لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. فهذا المجلس الرابع من مجالس شرح العقيدة الواسطية المنعقد في الخامسة عشر من شهر صفر لعام الف واربع مئة واربعة وعشرين في جامع الملك عبد العزيز بمكة قال المصنف رحمه الله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بان الله تعالى رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين. تقدم على قول المصنف من غير تحريف ولا تعطيل. واما قوله ومن غير تكييف ولا تمثيل. فانما اراد درء مسألة التشبيه عن مذهب اهل السنة والجماعة. فان الاثبات عندهم مبني على الاختصاص. ومعنى ان الاثبات مبني على الاختصاص اي ان اثبات الاسماء والصفات اي ان اثبات الاسماء والصفات يختص بالله سبحانه وتعالى ولهذا قال من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. ومراده بالتكييف ذكر كيفية صفة من الصفات فان كل كيفية يذكرها ذاكر او يتخيلها متخيل فان الله سبحانه وتعالى منزه عنها قال ومن غير تكييف ولا تمثيل. والتمثيل هو ذكر مثال للصفة. وترى ان التكييف والتمثيل كلاهما على معنى التشبيه. فان قيل فما الفرق بينهما؟ قيل الفرق من جهة ان التكييف هو حكاية كيفية للصفة ولو لم تكن هذه الكيفية على مثال سابق واما التمثيل فان فيه قدرا من القياس بين شيئين اي ذكر مثال للصفة واظن ان الفرق من هذا الوجه يكون واضحا. ثم قال بل يؤمنون بان الله سبحانه وتعالى قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ومن هنا يتحصل كما سيقرر المصنف فيما بعد ان مذهب اهل السنة والجماعة في هذا الباب وسط بين التعطيل وبين التشبيه والتمثيل واذ قد تبين ان التعطيل فرع عن دليل العقل الذي اصحابه كذلك والا فهو في الحقيقة ليس من حكم العقل وقضائه فان التشبيه والتمثيل مذهب لقوم من المتكلمين وهو فرع عن الدليل نفسه. وهو فرع عن الدليل نفسه كما سيأتي الاشارة اليه. نعم بل يؤمنون بان الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. قوله ليس كمثله شيء هذه جملة من كتاب الله سبحانه وتعالى وقد اتفق المسلمون على امضائها وقد اتفق المسلمون على امضائها. ولا احد من طوائف المسلمين يعارض في شأن الجملة ودلالتها. ولهذا تعد هذه الجملة من الجمل التي تذكرها سائر الطوائف في ذكر توحيد الصفات فاما النفايات للصفات او لما هو منها فلا شك انهم يذكرون هذه الجملة ومعنى هذه انه كما ترى ما يذكرونه يكون مناسبا فيما يحصلون لمذهبهم. وترى ان اهل السنة والجماعة يذكرون ان مذهبهم وسط بين التعطيل والتمثيل فيقولون بان الله ليس كمثله شيء مع اثبات الاسماء فان قيل فالمشبهة هل يؤمنون بهذه الجملة من كتاب الله؟ قيل الجواب نعم. فان من وصفوا بانهم مشبهة من الطوائف ليس احد منهم يذهب الى ان الباري سبحانه وتعالى مماثلة مطلقة للمخلوقين او لشيء من المحدثات والممكنات بل هذا مذهب لم يقل به احد من المنتسبين الى قبلة المسلمين. صحيح ان مذهب التشبيه والتجسيم عرف عن قوم من متقدم الامامية كهشام ابن الحكم هشام ابن سالم وداوود الجواربي وامثال هؤلاء. وعرف تجسيم فيما بعد عن جملة من متأخر الحنفية اتباع محمد ابن كرام السجستاني الحنفي. الا ان تشبيه عند الشيعة وعند جملة من الحنفية اتباع محمد ابن كرام لا احد من هؤلاء او هؤلاء يقول بمماثلة الباري لاحد من خلقه. فان هذا القدر من المعنى كما هو قدر من الجمل الجملة القرآنية متفق عليه. وقوله تعالى ليس كمثله شيء. هذه الجملة من كتاب الله معناها الكلي وهو ان الله سبحانه وتعالى منزه عن المماثلة المطلقة لاحد من خلقه هذا المعنى الكلي قد اتفق اهل القبلة عليه حتى من قال منهم بالتجسيم آآ كمتقدم او كقوم من متقدم الشيعة والرافضة طائفة من متأخر الاحناف اتباع محمد ابن كرم. صحيح انك تقول انه وان كان هؤلاء المشبهة يؤمنون بهذا المعنى الكلي الا ان الاية اه نفسها دليل على ابطال مذهبهم فانهم لم يحققوا قول الله تعالى ليس كمثله شيء. حين قالوا انه جسم وحينما مالوا الى قدر من المشاكلة قياس في اثبات صفات الباري سبحانه وتعالى وافعاله. فلا شك ان القوم معهم قدر من التشبيه والتجسيم المخالفين لكمال الرب سبحانه وتعالى. ولا شك ان القوم اعني مشبهة مخالفون لقول الله تعالى ليس كمثله شيء ولكن الذي ذكرته قبل يراد منه الا يفهم ان طائفة من الطوائف الاسلامية تذهب الى ان صفات الباري كصفات المخلوقين هذا لا احد يقول بذلك من المسلمين وان حكى بعض المتأخرين من اهل السنة او غيرهم كما ترى بعض الاشعرية يحكون عن المشبهة ولا سيما في مقام الرد على الاحناف او المعتزلة يحكون عن المشبهة فان حكاية اقوال الطوائف بعضهم عن بعض قد يقع فيها احيانا قدر من الاستطالة. وان كان ائمة السنة والجماعة اعني المتقدمين لم يقع منهم استطالة في ذكرهم ولمخالفيهم ولكن المتأخرين حتى من اهل السنة والجماعة قد يقع من بعضهم بعض الاستطالة في ذكر المخالفين واخذ المخالفين بلوازم اقوالهم. فمثل هذا لا يعد مذهبا لاصحابه وانما المذهب المعتبر هو ما نطق به القوم. ولهذا نقول انه لم يقع في كلام السلف رحمهم الله ان ذكروا اقوال المخالفين على غير وجهها لكن المتأخرين من اصحاب الائمة الاربعة قد يقع منهم زيادة في ذكر اقوال مخالفين سواء كان هذا الفقيه اه باعتباره منتسبا لاحد الائمة الاربعة سواء كان اه ينتسب الى السنة والجماعة اه الائمة المحضة او كان ينتسب الى طريقة كلامية. فان بعض الحنابلة كمثال زادوا في ذكرهم لاقوال الاشعرية ترى ان بعض الاشعرية زادوا في ذكرهم لاقوان السلفية من الحنابلة وهلم جرة. وهذا امر مضطرب ليس بالفقهاء الذين مروا في القرون المتأخرة بل يوجد قدر منه في هذا العصر. فمثلا حين اصول المدرسة الاشعرية كمثال ترى ان بعض الباحثين يجعل لها اصولا مبنية ومستشهدا حين يقرر اصول هذه المدرسة في المسائل والدلائل ماذا يثبتون من الصفات؟ اه ما هو مصدر التلقي عندهم؟ ما هو كذا؟ ما هو كذا؟ تجد انه يقرب اصول هذه المدرسة حسب ما يذكره محمد ابن عمر الرازي في كتبه. ولا شك ان طرد منهج الاشعرية في الدلائل والمسائل على طريقة الرازي ليس من العدل. فان ثمة فرقا بين طريقة الرازي عن طريقة الجويني فضلا عن طريقة قاضي ابي بكر الباقلاني فضلا عن طريقة ابي الحسن الاشعري ولا سيما في اخر احواله. التي قارب فيها ولا سيما في المنهج مذهب اهل السنة والحديث. فاذا الاستطالة لا يسلم منها احد من الطوائف المتأخرة. حتى المنتسبين للسنة والجماعة منهم. وهذا ادب ينبغي لطالب العلم ان يدركه. الى ان المتكلم وان كان سنيا فليس بالضرورة ان سائر ما ينقله عن غيره يكون نقلا عدلا وصوابا. وليس بالضرورة ان يكون موجب هذا هو الكذب المحض بل قد يكون موجبه غلط في الفهم او في النقل او ما الى ذلك. وتعلم انه وقع حتى في بعض الكتب مقدمة اه كالسنة لعبد الله ابن الامام احمد نقل واسع في ذم ابي حنيفة ورمي بكثير من البدع وجمهور ذلك لا يثبت منه شيء فبعض الاستطالة هو باب من احوال النفس والارادات وليس معتبرا بالعقائد فحينما يكون الرجل سني او حتى سلفيا فليس بالضرورة ان كلامه عن الاخرين يكون على طريقة الصواب والجزم. بل قد يقع منه غلط في النقل ومن ذلك كما اسلفت عند بعض الحنابلة او غيرهم. ومن ذلك مثلا ما يذكره كثيرا ابو اسماعيل الانصاري الهروي فانه سني في ولا سيما في باب الاسماء والصفات ولكنه اذا ذكر اقوال المخالفين للسلف في باب الاسماء والصفات زاد عليهم زيادة كثيرة ورماهم بكثير من اللوازم الى حد الزندقة وما يتعلق بذلك كما صنع مع مخالفيه من الاشعرية وان كانت الاستطالة في غير السنية او في غير السلفية اكثر منها فيها. وهذا كما اسلفت انه في متأخر المنتسبين الى السنة والحديث وليس فيه ائمة السلف. قول الله تعالى ليس كمثله شيء. يقال ليس كمثله شيء شيء سواء كان هذا الشيء موجودا في الحس ام انه كان موجودا مفارقا ام انه كان شيئا متصورا ام انه كان شيئا مفروضا؟ فان الرب سبحانه وتعالى منزه عن سائر موارد التشبيه والمماثلة. ليس كمثله شيء سواء كان هذا الشيء موجودا في الحس. في احوال بني ادم وافعالهم وصفاتهم فان الباري ليس مثلها. او كان هذا الشيء موجودا ولكن وجوده ليس حسيا وانما هو مفارق لا يراه الناس ولا يعلمه المخاطبون. فان الرب سبحانه وتعالى ليس كمثل هذا او كان هذا الشيء من الاشياء المتصورة في العقل. فان كل كيفية لصفة من صفات الله سبحانه وتعالى تصور العقل لها كيفية او كل صفة من الصفات تصور العقل الهاتفية فان هذا تصور الكيفي الذي حكم به العقل يعلم ان الله سبحانه منزه عنه. او كان هذا ليس متصورا في العقل ولكن الذهن يفرضه. وفرض الذهن هو قبل التصور. ويقصد من على الاطلاق بيان ان الله سبحانه وتعالى منزه تنزيها مطلقا عن المثيل والشبيه فانه سبحانه وتعالى كما في صريح الاية ليس كمثله شيء. وترى ان الاية من اخص عصم اهل السنة والجماعة ان الاثبات يستلزم التشبيه فان الله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فان الاثبات هنا جاء في مورد النفي اي جمع بين الاثبات والنفي في سياق واحد. فدل على ان الاثبات ليس معارضا للنفي المذكور في القرآن بل ان الاثبات لا يكون لائقا بالله سبحانه وتعالى الا اذا تضمن هذا التنزيه. والا فان مطلق الاثبات والا فان مطلق الاثبات ليس تنزيها فان الصفات يشترك فيها الخالق والمخلوق وانما اختصاص البال سبحانه وتعالى ليس باصل الصفة. فان الله يوصف بالكلام والمخلوق يوصف بالكلام والله يوصف العلم والمخلوق يوصف بالعلم الى غير ذلك. وانما اختصاص الباري سبحانه وتعالى ان ما اظيف اليه من الصفات لا يكون مماثلا لما اضيف الى المخلوق من الصفات. فان الصفات الباري متعلقة بذاته. وكما ان ذاته مفكة ومفارقة عن ذوات المخلوقين فان صفاته سبحانه وتعالى كذلك. نعم. فلا ينفون عنهم ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلمة عن مواضعه عن مواضعه. ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه. اي ان اهل السنة والجماعة لا ينفون صفة من الصفات قد نطق القرآن بها وهل عدم نفيهم لصفة من صفات الله؟ التي نطق القرآن بها هو من باب التسليم المحض ام انه من باب ولا يلحدون في اسماء الله واياته ولا يمثلون صفاته ولا يلحدون باسماء الله واياته الالحاد هو الميل من جهة عصر اللغة. وما ذكر في كتاب الله فانه في حق قوم التسليم والتحقيق العقلي. ايهما الثاني من باب التسليم ومن باب التحقيق العقلية والمراد من ذلك انه لا يفهم ان اهل السنة كما يرميهم مخالفوهم اثبتوا هذه الاسماء مع ان ظاهرها التشبيه او اثبتوا هذه الصفات مع انها مع ان ظاهرها التشبيه او على طريقة بعض المخالفين تستلزم التشبيه فيدعون ان السلف اثبتوها من باب التسليم المحض ومن باب الديانة المحضة. والصواب ان السلف اثبتوا الاسماء والصفات تسليما لله سبحانه وتعالى وامتثالا واثبتوا هذه الاسماء الصفات من باب التحقيق العقلي. ومعنى قولنا من باب التحقيق العقلي اي ان المعاني التي دلت عليها هذه النصوص يحكم العقل بوجوبها في حق الله سبحانه وتعالى. وانها في حكم العقل من الكمال او من النقص او من محل التردد تعد في حكم العقل من الكمال. ولهذا وان كان المذهب عند السلف يبنى على التسليم الا انه يقال ما من صفة من صفات الله نطق القرآن بها الا واذا ذكر عمرها في حكم العقل مضافة الى الله علم بحكم العقل انها صفة كمال تليق بالله سبحانه تعالى فان قال قائل هل يعني هذا ان سائر الصفات المذكورة في القرآن تعلم بالعقل قبل ورود الشرع؟ اي قبل ورود للقرآن ونزوله؟ فالجواب ان الصفات تنقسم الى قسمين. وهذا تقسيم اصطلاحي صفات تعرف بحكم العقل قبل ورود الشرع. ولهذا يصدق بها جمهور من يقر ولو كانوا من المشركين عبدة الاوثان. كاتصاف الله سبحانه وتعالى بالعلم. فان المشركين في جاهلية كانوا يؤمنون بان الله عليم. وكاتصاف الله سبحانه وتعالى بالقدرة. فان المشركين فضلا عن المسلمين يقرون بذلك. ولا شك ان الاقرار بعلم الرب سبحانه وتعالى. وقدرته وعزته وما يتعلق بهذا النوع من الصفات لا شك ان هذا الاقرار نقول عنه انه اقرار يعلم بالفطرة فان الله فطر الخلق على ربوبيته من اخص معاني ربوبيته انه بكل شيء ايش؟ انه بكل شيء عليم. اليس الرب سبحانه وتعالى قال في كتابه واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى فهذه الفطرة التي محصلها ان الخلق قد اقروا لله سبحانه وتعالى بالربوبية. فما معنى ربوبية الباري باخص معاني ربوبيته انه قد احاط بكل شيء علما وانه بكل شيء عليم وانه على كل شيء قدير الى غير ذلك ولا يقول قائل هذا توحيد الربوبية وكلامنا في توحيد الاسماء والصفات لانه يقول ان هذا تقسيم اعني تقسيم التوحيد الى ثلاثة اقسام هذا اصطلاع والا فان المشهور عند المقسمين من العلماء الذين اه تقدم شأنهم شيئا ما ان التوحيد ينقسم الى توحيد العلم والخبر والى توحيد الارادة والقصد والطلب وما يتعلق بذلك باعتبار ان الاسماء صفات باب من ابواب الربوبية ولكن خصها بعض اهل العلم بالذكر باعتبار ان مادتها آآ وقع فيه نزاع بين اهل بخلاف بعض معاني الربوبية الاخرى. فكل هذا مما يستعمل عند اهل العلم ولا اشكال فيه. فما حصل من هذا انه يقال ان باب الربوبية من اخص ابوابه باب الاسماء والصفات. باب الربوبية من اخص وبه باب الاسماء والصفات. نعم كنا في معنى قسم الصفات نعم فهذا القسم الاول وهي الصفات التي تعلم بالعقل. والقسم الثاني من الصفات لا يعلم الا بعد مولد الشر فمثلا قول النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا يقال ان هذه الصفة علمت بالسمع واما العقل فانه لا يدل عليها ابتداء. ولكن مع هذا وان كان يقال ان ثمة جملة من الصفات لا يدل عليها العقل ابتداء ولم تعرف الا بخبر الرسل ونزول الكتب فان هذا النوع من الصفات فظلا عن الذي يعلم بالعقل ابتداء هذا النوع المعلوم في السمع وحده اذا جاء به السمع فان العقل يقضي بتصديقه او او بتكذيبه او لا يحكم فيه بشيء. فان العقل يقضي بتسديده. فان العقل يقضي بتصديقه فانه لائق بالله سبحانه وتعالى ومن هنا علم ان سائر الاسماء والصفات مبنية على التسليم وعلى حكم العقل سواء كان هذا الحكم حكما قبليا قضى به العقل قبل ورود الشرع ام كان حكما تقريريا؟ وقد يقول لماذا لا نقف ونقول انه مبني على الكتاب والسنة؟ نقول انما نذكر مسألة العقل لان المخالفين عامة مخالفتهم زعموها من موجب ايش؟ من موجب العقل فلا بد ان نبين ان العقل موافق للنقل ولا بد. نعم من المشركين ولهذا ترى ان شيخ الاسلام يستعمل طريقه الاستعمال لها لا يحتاج الى كثير من النظر والتأمل. وحين يقال ان الاستعمال لا يحتاج الى كثير من النظر والتأمل. فلا يعني هذا التغليط لها. وانما يعني هذا انها لا تستعمل الا بقدر مناسب. وهذا الذي المقصد هنا يتعلق بكون شيخ الاسلام كثيرا يذكر الايات التي ذكرها الله في شأن الكفار اما من العرب او من اليهود والنصارى او الايات التي ذكرها الله عن المنافقين فترى ان شيخ الاسلام في كثير من كتبه يذكر هذه الايات في مورد ذم المخالفين للسلف من اهل البدع. فمثل هذا ينبغي ان يبين او ان يتبين مراده منه. فيقال ان سائر ما يذكره المصنف في كتبه من هذه الايات التي نزلت في حق قوم من الكفار لم يرد بها مسألة الاسماء والاحكام اي ان هؤلاء يأخذون حكم الكفار ولم يرد بها الا مسألة المشابهة في الافعال او المشابهة في الاقوال. ولا شك ان الواحد من المسلمين قد يقع مشابهة في الاحوال او في الاقوال والاعمال لقوم من الكفار. ومن هنا فذكر مسألة مشابهتهم لقوم من او اليهود او غيرهم لا يكون شأنه مشكلا. لكن لا ينبغي ان يفهم انه يعطي حكم المسلمين من اهل البدع حكم من عبدة الاوثان او غيرها. ولهذا ذكره لمسألة الالحاد يقصد بها مسألة التعطيل. فان عدم التحقيق لاثبات الاسماء والصفات هو نوع من الميل عن الحق في ايات الله اه اسمائه وصفاته ومن هنا سمي قول المعطلة الحادا من هذا الوجه. وان كان المتبادر في اصطلاح المتأخرين ان الالحاد اذا ذكر يقصد به الزندقة المحضة فهذا ليس مرادا في مثل هذا المولد. نعم. ولا صفاته بصفات خلقه لانه سبحانه لا سمي له ولا كفو له ولا ند له. نعم ولا يمثلون صفاته اي ان السنة والجماعة لا ينفون شيئا من الاسماء والصفات ولا يحرفونها بما يسمى تأويلا بل يثبتونها على موردها قرآني بل يثبتونها على موردها القرآني او النبوي. وكما انهم لا يعطلونها للتأويل والالحاد الذي هو الميل بها عن حقها الذي قصد بالخطاب فانهم لا يمثلون صفاته بصفات خلقه اي لا يجعلون شيئا من الصفات مشابها لصفات المخلوقين. وهنا مسألة في مسألة التشبيه لا بد من فيها فانك اذا نظرت كتاب الله سبحانه وتعالى وجدت ان الصفات بل وحتى الاسماء التي الله سبحانه وتعالى الى نفسه وجدت انها مضافة في القرآن نفسه وفي العرف العام الذي اقره الاسلام الى كثير او ان كثيرا منها يضاف الى كثير من الخلق. فمثلا قال الله تعالى عن نفسه ان الله نعم يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا. وقال عن عبده انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا فترى ان السياقين فيهما قدر من الاشتراك. قال عن نفسه ان الله نعم يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا. ولما ذكر عبده المخلوق قال فجعلناه سميعا بصيرا. وقال عن نفسه سبحانه وتعالى وكان بالمؤمنين رحيما. تحيتهم يوم يلقونه سلام. وقال عن عبده لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فسمى نفسه رحيما وسمى نبيه رحيما بالمؤمنين. وترى ان صفة الواحدة تأتي في اية واحدة فان الله يقول رضي الله عنهم ورضوا عنه. فالصفة المشتركة هي صفة الرضا وقال عن نفسه هو الله الذي لا اله الا هو الملك. وقال عن عبده وقال الملك ائتوني به الى غير ذلك قال عن نفسه او سمى نفسه العزيز وقال في كتابه وقالت امرأة العزيز الى غير ذلك. فترى قدرا مشتركا في ذكر الاسماء والصفات وهذا صريح في كتاب الله فضلا عن غيره. فهنا يقال ان هذا الذي في القرآن من هذا الاشتراك هو اشتراك في الاسم المطلق. هو اشتراك في الاسم المطلق. وتقدم معنا في المجلس السالف ان العقائد والمعاني جملة سواء كانت في باب الخبر او في باب الطلب لا تؤخذ من الالفاظ المجردة اي عن ايش؟ الاظافة والتخصيص. وانما هو لفظ وكلمة واحدة. سواء كانت اسما او فعلا ليس له مقارن من القول او الحال. وانما المعاني تؤخذ من الجمل المركبة وانما المعاني تؤخذ من الجمل المركبة وتعرف الجمل عند العرب هي ما يسميه النحات بما كون من المبتدأ والخبر او كون من وايش؟ والفاعل. فهذه هي الجمل التي تحصل المعاني. واما ما قصر عن ذلك فان الكلام لا عندها مفيدا فانك ان قلت مبتدأ ولم تذكر خبره والسياق والحال لا تدل على خبره فانك لم تذكر شيئا اذا ولا يمكن ان يحصل معنا من هذا. فيقال ان الاشتراك المذكور في مثل السياق من الايات السالفة انما وقع في اللفظ المطلق او في السياق المرتب؟ ايهما؟ الاول. انما وقع في اللفظ فان الذي يريد ان يذكر هذا الاشتراك سيقول ان صفة الرضا اضيفت الى الله واضيفت الى المخلوق وان السمع اضيف الى الله واضيف الى المخلوق وهلم جرة من الصفات. فيقال ان الاشتراك وهذه قاعدة عني الامام ابن تيمية بتقريرها في كتبه ولخصها في الرسالة التنويرية. الاشتراك في الاسم المطلق ونعني بالاسم المطلق ايش الذي لم يضف ولم يخصص. انما هو اسم مجرد. الاشتراك في الاسم المطلق لا التماثل بعد الاظافة والتخصيص. عقلا لماذا؟ لان الاسم المطلق هل له وجود معنوي في الخارج؟ الجواب لا لا تمثيل له في الخارج. وانما لا يوجد حقيقته في الخارج الا بعد ايش؟ اظافة او بعد تخصيصه. فاذا ما اظيف او خصص تعلق به معناه في الخارج والوجود ولهذا هذه الاسماء وان اشتركت او جملة منها بين الخالق والمخلوق الا ان ما يليق بالله اضيف اليه وما يليق بالمخلوق اضيف اليه. فلما كان هذا مضافا الى الله فانما اضيف اليه يكون معناه مناسبا للموصوف به. وما اضيف الى المخلوق فان معناه يكون مناسبا للموصوف به. وهنا لك تقول ان التشبيه او التمثيل الذي نفته النصوص واين نفته النصوص؟ في قول الله تعالى ليس كمثله شيء التشبيه والتمثيل الذي نفته النصوص هل هو الاشتراك في الاسم المطلق؟ ام انه ما كان من المعاني مضافا قصصا الثاني. اما الاسم المطلق فان النصوص لم تنفه. ولقائل ان يقول او لو قال قائل وليس له ان يقول لكن لو كان قائل الا يكون كمال التحقيق لتنزيه الله عن التشبيه والتمثيل ان ننفل مشابهة لخلقه فالاسم المطلق وما والاسم المقيد؟ قلنا للشراء التشبيه الذي نفته النصوص هو ما كان من اسماء ايش؟ مضافا مخصصا او تقول مقيدا الى غير ذلك. واما الاشتراك في الاسم المطلق فان التشبيه او هذا الاشتراك ليس هو المنفي في النصوص وتسميته تشبيها فيه نظر لان التشبيه مبني على القياس وليس ثمة عند الاسم المطلق مقيس ومقيس عليه لان الاسم المطلق لم يضاف الى احد بعينه فترى ان التحقيق ان هذا يمكن ان يسمى تشبيها او لا يمكن. لا يمكن لما لان التشبيه يستلزم وجود والمشبة به. والاسم حال اطلاقه. الاسم حال اطلاقه وتجريده عن الاظافة والتخصيص هل يمكن ان يتحصن منه مشبها ومشبه به؟ انما المشبه والمشبه به وجوده وثبوته فرع عن ايش عن اضافة الاسم اذا قلت هذا باب زيد وهذا باب عمرو فهنا لك ان تقول ان باب زيد مشابه عمرو اليس كذلك؟ فهنا اثبتنا تشبيها. لكن اذا ما قلنا باب اذا قلنا ايش؟ باب هل يمكن لقائلا ان يقول ان هذا اللفظ تظمن تشبيها؟ لانك ان قال تظمن تشبيها ماذا نقول له؟ اين المشبه واين المشبه؟ لكن حين يقول باب زيد وباب عمرو فنعم ثمة مشبه ومشبه به. اما اذا قال باب فان اننا نقول انه لفظ مشترك. وما معنى كونه مشتركا؟ يمكن ان يذكر على غير مورد وعلى غير سياق وعلى غير دلالة فاذا التشبيه الذي نفته النصوص ليس هو الاشتراك بالاسم المطلق لما؟ لاسباب عقلية شرعية اولها ان الاسم المطلق يمتنع ثبوت المشبه والمشبه معه. ومن هنا اقتنع ان يسمى وروده تشبيها. فلو قال قائل اليس النفي حتى في الاسم ابلغ في تنزيه الله عن خلقه. لو قال قائل هذا القول ماذا يكون جوابه يقال لا لم؟ لانه لولا هذا الاشتراك في الاسم المطلق لما تحصل ماذا؟ لما تحصل العلم باسماء الله وصفاته. كما تحصل العلم باسماء الله وصفاته. ولذلك بعظ المعطلة الذين بالغوا في مسألة تنزيه الله سبحانه وتعالى. لما وجدوا القرآن يذكر العلم مضافا الى الله ومضافا الى العبد. ويذكر الرحمة مضافة الى الله ومضافة الى العبد قالوا ان هذا من باب الاشتراك اللفظي ومراد المناطق بالاشتراك اللفظي ايش ان اللفظ هو اللفظ ولكن ليس هناك ادنى نسبة من المعنى بين ايش؟ بين المرادين وقالوا ان هذا من باب ايش؟ التنزيه. الكلام الذي اضيف الى المخلوق ما هو وما يعبر به من القول الذي هو بحرف وصوت. الكلام الذي اضيف الى الله قطعوا ادنى نسبة من المعنى تتعلم بالكلام الذي اضيفه الى المخلوق. جعلوا الاشتراك اشتراكا لفظيا. هل من التنزيل ام انه عند التحقيق من التعطيل؟ من التعطيل لماذا؟ لانه لو قيل في اسماء الله وصفاته انما منها مضافا الى المخلوق. هو من باب الاشتراك اللفظي الذي معناه معنى الاشتراك اللفظي انه لا توجد نسبة مطلقة ولا مقيدة من المعنى بين المضافين لوقع هنا سؤال صعب لا جواب لهم عنه. هل يمكن ان يعلم ما يتعلق بربوبية الله قول يمكن ان نعلم لا يمكن العلم به. لان الله اذا قال عن نفسه ان الله ان يعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا نفقه معنى كونه سميعا بصيرا او لا يمكن ان نفقه؟ لا يمكن. ولا يقول قائل ان سمعه اي انه يسمع عبادة حتى لما قالوا هو الادراك الادراك مبني على تحصيل هذا القدر المشترك. فمن قال في باب الاسماء والصفات انما اظيف منها الى المخلوق. هو من باب المشترك اللفظي يقال هذا ممتنع لانه يستلزم عدم فهم الخطاب القرآني المضاف الى الله ومن هنا ابطل شيخ الاسلام رحمه الله هذه المسألة وهي ما زعمه الرازي مذهبا لابي الحسن الاشعري. وقال انه غلط على الاشعري في هذا المسلك والاشعري وائمة المتكلمين يعلمون فساد هذه الطريقة. التي تقول ان هذا من باب المشترك اللفظ فان قيل اذا ثمة نسبة نقول لابد ان يفصل القول هل هذه النسبة في المقيد ام انها في المطلق؟ في المطلق. والمطلق كما اسلفنا ليس هو من باب التشبيه لانه لا يمكن ان يحصل منه وايش؟ ومشبه به فهي نسبة كلية لا وجود لها في الخارج بها يعلم الخطاب. بها يعلم ويفقه الخطاب. ولهذا جميع ومن يعرف لغة العرب حتى من الكافرين؟ اذا قرأوا قول الله تعالى ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا فقهوا المعنى او لم يفقهوه؟ فقهوه. والفقهم له يستلزم ان الباري يكون مشابها ومماثلا للمخلوقين؟ كلا. مما على ان الاثبات مناسب للعقل والفطرة ولو كان صاحبها ليس على دين مسلمين. ولهذا لا ترى ان ائمة الشرك والجهل الذين وصفهم القرآن بالسفه والجهل وغير ذلك من مشرك العرب. لا ترى ان احدا من العرب المشركين قد اعترض على اية من ايات الاسماء والصفات. مما يدل على انها ايش؟ مناسبة وتعلم انهم ما فتئوا يبطلون القرآن حتى قالوا انه سحر يؤثر وحتى قالوا عن النبي انه كاهن ومجنون الاعلى اي القياس الاعلى فهذا ليس بصحيح. هذا ليس بصحيح وانما المثل بمعنى ايش؟ الوصف وليس بمعنى القياس الاعلى او القياس الاولى. انما المثل بمعنى الوصف. ومن هنا لا ينبغي ان يكون في تقرير معتقد الى غير ذلك فلو كان من قضاء العقل عندهم ان صفات الباري منتفية او ان الاثبات يستلزم التشبيه او ما الى ذلك اعترضوا على كتاب الله بذلك كم اعترظوا في مسألة البعث في مثل قول الله تعالى وظرب لنا مثلا ونسي خلقه الى اخره. نعم لانه سبحانه لا سمي له ولا كفو له ولا ند له. لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له. هذه الاسماء معناها متقارب. هذه الاسماء الثلاثة معناها متقارب. وحين يقال معناها متقارب فباعتبار ان كل اسم من هذه الاسماء يفيد اختصاصا بمورد اكثر من الاخر ولكن ليس منها واحد اه يتضمن اختصاصا يمتنع ان يكون مرادا في الاخرة والمصنف ليس من طريقته ذكر المترادفات في مثل هذه التقارير التي يقصد منها التحقيق. ولكن ذكر المترادف او المتضمن للاخر هو من باب التحقيق للمعنى. فهو لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له. ولهذا ترى ان كل اسم يمكن ان يفسر بمعنى اخر وان كان تفسيره بمعنى اخر لا يلزم ان يكون من باب المطابقة فقد يكون من باب التضمن او نحو ذلك. نعم ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى ولا يقاس بخلقه اما انه سبحانه وتعالى لا سمي له فهذا اعني السمي ينزه الباري عنه سبحانه وتعالى ولا كفؤ له ايظا ينزه الباري عنه. لان الله يقول هل تعلم له سم يا ولم يكن له كفوا احد ولا مثل له لان الله يقول ليس كمثله شيء. فنفس هذه الاسماء الثلاثة بين. ولكن قول يصنف ولا يقاس بخلقه. قد يقول قائل ان المصنف هنا نفى القياس. مع ان لفظ القياس لم يذكر في الكتاب او في السنة نفيه. فيقال في جواب مجمل وثمة بعده جواب مفصل ان المصنف انما نفى القياس المقيد فقال ولا يقاس بخلقه. ولا شك ان النفي على هذا التقييد نفي ثم هنا جواب مفصل هل يستعمل في حق الباري سبحانه وتعالى القياس؟ اذا ذكر باب الاسماء فعل هو باب يستعمل فيه مورد القياس؟ ام انه لا يستعمل فيه؟ ترى في جواب متأخر اهل السنة انهم يقولون القياس ينقسم الى ثلاثة اقسام قياس الشمول وقياس التمثيل وقياس الاولى. فيقولون ان قياس الشمول وهو ما يستوي فيه جميع افراده او قياس التمثيل وهو ما يعطى فيه الفرع حكم الاصل عندهم ان قياس التمثيل والشمول مما ينزه الباري عنه. فلا يستعمل في حق الله سبحانه وتعالى قياس الشمول ولا قياس التمثيل. وقياس الشمول هو بمعنى العموم وقياس العفو اقناع قياس شمول مانع ومقياس التمثيل هو ما يعطى فيه حكم الاصل للفرع وهو المستعمل في الجملة عند الفقهاء قالوا ولكن يستعمل في حق الله قياس الاولى. وهو المذكور في مثل قول الله تعالى ولله المثل الاعلى قبل بيان مراد اهل السنة قياس الاولاد والقاعدة المشهورة التي ذكرها وجماعة تحت مسألة تياس الاولى المضاف الى الله. هنا اه تحصيل لابد منه التحقيق ان استعمال لفظ القياس مضافا الى الله غلط. التحقيق ان استعمال لفظ القياس اضافا الى الله غلط من جهة الاصل. لما؟ لان هذا اللفظ في اللغة يعني اشتراكا اظافيا بين المقييس والمقيس عليه. وانه فرع عن الاسماء المطلقة او الاسماء المضافة القياس فرغا الاشتراك يقع فرعا عن ايش؟ الاشتراك يقع عن المطلقة قل ان اللفظ مشترك وهو مطلق. اما القياس فانه فرع عن ايش؟ عن الاظافات والتخصيصات والتقييدات. اي فرع عن الجمل اليس كذلك؟ ومن هنا يقال انه ليس مناسبا في حق الباري سبحانه وتعالى. فانه باعتبار اصل اللغة يفيد قدرا من التشبيه الذي لا يليق بالله سبحانه وتعالى. فان قال قائل قوله تعالى ولله المثل الاعلى. قيل نعم ولكن الله سبحانه وتعالى لم يذكر لفظ القياس في مثل هذا المورد الاعلى وان وافق جملة مما يسميه اهل المنطق والاصطلاح في قياس الاولى فاننا نسميه المثل الاعلى ولا يصح ان نسميه من باب القياس. ولا سيما اذا اضيف الى الله سبحانه وتعالى. فمحصل هذا ان لفظ القياس لا يجوز اظافته الى الله سبحانه وتعالى ولا تقريره في مورد الاسماء والصفات ابتداء ولكن اذا تكلم مع المخالفين. اذا تكلم مع المخالفين. فانه لا بأس هنا ان يتكلم مع اهل الاصطلاح من باب البيان باصطلاحهم. فيقال انما ذكرتموه مسمى بقياس الاولى نثبته معنى انه المثل او على اسم انه المثل الاعلى. على انه المثل الاعلى. واما من فسر الاية ولله المثل قد اهل السنة والجماعة انهم يثبتون في حق الباري قياس الاولى لان هذا اللفظ فيه غلط من اصل اللغة وانما يقال ان اهل السنة والجماعة يقولون ان الرب لا يقاس بخلقه. واما ما يسميه هؤلاء مقياس الاولى فان المناسب منه هو ما سماه القرآن بالمثل الاعلى. ولك ان تقول ان المثل الاعلى المذكور في القرآن اخص مما يسميه اهل المنطق والاصطلاح بايش؟ بقياس الاولى فلما لم يكن بينهما تطابق لما لم يكن بينهما تطابق امتنع ان يطلق هذا الاسم الشرعي على هذا الاسم الاصطلاحي باعتبار ان الاسم الاصطلاحي اوسع في المراد من الاسم الشرعي. ولكن اذا ذكر القول مع المخالفين قيل ما يسمى بقياس الاولى هو من حيث معناه المناسب يكون ثابتا ولكن اللفظ يتردد فيه. وهنا قاعدة لطالب العلم السلفي والسني وللمسلم عموما ان يختفيها الى انه ما يصح في مورد الرد سواء كان الرد على مخالف من المسلمين او كان الرد على احد من ملل الكفر ما يصح في مولد الرد لا يستلزم ان يكون صحيحا في مولد التقرير فان ذكر العقيدة اما ان يكون تقريرا ابتداء للمسلمين واما ان يكون ايش؟ من باب الرد فما صح في مقام الرد على المخالف لا يلزم بالضرورة ان يكون صحيحا او على اقل تقدير ان يكون مناسبا لمقام لمقام ايش؟ التقرير وكأن هذا يعطيك نتيجة من نوع اظهر ان مقام التقرير اضيق من مقام الرد او العكس. ايهما اضيق مقام التقرير او مقام الرد؟ مقام التقرير فما يقع فيه كثيرون من ان ما استعمله بعض اهل السنة في مقام الرد ينقلونه الى مقام التقرير هذا النقل ليس مناسبا ولهذا ما ذكر مسألة القياس قياس الاولى وما يتعلق بها الا في مقام تقرير الرد على المخالفين في مسألة القياس. والا في اصل السلف والمتقدمين ليس لهذا الاسم مورد من جهة اه التقرير ابدا. وينبغي دائما ان تبنى العقيدة عند على مقام التقرير القرآني او النبوي. واما مقام الرد فانه يتوسع في شأنه عند الائمة. نعم فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره. فاصدق قيلا واحسن حديثا. فانه سبحانه وتعالى اعلم لنفسه وهذه ضرورة عقلية وهي ضرورة شرعية. وترى ان المصنف هنا يستعمل باب الضروبات فان المخالف اذا ما الزم بجملة من الضرورات واعني بالظرورات اي المعاني المسلمة وهذه طريقة فاضلة في الجدل وهي مستعملة في القرآن وهي الاستدلال على المختلف بايش المؤتمر ان تستدل على المختلف فيه بما بالمؤتلف عليه او بالمتفق عليه وهذه الطريقة ترى كثيرا تستعمل في القرآن فلما خالف المشركون مثلا في توحيد العبادة وافراد الله بالتوحيد ذكر الله وتعالى اقرارهم بتوحيد ايش؟ الربوبية من باب الاستدلال على المختلف فيه او المخالف فيه عند المشركين الالوهية بالموافق او المتفق عليه معهم وهو الربوبية. فهذه طريقة معروفة حتى في علم الجدل والمنطق. الاستدلال على المختلف فيه بالمؤتلف عليه. فالمصنف يقول لانه سبحانه وتعالى اعلم بنفسه. ولما كان اعلم بنفسه فان ضرورة حكم العقل تعني انه يقتفى ما يتعلق باسمائه وصفاته مما انزله الله نبيه صلى الله عليه وسلم. ولهذا يمتنع ان يكون احد من خلقه اعلم به سبحانه وتعالى من نفسه. فلما علم فهذا الامتناع وجب تصديق سائر ما ورد به القرآن من اسماء الرب سبحانه وتعالى وصفاته. نعم. واحسن حديثا من خلقه ثم رسلا اي قولا. ومن اصدق من الله قيلا واحسن حديثا اي ابلغ. وكما اسلفت ان الغلط في المعاني اما ان يقع اما ان يكون سببه العجز او فساد الارادة الغلط في المعاني اما ان يكون سببه العجز او فساد الارادة. العجز عن البيان والله سبحانه وتعالى منزما عن ذلك واما ان يكون سببه فساد الارادة والله سبحانه وتعالى لا احد اصدق منه فلما كان بيانه سبحانه وتعالى لخلقه في هذا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وعلم ان معاني الايات في اسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته على ظاهرها. ولا يحق لاحد ان يقول ان المسلمين اختلفوا فيها كما اختلف فقهاؤهم في ايات الاحكام. فانه يقال ان باب الاحكام مبني على تحصيل المختص واما باب الخبر فانه مبني على التصديق والتكذيب. لا يحق لاحد ان يقول ان اختلفوا في الاسماء والصفات كما اختلف فقهاؤهم في ايات الاحكام. يقال هذا غلط من جهة العقل لماذا؟ لان ايات الصفات هي من باب الخبر. اليس كذلك؟ والخبر ليس امام العقل فيه الا اما التصديق واما التكليف. ولهذا ليس له غير هذا المورد بخلاف ايات الاحكام فانها باعتبار تحصيل الحكم المختص وتعلم ان الله سبحانه وتعالى في كتابه عامة ما يذكر هو امر ونهي والامر والنهي اذا ذكرت معانيه المفصلة قيل قد يكون الامر على الايجاب وقد يكون الامر على الاستحباب وقد يكون الامر على ايش؟ الاباحة. وان النهي قد يكون من باب التحريم وقد يكون من باب الكراهة والتنزيه. فلما وجد هذا التفصيل في الاحكام هنا تعلق اختلاف الفقهاء بها كان في مولد الخبر ولهذا مما يدلك على هذا المعنى انك لا ترى احدا من طوائف المسلمين ينازع في دلالة قصص الانبياء اليس كذلك؟ بل كلهم يصدقون بها على معنى واحد في الجملة ولا يختلفون في تفسيرها وقد تقدم معنا ان مخالفة من خالف في باب الاسماء والصفات ليست فرعا عن النظر في ايات القرآن ما هي فرع عن علم الكلام نعم. ثم ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون ثم رسله اي رسل الباري سبحانه وتعالى صادقون مصدقون. الرسل عليهم الصلاة والسلام اخص من الانبياء. وظاهر القرآن ان كل رسول فانه نبي. وليس كل نبي يكون رسولا. هذه قاعدة بينة من مجموع النصوص. واما الفرق بين النبي والرسول فان المتأخرين من اهل السنة وغيرهم تكلموا فيه كثيرا. ومن اشهر التفريقات المتداولة في الكتب المتأخرة ان الرسول من اوحي اليه شرعا وامر بتبليغه. وان النبي هو من اوحي اليه شرعا ولم يؤمر بتبليغه وهذا الحد مع شهرته هو من افسد الحدود. بل انه مناقض للشرع والعقل. فان النبي اذا اوحى الله اليه قال كيف يمكن ان يقال انه لم يأمره؟ بايش؟ بتبليغه. ومعلوم ان جميع الانبياء والمرسلين اتوا قومهم فبلغوا عني ولو اية. التبليغ يؤمر به كل من امن بالله سبحانه وتعالى. حتى العام فانهم مأمورون بالتبليغ لما ايش؟ يقدرون عليه. وترى ان الله سبحانه وتعالى ذم الذين كتموا العلم وراء ظهورهم او لم يبلغوه او ما الى ذلك. والنبي عليه الصلاة والسلام يقول ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا كان حقا عليه اي واجبا حقا بمعنى ايش؟ واجبة الا كان حقا عليه ان يدل امته على غير على خير ما يعلمه لهم وان ينذرهم شر ما يعلمه لهم كما في حديث عبد الله ابن عمر في الصحيح. وتعلم ان دلالة النبي لسائر اوجه الخير لا يلزم بالضرورة ان تكون سائرها نزلت بوحي ايش؟ خاص وانما عرفها من مجموع رسالته. فاذا كان واجبا عليه الدلالة على اوجه الخير العامة. فما بالك بالوحي؟ ايش؟ فما بالك بالوحي الخاص؟ ولهذا هذا التعريف لك ان تقول لا يعلم من اين دخل على كتب العلماء. والغريب ان ثمة بعض المسائل فيها اقوال مناقضة الشرع هو مناقضة للعقل كما سلف تعريف التواتر وان الحديث المتواتر هو ما ترواه جماعة عن جماعة الى اخره ثم يقولون انه ليس له مثال من جهة السنة وهذا يعني ان السنة لا يكون منها شيء ايش؟ متواتر واشد من ذلك نتيجة ان السنة لا يحتج بها في العقائد الا في حديث او حديثين قل او فمثل هذه الحدود هي من الحدود الباطلة التي دخلت على بعض كتب العلماء. فان قيل فما التحقيق في معرفة الفرق بين النبي والرسول قيل الذي دلت عليه مجموع النصوص دلالة بينة ان الرسالة اخص من النبوة وان كل رسول فان انه نبي ولا يلزم ان يكون النبي رسولا. وهذا ما يسميه المناطق بالرسم. فانما دلت عليه النصوص هو الرسم بين مسألة الرسالة ومسألة النبوة. فالرسم بين من النصوص. واما الحد ويقصدون بالحد او وبالتفريق بين الرسم والحد ان الحد هو الذكر لماهية الشيء. واما الرسم فانه تمييز الشيء عن عن غيره. وتعلم ان تمييز لا يلزم منه تعيين الماهية. الامام ابن تيمية رحمه الله له كلام حسن. يقول ان جمهور متقدمي النظار كانوا يعتبرون الاشياء بالرسم. حتى جاء المتأخرون فاستعملوا فيها ما يسمى بالحد. قالوا ومعلوم ان في كثير من الموارد لا يكون ممكنا وانما غاية ما يمكن ان يقع ما يسمى بالرشم. لا يا شيخ. اذا طيب نقف على هذا المعنى نستكمله ان شاء الله بعد صلاة العشاء وبين الاذان والاقامة اذا كان شيء من العشاء لانه بعد العشاء لا يكون معنا وقت للاسئلة ومن شاء من الاخوة ان وضوءه او ما الى ذلك. نعم. لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. فضيلة الشيخ احسن الله اليكم ثمة اسئلة تسأل عن توضيح قول المصنف رحمه الله ولا يحرفون الكلمة عن مواضعه تقدم الجواب عن هذا وان قوله ولا يحرفون الكلمة عن موضعه اي انهم لا يخرجون بايات الله سبحانه وتعالى المذكورة في القرآن قال اعم معناها المراد بها. فقوله تعالى الرحمن على العرش استوى. لا يقولون فيه ما تقول المعطلة انه بمعنى استولى. بل يقولون انه استواء يليق بالله سبحانه وتعالى. نعم فضيلة الشيخ هذا سائل يقول الا يصح ان يكون في الاسم المطلق تشابه باعتبار ما هو في الاذهان؟ وهل يكون التشابه والاشتراك تمثيل اه في حقيقته متفرع عن قياس الشموع. نعم. هذا يسأل عن المراد بالتخصيص والاظافات الوالدة في كلامكم التخصيص والاظافات اي عدم بقاء اللفظ على الافراد فانك اذا قلت باب فهذا لفظ مفرد الاسم المطلق هما من باب الترادف الذهن قد يفرض شيء من ذلك باعتبار المحاكاة لما هو في الخارج. واما ان الاسم المطلق يستلزم في الذهن التشابه فان الامر ليس كذلك. وكما اسلفت ان ما يفرضه الدهن ليس بالضرورة انه يكون مناسبا او صحيحا فان ثمة فرقا بينما يتصوره الذهن والعقل وبين ما يفرضه فان الذهن قد يفرض المحال. فاذا ما قلت ان الذهن قد يفرض في المطلق التشابه بين شيئين قيل هذا عند فرض الذهن له قد خرج الذهن عن الاطلاق الى التقييد. فان الخروج عن الاطلاق للتقييد لا بالضرورة ان يكون لفظيا او في الخارج فقد يكون في الذهن نفسه. نعم. احسن الله اليكم هذا سائل يقول ذكرتم حفظكم الله مسألة القدر المشترك بين الصفات مثل البصر لله سبحانه والبصر للمخلوق. والقدر المشترك بينهما هو ادراك المبصرات. لكن الاشكال عندي حفظكم الله هو ما هو القدر المشترك مثلا في صفة الساق واليد والانامل وغيرها مما هو في هذا الباب من الصفات التي هي عند المخلوق ابعاد بعض واجزاء ارجو توضيح ذلك. نعم. اه اولا لا يقول ان القدر المشترك بين السمع او بين البصر المضاف الى الله والمضاف الى المخلوق والادراك للمواصلات. فان لفظ الادراك لم يستعمل في هذا المورد الا عند المعتزلة. الذين فسروا سمعا بادراك المسموعات او البصر بادراك المبصرات. بل هو اه قدر يعقله العقل مطلقا وان كان لا يلزم ان يعين له حروف مختصة. واما ما يقول في بقية الصفات فما هو القدر المشترك؟ فكما اسلفت ان القدر المشترك ليس ليس بالضرورة ان يكون محصلا على معنى جزئي بل قد يكون وهو الاصل فيه انه محصل على معنى كلي. نعم ثمة اسئلة تسأل عن تعريف النبي والرسول على الصحيح. وسائل ايضا يقول هل يصح التفريق بان بان النبي هو المجدد الذي يكون يجدد للشرع من قبله والرسول هو من يأتي بشرع جديد؟ نعم هذه اذا لم تستكمل في الاصل والاظهر في الفرق بين النبي والرسول هو ان الرسول هو من بعث في اصل التوحيد اي في قوم قد انحرفوا عن الاسلام الى الوان من الشرك. او فسدت ملتهم. واما النبي فهو من بقوم هم في الجملة على اصل التوحيد ولكن شريعتهم قد دخلها الفساد والتحريف. ودخلت اه او دخل عليهم البغي وما الى ذلك كما هو الحال في انبياء بني اسرائيل. نعم. احسن الله اليكم. ما صحة قول من قال ان ابا الحسن الاشعري في اخر لم يعد الى مذهب اهل السنة والجماعة رجوعا كاملا بل بقي معه شيء من مذهبه السابق كما ذكرتم في المجلس السابق وجزاكم الله خير. نعم ام هو اولا ليس في اخر حياته؟ لماذا؟ لان الاشعري رحمه الله ترك مذهب المعتزلة وهو ابن الاربعين اي في عشر الاربعين. لم يكن ذلك متأخرا منه في تركه لمذهب المعتزلة. وهو لما ترك الاعتزال اعلن انه رجع الى مذهب اهل السنة والجماعة وقصد قصدا فاضلا في تحصيل مذهب اهل السنة والجماعة ومذهب السلف ولكنه اصاب شيئا منه فاته كثير من ذلك. فصار الاشعري باعتبار الانتساب في طوره الاول ينتسب تب للمعتزلة وفي طوره الثاني ينتسب لاهل السنة. وباعتبار حقائق المذهب في طوره الاول معتزلي وفي طوره الثاني. على مذهب ملفق من اقوال السلف واقوال ابن طلاب وبعض اصول المعتزلة واصول اخرى مجموعها ما سمي بمذهب الاشعري. نعم. هذا سائل يقول ما الفرق بين عوارض اللفظ وعوارض المعاني المذكورين في مسألة الحقيقة والمجاز؟ عوارض اللفظ هي المصطلحات المحضة هي المصطلحات المحضة ان تسمي هذا السياق باصطلاح معين كان تسميه حقيقة او تسميه مجازر او تسمي اسم من الاسماء بمصطلح معين كالفاعل والاسم والتمييز وغير ذلك. واما عوارض المعاني فباعتبار ان هذا يعود الى اصل المعنى ان هذا لفظ استعمل في غير ما وضعته العرب وهذا لفظ يستعمل فيما وضعته العرب فعاد الامر الى المعنى كما ترى. نعم. هذا يقول ارجو التوضيح وقياس الشمول بالمثال قياس الشمول هو اه العموم كما اسلفت. وهذا هو التحقيق عند اه او هو القول الذي فعليه محققوا اهل الاصول انه لا فرق بين العموم المطلق وبين قياس الشمول. لكن ثمة بحث لشيخ الاسلام الله ولمن اراد الرجوع اليه ان يراه في كتابه درء التعارف هو ينتهي الى نتيجة ان قياس واما اذا اضفته او خصصته او قيدته هذا هو التخصيص والاظافة اذا ما قلت هذا باب زيد او ما الى ذلك وليس بالظرورة ان هنا هي الاظافة على معناها عند النحاس. نعم. يقول نرجو اعادة القاعدة في باب الصفات المنفية. هل يشترط فيها النص او لا هي او هو اعني السؤال لا يمكن ان ترى له جوابا مطلقا فانك ان قلت هي مبنية على النص صح لك ان تقول ايش؟ نعم. واذا قيل هل هي مبنية ام مبنية على الناس؟ صح لك ان تقول لا. فاذا قلت نعم فباعتبار ان ودل على توجيه الباري عن كل ما يليق به. اليس كذلك؟ واذا قلت ليست مبنية على النصوص وباعتبار انه لا لا تنفى صفة معينة الا وقد صرح النص بنفيها على التعيين. نعم. هذا سائل يقول ورد في الحديث ان الله خلق على صورته. هذا الحديث لا يستلزم التشابه من كل وجه. فهل معنى هذا ان هناك وجوها اخرى يكون فيها تشابه؟ ما في هذا الحديث هو ما يقع في سائر النصوص. والحديث كما هو معلوم ثابت في الصحيح. وجاء مضافا في ما روى الامام احمد وغيره خلق الله ادم على صورة الرحمن وفإن الله خلق عدم على صورة الرحمن وهذا هو التفسير المعروف عند اهل السنة والجماعة للحديث وهو ليس من باب التشبيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن اول زمرة يدخلون الجنة؟ قال على سورة القمر ومعلوم ان الماهيات ان ماهية هؤلاء الذين يدخلون الجنة من المؤمنين الذين وصفوا بالنص بانهم على صورة القمر لا يمكن ان تكون ماهيتهم مماثلة لماهية القبر. بل ولا حتى ان الصورة مماثلة لماهية الصورة. نعم هذا سائل يسأل عن حكم الاشاعرة هل هم من اهل السنة والجماعة واخر؟ يسعى للطوائف المفترقة كالمعتزلة والماتورودية حكم في الاخرة هل هم مخلدون في النار؟ ام انهم يخرجون منه؟ مع ان بعض الطوائف قد لا يحمل اصل الاسلام كالجهمية والرافظة الغلاة افيدونا اه التقرير لمعتقد اهل السنة والجماعة احيانا يستلزم اه ذكر بعض الطوائف المخالفة والاشعرية هم جملة من المسلمين. وهذا لا احد من المحققين ينازع فيه ولم يذهب امام محقق الى تكفير الاشاعرة لا جملة ولا اعيان. فاذا من الاصل فيهم انهم من اهل الاسلام والقبلة الذين تثبت لهم احكام الاسلام في الدنيا والاخرة. وفيهم قدر واسع من العلماء. من اهل الفقه والاصول والتفسير والحديث وغير ذلك. ولكن مع هذا فان مذهبهم خارج عن مذهب سلفت ولا يضاف اعيان متكلميهم الى السنة والجماعة. بل يضافون الى علم الكلام او الى طريقتهم المختصة وهي الاشعرية فينبغي ان يعتدل في هذا الشأن. وهنا قدر اخر من التوظيح وهو انه اذا ذكرت مثل هذه الطائفة فليس المقصود ان من مبنى معتقد المسلم انه آآ يقصد المباينة لكل من ظهر منه قدر من المخالفة للسلف. فان هؤلاء كالاشعرية مثلا وان كان معهم قدر من المفارقة للسنة فان معهم جملا واسعة من من الموافقة للسنة. وكما اسلفت في اول مجلس ان اخص ما يمكن ان تفسر به الطائفة الناجية المنصورة ان نقول انها الطائفة المتمسكة بايش بالاسلام اليس كذلك؟ واذا قيل هذا فان الاشاعرة مسلمون ومتمسكون باصول الاسلام الكلية العملية ولكن في مسائل الاصول النظرية عندهم قدر واسع من المخالفة. لا يهون شأن هذه المخالفة بل بعض اصولها مأخوذ عن الجهمية ومعلوم الحكم السلف في مقالات الجهمية ولكن مع ذلك فلا بد من قدر معتدل. ولهذا ترى ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله مع ذكره لمفارقة مذهب الاشعرية لمذهب الائمة والسلف الا انه يبين ان الاشاعرة هم جملة من اهل الاسلام وان فيهم الفقهاء والعلماء وفيهم الاولياء وما الى ذلك. و لا ينبغي ان كل من رمي ببدعة او ضلالة او مروق عن السنة والجماعة من وجه ان يكون هذا موجبا لمنابذته من كل وجه فان المنابذة من كل وجه لا تكون الا في حق من خرج عن مادة الاسلام كلها. ولهذا لو سميت كثيرا من العلماء آآ ما عرفت آآ يعني لو سميت انت ولو قرأت في كتب السير لعرفت قدرا واسعا ممن عرفوا في الاسلام بقدم في العلم في الفقه او في اصول الفقه او في التفسير انهم كانوا على مذهب الاشعري وحتى الاشعري نفسه كان اماما فاضلا في الديانة وفي قصد السنة والجماعة ولكن مع هذا فيبقى ان مذهب الاشعرية من حيث اصوله النظرية ومن حيث منهجه مذهب مخالط للسنة والجماعة ولا سيما ان هذا المذهب ابتلي ببعض الولاة المتعصبين المنابلين لاهل السنة والحديث كمحمد ابن عمر الرازي وامثاله فان مثل هذا الرجل افسد مذهب الاشعرية واوجب كثيرا من المفارقة. ولهذا كان شيخ الاسلام يقول ان المتقدمين من الاشاعرة كالقاضي ابي بكر ابن الطيب الباطل يعني وفضلاء الحنابلة وان كان عندهم قدر من الغلط وهم التميميون من الحنابلة كانوا متوالفين متسالمين. حتى حدثت فتنة القشيري واه تحزب الحنابلة على جهة والاشعرية على جهة. فالمذهب الاشعري فيه فروقات اصول وليست يسيرة عن مذهب الائمة المتقدمين ولكن مع ذلك فليس ينبغي ان يقصد عند المسلمين او عند اهل السنة او ما الى ذلك من اه كثرة المبايرة والمفارقة وخاصة في مثل هذا المذهب. ولهذا قال شيخ الاسلام ان كثيرا من اصحابنا يعني الحنابلة ما كانوا يعدون ابا الحسن الاشعري الا من متكلمة اهل الحديث. نعم. احسن الله اليكم هذا سائل يقول ما الفرق بين السلفي والسني؟ السني آآ كلمة اسبق واصدق في الاضافة فانها اضافة الى سنة النبي عليه الصلاة والسلام. وهي كلمة اسبق فانها مستعملة عند المتقدمين. واما السلفي فهو اضافة الى السلف بالسلف اهل القرون الثلاثة الفاضلة من الصحابة والتابعين وتابعيهم. وكلا اللفظين صحيح فانه يقال عن من اخذ الحق وحصله انه سني ويقال عنه انه سلفي. فهذا اطلاق صحيح وهذا اطلاق صحيح وانما الذي لا ينبغي هو من احدهما كما يقع من البعض انه يقول لا يكون التمييز الا اذا قيل للسلفين واذا استعمل احد اللفظ السني قيل هذا ليس محققا للسلفية بل لا بد ان يترك هذا اللفظ الى لفظ السلفي بل الصواب ان هذا لفظ له معنى مناسب فهو اظافة السنة والجماعة وسنة النبي صلى الله عليه وسلم قولوا كما اقدم من جهة الاستعمال والسلفي ايضا هو لفظ مناسب اضافة الى مذهب السلف اهل القرون الثلاثة الفاضلة. فهذا وهذا كلاهما الفاضل صحيحة واصح منها واجود منها المسلم. الا اذا استلزم الامر التمييز بغير ذلك. وهذا من باب التقييد. نقول اصدق منها واشرف منها المسلم لانه واستسلام لله اليس كذلك؟ ولكن اذا استدعى الامر كما في تقرير العقائد بين طوائف المسلمين المختلفة فانه يقال هذا قول اهل السنة تمييزا لهم عن غيرهم واما بسائر الاطلاقات كالمخاطبة والمناداة فانه في الامر والنهي يقال يا مسلمون ويقال معشر المسلمين في باب الاسماء المطلقة واما في باب تمييز العقائد فانهم يميزون ولهذا ترى ان الله في القرآن اذا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا فان المؤمنين هنا يدخل فيهم العصاة ولا يدخلون يدخل اهل الكبائر باسم الايمان في مورد الخطاب مهما كانت كبائرهم ولكن اذا ذكر مقام الثناء والامتياز فان اهل الكبائر يدخلون باسم الايمان او لا يدخلون؟ لا يدخلون لهذا قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. هذا من الفقه. فاذا ما استدعى الامر ذكر لفظ السلفي او السني فان يكون مناسبا واذا كان المولد مورد خطاب عام وتوجيه عام فانه يخاطب به سائر المسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد قامت بتسجيل هذه المادة تسجيلات