تم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فقد قال المصنف رحمه الله تعالى واما الدرجة الثانية فهو مشيئة الله فهي جنك درجة هي فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات والارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه. لا يكون في ملكه الا ما يريد. وانه سبحانه وتعالى على كل لشيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة وطاعة رسوله ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه انه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاء الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. حكمها ومصالحها احسن الله اليك. حكمها ومصالحها. الحمد لله رب العالمين وصلى الله سلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول المؤلف رحمه الله تعالى بعد ان ذكرت درجة الاولى وانها متظمنة شيئين بالدرجة الاولى العلم علم الله جل وعلا المحيط بكل شيء وكتابته للاشياء اللوح المحفوظ ثم الدرجة الثانية المشيئة والخلق والايجاد. الدرجة الثانية يقول رحمه الله تعالى واما الدرجة الثانية فهي واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة التي لا ترد وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ما شاء الله كان لا راد له لا راد لما قضيت كما جاء في الحديث اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا راد لما قضيت وهذه الجملة سندها جيد وان كان بعضهم ينازع في ثبوتها بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لو ان جميع ما سوى الله جل وعلا يريدون رد ما شاء الله جل وعلا لم يستطيعوا ولو انهم اجتمعوا واتفقوا على ان يوجدوا ما لم يرده الله ولم يشأه لم يكن. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ايش؟ لم يقدره الله ليش بشيء ما كتبه الله اكمل لا ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ومثله لو ارادوا دفع ضر اراده الله لك او عليك او كتبه عليك لن يستطيع رده. ولذلك تجدون الاثنين من المحتاجين يدخلان على التاجر وقد يكون احدهما اعظم حاجة من الثاني والعلامات والدلالات عليه اظهر فتجد التاجر يعطي الاقل حاجة والاقل في الاثر والدلالة ولا يعطي الثاني الله جل وعلا هو المعطي والنبي عليه الصلاة والسلام يقول انما انا قاسم والله المعطي. وتجد الانسان بكل ارتياح يقصد الامر يجمع الاسباب وينفي الموانع ثم بعد ذلك يجزم بحصول المسبب والاثر ثم لا يحصل شيء لان الله جل وعلا لم يكتب له هذا ولم يقدره له ولم يشأوا وقد تكون جميع الموانع موجودة والاسباب منتفية ومع ذلك لان الله جل وعلا قدر هذا الامر لك يحصل بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان ما وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى لا يكون في ملكه ما لا يريد لا يكون في ملكه ما لا يريد المشيئة والارادة بينهما نعم نعم عموم الخصوص هناك الارادة الكونية والارادة الشرعية ما اراده الله جل وعلا كونا لابد من حصوله ومع ذلك قد يكون مما يرضاه الله جل وعلا ويحبه وقد يكون مما لا يرضاه الله جل وعلا ولا يحبه فاراد الله جل وعلا ارادة كونية من فلان ان يؤمن ومن فلان ان يكفر. فلا بد من تحقق هذا المراد ولابد من وجوده لكن الله جل وعلا يحب ان يؤمن يكره ان يكفر الكافر. لا يكون في ملكه ما لا يريد نعم على كل حال من قال بالترادف يصح من قال بالترادف يصح على ان نعم لا يكون في ملكه ما لا يريد. نعم وهذا باعتبار انها كونية فقط على كل ما ينظر في كلام الشيخ رحمه الله لا يكون في ملكه ما لا يريد قد يقول قائل انه وجد في ملكه ما لا يريد ككفر الكافر وفسق الفاسق وظلم الظالم لا يريده الله جل وعلا ولا يحبه وقد وقع لكن المنفي هنا ما يريده ارادة كونية قدرية اما ما يريده ارادة شرعية فقد يكون منه ما يحبه وقد يكون منهم ما يكرهه وقد يقول قائل نعم لا فيما يحب نعم لكن قد يقع ما يكره يريد من فلان ان يسلم يؤمن لكنه يكفر. يريد منه ان يعدل لكنه يظلم هذا اراده الله جل وعلا كونا لكنه لم يرده شرعا ولذا لا يحب الله جل وعلا وان وقع قد يقول قائل لماذا الله جل وعلا اراد من من الكافر ان يكفر لماذا لم يرد من الناس كلهم ان يؤمنوا لانه يحب الايمان ويكره الكفر لماذا يقدر ولماذا يريد ما لا يحب تبين الحكمة من خلق من خلق الجن والانس من خلق المكلفين ما تتبين الحكمة الا بتميز الفريقين والحكمة ايضا من خلق الجنة والنار لا تتبين ولا تتميز الا بوجود الفريقين وهو مع ذلك ليس بظالم كتب عليه انه يكفر لان الله جل وعلا بين له السبيل. وهداه النجدين ومع ذلكم جعل فيه وركب فيه من الحرية والاختيار ما يجعله يختار طريق السلامة لكنه مع ذلك اختار طريق الهلاك فليس بمجبور نعم لو جبره على هذا الطريق ولم يجعل فيه حرية اختيار نعم كان ظالما له مع انه لا يسأل عما يفعل لكن حكمته تقطع عدله يقتضي ان يبين الطريق للجميع هدى هذا واضل هذا يعني من الامثلة الواقعية لو ان معلما وهذا من باب التقريب والا تعالى الله جل وعلا عن الامثال والنظراء لو ان معلما اثنى على كتاب مدرس اثنى على كتاب فتفرق الناس بعد ذلك ليبحثوا عنه في المكتبات وبقي مجموعة عشرة مثلا فقال لخمسة منهم الكتاب يوجد في المكتبة الفلانية وقال لي خمسة انا عندي لكم منه على نسخة هل هو ظالم لاولئك الذين تفرقوا بعد ان بين لهم منفعة هذا الكتاب كونه دل بعضهم على المكتبة التي يوجد فيها الكتاب واختصر عليهم الطريقة لزيادة فضل وكونه ايضا اعطى بعض الطلاب من النسخ التي عنده ايضا هذه زيادة الفضل ولكنه لم يظلم اولئك الذين ذهبوا لانه بين لهم ان هذا الكتاب نافع وهذا في المخلوق الذي قدرته محدودة وفظله على غيرهم محدود وهو من فضل الله عليه جل وعلا فكيف بصاحب الفضل الاول والاخر الله جل وعلا بين بيانا كافيا شافيا على السنة رسله وما انزله من كتبه بين طريق السلامة وطريق الهلاك ماذا بعد الحق الا الظلال ولا ولا وليس للخلق على الله حجة واذا قال ان الله جل وعلا كتب علي ان اضل نعم فيقال له ما الذي يدريك ان الله كتب عليك ان تظل؟ بين لك طريق السلامة الصراط المستقيم وبين لك الطرق الاخرى لماذا اخترت الطريق الاخر يعني لو قيل لك ان في طريقك الى البلد الفلاني طريق فيه سباع وطريق سلامة ما في سباع. ماذا تختار طريق السلامة بلا شك اختار طريق السلامة فلماذا لم تختر لدينك الذي هو رأس ما لك طريق السلامة؟ وقد بين لك وركب فيك من حرية الاختيار ما يجعلك اليه من غير اجبار فعلى كل حال آآ ليس للخلق على الله حجة بعد ان انزل الكتب وارسل الرسل وركب فيه من حرية الاختيار وجعل لهم ارادة ومشيئة لكنها تابعة لمشيئة الله جل وعلا وارادته وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات الموجودات يقدر على اعدامها ويقدر على تغييرها لكن ايجاد الموجود محال ايجاد الموجود محال ولذا قالوا من شرط التكليف ان يكون بمعدوم لكي يوجد اما ان يكلف بشيء موجود مستحيل والمعدومات قدير على ايجادها قدير على ايجادها الله جل وعلا على كل شيء قدير وهذا من العمومات المحفوظة لا يخرج عن قدرته شيء والذي شك في قدرة الله جل وعلا فقال لان قدر الله علي ليعذبني عذابا وصفه فامر اهله ان يحرقوه اذا مات ويذروه في الهواء فامر الله جل وعلا لاجزائه ان تجتمع فلما اجتمعت قال ما الذي حملك على هذا فالذي حمله على هذا الخوف الخوف الشديد من الله جل وعلا فمثل هذا عذر بجهله عذر بجهله هل نقول ان هذا في شرع من قبلنا نعم عنده وليس عنده الا التوحيد كما جاء في بعض الروايات العقائد لا يدخلها الناس عند اهل العلم. على كل حال هو عذر وقد يكون في في ذلك الوقت مغلوبا على عقله مغلوب على عقده عقله حينما تصرف لم يتصرف تصرف العقلاء من شدة الخوف آآ هنا شيء يذكره المتكلمون وهو تعارض القدر ان الله على كل شيء قدير. هل يقدر على ذاته المقدسة نعم اما قدرته على افعاله هذا مقتضى الافعال واما قدرته على ذاته بخلاف ما كتبه او قرره ان يفعله فهذا من باب التناقض واجتماع النقيضين كما قالوا في المثال الذي ذكروه هل يستطيع الرب جل وعلا ان يخلق صخرة لا يستطيع تفتيتها نقول ان كلمة يستطيع ولا يستطيع جمع بين النقيضين وهو محال والمحال ليس بشيء فلا يدخل في قوله على كل شيء قدير هو ليس بشيء اصلا كما قرر ذلك شيخ الاسلام رحمه الله فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه لا خالق غيره سبحانه ولا رب سواه ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته الله جل وعلا الخالق المتفرد بالخلق وهذه هي المرتبة الرابعة المتفرد بالخلق وفي هذا رد على القدرية الذين يزعمون القدرية النفاة الذين يزعمون ان لا قدر وان الامر انف وان الانسان يخلق فعله ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين لان هذه امور يحبها ويرضاها وامر بها وارادها واجتمعت فيها الارادتان الشرع الكونية والشرعية فيمن تحققت فيه من المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين لانهم لم يحققوا الارادة الشرعية وان نفذت فيهم المشيئة الكونية ولا يحب الكافرين ولا يرظى عن القوم الفاسقين والفسق كما يطلق على المعاصي يطلق ايضا على الكفر ولا يرظى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء لا يأمر بالفحشاء لكنها قد تقع وهل وقوعها معارض لقوله لا يكون في ملكه ما لا يريد لا تقع كونا ولا شرعا كونا ولا يأمر بها ولا ولا يحبها ولا يرظى لعباده الكفر ولا يحب الفساد كل هذا تفصيل وتفريع على ما تقدم من ان المشيئة الكونية والارادة الكونية لابد من نفاذها والارادة الشرعية يحبها الله ويرضاها لكن قد تتحقق وقد لا تتحقق لحكمة عظيمة هنا الشيخ ابن مانع علق على الواسطية قال الارادة نوعان احداهما الارادة الكونية المستلزمة لوقوع المراد التي يقال فيها ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والثانية الارادة الدينية الشرعية وهذه لا تستلزم وقوع المراد الا ان يتعلق بها النوع الاول اول من الارادة يقول في اوائل فتح المجيد بحث مفيد في الفرق بين الارادتين فليراجعه طالب التحقيق. وعلى قوله ولا تحب الفساد اعلم ان الذي عليه الائمة المحققون ودل عليه الكتاب والسنة ان المشيئة والمحبة ليستا واحدا ولا هما متلازما بل قد يشاء ما لا يحبه ويحب ما لا يشاء كونه. فالاول كمشيئته وجود ابليس وجنوده ومشيئته ومشيئته العامة لجميع ما في الكون مع بغضه لبعضه. والثاني كمحبته ايمان الكفار اه كمحبته ايمان الكفار وطاعات الفجار وعدل الظالمين وتوبة الفاسقين ولو شاء ذلك لوجد كله فانه ما شاء كان وما لم يشاء لم يكن. هنا الله جل وعلا خالق الخلق سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. وامرهم بطاعته وطاعة رسله خلقهم وما يعملون فهو الخالق لهم ولاعمالهم. هو الخالق لهم ولاعمالهم والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والله خلقكم وما تعملون والله خلقكم وما تعملون صلى المصلي او صام او حج. الحج هذا هل هو من خلق الله او ليس من خلق الله؟ لهذا العبد هو من خلقه لانه من فعل العبد والله خلقه وخلق فعله وهو ايضا فعل العبد حقيقة. لماذا؟ لانه هو الذي باشره فينسب اليه انه فعل حقيقة وهو فعل الله جل وعلا لانه خالق الفاعل والميسر للاسباب فهو خالق حقيقة ايضا. والعبد والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن من وهو الكافر العبد هو المؤمن وهو الكافر ايضا. حقيقة لانه هو الذي باشر الايمان وهو الذي باشر الكفر فينسب اليه حقيقة. والله جل وعلا خلقه فهو كالالة التي تفعل هذا الخلق نعم وايضا اقدره على ذلك وركب فيه من الاسباب ما يجعله يفعله ويستطيعه ويقدر عليه على سبيل التمثيل وتعالى الله جل وعلا عن الامثال لكن للتقريب لو ان انسانا استورد الة كبيرة كبيرة صنعها غيره استوردها من بلد بعيد ثم هذه الالة تصنع مصنوعات تصنع مصنوعات هذا الذي استورد هذه الالة وجعل هذه الالة تصنع هذه المصنوعات هل هو الصانع لهذه الامور او صانعها الذي صنع الذي صنع ايهم نعم المستورد ما فعل شيء ما صنع شيء انما الذي صنع هذه الالة التي صنعها الاول والالة صنعت فهذا من باب التقريب وفيه مثال آآ قد ينسب الفعل للمتسبب لا على سبيل الحقيقة استوردت ال الطباعة واستوردت الورق والحبر والحروف وادخلت هذه الاوراق وطلعت كتاب يعني لك ان تقول انا طبعت الكتاب لكن هل بالفعل طبعت الكتاب او الذي طبعته هذه الالة فصانعوا هذا الكتاب الذي صنع الالة وصنع الورق وصنع الحبر. انت ما لك الا مجرد ادخال. وهذا ظاهر فالله جل وعلا خلق العباد حقيقة وخلق افعالهم حقيقة لانه هو الذي اوجدهم وهو الذي اقدرهم على الفعل ومع ذلك ينسب الفعل اليهم حقيقة لانهم باشروا لانهم باشروه نعم بيأتي هذا في تفصيل القول في والفرق بين الجبرية والقدرية لحظة لحظة الان فرق بين ان تدخل هذه الاوراق وهذا الحبر وهذه الحروف في هذه المطبعة وتطبع لك وبين ان تأتي بالة تصوير مثلا الة تصوير تدخل فيها ما تحتاج اليه والان ما تحتاج الى ادخال تطورت الات التصوير فتضغط زر نعم فتصور لا تروح صور ذا روح مثلا هل يمكن ان تقول ان الالة هي التي صورت؟ انا ما صنعت شيء والذي صور هو الذي صنع هذه الاية نظير نظير الالة نظير المطبعة نعم مثل ايش طابعة هو ينسب اليه باعتبار انه باشر العمل باشر عمل او نقول تسبب في العمل والمباشر غير مكلف. لانه فرق بين ان يكون المباشر مكلف والمتسبب مكلف فالفاعل حقيقة المباشر وعليه جميع التبعات. لكن اذا كان المباشر غير مكلف والمتسبب مكلف فالفعل ينسب الى المتسبب ولذلك لو ان شخصا اعطى طفلا مسدسا وقال اقتل فلان من القاتل الذي اعطى المباشر غير مكلف فتعود التبعة على المتسبب هذا الذي ضغط الزر على هذه في هذه الالة وصورت شيئا محرما من باشر الفعل غير مكلف اذا يعود اسمه على المتسبب الذي هو المكلف. ويبقى ان الفعل فعل الالة ونظير ذلك المسدس. لو انه ظغط او همز ما يجعل المسدس يقتل مسلما هل يقول ان الذي قتله مسدس ولا قتله من تسبب في قتل المسدس لهذا المسلم. فالمباشرة لا شك انها تقضي على اثر التسبب اذا كان المباشر مكلفا. اما اذا كان غير مكلف فانه يعود الامر الى المتسبب. يعني حينما يقال مثلا النصوص نصوص الوعيد الواردة في التصوير شديدة جدا شديدة جاء فيهم انهم اشد الناس عذابا. جاء اللعن وجاء انهم يقال لهم احيوا ما خلقتم فكيف يقال هذا الوعيد الشديد على مجرد ضغطة زر لانه متسبب والمباشر غير مكلف نظيره لو ظغط زر المسدس وقتل مسلما. هل يمكن ان ان يقبل منه لو قال ان الذي قتله مسدس؟ والتنظير هنا مطابقة وغير مطابق مطابق ولو كان الصنيع صنع صنع الة لكن الالة غير مكلفة وهذه الالة مثل المطبعة تطبع كتاب زندق او كتاب الحاد وتطبع القرآن والسنة فالمتسبب له عليه التبعات وله ايضا الاجور المرتبة على الاعمال الصالحة الصادرة عن هذه الالات كيف يعود فيعود فتعود التبعة الى المكلف. يعني مثل ما لو اعطى المسدس طفل وقال اقتل فلان المباشر الطفل لكن هل يمكن ان يؤاخذ الطفل ما يمكن يؤاخذ من تسبب فاذا كان المباشر غير اهل يعود يعود الاثر على المتسبب والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم هذه امور تعود خلقوها او فعلوها حقيقة مع ان ان الله جل وعلا خلقها حقيقة. وللعباد القدرة على اعمالهم ولهم ارادة وللعباد القدرة على اعمالهم ولهم ارادة في هذا الباب زلة طائفتان القدرية واذا اطلقوا يراد بهم النفاة الذين هم مجوس هذه الامة كما جاء في آآ بعض الاخبار وسيأتي الكلام عنهم هؤلاء يقولون العبد يستقل بارادته وبمشيئته ولا سلطان لله عليه في هذا الباب يستقل ويخلق فعله ويقابلهم الجبرية الجبرية يقولون العبد مجبور ابي مجبور ما دام مكتوب عليه انه يكفر يمكن ان ان يتخلف عن هذا ما يمكن فهما جبور وحركته فيما يفعل كحركة الشجر ويقولون يستدلون بمثل وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى اللي هو الاية في حقيقتها رد عليهم. وهي رد على الطائفتين وما رميت هذا رد على من القدرية النفات اذ رميت هذا رد على الجبرية اثبت لهم الرمي ولكن الله رمى ويكون المعنى على هذا وما اصبت اذ حذفت ولكن الله هو المصيب انت الان فعلت الحذف في احد يمنعك من ان تاخذ حصاة وتلقيها على غيرك الا تستطيع ان تفعل هذا؟ في يوم من الايام جرب واحد وما قدر نعم يوم من الايام واحد اخذ حصاة بيرميها وعجز اذا فيه قدرة فيه حرية يرمي او لا يرمي ففي هذا رد على الجبرية لكن هل كل من رمى اصاب في هذا رد على اه القدرية ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم كما قال الله جل وعلا لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين من شاء منكم ان يستقيموا اثبت لهم مشيئة لكنها مشيئة تابعة لمشيئة الله جل وعلا وارادته ولذا قالوا ما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين الكفار يحتجون بالمشيئة على كفرهم نعم يحتجون بالمشيئة على كفرهم. هل قبل منهم هذا الاحتجاج؟ هل عذروا بهذا الاحتجاج؟ ابدا ادم عليه السلام احتج بالقدر. احتج بالقدر لما حاجه موسى عليه السلام لما قال له انت ابو البشر خلقك الله بيده واسجد لك ملائكته اخرجتنا ونفسك من الجنة ثم قال له انت موسى كلم الله كتب لك التوراة بيده الى اخره. كم ترى ان الله قد قدر علي هذا قبل ان اخلق؟ قال بكذا وكذا فحج ادم موسى فحج ادم موسى. الان ادم لما احتج بالقدر هل يحتج به على المعصية؟ او على المصيبة الناتجة على عن هذه المعصية لان المعصية محى اثرها بالتوبة زال اثرها بالتوبة. تهدم التوبة تهدم ما كان قبله الله جل وعلا تاب عليه وقبل توبته فزال اثر المعصية فبقيت ايش المصيبة التي هي من اثر هذه المعصية فالمصيبة يحتج عليها بالقدر لو ان انسانا سرق او زنا فقيل له فقال والله انا كتب علي كاتب الله علي انه يزني او يسرق هذا لا يقبل منه لكن لو وقع عليه سقف او جدار وانكسرت رجله وقيل له اين انت كيف ما اخذت حذرك؟ ليش ما احتطت لنفسك له ان يقول هذا شيء كتبه الله علي. لانه ليس بمقدوره الفرار من هذا القدر اه الامام البخاري رحمه الله تعالى الف كتابا عظيما في الباب اسمه خلق افعال العباد خلق افعال العباد ويرد بهذا على القدرية الامام البخاري رحمه الله تعالى الف كتابا عظيما في الباب اسمه خلق افعال العباد. ويرد بهذا على القدرية. وعرفنا انه يندرج في هذا الاسم آآ المعتزلة والامامية وآآ بعظ الطوائف الاخرى ويقابلهم في هذا الجبرية. ويرد الشيخ رحمه الله تعالى وللعباد القدرة على اعمالهم ولهم ارادة. والمعلق الشيخ ابن مانع رحمه الله قال اي فليس بمجبر على اعمال لانه يعملها بارادته واختياره فيثاب على الطاعة ويستحق العقاب على المعصية. لان فيه حرية وفيه اختيار لكن ليست حرية مطلقة كما يقول المعتزلة انما حرية مقيدة بارادة الله جل وعلا ومشيئته وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. ويستحق العقاب على المعصية وما احسن وما احسن قول ابن عدوان ناظم هذه العقيدة حيث قال وللعبد يا ذا قدرة وارادة على العمل افهم فهم غير مبلد اه فيفعل يا ذا باختيار وقدرة وليس بمجبور ولا بمضهد هذه الدرجة من القدر يقول الشيخ رحمه الله تعالى ويقصد بها الثانية بنوعيها يكذب بها عامة القدرية يكذب بعامة القدرية الذين سماه النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة والحديث الوارد في تسميتهم مجوس هذه الامة لا شك ان جميع طرقه لا تسلم من مقال ولذا حكم جمع من اهل العلم عليه بالظعف وانه لا يثبت بهذا اللفظ ومن اهل العلم من يرى انه لكثرة طرقه وتعددها وتباينها انه يدل على ان له اصلا وبعضهم يحسنه وجه الشبه بين القدرية والمجوس انهم اثبتوا خالقا مع الله جل وعلا كقول المجوس انهم يثبتون خالقين وهؤلاء يثبتون مع الله جل وعلا خالقا يخلق فعله والخالق هو الله جل وعلا وحده لا شريك له. مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات اثبات القدر ويريد بهم الجبرية حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها فقل الله جل وعلا كما امر بالايمان له ان يأمر بالكفر من غير فرق كما امر بالايمان له ان يأمر بالكفر. ولا فرق بين ان يقال آآ امنوا وبين ان يقال اكفروا لان العبد اله العابد مثل الالة مجبور مثل الالة الطابعة التي تودع فيها الكتاب النافع والكتاب الضار. ما عليها لوم هل تلام الالة حينما يطبع بها كتاب الالحاد وهل تمدح اذا طبع فيها مصحف مثلا هو مثل الالة سواء قيل له امن او قيل له اكفور. لكن هل بالفعل ان المكلف مثل الالة ولا المجانين يقولون مثل هذا الكلام ولا المجانين يقولون مثل هذا الكلام. هل الانسان اذا اراد القيام ينتظر الامر او ينتظر ان يفك او ينشط من عقاله حتى يقوم لانه عاجز عن هذا العمل ولديه الاختيار ولديه الحرية في ان يقوم او لا يقوم لديه حرية ان يصلي او يترك الصلاة هذه حرية اختيار لكن لكل عمل تبعته الشرعية فان صلى اجر على صلاته وبرئ من عهدة الواجب وان تخلف عن الصلاة اثم وعوقب على اه تفريطه لان مثل ما ذكرنا سابقا لو ان انسانا اخذ حجرا واراد ان يرميه فيما يمنعه من ان يرمي ما في ما يمنعه وذكرنا انه هل جرب واحد منا مرة في عمره انه اراد ان يقذف حجر ما استطاع اذا حركاته تابعة لحريته واختياره ومع ان اختياره وحريته ومشيئته وارادته كلها لا تخرج عن مشيئة الله جل وعلا ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات اه المعلق هنا علق اه تعليق في غير موضعه قال من اهل الاثبات اي لانهم اثبتوا خالقا لما اعتقدوه شرا غير الله هذا كلام صحيح ليس هذا موضعه نعم ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات عن الجبرية والذين اثبتوا خالقا لما اعتقدوه وغير الله قم القدرية ثم قال قال الشيخ شيخ الاسلام في التدمرية ان من الناس من جعل بعض الموجودات خلقا لغير الله وغيرهم لكن هؤلاء يقرون بان الله خالق بان الله خالق العباد وخالق قدرتهم وان قالوا انهم خلقوا افعالهم. يقول آآ ابن القيم في النونية فالناس كلهم اقروا انه هو وحده الخلاق ليس اثنان اه الا المجوس فانهم قالوا بان الشر خالقه اله ثاني ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها يعني هل تشريع الصلاة له حكمة ومصلحة على على القول الصحيح له حكمة ومصلحة الصيام له حكمة ولا مصلحة ولا لا له حكمة وحكم عظيمة لعلكم تتقون. كذلك جميع ما امر الله به جل وعلا له حكمة ومصلحة ومنها ما علمنا حكمته منها ما لم نعلم ولم نطلع عليه وجميع ما نهى الله جل وعلا عنه وامر بالكف عنه نظرا لمصالح العباد واهل السنة يتوسطون في هذا ويقول نعم لها حكم ومصالح ولا تنكر هذه خلافا للجبرية وهذه الحكم وهذه المصالح انما هي من فضل الله جل وعلا لا الزاما ولا ايجابا على الله جل وعلا كما تقوله المعتزلة الذين يجيبون رعاية الاصلح على الله جل وعلا نعم الله جل وعلا آآ شرع الشرائع لمصالح لمصالح الخلق لكنه من فظله تفظل بهذه المصالح ورعاها اه قرر الاحكام على ضوئها خلافا للجبرية الذين ينزعون هذه الحكم وهذه المصالح وخلافا للمعتزلة الذين يوجبون هذه الحكم وهذه المصالح على الله جل وعلا فالجبرية حينما يقولون لا فرق بين بين ان يقول الله جل وعلا امن وبين ان يقول اكفر اذا كان لا فرق هناك مصلحة من من هذا او ذاك ليس هناك مصلحة انما هو مجرد اه الاختبار في الامتثال مجرد الاختبار في الامتثال يعني لا فرق بين ان يقول كل الحيات والعقارب ومن يقول كن من الطيبات ما في فرق. عندهم وبهذا تكون الشرائع كلها لا مصالح فيها ولا حكم انما هي مجرد اوامر من امتثلها اثيب ومن خالفها نعم؟ اثم لكن يبقى انهم من لازم قولهم ان من امتثل ومن عصى لا يثاب ولا يعاقب لانه مجبور. يعني اذا كان الرازي في تفسيره يقرر مذهب الجبرية فهل يرى ان تارك الصلاة لا يأثم ما يرى انه ما يأثم يعني كيف الانسان مجبور ومع ذلك يأثم من ترك الصلاة يعني من اللازم قول الجبرية انه لا يأثم وصرح بذلك غلاتهم ولاتهم من الجهمية صرحوا بهذا ولو لا فرق بين طاعة ومعصية لان كلها مكتوبة على الانسان والانسان مثل الالة مثل ما قلنا في ماكينة الطباعة تدخل مصحف ولا تدخل كتاب آآ زندقة ولا الحاد ما في فرق. مجبور هالالة. الانسان مثله على قولهم على قول غلاة الجبرية يقولون ابدا لا اثم ولا اجر. هذا اذا اثبتنا الاثم قالوا انه ظالم. كيف على شيء نعم ثم بعد ذلك يعذبه عليه لكن يبقى انه هذا لازم مذهبهم انهم انه لا من كفر يجب ان لا يعاقب من كفر لماذا؟ لانه لو عاقبه لكان ظالما له لكن هل يقولون بهذا؟ لا سيما مثل الرازي ما يقول بمثل هذا. نعم غلاتهم لا فرق. الذين وصل بهم الامر الى وحدة الوجود هؤلاء اه الخير والشر واحد عندها اأأفجر الناس واصلح الناس واحد عندهم كل كلام في الوجود كلامه وكل هذه الافعال مما جبر عليها الخلق وقدرها عليهم وكتب ولا مفر منها والانسان حركته في هذه الافعال المأمور بها والمني عنها انما هو كورق الشجر. واذا كان بهذه المثابة فانه لا يستحق ثوابا ولا عقابا لكن توسط اهل السنة فخالفوا القدرية الذين غلوا في النفي وخالفوا ايضا القدرية المسبتة الذين غلوا في الاثبات وتوسطوا. وهم وسط بين الفرق كلها. في جميع ابواب الدين. كما ان الامة وسط بين الملل السابقة. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك