فان الله عز وجل يقرب لكنه قرب يليق به لا كقرب المخلوقين الله عز وجل في ذاته وفي صفاته ليس كالمخلوقين هل تعلم له سم يا ولم يكن له كفوا احد قوله صلى الله عليه وسلم الثابت في صحيح مسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فالعبد اذا قرب فالعبد اذا سجد لله عز وجل فان روحه ونفسه وقلبه على ثبوت صفة القرب وقلت ان هذا الحديث سنؤجل الكلام فيه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونا اقرب الى احدكم من عنق راحلته وقلت اذ ذاك ان الحديث بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلامي رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية ودخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا التنبيه الثاني الذي اراد المؤلف رحمه الله ان ينبه به على ما قد يحصل فيه اشكال عند من لم ينعم النظر في هذا المقام الجليل وهو باب صفات الله سبحانه وتعالى اراد ان ينبه على ضرورة الجمع بين اثبات علو الله سبحانه وقربه جل وعلا صفة العلو مرت بنا وتكرر الكلام فيها كثير صفة القرب مرت بنا عندما سرد المؤلف رحمه الله مجموعة من الاحاديث تذكرون حينما اورد المؤلف رحمه الله ما يدل وانه في كل حال وفي كل وقت لا يزال عليا وان نزل ولا يزال عليا وان قرب ولا يزال عليا وان دنى فان هذا يجب ان تعتقده يا عبد الله تضمن اثبات الصفات الاربع السمع والبصر والمعية والقرب المقصود ان صفة القرب صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى والناظر في ادلة الكتاب والسنة يجد ان القربى جاء في كتاب الله على نوعين قرب العبد من ربه وقرب الرب من عبده القرب جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على ضربيه اولا قرب العبد من ربه والثاني قرب الرب سبحانه من عبده اما الاول وهو قرب العبد من ربه فان هذا القربى جاء على نوعين الاول قرب العبد من ربه بروحه وقلبه قرب العبد من ربه بروحه وقلبه وهذا ما يدل عليه تقرب من الله سبحانه وتعالى وهذا يشعر به الصادقون يشعرون بقرب الله سبحانه وتعالى اذا سجدوا وان كانت اجسادهم في الارض الا ان ارواحهم قد تحركت وصعدت وقربت من الله سبحانه وتعالى اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد النوع ويشهد ايضا لهذا الدليل قوله سبحانه واسجد واقترب واسجد واقترب فهذا ايضا مما يفسد مما يشهد لحديث آآ للحديث السابق وهو اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد اما النوع الثاني فهو قرب العبد من ربه بذاته يقرب العبد الى الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا يقرب عبده اليه اذا شاء وهذا يدل عليه جملة من الادلة ومن ذلك ما جاء في وصف الملائكة وما جاء ايضا في وصف المؤمنين قال ولا الملائكة المقربون فاما ان كان من المقربين فلا شك ان الملائكة المقربين اقرب الى الله سبحانه وتعالى من غيرهم من الملائكة كملائكة السماء السابعة وملائكة السماء السابعة اقرب الى الله عز وجل من ملائكة السماء السادسة وهكذا ويشهد لهذا ايضا ما جاء في حديث المعراج حينما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم الى السماء فانه لما عرج به قرب من الله سبحانه وتعالى فكان قريبا من ربه تبارك وتعالى وقل مثل هذا ايضا فيما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وهو حديث النجوى وفيه ان الله سبحانه يدني المؤمن اليه يضع عليه كنفه ويستره ويقرره بذنوبه المقصود ان الحديث جاء فيه ان الله عز وجل يدني المؤمن اليه والادناء في اللغة هو التقريب فاذا ادناه الله اليه كان كان قريبا من الله سبحانه وتعالى اذا هذا يدلك على ان العبد يقرب الى الله سبحانه اذا قربه الله عز وجل اليه وهذا حق لا شك فيه وكل من يثبت علو الله واستواءه على العرش فانه يقر بهذا التقريب تنبه يا رعاك الله ها هنا الى ان الامرين الى ان الامرين متلازمين وهما قرب العبد من ربه وقرب الرب من عبده فان العبد اذا قرب من الله عز وجل فالله عز وجل قرب اليه فالامران متلازمان ضرورة اي شيئين قرب احدهما من الاخر فان الاخر بالضرورة صار ماذا قريبا منه ادلة قرب العبد من الرب سبحانه تصلح ايضا ادلة على قرب العبد من ربه اما القسم الثاني وهو قرب الرب سبحانه من عبده فانه نوعان قرب صفاته وقرب ذاته قرب صفاته وقرب ذاته اما الاول وهو قرب صفاته فهو نوعان قرب خاص وقرب عام اما القرب الخاص فانه قربه سبحانه من عابده بالاثابة ومن داعيه بالاجابة ومن المحسن بالرحمة ويدل على هذا قول الله سبحانه واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان وكذلك يدل عليه قوله سبحانه وتعالى ان رحمة الله قريب من المحسنين ولاحظ كيف ان خبر ان جاء مذكرا مع ان اسم ان كان ماذا مؤنثا فكأنه قال ان الله قريب برحمته من المحسنين ان الله قريب برحمته من المحسنين ويدل على هذا ايضا اه الحديث الذي سمعته قبل قليل ان الذي تدعونا اقرب الى احدكم من عنق راحلة احدكم والحديث في صحيح مسلم بهذا اللفظ وسيأتي الكلام عنه قريبا ان شاء الله اذا هذا قرب خاص يقرب الله عز وجل برحمته باثابته آآ اثابته اه اجابته ورحمته ممن يشاء سبحانه وتعالى. هذا قرب خاص بالمؤمنين النوع الثاني القرب العام وهذا قرب منه سبحانه وتعالى لعباده بعلمه وقدرته وما الى ذلك من معاني ربوبيته ويدل على هذا قول الله سبحانه ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد فهذه الاية فيها اثبات قرب الله عز وجل من الناس لانه قال ولقد خلقنا الانسان والانسان ها هنا اسم جنس يعم جميع الناس كل البشر يدخلون في هذه الاية ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد فهذا قرب من الله سبحانه وتعالى من عبده بعلمه وقدرته وهذا ما فسر به هذه الاية جماعة من اهل العلم من المتقدمين والمتأخرين فهذا هو تفسير الامام احمد وهذا ايضا تفسير الامام اسحاق ابن راهويه وهذا ايضا تفسير ابي عمر الطلمنكي وهذا ايضا تفسير ابن ابي زيد القيرواني وهذا ايضا هو تفسير الطبري وهذا ايضا هو تفسير ابن رجب وهذا ايضا تفسير جماعة من المتأخرين الشيخ عبد الرحمن السعدي والشيخ الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان وغيرهم من اهل العلم وهو ايظا الذي يفهم من كلام عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كما عند ابي نعيم في الحلية وكذلك يفهم من كلام عمر ابن عبد العزيز رحمه الله وكذلك يفهم من كلام سفيان الثوري وكذلك يفهم من كلام الامام ما لك بن انس الى غيرهم من اهل العلم اذا هذا هو قرب من الله سبحانه وتعالى بعلمه وقدرته من جميع الناس وبعض اهل العلم ذهبوا الى ان هذه الاية القرب فيها لا يدل على ثبوت صفة القرب لله جل وعلا بمعنى انهم منعوا ان تكون هذه الاية من جملة ايات الصفات ورأوا ان القرب ها هنا انما هو قرب ملائكة الله عز وجل وبالتالي فيكون قوله ونحن اقرب اليه على سنن كلام العرب في قول الملكي والمعظم نحن فعلنا كذا والمراد جنوده وخدمه لانه فعلوا بامره هذا ما ذهب اليه شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وكذلك رجحه ابن كثير في تفسيره وغيرهم من اهل العلم والاقرب والله تعالى اعلم هو القول الاول وهو القول المأثور عن عامة المتقدمين وهو ان هذا القرب من الله سبحانه وتعالى وهو قرب علمه جل وعلا ويشهد لهذا الترجيح امران الاول ان قوله او قولهم ان القربى ها هنا هو قرب ملائكة الله جل وعلا نقول الامر محتمل ولو رجعنا الى القرآن لوجدنا ان ذكر هذه الصيغة كثر في القرآن والمراد بها اضافة الفعل الى الله سبحانه وتعالى كقوله تعالى نحن قسمنا بينهم معيشتهم انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون انا نحن نحيي ونميت الى غير ذلك من الايات وحمل هذه الاية على الاحتمال الاكثر ارجح هذا وجه ووجه اخر وهو ان نتأمل في سياق الاية تأمل معي يا رعاك الله يقول الله عز وجل ولقد خلقنا هذه الجملة الاولى والضمير ها هنا عائد الى الله عز وجل باتفاق. ولقد خلقنا الانسانة الجملة الثانية ونعلم ما توسوس به نفسه والضمير ها هنا يعود على من على الله عز وجل اذا فلتكن الجملة الثالثة عائدة الى الله جل وعلا هذه جمل ثلاث متعاقبة فلم هذا التشتيت في الضمائر بدون موجب كما فهمت الجملتين الاوليين فعليك ان تفهم الجملة الثالثة ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه هذا نعلم الثانية ونحن اقرب اليه من حبل الوريد اذا حملها على آآ عودها او عودها عود ضميرها هنا الى الله سبحانه وتعالى لا شك ان هذا هو الاقرب والله عز وجل اعلم قالها اصحاب القول الثاني ان القرب ما جاء في النصوص ان القرب ما جاء في النصوص عاما وانما جاء في النصوص خاصا فنقول وهذه دعوة لا تسلم فان هذه الاية فان هذه الاية التي بين ايدينا دليل على ثبوت القرب العام ويدل على هذا ايضا ادلة نزول الله عز وجل الى سماء الدنيا ونزوله سبحانه وتعالى ايضا يوم القيامة لفصل القضاء فان النزول يستلزم القربى سيمر معنا كل دليل على النزول فهو دليل على القرب فان الله عز وجل اذا نزل اذا شاء سبحانه وتعالى فانه يكون ماذا قريبا الى من نزل اليهم الا ترى معي ان هذا النزول نزول عام يعني اذا نزل الله عز وجل لفصل القضاء الا يكون هذا نزولا عاما لجميع الخلق بحيث يقرب سبحانه وتعالى من جميع الخلق فهذا دليل على ان القرب يكون قربا عاما المقصود ان الكل متفق على اثبات صفة القرب لله جل وعلا ولكن يبقى البحث في دلالة نص معين على اثبات الصفة وهذا مما ينبغي ان يتسع صدر طالب العلم له. واظن ان هذا ما قد اشرنا اليه سابقا الخلاف في دلالة او في دلالة نص ليس خلافا في المدلول بالضرورة يمكن ان يتنازع العلماء في دلالة دليل على مدلول بدلالة دليل معين على مدلول. هل يدل على هذا المعنى او لا يدل عليه هذا امر واقع لا يجحد ولا ينكر ولا يستشكل فما الاشكال؟ ان يحصل نزاع بعض اهل العلم يؤديه اجتهاده الى ان هذا الدليل لا يدل على ثبوت هذا المعنى لكن هذا لا يلزم منه بالضرورة حصول الخلاف في ماذا في المعنى بالمدلول فالقرب ثابت لله عز وجل قطعا. ويبقى البحث هل هذه الاية فيها اثبات القرب لله او اثبات القرب لي الملائكة هذا محله هذا محل خلاف بين اهل العلم فبالتالي متى ما وجدت اجتهادا من اهل العلم ب كوني اية او حديث يدل على اثبات صفة لو نازع في هذا منازع من اهل العلم فان هذا لا يستلزم ان تكون منه منازعة في ثبوت الصفة لان الصفة قد يدل عليها ماذا ادلة اخرى وبالتالي انت عندك منازعة عالم في دلالة دليل واحد وليس عندك انه نازع في ماذا في كل الادلة وبالتالي فالمنازعة في دليل ليست هي المنازعة في ماذا ليست هي المنازعة في المدلول بالضرورة اذا هذا هو النوع الاول وهو قرب الله عز وجل بصفاته وقلنا انه ينقسم الى قرب خاص وقرب عام اما النوع الثاني فهو قرب الله عز وجل بذاته وهذا هو معترك الخلاف بين اهل السنة والاتباع اهل البدعة والتعطيل من الجهمية واتباعهم فان اهل السنة والجماعة الذين شرح الله عز وجل صدورهم لقبول ما جاء في الكتاب والسنة يؤمنون بان الله سبحانه يقرب اذا شاء متى شاء كيف شاء كما اتسعت صدورهم للايمان والقبول بادلة النزول وادلة الاتيان وادلة المجيء لله سبحانه وتعالى. فالباب كله باب واحد فالله عز وجل يفعل ما يشاء اذا شاء كيف شاء سبحانه وتعالى وهذا القرب تدل عليه جملة من الادلة اولا الادلة التي دلت على اسمه تعالى القريب وهذا ما جاء في قوله سبحانه ان ربي قريب مجيب وما جاء في قوله تعالى انه سميع قريب وما جاء في قوله فاني قريب هذه ثلاثة مواضع فيها اثبات اسمه تعالى القريب. وهو من الاسماء الحسنى اثبته لله عز وجل عامة اهل العلم الذين صنفوا او كتبوا في تعداد اسماء الله جل وعلا. وجاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه الذي فيه سرد الاسماء وانت خبير بان هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد له ايضا ما جاء في الصحيح في حديث ابي موسى رضي الله عنه وسيمر معنا ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته هذه رواية مسلم وجاء عند البخاري وعند مسلم ان الذي تدعونا سميع قريب وهذا فيه اثبات اسمه تعالى القريب هذا نوع او هذا اه احد الادلة التي تدل على ثبوت صفة القرب لله جل وعلا ويدل على هذا ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا والحديث متفق عليه من حديث انس ومن حديث ابي هريرة وجاء ايضا نحوه من حديث ابي ذر عند مسلم وفيه قول الله جل وعلا في هذا الحديث القدسي اذا تقرب الي عبدي شبرا تقربت منه ذراعا واذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا فهذا دليل على ثبوت القرب والتقرب من الله سبحانه وتعالى ويدل على هذا ثالثا ادلة دنو الله سبحانه وتعالى وهذه صفة ثابتة لله جل وعلا قريبة في المعنى من صفة القرب فان الدنو في اللغة هو القرب ويدل على هذا ما ثبت في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم ما من يوم اكثر ان يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار من يوم عرفة وانه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة في هذا الحديث اثبات صفتي الدنو من الله سبحانه وتعالى. والدنو هو القرب هذا الدليل ها الثالث الدليل الرابع ادلة الادناء كما مر معنا في حديث ابن عمر السابق ان الله تعالى يدني المؤمن اليه والادناء هو التقريب وقد علمت القاعدة اذا قرب العبد من الله كان الله ماذا قريبا وهذا امر معلوم بالضرورة ويدل على هذا خامسا ادلة النزول فان الادلة قد تواترت قد تواترت كما قد علمت عن النبي صلى الله عليه وسلم باثبات نزول الله سبحانه وتعالى وعلمنا ان النزول جاء على اه انواع في السنة واشهر تلك الانواع نزول الله سبحانه وتعالى الى سماء الدنيا اذا بقي ثلث الليل الاخر وهذا النزول انما هو قرب من الله سبحانه وتعالى. اذا نزل الله عز وجل فانه يكون قريبا جل وعلا من عباده فهذه بعض الادلة التي تدل على اثبات صفة القرب لله سبحانه وتعالى وتنبه يا رعاك الله في هذا المقام الى امر مهم وهو ان اهل السنة والجماعة يثبتون قربا لله جل وعلا لا يماثل قرب المخلوقين مهما وسوس اليك الشيطان وقذف في قلبك شيئا من التشكيك او الاشكال فاقطع عروق التشكيك باية عظيمة في كتاب الله جل وعلا وهي قوله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الله جل وعلا ليس كالمخلوقين لا في الذات ولا في الصفات وبالتالي فلا يستشكل بعد ذلك شيء مما جاء في النصوص فالذي ينبغي على كل مسلم ان يتقبل ما جاء في الادلة بقبول حسن فيذعن ويؤمن ويسلم اذا اخبرنا الله عز وجل عن نفسه واخبرنا عنه رسوله صلى الله عليه وسلم انه يقرب او انه ينزل او انه يأتي او ان له وجها او ان له يدا فكل ذلك يجب عليك ان تؤمن به لان الله اعلم بنفسه ولان نبيه صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق به فاذا ما ثبت ذلك له في الكتاب والسنة لا يسعك يا عبد الله الا الايمان والتسليم والاذعان والقبول قل اانتم اعلم ام الله هذا من الامر المهم الذي ينبغي عليك ان تلاحظه اذا وصلت الى النظر في هذه المسألة وامثالها من مسائل الصفات لعلك تعيد القراءة احسن الله اليكم قال رحمه الله ودخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه. كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. علمت يرعاك الله ان هذا قرب من الله عز وجل بصفاته وهو قرب خاص ولذلك تأملي السياق واذا سألك عبادي عني فاني قريب ثم جاء تفسير هذا القرب في قوله اجيب دعوة الداعي اذا دعان فهذا قربه بماذا قربه سبحانه بالاجابة نعم وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته هذا هو حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه وهو ثابت في الصحيحين واللفظ الذي معنا هو لفظ مسلم مدار الحديث في جميع رواياته على ابي عثمان النهدي عن ابي موسى الاشعري رظي الله عنه وهذه الرواية تفرد بها مسلم جاءت في رواية خالد الحداء عن ابي عثمان النهدي عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه وثمة الفاظ اخرى ثابتة في البخاري وكذلك ثابتة في مسلم ومنها قوله صلى الله عليه وسلم يرحمك الله ان الذي تدعونا سميع بصير او انكم تدعون سميعا بصيرا وجاء ايضا انكم تدعون سميعا قريبا وجاء ايضا انكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم وجاء ايضا ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلة احدكم. وهذه الرواية كما ذكرت لك في صحيح مسلم فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته في تفسير هذا الحديث اقوال ثلاثة والذي يبدو والله تعالى اعلم ان هذه الاقوال ليست متعارضة بل يمكن القول بانها جميعا حق ولا تناقض بينها ولا تعارظ اولا وهو ما يقوله اكثر الشراح يقولون ان هذا القرب هو قرب هو قربه سبحانه بعلمه وقدرته ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته هذا قربه بعلمه وقدرته سبحانه وتعالى يشهد لهذا ما جاء في الرواية الاخرى والروايات يفسر بعضها بعضا ذلكم ان القصة واحدة فان النبي صلى الله عليه وسلم انما قال هذا الحديث مرة واحدة لان القصة واحدة اينما كانوا مسافرين او في سفر اه كان الصحابة في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم فرفعوا اصواتهم بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس اربعوا على انفسكم انكم لا تدعون اصم ولا غائبا انكم تدعون سميعا بصيرا او قال سميعا قريبا وهو معكم او قال ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلة احدكم اذا هذه الروايات يفسر بعضها بعضا فيكون هذا القرب من الله سبحانه وتعالى هو قرب علمه وقرب قدرته سبحانه وتعالى او سمعه وبصره وكل ذلك راجع الى اثبات المعية العامة ويشهد لهذا ايضا ما جاء في رواية من روايات الحديث وفيها وهو معكم وهو معكم اذا تفسير هذا الحديث على هذا القول يرجع الى معنى المعية ها العامة التفسير الثاني يرجع الى معنى المعية الخاصة فانهم فسروا الحديث بقرب اجابته سبحانه وتعالى وقرب رحمته قالوا هذه هي المعية التي جاءت في هذا الحديث في قوله وهو معكم ويشهد لهذا ما ثبت في البخاري ومر بنا في درس البارحة من اه الحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي وانا معه ها اذا ذكرني فهذه معية خاصة وعلى كل حال المعيتان لا تتعارضان فاننا اذا قلنا هي المعية الخاصة فالمعنى انها تتضمن المعية العامة هو زيادة اذا قلنا المعية الخاصة لا يعني ان الله عز وجل ليس بعالم ولا سميع ولا قريب بعباده اليس كذا ليس سميعا ولا بصيرا بعباده؟ لا يعني هذا بل اننا نريد انه مع علمه وبصره واحاطته وقدرته هو ايضا ماذا هو مع عباده الذين شاء سبحانه ان يكون معهم هذه المعية بتوفيقه وتسديده ورحمته الى اخره المعنى الثالث هو ان هذا الحديث يدل على ان العبد اذا ذكر الله سبحانه وتعالى فانه يقرب الى الله عز وجل وهذا يقرب فهم معناه قول النبي صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وقد علمنا انه اذا قرب من الله عز وجل كان الله قريبا منه وعليه فاذا دعا العبد ربه وذكره قربت روحه من الله عز وجل فكان الله قريبا منه فهمنا يا جماعة وهذه المعاني الثلاثة كلها حق ولا تعارض بينها بحمد الله عز وجل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوتي. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته يعني في جميع صفاته كما انه ليس كمثله شيء في ذاته فانه ليس كمثله شيء في صفاته والقول بالصفات كالقول في الذات يحذو حذوه فمهما كنت مسلما ومؤمنا بان الله سبحانه وتعالى في ذاته ليس كشيء من خلقه فان عليك ايضا ان تسلم وتؤمن بانه سبحانه في صفاته ليس كشيء من خلقه وان كان اصل المعنى معلوما وان كان ثمة قدر مشترك في اصل الوصف بين الخالق والمخلوق فان هذا مع ثبوته ثمة قدر مميز فارق تتميز صفة الله سبحانه وتعالى عن صفة المخلوقين آآ به وبالتالي فلا تماثلا وان كان ثمة آآ اشتراك في اصل الوصف والامر واضح بحمد الله عز وجل وسبق الكلام عنه غير مرة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه. هذه كلمة جيدة اعدها واحفظوها نعم فانه فانه سبحانه ليس كمثله شيء الجملة الاخيرة. وهو علي في دنوه قريب في علوه. علي في دنوه قريب في علوه لا تناقضا ولا تعارض بين اثبات علو الله سبحانه واثبات قربه جل وعلا او معيته كل ذلك حق وكل ذلك مما يجب الايمان به انما يقع الاستشكال في نفسي من كان في نفسه مرض التشبيه من شبه الله عز وجل بخلقه وقاسه على خلقه تعالى الله عن ذلك فانه هو الذي يستشكل. يقول كيف؟ كيف يكون عليا مع كونه ماذا قريبا كيف يكون فوق خلقه؟ وهو يدنو اليهم والجواب عن هذا ان يقال لهذا الانسان اثبت اولا ان الله سبحانه ليس كمثله شيء الاشكال الذي ورد عليك سببه هذا القياس الفاسد حيث انه وقر في قلبك ان الله عز وجل في ذاته وصفاته كالمخلوقين وبالتالي فالشيء الذي يستبعد في المخلوق تستبعده في حق الله عز وجل وهذا لا شك انه باطل هذا امر فاسد لا شك في فساده ولا يكون في نفسي من عظم الله عز وجل حق تعظيمه هذا الذي تستشكله يتعلق بالمخلوقين اما الله عز وجل فان شأنه شأن اخر الله اعظم مما تتخيل في في نفسك يا عبد الله فاذا اخبر عن نفسه بانه عال على الخلق لان الله عز وجل ليس كمثله شيء فلا تعارض بين اثبات العلو والقرب او اثبات الفوقية والدنو. فالله عز وجل قد جمع بينهما وعلى العبد ان يؤمن ويسلم بما اخبر الله عز وجل اذا الخلاصة التي نريد ان نصل اليها عليك يا رعاك الله ان تلاحظ في هذا الباب امرين الاول ان قرب الله عز وجل قرب يليق به الله اعلم بكيفيته على حد قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الامر الثاني انه لا تعارض ولا تناقض بين اثبات العلو والقرب بين اثبات الفوقية والذنوب من الله سبحانه وتعالى فالعلو صفة ذاتية لله عز وجل فهو لم يزل ولا يزال عليا ويستحيل ان يكون غير ذلك بل لا يزال عليا تبارك وتعالى ثم ان كونه مع ذلك يقرب من عباده اذا شاء هذا لا هذا لا يخالف ولا يعارض ما اثبت عن نفسه سبحانه وتعالى بان له العلو وبان له الفوقية ومهما استشكلت من ذلك شيئا فعد بقلبك اه الى قوله تعالى ليس كمثله شيء يزول عنك هذا الاشكال والله عز وجل اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان