او هو ممكن واجب الوجود ما لا يتصور عدمه لا يمكن عدمه واما الممكن يمكن عدمه او يقال واجب الوجود هو الذي يقوم بنفسه ويستغني عن غيره. واما الممكن فانه الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعنا به يا ارحم الراحمين قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى القاعدة الثانية اسماء الله تعالى اعلام واوصاف اعلام باعتبار دلالتها على الذات واوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني. وهي الاول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد وهو الله عز وجل. وبالاعتبار الثاني متباينة. بدلالة كل واحد منهما على معناه الخاص؟ بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله رسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد. هذه القاعدة الثانية التي ذكرها رحمه الله ضمن قواعد الاسماء وهي ان اسماء الله تعالى اعلام واوصاف مر بنا في درس الامس ان الاسم هو ما دل على المسمى. والمراد ان اسماء الله جل وعلا اعلام اسم يعين المسمى مطلقا علمه فرن وفرنقاء الخرنق ابن الارنب. فالعلم هو الذي يدل على المسمى والاوصاف جمع وصف. والصفة تميز الموصوف الصفة تميز الموصوف. فاسماء الله جل وعلا لانها حسنى جمعت بين كونها اسماء تدل على الذات العلية وبين كونها صفات تدل على نعوت الكمال والجلال والجمال القائمة بالله تبارك وتعالى فكون هذه الاسماء اعلاما لا يتنافى وكونها ايضا اوصافا بخلاف المخلوق فان اسماء المخلوقين اعلام لهم وليست اوصافا لان العلمية والوصف في حقه يتنافيان اسمه يعين المسمى يعني يخصصه. واما الصفة فانها في حق المخلوقين لا لا خصوصية فيها. بل فيها شيوع. فان المخلوق له نظائر. يشتركون فمعه في الصفة فتنافى حينئذ ان تكون اسماء المخلوقين اعلاما واوصافا باستثناء اسماء النبي صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن وهو كلام الله جل وعلا اسماء النبي صلى الله عليه وسلم هي في حقه اعلام واوصاف وثبت في حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه في الصحيحين ذكر اسماء النبي صلى الله عليه وسلم وانه محمد واحمد والحاشر والماحي والعاقب. فهذه في حقه اسماء واوصاف. عليه الصلاة والسلام وقد فصل في هذا ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد وكذلك القرآن. فهو القرآن وهو الكتاب المبين وهو الفرقان الى غير ذلك من اسمائه فهي اسماء واوصاف والمقصود ان اسماء الله جل وعلا جمعت بين كونها اسماء دالة على الذات العلية وكونها اوصافا تدل على معاني الجلال والجمال القائمة بذاته سبحانه وتعالى وبالاعتبار الاول يعني بالنظر الى كونها دالة على الذات اسماء الله جل وعلا مترادفة وبالاعتبار الثاني اي بالنظر لما تضمنته من المعاني فانها متبانية انها متباينة. والدلالات اللفظية الوضعية هي التباين والتراجع الاشتراك والتواطؤ والعموم والخصوص. اما التباين فان الالفاظ المتباينة هي التي تعددت الفاظها ومعانيها. كالشمس والقمر والانسان وما الى ذلك. واما الالفاظ المترادفة فانها ما تعدد لفظه واتحد معناه كالبر والقمح والحنطة بحث طويل عند اهل اللغة في وقوع الترادف في اللغة بين وجيز لذلك مانع منه ومجيز له في اللغة دون الشرع. وبين من يرى انه يقع ترادف لا ترادف تام. وهذا ما نحى بشيخ الاسلام رحمه الله وهو يرجح هذا القول باعتبارها الفاظا متكافئة. فان بينها اشتراكا عاما يسمح بتبادل الالفاظ. ويبقى ان لكل لفظ خاصية تخص هذا اللفظ. على كل حال هذا بحث لغوي. والمقصود ان هذا هو الترادف ان يتعدد اللفظ ويتحد المعنى. واما الاشتراك فانه على عكسه يتحد اللفظ ويتعدد المعنى. وذلك كالعين. فان اللفظ واحد ويطلق على معان عدة فالعين الجارية والعين الباصرة والذهب والجاسوس ايضا على قول من يجعل هذا اللفظ حقيقة في هذا المعنى. واما التواطؤ فانه اللفظ اللفظ المتواطئ هو الذي يطلق على ذوات مختلفة تشترك في معنا عام فالانسان يطلق على زيد وعلى عمر وعلى خالد. فالجميع مشترك في كونه انسان واما العموم والخصوص فكما ذكروا في قول آآ في كون الانسان اخص من الحيوان والحيوان اعم من الانسان. فالعلاقة بينهما العموم والخصوص فالانسان على ما ذكر المناطق حيوان ناطق. المقصود ان الشيخ رحمه الله يقرر في هذه ايه ده؟ ان اسماء الله جل وعلا مترادفة باعتبار دلالتها على ذات الله عز وجل فلا فرق في هذه او لا فرق من هذه الجهة بين اسم العزيز والعليم والحكيم والقدير فكلها دالة على الله تبارك وتعالى. قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى واما باعتبار دلالتها على ما تضمنته الاسماء من الاوصاف فانها حينئذ باينة فكل اسم يختلف في معناه عن الاخر. فاسم الله العليم يدل على اتصاف الله جل وعلا بصفة العلم. واسم الله القدير يدل على اتصاف الله عز وجل بصفة القدرة. وهلم جرا وهذه القاعدة قررها كثير من اهل العلم وبسط شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع من كتب ونص عليها بهذا اللفظ الذي اورده الشيخ تقريبا ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد وذكرها ايضا في غيرها في غير هذا الكتاب من كتبه اعلامه اسماؤه آآ اوصاف مدح كلها مشتقة قد حملت لمعاني. ذكر هذا رحمه الله في النونية بغيره المهم انهم مضطرون الى ان يقولوا هو واجب الوجود سبحانه وتعالى وهذه صفة ثانية فاصبح القديم الان ثلاثة ثم يقال لهم ايضا هل وجود الله عز وجل؟ وجود عين والمقصود من هذه القاعدة الرد على المعتزلة الذين زعموا ان اسماء الله جل وعلا جامدة لا معاني تحتها. ولا تدل على صفة البتة. بل هي اسماء جامدة تطلق على الله عز وجل. وبالتالي فهي مترادفة من كل وجه. ولا شك ان هذا قول غير صحيح وسيأتي الدليل على بطلانه شرعا ولغة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فالحي العليم القدير السميع البصير الرحمن الرحيم العزيز الحكيم. كلها اسماء لمسمى واحد وهو الله سبحانه وتعالى لكن معنى الحي غير معنى العليم ومعنى العليم غير معنى القدير وهكذا. وانما قلنا بانها اعلام واوصاف لدلالة القرآن عليه كما في قوله تعالى وهو الغفور الرحيم وقوله وربك الغفور ذو الرحمة فان الاية الثانية دلت على ان الرحيم هو المتصف بالرحمة ولاجماع اهل اللغة والعرف هذا الدليل الشرعي الذي ذكره الشيخ على بطلان قول القائلين من المعطلة بان اسماء الله تبارك وتعالى جامدة. لا تدل على صفات تحتها وهو ان الله جل وعلا سمى نفسه بالغفور والرحيم. وفسر هذا بقوله سبحانه وهو الغفور ذو الرحمة. فذي الرحمة فسرت قوله في الاية الاخرى وهذا يدل على ان اسم الرحيم اسم مشتق. يدل على المعنى الذي اشتق منه وهو الرحمة. وهذا ظاهر بحمد الله. في ادلة كثيرة فالنصوص يفسر بعضها بعضا. خذ مثلا اسم الله الرحمن. كيف انه سمي الله عز وجل به في مواضع فقال سبحانه الرحمن على العرش استوى. فالرحمن لا يستريب ومسلم انه الله عز وجل نفسه. ونجد في ايات اخرى يذكر اسم الرحمن صفة لله تبارك وتعالى. فقال سبحانه بسم الله الرحمن الرحيم فالرحمن هنا ما اعراب هذه الكلمة؟ بسم الله الرحمن صفة فهي اذا مرة ذكرت على انها اسم ومرة ذكرت على انها ماذا؟ صفة اذا اسماء الله جل وعلا اعلام واوصاف. كذلك نجد ان الله تبارك وتعالى يعلل احكامه بكونها يعلل احكامه باسمائه جل وعلا. ولو كانت جامدة ما صح ذلك؟ تجد قوله تعالى فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا تجد مثلا قوله تعالى للذين يؤلون من نسائهم تربص اربعة اشهر فان فائوا فان الله غفور رحيم. وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم. فتجد ان الله جل وعلا يعلل الاحكام بذكر اسمائه سبحانه وتعالى. وهذا يدل على انها اسماء مشتقة كذلك نجد ان الله تبارك وتعالى يبين كماله بذكر اسمائه تجد مثلا الله جل وعلا يقول الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير اذا لو كانت اسماء الله جل وعلا ليست اوصافا ما صح مثل هذا الكلام. اذا اسماء الله تبارك وتعالى اعلام واوصاف ولا يمكن البتة ان تكون اسماء الله جامدة وذلك اولا لانها حسنى. فالله تبارك وتعالى وصفها بانها حسنى. ومن اصدق من الله قيلا. ولم تكن حسن لمجرد الفاظها بل لا يستريب عاقل ان كمال حسنها انما كان لما طمنته من المعاني العظيمة. ثم لو كانت اسماء الله جل وعلا جامدة لم لم كن هناك فرق بين ان يسمى الله سبحانه بالعليم والحليم والحكيم والقدير وان يسمى بالجاهل العاجز والميت تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ولا شك ان مثل هذا الايراد تأباه كل فطرة مسلمة بل الله عز وجل لا يمكن ان يسمى الا باعظم الاسماء والا باحسن المعاني. فدل هذا اذا على ان اسماء الله تبارك وتعالى لا يمكن ان تكون جامدة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولاجماع اهل اللغة والعرف انه لا يقال عليم الا لمن له علم ولا سميع الا لمن له سمع ولا بصير الا لمن له بصر وهذا امر ابين من ان يحتاج الى دليل. كون اسماء الله كون اسماء الله تبارك وتعالى مشتقة كون اسماء الله تبارك وتعالى مشتقة يدل على تظمنها للمعنى الذي اشتقت منه. فان اهل اللغة مطبقون على ان ان الاسماء المشتقة لا تطلق الا اذا كان الذي اطلقت عليه قد وجد فيه المعنى المشتق منه فالعليم انما يقال لمن عنده علم. والكريم انما يقال لمن فيه كرم. وهلم جرة اذا هذه دلالة لغوية بينة لا خلاف فيها عند من يعرف لغة العرب. نعم. احسن اليكم قال رحمه الله وبهذا علم ضلال من وبهذا علم ضلال من سلبوا اسماء الله تعالى معانيها من اهل التعطيل وقالوا ان الله تعالى سميع بلا سمع وبصير بلا بصر وعزيز بلا عزة وهكذا. وعللوا ذلك بان هذا قول طائفة من اهل التعطيل وهم جمهور المعتزلة قرروا ان الله تبارك وتعالى سميع بلا سمع وبصير بلا بصر وعليم بلا علم الى غير ذلك فاثبتوا لله جل وعلا اسماء جامدة لا تشتمل على صفات ولا معاني وذهبت طائفة منهم كابي الهذيل العلاف الى ان الله عز وجل سميع بسمع وسمعه ذاته وبصير ببصر وبصره ذاته. فلم يثبت قدرا زائدا على الذات ومعلوم ان الصفة عند جميع العقلاء قدر زائد على الذات. واتفقا القولان على ان اسماء الله جل وعلا مفرغة من معانيها ومما اشتملت عليه من الصفات ولا شك ان هذا قول باطل ثم شرع الشيخ رحمه الله بذكر شبهتهم والرد عليها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وعللوا ذلك بان ثبوت الصفات يستلزم تعدد القدماء. وهذه العلة عليلة بل ميتة بدلالة السمع والعقل على بطلانها اما السمع فلان الله تعالى وصف نفسه باوصاف كثيرة مع انه الواحد الاحد. فقال تعالى ان بطش ربك انه هو يبدأ ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد. وقال تعالى سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى ففي هذه الايات الكريمة اوصاف كثيرة لموصوف واحد ولم يلزم من ثبوتها تعدد القدماء. نعم واما العقل فلان الصفات ليست ذوات بائنة من ليست ذوات بائنة من الموصوف حتى يلزم من ثبوتها التعدد وانما هي من صفات ان اتصف بها فهي قائمة به وكل موجود فلا بد له من تعدد صفاته. ففيه صفة الوجود وكونه واجب الوجود. او ممكن وجودي وكونه عينا قائما بنفسه او وصفا في غيره. وبهذا ايضا علم. نعم. هذه الشبهة ذكرها الشيخ رحمه الله لهذا القول الباطل وهي شبهة تعدد القدماء وهي شبهة من جملة شبه لهم كلها عليلة بل ميتة كما ذكر الشيخ تقرير الشبهة عندهم ان صفات الله تبارك وتعالى لا تخلو اما ان تكون محدثة او قديمة فاما كونها محدثة فقول باطل. لان المحدث لا يقوم الا بمحدث. والله عز وجل قديم واما كونها قديمة قالوا هذا ايضا باطل لان هذا يستلزم تعدد القدماء والفرض ان القديم واحد هو الله تبارك وتعالى. فاذا كان الله عز وجل قديما وله صفة السمع وهي قديمة اصبح القديم الان اثنان. واذا كان له ايضا كرم فاصبح القديم الان ثلاثة وهلم جرة وهذا يتنافى مع كون القديم واحدا وهذه في الحقيقة شبهة عليلة بل مغالطة كل عاقل يدرك انها امر باطل فانه يقال لهم ماذا تريدون بتعدد القدماء هل تريدون ان الرب والاله الذي هو قديم ازلي سبحانه وتعالى يشاركه غيره من الالهة والارباب في القدم فلا شك ان هذا باطل واثبات الصفات لا يقتضيه ام تريدون ان الصفات قديمة قدم الذات التي قامت بها فلا شك ان هذا صحيح ولا يلزم منه شيء من الباطل وسبب الشبهة التي وقعت عندهم انهم تصوروا ذات مجردة عن الصفات وتصوروا صفات مجردة عن الذات ولا شك ان هذا باطل عند جميع العقلاء فالذات اي ذات؟ لا يمكن ان تخلو من جميع الصفات وكذلك الصفات لا يمكن ان تكون موجودة الا في ذات فالامران اذا متلازمان والله عز وجل هو وحده القديم بصفاته تبارك وتعالى ومما يدل على بطلان قولهم ايضا بان قدم الصفات لا محظور فيه ان صفات الله عز وجل ليست الها مع الله كما ان صفات النبي صلى الله عليه وسلم ليست انبياء مع النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم له صفات فهل كل صفة من صفاته نبي معه لا يقول عاقل ذلك فاذا كانت هذه الصفات محدثة صفات النبي اذا كانت محدثة كحدوث الذات اشتركت مع الذات في الحدوث ومع ذلك لم تأخذ حكم الذات فلم تكن هذه الصفات انبياء مع النبي صلى الله عليه وسلم. فكذلك صفات الله جل وعلا لم تكن الهة مع الله عز وجل بل هي صفات قائمة بذات الله تبارك وتعالى فاتضح اذا ان هذه الشبهة التي ذكروها شبهة باطلة عليلة مبنية على اساس باطل وهو تصور ذات خالية من الصفات وهذا كما قدمت امر باطل. ثم انهم ثم انه يجاب عليهم بالالزام فان القوم شاؤوا ام ابوا يثبتون لله عز وجل اكثر من صفة كما ذكر الشيخ يقال لهم الله عز وجل ذاته موجودة او غير موجودة مضطرون ان يقولوا موجودة. فنقول هذه اذا صفة للذات فاصبح القديم اثنان ثم هل وجود الله عز وجل؟ وجود واجب؟ يعني هل هو واجب الوجود سبحانه وتعالى او وجود صفة على اصطلاحهم هل هو من وجود الاعيان او من وجود آآ اه الصفات يعني التي تقوم بغيرها فانهم مضطرون الى ان يقولوا ان وجوده سبحانه وتعالى وجود عين قائمة بذاتها فدل هذا اذا على ان هذه صفة اخرى فاصبح القديم اذا هنا اربعة. وهذا اقل حد يمكن ان يقال في الموجود في اي موجود لا بد ان يوجد فيه هذا الامر. فاصبحوا اذا قائلين بتعدد القدماء تناقض قولهم. حقيقة قول المعتزلة ذكره كاف في نقضه يعني حينما يقولون الله عز وجل سميع بلا سمع كانهم يقولون الله متصف بصفة ولا صفة له فالجملة من حيث هي باطلة متناقضة فدل هذا على بطلان قولهم الذي قالوه نعم اعد كلام الشيخ احسن الله اليكم قال رحمه الله يتكلم الشيخ قال رحمه الله تعالى وعللوا ذلك بان ثبوت الصفات يستلزم تعدد القدماء وهذه العلة ليلة بل ميتة لدلالة السمع والعقل على بطلانها اما السمع فلان الله تعالى وصف نفسه باوصاف كثيرة مع انه الواحد احد فقال تعالى ان بطش ربك لشديد انه هو يبدأ ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد لما يريد. اذا طردنا قولهم فيكون الله عز وجل قد ذكر ان القدماء ماذا كثيرون مع الله عز وجل لانه سبحانه وصف نفسه بهذه الصفات المتعددة نعم احسن الله اليكم وقال تعالى سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله مغثاء احوى ففي هذه الايات الكريمة اوصاف كثيرة لموصوف واحد ولم يلزم من ثبوتها تعدد القدماء واما العقل فلان الصفات ليست ذوات بائنة من الموصوف حتى يلزم من ثبوتها التعدد. وانما هي من صفات من اتصف فبها فهي قائمة به وكل موجود فلا بد له من تعدد صفاته. ففيه صفة الوجود وكونه واجب الوجود او ممكن الموجود وكونه عينا قائما بنفسه او وصفا في غيره وبهذا ايضا علم ان الدهر ليس من اسماء الله تعالى لانه اسم جامد لا يتضمن معنى يلحقه بالاسماء الحسنى ولانه اسم للوقت والزمن. قال الله تعالى عن منكر البعث وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر يريدون مرور الليالي والايام. فاما قوله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل يؤذيني ابن ادم يسبني الدهر وانا الدهر بيدي الامر اقلب الليل والنهار. فلا يدل على ان الدهر من اسماء الله تعالى. وذلك ان الذين يسبون الدهر انما يريدون الزمان الذي هو محل الحوادث. لا يريدون الله تعالى فيكون معنى قوله وانا الدهر. ما فسره بقوله بيدي الامر اقلب الليل والنهار. فهو سبحانه خالق الدهر وما فيه. وقد بين انه يقلب الليل والنهار الدهر ولا يمكن ان يكون المقلب بكسر اللام هو المقلب بفتحها. وبهذا تبين انه يمتنع ان يكون الدهر فيه هذا الحديث مرادا به الله تعالى. طيب فرع الشيخ رحمه الله على ما تقدم منا ان اسماء الله عز وجل مشتقة ودالة على اعظم ما يكون من المعاني واحسن ما يكون من الصفات ان الدهر ليس اسما لله تبارك وتعالى وهذه المسألة قد اتفق عليها جمهور اهل السنة والجماعة فانهم يقولون ان الدهر ليس اسما لله عز وجل وخالف في هذا نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله وطائفة من اهل الحديث فسموا الله عز وجل بالدهر اخذا بالحديث الذي ذكره الشيخ وسيأتي الكلام عنه ولكن الدهر عندهم هو بمعنى القديم والازل او الاول كما جاء في القرآن لم يريدوا ان الدهر معناه في حق الله عز وجل هو الزمان فهذا القول لم يقل به احد من المسلمين قط ان الدهر بمعنى الزمان هو اسم لله عز وجل انما قال هذا طائفة من الزنادقة والملاحدة كما حكى هذا عنهم ابو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله الله في غريب الحديث المقصود ان هذا القول ليس بصحيح فالدهر ليس اسما لله عز وجل. لان الدهر انما هو الزمان واطلاقاته جاءت في اللغة بمعنى الابد او عمر الدنيا او المدة من الدهر يعني المدة من الوقت فهذه الاطلاقات كلها راجعة الى ان الدهر انما هو الزمان والزمان انما هو الليل والنهار وهذا الزمان عرض من الاعراض وليس عينا قائمة بنفسها فضلا عن ان يكون هو الله الخالق العظيم سبحانه وتعالى اذا تسمية الله عز وجل بالدهر لا شك انها باطلة وانها الى هذا من نحى من المخالفين للصواب في هذه المسألة وممن انتصر لهذا ابن حزم رحمه الله في المحلى فانه لما ذكر تعداد اسماء الله عز وجل ذكر في اخر تلك الاسماء الدهر اخذا بهذا اه الحديث الذي ذكره الشيخ رحمه الله والمأخذ عند ابن حزم راجع الى الجمع بين الظاهرية لقول النبي في اخذه او فهمه لقول النبي صلى الله عليه وسلم وانا الدهر وكذلك تأثره بمذهب المعتزلة في هذه المسألة فانه انتصر في الفصل الى القول بان اسماء الله عز وجل بان اسماء الله عز وجل جامدة لا مشتقة ولا شك ان هذا من اغلاطه رحمه الله وقول مخالف لما عليه اهل السنة والجماعة قاطبة من ان اسماء الله سبحانه مشتقة المقصود ان تسمية الله عز وجل بالدهر ليست صوابا ويدل على هذا امور اولا ان المشركين الذين كانوا يسبون الدهر لم يكونوا يسبون الله عز وجل فدل هذا على ان الدهر ليس هو الله عز وجل وثانيا سياق الحديث يأبى ان يكون الدهر اسما لله عز وجل فان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار والدهر كما قد علمنا هو الوقت والزمان وهو الليل والنهار فكيف يكون المقلب هو المقلب؟ بمعنى كانه قال يسب الدهر وانا الدهر اقلب الدهر وهذا تناقض ينزه عنه كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحكيه عن ربه جل وعلا اذا هذا وجه اخر يدل على ان الدهر ليس اسما لله تبارك وتعالى ووجه ثالث ان اسماء الله عز وجل قد دلت الادلة القطعية على انها حسنى واي حسن في كلمة الدهر فضلا عن ان تكون هذه الكلمة قد بلغت في الحسن غايته انما الدهر مجرد زمان ووقت وهذا من حيث هو لا حسن فيه فضلا عن ان يكون قد بلغ في الحسن الغاية ثم يقال رابعا لو كان الدهر هو الله عز وجل لكان المشركون مصيبين في قولهم وما يهلكنا الا الدهر لان المعنى حينئذ يكون وما يهلكنا الا الله مع ان الاية مسروقة مساق الانكار عليهم. فدل هذا اذا على ان الدهر لا يصح ان يقال انه اسم لله عز وجل احسن الله اليكم قال رحمه الله وبهذا ايضا علم ان الدهر ليس من اسماء الله تعالى. لانه اسم جامد لا يتضمن من يلحقه بالاسماء الحسنى. ولانه اسم للوقت والزمن. قال الله تعالى عن منكر البعث. وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما يهلكنا الا الدهر اما ان يكون المراد ليس هناك شيء وراء مرور الزمان نموت ونحيا المقصود بنموت ونحيا نموت ويحيا غيرنا نموت نحن ويحيا غيرنا. او نموت ونحيا بوجود اولادنا ونسلنا او نموت ونحيا بذكرنا الطيب او ان الترتيب هنا غير مقصود انما المراد نحيا ونموت. اقوال لاهل التفسير واما قوله وما يهلكنا الا الدهر يعني ليس هناك شيء وراء ذلك انما هي ايام تمضي وينتهي كل شيء. نموت وينتهي كل شيء او ان تكون الاية متعلقة بقول طائفة من المشركين الدهرية الذين كانوا يعتقدون ان الاحياء والاماتة للايام والليالي تأثير فيها يكون حينئذ اسناد الاماتة والاحياء عندهم انما هي للدهر وهذا قول طائفة من المشركين ذكره جمع من المفسرين عند هذه الاية وكذلك الذين صنفوا في احوال العرب اديانهم واقوالهم ذكروا هذا القول عن طائفة منهم وآآ لا شك ان هذه الاية كما ذكرت دليل على ان الدهر لا يمكن ان يكون اسما لله عز وجل لانه لو كان الامر كذلك لكان قولهم هنا صوابا ولا شك ان قولهم هنا قول باطل خاطئ. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله يريدون مرور الليالي والايام. فاما قوله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر يؤذيني ابن ادم الله عز وجل يؤذيه عباده كما جاء في هذا الحديث يؤذيني ابن ادم وكما قال جل وعلا ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا لكنهم لا يضرونه انهم لن يضروا الله شيئا قال الله عز وجل في الحديث القدسي كما في صحيح مسلم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني فالله عز وجل يحصل له اذية من خلقه والله اعلم كيف ذلك ليس كاذية المخلوق للمخلوق فالله ليس كمثله شيء بل كيفية الله اعلم بها لكن الضرر لا يقع عليه تبارك وتعالى نعم احسن الله اليكم قال الله عز وجل يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر وانا الدهر فيه بحث عند اهل العلم قالت طائفة من اهل العلم وهذا حكاه الخطابي عن بعض اهل العلم ان القراءة الصحيحة للحديث وانا الدهر اقلب الليل والنهار وانا الدهر بفتح الراء من الدهر والمعنى وانا في كل الدهر اقلب الليل والنهار فتكون كلمة الدهر ها هنا ظرف زمان وهذا التوجيه اول وهلة حسن لكن الصواب انه ليس بجيد لان رواية صحيح مسلم لهذا الحديث فان الله هو الدهر فدل هذا على ان هذا التوجيه ليس بمستقيم انما الصواب ان قوله جل وعلا وانا الدهر يعني مقلب الدهر وهذا الذي فسره به هو ربنا جل وعلا وهو اعلم بنفسه سبحانه وتعالى وليس هذا من التأويل في شيء بل هذا تفسير من الله العظيم سبحانه وتعالى وليس للعبد الا ان يسلم ويذعن فيقول ان الله سبحانه وتعالى مقلب الدهر كما جاء في هذا الحديث يقلب الليل والنهار. ولا شك ان تصريف الكون كله انما هو بيد الله عز وجل فالله سبحانه هو الذي يقلب الليل والنهار هو الذي خلق الليل والنهار وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر فالله سبحانه بيده كل شيء جل وعلا وبالتالي فيكون معنى قوله وانا الدهر يعني وانا مقلب الدهر الذي الي تصريف هذا الدهر نعم احسن الله اليكم قال الله عز وجل يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الامر اقلب الليل والنهار فلا يدل على ان الدهر من اسماء تتمة للكلام عن هذا الحديث وهو حكم سب الدهر لا يخلو سب الدهر والمقصود بسب الدهر الطعن والقدح فيه قوي اللعن والدعاء وما الى ذلك لا يخلو الحال ها هنا مما يأتي اولا ان يسب الشاب الدهر ومراده ان لهذا الدهر تصرفا مستقلا كحال المشركين او الطائفة من المشركين الذين قالوا وما يهلكنا الا الدهر وهذا واضح في انه شرك بالله تبارك وتعالى الحال الثانية ان يسب الدهر ومراده وقصده سب من يتصرف في الدهر سبحانه وتعالى. وهذا ولا شك كفر بالله تبارك وتعالى باتفاق المسلمين وهذا انما يكون مع القلوب التي خلت من تعظيم الله عز وجل ومن توحيده ويكثر هذا في المشركين المتأخرين. من عباد القبور فانهم لظنهم بالله عز وجل ظن السوء يقع منهم شيء من ذلك فتجد في كضعيف كلامهم وفي فلتات السنتهم. شيئا من سب الله تبارك وتعالى اذا طرأت عليهم امور من الحوادث المؤلمة ذكر الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن ابن حسن رحمه الله في رده على داوود ابن جرجيس عن الشيخ حسين النعمي رحمه الله عن بعض رسائله التي كتبها الشيخ حسين ان امرأة من عباد القبور كف بصرها فنادت وليها الذي تعبده قالت اما الله فهذا فعله وما بقي الا التعلق بحسبك فانظر الى هذه المسبة العظيمة لله تبارك وتعالى تقول الله عز وجل هذا فعله وما بقي الا التعلق بك نعوذ بالله من هذا الشرك الحال الثالثة ان يسب الساب الدهر وقصده الظرف الزمني الذي وقع فيه الامر المؤلم او النازلة التي نزلت به ولم ترق له ولا يقصد المصرف والمدبر لذلك ولا شك ان هذا حرام وهو وان كان لازم ذلك وقوع السب على المصرف لان هذا الزمان لا تصرف له انما هو مجرد وعاء وظرف بما يقع فيه فلا تصرف له لكن لانه لم يكن مقصودا وانما لازم هذا هو هذا كان محرما ولم يكن كفرا واما الحال الرابعة فان يكون المقام مقام اخبار فقط بحيث لا تشعر قرينة لفظية او حالية ب سب او طعن او تلوم على القدر وهذا جاء الدليل عليه في كتاب الله في مواظع كما قال جل وعلا سبع شداد في ايام محيسات وقال هود عليه السلام هذا يوم عصيب الى غير ذلك مما جاء في النصوص. فاذا كان اخبارا محضا بشدة زمن او يوم او وقت فان هذا لا حرج لا حرج فيه ان شاء الله تعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فلا يدل على ان الدهر من اسماء الله تعالى وذلك ان الذين يسبون الدهر انما يريدون الزمان هو محل الحوادث لا يريدون الله تعالى فيكون معنى قوله وانا الدهر ما فسره بقوله بيدي الامر الليل والنهار فهو سبحانه خالق الدهر وما فيه. فقد بين انه يقرب الليل والنهار وهما الدهر. ولا يمكن ان يكون المقلب بكسر اللام هو المقلب بفتحها. وبهذا تبين انه يمتنع ان يكون الدهر في هذا الحديث مرادا به الله تعالى قال رحمه الله الخلاصة التي نستفيدها من هذه القاعدة هي العلم والجزم بان اسماء الله عز وجل حسنى اي بالغة في الحسن غايته والفائدة الثانية مراعاة حسن الادب هنا دعاء الله عز وجل وذلك بالنظر الى تباين المعاني التي اشتملت عليها الاسماء وبالتالي فانه يدعى الله عز وجل بالاسم المشتمل على الصفة التي تناسب المقام ففي مقام طلب الرحمة يدعى الله عز وجل باسمه الرحمن او الرحيم وعند طلب المغفرة يراعى نداء الله عز وجل باسمه الغفور والغفار وهكذا في بقية الاحوال فهذا مما يستفاد من كون اسماء الله عز وجل اعلاما والله عز وجل اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان