وكيف يكون ذلك امام الدعوة رحمه الله كعادته في كثير من رسائله يبتدأها بدعاء لمن يكره تلك الرسالة. او لمن وجهت اليه وهذا كما هو معلوم فيه التنبيه على ان وهو الذي انشأ جنات معروشات وغير معوشات. هذا كله يقرون بان الذي سخر ذلك وخلقه هو الله جل وعلا. ومع ذلك ما نفعها ولم يجعلهم الله جل بل ولم يجعلهم الله جل المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح القواعد الاربعة الدرس الاول بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد. يسر اخوانكم في سبيل المؤمنين السمعية بالدمام ان يقدموا لكم هذه المادة الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام العالم شيخ الاسلام والمسلمين الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. اسأل الله الكريم ورب العرش العظيم ان يتولانا وان يجعلكم مباركا بيننا. وان يجعلنا ممن اذاهم يا شاكر. واذا فمن يقينا ان نتوقف ان ابراهيم ان تعبد الله وحده فاعلم ان العبادة لله يا رب فاذا عرف ان اهم من عليه فمن هذه الشبكات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فان هذه النبلة المختصرة القواعد اربعة من النوبة المهمة من مقال امام هذه الدعوة رحمه الله تعالى واهميتها تأتي بمعرفة مضادات تلك القواعد الاربع. وان الاخلال بهذه القواعد الاربعة او عدم ضبط تلك القواعد يضع معه لبس عظيم في معرفة حال المشركين وحال الموحدين والابتلاء وقع بحال اهل التوحيد وبحال اهل الشرك. والله جل وعلا القرآن بين ما يجب من حقه في توحيده. وبين الشرك به بيانا عظيما. وهذه قواعد مأخوذة من نصوص الكتاب والسنة ومن معرفة حال العرب كما فهي قواعد عظيمة تعصم من حفظها وعلم معناها من ان يكون عنده تردد في مسألة الحكم على اهل الاشراك وعلى وجوب اخلاص الدين لله جل وعلا مبنى العلم ومبنى الدعوة الرحمة. الرحمة والتراحم بين المعلم والمتعلم والرحمة والتراحم بين الداعية والمدعو لان الرحمة في ذلك هي سبب التواصل قال جل وعلا فبما رحمة من الله لنت لهم يعني فبرحمة من الله للكلام فبرحمة من الله للكللة وما في هذه الاية صلة بتأكيد الجملة وهي التي تسمى الفائدة لزيادة التأكيد فبما رحمة من الله انت لهم يعني فبرحمة من الله للكلام فبرحمة بمظاهر الكلالة الدعاء هذا ناتج عن الرحم وهكذا ينبغي على المعلم وعلى الداعية وعلى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ان يكون راحما للخلق ان يكون رحيما بهم كما وصف الله جل وعلا نبيه عليه الصلاة والسلام بقوله وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وقال بالمؤمنين رؤوف رحيم. وقال ابن القيم رحمه الله بوصف حال الملاهي الى الله مع اهل المعصية واهل النفور عن الحق. قال في ذلك واجعل لقلبك مقلتين كلاهما من خشية الرحمن باكيتان. لو شاء ربك كنت خير مثله. فالقلب بين اصابع الرحمن. حتى حين توقع الحدود وتطبق فهي تطبق على وجه الرحمة لا على وجه الانتقام رحمن بهذا الذي استحق تلك العقوبة ان تسلط عليه ابليس والشيطان فجعل مستحقا لذلك كالكسيري من احبابك اذا وضع اسيرا في ايد العدو. فهذا التقديم بالدعاء من الامام رحمه الله فيه تنبيه على ذلك ودها وكان في ما دعا انه سأل الله جل وعلا ان يجعلنا ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر وهؤلاء الثلاث عنوان السعادة اذا اعطي شكر لان العطاء من الله جل وعلا نعمة والله جل وعلا يحب الشاكرين من عباده والشكر يكون بلسان المقال ويكون بالعمل ان اشكر لي ولوالديك بالمقال وبالعمم اعملوا ال داوود شكرا هذا من جهة العمل اشكروا لي ولا تكفرون. هذا من جهة القول والعمل ولهذا اختلف الشكر ثلاث الشكر او اقترف الشكر عن الحمد فالشكر يكون عن نعمة واما الحمد فقد يكون لنعمة او بمقابل نعمة قد لا يكون. يكون ثناء مبتدأ والشكر يكون باللسان وبالعمل. واما الحمد فيكون باللسان. دون العمل في فروع معروفة عند اهل العلم وهذا مما ينبغي تدبره وهو ان العبد اذا اعطي عطاء شكر عطاء الله جل وعلا. وشكر العطاء كما ذكرنا بالقول وبالعمل. اما بالقول فآآ بان ينسب ذلك العطاء الى من اعطاه وان يثنى عليه به. وان لا يوجد فيه الى غيره. وما بكم من نعمة فمن الله. يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها من جهة اخرى جهة العممة يكون الشكر باستعمال النعم فيما يحب من انعم بها واسداه وهذا مما يحبه الله جل وعلا. بل من عظيم ما يحب الله من العبادات. ان يكون العبد شاكرا ولهذا قال وقليل من عبادي الشكور وقال سبحانه ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا. يعني ايه؟ يا حرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا. كان كثير الشكر لله جل وعلا وعلى قال اهل التفسير كان اذا اكل الاكلة شكر الله عليها واذا شرب الشربة شكر الله عليها واذا اكتسى شكر الله على ذلك. يعني ان يتبرأ من كل حول وقوة فيما جاءه من النعم او مما يسره وان يعترف بانها من الله جل وعلا. وباب الشكر له صلة بتوحيده. وكأن الامام رحمه الله حين ذكر الشكر على العطاء والصبر على البلاء والاستغفار من الذنب كانه نظر الى حال واحد خاطبه بما يجب عليه ان يكون معه دائما. فان الموحد انعم الله عليه بنعمة لا تعدله نعمة. الا وهي كان على الاسلام الصحيح من كان على التوحيد الخالص الذي وعد الله اهله بالسعادة في الدنيا والاخرة. ولابد للموحد من ابتلاء فسأل الله له ان اذا ابتلي صدق. والابتلاء قد يكون من جهة الاقوال. التي توجه وقد يكون الابتلاء من جهة البدن. وقد يكون من جهة المال او غير ذلك. قال واذا اذنب استغفر لان الموحد لابد وان يكون معه شيء من الاعراب. ولابد ان يقع اعلم اما من الصغائر واما من الكبائر. والله جل وعلا من اسمائه الغفور. ولابد بعد ان يظهر اثر ذلك الاسم في بريئته وملكوته. لهذا يحب الله من عبده الموحد المخلص ان يكون دائم الاستغفار ولابد للموحد من ذلك. والعبد اذا ترك عظيم الاستغفار جاءه الكبر والكبر يحبط كثيرا من العمى. لهذا قال هنا واذا انا بستغفر وهؤلاء الثلاث عنوان السعادة فاذا هذه متلازمة في حال كل موحد وهي الشكر على العطاء والصبر على البلاء الاستغفار من الذنب والعصيان. وكلما عظم العبد معرفة بربه كلما عظم هذه الثلاثة وكلما عظم التوحيد في القلب عظمت هذه الثلاث حتى يصير العبد لا يرى سوى الله جل وعلا باستحقارا شيء من اعماله وتصرفاته فان غفل في ذلك كان استغفاره ليس استغفار الذي لا يكره. لهذا كان عليه الصلاة والسلام يستغفر اليوم والليلة اكثر من مائة مرة وفي رواية في الصحيح انه كان يستغفر الله ثم واحد سبعين مرة والموحد عليه خطر خطر غرور الغرور بانه من اهل التوحيد او من المحققين لاتباع السلف او من علم هذا العلم ثم لا يكون في قلبه من الخضوع والذل الذي يعلمه الله منه ما يكون ذلك سببا لقبول هذه الوسيلة وهي وسيلة التوحيد الى الله جل جلاله. وشأن الله وطلب من عباده شيئا قليلا. ولهذا عظم امر التوحيد وقبح لنا الشرك وما جرى اليه. نعم كما قال تعالى عبادة في العبادة ابدا عرفت الشبكة هذه مقدما مدخلا لهذه القواعد اول ذلك ان الحنيفية هي ملة عليه السلام وجعل الله جل وعلا ابراهيم حنيفا. يعني مائلا عن طريق الشرك الى التوحيد الخاص والحنيدية هي الملة التي مالت الى مالت عن كل باطل الى الحق وابتعدت عن كل باطل الى الحق هي ملة ابينا ابراهيم عليه السلام كما قال جل وعلا ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا. ولكن كان حنيفا مسلما وقال جل وعلا ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. شاكرا انعمه اشتباهوا وهداه الى صراط مستقيم حقيقة ملة ابراهيم هي تحقيقه معنى لا اله الا الله كما معنا جل وعلا في سورة الزخرف. واذ قال ابراهيم لنبيه وقومه انني براء مما تعبدون ان الذي فطرني فانه سيهديه وجعلها كلمة باقية في عقبه. لعلهم يرجعون هذه الكلمة هي كلمة لا اله الا الله. قال واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون دون الا الذي فطرنا هذه هي كلمة التوحيد. انني براء ممن يعبدون. هذا هو نصف النسل. او هذا هو الذي هو الذي في كلمة التوحيد. يعني ايه قوم لا اله معناه انني براء مما تعبدون ان الله يعني ايه؟ الا الذي فطرني وجعلنا كلمة باقية بعقبك. فاعظم تفسير لكلمة التوحيد هو هذه الاية حيث قال انني اراهم مما تعبدون الا الذي فطرني. ولهذا تعلم اهل العلم ان كلمة التوحيد لا اله الا المرأة فيها نفي وفيها اثبات. والنفي فيه البراءة من كل معبود سوى الله جل وعلا ومن عبادة كل ما سوى الله جل وعلا ان عبادة ما سوى الله جل وعلا باطلة. واثبات العبادة لله جل وعلا وحده سبحانه يعني انزال العبودية الحقة المستحقة في واحد وهو الله جل جلاله. هذه هي ملة ابراهيم وهذه هي الحنيفية وهي التي امر الله جل وعلا نبيه بالاستمساك بها. ثم اوحينا اليك ان انتبه منك ابراهيم حنيفا. فملة ابراهيم هي التوحيد. واذا عرفت هذا فان التوحيد فان العبادة لا تقبل الا بالتوحيد وذلك من مثل الطه من مثل الطهارة للصلوات. فان التوحيد شرط طلبوا الى العباد يعني الاخلاص والطهارة شر صححت الصلاة؟ لا فكما انه لا تصح الصلاة الا بالطهارة فكذلك لا تصلح لا تصح عبادة احد الا اذا كان موحدا ولو كان في جبهته اثر السجود وكان صائما في الليل وكان صائما في النهار قائما في الليل فان شرف قبول ذلك ان يكون موحدا مخلصا قال جل وعلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكن ولما من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين وقال جل وعلا في الكفار وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. فعظيم العبادة وكثرة العبادة اذا لم تكن مع الاخلاص فانها غير مقبولة. كما ان الرجل يصلي صلاة الحبيبة يطيل فيها القيام ويطيل فيها الركوع ويطيل فيها السجود ويحسنها جدا وقد دخل فيها على غير طهارة هذه صلاة غير مقبولة بالاجماع لان الطهارة شرط صحة الصلاة كما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقبلون الله صلاة احدث حتى يتوضأ. لا صلاة الا طهور. وهذا هؤلاء شفعاؤنا عند الله. قل اتنبئون الله بما لا يعلم. الاية ذلك يعني الشفاعة ان يطلبوا من الله جل وعلا لهم الحوائج. لان معنى الشفاعة ان يضم الطالب قال له شرط متفق عليه وهذا تطبيب لهذه المسألة العظيمة. والا فان شرط الاخلاص والتوحيد لقبول العبادة اهون من شرط الطهارة قبول الصلاة لانه الى صلى محدثا متعمدا فان في تكبيره خلافات بين اهل العلم. واما اذا عبد الله مشركا فانه بالاجماع ليس مقبول العبادة. وبالاجمال هو كافر لانه اشرك بالله جل وعلا. الشرك الاكبر الذي لا يقبل معه عمل اذا تقرر ذلك فان هذا الاصل يجعل المرء يخاف ويفرح يخاف من الشرك وان يكون من اهله ويفرح ان يجعله الله جل وعلا من اهل التوحيد فرحه بان جعله الله من اهل التوحيد يوجب شكر ذلك والمحافظة عليه وخوفه وهربه من ان يكون من اهل الشرك او ان يأتيه بعض الشرك يجعله دائما حذر. ان يا كريم عبادته او عقيدته او اقواله شيء من الشركية. لان الشركيات اذا كانت من الشرك الاكبر فانها محبطة للهمم. واذا كانت من الشرك الاصابع فانها اعظم من البدع والمعاصي المختلفة يعني من حيث الجنس. وهذا لا شك يجعل المرء الخائف عن الخائف الفرح الفرح في التوحيد يخاف من الشرك يجعله يطلب هذه القواعد التي تجعله في يقين من وتوحيد والشرك في دعوة الامام المصلح رحمه الله لمن تحمله قد يكون معه شيء من التردد او الشكك في صحة ما جاء به الشيخ من جهة تقرير المسائل ومن جهة الحكم على اهل الشكر والاشراف لان المسألة عظيمة. ان يكون احد من ممن يقول لا اله الا الله محمد رسول الله يصلي ويزكي ويصوم ويحج ويتعبد ويكون من اهل العبادات العظيمة ومن اهل الصلاح كما يقول الناس ثم يقال ان عمله الذي همله من الشركيات او لما لم يكفر بالطاغوت يجعل عمله هذا كلا شيء. هذه عظيمة وكيف تستقر في النفوس فربما حدث من جهة النظر في الناس الذين يتعبدون العبادات العظيمة وهم واقعون في الشرك ربما تعاظم بعض الناس ان يكونوا من المشركين. يعني ان يكون ملاك من المشركين وهذه القواعد لتأصيل هذه المسألة العظيمة وهي ان الامر ينظر فيه الى حق الله وان من اتى الخلل من جهة نظري الناس الى حق المخلوق الى واقع المخلوق. ولكن لو نظروا الى حق الله جل وعلا الذي اللي خلع الانسان فسواه وعدل والذي خلق السماوات على هذا النحو العجيب وهذه الارض واقام الدلائل على وحدانيته لربوبيته وجعل ذلك في النفس وفي الافاق وفيما حوله يجعل ان لا حجة لمشرك على الله جل وعلا ولكن الله سبحانه وتعالى بعد الرسل رحمة لاقامة الحجة. ولاعلان النبي صلى الله عليه وسلم واما ذلك لا. والدليل قوله تعالى القاعدة الاولى ان توحيد الربوبية لا يدخل احدا في الاسلام. توحيد الربوبية ليس هو المطلوب فان معرفة العرب بان الله جل وعلا هو الخالق وهو الرزاق وحده وهو المحيي وحده وهو المميت وحده وهو الذي يجير ولا يجار عليه. وهو الذي اليه الامر وهو الذي ينزل المطر وعلى بذلك من اهله الاسلام. قال جل وعلا وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وما يؤمن اكثرهم بالله يعني الايمان بربوبيته الا وهم مشركون في عبادته تنظر الى حال الكفار العرب مقرون بافراد الربوبية باكثر افراد الربوبية كما قال جل وعلا كل يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من اي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقوله افلا تتقون؟ فسيقولون الله بان الذي يفعل هذه الاشياء هو الله وحده. فقولوا افلا تتقون يعني اتقولون ذلك وتقرون بوحدانيته بالربوبية فلا تتركونه في وحده ترك الاشراك به. فاقام عليهم الحجة بما اقروا به على ما انكروه. وهذه هي طريقة القرآن باقامة الحجة على المشركين. فان من البراهين توحيد توحيد العبادة ان تقام الحجة بتوحيد الربوبية. لان من كان هو الفاهم وحده هذه هو الحالة وحده والرزاق وحده الى اخر افراد الربوبية فانه هو الذي يستحق العبادة دون ما سواه. ولهذا قال فاذا هذا الذي يحتج به مشركون هذا الزمان ومشركوا زمان الشيخ رحمه الله وفي وهذا في كل مكان يقولون انما توجهنا الى صالحه واولئك الاولون انما توجهوا ايضا الى صالحهم قال سبحانه منكرا على المشركين ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون. وقال سبحانه الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. الله خير مما يشركون. وصف الذين جعلهم المشركون الهة بانهم عاجزون وليس لهم قدرة وليس لهم خلق وليس لهم صفة تجعل اولئك يتوجهون اليه. ان يسلبهم المبادرة شيئا وان يسلبهم الذبابة شيئا. لا يستنقذوه منه عرف الطالب والمطلوب. هذا مثل الذين توجهوا اليهم للعبادة. واقرار المشركين بالربوبية لم في الاسلام نستنتج من ذلك انها اقرار من بعدهم بالربوبية لا يعني انهم مؤمنون. فاذا اتى اثم وقال انا مؤمن بان الله هو الرب هو الخالق. هو ربي هو الذي يرزقني وهو الذي احياني وهو الذي يميتني هذا لا يرد مؤمنا الايمان الشرعي يعني لا يعد مسلما حتى يأتي بالتوحيد ولهذا المتكلمون حينما عرفوا الاله بانه القادر على الاختراق. قالوا الاله هو القادر على الاختراع وعنده معنى لا اله الا الله راجع الى الربوبية. وهذا اعظم غلط على دين الاسلام. الذي غلط بهم متكلمون على الدين وعلى ملة حيث جهلوا الابتلاء واضحا في الربوبية. فالى ايقن بان الموجب للاشياء قالت لها هو الله فانه يكون عندهم مؤمنين. مسلما. وهذا غير معنى الالوهية. لان لا اله الا الله ومعناها لا معبود حق الا الله جل وعلا. فمعناها راجع الى العبودية لا اله الربوبية. اذا مراد الشيخ من هذه القاعدة المهمة اليقينية بان هذه القاعدة يقينية من حامد الكفار وحال المشركين بانهم مقرون بتوحيد الربوبية. ولم ينفعهم ولم يدخلهم في الاسلام. ولم يجعل لهم حقا. لانهم اشركوا مع الله جل وعلا الهة اخرى وعبدوا الهتهم الباطلة وقالوا اجابنا الملائكة اله واحد اذا نظرنا في هذا الزمن وفي زمن الشيخ وما قبله وما بعده في ان هناك من يوقن بالربوبية ولكنه يشرك بالعبادة فان ذلك لا ينفعه كحال الاولين. لان القاعدة ان مشرك العرب كان يوقنون بالربوبية اليوم قد يأتي على بعض النفوس ضعف اذا سمع من يقول ان شاء الله او سمع من يذكره الله جل وعلا او يقول عن الله هو ربه وهو مولاه او نحو ذلك ظنه مسلما وقنع منه بذلك. وهذا لم يقع الهلال به اصله بل لابد ان يكون موحدا في عبادته يعني يعبد الله بما جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم ويكون متبرأ متبرئا خالصا من الشرك واهله مهم قاعدة ان الله ودليل ويقولون جماعة وتجد قوله تعالى يا ايها الذين امنوا والكافرون هم الظالمون والشفاء من الله والشافع مكرم والشارع النهض بالشفاعة رضي الله قوله وعمله فعليه. كما قال تعالى هذه القاعدة الثانية في بيان حال المشركين في عبادته عددها الهة مع الله جل وعلا ومن دونه. ماذا يقصدون بهذه العبادة؟ هل يقولون هي آلهة استقلالية ام انها وساكت هذه القاعدة افادتك بانهم انما كانوا يعبدون غير الله جل وعلا على جهة الوساخة الشفاعة بمعنى طلب الدعاء. شفع يعني الطلبة. والشفاعة هي الطلبة المطلوب منه اما ان يكون حيا حاورا واما ان يكون ميتا والحي الحاضر في الدنيا او في عرصات القيامة جاءت الادلة بجواز طلب الشفاعة منه على جهة القربى او على جهة الشفاعة. يعني يقولون ان الهتهم الباطلة تقربهم الى الله او تبرعوا حوائجهم الى الله او يقولون انها تشفع لهم عند الله جل وعلا يعني ان مشرك العرب لم يكونوا يطلبون من الالهة استقلالا. وانما كانوا يطلبون من على وجه الوساطة هذه وساطة من جهة القربى ومن جهة الزلفى والجهة الثانية جهة الشفاعة كما ذكر رحمه الله قال ودليل القربى قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلاتا قال والذين اتخذوا من دونه اولياء يعني الهة ما نعبدهم يعني يقولون ما نعبدهم الا هذا حصر ويسمى من لا علماء البلاغة حصر قلب اضافي ما نعبده الا ليفربوننا الى الله جل وعلا. يعني ما نعبدهم لعلة من العلل الا لاجل التقرير. فهم حصروا ما ارادوا في القربى من الله جل وعلا فهم ارادوا ما عند الله جل وعلا فاذا حين توجهوا لهذه الالهة الباطلة ارادوا ما الله ولم يطلبوا منها استقلالا. وانما ارادوها زلفى وقربى الى الله جل وعلا. قال والذين اتخذوا من دونهم اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا. الى الله زلفا. فارادوا بذلك ودليل الشفاعة قوله جل وعلا ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون ان يضم المطلوب منه طلبه الى الطالب في رفعه الى من عنده الامر. هذا ممن شفع فيقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله يعني سيكونون طالبين لنا ما نريد والله جل وعلا لا يضر شفاعته لانهم مقربون عنده واصل شرك العالم كان في جميع الفئات والروائح كان على احد جهتين اما الجهة الاولى فهو الشرك بالاعتقاد بروحانيات الكواكب كما كان شرك قوم ابراهيم عليه السلام فان ابراهيم اتى الى قوم يعبدون الاصنام التي هي مصورة على صور روحانية الكواكب ذكريات الخاصة التي يعتقدون ان لها تأثيرا في الملكوت عبد الاصنام او الاوثان لان الارواح تلك الكواكب تحل بها والشياطين تحل بتلك الاصنام والاوثان وتخاطبهم وربما حصلت لهم بعض ما يريدون فوقع الامر بان اشركوا وزادوا على الشرك على اعتقاد ان الكواكب هي التي تفعل وروحانية الكوكب هي التي تخاطب قال جل وعلا وكذلك نور ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال ربه وعن العلماء اختلفوا هل كان ناظرا ام مناظرا؟ والصحيح الذي يضع غيره ان ابراهيم عليه السلام كان في قوله هذا ربي كان مناورا لا ناظر والنوع الثاني من انواع الشرك شرك قوم نوح عليه السلام. وهو الشرك من جهتين الاعتقاد بروحانيا وارواح الصالحين قال تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا. ولا يغوث ويعوق ونزرع قال تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعول ونزرع والسبب في صحيح البخاري من حديث عطاء عن ابن عباس انه قال هذه اسماء رجال صالحين. كانت في قوم نوح وآآ وضع الشرك لهذه رجال بهؤلاء الرجال لانهم صالحون العرب ورثوا شرك الشرك بالصالحين فعبده اصنام متعددة واوثانا عبد الله واللات كان مكان كان حضرا تحل فيه روحانية ذاك ما يعتقدون ومثلوا عليه صنما وصاروا يعبدونه وهي شياطين تتلاعب به. وكذلك العزة العزة شجرة منات صخرة وكان عند الشجرة رجل صالح يتعبد وكان عند منال صالح يتعبد وجهلوا الصالحين وارواح الصالحين والاعتقاد فيهم وجعل اولئك اولياء جعلوا ذلك سببا لكي يرفع اولئك الحوائج لهم الى الله جل وعلا. اذا تحملت حال العرب وجدت ان الشرك الحسن من العرب كما اراد الشيخ رحمه الله تقريره تقريره في هذه القاعدة الثانية ان الشرك حصل من العرب بناس كما سيأتي باناس صالحين. او ان الشرك وقع بالالهة لاجل طلب القربى والشفاعة لاجل ان هذه مستقلة لها شيء من الربوبية او لها شيء من الالوهية الاستقلالية له ولكن لها الوهية على جهة التبع. تعبد لكن لانها واسعة وليست امنة مستقلة. ولهذا قال جل وعلا اجعل الالهة الها واحدا فانهم يعتقدون ان هذه الالهة وساءت على جهة القربى والشفاعة الشفاعة بالكتاب والسنة النصوص نوعان. شفاعة منفية وشفاعة مثبتة والشبابة المنفية كما ذكر الامام رحمه الله هي الشفاعة فيما لا يقدر عليه الا الله جل وعلا. شفاعة في مغفرة دم من ممن لا يملك كما جاءت بذلك النصوص الكثيرة. اما الميت فانه ليس في دار عمما وليس في دار طلب وليس عند الله جل وعلا بالمكان الذي يطلب فيعظمها قال بلى ولكن تطلب الشفاعة من الله جل وعلا. فالشفاعة المنفية هي التي شفى الله جل وعلا في كتابه كما في قوله جل وعلا ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع وكما قال ولا شفاعة والكافرون هم الظالمين وكما قال جل وعلا ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع ونحو ذلك من الايات التي فيها نفي الشفاعة. هذه الشفاعة هي منفية هي الشفاعة التي كونوا من غير اذن الله ولا رضاه وتكون بطلبها في في طلبها ممن لم يمكن من ذلك طلب ذلك من ميت مهما كانت درجته فانه لم يمكن من ذلك. لم يمكن ان يطلب الشفاعة ولهذا يكون طلب الشفاعة من الله جل وعلا. وهذه هي الشفاعة النافعة. الشفاعة المثبتة. وهذا استطراد من الشيخ رحمه الله في بيان معنى الشفاعة في ذهن الشفاعة الحقة والرد على الذين تعلقوا بالشفاعة الباطلة وتفصيلها مهروب في موضعه من كتاب التوحيد من كتب اهل السنة في الشفاعة ملخص ذلك ان الشفاعة المثبتة هي التي توفرت فيها الشروط الشرعية و اعظم هذه الشروط شرط الاذن والرضا. الاذن للشافعي ان يشفع. والرضا عن الشافع والرضا عن المشفوع له. قال جل وعلا وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. وقال سبحانه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقال جل وعلا ولا يشفعون الا لمن اتضى. وقال الا من شهد بالحق وهم يعلمون. فاذا الشفاعة المثبتة هي النافعة. لكن تنفع بشرطي الاذن. والرضا. الرضا عن الشافع وان يكون ممن شهد بالحق وهو يعلم والرضا عن المشفوع له. بان يكون من اهل التوحيد ولهذا ثبت في الصحيح ان ابا هريرة رضي الله عنه سأل النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله من احق الناس بشفاعتك او قال من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال لقد قلت انه لن يسألني احد قبلك. لما اعلم من حرصك على الحديث اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه او نفسه قال العلماء معنى قوله اسعد الناس يعني سعيد الناس. فافعل التفضيل هنا ليست على بابها في المقابلة وانما وهي بمعنى سعيد الناس. كقوله جل وعلا اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن ما قيل له والنار ليس فيها مقيل حسن فاذا الشفاعة انما هي لاهل الاخلاص الشفاعة شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام وشفاعة الملائكة وشفاعة الصالحين وشفاعة العلماء يوم القيامة انما ها هي لاهل الاخلاص واهل الاخلاص يطلبونها من الله فيقول المخلص اللهم شفع في رسولك صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. اللهم شفع ان ملائكتك اللهم شفع في العلماء الصالحين. اللهم شفع فيا عبادك الذين تحبهم ويحبون هنا ونحو ذلك من الالفاظ فتطلب الشفاعة من من الله جل وعلا ولا تقوى بالشفاعة من المخلوق. لماذا؟ لان الشفاعة الشفاعة طلب الدعاء اذا قال استشفع يعني اقرب منك الدعاء اطلب منك ركعة واذا رجع امر الشفاعة الى الطلب صار صارت الشفاعة من انواع الدعاء فصار او الدعوة لغير الله شركا اكبر. ولهذا نقول طلب الشفاعة من غير الله شرك اكبر لان من غير الله مما لا يقدر عليه الا الله. يعني من الاموات ونحو ذلك فان هذه شرك اكبر لانها دعاء. والدعاء يجب ان يكون مخلصا فيه لله جل وعلا قاعدة الثالثة ان النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من يعلم الانبياء والصالحين ومنهم من يعمل الاشجار والاحجار. ومنهم من صلى الله عليه وسلم قوله تعالى الشمس والقمر. قوله تعالى ومن اياته وتفاوته الملائكة والنبيين والانبياء وتشفي الانبياء قوله تعالى واذ قال الله في عيشة المريض امنين قال سبحانه ودليل الصادقين قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبدأون الى ربهم فهو يودنا رحمته ويخافون عذابه. ودليل الاشجار والانبياء قوله تعالى رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم وللمشركين كما هذه القاعدة فيها مقدمة ونتيجة اما المقدمة فهي راجعة الى معرفة حال العرب بما اخبر الله جل وعلا عنهم في عباداته والهة العرب الباطلة التي كانوا يعبدون كانت متنوعة فمنهم من كان يعبد الشمس والقمر. وذكر لك دليل ذلك وهو قوله تعالى لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن انا ان كنتم اياك تعبدوا وهذا نوع من العرب طائفة كانت تعبد الشمس والقمر. ومن غير العرب وايضا ومنهم من كان يعبد الشجر والحجر ومنهم من كان يعبد الملائكة كما قال جل وعلا ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا فسبحانك انت ولينا من دونك وكان من الناس من العرب وغيرهم من يشركوا بالملائكة ومنهم من كان يشرك بالانبياء عيسى عليه السلام قال جل وعلا عن حقه اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانه ما يكون لي ان اقول ما ليس بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك. انك انت علام الغيوب. فاشرك بعيسى عليه السلام واشرك بالصالحين. قال جل وعلا ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها. وقد جاء في سبب نزولها انه لما نزل قول الله جل وعلا انكم وما تعبدون من دون الله حصدوا جهنم انتم لها واردون لو كان هؤلاء الهة ما وردوها فرح العرب بذلك وقالوا سنكون مع وعيسى وسنكون مع العزير وسنكون مع مع ثم نزل قول الله جل وعلا ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها. فتوجهوا الى الصالحين بالعبادات المختلفة للرجال من الانبياء والرسل والصالحين وتوجهوا ايضا للاشجار والاحجار. رأيتم اللث والعزى ومناة الثالثة الاخرى. توجهوا الى والجن بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون وانه كان رجال من الانس يعورون برجال من الجن فزادوهم رهقا. هذه الاصناف عبادات العرب. جاءت في القرآن وحال العرب ظاهر فيها؟ هل فرق الله جل وعلا في امره لنبيه بين فئة واخرى؟ فقال له من عبد الاشجار والاحجار والاصنام والشمس والقمر قاتلوه. واما من جعل الصالحين رياء شبيبة شفعاء وجعل الصالحين والانبياء قربة وزلفة الى الله جل وعلا فهؤلاء لا تقاتلونهم لم يأتي هذا التفريق بل جاء الامر واحدا وحكم على الجميع بانهم كفار مشركون وقتلوا وقال وامر الله جل وعلا بقتال جميعها تلك الفئات وجميع اولئك المشركين جاء الامر بقتاله من دون تفريط. قاتلوا الذين وقاتلوا المشركين كافة لا يقاتلون من امثاله وهذا عام في الجميع وهذه هي النتيجة. فما قبلها مقدما واذا كان كذلك كان لا ميزة او لا فرق بين ان يعبد نبيا او ان يعبد حجرا وشجرا او ان يعبد جنيا او ان يعبد ملكا. الحال واحدة. فمن اتى في هذا الزمان وفرق وقال الصالحون انما هم اولياء ولهم مقام عند الله والانبياء لهم مقام وجاه فاذا بهم فان لهم جاه عند الله جل وعلا. فنقول واي فرق بين عبادة هؤلاء الصالحين والتوجه اليهم وبين عبادة من عبد عيسى او عبد العزير او عبد الصالحين الذين كانت الذين كانوا يعبدون. اي فرق بين هذا وهذا؟ لا شك ان الحكم على الجميع واحد. وهذه قاعدة يقينية من انه لا فرق بين هذا وهذا. لان المدار على عبودية القلب. فاذا قام في القلب بتنبيه والاشراك بالله جل وعلا فسواء اكان المشرك به صالحا ام صالحا كان نبيا ام لم النبي كان شجرا من كان ملكا الامر واحد. لان القلب يجب ان تكون عبوديته لله وحده ان يكون دينه لله وحده. الا لله الدين الخالص. ولله اعبد مخلصا له ديني. وهذه العبودية من جهتي العابد لا ينظر بها الى من توجه اليه. فان توجه لله الواحد الاحد فهو مخلص موحد. وان توجه الى غيره فانه مشرك مهما كان ذلك الغيب. ولهذا قال جل وعلا جل وعلا وان المساجد لله. فلا مع الله احدا. وقوله احدا يعم الجميع كما ذكرنا ذلك مرارا. وكقوله جل وعلا ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه. انه لا يخلف الكافرون قال جل وعلا هنا ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به لا برهان له به. هذه صفة من عبده غير الله جل وعلا في انه لا برهان له بما عبده وليس لها مفهوم من ان هناك ما يعبد وثم مرهانا عليه. بل كل من عبد غير الله ودعا غير الله فانه لا فرحان له على الاحقية ذلك الغير بالعبادة او التوتر. فاذا نظرنا في هذا الزمن الذين يعبدون الاولياء ويعبدون القبور والمشاهد ويتوجهون اليها والانبياء والرسل ويقولون المقامات ونحو ذلك للصحابة وفي كل بلد ثم طريقه ويتوجه الناس اليه ويشركون به يقولون هذه ليست هي المشركين الاولين لما؟ قالوا لان هذه عبادة صالحين. واولئك انما عبدوا الاصنام عبدوا حجاب كيف يكون ذلك؟ وقد قال جل وعلا في وصف اولئك المعبودين اموات غير احياء. وما يشعرون اياما يبعثون. قال طائفة من المبشرين كابي حيان في تفسيره البحر المحيط وقاله غيره ان هذه الاية في ايمانا يبعث لان الله قال اموات غير احياء. والذي يوصف بانه ميت من كان حيا قبل ذلك والاصنام التي هي من الاحجار والاشجار ونحو ذلك لا توصف بانها اموات غير احياء وانما الذي يوصف بذلك من كانت تحله الحياة ثم صار ميتنا فانه يقال اموات غير احياء. وبين ذلك اكثر حين قال وما يشعرون ان كان يبعثه فانها في حق من يبعث يوم القيامة للقاء الله جل وعلا قالوا نضرب الوساطة. ما طلبنا منهم استقلالا. نقول والاولون ايضا طلب الواسطة والقربى من الشفاعة الاستقلال فالحال هي الحال وان تغيرت الاسماء وتغيرت الدعاوي فالحال هي الحال وما اشبه الليلة بالبارح قد قال وتجد قوله تعالى هذه نتيجة قاعدة هي نتيجة لما سبق. اذا يعني مرتبط على ما سبق. اذا تقرر ان المشركين في هذا الزمان من جنس المشركين في كل زمان من جنس مشرك الجاهلية وان كانوا ينتسبون والى الملة والاسلام وله الشهوات ولهم تعبدات اذا كانوا من جنسهم هو الشرك الذي فعلوه هو الذي فعله الاولون. فربما زادت الحاجة وهو الذي بينه الشيخ في هذه القاعدة بان مشركي هذا الزمان اغلب شركا من مشركي اهل الجاهلية لان الله جل وعلا وصف اهل الجاهلية بانهم يشركون في الرخاء واما في الشدة فانهم يوحدون. قال جل وعلا وما بكم من نعمة فمن الله. ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأر اليه يلدون ما سواه. فاليه تجأره. ثم اذا كشف الضر عنكم اذا منكم بربهم يشركون ليكفروا بما اتيناهم. وقال جل وعلا في بيان اهل البحر حالهم في البحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاء تاريخ عاصف وجاءهم الموت من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين فلما انجاهم اذا هم في الارض بغير الحق. وقال جل وعلا فاذا ركبوا في الفلفل الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون. وفي الاية الاخرى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين لهم الدين فلما نجاهم الى البر فمنهم مقتصد. وما يجحد بحياتنا الا كل ختار كفور. اذا تأملت الحال والحال فاولئك يشركون في حال الرخاء. واما اذا مستكم البأساء ومستكم الضراء فانهم يخلصون ويوحدون دعوا الله مخلصين له الدين. اما مشركوا هذه الازمنة فانهم اذا مسهم الضر فزعوا الى العيدروس او الى الحسين او الى البدوي او الى المارغناني او الى او الى الى اخر انواع الناس او الموتى الذين يتوجهون اليه. اذا مستهم الضراء فزعوا الى الاشجار الى احجار ونحو ذلك. وهذا لا شك انه اعظم من شرك الاولين لانهم يشركون في حالين. والمشركون الاولون يشركون في حال واحدة في الحالة الثانية ولكن من يفقه هذا؟ ومن يعلم هذا؟ ومن يخف عليه هذا الامر حتى يكون يقينيا عنده لا مرار فيه ولا لبس. لان بعض الناس قد يقول هؤلاء يصلون ليكون ويصومون فكيف يكونون اغلى شركا من الاولين؟ نقول العمدة على اصل الدين. لان هذه العبادة بلا توحيد لا تنفع كما ذكرنا في اول الكلام كما لا تنفع الطهارة كما لا تنفع الصلاة بلا طهارة. فاذا كانت هناك عبادات عظيم ومع الشرك فانها لا تنفع ولا تقبل. فكيف اذا كان يشرك في حال في حال الرخاء وفي حال الستر وقد ذكر بعض العلماء ان انه لقي رجلا من اهل الطاعة قبل انتشار الدعوة هناك ومعرفة الناس به الدعوة والتوحيد فقال له هذا هؤلاء اهل الطائف اذا جاءتهم شدة الى ابن عباس ولا يعرفون الله. فقال الاخر له معرفة ابن عباس اكفه. وهذا نوع من انواع الشركيات التي تغلغلت في النفوس نسوا معها الله جل وعلا في الرخاء وفي الشدة الا ما ندم. وهذا كثير كثير اليوم فحري به ترى والناس في عجب في هذا الامر والله جل وعلا علينا في هذه البلاد اننا لا نرى ولا نسمع ما يقلقنا من هذه الامور الشركية والكفر الاكبر والشرك الاكبر جل وعلا ومن ذهب الى البلاد التي يكفر بها تكثر فيها الشركيات كبعض جهات مصر وبعض من السودان وافريقيا وبعض الجهات الباكستان والهند ونحو ذلك لا والعراق وسوريا وما نحو ذلك رأى عجبا والناس يتوجهون الى هذه الاضرحة والى مدافن الاولياء بل وغير الاولياء فيه من العذاب جعلوا لهم نصيبا من الالهية. والله جل وعلا له الحق الاعظم في اخلاص الدين له ما يستحقه جل وعلا ان يعبد القلب له وان لا تكون ثم عبادة الا له سبحانه دون سواه كما قال جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقال لا وقال جل وعلا في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك به معي غيري تركته وشركه واذا كان هذا في الرياء يقصد المرء بالعمل غير الله جل وعلا يقصد رؤية فلان. فكيف التوجه بالعبادة لغير الله جل وعلا؟ كأن يدعو غير الله او ان يستغيث بغير الله او ان ينظر ينظر لغير الله او ان يذبح لغير الله او ان يستعيذ بغير الله بما لا يقدر عليه الا الله او ان يستغيث بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. التوجه الى الموتى والاعتقاد ويسمون ذلك السر. يقام روحه السيد فيها سر. ولهذا يجعلون الروح كلمة سر فيقول عنه فيقولون هذا له سر. وقدس الله سره لانهم يجعلون لارواح واحد من اولئك اسرارا وروحه ليس فيها سر الا سر صنعها وخلقها من الله جل وعلا. اما انها تغيث من استغاث بها او تعطي من طلب منها فهذا كله ليس الا الى الله جل وعلا. اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب. وقال جل وعلا واخبرنا عن حاله تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. قال العلماء ما سووهم برب العالمين في انهم يخلقون ويرزقون ويحيون ويميتون. وانما سووهم برب العالمين بالعبادة. في ان توجهوا لهم ببعض العبادة فصاروا مسوين باطلا لله جل وعلا في استحقاق العبادة لانهم عبدوا الله وعبدوا غيره فساووا الخائن الخلق بالخالق جل وعلا. وهذا ابشع ما يكون من الظلم و ابسط ما يكون من الاعتداء على حق الله جل وعلا. اذ حقه سبحانه وتعالى اجلاله وتعظيمه والاخلاص له والاعتراف له بكل كمال ووصفه جل وعلا الجمال والجلال والكمال سل رؤية النفس وانه ليس ثم خير الا لانه سبحانه وليس ثمن بكع شر الا منه سبحانه قال له انما نتقلب بفضل الله وبنعمته. فهذا الامر انما يعود الى اصل تلك الدعوات الثلاث نسأل الله جل وعلا ان يجعلنا ممن اذا اعطيه شكر واذا ابتلي