كانت كلماتي معدودة ثم نزل على المنبر قال رحمه الله يا ايها الناس ان الله تعالى خلق الخلق ثم ارقدهم ثم يبعثهم من رقدتهم فاما الى جنة واما الى نار بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك عليه ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم افني شيخنا وان سحر وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت ومن الايمان باليوم الاخر الايمان لكم ومن الايمان باليوم الاخر ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت. فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فبعد ان قضى المؤلف رحمه الله ما اراد ايراده من مباحث الايمان بالله وخص المؤلف رحمه الله من تلك المباحث ما يتعلق باسماء الله وصفاته عطف على ما سبق الايمان باليوم الاخر والايمان باليوم الاخر قرين الايمان بالله في كتاب الله فان الله جل وعلا قد قرن بين الايمانين في واحد وعشرين موضعا في القرآن فشأن الايمان باليوم الاخر شأن عظيم كيف لا وهو ركن من اركان الايمان كما دل على هذا حديث جبريل عليه السلام فمن لم يؤمن باليوم الآخر تلا ايمان له ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا الايمان باليوم الاخر هو العاصمون بتوفيق الله عز وجل مع الايمان بالله من الوقوع فيما حرم الله والسعيد هو الذي لا يزال يتذكر ذلك اليوم العظيم والشقي هو الذي ينسى ويغفل عن ذلك اليوم العظيم من اعظم نعم الله على العبد ان لا يزال متذكرا ذلك اليوم ولذا امتن الله عز وجل على خيار خلق الله وهم الانبياء بهذه النعمة الكبرى الا وهي تذكر الدار الاخرة قال سبحانه واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار قال عمرو ابن دينار رحمه الله خصهم الله عز وجل بان اخرج حب الدنيا من قلوبهم وجعل فيها تذكر الاخرة وقال قتادة رحمه الله خصهم الله عز وجل بان لا يزالوا يذكرون الناس بالدار الاخرة والامران متلازمان اذا التوفيق كل التوفيق ان لا يزال الانسان متذكرا هذه الدار عملا لها فان من كان كذلك استقامت حاله فاستقام مآله فالموفق هو الذي يجاهد نفسه على تذكر الاخرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصينا بذلك وباسباب ذلك قال عليه الصلاة والسلام كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تذكركم الاخرة متى ما تذكر الانسان الاخرة ادى حق الله وادى حق الناس وكان مستعدا للقاء الله اما الغافل فانه في منأى عن ذلك الذي يظن ان هذه الحياة هي المستقرة هذا مسكين قاتل عن الحقيقة العظيمة وهي ان هذه الحياة انما هي معبر لا مستقر قال عليه الصلاة والسلام ما لي وللدنيا انما انا راكب انما انا كراكب استظل في يوم صائف تحت ظل شجرة ساعة ثم قام فتركها هذه حقيقة الحياة مدة قصيرة بل هي قصيرة جدا اذا ما قورنت بالدار الاخرة الى ما قوردت بالحيوان بالحياة الحقيقية وهي دار الاخرة اذا ما قارنت بين هذه وهذه تبينت لك الحقيقة وان هذه الدنيا ممر يزرع فيه الانسان ليرى بعد ذلك عمله يومئذ يصبر الناس اشتاتا لاي شيء ليروا اعمالهم ستر عملك ماثلا امامك الموت ومن ثم الانتقال الى تلك الدار حقيقة يدركها كل مسلم ويعتقدها كل مؤمن لكن العجب كل العجب في ان القلوب موقنة والاعمال في المكذبات وهذه والله مصيبة كبرى نشكو الى الله عز وجل حالنا فيها الى الله نشكو قسوة في قلوبنا وفي كل يوم واعظ الموت يندب قال بعض السلف ما رأيت حقا اشبه بباطل من الموت الكل مقر بانه سيموت سيهلك سينتقل من هذه الدار ستنتهي هذه الحياة مسلم وكافر طائع وعاص صغير وكبير الكل متفق على هذه الحقيقة لكن اذا نظرنا الى اعمالنا وجدنا انها كالمكذبة خطب عمر ابن عبد العزيز كما في الحلية لابي نعيم خطب خطبة وجيزة بليغة والله ان كنا مصدقين بهذا انا لحمقى وان كنا مكذبين بهذا انا لهلكى ان كنا مكذبين بهذا نحن هالكون لا محالة وان كنا مصدقين وهذه اعمالنا وهذه احوالنا انا لحمقى نعلم ان الحياة ستنتهي عن قريب ونرى الناس حولنا يتخطفون ومع ذلك لا نستعد لذلك المصرع ولا نأخذ الاهبة بذلك الانتقال هكذا حال اهل الحماقة وكل الناس كذلك الا من رحم الله عز وجل الا من اخلصهم الله بذكرى الداخل الموت حقيقة كل الناس سيصلون اليها وسيشربون من كأسها كل نفس ذائقة الموت قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم والموت فاذكره وما وراءه فمنه ما لاحد براءة وانه للفيصل الذي به ينكشف الحال فلا يشتبه فالقبر روضة من الجنان او حفرة من حفر النيران ان يك خيرا فالذي من بعده اكرم عند ربنا لعبده وان يكن شرا فما بعد اشد ويل لعبد عن سبيل الله صدق الموت سندركه سيكون بعده انكشاف الحقيقة سيكون لنا حين ذاك عين اليقين نرى فيها كل شيء وكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حبيب و الايمان باليوم الاخر يتضمن ثلاثة موضوعات رئيسة الموضوع الاول البرزخ وهو الحياة التي تفصل بين هذه الحياة الدنيا وبين القيامة وتبدأ من خروج الروح والى ما قبل نفس السور نفخة البعث والموضوع الثاني يوم القيامة تلك المواقف العظيمة التي ستكون في ذلك اليوم العظيم وهذا الموضوع يبدأ من البعث والى دخول الجنة والنار والموضوع الثالث الجنة والنار وما فيهما هذه الامور الثلاثة تلخص لك الايمان باليوم الاخر وفي ضمن كل مبحث من هذه المباحث مسائل كثيرة والواجب على كل عبد مسلم ان يؤمن ويصدقه ويعتقد ويوقن بكل ما اخبر به الله سبحانه وما اخبر به نبيه صلى الله عليه وسلم مما يدخل في هذه الامور جميعا كل من بلغه خبر عن الله او عن رسوله صلى الله عليه وسلم يتعلق بهذا الامر الغيبي وهو اليوم الاخر وما يكون فيه وما يتصل به فانه يجب عليه وجوبا عينيا ان يؤمن ويصدق والمؤلف رحمه الله تناول ما يتعلق بمباحث البرزخ و ملخصها امران فتنة القبر وعذاب القبر ونعيمه ثم ذكر ما يتعلق بمواقف القيامة فذكر نحو عشرة مباحث سيأتي عليها الكلام بالتفصيل ان شاء الله تعالى وان كان كلام المؤلف فيها كلاما مختصرا اما ما يتعلق بي الموضوع الاول وهو الحياة البرزخية فقد قلت لك انه يتضمن امرين الايمان بفتنة القبر والايمان بعذاب القبر ونعيمه اما الموضوع الاول فان فتنة القبر تكون عقيد الموت وهذا نستدعي ان نعرف اموره اولا ما الموت الموت مفارقة الروح للبدن والروح شيء مخلوق خلقه الله سبحانه وتعالى و يحل ويتصل بالبدن وبذا تكون حياة البدن وبمفارقته للبدن يكون موت البدن وجعل الله عز وجل لهذا الشيء صفات اخبرنا ببعضها من ذلك ان هذه الروح تصعد وتهبط وتنعم او تعذب الى غير ذلك مما جاء في الكتاب والسنة هذا القدر الذي علمناه في شأن هذا المخلوق وما عدا ذلك فمطوي عنا علمه ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا والروح لا تموت ولا تفنى خلقها الله عز وجل للبقاء لا للفناء فان موت الانسان انما هو انتقاء انما هو مفارقة لروحه عن بدنه ثم تنتقل الروح الى احوال اخرى وها هنا تنبه يا رعاك الله الى مسألة مهمة تحتاج الى معرفتها ونحتاج الى فهمها في درسنا وهي ان للروح بالبدن تعلقات خمسة كل واحد من هذه التعلقات له احكامه وله خصائصه كل واحد من هذه التعلقات له احكامه وله خصائصه وما اكثر ما يكون الخطأ حينما يغفل عن هذا الامر وان ثمة تعلقات مختلفة فمن جعلها شيئا واحدا واجرى عليها حكما واحدا فانه يقترب عليه الامر فيقع في الغلط التعلق الاول تعلق الروح بالبدن حال كون الانسان جنينا في بطن امه فانه قد ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الحديث المعروف بحديث الصادق المصدوق ان الجنين اذا مضى عليه في بطن امه مئة وعشرون يوما يرسل اليه الملك بامر الله فينفخ فيه الروح اذا هذا هو التعلق الاول التعلق الثاني تعلق الروح بالبدن اذا خرج الانسان من بطن امه وهذا هو التعلق الذي يرتبط به التكليف التعلق الثالث تعلق الروح بالبدن حال كون الانسان نائما فانه في هذه الحالة تكون الروح متصلة بالبدن من وجه ومنفصلة عنه من وجه اخر لده كان النوم موتة صغرى التعلق الرابع تعلق الروح بالبدن في البرزخ والبرزخ كما قد علمت هو تلك الحياة التي تفصل بين الحياة الدنيا وقيام الساعة سميت برزخية سميت حياة برزخية لان البرزخ هو الحائل الحاجز بين الشيئين بينهما برزخ لا يبغيان وهذا هو التعلق الذي ترتبط به مسائل البرزخ من فتنة القبر وعذابه ونعيمه التعلق الخامس تعلق الروح بالبدن عند البعث وهذا اكمل التعلقات لانه يرتبط به الحياة الابدية اما في نعيم واما في عذاب اذا الموت هو مفارقة الروح للبدن وهذا الموت وكل الله عز وجل به ملكا مختصا به وله اعوان يعاونونه قال سبحانه قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم وشاع عند كثير من الناس ان اسمه عزرائيل ولم يثبت في هذا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقلت ان له اعوانا من الملائكة يعينونه كما قال سبحانه توفته رسلنا وغير ذلك من النصوص اذا قبض ملك الموت روح الانسان فان الذي يتولى هذه الروح من بعده اما ملائكة الرحمة واما ملائكة العذاب بحسب حاله كما جاء ذلك في حديث البراء مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم الموت كما قد علمنا حق لكن الانسان لا يدري متى يأتي فلا يعلم وقته ولا يعلم مكانه لكن الله عز وجل عليم بذلك الله سبحانه يعلم متى يموت الانسان واين يموت و قال سبحانه وما كان لنفسي ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا ذلك معلوم عند الله بل مكتوب عند الله و اذا مات الانسان انتقلت روحه الى هذه الحياة البرزخية فانه ترتفع روحه الى السماء وتفتح له ابواب السماء ان كان من اهل الايمان والعكس بالعكس ثم تعاد روحه في جسده في قبره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البراء فتعاد روحه في بدنه وهذه هي الحياة البرزخية التي اسلفت ذكرها واذا دخل الانسان قبره كان ثمة شيء من المصاعب العظيمة وهو شيء اخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم وان كل احد سيناله الا وهو ضمة القبر وان شئت فقل ضغطة القبر فانه قد ثبت في المسند وغيره من طرق عدة قواها الذهبي والعراقي وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان للقبر ضغطة لو نجا منها احد لنجا منها سعد بن معاذ وعند الطبراني وصححه الحافظ ابن حجر رحمه الله انه صلى الله عليه وسلم صلى على ميت ثم دفن ثم قال ان للقبر ضمة لو نجا منها احد لنجا منها هذا الصبي هذه الضمة تكون للمؤمن ضمة مؤقتة ولكنها للكافر عياذا بالله ضمة مستمرة كما جاء في حديث البراء يضيق عليه قبره حتى تختلف اضلاعه و هذا الذي يكون في القبر حق لا شك فيه حينما نقول انه يضل عليه قبره او يضغط في ذلك القبر او انه يشتد الحال على الكافر عياذا بالله حتى تختلف اضلاعه هذا ورب السماء حق يجب ان يوقن به المسلم لان الذي اخبرنا بذلك نبينا الكريم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم لكن بعض الناس لفرط جهله وظعف ايمانه او عدم ايمانه يقيس الغائب على الشاهد فيقول انى يكون ذلك قد فتحنا القبور عقب دفن اصحابها فما وجدنا شيئا من ذلك يا عبد الله قلنا قبل قليل هذا تعلق اخر وهذه حياة اخرى الله اعلم بكيفيتها وما ذهب واحد من بني البشر الى تلك الحياة ثم عاد واخبرنا كيف يكون ذلك وليس لنا ان نكذب بما لم نحط بعلمه بل الواجب الايمان بالغيب فان الايمان بالغيب حد فاصل بين اهل الايمان واهل الكفر الذين يؤمنون بالغيب هذه اولى علاماته اذا كل ما سيمر معنا وكل ما ستسمعه وكل ما سيمر بك مما جاء في ادلة الكتاب والسنة مما يكون في البرزخ او بعد ذلك هذا كله يرتبط بحياة اخرى ليست هي الحياة المشهودة ليست هي الحياة التي تعهدها وبالتالي عليك الايمان والتسليم والله عز وجل من رحمته جعل لنا في هذه الدنيا شيئا يسهل لنا الايمان بذلك الامر العظيم الا وهو ما يكون عند الانسان حال النوم اليست هذه حالة مختلفة عن حال الاستيقاظ فان الروح يحصل لها نوع انفصال عن البدن ولذلك يحصل لها امور ربما يرى الانسان ما يصلحه فيقوم وهو سعيد ربما يقوم وهو يضحك وربما يرى ما يسوؤه فيقوم وهو متضايق وربما يقوم وهو يبكي هذا كله من تعلق الروح بشيء اخر يختلف عما عهد في حال الاستيقاظ فاذا كان ذلك كذلك وادركناه نحن في نفسنا وفي غيرنا ونحن في هذه الدنيا فاي شيء يشكل بعد ذلك بالايمان بما يكون بعد الموت وذلك قد اخبر الله عز وجل به واخبر به الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم المقصود ان مما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل مما جاء في كتاب الله عز وجل فتنة القبر فتنة القبر هو اه هي السؤال والامتحان للميت في قبره ونحن نقول في قبره لان الغالب على الناس ان يقبروا والا فالامتحان حاصر وما بعده من نعيم او عذاب انما يحصل على الانسان في كل حال ولو انه ذرة في الهواء ولو انه غرق في البحار ففي اي حال من الاحوال فالله عز وجل قادر على ان يحصل له ما يحصل من فتنة او عذاب او نعيم الفتنة هي الامتحان والاختبار والسؤال الذي يكون للميت وذلك ان الميت اذا مات فانه تعاد روحه في بدنه وانه ليسمع قرع نعال اصحابه بعد ان يدفنوه ثم يرحل عنه ويأتيه ملكان هذان الملكان موكلان بالفتنة وجاءت تسميتهما ووصفهما عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي هريرة رضي الله عند الترمذي وغيره قال فيأتيه ملكان اسودان ازرقان يقال لاحدهما المنكر وللآخر النفير المنكر والنكير وجاء عند الطبراني بالتنكير منكر ونكير وكلاهما واقع في لسان السلف ان سمي بالمنكر والنكير او منكر ونكير كلاهما حق و انتبه الى ان النطق منكر وبعض الناس ينطق ذلك منكر وهذا غلط ولست وليس في هذا من خلاف بين اهل العلم كما حكى هذا السيوطي رحمه الله المقصود ان هذين الملكين الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة اسودان ازرقان احدهما المنكر والاخر المكيل يأتيان العبد فيقعدانه وهذا كما ذكرنا يتعلق بحياة اخرى الله اعلم بكيفيته فينتهرانه اذا المسألة فيها صعوبة وفيها شدة قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين انه قد اوحي اليه انكم تفتنون في قبوركم مثل او قريبا من فتنة الدجال فتنة الدجال في الفتنة العظيمة العصيبة فتنة الانسان في قبره مثل تلك الفتنة او قريبة منها ثم يسألانه وجل الاحاديث فيها ان السؤال يرجع الى ثلاثة اسئلة يرجع الى ثلاث اسئلة يسأل العبد عن ربه وعن دين وعن نبيه صلى الله عليه وسلم وجاء في بعض الاحاديث ما فيه انتقاص او زيادة على ذلك وهذا مرجعه عند اهل العلم اما الى اختلاف احوال الناس فمن الناس من يسأل هذه المسائل الثلاث ومنهم من يزاد عليه ومنهم من ينقص وبعض اهل العلم ذهب الى ان هذا الاختلاف راجع الى اختصار او اه تصرف بعض الرواد بعض الرواة في الروايات المقصود ان جل الاحاديث تدور على ان الانسان يسأل عن هذه الاصول الثلاثة من ربك وما دينك وماذا كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم الا وهو محمد صلى الله عليه وسلم وبحسب ثبات الانسان على هذه الاصول في الدنيا يكون ثباته في تلك الفتنة قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ان الميت اذا اخبر فتي فشأن المؤمن اذا اقبر اوتي فشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله كذلك قوله يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة تثبيت الله عز وجل للمؤمن في هذه الدنيا هو ان يعيش على الايمان ويموت على الايمان وفي الاخرة هو تثبيت الله سبحانه العبد المؤمن عند هذه الفتنة العظيمة وهي فتنة في القبر المؤمن يوفق ويسدد يلهمه الله سبحانه الجواب السديد لانه كان على هذا الايمان في الدنيا جزاؤه على ثباته في الدنيا ان يثبته الله عز وجل في تلك اللحظات العصيبة فيقول ربي الله ويقول ديني الاسلام ويقول هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ينادي مناد ان صدق عبدي ثم يفرش له من الجنة ويفتح له باب من الجنة فيأتيه من روحها وريحانها ويقول له ايضا ان يرى مقعده من النار لو كان خالف الحق وخذل عن الصواب يرى هذا المقعد ويقال له هذا مقعدك من النار ابدلك الله به مقعدا في الجنة وهذا من مزيد نعمة الله عز وجل على عبده ويأتيه عمله الصالح يؤنسه في قبره في احسن صورة يأتيه في سورة رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول من انت وجهك الذي يأتي بالخير فيقول انا عملك الصالح ثم يأتيه بعد ذلك ما يأتيه من نعم الله ورحماته وافضاله فيقول في نعيم القبر ويوسع عليه هذا القبر حتى يكون مد بصره هذه حل اهل الايمان هذه حال اهل الثبات اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم الثابتين على الحق والهدى والايمان في هذه الحياة وفي الاخرة اما الكافر والمنافق فان حاله على الضد نسأل الله السلامة والعافية فانه اذا اتاه الملكان فسألاه عن هذه المسائل الثلاث فان النتيجة ان يقول في كل مرة ها ها لا ادري وهذه كلمة تدل على مزيد التوجع والخوف والهلع الذي هو عليه ها لا ادري اصيب بخوف وهلع ودهشة عظيمة او كان عليه ستر عظيم ومشقة كبرى حتى ان لسانه لا يطاوعه ها ها لا ادري فيقال له يا دريت ولا تليت قال انس رضي الله عنه كما عند البخاري من حديث من حديث رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا قال لا ادري كما في رواية البخاري قال فيضرب بمطرقة بين اذنيه يضرب بمطرقة بين اذنيه فيصيح صيحة يسمعها كل من يليه الا الثقلين نسأل الله السلامة والعافية ويكون ايضا ان يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه ويكون ايضا ان يرى مقعده من الجنة لو كان امن حتى يزداد حسرة وبؤسا زيادة في مكانه عياذا بالله ويقال هذا مقعدك من الجنة. ابتلاك الله به مقعدا من النار ويكون ايضا ان يفتح له ان يفتح له باب الى النار فيأتيه من حدها وسمومها نسأل الله السلامة والعافية ويكون ايضا ان يأتيه رجل قبيح الوجه قبيح ممتل الريح فيقول من انت فوجهك الذي يأتي بالشر فيقول انا عملك السيء تحت فيقول وفينها ربي يعتقني السائل المقصود ان هذه هي فتنة القبر تلك الحقيقة العظيمة التي ورب السماء سيلاقيها كل واحد منا وليس بيننا وبينها الا ان تخرج هذه الروح من البدن تخرج الروح من البدن ايدرك حينئذ حينئذ الانسان هذه الحقيقة اين اليقين يتعلق بموضوع الفتنة مسائل عند اهل العلم من تلك المسائل ان هذه الفتنة واقعة لكل احد الا من استثني والذين جاء في حقهم الاستثناء هم اولا الشهيد من مات في سبيل الله فان الله عز وجل يمن عليه بان يقيه من يقيه من فتنة القبر عند النسائي باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما بال الشهيد لا يفتن في قبره فقال صلى الله عليه وسلم كفى ببارقة السيف على رأسه فتنة ايضا ممن لا يفتن في قبره من مات مرابطا في سبيل الله ففي صحيح مسلم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون لمن يموت مرابطا؟ قال وامن الفتان يعني فتان القبر ايضا جاء في من لا يفتن في قبره حديث عند احمد والترمذي وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ما من مسلم يموت يوم الجمعة او ليلة الجمعة الا وقاه الله فتنة القبر وهذا الحديث ضعفه بعض اهل العلم وقال الشيخ ناصر الالباني رحمه الله في احكام الجنائز انه حسن او صحيح والله عز وجل اعلم ايضا ممن لا يفتن في قبره الانبياء عليهم الصلاة والسلام فهم ارفع حالا من الشهداء ولا شك ثم ان النبي مسئول عنه فلا يكون هو مسؤولا والصحيح عند اهل العلم ان الكافر المظهر لكفره يفتن في قبره وهذا الذي عليه جماهير اهل العلم خلافا لابن عبدالبر وطائفة من اهل العلم رحمة الله عليهم الذين ذهبوا ان الذين ذهبوا الى ان الفتنة انما تتعلق بالمظهر للاسلام وهما المسلم والمنافق اما الكافر فانه يعذب مباشرة دون ان يفتن لكن هذا غير صحيح والرواية جاءت صحيحة صحيحة في حديث البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال واما الكافر والمنافق والواو ها هنا تقتضي المغايرة ايضا من المسائل المتعلقة بهذا الموضوع ان العلماء اختلفوا في الصغير والمجنون هل يفتنان في القبر ام لا قال بعض اهل العلم انهما لا يفتنان لان الفتنة فرع عن التكليف ولا تكليف عليهما وذهبت طائفة من اهل العلم ومنهم القرطبي رحمه الله في التذكرة الى ان الصغيرة يفتن ولكن الله عز وجل يلهمه الجواب ولكن الله يلهمهم جواد والله عز وجل اعلم بالصواب المقصود ان هذه اه او هؤلاء جملة من فيهم البحث في شأن الفتنة وبقيت مسألة وهي هل تكون الفتنة لي هذه الامة المحمدية فحسب دون غيرها من الامم ام ان كل الامم يفتنون فيسألون عن انبيائهم ورسلهم وان من امة الا خلى فيها نذير كل الامم لهم انبياء ونذر بعثه الله عز وجل اليهم والذي عليه جمهور اهل العلم ان الفتنة عامة لجميع الامم ويسأل كل عن نبيه ورسوله هذه بعض المسائل المتعلقة بي فتنة القبر ويتبعها ان شاء الله الكلام الذي يتعلق بعذاب القبر ونعيمه احسن الله اليكم قال رحمه الله صوم من الايمان باليوم الاخر. الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت. اذا الايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت كل ذلك داخل في هذا اه آآ في هذا الحد وهو اه في هذا في هذه الكلمة وهي الايمان باليوم الاخر. كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فانه داخل في ذلك. نعم سماه قال رحمه الله فيؤمنون بفتنة القط وبعذاب القبر ونعيمه فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين امنوا بالقول والثابت فيقول المؤمن الله ربي والاسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي. هذه هي فتنة القبر وادلتها جملة في الكتاب والسنة اما في الكتاب فقوله تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وفسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي ذكرت لك ومن السنة احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم جمعها طائفة من اهل العلم واوردوها في مصنفاته السيوطي رحمه الله في شرح الصدور اورد احاديث الفتنة التي وقف عليها فكانت عنده من رواية ستة وعشرين من الصحابة رووا احاديث الفتنة فهي اذا احاديث متواترة. نعم. احسن الله اليك قال رحمه الله واما المغتاب فيقول لا ادري هكذا جاءت في بعض النسخ الواسطية اه اه لا ادري وفي بعض النسخ الواسطية على ما عليه عامة روايات السنة وهي لا ادري منها لا الهمزة وجاء في بعض روايات الحديث اه اه كما عند الروياني في مسنده وغيره وعلى كل حال هما بمعنى واحد والهاء والهاء اه مقلوبة عن الهمزة اصلا فكلاهما ماذا بمعنى واحد وهذه الكلمة يقولها هذا الكافر والمغتاب لانه قد بلغ به الخوف والتهم. الخوف والدهشة مبلغا عظيما او لان هذا المغتاب قد اصابه من التعب والمشقة ما لا يستطيع ان يتكلم معه الا بمشقة هذه كلمة يقولها الانسان انما يكون في مشقة شديدة تقول اه اه لا ادري فهذا الذي يكون من هذا المغتاب عياذا بالله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما المرتاب فيقول اه اه لا ادري. سمعت الناس يقولون شيئا فقلت. فيضرب بمغزلة من حديد ويصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الانسان. ولو سمع الانسان لصائم يضرب بمرزبة بعض الناس يشدد والصحيح ان ذلك خطأ برزبة صواب تم عليه بعض المحققين من اهل اللغة ان هذه الكلمة للتخفيف يضرب بمرزبة والمرزبة هي المطرقة الكبيرة التي تكون للحدات وجاء في صحيح البخاري من حديث اذهب من حديث انس رضي الله عنه قال فيضرب بمفرقة بين اذنيه فيصيح صيحة يسمعها كل من يليه الا الثقلين وجاء عند ابي داوود من حديث البراء الطويل انه يقيض له اعمى ابكم معه مرزبة لو ضرب بها جبل لصار ترابا فيضرب بها هذا المبتغى فيصيح صيحة نسمعه من بين المشرق والمغرب الا الثقلين اذا هذا امر عظيم يترتب على الخذلان في جواب هذا السؤال فمن كان حريصا على نجاة نفسه فليحقق في هذه الدنيا الجواب حققه باعتقادي ويحققه بلسانه ويحققه بعمله ان كان من اهل الثبات في الدنيا فانه سيكون من اهل الثبات في ذاك الموقف العظيم اعد احسن الله اليكم قال رحمه الله فيضرب المرجلة من حديد فيصيف صيحتي يسمعها كل شيء الا الانسان. ولو سمع الانسان لصائره لا اعلم حديثا يتضمن ما ذكره المؤلف رحمه الله انما الذي ثبت عند البخاري في السنن ان هذا الانسان المخذول الكافر المرتاب الذي يضرب بهذه المرزبة يصيح صيحة يسمعها كل شيء عفوا يسمعها كما عند البخاري من يليه يعني من يكون قريبا من قبره الا الثقلين وعند ابي داوود يسمعه من بين المشرق والمغرب الا الثقلين يعني الجن والانس هكذا جاءت الروايات التي وقفت عليها. اما هذا اللفظ الذي ذكره المؤلف رحمه الله انه يصيح صيحة اه يسمعها كل شيء الا الانسان ولو سمعها الانسان لصعق الذي وقفت عليه ان هذا يكون في حال اخرى وهو ما جاء عند البخاري وغيره من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان الجنازة اذا احتملها الرجال فاذا كانت صالحة قالت قدموني قدموني واذا كانت غير صالحة قالت يا ويلها اين يذهبون بها يسمعها كل شيء الا الانسان ولو سمعها الانسان لصعق هذه الرواية في الصحيح فلعل المؤلف رحمه الله حصل عنده وهم فخلط بين الروايتين او لعله وقف على رواية ما وقفنا عليها فيها ما ذكر رحمه الله لعل في هذا القدر كفاية ويكمل الكلام ان شاء الله عن عذاب القبر ونعيمه يوم اه في درس الغد ان شاء الله تعالى اسأل الله عز وجل باسمائه وصفاته ان يعيذنا بفتنة القبر ومن عذاب القبر ونعيمه ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان