بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعهم انفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وقوله وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة فقوله على الارائك ينظرون وقوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة وقوله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وهذا الباب في كتاب الله كثير ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد ختم المؤلف رحمه الله القسم الاول من كتابه وهو الايات التي دلت على جملة من صفات الله سبحانه ختم هذا القسم بالكلام او بالاشارة الى مسألة رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة جرى عدد من المصنفين في الاعتقاد على هذا الامر وهو ختم مبحث الصفات بمسألة الرؤية كما ترى من فعل شيخ الاسلام رحمه الله وكما فعل ابن قدامة في اللمعة وكما فعل غيرهما وهذا فيه لطيفة وهي ان الايمان بصفات الله سبحانه وتعالى وقيام العلم بالبصيرة بهذه الصفات ثمرته رؤية الله سبحانه وتعالى بالبصر يوم القيامة فان كنت حريصا على ان تنال هذه النعمة الكبرى وهي رؤية الله سبحانه وتعالى ببصرك في الاخرة فايقن ببصيرتك في الدنيا بما مضى من صفات الله سبحانه وتعالى مبحث الرؤية ذو علاقة وثيقة بباب الصفات وذلك ان الله سبحانه وتعالى كما انه يرى فانه يرى كما دل على هذا ادلة كثيرة سيأتي بعضها ضم الى هذا امرا اخر وهو الارتباط الوثيق بين مسألة الرؤية وصفة العلو لله سبحانه وتعالى وذلك ان من ادلة اثبات العلو ان من ادلة اثبات العلو ادلة الرؤية فالامران متلازمان ولابد لمن اثبت الرؤية على الوجه الصحيح الذي مضى عليه السلف الصالح لابد من ان يثبت صفة العلو لله سبحانه وتعالى والحال انه اما من اثبات المسألتين معا او نفيهما معا واما اثبات الرؤيا مع نفي العلو فان هذا تناقض كما سيأتي الكلام عنه مفصلا لاحقا ان شاء الله سبحانه وتعالى الناس في مسألة الرؤية رؤية الله سبحانه وتعالى في الاخرة بالبصر هذه المسألة الناس فيها منقسمون الى ثلاثة اقسام مسألة الرؤية اعني رؤية الله سبحانه وتعالى بالعين الناس منقسمون فيها الى ثلاثة اقسام القسم الاول من اثبت الرؤية لله عز وجل في الدنيا والاخرة والصنف الثاني من نفى رؤية الله سبحانه وتعالى في الدنيا والاخرة وهؤلاء الجهمية والمعتزلة وكذلك الخوارج وصنف نفوا رؤية الله عز وجل في الدنيا واثبتوها في الاخرة وهؤلاء هم اهل الحق والتوفيق هم اهل السنة والجماعة اما رؤية الله عز وجل في الدنيا فان هذه الرؤية رؤية منفية لا يمكن ولا يصح ان يقال ان الله سبحانه وتعالى يراه احد في الدنيا بعينه دليل هذا ما ثبت في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم تعلموا انه لن يرى احد منكم ربه عز وجل حتى يموت هذا امر واجب واجب العلم والتعلم وهو انه لا يمكن ان يرى احد ربه سبحانه وتعالى في الدنيا انما يراه جل وعلا في الاخرة ويدل على هذا ايضا قوله تعالى جوابا لطلب موسى عليه السلام حينما قال له ربي ارني انظر اليك طلب ان يرى الله سبحانه وتعالى فقال الله سبحانه لن تراني قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا وذلك ان العين المركبة في الدنيا لا تطيق ولا تحتمل رؤية الله العظيم سبحانه وتعالى. في الدنيا هذه العين تفنى فلا يرى ما يبقى بما يفنى وانما اذا ركب الانسان تركيبا اخر في الاخرة فانه يرى بما يبقى ما يبقى هذه كلمة حسنة قالها الامام مالك رحمه الله لما سئل عن قوله تعالى قال لن تراني اه فقال هذا في الدنيا لانه لا يرى ما يبقى بما يفنى ولكن في الاخرة يرى ما يبقى بما يبقى نقل هذا الاثر الجميل عن الامام ما لك القاضي عياض في ترتيب المدارك فالمقصود ان رؤية الله سبحانه وتعالى في الدنيا منفية بل غير ممكنة قوى البشر لا تحتمل ذلك اما في الاخرة فان الله سبحانه وتعالى يعطي العباد قوة بها يمكنهم ان ينالوا هذه السعادة الكبرى وهي رؤية الله سبحانه وتعالى. هذا عن الرؤية في الدنيا اذا كل من يزعمه بانه رأى الله عز وجل يقظة في الدنيا فانه كاذب او متوهم كل من زعم انه رأى الله سبحانه وتعالى يقظة في الدنيا فانه اما كاذب واما واهم ولو كان احد يرى ربه في الدنيا لكان موسى عليه السلام وهو الكليم وهو النبي والرسول الكريم. وقد سأل ربه عز وجل هذا الطلب ولكن الله جل وعلا اجابه بان هذا لا يكون في الدنيا قال لن تراني اما في الاخرة فان الادلة كتابا وسنة قد تواترت بثبوت رؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى في الاخرة وفي النظم المشهور للشيخ محمد التاودي المالكي الذي ذكره في بعض حواشيه على الصحيح قال مما تواتر حديث من كذب ومن بنى لله بيتا واحتسب ورؤية شفاعة والحوض ومسح خفين وهذه بعض و المؤلف رحمه الله استدل على هذه الرؤية بما قد سمعت وهي اربع ايات جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى واشهر تلك الايات كما سيأتي البحث فيه ان شاء الله قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. كذلك اورد قوله تعالى على الارائك ينظرون كذلك اورد قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة وكذلك اورد قوله تعالى ولدينا من ولدينا مزيد ثمة ادلة اخرى دلت على ثبوت رؤية الله سبحانه وتعالى. والايات الدالة على رؤية الله جل وعلا تنقسم كما قال ابن القيم رحمه الله الى قسمين الى ادلة صريحة والى ادلة غير صحيحة غير صريحة وجميعها يدل على ثبوت هذه الرؤية عن الله عن هذه الرؤية لله سبحانه وتعالى في الاخرة. فيرى المؤمنون ربهم سبحانه وتعالى يوم القيامة ويراه المؤمنون في جنات النعيم. اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن ينال هذه النعمة العظيمة اما احاديث النبي صلى الله عليه وسلم فانها كثيرة جدا برؤية الصحاح والسنن والمسانيد والمصنفات وغيرها من كتب السنة روى احاديث الرؤيا اكثر من عشرين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما سيأتي في قسم الاحاديث التي اوردها المؤلف رحمه الله من هذه الرسالة ومن اشهر تلك الاحاديث حديث جرير ابن عبد الله في الصحيحين وغيرهما وجاء في الصحيحين ايضا من حديث ابي هريرة رضي الله عنه بنحوه انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون او قال لا تضامون في رؤيته وجاء في البخاري من حديث جرير رضي الله عنه ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم سترون ربكم يوم القيامة في عيانا معاينة يعني ترونه بالاعين واما اجماع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واجماع التابعين فمن بعدهم من اهل السنة فهذا شيء كثير جدا والناقلون لهذا الاجماع طوائف لا يحصون من اهل السنة والجماعة من المتقدمين ومن المتأخرين ومن المنتسبين الى المذاهب الاربعة ومن غيرهم. اذا هذه قضية معلومة من الدين بالضرورة ادلتها كثيرة والاجماع عليها قطعي ولذا جزم طائفة من اهل العلم بكفر من انكر هذه الرؤية سئل الامام احمد رحمه الله عن من انكر رؤية الله تعالى فقال كافر كافر وسئل الامام مالك رحمه الله عن من ينكر رؤية الله جل وعلا فقال السيف السيف يعني ما احراهم بان يحد على الردة بالسيف لانكار هذا الامر المقطوع به رؤية الله سبحانه وتعالى لا شك انها اعظم نعيم يناله المؤمنون في الاخرة وما احسن ما قال الحسن البصري رحمه الله لولا ايقان المؤمنين برؤية ربهم يوم القيامة لذابت انفسهم في الدنيا حسرة هذا اعظم نعيم واكبر نعيم واحب شيء الى المؤمنين ينالونه من ربهم سبحانه وتعالى يوم القيامة اما الادلة التي اوردها المؤلف رحمه الله فابتدأها باشهر دليل على ثبوت هذا الامر وذلكم قوله سبحانه وتعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة هذه الاية اية صريحة على اثبات رؤية الله سبحانه وتعالى في الاخرة وجوه يومئذ يعني يوم القيامة ناضرة و معنى النضرة الحسن والبهاء قال الى ربها ناظرة دليل صريح يثبت رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ووجه الاستدلال يتمهد بمعرفة مسألتي اللغوية تتعلق بالفعل نظر فان اهل العلم قد نصوا ومن اولئك ابن القيم رحمه الله فانه قد حذر هذه القاعدة في كتابه احادي الارواح نص على ان الفعل نظر يختلف معناه باختلاف تعديه بنفسه او غيره وقد جاء استعماله على ثلاثة اضرب اولا ان يعد الفعل نظر فيه وهذا يكون بمعنى التدبر والتفكر والاعتبار ومنه قوله تعالى اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض فان النظر ها هنا بمعنى التفكر والاعتبار الضرب الثاني هو ان يأتي الفعل نظر متعديا بنفسه وهذا يكون بمعنى الانتظار انظرونا نقتبس من نوركم هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وامثال ذلك من الادلة الضرب الثالث ان يأتي الفعل نظرا متعديا بالايلاء وهذا لا يراد به الا النظر بالعين النظر بالعين يعني الرؤية البصرية تأمل في قوله تعالى فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر الى حمارك ولنجعلك اية للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما ما الذي يفهمه اي انسان يسمع هذه الايات ان النظر ها هنا هو النظر بماذا بالبصر قال جل وعلا انظروا الى ثمره اذا اثمر اي شيء يفهمه من يعرف لغة العرب من هذه الاية الا النظر بالبصر. كما تفهم تلك الايات فينبغي فهم قوله تعالى الى ربها ناظرة فهي ناظرة الى ربها سبحانه وتعالى اذا هذه الاية صريحة و كل من يعرف لغة العرب ورزق الانصاف فانه سيسلم بهذه الدلالة فكيف اذا انضم الى هذا قرينتان القرينة الاولى في قوله سبحانه وجوه فانه قد احال النظر الى الوجه يعني جعل فعل النظر الوجوه وهذا فيه بيان ان النظر يكون بالعين لان الوجه لان العين محلها الوجه فالاعين في الوجوه فيكون هذا مما يؤيد ان النظر يرجع الى ماذا الى بصر العين والامر الثاني اعني القرينة الثانية في قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة يعني ذات حسن وبهاء فان المناسبة ظاهرة بين هذه النظرة وبين رؤية الله سبحانه وتعالى ان هذه الوجوه التي ترى باعينها ربها جل وعلا ينالها هذا الفضل العظيم. هذا البهاء وهذا الحسن وهذا بعض اثر رؤية الله سبحانه وتعالى اذا هذه الاية اية صريحة في اثبات رؤية الله جل وعلا ولو لم يأتي في النصوص الا هذه الاية لكفى بهذا دليل على اثبات الرؤية وقبل ان انتقل الى الاية الاخرى اشيرها هنا الى امرين يتعلقان بهذه الاية الامر الاول ما شغب به بعض اهل البدع على القاعدة اللغوية التي قد سمعت فان بعض اهل البدع زعم ان نظر الى تأتي بمعنى الانتظار اذا قلت نظر الى تأتي في اللغة بمعنى ماذا ان انتظر نظر الى بمعنى انتظر وعليه سيحمل هؤلاء هذه الاية على معنى الانتظار فيقولون الى ربها ناظرة يعني الى ثواب الى ثواب ربها منتظرة تنتظر ثواب تربيها والجواب عن هذا من اوجه اولا الاية مسوقة مساق ذكر الفضل والنعيم. الذي يناله المؤمنون فضلا من ربهم واي نعيم في الانتظار لا انتظار في دار القرار فان الانتظار عكس او الى عكس النعيم اقرب حتى انهم قالوا الانتظار الموت الاحمر يعني انه شيء ماذا متعب ومؤلم للنفوس فاي نعيم ذاك الذي يناله المؤمنون حينما ينتظرون ثواب ربهم سبحانه وتعالى. ثم يقال ثانيا ان هذا الذي ذكره فيه اضمار بلا دليل ولا حاجة والاصل عدمه الاصل انه ماذا لا اضمار ولا حاجة تدعو الى هذا وليس ثمة دليل يدل عليه والقاعدة صريحة في ان النظر اذا عدي بالى فانه لا يفيد الا معنى الرؤية ايقول احد ان معنى قوله تعالى فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه. ان معنى هذا انتظر طعامك وشرابك لم يتسنى وانظر الى حمارك انتظر حمارك ولنجعلك اية للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما انتظر ذلك لا يقول هذا احد ولا آآ يتفوه بهذا من يعقل ما يقول قال القوم عندنا شاهد من لغة العرب يدل على ان النظر يأتي بمعنى الانتظار الا وهو قول حسان ابن ثابت رضي الله عنه وجوه يوم بدر ناظرات الى الرحمن يأتي بالفلاح وجوه يوم بدر ناظرات الى الرحمن يأتي بالفلاح قالوا ان النظر ها هنا محمول على معنى الانتظار ينتظرون ان يأتي الفلاح من عند ربهم سبحانه وتعالى والجواب عن هذا من اوجه اولا ان يقال كما قد قيل في درس البارحة ثبت العرش ثم انقش اثبتوا ان هذا من قول حسان رضي الله عنه. او انه حتى من قول من يحتج بقولهم من اهل العربية ودون هذا خرط القتاد لم يثبت ان هذا من قول حسان رضي الله عنه بل ولا من قول غيره ممن آآ يحتج بكلامهم في لغة العرب ثم يقال لهم ثانيا سلمنا ثبوت هذا البيت عن حسانة او عن غيره ممن يحتج كلامهم من العرب فان هذا البيت باق على القاعدة على القاعدة اللغوية السابقة فانه يراد بهذا النظر يراد بهذا النظر نظر العين ووجه ذلك ان المؤمنين لما كانوا يستغيثون ببدء لما كانوا يستغيثون بربهم يوم بدر كانوا ينظرون الى السماء وهذا حال كل من كان في امر يضطر فيه الى اللجأ الى الله سبحانه وتعالى فانه بفطرته يرفع رأسه الى السماء اشارة الى العلو فانه ينظر الى الجهة التي فيها ربه وهي العلو المطلق وهذا يفعله الناس جميعا بل حتى الحيوانات في حال الاضطرار بالفطرة ماذا تصنع ترفع رأسها الى السماء الى حيث ربها الذي يأتي بالفرج اذا هذا البيت لا ينافي ولا يعارض ولا يناقض هذه القاعدة التي ذكرتها فيما سبق الوجه الثالث ان يقال ان بعض اهل العلم يقول هذا البيت حصل فيه تحريف والا فالاصل فيه وجوه يوم بكر ناظرات الى الرحمن يأتي بالفلاح وجوه يوم بكر هذا شاعر على ما ذكر هؤلاء العلماء من بني حنيفة وهو يتحدث عما كان في حروب الردة وجوه يوم بكر حروب الردة كانت مع بني حنيفة وهؤلاء يرجعون الى بكر ابن وائل فالاشارة الى هذا الامر وكانوا ينظرون الى مسيلمة فانه قد تسمى رحمن اليمامة ينظرون اليه ببصر اعينهم يريدون ان يكون منه شيء يريدون ان يتحرك كونوا الظفر وقد خذلهم الله سبحانه وتعالى وانهزموا شر شر هزيمة اذا هذا البيت يستقيم على هذه القاعدة السالفة بناء على هذا التوجيه وهو انهم كانوا ينظرون الى من الى من كان يتسمى بالرحمن اخزاه الله وهو مسيلمة الكذاب. فتبين اذا ان ما ذكروا لا يستقيم لا من جهة شرع ولا من جهة لغة الامر الثاني ان هؤلاء المبتدعة شغبوا على مذهب اهل السنة والجماعة الذي اطبقوا عليه في اثبات رؤية الله سبحانه وتعالى والاستدلال على ذلك بالاية السابقة شغبوا على هذا باثر مروي عن مجاهد رحمه الله وهو انه فسر قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة قال تنتظر ثواب ربها قالوا هذا دليل على ان النظر في الاية ليس نظر العين انما هو انتظاره الثواب والجواب عن هذا من اوجه اولا ان يقال ان يقال لهم منذ متى وانتم يا معشر المبتدعة بالمعتزلة ومن لف لفكم منذ متى وانتم تهتمون باثار السلف وتعتنون بها وانتم حرب عليها وتعارضونها بكل وسيلة فالان اصبحت اثار السلف محل استدلال وهم لو جاءتهم احاديث في الصحيحين لقالوا اخبار احد غير مقبولة ونراهم الان يستدلون باثر عن مجاهد رحمه الله ثم يقال لهم ثانيا سلمنا صحة هذا الاثر عن مجاهد رحمه الله ولكن تنبه الى امر مهم وهذه مسألة دقيقة ينبغي على طالب العلم ان يتنبه اليها وهي ان البحث في الدليل شيء والبحث في المدلول شيء اخر انتبه البحث في الدليل شيء والبحث في المدلول شيء اخر ولذا العلماء يقولون بل العقلاء يقولون نفي الدليل المعين ليس نفيا للمدلول نفي الدليل المعين ليس نفيا للمدلول. لم؟ لانه قد يثبت بدليل اخر اذا مجاهد رحمه الله انما كان منه منازعة في الاستدلال على الرؤية من هذه الاية. اما ان يكون نافيا لرؤية الله عز وجل بالكلية فما ذكرتموه من هذا الاثر لا يساعد على اثبات ذلك اليس كذلك؟ يعني قد يكون لاحد من اهل العلم اجتهاد وليس ثمة عصمة لاحد العلماء اليس كذلك؟ اذا قد يكون لاحد من العلماء اجتهاد في فهم اية يخطئ يوفيه لكن هذا لا يستلزم ان يكون نافيا لما دل عليه الدليل بمعنى هذه مسألة ثبتت آآ عشرة ادلة اه ثبتت بعشر ادلة فحينما يأتي عالم من العلماء فيقول واحد من هذه الادلة ضعيف لا يصح ايمكن ان ينسب حينها الى انه ينفي المسألة بالكلية ينفي ما دل عليه مجموع هذه الادلة؟ الجواب ماذا لا لانه اذا نفى دليلا فتبقى دلالة بقية الادلة ثابتة وبالتالي فانه لا يصح ان ينسب مجاهد رحمه الله الى نفي رؤية الله عز وجل وانه يوافق هؤلاء المبتدعة بناء على رأيه في هذه الاية فاين الدليل عندكم من كلام مجاهد رحمه الله في رد دلالة بقية الايات. بل اين الادلة من كلام مجاهد رحمه الله في رد عشرات الاحاديث الثابتة الصريحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا تنبه رعاك الله الى مثل هذا الامر المهم الا له نظائر في مسائل الاعتقاد يكون هناك مباحثة واجتهاد ومنازعة لبعض اهل العلم في دلالة دليل معين لكن هذا لا يستلزم منازعته في ماذا في المدلول الذي دل عليه هذا الدليل ثم انه يقال ثالثا اذا كان جاء عن مجاهد رحمه الله تفسير هذه الاية بالانتظار فانه قد جاء عنه اثبات الرؤية لله عز وجل من هذه الاية فقد اخرج اسحاق بن راهويه في مسنده في الجزء الثاني وفي الجزء الثالث ايضا كرر الاثر مرتين اورد او روى رحمه الله عن مجاهد رحمه الله انه استدل على اثبات رؤية الله جل وعلا بقوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. وعليه فليس احد الاثرين باولى من الاخر اذا كان الاثر الاول سلمنا انه يدل على ان الاية لا تدل على رؤية الله فان الاثر الاخر يدل على انه يرى ثبوت الرؤيا من هذه الاية فليس احد الاثرين باولى من الاخر. عدا ان احسان الظن به رحمه الله اه يرشدنا ويقودنا الى القول بان مجاهدا رحمه الله كان يرى رأيا ثم رجع الى الرأي الذي عليه من اهل العلم فلا شك ان حمل آآ رأي مجاهد رحمه الله في هذه الاية الى ما يوافق جماعة اهل العلم اولى من حمل ايه الذي استقر عليه الى ما يخالف اهل العلم وبعض اهل العلم واشار الى هذا اسحاق رحمه الله وان شئت ان تجعله توجيها جديدا اشار الى هذا آآ اسحاق رحمه الله في المسند وهو حمل اثر اه سعيد اه اثري اه وهو حمل اثر مجاهد رحمه الله على انه اراد ما يكون قبل يوم القيامة قبل يوم القيامة ينتظر ثواب الله عز وجل ثم انه بعد ذلك يكون رؤية او تكون رؤية لله سبحانه وتعالى ولا شك ان هذا الحمل فيه من التكلف ما فيه منبه هنا الى نكتة لطيفة اوردها اسحاق رحمه الله وفي مسنده حينما استطرد في بحث هذه المسألة حيث اورد عن ابن المبارك رحمه الله اثرا مهما ونافعا لك يا طالب العلم وهو انه قد اورد عليه ان فلانا من اهل العلم ولم يسمى في هذا الاثر كان عنده نوع التباس في الجمع بين قوله تعالى لا تدركه الابصار وبين قوله الى ربها ناظرة فكان منه ان وقف فلم يثبت ولم ينف هنا قال ابن مبارك كلمة حسنة بعد ان جمع بين الدليلين وبين انه لا تعارض بين هذا وهذا وسنتكلم عن قوله تعالى لا تدركه الابصار لاحقا ان شاء الله. المهم انه اشار ها هنا الى لفتة حيث قال للسائل لا تفشي هذا الكلام لا تنتحله الجهمية وهذا فيه درس لنا في ان سقطات اهل العلم او ما اجتهد فيه اهل العلم ما اجتهد فيه اهل العلم فاخطأوا لا ينبغي اشاعته حتى لا يتذرع وحتى لا يتقوى به اهل العلم. اللهم الا في مسألة قد شاعت وداعت هنا لابد من ماذا من البحث والتوجيه والتصويب والتخطئة. اما في مسألة في مسألة مغمورة كان لاحد من اهل العلم اجتهاد فيها. مخالف للصواب فان المنهج الذي علمنا اياه ابن المبارك رحمه الله ها هنا انه لا ينبغي ماذا اشاعته واذاعته حتى لا يتقوى به اهل البدع لان هؤلاء ما اسرعهم الى التقوي بكل اثر يقفون عليه يظنون انه يقوي مذهبهم. والواقع ان منهج القوم كما قد علمنا وذكرت هذا مرات منهجهم منهجهم قائم على انهم يعتقدون ثم يستدلون تستقر العقيدة في قلوبهم بناء على اهوائهم بناء على قواعدهم وقوانينهم ثم بعد ذلك يذهبون يتلقفون ما قد يشهد لهم من هنا وهناك وهذا بخلاف المنهج العلمي الصحيح الذي ينبغي على كل على كل منصف ان يسلكه وهو انه يستدل اولا فيعتقد ثانيا اما الاية الثانية التي استدل بها المؤلف رحمه الله فهي قوله تعالى على الارائك ينظرون وهذه الاية يرى شيخ الاسلام رحمه الله انها دليل على اثبات رؤية الله سبحانه وتعالى وسبقه الى هذا طوائف من اهل العلم واشار الى هذا القول اه بعض المفسرين ومنهم ابن كثير رحمه الله وغيره واختار هذا ايضا من اهل العلم ابن القيم كما في كتابه اغاثة اللهفان. ووجه الدلالة ان الله سبحانه وتعالى بين النعيم الذي فيه اهل الايمان في الجنة. فقال سبحانه ان الابرار ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون تعرف في وجوههم نظرة النعيم وجهه الاستدلال بهذه الاية يتضح لك بضميمة امرين سابق للاية ولاحق لها اما الاول فان الله سبحانه وتعالى قد ذكر قبل هذه الاية بتسع ايات قال سبحانه كلا عن الكفار قال كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم لما جاء السياق الى ذكر ما عليه اهل الايمان قال ماذا على الارائك ينظرون اذا اهل الايمان ينظرون في مقابلة الكفار الذين هم محجوبون اهل الايمان ينظرون في مقابلة الكفار الذين هم محجوبون. لما حجب الكفار عن ربهم نظر المؤمنون الى ربهم والضميمة الثانية ان الله سبحانه وتعالى يقول قال على الارائك ينظرون تعرف في وجوههم نظرة النعيم الا تذكرك هذه الاية بالاية السابقة حيث قال سبحانه ان الابرار نعم قال سبحانه وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة فان قوله تعرف في وجوههم نظرة النعيم قريب في المعنى من قوله وجوه يومئذ ناظرة فكما ان الاية السابقة دلت على ان نظرة الوجوه اثر لرؤية الله سبحانه وتعالى فكذلك هذه الاية بينت ان نظرة وجوههم تعرف في وجوههم نظرة النعيم اثر لماذا للنظر الذي ذكر قبل ذلك وهو النظر الى الله سبحانه وتعالى. هذا وجه اول للاستدلال بهذه اية الوجه الثاني ان يقال ان الله سبحانه وتعالى قال على الارائك ينظرون ولم يذكر الى اي شيء يكون النظر كان ها هنا ماذا ابهام لوقوع النظر يعني الى اي شيء يكون النظر و اهل البلاغة يقولون الابهام يفيد التعميم ماذا الابهام يفيد التعميم بمعنى ان من بلاغة هذه الاية على هذا الوجه انها دلت على ان اهل الايمان في ذلك الموضع العظيم الذي يتنعمون فيه هذا النعيم الكبير. ان الابرار لفي نعيم. على الارائك وهي السرر. ينظرون الى كل نعيم يلتذون برؤيته الى كل نعيم يلتذون برؤيته والسؤال ها هنا ما هو اعظم نعيم يكون لاهل الايمان اليس هو النظر الى الله سبحانه وتعالى اذا من اولى واول ما يدخل في قوله ينظرون النظر الى الله سبحانه وتعالى. وقد اشار ابن القيم رحمه الله وها هنا الى انه قد قصر من قصر النظر الى القصور او الى الولدان او الى الحور وترك ما هو اعظم من هذا بما لا مقارنة فيه. وهو النظر الى الله سبحانه وتعالى. ان كان نظرهم هذا نعيما يلتذون به فاولى واول ما يدخل في ذلك النظر الى الله سبحانه وتعالى. فالاية تدور على اثبات الرؤية لله جل وعلا اما على سبيل التنصيص واما على سبيل العموم اما انها دلت على اثبات الرؤية لله عز وجل حصرا وقصرا واما انها دلت على ثبوت الرؤية جل لله جل وعلا لدخول ذلك في ماذا في العموم الذي ارشدنا اليه هذا الابهام الذي جاء في هذه الاية. قد يقول قائل ولم لا يكون قوله ينظرون من النظر الذي يتعدى بنفسه فيكون بمعنى الانتظار على الارائك ماذا ينتظرون والجواب ان يقال يا من انصف من نفسه الاية تتحدث عن نعيم عظيم. اليس كذلك ان الابرار لفي نعيم وهل في الانتظار من نعيم اي انتظار هذا الذي يكون لاهل الايمان في ذلك المقام حتى يلتذون به والامر كما اسلفت الانتظار الى عكس النعيم اقرب الانتظار الموت الاحمر فالذي لا شك فيه ولا ريب انه لا انتظار في دار القرار بل اي نعيم يتمناه اهل الايمان فانه يحصل لهم مباشرة اذا تمنوا شيئا فانه يأتيهم ويمن الله سبحانه وتعالى به عليهم. والانتظار حينئذ فالقول بان قوله ينظرون يرجع الى معنى الانتظار قول بعيد بالمرة والذي لا شك فيه ان ينظرون يدل على اثبات رؤية الله سبحانه وتعالى كما اسلفت لك الاية الثالثة قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة والزيادة هي رؤية الله سبحانه وتعالى فسر هذا خير مفسر من الناس وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قد ثبت في صحيح مسلم من حديث صهيب بن سنان رضي الله عنه انه روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال اذا دخل اهل الجنة الجنة يقول الله لهم تريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا الم تدخلنا الجنة في كشف الله عز وجل الحجاب فلا يكون شيء احب اليهم من رؤية الله سبحانه وتعالى ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة قال اهل العلم قال سبحانه للذين احسنوا واهل الاحسان في الدنيا عبدوا الله كانهم يرونه رأوا الله عز وجل كانهم يرون الله عز وجل و يتهيأ لهم في قلوبهم بعظمته وكبريائه سبحانه وتعالى فكان جزاء ذلك ان رأوه باعينهم وابصارهم يوم القيامة اذا هذا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وقال به اصحابه من بعده وهكذا اهل العلم ولا تفسير في كلام الناس فوق تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم الاية الرابعة قوله تعالى ولدينا مزيد فان المزيد هو رؤية الله سبحانه وتعالى المزيد كالزيادة كما ان الزيادة هي الرؤية فالمزيد هو الرؤية وهذا تفسير انس رضي الله عنه وقال شيخ الاسلام عنه باسناد صحيح كما انه روي عن علي رضي الله عنه كما انه روي عن جابر رضي الله عنه كما عزاه اليه البغوي في تفسيره كما انه روي عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه كما عزاه اليه ابن القيم رحمه الله في النونية اذا هؤلاء اربعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روي عنهم تفسير قوله ولدينا مزيد بانه رؤية الله سبحانه وتعالى هذه الايات الاربع التي استدل بها المؤلف على اثبات رؤية الله جل وعلا وثمة ايات اخرى دلت على اثبات الرؤية لله عز وجل ومن ذلك ايات اللقاء كقوله تعالى تحيتهم يوم يلقونه سلام وقل مثل هذا في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه فاللقاء يتضمن الرؤية نقل الاجماع على هذا امام العربية ثعلب رحمه الله نقل الاجماع على ان اللقاء لا يكون الا برؤية لا يكون اللقاء الا برؤية وعلى هذا جماعة اهل العلم كما ذكر هذا ابن القيم رحمه الله في النونية ودليل ثان زائد زائد على ما ذكر المؤلف رحمه الله وهو قوله سبحانه وتعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون قال الشافعي رحمه الله في كتابه احكام القرآن لما حجب الكافرين دل على ان المؤمنين يرونه والا لم يكن لذكر الحجاب ها هنا فائدة اذا كان الكل محجوبا عن رؤية الله سبحانه وتعالى. فما فائدة تخصيص الكافرين بذلك. اذا لما كان الكافرون محجوبين عن رؤية الله عز وجل دل هذا على ان اهل الايمان يرونه سبحانه وتعالى ودليل ثالث زائد على ما اورد المؤلف رحمه الله وهو قوله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار فهذا الدليل من عجيب شأنه ان اهل البدع كما سيأتي في الدرس القادم ان شاء الله يستدلون به على نفي الرؤية لله جل وعلا. والحق انه دليل على اثباتها لا على نفيها. ويعجبني في هذا كلمة حسنة نقلها ابن القيم رحمه الله في حاد الارواح عن شيخه ابن تيمية في هذا الموضع الذي نتحدث عنه وهو الاستدلال بقوله لا تدركه الابصار قال انني التزم الا يستدل مبتدع بدليل نقلي على بدعته الا اثبتت ان هذا الدليل يدل على نقيض قوله يقول اي دليل من اية او حديث يستدل بي هذا الدليل المبتدع على بدعة فاني التزم ان اقلب عليه الاستدلال فاجعله دليلا عليه وليس دليلا وليس دليلا له وهذا الموضع سنؤجل الكلام عنه ان شاء الله الى الدرس القادم. بقيت مسألتان يتكلم عنهما اهل العلم اذا وصلوا الى الكلام عن موضوع الرؤية لان عندنا ثلاث مسائل كبرى في هذا الباب باب الرؤية المسألة الكبرى والمسألة الاولى والمسألة التي عليها المعول هي مسألة رؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى في الاخرة وقد قلنا ان الحق الذي لا شك فيه وقامت عليه دلائل الكتاب والسنة والاجماع ان اهل الايمان يرون ربهم سبحانه على في الاخرة في موضعين في عرصات القيامة وفي جنات النعيم والمسألة الثانية والثالثة دون الاولى في الاهمية لكننا نذكرها على سبيل نذكرهما على سبيل الايجاز. المسألة الاولى تتعلق برؤية الكافرين لربهم سبحانه وتعالى في الاخرة. هذه مسألة كثر فيها النزاع لم يعرف النزاع فيها والشقاق فيها بين الناس فانه قد احتد الخلاف فيها في بعض الفترات حتى وصل الامر الى حد التبديع والهجر ولم يعرف هذا النزاع آآ بين الامة فيها الا في آآ او بعد المئة الثالثة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم كما اشار الى هذا شيخ الاسلام في رسالته الى اهل البحرين. المقصود ان الاقوال في هذه المسألة اشهرها ثلاثة الاول ان الكفار لا لا يرون ربهم سبحانه وتعالى في الاخرة مطلقا وهذا القول هو الاشهر عند المتقدمين لاحظ يا رعاك الله انه لا يعرف في كلام الصحابة قول بين في هذه المسألة كما اشار الى هذا شيخ الاسلام ابن تيمية لكن الطبقات التي تلي الصحابة من اهل العلم المتقدمين ظواهر كلام اكثرهم اختيار هذا القول وهو ان الكفار مطلقا لا يرون ربهم والى هذا ميل شيخ الاسلام ابن تيمية القاضي ابي يعلى وجماعة من اهل العلم القول الثاني هو القول بالتفصيل وهو ان من الكفار من يرى ربه ومنهم من لا يرى ربه فالكفار باطنا وظاهرا لا يرون الله عز وجل. الكفار المظهرون لكفرهم لا يرون الله عز وجل اما الكفار باطنا لا ظاهرا وهم المنافقون فانهم يرون الله عز وجل و الذين اثبتوا الرؤيا في هذا القول والقول الاتي يفرقون بين هذه الرؤية والرؤية التي تكون لاهل الايمان يقولون ان هذه الرؤية ان هذه الرؤية رؤية تعريف لا رؤية تنعيم هذه رؤية ماذا تعريف يعرفون ربهم سبحانه وتعالى بهذه الرؤيا لا انهم يتنعمون ويلتذون بهذه الرؤية. رؤية اهل الايمان رؤية يحصل لهم بها نعيم ولذة. كما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمارة عند النسائي وغيره. قال نسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك. المقصود ان هؤلاء يقولون ان المنافقين دون الكافرين الصرحاء. ماذا يرون الله سبحانه وتعالى وهذا القول اختاره ابن خزيمة رحمه الله كما في كتابه التوحيد و اشهر دليل للقول الاول الاية التي مرت كلا انهم عن ربهم يومئذ حنا محجوبون. اما اصحاب هذا القول فانهم استدلوا بما ثبت في الصحيحين واللفظ لمسلم وفيه كلام طويل من حديث ابي سعيد رضي الله عنه. الشاهد منه ان الله سبحانه وتعالى يقول يوم القيامة لتتبع كل امة ما كانت تعبد فيتبع كل من كان يعبد الها ما كان يعبد قال في الحديث ويبقى المؤمنون عفوا قال وتبقى هذه الامة ومعها منافقوها وغبر اهل الكتاب. ثم ذكر في الحديث ان الله سبحانه وتعالى يأتيهم في غير السورة التي يعرفون فيقولون نعوذ بالله منك نحن باقون حتى يأتي ربنا. قال فيأتيهم في الصورة التي يعرفون فينطلقوا فيتبعونه الشاهد انه قد ثبت في هذا الحديث ماذا ان المنافقين كانوا مع هذه الامة وثبت انه ماذا؟ رأوا الله عز وجل في السورة التي هو عليها سبحانه وتعالى وظاهر هذا ان المنافقين قد حصل لهم ما حصل للمؤمنين من هذه الرؤية التي هي رؤية تعريف. ثم يكون ان يكشف الله عز وجل عن ساقه فيسجد المؤمن نون ولا يستطيع المنافقون السجود. هذا دليل القول الثاني وهو دليل وجيه كما ترى. القول الثالث القول بان الرؤية حاصلة للكافرين مطلقا المظهرين والمنافقين وهذا القول اختاره ابن القيم رحمه الله كما في كتابه حادي الارواح و يستدل على هذا بايات اللقاء كقوله تعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه قال واللقاء يتضمن ماذا يتضمن الرؤية والاقوال على كل حال الثلاثة التي ذكرت هي مروية عن الامام احمد وعلى كل منها طائفة من اصحابه وهذه الاقوال الثلاثة لا تخرج عن مذهب اهل السنة والجماعة. هذه المسألة من المسائل العقدية القليلة التي تعددت فيها اقوال اهل السنة والجماعة والسبب في هذا انه ليس ثمة دليل قاطع انما هي اجتهاد لاهل العلم كل رأى ان هذا الدليل اقوى وعلى كل حال المسألة فيها المسألة فيها سعة و لا ينبغي التشديد في مثل هذه المسألة الاجتهادية. المسألة الثانية وبها اختم كلامي ما يتعلق برؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه والحق في هذه المسألة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه عينيه يعني لم يراه ببصره سبق ان قدمت لك ان رؤية الله عز وجل في الدنيا غير حاصلة وغير ممكنة. وهذه المسألة يبحثها اهل العلم في غير النبي صلى الله عليه وسلم فان هذه المسألة قد حصل فيها شيء من النزاع بين اهل العلم بخلاف المسألة الاولى فان جميع الناس لا يمكن ان يروا ربهم سبحانه وتعالى في الدنيا. اما فيما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم فالمسألة فيها بعض النزاع من بعض لاهل العلم وان كان الحق فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه بعيني رأسه. انما كانت رؤيته له رؤية قلبية بل نقل عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله الاجماع على انه لم يرى صلى الله عليه وسلم ربه بعيني رأسه. وشيخ الاسلام رحمه الله يبين ان الخلاف الذي جاء في ظاهره عن الصحابة رضي الله عنهم يرجع في حقيقته الى اتفاق فليس احد من الصحابة لا ابن عباس ولا غيره. قال ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه انما قال انه ماذا رأى ربه ويقابل هذا جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين يقولون انه لم يرى ربه والقولان في الحقيقة مؤتلفان فالذين نفوا الرؤية ارادوا رؤية العين والذين اثبتوا الرؤيا ارادوا الرؤية القلبية وهذا هو الحق كيف والنبي صلى الله عليه وسلم لما سئل هل رأى ربه؟ قال نور انا اراه وقال مرة رأيت نورا. قال ماذا رأيت نورا وهذا النور هو الحجاب الذي احتجب به ربنا سبحانه وتعالى. فالحق هو الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعينه انما ثبتت له الرؤية القلبية هذا والله تعالى وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان