الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا تبارك وتعالى ويرضى الحمد لله ذي الجلال والاكرام ثم نسأله سبحانه ان يصلي ويسلم وبارك على عبده ورسوله محمد. اما بعد نستعين بالله ونستفتح مجلسا جديدا من مجالس شرح المنهاج من ميراث النبوة وهذه المرة مع باب القدوة في الدين وحب من هذه صفته اه قال الله تعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين وقال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. وقال سبحانه على لسان المؤمنين واجعلنا للمتقين اماما هاي ثلاث ايات مذكورة في هذا الباب الذي هو القدوة في الدين وحب من هذه صفته يعني باب القدوة في الدين القصد هو امرين او القصد امران الامر الاول هو اثبات وجود القدوات في الدين والائمة في الدين والقصد الثاني هو الحث على ان يكون الانسان قدوة في الدين والقدوة في الدين على قسمين على قسمين القدوة الشاملة يعني انسان يكون قدوة بعامة شأنه بحيث انه يقتدى به بهديه وفي صلاته وفي اخلاقه وفي اه علمه وما الى ذلك والباب الثاني او القسم الثاني هو القدوة الجزئية في باب معين القدوة الشمولية والقدوة الجزئية. القدوة الشمولية ليست قدوة اه مطلقة الا في شأن النبي صلى الله عليه وسلم. يعني كل من دون النبي صلى الله عليه وسلم كل من بعد النبي صلى الله عليه وسلم فانه وان كان منه منهم من القسم الاول القدوة الشمولية الا ان الاقتداء الشمولي ليس اقتداء مطلقا بل هو اقتداء مقيد موافقة هدي النبي صلى الله عليه وسلم او اقتداء بالمعروف جيد اذا خلاصة الكلام نرجع باب القدوة في الدين هذا هذا العنوان فيه امران فيه اثبات وجود القدوات في الدين والائمة الامر الثاني فيه الحث على ان يكون الانسان قدوة في الدين وهذه القدوة على قسمين. القسم الاول القدوة الشمولية ويمكن ان يعني نسميهم الائمة في الدين والقسم الثاني القدوة الايش الجزئية في باب معين الايات والاحاديث التي في الباب هنا خاصة الاحاديث سنرى ان فيها من هذا القسم ومن هذا القسم. يعني بعض الاحاديث فيها حث على القدوة ولو كانت جزئية في باب معين وبالتالي هذا لا يشترط فيه ان يكون هناك يعني خلينا نقول علم كبير او واسع او شمولي وانما يمكن للانسان ان يكون قدوة في الدين في باب من ابوابه وان لم يكن يعني واسع العلم ومتخصصا في العلوم الشرعية وما الى ذلك جيد. اما القدوة في الدين بمعناها الشمولي فلا يكون او فلا تكون الا لمن ايه القدوة الشمولية في الدين لا تكون الا لصاحب علم وعالم بميراث النبي صلى الله عليه وسلم وكما قلت هذه القدوة الشمولية ليست قدوة مطلقة بل هي مقيدة طيب اذا هذا شرح الجزء الاول من العنوان اللي هو باب القدوة في الدين ثم الجزء الثاني من العنوان وحب من هذه صفته فالانسان وان لم يتيسر له ان يكون قدوة فلا اقل من ان يحب ان من ان يحب القدوات والائمة في الدين فهذا الباب المفترض انه يشمل الجميع يشمل القدوات ويشمل من لديهم قابلية في ان يكونوا قدوات فهو فيه حث على ان يكون الانسان قدوة ويشمل من ليس قدوة ولا عنده قابلية ان يكون قدوة ولكن لا اقل من ان يكون ايش محبا لاهل العلم والقدوة في الدين الاية الاولى هي قوله سبحانه وتعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين اين العلاقة بين هذه الاية وبين الباب صفات من ذكر صفات القدوة جيد يعني جيد غيره وضوح الهوية بس هذا ايش دخله في القدوة ايه يتبع على اساس معين على اساس واضح هذي مأخوذة من وقال انني من المسلمين طيب جيد هي يعني فيها الامران فيها اول شي الدعوة الى الله هذي هذا مقام من مقامات القدوة في الدين والامامة في الدين وهو ان يدعو الانسان الى الله سبحانه وتعالى والدعوة الى الله سبحانه وتعالى ليست مختصة بالدعوة الى الله دعوة غير المسلمين الى الاسلام بل الدعوة دعوة الدعوة الى الله سبحانه وتعالى هي يعني واسعة. ويشمل فيها يشمل او تشمل قضية الامامة في الدين وتشمل قضية الحث على الخير وتشمل قضية القدوة وما الى ذلك اه الشيخ بن سعد اليوم سنصاحبنا الشيخ السعدي رحمه الله في عدد من الايات اه الشيخ السعدي رحمه الله له في تفسير دعا الى الله هنا في هذه الاية له تفسير جميل يبين فيه الصور التي تدخل تحت الدعوة الى الله حتى يفهم الانسان ساعة هذا اللفظ والدلالة ثم يفهم قضية القدوة في الدين و الامامة في الخير يقول في تفسير الاية ومن احسن قولا ممن دعا الى الله بتعليم الجاهلين ووعظ الغافلين والمعرضين ومجادلة المبطلين بالامر بعبادة الله بجميع انواعها والحث عليها وتحسينها مهما امكن. والزجر عما نهى الله عما نهى الله عنه وتقبيحه بكل طريق يوجب تركه ثم ذكر امورا وقال ومن الدعوة الى الله تحبيبه الى عباده بذكر تفاصيل نعمه ثم قال ومن الدعوة الى الله الترغيب في اقتباس العلم جاء من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الى اخره لما يفهم الانسان كلمة الدعوة الى الله بهذي الشمولية بهذه الشمولية يفهم سعة الابواب التي يمكن ان يكون الانسان فيها قدوة في الدين والقدوة في الدين القدوة في الدين احنا فصلت فيها في البداية في شرح العنوان انواع القدوة لكن بقي ان يقال القدوة في الدين تكون بامرين والجمع بينهما هو التمام الامر الاول القدوة في الدين بالحث بالحث على الخير والدعوة اليه فيقتدي الناس بما دعا اليه هذا الامام او دعا اليه هذا القدوة هذا القسم الاول من الاقتداء. القسم الثاني هو الاقتداء بالعمل. ان يكون الانسان قدوة بعمله. فيقتدي الناس بعمله والاكمل الجمع بين الامرين بان يكون الانسان اماما في الدين بقوله وبعمله والامام الشاطبي رحمه الله له عبارة جميلة في ذلك آآ وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مبينا للدين بقوله وفعله قال والوارث ووارث النبي ووارث النبي يجب ان يكون منتصبا لبيان الدين بقوله وفعله. اذ الوارث يقوم مقام الموروث والموروث الذي هو النبي صلى الله عليه وسلم كان مبينا للدين بقوله وفعله. وهنا ايضا في قدوتي في الدين كذلك اذا ومن احسن قولا ممن دعا الى الله هذه واحدة من وسائل ان يكون الانسان قدوة في الخير او ان يكون اماما في الخير او ان يكون اه يعني خلنا نقول رأسا في الخير بان يكون دوره الاساسي وظيفته الاساسية هي الدعوة الى الله سبحانه وتعالى طيب وقال انني من المسلمين وقال انني من المسلمين هذه قد يكون فيها شيء من القدوة العملية قد يكون فيها شيء من القدوة العملية. لانه دعا الى الله هذه القدوة القولية هو يدعو الى الخير جيد وقال انني من المسلمين هذه صورة منصور الاعتزاز قد تدخل في باب ان يكون الانسان قدوة بعمله يبين لذلك ما قاله الامام اه البقاعي وبعده ابن عاشور رحمه الله قال ابن عاشور رحمه الله قال واما وقال انني من المسلمين فهو ثناء على المسلمين بانهم افتخروا بالاسلام ثناء على المسلمين بانهم افتخروا بالاسلام واعتزوا به بين المشركين ولم يتستروا بالاسلام والاعتزاز بالدين عمل صالح. الى ان قال وفي هذه الاية منزع عظيم لفضل لفضيلة علماء الدين. الذين بينوا السنن ووضحوا احكام الشريعة واجتهدوا في التوصل الى مراد لله تعالى الى اخره والبقاعي يقول وقال انني من المسلمين اي قال مؤكدا عند المخالف والمؤلف قاطعا لطمع المفسد فيه انني من المسلمين. اي الراسخين في صفة الاسلام. متظاهرا بذلك لا يخاف في الله لومة لائم هذه الاية تبين طرفي الاقتداء. الطرف القولي والطرف الفعلي وتبين شيئا من صفات المصلحين وشيء من صفات الدعاء وشيء من صفات القدوات آآ اذا اخذناها طبعا بهذا المفهوم الشمولي. ثم تأتي الاية الاخرى قال الله سبحانه وتعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون هذه الاية من اهم الايات بي بيان احوال القدوات والائمة ببيان احوال القدوات والائمة وهي تبين عدة امور تبين الطريق الموصل الى منزلة الامامة وتبين دور من يكون في منزلة الامامة وتبين المرجعية التي يستقي منها من هو في هذه المكان صح نعم وتبين وجود ائمة في الدين طيب من اين اخذ هذا هم. اما الطريق الى الى هذا فواضح يعني لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. واضح لكن دور ائمة الدين ما هو دورهم؟ مذكور في هذه الاية يهدون والمرجعية التي يستقون منها اعمل ايه نعم اذا الدور الاساسي والعنوان الاكبر للامام في الدين للقدوة في الدين الدور الاساسي والاكبر هو هداية الخلق هو هداية الخلق والمقصود بالهداية هنا هداية الارشاد والتوجيه والدلالة واما هداية التوفيق والاستجابة فهذه من الله سبحانه وتعالى. وتسكروا هذه طيب لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون هذا لاحظوا الان الباب بدأت تكتمل اجزاء يعني مكوناته احنا اول شي ذكرنا الباب فيه اثبات وجود القدوات ثم فيه بيان القدوات وانه فيه قدوة شمولية وفيه قدوة جزئية وان القدوة الشمولية لا تكون قدوة مطلقة وانما قدوة مقيدة جيد وقلنا الانسان لا يخلو اما ان يكون قابلا لان يكون قدوة او لا يكون فان كان قابلا لان يكون قدوة فقد لا يكون قابلا لان يكون قدوة عامة شمولية في الدين وانما يكون قدوة بباب جزئي واما ان لا يكون قابلا لان يكون قدوة فان لم يكن قابلا لان يكون قدوة فلا اقل من ان يحب من هذه صفته فالباب عنوانه باب القدوة في الدين وحب من هذه صفته هذي كلها امور بينت ثم بين كذلك القدوة يكون بقوله ويكون بعمله والافضل الجمع بينهما. الان بدأت تكتمل ايضا القضية من جهة اخرى. وهي ان هناك يعني اه طريق معين هو الذي يوصل الانسان لهذه القدوة عنواناه او عنوانه الاكبر مكون من مكونين اثنين وهما الصبر واليقين طيب اين العلم اين العلم في قضية الصبر واليقين نرجع لابن سعدي رحمه الله تعالى في تفسيره هذا التفسير الجليل انظر كيف جعل العلم مرتبطا بالصبر واليقين ارتباطا وثيقا فقال لما صبروا على التعلم والتعليم والدعوة الى الله تعالى والاذى في سبيله وكفوا نفوسهم عن جماحها بالمعاصي واسترسالها في الشهوات وكانوا باياتنا يوقنون يقول درجة اليقين وهو ايش هو هذا اليقين قال وهو العلم التام الموجب للعمل وهو العلم التام الموجب للعمل آآ هذا الان يعني خلنا نقول اه اه كلام مهم جدا في قضية ايش في قضية ايش هم ارتباط العلم قبل القدوة بالطريق الموصل للقدوة اللي هو بالصبر و اليقين. جميل لاحظ يعني التركيز على قضية انه اليقين لا يكون الا بعلم وليس اي علم وانما قال العلم التام وكذلك ربطه بقضية العمل والعلم التام الموجب للعمل وهذي كلمة الموجب للعمل هذي كلمة شريفة كلمة شريفة تذكر بما ذكره الشاطبي رحمه الله في مقدمات الموافقات لما تحدث عن علاقة العلم بالعمل قال انه الناس ان ذكر ان المتعلمين درجات في علاقة العلم عندهم بالعمل من جهة كون العلم باعثا الى العمل ويقول في درجات درجة دنيا يكون الانسان فيها يعني في طور التقليد والتعلم الاولي ولم يقف على يعني خلنا نقول حقائق العلوم ومستندها وما الى ذلك يقول فهذا العلم عنده لا يكفي لان يبعثه على العمل وانما يحتاج الى محرك خارجي من من الوعيد والوعد الحدود والتعزيرات وما الى ذلك ثم يرتقي الى درجة اعلى يعني العلم ينهض فيها بشيء من العمل ويحتاج ايضا فيها الى اخره الى ان ذكر درجة الرسوخ في العلم. قال فهذه لا يخلي العلم فيها صاحبه وهواه لا يخليه اصلا وكأن العلم يحمله ثم بدأ يستدل ببعض العبارات التي فيها طلبنا العلم لغير الله فابى العلم الا ان فابى العلم الا ان الى اخره الحديث هنا لكن هنا يقول العلم التام الموجب للعمل وهذا لا هذا يكون للموقنين طيب ثم آآ الاية الثالثة هي قول الله سبحانه وتعالى ماذا لا ما هي الاية الثالثة في الكتاب عاساس انكم حافظين يعني هم لا وانا ذكرتها في بداية الدرس يعني اجتمع موجبان لتذكر الاية موجب انكم حافظين على اساس يعني وموجب اني انا ذكرتها في بداية الدرس باب القدوة في الدين وحب من هذه صفته طيب هي من اوضح الايات اصلا في كتاب الله في هذا الباب واجعلنا للمتقين اماما ايضا نصاحب الشيخ بن سعدي رحمه الله في تفسير هذه الاية وانظروا كيف ربط بين هذه الاية وبين قول الله سبحانه وتعالى ايش واجعلنا منهم ائمتي يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. يقول واجعلنا للمتقين اماما اي اوصلنا يا ربنا الى هذه الدرجة العالية اوصلنا احنا قلنا في البداية الباب فيه بيان اثبات القدوات وبيان ايش لا قلنا وبيان الحث على ان يكون الانسان قدوة جيد هنا واجعلنا للمتقين اماما اي اوصلنا ربنا يا ربنا الى هذه الدرجة العالية. درجة الصديقين والكمل من عباد الله الصالحين وهي درجة الامامة في الدين وان يكونوا قدوة لاحظ لفظ القدوة نفسه وان يكونوا قدوة للمتقين باقوالهم وافعالهم هذي الحين اللي قلناها قبل شوي اللي هو الاقتداء بنوعيه يقتدى بافعالهم ويطمئن لاقوالهم ويسير اهل الخير خلفهم فيهدون ويهتدون قال ومن المعلوم ان الدعاء ببلوغ شيء دعاء بما لا يتم الا به تعرف هذي المنزلة هي لا تأتي انه الانسان يستيقظ فيجد نفسه اماما في الدين للمتقين يقول فهذا الدعاء واجعلنا للمتقين اماما دعاء بما لا يتم الا به بما لا تتم هذه المنزلة الا به. طب ما هو الامر الذي لا تتم هذه المنزلة الا به ما هو ما ذكر في اية طيب انظر ماذا يقول قال وهذه الدرجة قال ومن المعلوم ان ان الدعاء ببلوغ شيء دعاء بما لا يتم الا به وهذه الدرجة درجة الامامة في الدين لا تتم الا بالصبر واليقين كما قال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا وجعلناهم ولو جعلنا منهم اجعلنا منهم ائمة هنا مكتوب وجعلناهم ائمة خطأ واجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون قال فهذا الدعاء يستلزم من الاعمال والصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى اقداره المؤلمة ومن العلم التام الذي يوصل صاحبه الى درجة اليقين خيرا كثيرا وعطاء جزيلا الى اخره جيد وايضا اية ولكن كونوا ربانيين هذي يمكن ان توظع وتظاف على الباب لانه تعرفون كلام الطبري ولكن يعني ولكن يقول النبي ايها الناس كونوا سادة الناس الى اخر الكلام طيب ننتقل الى الاحاديث النبوية. قال النبي صلى الله عليه وسلم اولا عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دعا الى الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيء شيئا ومن دعا الى ظلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا. اخرجه مسلم. وعن جرير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها بعده. من غير ان ينقص من اجورهم شيئا ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اوزارهم شيء آآ هنا يبدو انها مرفوعة من من غير ان ينقص من اجورهم شيء وكذلك من غير ان ينقص من اوزارهم شيء طيب هذان الحديث ان يتوجهان الى القسم الثاني من او الى النوع الثاني من الاقتداء او من القدوات احنا قلنا القدوات على قسمين قدوة شمولية وقدوة جزئية هذا هذين الحديثان يفتحان للمسلم افقا في ان يكون قدوة في الدين ولو لم يكن واسع العلم ولو لم يكن متخصصا في علوم الشريعة ولو لم يكن يعني خلنا نقول قد تفرغ لمقامات الترقي في حتى يعني درجات العبادة العالية وكذا وانما مجال الاقتداء ومجال ان يكون الانسان قدوة يمكن ان يحصل للانسان بان يوفقه الله للدعوة الى شيء من الخير او لسن سنة في الخير. وهذه السنة ليس المقصود بها سنة نعم اللي هي اتيان بسنة لم يأت بها النبي صلى الله عليه وسلم وانما هنا السنة اذا فهمنا مناسبة الحديث سنفهم ان السنة هنا يعني تأتي على صورة قد لا نظن انها يعني انها تنطبق عليه يعني من يقرأ هذا اللفظ وحده قد لا يظن انه الحديث يشمل اه الصورة التي سيق الحديث لاجلها اصلا. ما الصورة التي سيق الحديث؟ نعم صيفت في الصدقة وذلك ان قوما من مضر قد اتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم بستابيل العباية او النمار وكانت حالتهم شديدة في الفقر يعني تأثر النبي صلى الله عليه وسلم وتغير وجهه ثم حث الناس على الصدقة ولم يعني لم تأتي الصدقات مباشرة حتى جاء رجل من الانصار بصرة كادت تعجز او عجزت عنها كفه او كادت ووضعها امام النبي صلى الله عليه وسلم فتتابع الناس بصدقاتهم حتى اجتمعت يعني كومة كبيرة من الصدقات التي يعني من الثياب والطعام وما الى ذلك لهؤلاء القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان سر وجهه من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها. الان لاحظوا هذا الرجل الصحابي المتصدق يعني حتى ما هو اللي يعني خلنا نقول اقترح التصدق على هؤلاء بل النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي حث لكن بمجرد انه اتى هو اول واحد وقت وكان اتيانه فيه حث للناس تعرفوا احيانا مثلا يأتي شخص ويقول يا جماعة من يبادر بكذا ها؟ يكون هو الان الداعي الاول. فالناس مثلا تكون مترددة وكذا. في اخر شخص يقول لك انا ابادر بكذا ويأتي بشيء يعني ايش يعني كبير مثلا يشجع الناس عمليا على ان هنا من سن في الاسلام سنة حسنة. لاحظ انت تعلم ان هذا لا يتطلب قدرا كبيرا من العلم حتى يكون. اذا القدوة في الدين لا تنحصر في الائمة العلماء وان كانت تنحصر فيهم من جهة القدوة الشمولية اما القدوة الجزئية من دعا الى هدى من دعا الى هدى هذا الهدى هو الذي اخترعه هذا الهدى موجود في الدين لكن هو الذي دعا اليه فيأتي عند قوم عند اناس عند شباب عند اصدقاء عند طلاب ايا كان فيحثهم على شيء طلاب كانوا يجتمعون على يعني آآ على غير حرام ولكن فيما ليس فيه فائدة يعني واضحة او شيء منه فدعاهم الى العلم والقراءة والاجتماع على القرآن هذا دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه فهذا الان اذا كان هو الذي دعاهم الى هذا وحثهم عليه وهم استجابوا بناء على دعوته هذه الحلقات والدروس التي يأخذونها باذن الله تعالى له من الاجر مثل اجور من عمله وهذا شيء من الربح فوق الخيال شيء من الربح فوق الخيال يعني ان يضاف الى عمرك القصير ان تضاف او ان يضاف الى عمرك القصير اعمال لم يكن بامكانك في هذا العمر ان تأتي بها ولكن تكون قدوة في الخير وداعيا الى الخير فهذا يعمل وذاك يعمل وذا الثالث يعمل والعاشر يعمل والالف يعمل وكل اعمالهم تكتب لهم ويكتب لك ايضا مثلها وانت يعني في في مقام قد في نفس وقت اعمالهم لا تكون قد عملت هذا او عملت حتى عملا صالحا قد تكون نائما وتجري عليك حسناتك وهذا يعني فيه حث عظيم على ان يكون الانسان قدوة في الدين. ولذلك من يقول يعني الانسان لا يصلح ان يتعلم العلم ليكونوا قدوة واماما وانما يتعلم العلم لنفسه فقط هذه العبارة قد ترد في سياقات علمية معينة ولكن هذه العبارة يعني قد يعني يكون لها وجه من الصحة من باب لكن ان ان تطلق على او يعني تفهم على اطلاقها فهذا فيه اشكال وفيه نقص بل آآ يطلب الانسان العلم ليكون اماما في الدين وداعيا الى الله سبحانه وتعالى وهذا ما حث عليه الانبياء كما في قوله ولكن كونوا ربانيين. والربانيون هم ائمة الناس وسادتهم. كما قال الطبري رحمه الله تعالى. وآآ اه ذكر الله في سورة الفرقان واجعلنا للمتقين اماما وهذا يعني حث على ان يكون الانسان كذلك الحديث التالي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقض العلماء حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا. اخرجه البخاري ومسلم هذا الحديث حديث عظيم يبين قيمة ومكانة العلماء من جهة كونهم صمام امان للامة ويبين ان الناس من شأنهم ان يتخذوا رؤوسا في الدين سواء اكانوا رؤوسا من اهل العلم او كانوا رؤوسا من اهل الجهل فالناس نحتاج رؤوسا يقود يقودونهم فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا يبين حالة من حالات اه الفتن التي يمكن ان تحصل والبلاءات التي يمكن تحصل على الامة الاسلامية وهي حالات غياب العلم ثم يبين عليه صلاة الله وسلامه ان غياب العلم لا يكون بان ينزع كمعلومات وانما يكون بان ينزع او يقبض حملت هؤلاء كالعلم ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا آآ هذا الحديث فيه يعني خلنا نقول ارتباط بالاحاديث التي قبله وفيه ان العالم يفتح له من باب الاجور انه هو مهتد في نفسه ثم هو يهدي غيره وفيه ايضا من الجهة الاخرى ان الرؤوس الجهال هم ضالون بانفسهم ويضلون غيرهم لانه قال فضلوا واضلوا ولذلك هذا هذا الحديث يبين خطورة منزلة الائمة العلماء انها منزلة خطرة جدا وانها منزلة فيها رعاية لشأن الدين وفيها حماية لشأن الدين وان صاحب هذه المنزلة ينبغي ان ينتبه لمثل هذه المنزلة ويخاف ان يكون ممن آآ ذمهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اضلوا واضلوا اه الحديث التالي عن انس رضي الله تعالى عنه ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال متى الساعة؟ قال وماذا اعددت لها قال لا شيء الا اني احب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال انت مع من احببت قال انس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت قال انس فانا احب النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر وارجو ان اكون معهم بحبي اياهم وان لم اعمل بمثل اعمالهم اخرجه البخاري ومسلم هذا الحديث فيه فوائد كثيرة جدا اه من جملتها اه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوجه اصحابه والسائلين ومن حوله الى ما ينفعهم فحين جاءه رجل فسأل متى الساعة؟ وهذا هذا السؤال كان متكررا من جهة الاعراب يسألون متى الساعة؟ وهذا يبين ان من قل علمهم يسألون عن الامور المثيرة اكثر من سؤالهم عن الامور النافعة وهم يعني هذي اسئلتهم كانت متى الساعة كذا الى اخره النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله هذا متى الساعة؟ ما اجابه ولفت انتباهه الى ما ينفعه فقالوا ماذا اعددت لها يعني هي الساعة اتية ساعة اتية لكن الذي يهمك ويعنيك من ماذا اعددت لها آآ فقال لا شيء الا اني احب الله ورسوله وهذه لا شيء لا تعني انه لا يؤدي الفرائض وانما تعني انه ليس عنده كبير شيء زائد على الاصل يعني كانه يقول يا رسول الله يعني انا مثلا ما جاهدت معك ويعني قمت بما يقوم به اصحابك ولكني يعني احب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه يقول فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت طيب الان انت مع من احببت من الاولى بالفرح بها؟ يعني في في بادئ الرأي الذي لم يعمل او الذي عمل الذي لم يعمل صح انه انت مع من احببت هو ما عنده كبير سيء فهو انت مع من احببت فهو يفرح لانه لكن الذي عبر عن فرحه والفرح الشديد هم العاملون انه انس قال فما فرحنا بشيء والان انتهى سؤال الاعرابي والان نتكلم عن نفسه وعن الصحابة. يقول فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت وهذا يدل على ان الانسان وان كان عاملا وان كان باذلا وان كان مضحيا وان كان صابرا وان كان ثابتا وان كان عابدا الا ان من اجل الاعمال التي يرجوها عند الله هو حبه حبه لله ولرسوله ولمن سار على دربهم من ائمة المسلمين وآآ يعني رؤوسهم ممن شهدت لهم الامة بالخير ولذلك مباشرة انس قال فانا احب النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر وارجو ان اكون معهم بحبي اياهم وان لم اعمل بمثل اعمالهم وهذا يعني راجع الى الباب قلنا باب القدوة في الدين وحب من هذه صفته وهذا يبين انه حتى القدوة في الدين يعني لا يقصر في حب القدوات ايضا ومن شأن يعني خلينا نقول المعتدلين الصادقين الصابرين المطيعين المستقيمين. من شأنهم انهم يحبون آآ من سبقهم من اهل الايمان ومن اهل العلم ومن اهل القدوة في الدين آآ بل ويدعون لهم ايضا. كما قال الله سبحانه وتعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا طيب آآ اذا اذا كان انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه فرح هذا الفرح الشديد بقول النبي صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت. فمباشرة قال فانا احب النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر فهذا يدل على قيمة ومنزلة محبة الصالحين ومحبة الائمة في الدين. وبطبيعة الحال قبل ذلك محبة النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث من الفوائد من مكانة ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما بين اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الحديث الاخير عن البراء رضي الله عنه عن النبي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في الانصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق من احبهم احبه الله ومن ابغضهم ابغضه الله اخرجه البخاري ومسلم وايضا في حديث اخر في البخاري قال النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم اية الايمان حب الانصار واية النفاق بغض الانصار الانصار رضي الله تعالى عنهم وارضاهم آآ اكتسبوا هذا اللفظ من اعمال عملوها وسماهم الله بهذا اللفظ فقال سبحانه وتعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار وآآ هنا ايضا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الرواية الاخرى في البخاري اية الايمان حب الانصار وهذا الحديث لا يتوجه الى فرد منهم وحده وانما هو حديث متوجه الى عامة الانصار آآ والسبب بهذه المنزلة التي لهم الى الى ان صاروا علامة الى ان صار حبهم علامة على الايمان وبغضهم علامة على النفاق هي نصرتهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهذه النصرة امر في غاية الشرف حتى صارت اه لقبا عليهم يعني انتم تعلمون ان الانسان لا يضاف الى مكونات الهوية لديه مكونات الهوية الاساسية لديه الا ما هو يعني خلينا نقول من من اهم ما يعني خلنا نقول عاش لاجله او من اهم ما ينبغي ان يعني خلنا نقول يكون مؤثرا في النظر اليه وفي حياته ايوا الى اخره لذلك انت تجد ان التعريف الاول لاولئك هو انهم الانصار ثم بعد ذلك تدخل الى التعريف اه التعريفات الاخرى آآ هذا يبين ان من اولى من ينبغي ان يحبوا من القدوات هم انصار الله ورسوله والذين ينطبق عليهم هذا الوصف بالمطابقة التامة هم الانصار المسمون في هذا الحديث وان كان هذا هذا الوصف لا يختص بهم لا يختص بهم وانما يعني ينزل على من بعدهم بكل بدرجته وكل بحسبه ولذلك ولذلك يستمر في من بعد الانصار ان انصار الله ورسوله وانصار هذا الدين السائرين على طريق النبي صلى الله عليه وسلم والمتبعين للانصار في هذا العمل يصح ان يقال فيهم ان حبهم من الايمان صح ان يقال فيهم ان حبهم من الايمان لكنهم من باب الرجاء انه يعني لم يأتي نصفي اعيان ممن بعدهم هو من باب الرجاء ويصح ايضا من باب الخوف ان ان يخشى على من يبغضهم ان يخشى على من يبغضهم هذا اتى في الانصار بالنص وفي غيرهم لم يأت بالنص ولكن يفهم المعنى الذي لاجله قيل في الانصار ما قيل ولكن نظرا لكون هذه الامور يدخلها شيء من الالتباسات فلا يعني ينزل هذا النص بتمامه على احد آآ بعدهم وان كانت شهادة المسلمين هي شهادة معتبرة ولها شأن عند الله وعند الناس عند الله وعند المسلمين على اية حال لاحظوا هذا باب من ابواب القدوة في الدين طيب هل باب القدوة في الدين الذي تميز به الانصار هو باب علمي ام عملي باب عملي وهذا يبين ان هؤلاء آآ ان يمكن للانسان ان يكون قدوة في الدين وله شأن ومحل في الاسلام اه بالعمل وهذا يذكر بقضية التجديد في الدين التجديد في الدين يكون بالعمل ويكون بالقول او بالعلم فعمر ابن عبد العزيز اول مجدد في الاسلام هو مجدد بعمله ولم يكن يعني ممن تفرغ لتعليم الناس وتدريسهم وما الى ذلك وانما هو مجدد بعمله فكذلك الانصار هم قدوات في الدين باعمالهم هم قدوات في الدين باعمالهم. وبالتالي يمكن للانسان ان يكون قدوة ايضا في الدين وعلما من اعلام الاسلام بعمله وان لم يكن يعني قد تفرغ لشأن العلم هذا في الوصف العام المتعلق بكلمة الانصار نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والعون والتسديد والبركة ونسأله ان يصلي وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد