا دليل على ان العلم من صفات الله جل وعلا من افضل مقامات الايمان بل هو افضل مقامات الايمان لان الايمان اركانه ستة واعلى هذه الاركان الايمان بالله والعلم بالصفات هو العلم بالله جل وعلا فهو راجع الى افضلها الا وهو الايمان بالله. قال ان تعلم ان الله معك حيثما كنت دعونا لك فيما سلف ان معية الله جل وعلا تنقسم الى معية عامة لجميع الخلق والى معية خاصة المؤمنين والمعية الهامة هي معيته جل وعلا لهم بالعلم والاحاطة جل وعلا فلا تغيب عنه جل وعلا منهم غائبة كما قالها سبحانه وتعالى وما تكونوا في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه شهود الله جل وعلا جميع الخلق هذا من معيته العامة لهم فهي معية علم واحاطة وقلاع ورؤية سبحانه وتعالى. واما المعنية الخاصة فهي معيته جل وعلا على الايمان بتسديده وتوفيقه واهانته ونصره لهم فانها معية مقتضية لذلك. والله جل جعل معنيته عامة وخاصة في القرآن. فقال في المعنية الخاصة ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون لك ان باب المعية في لغة العرب هي الاقتران نعم مع يعني تقترن هذا الشيء بذاك الشيء. فقولهم الرجل مع القبيلة يعني مقترنين يعني مقترنا بهم والرجل والزوجة مع زوجها يعني لا زالت في عصمته مقترنة به وقد قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. يعني كونوا معهم في الاقتران ايمانهم واخلاقهم وكونهم معهم في ما اتصفوا به من الصدق في المهام مع ربهم جل وعلا. فالمهية سبق الكلام عليها مفصلا وفي ترجع الى ما سبق الكلام عليه في التدليل عليها واقسامها وبيان تفصيل الكلام عليها لان هذا الموضع هو موضع استهداف من السنة واستدلال من السنة على الصفة. اما الكلام عن الصلة مفصلا فسبق. قال وقوله عليه الصلاة والسلام اذا قال احدكم الى الصلاة فلا يرزقن قبل وجهه ولا عن يمينه فان الله قبل وجهه. هذا فيه اثبات صفتين لله جل وعلا بل عدة صفات لكن يستدل به على صفتين اما الصفة الاولى فهي صفة بالله جل وعلا من خلقه يعني من عباده المؤمنين اهل الصلاة واحاطته جل وعلا بخلقه. واما القرب من لقاء ربهم الا انه بكل شيء محيط. وكقوله وكان الله بكل شيء محيطا. ونحو ذلك من الايات واحاطته جل وعلا بجميع خلقه تقتضي بل منها علوه جل وعلا. فكون المصلي يصلي ويكون الله جل وعلا تقبل وجه حال الصلاة هذا لاجل ان الله جل وعلا محيط بكل شيء. فهو جل وعلا عالم على خلقه. مستوا على عرشه. ومع ذلك هو قبل المصلحين الصلاة وذلك لاحاطته جل وعلا بكل شيء. فليس كمثله شيء سبحانه. فهو عالم على قريب من المصلي بل هو محيط بكل شيء بل ان الله جل وعلا قبله وجد المصلي على صلاته الاحاطة فيما ذكر من النصوص في قوله الا انه بكل شيء محيط قوله وكان الله بكل شيء محيطا ونحو ذلك فاستشارها اهل السنة باربعة معاني واشترت الاحاطة باحاطة العلم والسعة و القدرة والشمول احاطة علم وسعة وقدرة وشمول الله جل وعلا محيط بهم من جهة العلم ومحيط بهم من جهة القدرة ومحيط بهم من جهل. السعي حيث دل على ذلك هذا الحديث ومحيط عليهم بهم من جهة الشمول وهذا يوضحه ان الخلق جميعا يعني من على الارض ومن في السماوات بالنسبة الى الكرسي كدراهم القات فيه وان الكرسي نسبة للعرش كحلقة ملقاة في ثلاثة من الارض والعرش والكرسي وسع السماوات والارض وكرسي هو موضع لله جل وعلا فاذا المسألة كيخرب تصورها من جهة الواقع لكن تصورها يكون من جهة العلم بما دلت عليه النصوص هذا فيه ايضا اثبات صفة الوقوف لله جل وعلا في القرب يأتي ذكره في الحديثين الاتيين. قال وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع والارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التواب والانجيل والقرآن اعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة انت اخذ بناصيتها. انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء هذه اربعة اسماء لله جل وعلا في هذا الحديث الاول والاخر والظاهر والباطن فاما الاولان الاول والاخر فهما اسمان للازلية الرب جل وعلا وابديته. الاول متناهي بالزمان من جهته الاولية والاخر متناهية الزمان من جهة الاخرين. فهو جل وعلا بذاته واسمائه وصفاته اول ليس قبله شيء. لم يسبق ذاته جل وعلا دان ولم يسبق صفاته جل وعلا صفات ولم اثبت اسمائه جل وعلا اسماء ولم يسبق افعاله جل وعلا لاحد بل هو جل وعلا الاول الذي ليس له شيء. كذلك جل وعلا هو الاخر الذي ليس بعده شيء ولا تفسير بمعنى اخر في اية الحديث هو الاول والاخر والظاهر والباطن. ففسرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بقوله انت الاخر فليس بعدك شيء. فمعنى اخرية الله جل وعلا معنى قوله جل وعلا الاخر انه جل وعلا ابدي يعني الذي هو اخر ابدي لذاته وصفاته وافعاله جل وعلا فليس بعده شيء جل وعلا هذا يدل على ان جميع المخلوقات من جهة الزمان ان الله جل وعلا محيط بها فهو جل وعلا قبلها وبعدها كذلك الصفات والاسماء هو جل وعلا قبلها وبعدها. كذلك الافعال هو جل وعلا قبلها وبعدها. سبحانه وتعالى. وبهذا دليل على بطلان قول من قال ان اسماء الله محدثات احدثها الخلق وفيها دليل على بطلان قول من قال ان صفات الله جل وعلا فصف بها بعد خلقي الى الخلق. وفيه دليل على بطلان قول من قال ان هذا العالم المنطوب قديم او اذى في قول سلاسفة وفيها اثبات ان جنس المخلوقات قديم. وان الله جل وعلا يفعل ما يشاء. لا معقب لحكمه. ولا راد لقضاءه اذ ان صفاته اذ انه جل وعلا بصفاته اول. والصفات لابد وان تظهر اثارها في الخلق واهل الشمال يأخذون بالفرق بين هذين المقامين. العظيمين فيقولون ان هذا الاسم من اسماء الله الاول يدل على انه جل وعلا اول باسمائه وصفاته وافعاله لابد لاسمائه ان تظهر اثارها في خلقه. ولابد من صفاته ان تظهر اثارها ولابد لانفعاله ان تظهر اثارها فجنس ما تظهر فيه اثار اسماء الرب وصفاته وافعاله قديم. واما قول اهل الباطل فانهم يقولون ان هذا العالم الذي نراه في السماوات والارض والافلاك والنجوم ان هذا قديم هذا باطل لان الله جل وعلا اخبر انه خلق هذه خلق السماوات والارض ووسط لنا ذلك وانه قدمت مقادير الخلق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وهذا يدل على انها معروفة الاول واما جنس المخلوقات فلا تحل. وهذا يوضح الفرق بين قول اهل السنة وقول الفلاسفة وقول المعتزلة وقول الاشاعرة انا ذكرت لك خمسة اقوال فيما سلف من الكلام وسيأتي مزيد بسط لها في موضع اخر. فيما نستقبل ان شاء الله تعالى قال وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. هذان الاسنان الظاهر والباطن اسماء الله جل وعلا وقربه واسمه الطاهر يطلق منفردا وهم اسم الباطل فلا يطلق على الله جل وعلا الا على وجه الاقتران بالظاهر. لان الظاهر هو ذو العلو في ذاته واسمائه وصفاته فسر عليه الصلاة والسلام بقوله ليس فوقك شيء والفوقية هي فوقية الذات وفوقية الصفات واما الباطل ففسره عليه الصلاة والسلام بقوله وانت الباطن فليس دونك شيء وقوله ليس دونك شيء من حيث اللفظ احتمل ان يكون ليس دون ذاته شيء او ليس دون علمه وقدرته وقربه شيء الاول اللي هو انها تحتمل ان يكون المعنى ليس دون الذات اليها دون ذات لشيء. هذه تدل على انه جل وعلا في كل مكان وعلى انه مختلط بالخلق. ولهذا استدلت بهذا المعنى المعتدلة. والاشاعرة فقالوا هو في كل مكان. وهذا قول كل من الاستواء اهل السنة قالوا هذا المعنى وان احتمله لفظ ليس دونك شيء فانه ينفيه قوله انت الظاهر فاثبات ظهوره جل وعلا اثبات انه الظاهر الذي ليس فوقه شيء اثبات انه عال على عرشه مستويا عليه انه عال على خلقه بذاته يبطل ان يكون البطون بطون ذلك. بل هو جل وعلا من جهة قربه وعلمه. فيكون بطون بعض الصفات وهذا ظاهر لانه النبي صلى الله عليه وسلم قرن في التفسير بين الفوقية وبين البطون وبين كونه جل وعلا ليس دونه حلم. ولا يمكن ان تفهم يفهم البطون لا مع الظهر كما قال جل وعلا هو الاول والاخر والظاهر والباطن. وكونه جل وعلا باطلا يعني ليس تاتونه شيء يعني في صفاته التي هي العلم والقدرة والقرب ونحو ذلك فاذا يكون معنى قولك انت الظاهر اليس فوقك شيء انها فيها اثبات علو الله جل وعلا بذاته على خلقه انت الباطل فليس دونك شيء فيها اثبات احاطته وقربه ومعيته جل وعلا بخلقه فتكون يكون هذان الاجماع الظاهر والباطن لاثبات علو الله جل وعلا في ذاته وقربه واحاطته وعلمه جل وعلا بخلقه وهذا المعنى خالف فيه كما ذكرت لكم انه خالف ولفظ الفضول او لفظ الباطل هذا من الاسماء التي كثر في تفسيرها الخلاف. واهل السنة فسروا الباطل بما فسره به النبي عليه الصلاة والسلام وتفسيره يفهم مع قوله انت الظاهر. اليس فوقك شيء ومع قوله اليه يصعد الكلم الطيب. فكل ادلة علو جل وعلا على اختلاف انواعها وجميع ادلة الاستواء مفسرة لمعنى البطون. ومخرجة بطون عن معنى قوله فليس دونك شيء. فاذا هو جل وعلا ليس دونه شيء من جهة القرب. من جهة العلم جهة المعنية سمعيته جل وعلا عامة وعلمه جل وعلا عام. هل القرب هنا عام من اهل السنة من قال القرب يكون عاما ويكون خاصا. شيخ الاسلام رحمه الله هو ابن القيم في مواضع قالوا قرب الله جل وعلا انما هو لخاصتهما. وليس ثم قرب عام من جميع خلقه. وان فيما جاء في النصوص يكون قربه جل وعلا من جميع خلقه بملائكته فقوله جل وعلا ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. هنا القرب فسر بانه يعني فسر شيخ الاسلام ابن القيم بانه قرب الله عشان لو انا في ملائكته قولان في اخر سورة الواقعة ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصروا. نحن اقرب اليه منكم. قال هذا القرب قرب العام من كل ميت عربون بالملائكة بجنوده فهو جل وعلا قريب منهم لان جنوده الذين هم الملائكة قريبون من خلقه اما القرب حب الله جل وعلا فانه القربى الخاص من اوليائه. من المصلي من الداعي من عباد الله المؤمنين. فهو جل وعلا قريب من عباده المؤمنين بما يليق بجلاله وعظمته. مع حوله على العرش ومع كونه عالم على الخلق بذاته هو قريب منهم جل وعلا كما يليق بجلاله وعظمته. وهذه لا يمكن للعباد ان يتصوروها بما يعلمون منه الاحوال من احوال المخلوقات. لان الله جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قال وقوله صلى الله عليه وسلم لما رفع الصحابة اصواتهم بالذكر ايها الناس اقبحوا على انفسكم فانكم لا تدعون ولا راهبة انما تدعون سميعا بصيرا قريبا. ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته في هذا الحديث اثبات ان قرب الله جل وعلا من الداعي متحقق وانه اقرب الى الداعي من نفسه تقرب الى احدكم من عنق راحلته. من اقرب الاشياء اليه فلو نجاه المنادي بالهمس فانه جل وعلا قريب يشمل النجوى يسمع دعاء الدهر واذا ما ورفع صوته بالدعاء فان الله جل وعلا قريب منه يسمع دعاءه. وفي الحديث اثبات قرب الله جل وعلا الخاص من الدعاة الذي من الداعي ومن الداعمين الذين هم من خاصة المؤمنين قال وقوله انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رقيته. وفي لفظ اخره ظرفا اخر لا تضامون في رؤيته. فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها حديث فيه دلالة على ان الرب جل وعلا سيراه المؤمنون لانه قال انكم ترون ربكم والخطاب للمؤمنين. ومثل الرؤيا لرؤيتهم للقمر. فقال كما ترون القمر ليلة البدر انتم تطعمون في رؤيته. القمر اسم ليه لما بعد الثالثة من الليالي فيطلق عليه الى الثالثة هلال ثم بعد ذلك يطلق عليه القمر. ولذلك قال كما ترون القمر ليلة البدر. يعني القمر ليلة الخامسة عشرة. وهي ليلة اكتمال ليلة البدر. وهذا يكون واضح الناس جميعا يرونه في وسط السماء فهو في ليلة البدر يشرق مع غروب الشمس يطلع مع غروب الشمس مع حروقها فهو في منتصف الليل او في اثناء الليل يكون واضح يراه كل احد. النبي صلى الله عليه وسلم شبه في الرؤية فقال سترون ربكم كما ترون القمر يعني كرؤيتكم القمر ليلة القدر. من جهة الوضوح ومن جهة عدم العناء ومن جهة عدم طبعا فيها وتنازع بل الجميع يرون القمر ليلة البدر والكل يرى ومع ذلك ليس خاص بواحد دون اخر. فشبه النبي صلى الله عليه وسلم الرؤية بالرؤية. وفي هذا دليل على الله جل وعلا يرى في الابصار يوم القيامة وقوله سترون يعني بالبحر لان الرؤيا اذا عديت يعني سعر الحرم اذا عدي اذا عدي الى مفعول واحد كان بمعنى الرؤية البصرية واذا هدي الى كان بمعنى في العلم. وهنا عدي الى مسؤول واحد وقوله ربه سترون ربه. الفاعل هم يعني والمفعول الذي وقع عليه في الفعل طبق لفظ الجلالة ربكم فاذا هي بمعنى الرؤية البصرية ولذلك اهل السنة اثبتوا ان الرؤية هنا رؤية بصر وليست برؤية علم والمنفات قالوا هي رؤية علم. لان الله جل وعلا يعلمه يوم وصيامها للجميع فانه يعلم يوم القيامة يعلمه كل احد. هذا باطل لان الرؤية التي بمعنى العلم تتهدأ الى مفعولين علمهم في الاخرة بل هم في شرك منها بل هم منها عمود بل ادارك علمهم في الاخرة يعني سيدركون فقال هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله يعني هل ينظرون الا ما تبول اليه حقائقه فيعلم الناس كل شيء يعلم الناس ما اخبرت به الرسل وان الله جل وعلا هو المتفرد بالالوهية والعبادة رؤية الله جل وعلا يوم القيامة سبق الكلام عليها عند قوله جل وعلا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. وهي خاصة بالمؤمنين في العرفات. وفي الجنة. وفي الجنة هي اعلى نعيم في المؤمنين. وقوله وكما ترون الامر ليلة الفجر يعني في عرفات. في عرفات القيام لا تضامون في رقيته. والرؤيا رضيت الله تبارك وتعالى ممنوعة عن الكفار لقوله كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحتوبون. فحجب اهل الكفر عن رؤيته واثبت الرؤية لاهل الايمان اليه جل وعلا وسيأتي المزيد لذلك في الفصل الذي بعده ان شاء الله قال الى امثال هذه الاحاديث الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به. يعني ان هذا الذي ذكر شيخ الاسلام انما هو على وجهه تمثيل. وليس على وجه الحصر الاحاديث الصفات. فاكثر الاحاديث دي صلة الله جل وعلا فاعظم الابواب من الدين التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم هي ابواب العلم بالله. وذلك بانها حصل الايمان. بعلم الله جل وعلا باسمائه بصفاته بافعاله ما يليق بجلاله وعظمته هذا اعظم الابواب التي جاءت في السنة. ولهذا قال شيخنا رحمه الله الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر فيها رسول الله بما يفطر به. يعني انه عليه الصلاة والسلام يخبر ويبلغ صفة ربه للناس. والسنة وحي من الله جل وعلا. والمخبر فيها رسول الله عليه الصلاة هو السلام وهو اعلم الخلق بربه جل وعلا لا ينطق عن الهوى. ان هو الا وحي يوحى قال فان فرقة الناجية اهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك. في قوله ان الفرقة الناجية قبل السنة والجماعة مر معنا معنى هذه الالفاظ في اول الدروس عند بداية هذه العقيدة المباركة. وبينا ان الفرقة الناجية في قوله الفرقة الناجية في قوله اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية الطائفة المنصورة اهل السنة والجماعة. فاهل السنة والجماعة الطائفة المنصورة الى قيام الساعة. ما يدل على ان الفرقة الناجية واهل السنة والجماعة والطائفة المنصورة كالفاظ بمعنى واحد لكن اختلفت باعتبار الصفات. فهي فرقة ناجية يعني من النار. ومنصورة باعتبار الدنيا منصورة في الدنيا ومنصورة ايضا يوم القيامة. الا لننصره فلان والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد هم اهل السنة لانهم يتابعون السنة ولا يخرجون عنها وهم اهل الجماعة لانهم لا يرضون بالفرقة ولا الافتراء في الابدان ولا الاديان. ولهذا يكون هذا باعتبار تعدد الاوصاف فهم موصوفون بانهم ناجون كلها في النار الا واحدة وموصوفون بانهم منصورون لا تزال طائفة من الامة على الحق منصورا. لا يضرهم من خذله حتى يأتي امر الله وهم على ذلك. وهم اهل السنة لانهم يتابعون السنة وينقلون العقل فيما لا يجوز فيه اعمال العقل ويجعلون العقل تابعا للسنة وهم اهل الجماعة الذين اخذوا بهذا العصر العظيم الذي هو الاجتماع في الدين والاجتماع في الابدان لان الله جل وعلا امرهم بذلك في قوله واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا بقوله ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات اولئك لهم عذاب عظيم الى غير ذلك من الاحاديث. قال يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما اخبر الله في كتابه. القاعدة ذكرها من غير تحريف ولا تعقيب ومن غير تكييف ولا تمثيل. ومر معنا هذه الالفاظ الاربعة تحرير تعطيل التكييف والتمثيل في اول هذه الدروس ايضا فترجع اليه. ثم قال بل هم الوسط في فرق الامة. كما ان الامة هي الوسط في الله جل وعلا وصف هذه الامة بقوله وكذلك جعلناكم امة وسطا. لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا فان هذه الامة تعني امة الاسلام امة محمد صلى الله عليه وسلم هي بين الامم بين اليهود في تشديداتهم وبين النصارى جبائهم وتساهلهم من جهة الاعتقاد اليهود حسدوا انبياء الله ونفوا النبوة والنصارى انه النبي وجعلوه ابنا لله جل وعلا. من جهة العبادات اليهود في الطهارة متشددون حتى ان احدهم اذا وقعت النجاسة على ثوبه قطع هذه البقعة من الثوب والنصارى متساهلون حتى انه يمضي على احدهم المدة من الزمان لم يتطهر بل يتطهرون بذلك اما فلان العابد منهم او الراهب مر عليه اربعون سنة لم يمس الماء ونحو ذلك. فهذه الامة جعلها الله وسط للامم العقيدة وفيه العبادات وكذلك بالمعاملات وكذلك في الحكم والتحكيم وما يصلح الناس به اهل السنة والجماعة افرقة الناجية الطائفة المنصورة وسط في فراق هذه الامة فهم وسط بين الغلاة والجهاة. وسط بين النفاس المجزمة وتضم بين المعطلة والممثل وسط بين المكفرة والمرشدة. وسط في ذلك جميل. وهذا يدل على انهم محمودون بما حمد به اهل الاسلام بينهما وقوله وكذلك جعلناكم امة وسطا معنى الوسط يعني العدل الخيار جعلناكم امة عدلا خيارا مختارا من بين الامم كما قال جل وعلا كنتم خير امة اخرجت كنتم خير امة اخية الله جل وعلا جعل هذه الامة خير امة اخرجت فهي خير الامم التي اخرجها الله جل وقوله للناس متعلق بما قبل ان كنتم للناس خير امة اخرجت. هذه الطائفة المنصورة والفرقة الناجية اهل السنة والجماعة. كذلك هم خير امة اخرجت. فهم خير اهل الارض. وهم الذين امتدحهم الله جل وعلا وهم الذين وحدهم الله جل وعلا في الدنيا بالنصر وفي الاخرة بالنصر والنجاح من النار هم الذين يوصفون بانهم عدل خيار. وكل فكل من التزم بطريقة اهل السنة والجماعة عقائد الفرقة الناجية واخذ بذلك قولا وعملا فانه موعود بكل خير وهو العدل الخيار بين هذه الامة. شرح ذلك رحمه الله في بيان اهل السنة والجماعة فقال افهم وسط في باب صفات الله. هذا يسمى المبحث هذا يسمى في العقيدة. مبحث وسطية متحف الوسطية ومتحف الوسطية تعرف ان يكون بين الاديان وسطية اهل الاسلام بين الاديان والكلام عليه طويل وكذلك منحة الوسطية وسطية اهل السنة بين الفرق. فقال هم يعني اهل السنة والجماعة وسط في باب صفات الله سبحانه بين اهل التعطيل الجهمية واهل التمثيل المحب ايمان صفات الله تعالى تنازع الناس واهل القبلة المنتسبون الى القبلة تنازعوا في الصفات هل تعطل ام شوف بقى فقالت طائفة الجهمية ومن تبعهم ان الصفات لله جل وعلا يجب ان تكون عن طريق العقل. فلا يثبتون ان يصرف لله جل وعلا الا عن طريق العقل ولهذا نبأ الجهمية جميع صفات الله جل وعلا الا صفة الوجود المطلق. وقابل احد اهل التدسين. فنضع في الصفات بالكتاب والسنة واثبتوا ذلك على وجه المماثلة. فقالوا لا نعقل من اليد الا انها كايديها من الوجه الا انه كوجوه ولا نهقل من الكلام الا انه ككلام الى اخره. فاثبتوا الصفات فاثبتوا الصفات على وجه التشديد على وجه التمثيل فقالوا جاء هو جل وعلا جسمك الاجساد. وهذا نقيض قول الاولين وهدى الله اهل السنة. الصفات ونهوا عنها التمثيل فقالوا صفاته جل وعلا كما يليق بذاته. وكما اننا نثبت ذاته فنثبت الصفات كما قال جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فاهل التعطيل انواع واهل التمثيل انواع. وقوله اهل التمثيل المشبهة يريد به تشبيه تشبيه الخالق مخلوق يعني في المعنى والكيفية. او في كل المعنى. وهذا من اقوال اهل البدع والضلال فان الله جل وعلا ليس كمثله شيء في صفاته كما انه ليس كمثله شيء في ذلك فاثبات الصفات اثبات معنى ووجود لا اثبات كيفية ولا اثبات مماثلة وبهذا يتبين طريقة اهل السنة في انهم يصبحون وينزهون. فالمعطلة يعبدون الادب والممثلة المجسمة يعبدون صنم وهذا الصنم هو الذي تخيلوه باذهانه. صوروا صورة في اذهانهم فجعلوها لله جل وعلا فعبدوا هذا الذي تخيلوه. ولهذا يقول اهل السنة المعطل الذي ينسى الصفات يعبد عدم لانه ليس ثم شيء موجود الا وله صفات. لابد والله جل وعلا متصف بصفات الكمال والجلال والجمال. وان يعطل يعبدوا عدن والممثل المجسد يعبد صنما جعله لنفسه. وقال بعد ذلك وهم وسط في باب افعال الله بين الجبرية والقدرية وغيره. وهذا الباب الذي هو باب افعالنا يأتي بيانه في القدر مفصلا. ونقول هنا ان اهل السنة في باب افعال الله وشق بين الذرية والقدرية. والجرية قسمان. جبرية الظاهر والباطن وجبرية الباطل فجبرية الظاهر والباطن ام الجهمية الجبرية المشهورون بقولهم ان الانسان في افعاله كالريفة في مهب الريح ليس له اختيار البتة بل هو كالهباء والريشة تلعب بها الريح كيف شاءت. فهؤلاء جذرية وهم الجهمية وولاة الصفوفية. والطائفة الاخرى جذرية الباطل يقولون وفي الباطن مجبور. هذا قول الاشاعرة لاجل هذا التفريق اقترح ابوك الحسن الاشعري لفظ الكسب فقال افعال العباد كسب لهم كذا يعني تضاف اليهم والا فالفاعل هو الله وهم لا يضاف اليهم الفعل حقيقة. وانما يضاف اليهم الفعل مجازا وفي الباطن مجبور في الظاهر مختار ما وظيفته؟ قال هو كالسكين في يد القاطع. وعمله القاطع القطع فعل العبد. والسكين اله وحامل السكين الذي يمرها على الشيء الذي يراد قطعه هو الفان. فالفاعل حقيقة هو الله. والمفعول يعني الفعل الذي حصل الذي فعله في الحقيقة والله والانسان ادم فعل بها او اضيف اليها الفعل فصار مكتوبا له ولهذا قال اهل العلم مما يقال ان قال بعض اهل العلم مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو بالافهام الكسب عند الاشعل والحال عند البهسم وطفرة حقيقة. ولهذا اختلف الاشاعرة الذين يقولون بالجبر في الباطل في ايه تفسير الكسب الذي اخترعه ابو الحسن الازهري؟ الى اثني عشر قولا مذكورة شروح مطولة في الجوهرة وغيرها. يأتي تفصيل الكلام في موطنه المقصود ان الجبرية اسماء جبرية الظاهر والباطن وجبرية الباطل فقط وهو الظاهر يقولون هو مختار. والقدرية ايضا بقيت معاه القدرية الغلام لغات العلم او لا؟ هم الذين ينفون العلم السابق او وهي التي جاء فيها قول السلف ناظر القدرية بالعلم فان اقروا به وان انكروا فكفروا يعنى بالقدرية الغلام الذين يوفون علما كعلم الله السابق بالاشياء ويقولون ان الله لا يعلم الاشياء الا بعد وقوعها. فيقولون ان الامر خلق. يعني مستهلك هؤلاء هم الذين قال فيهم عمر اخبرهم اني منهم والقدرية الثانية هم الذين يقولون ان العبد يخلق فعل نفسه وهم المعتزلة اولئك قالوا مجبور العبد مجبور وهؤلاء قالوا يفعل كما يريد وكما يشاء. والله جل وعلا لا يخلق فعل العبد بل هو يخلق فعل نفسه. فارادته يخلقها وقدرته يخلقها وما ينتج عنها يخلقها فيكون فعل العبد مخلوقا له. اهل السنة وسط في باب افعال الله. فقالوا افعال الله افعال احنا عندنا وسط في باب افعال الله عندكم يعني يعني في القضاء يعني في القدر وهذه المسألة هي المقصود بها كحال العباد تعلى يعني القدر. والقدر متعلق بافعال العباد المرجئة يعني الجبرية قالوا ان القدرة والقدر هو الذي يكفي والعبد ليس قادرا على شيء اخر القادر هو الله جل وعلا فهو الذي يفعل ما يشاء. والعبد مجبور والقدرية ناقبوهم كما ذكرت لك اهل السنة قالوا العبد يفعل الفعل حقيقة. والذي خلق فعله هو الله جل وعلا. لان الله جل وعلا يفعل ما يشاء. ويخلق ما يشاء. وهو جل وعلا خالق كل شيء. وقد قال جل وعلا والله خلقكم وما تعملون يعني وعملا الحق يسأل الفعل وفعله له حقيقة. لانه اختار هذا الفعل وقدر عليه فوجه ارادته وقدرته اليه فالفعل ينسب اليه حقيقة. لكن ليس دم خالق الا الله جل وعلا. فالله هو الذي خلق الجنة والعبد مختار ولا يزال شيئا فيقع الا وقد شاءه الله جل وعلا. فليس لاحد في ملكوت الله جل وعلا اجباره. ولا اختيار بل ما شاء وما لم يشأ لم يخرج. وما شاءه العبد اذا شاءه الله كان. واذا لم يشأ والله جل وعلا لم كما قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فاذا اهل السنة يثبتون ثانيا وانه يفعل حقيقة لكن الخلق الله جل وعلا هو الخالق. طبعا هذه المسألة عرضت لها بشيء من الاختصار والسرعة قد لا تكون مفهوما من جميع جهاتها يأتي تفصيلها ان شاء الله في الكلام على القدر بعد حين قال وفي باب وعيد الله بين المرجئة وبين الوعيدية من القدرية وغيرها اه طبعا الاول قولة القدرية هم سم قدرية في قوله وسط بين الجبرية والقدرية سموا قدرية لانهم نفات بالقدر. جبرية لانهم يقولون بالجبر وقدرية لانهم ينفون القدر. هذا على غير المعتاد لان المعتاد ان النسبة تكون لمن يقول بها. لكن هؤلاء ينفون تشم قدرية لاجل نفيهم للقدر اما النفي الكامل لجميع مراتب من العلم وما بعدها واما النفي لبعض المراتب ان الله جل وعلا هو الخالق وحده وان العبد يفعل حقيقة. قال واذا بوعيد الله بين المرجئة وبين الوحيدية من القدرية وغيرهم يريد ان اهل السنة في باب الوعيد يعني ما توحد الله به العصاة انهم وثقوا بين اهل الهرجان الذين يقولون مع الايمان وبين الوعيدية الذين يقولون اذا فعل المؤمن كبيرا من كبائر الذنوب خرج من الايمان ودخل في الكفر. وايديه منهم الخوارج ومنهم المعتزلة. وهو المراد بقوله من القدرية وغيرهم. القدرية يعني المعتزلة. الذين يقولون ان الكبيرة مخرج من اسم الايمان وهو في منزلة بين المنزلتين وغيرهم كالخوارج على اختلاف فرقهم والمرجئة الذين يقولون لا يضر مع الايمان ذنب بل فعلوا كبيرة والذي لم يفعل تكبيرة الجميع في اصل الايمان سواء. والمرجئة منهم مرجئة للغلاة. كالجميع ومنهم المرج متوسطون كالاشارقة ومنهم مرجعة الفقهاء. المرجئة اصناف وهم الذين يرجئون دخلت اركان الايمان عن مسمى الايمان. اما ارجاع العمل واما ارجاء الاعتقاد واما اما رجال في القول على اختلاف مللهم مما سيأتي توضيحا ان شاء الله تعالى بقي اه مسألتان نرجعها ان شاء الله المرة القادمة ونذكر بدرس التفسير اه بعد الاذان ان شاء الله نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد