فاتى شجرة فاضجع في ظلها قد ايس من راحلته. فبينما هو كذلك اذا هو بها قائمة عنده. فاخذ بخطامها ثم قال من شدة فرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القواعد المثلى. وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم بكفر او فسق ان ينظر في طيب احدهما دلالة الكتاب او السنة على ان هذا القول او الفعل موجب للكفر او الفسق الثاني انطباق هذا الحكم على القائل المعين او الفاعل المعين بحيث تتم بحيث تتم شروط التكفير او التفسير في حقه تنتفي الموانع ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما اما بعد ينبه الشيخ رحمه الله في هذا المقطع من هذه الرسالة النافعة ينبه على ضابطين مهمين من ضوابط التكفير وكذلك التفسيق الضابط الاول هو معرفة كوني هذا القول او الفعل كفر بدلالة الكتاب والسنة معرفة كونه كفرا بدلالة الكتاب والسنة ونحن قد علمنا في درس امس ان الكفر حق لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فليس لاحد ان يكفر او يفسق بغير دليل اذا لابد من التحقق من ان هذا الذي صدر من هذا المحكوم عليه او من يراد الحكم عليه انه صدر منه ما يقتضي الكفر والمكفرات التي هي اسباب الردة عن دين الله عافاني الله واياكم كثيرة اوصلها بعض اهل العلم الى اربعمئة مكفر ومجموع ذلك يرجع الى اربعة اصناف اقوال وافعال واعتقادات وشك اذا ما يقتضي الكفر اما ان يكون قولا دل الدليل الشرعي على انه كفر بالله عز وجل واما ان يكون فعلا دل الدليل الشرعي على انه كفر بالله عز وجل واما ان يكون اعتقادا ايضا دل الدليل على انه كفر بالله عز وجل او يكون شكا هذا الشك يقتضي الخروج عن دين الله جميع المكفرات لا تخرجوا عن هذه الاصناف الاربعة وهذا الموضع معترك الخلاف بين اهل السنة والجماعة والوعيدية من طرف والمرجئة من طرف اخر فالوعيدية كفروا بغير مكفر يعني حكموا بالكفر على مسلمين باشياء لا يدل الدليل على انها كفر بالله تبارك وتعالى في مقابل ان المرجئة قالوا في اشياء دل الدليل على انها كفر انها ليست كفرا بالله عز وجل فاهل السنة والجماعة في هذا الباب متبعون للكتاب والسنة سائرون على ما قرره اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون واتباعهم هذا هو الضابط الاول الضابط الثاني مراعاة توفر الشروط وانتفاء الموانع وذلك ان الحكم بالتكفير له شروط شرعية لابد من اجتماعها في المحكوم عليه وثمة موانع تمنع الحكم بالكفر لابد من انتفائها فمتى ما توفرت الشروط وانتفت الموانع فان الحكم بالكفر حينئذ يكون حكما صحيحا والا فانه لا يكون صحيحا وقد اشار الشيخ كما سيأتي الى شيء من هذه الشروط والموانع وهذا ايضا من المواضع التي تدلك على عدل اهل السنة والجماعة ورحمتهم فانهم اهل تريث واهل اعتدال بعيدون عن الطيش والاستعجال لا سيما في هذا الامر العظيم الذي هو الحكم على انسان مسلم بانه قد خرج عن الاسلام اذا لابد من النظر في توفر الشروط وانتفاء الموانع ثمة شرط ثالث هو كون المحكوم عليه بالغا عاقلة وهذا شرط معلوم بالبداهة لان جميع التكاليف الشرعية يشترط فيها البلوغ والعقل واما اذا كان الانسان مجنونا او كان دون التكليف فانه لا يحكم بردته اما المجنون فبالاتفاق واما الصغير فانه على الراجح وهو قول جمهور اهل العلم ان الصغير الذي هو دون البلوغ متى ما فعل سببا من اسباب الردة فانه لا يكفر لان الدليل دل على انه قد رفع عنه القلم والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اهم الشروط ان يكون عالما بمخالفته التي اوجبت ان يكون كافرا او فاسقا. لقوله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصره جهنم وساءت مصيرا. وقوله وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون. ان الله بكل شيء عليم. ان الله له ملك السماوات والارض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير. ولهذا قال اهل العلم نعم هذا الشرط الذي لابد من توفره اولا قبل الحكم بالكفر وهو الذي يعبر عنه اهل العلم بقيام الحجة الرسالية لابد من قيام الحجة وهذه الحجة عندنا معشر اهل السنة والجماعة ليست الحجة العقلية ولا حجة الفطرة بل هي الحجة الرسالية يعني لابد ان يبلغ الدليل الذي يدل على ان هذا الفعل او القول كفر بالله عز وجل لهذا المحكوم عليه. يعني يصل الى علمه ان هذا الامر قد دل الدليل من الكتاب والسنة على انه كفر بالله عز وجل ودلائل هذا كثيرة منها ما ذكر الشيخ رحمه الله ومن يشاقق الرسول من بعد ما ماذا تبين له الهدى اذا لابد من بلوغ الحجة اليه وان يفهمها فهما تقوم به الحجة والمقصود هنا بفهم الحجة ان يفهمها فهم ابي جهل لا فهم ابي بكر انتبه فهذا الموضع مما يحصل فيه لغط بين بعض الناس فالمقصود بلوغ الحجة وفهمها هو هذا ان تصل اليه الحجة وان يفهمها وليس المقصود ان يفهمها الفهم الكامل الذي كان يفهمه ابو بكر واصحابه رضي الله عنهم انما المقصود الفهم الذي تقوم به الحجة وهو ما يعبر عنه بعض اهل العلم بفهم ابي جهل لا فهم ابي بكر فلا شك ان فهم ابي بكر رضي الله عنه للشريعة وادلتها فهم عميق وليس وليس هذا هو المطلوب اذا لا بد ان يتبين له الحق ثم ينصرف عنه لاي سبب من اسباب او صوارف الصوارف عن الحق و من ذلك ايضا قول الله تبارك وتعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسوله قال جل وعلا رسلا مبشرين ومنذرين. لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل اذا الحجة على العباد انما تكون بوصول حجة الله عز وجل عليهم وهي دعوة الانبياء عليهم الصلاة والسلام هذا هو الامر الذي لا بد من توفره قبل الحكم على من فعل او قال او اعتقد او شك ودل الدليل على ان هذه الامور كفر بالله تبارك وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا قال اهل العلم لا يكفر جاحد الفرائض اذا كان حديث عهد باسلام حتى يبين له لو ان شخصا كان حديث عهد باسلام اسلم عن قريب فجحد شيئا من الامور التي دلت دلت الادلة الشرعية على انها واجبة لو قال مثلا الصيام غير واجب وهذا الرجل حديث عهد باسلام او نشأ في بادية بعيدة لا يتوفر فيها اهل العلم فان اهل العلم يقولون انه لا يبادر بتكفيره مع كونه قد جحد ما هو معلوم من الدين بالضرورة لكونه لم تقم عليه الحجة في مقابل لو ان شخصا يعيش بين المسلمين ومثله لا يجهل مثل هذه الاحكام فقال ان الصيام او الصلاة غير واجبة فان هذا يكون كافرا لو انه قال وهو يعيش بين ظهراني المسلمين ورجل يفهم ومتعلم وقال ان الخمر حلال او ان الخبز حرام فاننا نقول ان معلوم ان هذه الامور من المعلوم من الدين بالضرورة حكمها وبالتالي فانه يختلف حكمه عمن سبق لو ان انسانا قال مثلا ان الربا في الاوراق النقدية الحديثة لا يجري وانه يجوز التعامل بالربا فيها فان هذا ايضا لا يبادر بتكفيره لوجود الشبهة وذلك ان بعض اهل العلم لا سيما في اوائل ظهور هذه الاوراق قد نحى الى انه لا يجري فيها الربا وبالتالي فانه وجد عند هذا الانسان شبهة واصبحت المسألة فيها غموض وهذه الشبهة تمنع من تكفيره اذا لابد ان يفهم المسلم هذه القاعدة المهمة وهي مبنية على دلائل تدل على ان اهل السنة والجماعة اهل توسط واعتدال لا سيما في هذا الامر العظيم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الموانع ان يقع ما يوجب الكفر او الفسق بغير ارادة منه. ولذلك صور منها ان يكره على ذلك فيفعله لداعي الاكراه لاطمئنان به فلا يكفر حينئذ لقوله تعالى من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ومنها هذا المانع الاول الذي ذكره الشيخ وهو الاكراه والاكراه مانع من التكفير في الاقوال والافعال على الصحيح من كلام اهل العلم فلا فرق بين القول والفعل في هذا الامر وهو كون الاكراه مانعا لو اكره الانسان بمعنى انه هدد باتلاف نفس او اتلاف عضو او نحو ذلك وغلب على ظنه انه سيتحقق ما هدد به وهذا الذي هدده قادر على انفاذ ما ما توعد به فان هذا الانسان يكون حكمه حكم المكره يكون حكمه حكم المكره وبالتالي فانه يرخص له في الشريعة ان يقول او يفعل ما هو كفر لاجل انقاذ نفسه او انقاذ عضوه او ما مشاكل ذلك و دليل ذلك صريح في كتاب الله عز وجل وكذا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وحديث عمار وحديث عمار رضي الله عنه معلوم مشهور وهذه الاية التي بين ايدينا صريحة قال جل وعلا من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان فدل هذا على ان الاكراه بالكفر بفعل ما يقتضي الكفر او قوله وهذا معلوم انه يختص بالامور الظاهرة دون الباطنة لان الامور الباطنة من الاعتقادات والشكوك لا يمكن الاكراه عليها اصلا. انما المقصود ان يكره على امر ظاهر وهو قول او فعل قد يقول قائل ماذا؟ تقول في حديث طارق بن شهاب في قصة الرجل الذي قيل له قرب فقال لا اجد ما اقرب فقرب ذبابة فقيل له قرب ولو ذبابة فقربها فلما مات ادخله الله عز وجل النار والجواب ان هذا الحديث فيه بحث طويل عند اهل العلم ويمكن ان يقال ان هذا كان في الامم السابقة ربما كان في حقهم لا ترخيص في قول او فعل الكفر وان هذا من القيود والامور التي خفف الله تبارك وتعالى عن امة محمد صلى الله عليه وسلم فيها. او يقال وهو جواب ثان ان هذا الرجل لم يكره انما قيل له قرب ولم يذكر انه تهدد او توعد او ما شاكل ذلك. قيل له قرب فقرب فهذا يدل على ان في قلبه مرض ولما دعي الى هذا التقريب قرب فيحمل هذا الحديث اما على الجواب الاول او على الجواب الثاني والمقصود ان الاكراه مانع من موانع التكفير عند اهل السنة والجماعة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنها ان يغلق عليه فكره فلا يدري ما يقول لشدة فرح او حزن او خوف او نحو ذلك. ودليل ما ثبت في صحيح مسلم ما ثبت في صحيح مسلم عن انس ابن مالك رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته بارض فلا فانفلتت منه. وعليها طعامه وشرابه فايس منها هذا مانع اخر وهو ان يكون المحكوم عليه قد اغلق عليه يعني اغلق عليه فكره فاصبح من شدة ما به لا يعي ما يقول او يفعل وهذا قد يقع للانسان في حالات استثنائية سببها اما شدة فرح او شدة غضب او شدة حزن وما شاكل ذلك ولاحظ ان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما. بمعنى ان مناط الحكم ها هنا بالتكفير هو متى ما وصل الى هذه الدرجة وهي درجة الاغلاق يغلق على فكره بحيث لا يعي ولا يدري وربما لو قيل له انت في ارض او سماء ما اجاب او قيل له ما اسمك؟ ما يدري من شدة هذا الذي نزل به كما جاء في هذا الحديث اخطأ من ماذا من الفرح او قال من شدة الفرح اذا ليس ادنى فرح او ادنى غضب يكون مانعا من التكفير عافاني الله واياكم وذلك ان بعض الناس ممن سفي نفسه عند ادنى غضب او ادنى مشاجرة تحصل ربما تفوه بامر عظيم يكون فيه سب للدين او لله العظيم تبارك وتعالى ثم اذا ذكر بالله ووعظ قال انا كنت غضبانا لا يا هداك الله الامر ليس كذلك بل هذا الحكم الذي يكون فيه ذكر المانع بسبب الاغلاق لابد ان يكون قد حصل اغلاق فعلا اما شخص متمكن من ذهنه ويعي ما يفعل فانه ليس عذرا له ان يصب غضبه على دين الله عز وجل بل هذا يكفر عياذا بالله بهذا القول نسأل الله العافية والسلام فالامر عظيم ورب كلمة يقولها العبد لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق من المغرب فلتات اللسان قد يورد او قد تورد صاحبها الموارد. وهل يكب الناس في النار على وجوههم؟ او قال صلى الله عليه وسلم على مناخرهم الا حصايد عيوب السنتهم الشاهد ان هذا الحديث الذي ذكره الشيخ فيه ان هذا الرجل قد قال كلمة عظيمة فالناظر اليها يجد انها كفر بالله عز وجل لانه قال في حق الله سبحانه وتعالى اللهم انت عبدي وانا ربك ولا شك ان هذه الكلمة كفر ولكن لم يكفر صاحبها لم لانه قد اغلق عليه عقله ووصل الى مرحلة اصبح فيها لا يستوعب ما يقول وهو لم يكن قاصدا لهذا القول اطلاقا انما كان يريد ان يقول اللهم انت ربي وانا عبدك لكنه اخطأ من شدة هذا الذي نزل به من الفرح وبالتالي كان هذا ما مانعا من الحكم عليه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى مجموع الفتاوى واما التكفير فالصواب ان من اجتهد من امة محمد صلى الله عليه وسلم فقصد الحق افأخطأ لم يكفر بل يغفر له خطأه. ومن تبين له ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين فغير سبيل المؤمنين فهو كافر. ومن اتبع هواه وقصر في طلب الحق وتكلم بلا علم فهو عاص مذنب. ثم يكون فاسقا وقد يكون له حسنات ترجح على سيئاته انتهى كلامه. اذا لاحظ ان الشيخ رحمه الله قسم الناس ها هنا الى ثلاثة اصناف القسم الاول هو الذي بذل جهده في الوصول الى الحق لكنه ما وصل اليه فاخطأ صدر منه ما يقتضي الحكم عليه بالكفر او الفسق ولكن لم يكن هذا منه عن علم بل كان قاصدا للحق وبذل جهده في الوصول اليه ولكنه لم يصل اليه فهذا مغفور له كما قال الشيخ اما الصنف الثاني فهو من قامت عليه الحجة الرسالية فعاند فان هذا يحكم عليه بمقتضى ما فعل من كفر او فسق اما الصنف الثالث فهو بين بين بين بين الاول والثاني لم يكن معرضا اعراضا تاما و ايضا لم يبذل الواجب عليه في الوصول الى الحق وانما كان عنده تقصير ونوع اتباع للهوى فمثل هذا لا يكفر ولكن ربما يحكم عليه بالفسق بحسب حاله. فالناس في هذه الحال على درجات متفاوتة وينظر في كل حال بحسبها المقصود ان الحكم على الناس لابد فيه من التفصيل ولابد فيه من التبين وهذا يدلك على ان العجلة في هذا الامر عجلة مذمومة لا ينبغي لمن اتقى الله عز وجل وخاف المقام بين يديه ان ان يستعجل او او ان آآ يتعمق في هذا الامر بغير روية والله المستعان نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فقال في كلام الله هذا مع اني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني اني من اعظم اني من اعظم الناس نهيا عن ان ينسب معين الى تكفير وتفسيق ومعصية الا اذا علم انه قد مات قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا اخرى وعاصيا اخرى واني اقرر ان الله قد غفر لهذه الامة خطأها وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية وما ما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد احد منهم على احد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية. وذكر امثلة. ثم قال وكنت ابين ان ما نقل عن السلف والائمة من اطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا هو ايظا حق لكن يجب التفريق بين الاطلاق والتعيين الى ان قال والتكفير هو من الوعيد. فانه وان كان القول تكذيبا لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم انتظر هذا الكلام النفيس الذي نقله المؤلف رحمه الله عن شيخ الاسلام ابن تيمية في خيار ومندوحة ان تتبع ما جاء في كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم او تدع ذلك يعني متى اشتهيت اتبعت الكتاب والسنة ومتى كسلت فانك لست ملزما لا والله حري ان يعقد عليه بالخناصر وقد احسن المؤلف ما شاء الله ان يحسن حينما انتقى بتقرير هذه المسألة كلاما لشيخ الاسلام ابن تيمية بالذات وذلك ان شيخ الاسلام علاوة على ما كان عليه رحمه الله من عظيم العلم وحسن التقرير بهذه المسائل العظيمة هو ممن اتهم بالمسارعة الى تكفير الامة واخراجها من الدين منذ عهده رحمه الله والى هذا العصر فكان دفع هذه الشبهة عن هذا الامام الجليل بانه كان من المعتدلين في مسألة التكفير وانما الصق به تهمة زائفة هذا من الحكمة التي آآ انتهجها المؤلف رحمه الله وقل مثل هذا ما وقل مثل هذا فيما نسب الى شيخ الاسلام الثاني الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله فكلا الامامين احمد ومحمد احمد ابن تيمية ومحمد ابن عبدالوهاب كانوا برءاء من نسبة الغلو في التكفير كانوا يكفرون؟ نعم لكن كانوا يكفرون من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كانوا يكفرون بغير حق لا والله كانوا بريئين من هذه التهمة الباطلة الزائفة ومؤلفاتهم بين ايدينا وكلامهم ها هو نقرأه اين تجد هذا التقرير الحسن المعتدل المتوسط في آآ عند غيرهم بل عند اعدائهم الذين يتهمونهم بهذه التهم الزائفة على كل حال هذا الكلام الذي سمعته هو بعض كلامه رحمه الله في المناظرة التي جرت بينه وبين من قلب عليه بعد ان الف كتابه العقيدة الواسطية فهذا من ضمن ما ذكره رحمه الله في رسالته التي حكى فيها المناظرة على الواسطية فقد بين رحمه الله انه احرصوا الناس على النهي عن التعجل في مسألة التكفير وانه من دعاة التريث في هذا الامر العظيم فلا يقدم عليه الا بعد توفر الشروط الشرعية وانتفاء الموانئ ومما ذكر من الامثلة التي ذكرها رحمه الله وهي تدلك على ان المبادرة الى التكفير بسبب وقوع قول او فعل مكفر ليس من شأن اهل العلم الراسخين ذكر رحمه الله ان شريحا القاضي وهو من اعلام هذه الامة ومن الراسخين في العلم قد انكر قول الله تبارك وتعالى بل عجبت ويسخرون هذه الاية في الصافات فيها قراءتان الجمهور على بل عجبت اي انه فعل يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم وجاء في قراءة خلف وحمزة والكسائي بل عجبت وعليه فيكون هذا الفعل مضافا الى من الى الله عز وجل ففيه اثبات صفة العجبي لله عز وجل فانكر رحمه الله هذه الاية وقال ان الله لا يعجب فلاحظ انه حق انه قد حصل ها هنا امران اتفق العلماء على انهما كفر انكار اية من كتاب الله وانكار صفة من صفات الله عز وجل ومع ذلك هو امام من ائمة المسلمين باتفاق. والسبب لماذا ما حكم عليه بالكفر وقد فعل ما هو كفر الجواب وجود مانع وهو الجهل ما كان يعلم ان هذه الاية قد تواتر النقل فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة يعني انها من كتاب الله. بل ظن ان هذه قراءة خاطئة اخطأ الذي قرأ بها وان الصواب وان الصواب ان يقال او ان الصواب ان يقرأ بل عجبت وهذا له نظائر في اه التاريخ من نظر فيها وجد من هذا امثلة كمثل انكار بعض السلف قول الله جل وعلا آآ وقضى ربك الا تعبدوا. قال هي ووصى وليس وقضى فهذا انكر كلمة من كتاب الله ومن انكر حرفا من كتاب الله كفر وهذا له نظائر بل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه سمع من اخيه الصحابي الجليل هشام ابن حكيم ابن حزام سمعه يقرأ من سورة الفرقان لكن سمعه يقرأ بقراءة لم تكن هي التي علمه اياها النبي صلى الله عليه وسلم فوقع في نفسه ما وقع لكنه تصبر حتى انتهى من قراءته آآ هشام رضي الله عنه ثم اخذه بتلابيبه وقال من اقرأك هذه القراءة التي سمعتك تقرأها قال اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كذبت لاحظ هذا يقتضي ماذا انكاره هذه القراءة. قال كذبت فقد اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قرأت ثم اخذه وجره معه الى النبي صلى الله عليه وسلم فبين له النبي صلى الله عليه وسلم ان على ما قرأ هشام انزلت وعلى ما قرأ عمر انزلت وان القرآن نزل على سبعة احرف اذا اذا انكر الانسان او جحد ما لم يبلغه او ما لم يبلغ الى علمه ثبوته من الشريعة فانه لا يكفر بذلك. بل ربما يكون مأجورا لاجتهاده وحميته كما كان من عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الى ان قال والتكفير هو من الوعيد فانه وان كان القول تكذيبا لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لكن قد يكون الرجل حديث عهد باسلام او نشأ ببادية بعيدة ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة وقد يكون الرجل لم اسمع تلك النصوص او سمعها ولم تثبت عنده او عارضها عنده معارض اخر اوجب تأويلها وان كان مخطئا. وكنت دائما اذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال اذا انا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في اليم. ذروني نعم قال ثم ذروني في اليم فوالله فوالله لان قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه احدا من العالمين ففعلوا به ذلك فقال الله ما حملك على ما فعلت؟ قال خشيتك فغفر له فهذا رجل شك في قدرة الله وفي اعادته اذا ذري. بل اعتقد انه لا يعاد وهذا كفر باتفاق المسلمين. لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك وكان مؤمنا يخاف الله ان يعاقبه فغفر له بذلك. والمتأول من اهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم اولى بالمغفرة من مثل هذا انتهى كلامه هذا دليل ايضا على ان الانسان اذا جهل جهلا يعذر به فانه يكون مانعا من تكفيره وذلك ما جرى في قصة الرجل الذي كان في من قبلنا وكان قد اسرف في حياته على نفسه توصى ابناءه انه اذا مات احرقوه ثم سحقوه ثم ذروه في اليم يعني في البحر وقال فوالله لان قدر الله علي ليعذبني عذابا لم يعذبه احدا من العالمين يقول شيخ الاسلام رحمه الله هذا الرجل صدر منه مكفرات الاول كونه شك في قدرة الله عز وجل. وهذا ما ما هو مستلزم لقوله لئن قدر الله علي والامر الثاني انه انكر المعاد انكر المعاد اذا حصل له هذا الامر فلم يؤمن بعموم قدرة الله عز وجل وعموم المعاد لجميع الخلائق وهذان الامران يقتضيان الكفر ومع ذلك الله عز وجل ما عذبه بل غفر له ولو كان كافرا لا لم يكن او لم تكن له مغفرة فالله لا يغفر لمن لقيه كافرا اذا هذا يدلك على انه في المسائل التي يجهلها الانسان ويكون جهله معتبرا ويعذر به فانه يكون ذلك مانعا من تكفيره نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وبهذا علم الفرق بين القول والقائل وبين الفعل والفاعل فليس كل قول او فعل يكون او كفرا يحكم على قائله او فاعله بذلك هذه قاعدة مهمة وضابط اصيل ينبغي مراعاته بمسألة التكفير الا وهو التفريق بين الفعل والفاعل فالفعل يحكم عليه بانه كفر وان من فعله فقد كفر هكذا باطلاق اما على وجه التعيين بان يقال زيد قد كفر او عمرو قد كفر فهذا باب اخر ومسألة اخرى ينظر فيها بنظر اخر اذا لابد من لابد من التفريق بين التكفير المطلق وتكفير المعين انتبه لهذا لابد من التفريق بين التكفير المطلق وتكفير المعين مثال ذلك ان يقال من من انكر اية من كتاب الله فقد كفر او انكار اية من كتاب الله كفر هذا ماذا تكفير مطلق هنا نحن ما عينا شخصا معينا فهذا الكلام لابد من قوله بمقتضى النصوص اذا دل الدليل على ان هذا الفعل كفر فلابد من اعتقاد هذا الامر اما تكفير المعين فهو ان يقال فلان ابن فلان هذا قد كفر بالله عز وجل. هنا لابد من النظر في ماذا في انطباق الشروط وانتفاء الموانع. اذا انكار قول الله عز وجل بل عجبت ماذا كفر وشريح لم يكفر اذا لابد من التفريق بين الفعل والفاعل. الفعل كفر لكن الفاعل ماذا؟ لم يكفر. متى يكفر الفاعل اذا انطبقت عليه الشروط وانتفت الموانئ هذا ضابط من الاهمية بمكان ولابد ان يراعيه المسلم في هذا الباب. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من مجموع الفتاوى واصل ذلك ان المقالة التي هي كفر بالكتاب الكتاب والسنة والاجماع يقال هي كفر قولا يطلق. كما دلت على ذلك الدلائل الشرعية فان الايمان من الاحكام المتلقاة عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم واهوائهم ولا يجب ان يحكم في كل شخص قال ذلك بانه كافر حتى يثبت حتى حتى يثبت جزاكم الله خير حتى يثبتوا في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه مثل من قال ان الخمر او الربا حلال لقرب عهده بالاسلام او لنشوءه في بادية بعيدة او سمع كلاما انكره ولم يعتقد انه من القرآن ولا انه من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان بعض السلف ينكر اشياء حتى يثبت حتى يثبت عنده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الى ان قال فان هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال الله تعالى لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقد عفى الله لهذه الامة عن الخطأ والنسيان انتهى كلامه ايراد الشيخ رحمه الله لهذا الموضوع برمته في خاتمة الرسالة من الاهمية بمكانه الشيخ رحمه الله قرر اولا ما عليها اهل السنة والجماعة في هذا الباب العظيم باب الاسماء والصفات ثم عطف على ذلك بيان خطأ من اخطأ واجاب عن شبهاتهم فاراد الشيخ رحمه الله ان يقول ان هذا الباب الذي قد وقع فيه من وقع فانكر شيئا من صفات الله عز وجل بتأويل فانه لا ينبغي المبادرة الى تكفيره. ولا يظن اننا حينما نبحث في هذا الباب فنقول هذا هو الحق وخلافه باطل او ان الفرق المخالفة لاهل السنة قد ضلت في هذا الباب فهذا لا يستلزم قضية التكفير فالبحث ها هنا هو بحث في بيان الحق ودعوة الى الحق وبيان للباطل ودعوة لاهل الباطل ان يرجعوا عن هذا القول وليس الباب وليس الباب راجعا الى مسألة ماذا مسألة التكفير وبالتالي زعم من زعم واتهام من اتهم اهل السنة والجماعة حينما يقررون هذه المسألة مسألة الاسماء والصفات ويبينون انحراف من انحرف هذا لا يعني انهم يكفرون هذه الفرق ما لم يدل الدليل على ان الفرقة آآ خارجة عن فرق الاسلام او ان يكون الشخص المعين المنتسب الى هذه الفرقة قد قامت عليه الحجة وانتفى في حقه المانع فيكفر فانا ذكرته في بداية حديثي عن مسألة التكفير في الدرس الماظي ان اهل السنة والجماعة مذهبهم هدى بين ظلالتين ونور بين ظلامين بين افراط الوعيدية وتفريط المرجئة فمن كفره الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم يعني قام الدليل من الكتاب والسنة على كفره فانه لا مجال للتردد في الحكم عليه بذلك لان هذا حكم شرعي يجب ان يعتقد ولسنا نحن الذين حكمنا عليه بالكفر من مقتضى اهوائنا وارائنا بل هذا ما وصلنا الى انه حكم الله عز وجل في هذا الانسان فهو اذا مذهب متوسط ولا يعني البحث في هذا الموضوع الغاء هذا الموضوع برمته وايصاد الباب بالكلية بل ينبغي التنبه الى ان التكفير حكم شرعي يجب ان يقال به ولكن في محله دون افراط او تفريط. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وبهذا علم ان المقالة او الفعلة قد تكون كفرا او فسقا ولا يلزم من ذلك ان يكون القائم بها كافرا او فاسقا اما لانتفاع شرط التكفير او التفسيق او وجود مانع شرايين يمنع منه. ومن تبين له الحق فاصر على مخالفته تبعا اعتقاد كان يعتقده او متبوع كان يعظمه او دنيا كان يؤثرها فانه يستحق ما تقتضيه تلك المخالفة من كفر او فسوق فعلى المؤمن ان يبني معتقده وعمله على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فيجعلهما اماما له يستضيء بنورهما ويسير على منهاجهما فان ذلك هو الصراط المستقيم الذي امر الله تعالى به في قوله وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون هذه هي الزبدة والخلاصة بهذه الرسالة ولو لم يخرج المسلم من هذه الرسالة الا الاستيقاظ بما جاء في هذه الاسطر الاخيرة لكفى بذلك فائدة يجب عليك يا عبد الله ان تبني اعتقادك وعملك على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالله عز وجل انما خلق انما خلقك لاجل هذا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء هذا الذي اوجبه الله تبارك وتعالى عليك ان تنظر اين اتجه الدليل من الكتاب والسنة فتتجه ان اتجه شرقا او غربا ان اتجه ذات اليمين او اتجه ذات الشمال فانت عبد لله تبارك وتعالى وانت محكوم بامر الله عز وجل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. انت لست بل يجب عليك بل يجب عليك ان تلتزم حاكمية الله تبارك وتعالى عليك في كل صغير وكبير في اي مسألة من المسائل الشرعية يجب عليك ان تتبع ما جاء في الكتاب والسنة والله عز وجل امرك بهذا وهو سائلك عنه سبحانه وتعالى يوم القيامة. نعم قال رحمه الله وليحذر ما يصرخ بعض الناس من كونه يبني معتقده او عمله على مذهب معين. فاذا رأى نصوص الكتاب والسنة على حاول صرف هذه النصوص الى ما يوافق ذلك المذهب على وجوه متعسفة. فيجعل الكتاب والسنة تابعين لا متبوعين. وما سواهما اماما لا تابعا وهذا هو المسلك القبيح الذي سار عليه كل فرق الضلالة التي خالفت اهل السنة والجماعة وقد ذكرنا في الدروس الاولى ان كنتم تذكرون ان اصل البلاء عند المخالفين للسنة كونهم اعتقدوا ثم استدلوا بمعنى ان قلوبهم قد اشربت عقائد اخذوها بهوا او تقليد او استحسان عقلي او ما شاكل ذلك ثم نظروا في ادلة الكتاب والسنة ففوجئوا بانها تخالف ما اعتقدوا وحينئذ حاروا وصالوا وتأولوا هذه النصوص حتى توافق ما هم عليه بين شيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله في كتابه شفاء العليل هذه المسألة بكلام حسن وهو ان كل مبتدع يجر القرآن الى اعتقاده كل مبتدع يجر القرآن الى اعتقاده القرآن عند الجهمي جهمي. والقرآن عند المعتزلين معتزل. وهلم جرة ولهم في هذا دروب اما بان يأخذوا ببعض الكتاب ويتركون بعضا تجد ان المشبه يأخذ بقوله تعالى وهو السميع البصير فقط وتجد ان المعطل يأخذ بقوله تعالى ليس كمثله شيء فقط اما اهل السنة فانهم امنوا بالكتاب كله ودخلوا في الاسلام كافة فامنوا بقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. لم يوفق احد من المنتسبين الى هذه الملة. الى الجمع بين اطراف النصوص والايمان بالادلة جميعا الا اهل السنة فقط وكل اتباع الفرق الضالة فانهم اخذوا ببعض النصوص وتركوا بعضا. فمقل في هذا او مكثر او تجدهم يحملون النصوص على تأويلات بعيدة او اصطلاحات حادثة وهذا مرت لنا اه فيه امثلة كثيرة في المسلك الذي سلكوه فتجد انهم اه يصولون على النصوص كيف ما اتفق باي اسلوب كان هذه الكلمة ليست محمولة على كذا بل لها تأويل وهو كذا وكل هذا بغير برهان من الله عز وجل فهم يسلكون هذا المسلك القبيح للتجاوز للنصوص التي لا توافق اهواءهم. او تطويعها لكي تكون دليلا لهم. والحق كما قد علمنا ان كل دليل يستدله المخالف لا سيما من السمعيات هو عند حسن التأمل دليل عليهم وليس دليلا لهم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذه طريق من طرق اصحاب الهوى من وهذه طريق من طرق اصحاب الهوى لا اتباع الهدى وقد ذم الله هذه الطريق في قوله ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن بل اتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم اذا عليك يا عبد الله من الحذر من هذا الامر ومن امر اخر هو اخ له الاول الحذر من اتباع الهوى اذا اردت النجاة عند الله عز وجل احذر اتباع الهوى لانه ليس امامك الا هذان الطريقان اما الاستجابة للنبي صلى الله عليه وسلم او اتباع الهوى وليس ثمة طريق ثالثة فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم وما حكم من اتبع هواه قال الله جل وعلا ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله الامر الثاني ان تحذر من الكبر اياك ان تتكبر على الحق وهذا من اعظم اسباب الضلال بل هو امر مقابل للايمان قال جل وعلا فامن واستكبرت اذا الاستكبار مضاد لماذا مضاد للايمان وسبب للاعراض عن دين الله عز وجل. قال جل وعلا ثم ادبر واستكبر اذا حذاري من هذين الامرين يا رعاك الله وسل العياذ من التكبر والهوى فهما لكل الشر جامعتان وهما يسدان الفتى وهما يصدان الفتى عن كل طرق الخير اذ في قلبه يليجاني اذ في قلبه يلجان فتراه اه يصده الهوى تارة وتارة يصده الكبر عافاني الله واياكم من ذلك. واذا نجاك الله من هذين الامرين فابشر بكل خير انت وصلت بتوفيق الله سبحانه وتعالى الى بر الامان اما من استولى على قلبه هذان الامران فليبشر بكل سوء وليبشر بكل شر وضلال. اسأل الله ان يعافيني واياكم من ذلك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والناظر في مسالك الناس في هذا الباب يرى العجب العجاب ويعرف شدة افتقاره الى اللجوء الى ربه في سؤال الهداية والثبات على الحق والاستعاذة من الضلال والانحراف فمن سأل الله تعالى بصدق وافتقار اليه عالما بغنى ربه عنه وافتقاره هو الى ربه هو حري ان ان يستجيب الله تعالى الا له سؤله؟ يقول الله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون فنسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن رأى الحق حقا واتبعه ورأى الباطل باطلا واجتنبه وان يجعلنا هداة مهتدين وصلحاء مصلحين وان لا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ويهب لنا منه رحمة انه هو الوهاب والحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات الصلاة والسلام على نبي الرحمة وهذي الامة الى صراط العزيز الحميد باذن ربهم وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ختم الشيخ الكتاب النافع الذي يسر الله عز وجل لنا دراسته بهذه الخاتمة الحسنة وهي الوصية بان يلجأ الانسان الى الله تبارك وتعالى في طلب الهداية الهداية من الله وهي محض فضل منه تبارك وتعالى والله انك لا تهتدي يا عبد الله ب بسبب ذكائك او بسبب علمك او بسبب نسبك او باي سبب من الاسباب انما هي محض فضل من الله تبارك وتعالى وليست القضية قضية معاوضة الانسان بدن ويجب على الله عز وجل ان يعطيه العوظ لا والله المسألة محض فضل من الله تبارك وتعالى تأمل قوله سبحانه ولكن الله حبب اليكم الايمان هو سبحانه ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون هذه حقيقة الهداية ثم قال فضلا من الله ونعمة. المسألة تفضل محض وانعام محض والله عليم حكيم. الله عز وجل عليم بمن يستحق الهداية حكيم حينما وضع هذه العين هذه الهداية في موضعها اذا الجأ الى الله يا عبد الله وسل الله سبحانه ان يهديك فان هذه الحياة مليئة اسباب الانصراف عن الحق واسباب الوقوع في الضلال صوارف او الصوارف عن الحق كثيرة عافاني الله واياكم واسباب اتباع الهوى كثيرة ولا سيما في هذا الزمان المتأخر الذي هو في اخر الزمان الذي كثر فيه الشر وقل فيه الخير الصوارف عن الحق كثيرة فعليك ان تلجأ الى الله تبارك وتعالى في كل وقت ومن علم انه في كل خطوة يخطوها يحتاج الى هداية خاصة من الله عز وجل لم يستكثر سؤال الله الهداية في اليوم والليلة على الاقل سبع عشرة مرة. اهدنا الصراط المستقيم في كل شيء تأتيه او تتركه انت بحاجة الى هداية خاصة من الله تبارك وتعالى فالجأ الى الله بطلب الهداية واذا كان في نفسك شبهة او وقع في قلبك تردد الجأ الى الله بصدق ان يبصرك بالحق انطرح بين يدي الله تبارك وتعالى وقل اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. وابشر بالخير فالله عز وجل شكور اذا اقبل عبده اليه اقبل سبحانه وتعالى اليه من جاء بالحسنة فله خير منها قال جل وعلا فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى الله كريم الله يشكر له فعله ماذا يكون فسنيسره لليسرى قال جل وعلا والذين اهتدوا ماذا زادهم هدى واتاهم تقواهم. فابشر بالخير ربك رحيم وربك كريم وربك شكور سبحانه وتعالى فاذا لجأت اليه بصدق فان الله عز وجل لا يمكن ان يضلك بل سيهديك الصراط المستقيم لكن المصيبة كل المصيبة ان تؤتى من قبل نفسك اما منه سبحانه فوالله لا يأتيك الا الخير لكن البلاء والشر انما يأتيك من نفسك يا عبد الله تبرأ من حولك وابرأ من قوتك والجأ الى الله بصدق وابذل جهدك في الوصول الى الحق فانك ان فعلت ذلك والله سيهديك سبحانه الى الطريق المستقيم اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يوفقنا لهداه وان يستعملنا في طاعته وان يجعلنا من عباده الصالحين المصلحين وان يثبتنا على هذا الدين حتى نلقاه ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان