الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين اما بعد فقال المصنف العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله في كتابه القواعد الحسان. القاعدة الرابعة والعشرون القرآن الى التوسط والاعتدال. ويذم التقصير والغلو ومجازاة ومجاوزة الحد في كل الامور من قواعد الدين الوسطية بين الافراط والتفريط والغلو والجفاء ليس توسط التوسط في الاسلام والتوسط بين الحق والباطل حيث يأخذ من هذا الشيء بطرف ومن هذا بطرف لأ التوسط يتضمن رفظ الباطل كله رفض الباطل كله ليس من التوسط يعني ليس التوسط هو هو التوسط بين الحق والباطل. بل التوسط هو توسط بين باطلين والذي يدعو اليه اهل الاهواء في هذا الزمان وقبله التوسط والوسطية هو توسط بين الحق والباطل يأخذون من مما يهوونه بطرف ومما ومن الاخر بطرف وترك الغلو وترك الجفاء ترك الافراط مجاوزة الحج وزارة التفريط وهو التقصير وهذا يعتبر في كل لكل والذين اذا انفقوا ولم يقتلوا وكان بين ذلك قوام قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم لا تقولوا على الله غير الحق لا تتبعوا اهواء قوم قد ظلوا من قبل واظلوا كثيرا ثم قال اين الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم نعم قال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وقال قل امر ربي بالقسط والايات الامرة بالعدل والاحسان والناهية عن ظدهما كثيرة. والعدل في كل الامور لزوم الحد فيها. والا يغلو تجاوز الحد كما لا يقصر ويدع بعض الحق ففي عبادة الله امر بالعدل وهو التمسك بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم. ونهى عن مجاوزة ذلك وتعدي الحدود وذم المقصرين في ايات كثيرة. ومثل هذا قال تعالى لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا وتحريم ما احل الله هو غلو والاقدام على ما حرم الله تعدي تلك حدود الله فلا تعتدوها تلك حدود الله لا تقربوها قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا لا تعتدوا ولا تتركوا الجهاد وليكن قتالكم في سبيل الله مضبوطا لشرع الله. نعم العبادة التي امر الله بها ما جمعت الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول. فاذا خلت من الامرين او احدهما فهي لاغية وفي حق الانبياء والرسل صلى الله عليهم وسلم امر بالاعتدال وهو الايمان بهم ومحبتهم المقدمة على محبة الخلق وتوقيرهم واتباعهم ومعرفة اقدارهم ومراتبهم التي اكرمهم الله بها. ونهى في ايات كثيرة عن الغلو فيهم وان يرفعوا فوق منزلتهم التي انزلهم الله ويجعل لهم من حقوق الله التي لا يشاركها فيها مشارك. كما نهى عن التقصير في حقهم بتكذيبهم او ترك محبتهم وتوقيرهم او عدم اتباعهم وذم الغالين فيهم كالنصارى ونحوهم في عيسى كما ذم الجافين لهم كاليهود حيث قالوا في عيسى ما قالوا وذم من فرق بينهم فامن ببعض دون واخبر ان هذا كفر بجميعهم وكذلك الامر في حق العلماء والاولياء. اهل السنة وسط كل الشئون في مسائل الاعتقاد التي ترقت الامة اهل السنة وسط بين الطوائف في باب الاسماء والصفات بين المعطرة الجامية وبين المشبه وفي وعيد الله بين الوعيدية من الخوارج والمعتزلة وبين المرجع وفي اصحاب الرسول بين الرافضة والخوارج الناصبة النواصب واهل الاسلام وسط في المسيح عليه السلام بين اليهود والنصارى اليهود الذين كزبوه وارادوا والنصارى الذين ولو فيه يزعم انه ابن الله والمسلمون يؤمنون بانه عبد الله لبن الله حبل الله لابن الله وانه رسول الله ليس بساحل ولا كذاب خلافا لليهود نعم وكذلك الامر في حق العلماء والاولياء يجب محبتهم ومعرفة اقدارهم ولا يحل الغلو فيهم واعطاؤهم شيئا من رسوله الخاص ولا يحل مجافاتهم ولا عداوتهم فمن عادى لله وليا فقد بارزه بالحرب. وامر التوسط في النفقات والصدقات ونهى عن الامساك والتقصير والبخل. كما نهى عن الاسراف والتبذير وامر بالقوة والشجاعة للاقوال والافعال ونهى عن الجبن وذم الجبناء واهل الخور وضعفاء النفوس. كما ذم الذين يلقون بانفسهم وايديهم الى التهلكة وامر وحث على الصبر في ايات كثيرة وامر وحث على الصبر الصبر اي نعم في ايات كثيرة عن الجزع والهلع والتسخط كما نهى عن التجبر والقسوة وامر باداء الحقوق لكل من له حق عليك من الوالدين وذوي القربى والجار والاخوان والولاة والحكام والاجراء والطلبة وغيرهم من كل ذي حق. هو فرع حق الله سبحانه وتعالى تفهمه وتعرفه وتؤديه بالمعروف والاحسان اليهم قولا وفعلا. وذما من قصر في حقهم او اساء اليهم قولا وفعلا كما ذمم من غلا فيهم وفي غيرهم حتى قدم رضاهم على رضا الله وطاعتهم على طاعة الله. وامرنا بالاقتصاد بالاكل والشرب لا سوى الحركة والمشي والصوت. ونهى عن التجاوز والاسراف في كل ذلك. كما حذر اشد التحذير من الترف ونهى عن التقصير الضار الضار بالروح والجسم. وبالجملة فان الله العليم الحكيم امر بالوسط في كل شيء بين تفريط او افراط وقال وكذلك جعلناكم امة وسطا انت اين انت حسبك رحمه الله هذه الوسطية هي من محاسن بعث به خير المرسلين صلوات الله وسلامه عليه اليوم اكملت من كمال من كمال هذا الدين اشتماله على هذه الوسطية اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ففي عبادة الله من فرط في الواجبات هذا قد ومن غلا حتى ترك بعض المباحات وحرم على نفسه كالذين يعني جهلا واجتهادا منهم فقالوا عمل النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا انا لسنا النبي قال بعضهم انا كذا انا اصوم ولا افطر الاخر يقول اقوم ولا ولا انام ولا اخر يقول انا لا اكل لحم والاخر يقول لا اتزوج النساء هؤلاء غلبوا فانكر النبي عليه الصلاة والسلام عليه وقال من رغب عن سنتي فليس منه ويقابل هؤلاء المفرطون الذين يتجاوزون الحلال الى الحرام ويتركون الفرائض والواجبات التي فرضها الله على عباده والصراط المستقيم هو بينهما اهدنا الصراط المستقيم. الصراط هو الطريق المستقيم الذي اعجج فيه يجب لزوم الصراط المستقيم في كل شيء الصراط المستقيم هو الطريق الوسط الذي لا لا عجاج فيه والانحراف السير فيه الثائر فيه امن السائل على الصراط وامن فمنحرف عن الصراط من الاخطار