او خاصة مع تنزيه الله عز وجل عن ان يكون حالا في خلقه او مخالطا لهم هذا هو ظاهر النصوص بل لو قيل في هذه النصوص بخلاف ذلك لكان هذا هو التأويل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو ومعكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم وقوله لا تحزن ان الله معنا وقوله انني معك ما اسمع وارى وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقوله واصبروا ان الله مع الصابرين وقوله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا ما بعد فهذه ايات سبع فيها اثبات صفة المعية لله سبحانه وتعالى وترتيب المؤلف في سوق الايات من احسن ما يكون حيث انه من المناسب بعد تقرير استواء الله على العرش وعلوه على خلقه من المناسب ان يبين ان الله سبحانه وتعالى مع خلقه معية تليق بالله سبحانه وتعالى فان فهم صفة المعية بعد تقرير صفتي الاستواء والعلو يبين بوضوح ماهية منهج اهل السنة والجماعة في تقرير صفة المعية فتفهم حينها على وجهها الصحيح المبرأ من ادنى من ادران التشبيه والحلول والاتحاد ثبت في ادلة كثيرة في الكتاب والسنة ان الله جل وعلا مع خلقه عموما وخصوصا هذه الصفة اعني صفة المعية منقسمة الى قسمين الى معية عامة والى معية خاصة المعية العامة جاءت في نحو الايتين الواردتين باول ما تلى القارئ باية الحديد واية المجادلة وقل مثل هذا باية النساء يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا فهذه الايات ونحوها مما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم تدل على ثبوت المعية العامة وهذه المعية كما فسرها اهل العلم هي معية العلم والاحاطة بمعنى ان الله تعالى مع جميع خلقه بعلمه وسمعه وبصره وقدرته الى اخر ما يدل عليه كونه سبحانه وتعالى محيطا بخلقه هذه هي المعية العامة اما المعية الخاصة دل عليها ما سمعت من الايات الخمس الاخيرة وما جاء في معناها مما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم بما خرج البخاري في صحيحه عنه عليه الصلاة والسلام انه قال انا عند ظن عبدي بي وانا معه اذا ذكرني هذه هي المعية الخاصة وهي التي تفسر بالتأييد والحفظ والكلائة والتوفيق وما يجري مجرى هذه المعاني اذا معية الله عز وجل معيتان معية عامة ومعية خاصة و يفهم المراد من المعيتين اعني تعين المعية في هذا النص او ذاك بحسب السياق فالسياق هو الذي يبين المراد من المعيتين والفرق بين المعيتين من جهات ثلاث من جهة القسم والنوع ومن جهة آآ المتعلق ومن جهة الاثر اما من جهة النوع يعني من جهة انواع الصفات فالفرق بين المعيتين ان المعية العامة صفة ذاتية واما المعية الخاصة فصفة اختيارية بمعنى الله عز وجل مع جميع خلقه ازلا وابدا بعلمه وسمعه وبصره واحاطته هذا امر لازم لا ينفك عن ذات الله سبحانه وتعالى فهو لم يزل ولا يزال كذلك ولا يمكن ان يكون الا ذلك فالله جل وعلا مع جميع الخلق في كل حال وفي كل وقت بعلمه وسمعه وبصره فلا يغيب شيء عنه سبحانه وتعالى اما المعية الخاصة فانها معية متعلقة بمشيئة الله سبحانه وتعالى فالله جل وعلا مع من شاء بحفظه وكلاءته وتوفيقه ورعايته اذا شاء سبحانه وتعالى اما الفرق الثاني فهو من جهة المتعلق متعلق المعية العامة جميع الخلق فالله جل وعلا مع جميع الخلق سبحانه وتعالى بهذه المعية والمعية الخاصة متعلقة ببعض الخلق. ولذلك اسميناه معية خاصة النوع الثالث او عفوا الفرق الثالث من جهة الاثر المعية العامة تؤثر في النفوس ب تقوية عبودية الخوف من الله سبحانه وتعالى الذي يعتقد ان الله جل وعلا معه في كل حين وعلى كل حال فان هذا يورث في نفسه مراقبته وخوفه وخشيته والاستعداد للقائه اما المعية الخاصة فانها تؤثر في قلوب معتقديها الرجاء في الله سبحانه وتعالى والمحبة له والطمع فيما عنده والتوكل والثقة به سبحانه وتعالى من اعتقد ان الله جل وعلا معه بنصره وتأييده وتسديده وتوفيقه فانه سوف يطمئن وتسكن نفسه ويثق بالله سبحانه وتعالى ويفوض الامور اليه اذا هذه فروق ثلاثة بين هذين النوعين من آآ معية الله سبحانه وتعالى المعية العامة والمعية الخاصة ها هنا بحث مهم لابد من الوقوف عنده وهو ان بعض الناس يظن ان اثبات معية الله جل وعلا يقتضي من حيث الاصل يعني من حيث اجراء هذه النصوص على ظاهرها يقتضي اعتقاده ان الله سبحانه حال في خلقه مخالط لهم تعالى الله عن ذلك ولذا فان بعض الناس من المخالفين لاهل السنة والجماعة يتهمون اهل السنة بالتناقض حينما يثبتون صفات على ظاهريها ويمنعون تأويلها وحملها على خلاف الظاهر بحين انهم اذا وصلوا الى صفة المعية فانهم بحسب زعم هؤلاء يأولونها يتهمون اهل السنة بانهم يقعون في التأويل وهم ينكرونه وهذا تناقض في المنهج هكذا يزعمون وهكذا يتهمون اهل السنة والجماعة والحق ان هذا القول غلط وغير صحيح وفهم لهذه الادلة على غير وجهها ذلك ان قول اهل السنة والجماعة بحمل المعية على هذا المعنى سواء كانت معية عامة اعيد حمل النصوص الواردة في المعية على معية علمية او على معية حفظ وتأييد وتسديد هذا هو ظاهر النصوص والقول بخلاف ذلك هو التأويل وبيان ذلك ان العقدة التي ما حلها هؤلاء والتي اخطأوا بسببها والتي ضل من ضل بسببها حينما اشتبه عليهم الامر فاعتقدوا حلول الله وهذه طائفة ساتحدث عنها بعد قليل ان شاء الله حيث ظن طائفة ان هذه النصوص اعتقاد بموجبها يقتضي اعتقاد ان الله عز وجل مع خلقه بذاته هذا سببه عدم فهم هذه النصوص في ضوء لغة العرب بيان هذه المسألة هو ان مع بلغة العرب تدل على مطلق المقارنة والمصاحبة دون ان تكون ملازمة لمعنى المخالطة بالذوات اعيد كلمة مع بلغة العرب تدل على مطلق المقارنة والمصاحبة دون ان يكون هذا ملازما لمعنى المخالطة والمماسة والممازجة والحلول والشواهد على هذا كثيرة فان الناس قديما وحديثا يقولون سرنا مع القمر واين القمر من الناس هذه معية فيها مقارنة مطلق مقارنة بين الناس والقمر فضوؤه ونوره يصل اليهم. فكانت المقارنة سامحة تسمح باستعمال المعية ها هنا قل مثل هذا في كلام كثير في كلام الناس. فان الناس يقولون فلان وفلان ولدا مع وان كان احدهما في مكان والثاني في مكان اخر ولكنهما ولدا في نفس الوقت في نفس اليوم وفي نفس الساعة يقال فلانة مع فلان يعني انها معه في عقد الزوجية وان كانت هي في بلد وهو في بلد. يقال فلان مع اولئك القوم اذا كان يؤيدهم وان كان بعيدا عنهم في المكان فالمنافقون في المدينة كانوا مع الكفار المشركين في مكة بالرأي والاعتقاد والتأييد وقل مثل هذا في المستضعفين من الصحابة رضي الله عنهم في مكة كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وهم بالمدينة. وذلك بتأييدهم وذلك بنصرتهم وذلك بموافقتهم على اعتقادهم المسلمون في كل مكان هم مع اخوانهم المضطهدين في سوريا وفي غيرها. مع انهم ماذا لا يخالطونهم ولا يمازجونهم بل لماذا نذهب بعيدا؟ تأمل في قول الله عز وجل وكونوا مع الصادقين قال اهل التفسير كالضحاك رضي رحمة الله عليه وغيره قالوا مع ابي بكر وعمر واصحابهما هذا خطاب للذين امنوا ان يتقوا الله وان يكونوا مع الصادقين اين نحن من ابي بكر وعمر واصحابهما الف ايفهم احد من قوله وكونوا مع الصادقين اننا نخالطهم باكتافنا ونجالسه في مجالسهم هل هذا هو المراد او المراد عند كل من يقرأ هذه الاية ان نكون مع ما هم عليه من هذه الصفة وهي الصدق وقل مثل هذا في قول الله عز وجل وتوفنا مع الابرار هل المقصود ان نموت ونتوفى او نتوفى نحن واياهم في محل واحد او لطفنا في قبر واحد ليس المراد هذا انما المراد مطلق ماذا؟ المقارنة والمقارنة ها هنا ان نكون واياهم على هذه الصفة وهي فيختم لنا بذلك اذا المعية من حيث معناها اللغوي لا تستلزمه المخالطة والممازجة والحلول انما يبقى هذا قدر زائد ان دل عليه سياق فلا يلزم ان يكون مدلولا عليه في سياق اخر بمعنى في سياق تقول ان فلانا مع فلان يعني على هواه وعلى رأيه وعلى ما هو عليه من الصفات وتارة تقول فلان مع فلان يعني اتيا معا فهما قد تخالط سويا في المجيء. اذا كون كلمة مع تدل على مخالطة هذا قدر زائد يدل عليه ماذا السياق وكل سياق بحسبه اذا المقطوع به من ادلة الكتاب والسنة واجماع المسلمين وما هي عليه فطرتهم اجمعين ان الله سبحانه وتعالى عال على خلقه بائن من خلقه والادلة على هذا كثيرة حتى قال بعض اهل العلم ادلة ان الله عز وجل بائن من خلقه نحو من مئة الف دليل تدل على ان الله تعالى بائن من خلقه اذا كيف يظن بعد هذا بالله العظيم بالله الكبير بالله الواسع في الله الاعلى انه اذا كان مع خلقه فانه يكون حالا في خلقه مخالطا له قال الله عن ذلك ما قدر الله حق قدره من ظن هذا في ربه وما قدر الله حق قدره من ظن ان هذا مدلول كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. حاشى وكلا فان كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يمكن بحال ان تدل على ما ظاهره البطلان ان توهم انسان ذلك فالعلة في فهمه وفي جهله اما كتاب الله فانه سالم عنان يدل على باطل هذا كتاب انزله الله عز وجل بالحق الا يدل الا على الهدى ولا يدل الا على الرشد ولا يرشد الا الى الحق اذا هذا جواب اول عن من يظن ان المعية تقتضي المخالطة هذا باطل و ظنوا من ظن ان حمل اهل السنة هذه النصوص على ما يخالف وما يضاد المخالطة والحلول ان هذا من قبيل التأويل او الحمل على المجاز هذا ظن غير صحيح وهذا ظلم لمنهج اهل السنة وانما هذا حمل للنصوص على ظاهرها ومما يدل على بطلان هذا التوهم وهو اعتقاد ان ظاهر النصوص نصوص المعية انها تدل على المخالطة والحلول انها لو كانت كذلك لتناقضت النصوص تناقضت من جهتين اولا من جهة تناقض نصوص المعية مع نصوص العلو والاستواء ولا شك ان كتاب الله منزه عن الاختلاف والتناقض افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا كتاب الله عز وجل لا يمكن بحال ان يظن فيه وقوع التناقض والاختلاف لو قيل ان معية الله معية ان معية الله معية ذاتية بمعنى انها تقتضي المخالطة والحلول للخلق او في الخلق فان هذا يقتضي ولا شك التناقض بين ادلة ثبوت استواء الله عز وجل على عرشه بذاته وادلة علوه على خلقه بذاته وكتاب الله عز وجل منزهون عن ذلك وانت اذا تأملت يا رعاك الله وجدت الادلة التي دلت على المعية فيها ما يدل على دفع هذا التوهم تأمل معي في قوله تعالى في اول اية بدأها المؤلف اية الحديد كيف ان الله عز وجل ابتدأ بتقرير ما يدفع كل ظن فاسد قال هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش انتهى الامر اهنا اذا اعتقد المسلم وسلم بهذه الاية فانه يعتقد يعتقد مباينة الله عز وجل بخلقه وانه عال على خلقه مستو على عرشه ثم عقب سبحانه وتعالى على ذلك باثبات ماذا باثبات معيته لخلقه. الان يأتي هذا العلم الجديد على قلب صاف تخلص من ادران الحلول والتشبيه. هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير لاحظ معي كيف ان الايات فكيف ان الاية بدأت باثبات علو الله عز وجل واستوائه على العرش ثم عقبت ببيان معيته سبحانه وتعالى لخلقه ومع ذلك فان الله عز وجل من رحمته بعباده ولطفه بهم زاد بيانا بان ختم هذه الاية بما يدل على اثبات بصره سبحانه وتعالى باعمال عباده اذا كان الله عز وجل عال على خلقه ويعلم ما يفعل عباده وهو بصير بهم كانت المعية التي ثبتت بين ذلك معية علمية ليست معية ذاتية وليست معية مخالطة. اذا هذا امر اول يدل على ان هذه النصوص لابد ان تحمل على المعية العامة وهذا هو ظاهرها والا لتناقضت النصوص والقرآن مسلم من ذلك وجه اخر ان في ادلة اثبات هذه المعية ما يدل صراحة على انها لا يمكن ان تحمل على المعية الذاتية. تأمل مثلا في قول الله عز وجل لا تحزن ان الله معنى لو قيل طبعا الاية الاية السابقة دلت على المعية اية الحديد دلت على المعية العامة وهذه دالة على المعية الخاصة. وهذه وهذه تدفع ظن الحلول تدفع ظن المخالطة بان تكون ملازمة لماذا لمعنى المعية. تأمل في قوله ان الله معنا النبي صلى الله عليه وسلم مع صاحبه في الغار والكفار فوق الغار ليس بينهم وبينه الا اشبار قليلة لو كانت المعية معية ذاتية لما كان ثمة فرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه وبين الكفار اعيد لو كانت المعية معية ذاتية في كل حال بمعنى ان كلمة مع في اللغة تقتضي ذلك لما اصبح ثمة فرق بين النبي صلى الله عليه وسلم والكفار وبالتالي فانه يمكن ان يقال كان الله عز وجل مع النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه ومع الكفار ايضا افيجرأ افيجرؤ مسلم ان يقول ذلك حاشى وكلا اذا تبين بهذا ان المعية التي بينها الله سبحانه وتعالى ها هنا ان الله معنا ليست هي المعية الذاتية المقتضية المقتضية للخلطة والحلول انما هي معية بمعنى التأييد والنصرة والحفظ والكلائة وعليه فان هذا من الاوجه التي تدل على بطلان حمل النصوص نصوص المعية على معنى المعية الذاتية المختلطة المقتضية للمخالطة والحلول اضف الى هذا امرا ثالثا وهو ان هذا الظن مخالف لاجماع السلف الصالح فان السلف مجمعون على ان هذه النصوص لا تدل على معية ذاتية بحال وقد نقل الاجماع على ذلك بادلة نصوص المعية العامة مثلا عدد من اهل العلم الاثبات على انها معية علمية على ان الله مع خلقه بعلمه كما كان هذا من الامام احمد وكما كان هذا من ابن عبد البر وكما كان هذا من ابي عمر الطلمنكي وكما نص عليه جماعات من اهل العلم كما كان هذا من الاجر وابن البطة وغيرهم من اهل العلم وعند الذهبي في العلو ان الامام محمد ابن يحيى الذهني سئل عن حديث مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ليعلم العبد ان الله معه حيث كان فقال الامام محمد ابن يحيى الذهني الذي هو احد ائمة الاسلام العظام قال رحمه الله الله عز وجل مع خلقه محيط بهم بعلمه وهو على عرشه ما هو منهج السلف وهذه طريقتهم ومن اهدى طريقا من السلف الصالح من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين واتباعهم. اولئك الاخيار الذين زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم دونك كتب التفسير كيف تجد الاثار المروية عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من اهل العلم تحمل هذا النصوص على هذا المعنى ولذلك تجد عند ابن عباس تجد في كلام ابن عباس رضي الله عنهما عند قوله تعالى وهو معهم قال بعلمه علمه معهم سبحانه وتعالى اذا هذه نبذة مختصرة تدلك على ان علو الله عز وجل لا يناقض معيته وان معيته لا تخالف علوه فالامران ثابتان والنصوص في كل على ظاهرها نصوص العلو على ظاهرها والله عال على خلقه بذاته ونصوص المعية على ظاهرها فالله سبحانه وتعالى مع خلقه بعلمه عموما ومع من شاء من المؤمنين خصوصا معية مصاب وتأييد وتوفيق الناس في المعية انقسموا الى ثلاثة اقسام هذه خلاصة لما سبق الناس في المعية منقسمون الى ثلاثة اقسام القسم الاول هم الذين امنوا بالكتاب كله هم الذين جمعوا بين النصوص والفوا بينها ولم يضربوا بعضها ببعض وهم اهل السنة والتوحيد هم الصحابة والتابعون واتباعهم والسائرون على دربهم هؤلاء اعتقدوا الامرين العلو والمعية اللائقة بالله عز وجل المنزهة عن كل ظن فاسد اعتقدوا ان الله عال على خلقه بذاته وانه مستو على عرشه وانه مع جميع خلقه بعلمه واحاطته وانه مع امن شاء من خلقه المؤمنين بنصرته وتأييده وتوفيقه الصنف الثاني هم الذين اعتقدوا ان الله عز وجل ال في خلقه تعالى الله عن ذلك وهؤلاء هم الجهمية الحلولية وبعض المعتزلة وهم النجارية هؤلاء اعرضوا وكذبوا بنصوص العلو والاستواء وتشبثوا بهذه الادلة التي دلت على المعية تضلوا في فهمها وظنوا ان مقتضاها حلول الله عز وجل في خلقه ولا شك ان هذا ابطلوا الباطل وان هذا ضلال مبين بل هذا كفر بالله عز وجل فان من اعظم الكفر اعتقادا ان الله سبحانه وتعالى حال في خلقه واشنع منه اعتقاد الاتحاد ان الله عز وجل متحد بخلقه واشنع واشنع اعتقاد من اعتقد الوحدة وان كل موجود انما هو شيء واحد الخالق هو المخلوق كله شيء واحد في الاصل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا القسم الثالث هم طائفة من اهل البدع من السالمية واضرابهم. السالمية فرقة تلاشت واضمحل واضمحلت. ونعوذ بالله من الاهواء هؤلاء اذا هؤلاء تناقضوا فزعموا ان الله تعالى عالم بذاته ومع خلقه بذاته زعموا ان هذا هو مقتضى النصوص اذا جمعنا بين ادلة العلو وادلة المعية فان هذا يقتضي ان الله بذاته عال على خلقه وان الله بذاته مخالط لخلقه وهذا تناقض باطل وتشبثوا ايضا بقوله تعالى وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله وهذا ايضا ضلال في الفهم مصيبة اهل الاهواء والبدع على جميع طبقاتهم وانواعهم امران اولا ضلال في الفهم وثانيا ضرب للنصوص بعضها ببعض يعني هم اخطأوا من جهتين اولا تجدهم يحملون النصوص على خلاف الحق اما بعجمة اتوا من قبلها يحملون الكلام بمقتضى وعلى ضوء مصطلحات حادثة بخلاف ما تعرفه العرب بلغتها والقرآن والسنة انما هما بلسان عربي مبين بالدعوة الى الله فليبشر ان له حظا من معية الله عز وجل من كان على نهج موسى وهارون واخوانهما من الانبياء والمرسلين من الدعوة الى الله وبيان التوحيد ونصرة الحق او من قبل الاعراض عن منهج السلف الصالح الذين فهموا الكتاب والسنة الفهم الصحيح فتجد انهم يحملون النصوص على اعتقادهم فتجد ان القرآن عند الجهم جهمي وتجد ان القرآن عند المعتزل معتزل وتجد ان القرآن عند الجبر جبري وهكذا الامر الثاني هو انهم لا يجمعون بين النصوص ولا يؤلفون بينها انما يأخذون طرفا ويعرضون عن طرف بل ربما ضربوا بعض النصوص ببعض وهذا ايضا ضلال وخطأ واعراض عن منهج السلف الصالح اهل السنة والجماعة اهل الحق يعتقدون ان انه لا يمكن ان يكون ثمة تعارض البتة بين النصوص وان النصوص مؤتلفة لا مختلفة. وبالتالي فانهم يجمعون يؤلفون بين هذه النصوص بل انهم يعاملون النصوص معاملة النص الواحد يضمون هذا النص الى ذاك ثم يفهمون المجموعة فهما صحيحا هؤلاء تناقضوا زعموا ان الله بذاته عال على عرشه وان الله تعالى بذاته مخالط لخلقه وتشبثوا بايات المعية تشبثوا بالاية التي ذكرت وهو وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله مع ان كل من يفهم وكلام العرب يدرك المقصود وهو ان كلمة الاله تعني المعبود اله تعال بمعنى مفعول اله بمعنى مألوه يعني معبود فالها تعني عبدة الا يأله عبدا يعبد؟ اذا الله معبود في الارض ومعبود في السماء. يعبده اهل الارض ويعبده اهل السماء فاي اشكال حينئذ في فهم هذه الاية وها هنا انبه الى خطأ يقع فيه من يقع من العامة وهو انك اذا قلت لهم اين الله قال الله موجود في كل مكان تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا حذاري يا عبد الله اتق الله اياك ان تظن بربك هذا الظن فهذا ظن سوء هذا ظن من لم يقدر الله عز وجل حق قدره كيف تعتقد في ربك العظيم الذي هو اكبر من كل شيء والذي السماوات والارض وهذا الكون كله ليس بشيء امام عظمة الله سبحانه كيف تعتقد فيه انه موجود في كل مكان؟ اي نقص اعظم من هذا النقص؟ الذي تنسبه الى ربك اذن حذاري من هذا الاعتقاد فانه اعتقاد كفري باتفاق العلماء من افتقد ان الله عز وجل في كل مكان بذاته فان هذا اعتقاد كفري وتكذيب لايات الكتاب واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. اذا هذه نبذة مختصرة لفهم هذا الموضوع وهو ما يتعلق بصفة المعية لله عز وجل. والمؤلف عقد مبحثا سيمر بنا قادما ان شاء الله فيه زيادة تأييد وبيان بعون الله عز وجل لمسألة الجمع بين العلو والمعية اسأل الله عز وجل ان ييسر لنا ذلك. اتلوا الايات احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. لاحظ معي يرعاك الله كيف ان اثبات المعية كان مسبوقا باثبات العلم وكان متبوعا باثبات البصر فهذا يدلك على ان معية الله عز وجل هي معية علم واحاطة وبصر وسمع من الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اين فما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. كذلك الامر بهذه الاية المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض بدت الاية بالعلم ثم ختمت بالعلم والله بكل شيء عليم. وفيما بين ذلك بين الله سبحانه انه مع خلقه بدت الاية بدأت الاية بالعلم وختمت بالعلم فالمعية معية علم اضف الى هذا امرا ينزع ادنى فهم فاسد او ظن لا يليق بالله عز وجل من اثبات المعية لله عز وجل تأمل كيف ان الله سبحانه وتعالى يقول في هذه الاية ما يكون من نجوى ها ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسه هنا نكتة لطيفة تنبه لها فان فهمها يزيدك يقينا بتنزه الله سبحانه وتعالى ان يكون مع خلقه مخالطا له العرب اذا اضافت احدا الى قوم يعني كان هناك مضاف ومضاف اليه فانها تقول ثالث ثلاثة رابعه اربعة جاء فلان خامس خمسة. لم لانه من جنسهم هو انسان وهؤلاء من البشر بالتالي فالذي يليق ها هنا ان تقول فلان ثالثه ثلاثة وهذا ما جاء في القرآن تجد ان الله تعالى يقول ثانية اثنين النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه ابو بكر لما؟ لانهما جنس واحد اما الله عز وجل فانه لا يتفق مع خلقه في جنس ولا في فصل الله ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا احد ولا نعلم له سمية لاجل هذا جاءت الاية ببيان هذا التمايز وهذه المباينة بين الله وخلقه بالتالي لا يظن حصول المخالطة والممازجة والحلول بين الله وخلقه. اما يكون هذا؟ والله ليس كمثله شيء ولذا وجدت الفرق بين اعتقاد اهل الايمان واعتقاد اهل الطغيان اهل الايمان اعتقدوا في ربهم انه ها ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم وليس ثالثهم ولا خمسة الا هو سادسهم وليس خامسهم. يعتقدون ان الله رابع الثلاثة وان الله سادس الخمسة اما اهل الطغيان فهم الذين قال الله في حقهم لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة رأيت الفرق بين الحق والباطل بين النور والظلام هذا هو التبيان والفرقان بين الحق والباطل الله عز وجل ليس كمثله شيء لذا هو رابع الثلاثة وهو سادس الخمسة ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم سبحانه وتعالى مع مباينته في ذاته له لا احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله لا تحزن ان الله معنا كذلك الامر في قوله تعالى لا تحزن ان الله معنا هذه الاية وما بعدها تدل على ثبوت المعية الخاصة الايتان الاوليان تدلان على ثبوت المعية العامة والايات الخمس الباقية تدل على ثبوت المعية الخاصة. فالله عز وجل مع النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه على آآ هذه المعية الخاصة وهي معية النصرة والتأييد ولذا لما كان النبي صلى الله عليه وسلم مع صاحبيه في الغار وقرب المشركون جدا منهما حتى ان احد الكفار لو لو نظر اسفل قدميه لرأى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه خاف ابو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا بكر ما ظنك اه بثلاثة الله ثالثهما لا ما ظنك باثنين ها الله ثالثهما نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله انني معكما اسمع وارى. كذلك الامر في اه هذه الاية انني معكما والخطاب لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام اسمع وارى تأمل يا رعاك الله ان المعية الخاصة كما قلنا متعلقها خاص ببعض الخلق فالله يخص من شاء من خلقه بهذه المعية وانت اذا تأملت ما جاء فيها في النصوص وجدت ان هذا التعلق قد يكون مرتبطا باشخاص وقد يكون مرتبطا باوصاف يعني مرتبطا باناس معينين وقد يكون مرتبطا باناس يتصفون بهذه الصفات فكل من اتصف بهذه الصفات كان له حظ من هذه المعية تجد ان الله عز وجل اخبر آآ بقوله ان الله معنا لابي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم كذلك انني معكما لموسى وهارون كذلك اه اه غيرهم من اه كبني اسرائيل مثلا وقال الله اني معكم كذلك للملائكة اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم اذا هؤلاء صنف تعلقت بالنصوص هذه المعية باناس معينين وقد تتعلق بي كل من اتصف بصفات كما سيمر معك في الايات القادمة وانت اذا نظرت في القرآن وجدت ان هذه المعية في القرآن تعلقت باوصاف اربعة بالايمان والتقوى والاحسان والصبر فالله مع المؤمنين والله مع المتقين والله مع المحسنين والله مع الصابرين وهذا مجال لتنافس المتنافسين من اراد ان يكون الله عز وجل معه بنصرته وتأييده وحفظه وكلاءته وتوفيقه وتسديده فليجتهد في تحصيل هذه الاوصاف اعلم ان لك من معية الله عز وجل بحسب ما قام بك من هذه الاوصاف هنيئة لمن كان الله عز وجل معه ماذا يضره والله ان من كان الله معه فلن يضره شيء حتى لو كان بين فكي اسد والله لن يبر من كان الله معه ماذا يفوته ومن تخلى الله عنه وخذله فمن الذي ينصره من بعده اذا معية الله عز وجل امر يقتضي ان يحرص المؤمن عليه اشد الحرص وان يجعل همته منصرفة الى تحصيل اسباب هذه المعية من الله سبحانه وتعالى هنا الله عز وجل يخاطب موسى وهارون انني معكما اسمع وارى الله ليس بغائب يسمع ويرى ما يكون من قول فرعون وقومه وما يحدث منهما فلا تخافا الذي يكون منهما انا على علم وسمع وبصر به وانا معكما انصركما واؤيدكما واحفظكما من كل ما يضركما وها هنا نكتة نبه عليها بعض اهل العلم وهي ان من كان سائرا على نهج الانبياء عليهم الصلاة والسلام فليبشر بمعية الله عز وجل لا احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. نعم قوله واصبروا ان الله مع الصابرين. نعم هذه التقوى والاحسان والصبر قوله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين. نعم ويبقى معنا ايظا ما جاء في النصوص ان الله مع المؤمنين وينبغي ان تحرص على التقاط ما تقف عليه من النصوص في اثبات معية الله عز وجل المتعلقة بالقائمين باوصاف الايمان فتحرص على تطبيقها ومن ذلك ما جاء في السنة من اثبات معية الله عز وجل للذاكرين انا عند ظن عبدي بي وانا معه اذا ذكرني اسأل الله عز وجل بمنه وتوفيقه ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والتوفيق والتسديد وان يعيذنا من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ان ربنا لسيع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان