ثم يقال لهم رابعا ان قول الملك او نداء الملك ان الله يأمرك هذا لا يمكن ان يكون من عند الملك بل لا بد ان يكون بامر من الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. امين. قال شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية فقوله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل لادم عليه السلام يا ادم فيقول لبيك وسعديك فينادي بصوت ان الله يأمرك ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار. متفق متفق عليه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا الحديث الذي اورده المؤلف رحمه الله يتعلق باثبات صفة الكلام والنداء وان ندائه سبحانه بصوت هذا الموضوع قد مضى الكلام فيه على وجه التفصيل وتبين لنا المنهج الحق منهج اهل السنة والجماعة في هذا الموضوع الجليل وهو ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويقولون بما دلت عليه ادلة الكتاب والسنة وما اجمع عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ومن بعدهم من سلف هذه الامة وائمتها وهو ان الله جل وعلا يتكلم اذا شاء بما شاء كيف شاء وان كلامه بحرف وصوت ان هذه الصفة صفة ذاتية اختيارية معا فلم يزل الله عز وجل متكلما ولم يكن الله معطلا عن الكمال ثم ابتدأ هذه الصفة وهي صفة اختيارية بالنظر الى احاد الكلام الله عز وجل كلم موسى بعد ان لم يكن مكلما له وكلم محمدا صلى الله عليه وسلم بعد ان لم يكن مكلما له وسيكلم الناس يوم القيامة اذا هذا مجمل معتقد اهل السنة والجماعة وعرفنا طائفة من مقالات المخالفين وشبههم كان الرد عليها بما يسر الله سبحانه وتعالى وهذا الحديث فيه اخبار من النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ونحن نعتقد بل ونقسم ان ما اخبر به صلى الله عليه وسلم سيكون يوم القيامة ينادي الله ادم عليه السلام ينادي الله يقول الله عز وجل يا ادم وهذا فيه اثبات القول لله جل وعلا وقلنا ان الله سبحانه وتعالى قد جاء في الكتاب والسنة اضافة القول والحديث والكلام والنداء والنجاء له سبحانه وتعالى هذا فيه اثبات القول لله جل وعلا وان الله عز وجل يقول اذا شاء وهذا فيه رد على القائلين بان صفة الكلام صفة قديمة بمعنى ان الله جل وعلا تكلم بقلق تكلم بكلام ازلي وليس انه يتكلم اذا شاء هذا الحديث رد صريح على هذا القول ذلكم ان الله عز وجل يقول يوم القيامة هكذا جاء التنصيص عليه في رواية عند البخاري والحديث صريح في هذا ولو لم يأتي هذا اللفظ يقول الله عز وجل يوم القيامة يا ادم فيقول لبيك وسعديك وهذا فيه رد على من زعم ان كلام الله عز وجل هو الكلام النفسي الذي هو معنى قائم بذات الله سبحانه وعرفنا فيما سبق ان هذه بدعة شرعية وبدعة لغوية ايضا هذا القول في غاية الفساد والرد عليه من وجوه كثيرة وقد ابطله شيخ الاسلام ابو العباس رحمه الله من تسعين وجها قال ابن القيم رحمه الله في النونية تسعون وجها بينت بطلانه اعني كلام النفس ذي البطلان ووجه الرد على هذا القول من هذا الحديث ان ادم عليه السلام سمع كلام الله واجابه والمعنى لا يسمع ولا يجاب الكلام النفسي الذي زعموه وهو المعنى القائم بذات الله جل وعلا لا يسمع ولا يجاب وها هنا ادم عليه السلام سمع كلام الله سمع قوله فاجابه لما قال يا ادم قال لبيك وسعديك قال النبي صلى الله عليه وسلم في نادي الله بصوت ان الله يأمرك ان تخرج بعثا من ذريتك الى النار قال ادم عليه السلام وما بعث النار قال من كل الف تسعة وتسع تسعمئة وتسعة وتسعون من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون قال النبي صلى الله عليه وسلم اذ ذاك وحينها يشيب الولدان وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد فاشتد الامر على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتغيرت وجوههم وقالوا يا رسول الله اينا ذاك الواحد يعني ان كان الذي ينجو من النار واحد من كل الف فالغالب الهلاك اينا ذاك الواحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ابشروا فان منكم واحدا ومن يأجوج ومأجوج تسعمئة وتسعة وتسعون الشاهد من ايراد المؤلف رحمه الله هذا الحديث اثبات القول لله عز وجل واثبات النداء واثبات الصوت اما القول فقد مضى واما النداء ولقوله صلى الله عليه وسلم في نادي بصوت والحديث متفق عليه لكن لفظ الصوت انفرد به البخاري رحمه الله ولعلكم تذكرون الكلام الذي مضى عن النداء وعن الصوت فالنداء قد جاء في ادلة عديدة في الكتاب والسنة وذكر ابن القيم رحمه الله ان النداء جاء في القرآن في كم بتسعة مواضع ولعلكم تذكرون اني قلت ان المواظع اكثر من ذلك وقد عددتها فوجدتها ثلاثة عشرة موضع كل ذلك فيه اثبات النداء لله سبحانه وتعالى وكذلك الشأن في الصوت فانه قد جاء فيه عدة احاديث بين صحاح وحساب تثبت ان كلام الله عز وجل بصوت ولعلكم تذكرون ما قال السفاريني رحمه الله من ان الحرف والصوت قد ثبت في كلام الله عز وجل في اكثر من اربعين حديثا بين صحاح وحساب فهذا الحديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم باصح اسناده وفيه اثبات النداء لله جل وعلا وفيه اثبات الصوت وقد علمنا ان النداء لا يكون نداء الا بصوت لان النداء هو الكلام بصوت رفيع اليس كذلك كما قال ابن القيم رحمه الله ايصح في عقل وفي نقل نداء ليس مسموعا لنا باذانه ام اجمع العلماء والعقلاء من اهل اللسان؟ واهل كل لسان ان النداء الصوت الرفيع وضده وهو النجاء كلاهما صوتان والله موصوف بذاك حقيقة هذا الحديث ومحكم القرآن اذا لو لم يرد في هذا الحديث لفظ الصوت فيكفي في اثباته قوله ينادي فما النداء الا الخطاب بصوت الا الخطاب بصوت رفيع لكن هذا الحديث فيه تأكيد لان النداء بصوت وفيه اقامة للحجة فيكون هذا على نحو قول الله عز وجل وكلم الله موسى تكليما فقوله تكليما فيه ماذا تأكيد لكلام الله عز وجل وانه تكلم بهذا حقيقة كذلك انه سبحانه وتعالى ينادي حقيقته. لانه قال في نادي بصوته وقل مثل هذا اعني في اثبات النداء والصوت فيما علق البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه عن عبد الله بن انيس رضي الله عنه قال البخاري رحمه الله ويذكر عن جابر عن عبد الله ابن انيس ان الله تعالى ينادي بصوت ان الله تعالى يوم القيامة ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب انا الملك انا الديان وهذا الحديث وصله البخاري رحمه الله في كتابه اليس كذلك الملائكة لا يفعلون من عند انفسهم وما نتنزل الا بايش الا بامر ربك اذا الملك ما كان لينادي لولا ان الله عز وجل امره بذلك على التسليم تحريفكم الادب المفرد وفي كتابه خلق افعال العباد وكذلك وصله الامام احمد رحمه الله وكذلك وصله آآ ابن خزيمة وكثير من اهل العلم الذين رووا هذا الحديث وهو حديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد احسن ابن القيم رحمه الله كما في مختصر الصواعق في الكلام عن ثبوت هذا الحديث وبين انه حديث حسن جليل المقصود ان ثبوت النداء والصوت في كلام الله عز وجل ان ثبوت النداء وثبوت الصوت لربنا سبحانه وتعالى انه حق لا شك فيه ولا ريب وان ندائه وصوته وكلامه وقوله كبقية صفاته لا يشبه شيء من ذلك صفات المخلوقين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فكما ان الله عز وجل في ذاته لا يماثل المخلوقين فكذلك الله عز وجل في صفاته لا يماثل صفات المخلوقين فلله عز وجل كلام لائق به لا كلام لا ككلام المخلوقين ولله عز وجل نداء لا كنداء المخلوقين وصوت الله عز وجل لا كصوت المخلوقين اذا يجمع اهل السنة والجماعة بين الاثبات والنفي بين قوله ليس كمثله شيء وقوله وهو السميع البصير اهل البدع كعادتهم استشكلوا هذا الحديث الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرروا ابتداء ان النداء لا يجوز ان يضاف الى الله عز وجل. فضلا عن ان يضاف اليه الصوت فقالوا ان هذا لا يصح ان يضاف الى الله عز وجل لانه من سمات المحدثين والصوت ما هو الا الهواء الذي يخرج من الحنجرة وهذا من سمات المخلوقين فينزه الله سبحانه وتعالى عنه قال اهل السنة وماذا تصنعون في هذا الحديث الثابت الصحيح وامثاله قالوا الامر يسير نركب مركبة التأويل ونتجاوز هذا النص كما تجاوزنا امثال وانت مع التأويل لا يستغلق عليك شيء ولا تستشكلوا شيئا قالوا ان قوله في نادي يعني يأمر ملكا فيناديه وقال بعضهم نقول ينادى نروي الحديث ماذا ليس بالياء وانما بالالف المقصورة فينادى بصوته وبالتالي يزول الاشكال اما ان نقول ان الله يأمر ملكا في ناديه او نقول فينادى والجواب عن هذا من عدة وجوه اولا ان رواية الحديث المقطوعة بها والتي لا يعرف انكار لها عند السلف الصالح الذين حملوا هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الرواية كانت بالياء وليس بالالف وان الكلام يضاف الى الله عز وجل فهو المنادي سبحانه وتعالى واما زعمكم ان في الكلام حذفا وان هذا من مجاز الحذف وان الله يأمر مناديا فينادي فهذا اولا لا دليل عليه ولا حاجة اليه ولو انه فتح المجال وفتح الباب لكل احد ان يقدر في ايات الكتاب واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم مشى فانه بالتالي يعود هذا على هذه الشريعة بالنقض والابطال فلا دليل على هذا التقدير والاصل حمل الكلام على ظاهره ومن اتى بخلاف هذا الظاهر كلف الدليل على قوله والا كان مبطلا هذه قاعدة مقررة باتفاق العلماء ثم انه يقال لهم ايضا يقال ثانيا ان النداء صفة كمال لا اشكال فيها بحمد الله وبالتالي فانتم قد ركبتم مركبا من التحريف دون حاجة تدعو الى هذا الامر فالنداء صفة كمال والذي ينادي اكمل ممن لا ينادي لا سيما وان الله تعالى قد ثبت الحديث بان ندائه ليس كنداء المخلوقين المتر الى قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن انيس انما قال انه ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب هذا يدلك على القدر الفارق المميز بين صفة الله وصفة المخلوق بين صوت الله وصوت المخلوق. فليس ثمة مخلوق صوته يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب. انما هذا امر اختصت به صفة الله سبحانه وتعالى فصوت الله عز وجل هو الذي يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ثم يقال لهم ثالثا سلمنا سلمنا لكم جدلا ان المنادي في الحديث انما هو ملك من ملائكة الله عز وجل فماذا انتم قائلون في ايات في كتاب الله صريحة قال جل وعلا واذ نادى ربك موسى ماذا ستقولون في هذه الاية الصريحة ماذا ستقولون في قوله تعالى وناداهما ربهما هل ستقدرون الملك ها هنا ايضا وقل مثل هذا في ادلة عدة في القرآن جاءت صريحة بان الله عز وجل هو الذي ينادي وبالتالي فهذا الحديث لم يخرج عن جملة الادلة الاخرى التي لا تستطيعون لها تحريفا فنقول وهذا فيه اثبات الكلام لله عز وجل لان الامر انما هو كلام الامر انما هو استدعاء الفعل بالقول على سبيل الاستعلاء فعاد الامر الى اثبات الكلام لله سبحانه وتعالى الوجه الخامس ان يقال ان هذا الحديث قد جاء في رواية الترمذي فيناديه ربه والحديث يفسر بعضه بعض الفاظ الحديث يفسر بعضها بعضا وهذا صريح في ان المنادي انما هو الله سبحانه وتعالى ولا يمكن البتة ان يقدر ها هنا ان الملك او ان احدا غير الله عز وجل هو الذي ينادي ايد القوم زعمهم بصحة هذا التأويل بانه قد جاء في الحديث في نادي بصوت ان الله يأمرك ان تخرج بعثا من ذريتك الى النار قالوا هذا او هذه قرينة على ان المنادي غيره لانه قال ان الله يأمرك ولم يقل اني امرك وهذا لا شك انه كلامهم باطل غير صحيح يا لله العجب الا يعقل القوم ان تكلم المتكلم عن نفسه بصيغة الخبر يفيد تفخيم الكلام والاهتمام به الا يفهمون او يعرفون ما قرره البلاغيون في هذا المقام وماذا انتم قائلون في قوله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها ان الله يأمر بالعدل والاحسان اليس ما قبله هو كلام الله؟ وما بعده هو كلام الله. اذا لما جاء او لما جاءت هذه الاية على صيغة الخبر الجواب ان هذا من باب من باب تفخيم الكلام ان الله يأمركم هذا كلام الله عز وجل وليس وليس كلام غيره فالله عز وجل تكلم عن نفسه بصيغة الخبر تفخيما وتعظيما له ولهذا الامر قال ان الله يأمرك ان تخرج بعثا من ذريتك الى النار فتبين لنا اذا ان هذا ما هو الا تحريف للكلم عن مواضعه وان نفي النداء والصوت عن اضافة ذلك الى الله سبحانه وتعالى انه ليس طريقا محمودا بل هذا طريق مذمومة مخالفة لما كان عليه السلف الصالح ومخالفة لظواهر الكتاب والسنة والواجب الوقوف عند حد الوارد والواجب اتباع نهج السلف الصالح ولتعلم يا رعاك الله انه لم يكن احد من السلف الصالح قط ينكر الكلام والنداء والصوت في كلام الله عز وجل حتى نبغت الجهمية ولذلك كان السلف ينسبون الذين ينفون النداء والصوت في كلام الله عز وجل الى الجهمية سئل الامام احمد رحمه الله عن من يقول ان الله تعالى يتكلم بلا صوت فقال هؤلاء الجهمية يدورون على التعطيف هؤلاء الجهمية يدورون على التعطيل وصدق رحمه الله فان نفي الكلام عن الله سبحانه وتعالى لا شك انه ينتهي باصحابه الى التعطيل الى التعطيل الجزئي والى التعطيل الكلي ذلكم ان التعطيل الكلي ان التعطيل الجزئي تعطيل لصفة الكمال الثابتة لله سبحانه وتعالى واما التعطيل الكلي فانه تعطيل لربوبية الله عز وجل ولالوهيته سبحانه وتعالى وهذا الامر قد مضى تفصيله ان كنتم تذكرون حينما تكلمنا عن هذا الموضوع في جملة الايات التي اوردها المؤلف رحمه الله عن صفة الكلام فكلامه من اعظم الادلة على ربوبية الله عز وجل. والله سبحانه يخلق بكلامه انما امرنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون والكلام دليل على انه اله حق وانتفاء الكلام دليل على ان من انتفى عنه ذلك لا يستحق الالهية الم يروا انه لا يكلمهم بالتالي يدور كلام هؤلاء الجهمية على نفي على تعطيل الله سبحانه وتعالى على تعطيله جزئيا وعلى تعطيله كليا والاثار الواردة عن السلف في ذم الذين يسيرون على هذه الطريق بنفي كلام الله عز وجل او بنفي الصوت في كلام الله عز وجل كثير جدا والصواب الحق كما قد علمت والله سبحانه وتعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم ما من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان نعم هذا الحديث ايضا حديث متفق عليه اخرجه الشيخان من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان ترجمان يعني مترجم المترجم هو الذي يعبر عن لغة بلغة ومن يفسر لغة بلغة مترجم عند اهيل اللغة فالمترجم يقال له ترجمان وهذه الكلمة من مثلث الكلام يعني جاء فيها ثلاث او جاء فيها ثلاث ثلاث احوال في النطق ترجمان ترجمان ترجمان واجود ذلك الاول ترجمان بالفتح ثم الضم ويجوز ان تقول ترجمان او ترجمة المقصود ان هذا الحديث دل على ثبوت الكلام لله سبحانه وتعالى ودل على احد نوعي التكليم الذين مضى الكلام عنهما اذ قد علمنا ان تكليم الله عز وجل نوعان تكليم بواسطة وتكليم بلا واسطة التكليم بالواسطة يعني بواسطة ملك الوحي الذي هو جبريل عليه السلام وهناك تكليم منه سبحانه وتعالى بلا واسطة كما كلم الله عز وجل موسى تكليما وكما كلم عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم. لما عرج به الى السماء وكذلك سيكلم الله عز وجل الناس يوم القيامة ما منكم من احد الا سيكلمه ربه لاحظ رعاك الله انه قد اتى ها هنا لفظ يفيد العموم لان قوله ما منكم من احد كلمة احد ها هنا مفرد في سياق النفي وقد علمنا ان المفرد وقد علمنا عفوا انها نكرة في سياق النفي. وقد علمنا ان النكرة في سياق النفي تفيد العموم فكيف وقد سبقت بمن؟ ما منكم من احد ومن في هذا السياق تفيد نصية العموم يعني ان هذا العموم نص لا ظاهر فثبت قطعا ان الله سبحانه وتعالى سيكلم كل واحد من الناس كلاما بلا واسطة يكلمه كفاحا دون ان يكون بينه وبين ربه سبحانه وتعالى دون ان يكون بين العبد وبين ربه من يترجم او يعبر عن هذا الكلام الحديث يدل على عموم هذا الكلام وان كان اللفظ اه يدل على عموم تكليم الله عز وجل لعباده وان كان الخطاب موجها لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لانه قال ما منكم الخطاب وجه الى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن تعلمون انه قد عهد في خطاب الشرع ان يوجه الخطاب الى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمراد عموم الامة الا ما استثناه الدليل وبالتالي فكل المسلمين سيكلمهم الله عز وجل تكليما حقيقيا بلا ترجمان يكون بين الله عز وجل وعبده وبلا حاجب يحجب الله عز وجل عن خلقه هكذا ثبت الحديث كما عند البخاري بلا حاجب يحجبه يبقى البحث ها هنا هل سيكلم الله عز وجل الكفار يعني هل يدخل في هذا الحديث الكفار ايضا هذا محل خلاف بين اهل العلم ذلكم انه قد ذهب طائفة من اهل العلم الى ان الله عز وجل لا يكلم الكفار يوم القيامة وذلك ما نفي في عدة ايات في كتاب الله لا يكلمهم الله وذهبت طائفة اخرى من اهل العلم الى ان الكلام حاصل ايضا للكفار سيكلمهم الله عز وجل وهذا القول لا شك انه ارجح واما ما جاء من نفي الكلام فانه محمول على احد وجهيه الوجه الاول ان يقال انهم سيكلمون كلاما لا على هيئة راحة ونعيم كما يكلم المسلمون انما سيكون كلام تبكيت اه كلام تقريع وبالتالي فيحمل النفي على ما ذكرت لك او وهذا الوجه الثاني يقال ان النفي عائد الى وقت من الاوقات دون وقت اخر يعني ثمة وقت في عرصات القيامة لا يكلم الله فيه الكفار ثم يكلمهم الله سبحانه وتعالى وهذا جواب ارجو ان تتنبه له فانه يحل كثيرا من الاشكالات التي قد تعرض لك يوم القيامة مواقف لا موقف يوم القيامة مواقفه لا موقف وهو زمن طويل جدا وبالتالي فيحمل نص على حال او وقت او موقف ويحمل نص على حال او وقت او موقف والادلة قد جاءت ب ما يثبت ويدل على هذا الحديث وقد جاء ادلة جزئية تفصيلية في تكليم الله عز وجل للناس يوم القيامة سواء كانوا من المؤمنين او كانوا من الكفار فمما ثبت بتكليم الله عز وجل لعباده يوم القيامة تكليمه لانبيائه عليهم الصلاة والسلام ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم كذلك حينما يكلم الله عز وجل عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله كذلك تكليمه سبحانه وتعالى لعبده وقت الحساب حينما يدني ربنا سبحانه عبده اليه ويضع عليه كنفه ويقرره بذنوبه ويقول عملت كذا يوم كذا وكذا عملت كذا يوم كذا وكذا وكل ذلك والعبد يقول اعرف ربي اعرف ربي ومن ذلك ايضا تكليمه سبحانه وتعالى لطائفة من العصاة ومن ذلك تكليمه سبحانه وتعالى للثلاثة الذين هم اول من تسعر بهم النار القارئ والمجاهد والمتصدق وكل ذلك يقول الله عز وجل لهم يقول لاحدهم كذبت انما فعلت كذا ليقال كذا فهذا تكليم منه سبحانه لهؤلاء ومن ذلك ايضا تكريمه سبحانه للناس عفوا تكليمه سبحانه للكفار يوم القيامة ومن ذلك قوله سبحانه ويوم يناديهم فيقول اين شركائه ويوم يناديهم اين شركائي؟ قالوا اذناك ما منا من شهيد اذا هذه ادلة كثيرة تدل على ان الله سبحانه وتعالى سيكلم عباده يوم القيامة تكليما لا لا واسطة فيه يكلم جل وعلا عبده دون ان يكون هناك ترجمان دون ان يكون هناك ترجمان او حاجب يحجبه والمقصود ان هذا الحديث به اثبات الكلام لله سبحانه وتعالى وادلة هذا اكثر من ان تحصر كما ان هذا الحديث فيه رد على القائلين بان صفة الكلام صفة ذاتية قديمة اذ ان هذا الحديث قد اثبت ان الله تعالى سيكلم او سيتكلم يوم القيامة اذا هو يتكلم اذا شاء بما شاء وهذا ظاهر في كتاب الله عز وجل الم يقل الله سبحانه ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث اذا هو تكلم الله عز وجل به حديثا تكلم به بعد ان لم يكن متكلما به. وهذا هو الكمال الكمال ان يتكلم سبحانه وتعالى بما شاء اذا شاء جل وعلا اذا هذا هو الحق الذي لا ريب فيه آآ ما سواه ما هو الا مذاهب ضالة منحرفة عن سبيل الحق تدفع ظواهر نصوص الكتاب والسنة وما مضى عليه سلف الامة باكف التحريف ولا تبالي ان تسلك في ذلك اي مسلك ولو كان ذلك على سبيل التحكم بصفات الله عز وجل تجدهم يتحكمون يقولون هذا يليق بالله وهذا لا يليق بالله. سبحان الله اانتم اعلم ام الله اانتم اعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم اانتم اغير على حرمات الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من اصحابه ثم من التابعين ثم من اتباع التابعين الم يروا هذا الحديث الم يبلغنا اياه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغه من بعده اصحابه وبلغه من بعدهم التابعون وهلم جرا ولا احد منهم تفوه بما تفوهتم به ما احد منهم قال ان النداء والصوت لا يجوز ان ينسب لله عز وجل وانتم لا تدعون فرصة الا وتنبهون على هذا التنبيه. لا يمكن ان تجد معطلا يمر على هذا الحديث الا ويقف عنده وقفة فيحذر وينبه ويقول احذر ان تظن ان الله ينادي حقيقة او ان ندائه بصوت يا لله العجب لو كان هذا حقا لم ما بادر اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما ما بادر اليه السلف الصالح من بعدهم وهم اكمل علما واكمل فصاحة وبيانا واكمل حرصا وشفقة ولما ما اتوا بهذه الترهات التي تفوهتم بها حينما تقولون لا يمكن ان نثبت الصوت لان الصوت صوت مقطوع يخرج من الحنجرة سبحان الله ما هذا الكلام الذي تقشعر منه الجلود افيقال هذا في معرض الكلام عن صفة العظيم الجبار سبحانه وتعالى الذي ليس كمثله شيء اليس يؤكد لك هذا ان القوم في حقيقة الحال مشبهة الا ترى انهم يقيسون الغائب على الشاهد فيجعلون صفة الله عز وجل المضافة اليه في النصوص من جنس صفات المخلوقين سبحان الله العظيم ومن قال لكم ان الحديث قد جاء او ان اهل السنة يقولون ان الله تعالى ينادي كندائه المخلوقين اجاء الحديث وهكذا يا جماعة هل جاء في حديث ابي سعيد السابق في نادي الله بصوت كندائي واصوات المخلوقين او ان كل عاقل منصف مؤمن معظم لله عز وجل يوقن بان الحديث فيه اضافة الصفة الى الله عز وجل وعليه فيكون لها خصائص الخالق جل وعلا يكون لها ما يختص بالخالق جل وعلا من نعوت الجلال والجمال التي لا يشركه فيها احد من المخلوقين اهذا الحق ام لا يا جماعة هذا والله هو الحق ثم انه يقال لهم ان الذي تذكرونه غير مسلم باطلاق حتى عند المخلوقين والحمد لله اننا نعيش في زمان الحجة فيه على هؤلاء المعطلة اقوى اليس نحن نرى ونسمع اجهزة كثيرة يصدر منها كلام وصوت ونداء دون ان يكون لها حنجرة اجيبوا يا جماعة هذا كثير ولا اظن احدا عاقلا ينكر ذلك وهذا مما يؤكد لك ان كلام القوم متهافت فاذا كنا نعقل في المخلوقين ما له صوت ونداء وكلام ليس على ما وصفه من انه آآ صوت مقطوع خارج من الحنجرة آآ كيف تجعلون هذا لازما بنداء الله عز وجل وصوته بدرس امس تذكرون الكلام عن قول جهنم عافاني الله واياكم منها ونسأل الله ان يجيرنا منها حينما قال الله سبحانه وتعالى يوم يوم نقول لجهنم هل امتلأت ماذا فتقول هل من مزيد هل عندكم دليل ان جهنم لها حنجرة حتى يخرج منها هذا القول وانه هواء يخرج من الجو فيصتك وان ذلك يقتضي اسنانا ولسانا وشفتين هل عندكم دليل على ان هذا ثابت في جهنم لو رجعت الى كلام عقلاء هؤلاء لوجدتهم في هذا المقام يتورعون اذا جئتهم الى هذا الموضع وقلت اتثبتون ان جهنم تقول فسيقولون نعم لان مسائل السمعيات عندهم الغالب عليهم فيها التسليم بخلاف ماذا المسائل العقلية التي تتعلق بصفات الله سبحانه وتعالى. مباحث اليوم الاخر يسمونها ماذا سمعية ولذلك يقفون عندها يقفون فيها عند حد الوارد تجد انهم يقولون ان جهنم تقول كثير منهم بل اكثرهم على هذا فنقول هل لزم من هذا ان يكون كلامهم بلسان ان يكون كلامها بلسان وشفتين ولهوات وهواء يصل الى حنجرة ويخرج كما يقولون سيقولون لا هو قول وكلام الله اعلم كيف يكون هذي مسألة غيبية ليس لنا ان نخوض سبحان الله العظيم تورعتم في صفة المخلوق ولم تتورعوا بصفة الخالق يا لله العجب اذا الخلاصة يا ايها الاخوة ان مسلك المتكلمين المعطلة به كثير من ضعف التعظيم لله سبحانه وتعالى والجرأة على كلامه وعلى تحريفه عن وجهه وصدق الجنيد رحمه الله حينما قال اقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب من القلب اقل ما في الكلام يعني في علم الكلام هذا العلم الذي ادى بهم الى ما اداهم اليه قال اقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب من القلب. اسأل الله جل وعلا ان يعافيني واياكم من هذه الاهواء وان يثبتنا على الحق حتى نلقاه ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان