بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلامي رحمه الله تعالى في رسالته الواسطية ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب الى يوم القيامة الكبرى. وتعاد الارواح ان الحمد لله ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يخصنا بذكرى الدار دار الاخرة ان نؤمن ونوقن ونتذكر ولا نغفل ان الدار الحقيقية والحيوان و الامر المحتم الذي سيلاقيه كل واحد منا هذا هو المستقبل الحقيقي كلمة المستقبل يستعملها كثيرا يستعملها الصغير والكبير و دائما ما نذكرها اعمل لمستقبلك هذا مستقبلك هذا مستقبلي واذا تأملت في هذه الكلمة ادركت كم نحن مغرورون ونعيش في غفلة المستقبل الحقيقي تلك الحفرة ثم البعث ثم الحساب ثم الجنة او النار هذا هو المستقبل الحقيقي ما قبل ذلك ما نأمله وما نعمل له مستقبل غرور لان هذه الحياة ما هي الا متاع الغرور اما المستقبل الحقيقي فانه ذاك فالسعيد الموفق الذي يعمل لمستقبله وهل المراد من هذا ان يعرض الانسان عن الدنيا الجواب لا هذا غير مراد وغير ممكن انما الفرقان بين الموفق والمخدود هو في كونه ينظر في امر مهم وهو اتكون الدنيا في القلب امس اليد و اخذ الانسان للدنيا هل يقربه الى الله ام يبعده عنه هذا هو الفرقان بين اهل السعادة واهل الشقاوة والا فان ما عدا ذلك غفلة وغرور وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والاخرة عند ربك للمتقين انتهى كلامه في درس البارحة عن فتنة القبر ذاك الامتحان العظيم الذي يثبت الله عز وجل فيه من شاء ويخذل فيه من شاء ويتبع ذلك الامر الثاني العظيم الجليل الا وهو النعيم او العذاب ثم بعد ذلك اما نعيم واما عذاب ويستمر الامر الى قيام الساعة عذاب القبر ونعيمه امر لا شك فيه ولا ريب دلت عليه الادلة المتواترة من الكتاب والسنة واجمع المسلمون عليه قاطبة الا الشذاذ كالخوارج وبعض المعتزلة و العصرانيون في هذا العصر واما ادلة هذا الامر العظيم فمن الكتاب قوله تعالى في سورة غافر وحاق بال فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره هذه الاية اصل كبير لاهل السنة في اثبات عذاب البرزخ في القبور ذلك ان الله جل وعلا اثبت لهم انهم يعرضون على النار غدوا وعشية قبل يوم القيامة لانه قال ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب وكان هذا العبد قبل ذلك فهو اذا في البرزخ ومن تلك الادلة ايضا قوله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا اخرج ابن حبان في صحيحه والحاكم والبزار من حديث ابي هريرة رضي الله عنه باسناد حسن عنه صلى الله عليه وسلم انه قال عذاب القبر فسر النبي صلى الله عليه وسلم المعيشة الضنك بعذاب القبر اما من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فالاحاديث في هذا متكاثرة رويت احاديث عذاب القبر ونعيمه من رواية نحو من اثنين وثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم احاديث كثيرة مروية في الصحيحين وفي غيرهما لذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما وقد وجبت الشمس يعني غربت فسمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها ومن ذلك ايضا ما ثبت في الصحيحين ان عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر فقال نعم عذاب القبر حق وثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير والحديث سيأتي ان شاء الله وبذلك ايضا ما ثبت في الصحيحين من استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال الى غير ذلك من الادلة الكثيرة التي تدل على اثبات هذا الامر العظيم اما فيما يتعلق بنعيم القبر فمما يدل على ذلك حديث كعب بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نسمة المؤمن يعني روحه نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك وتعالى الى جسده يوم القيامة والحديث عند الترمذي وغيره باسناد صحيح ومن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عن الشهداء فقال ارواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديف اذا ثبوت عذاب القبر ونعيمه حق لا شك فيه واجمع عليه المسلمون بل حكموا بكفري من انكر ذلك لانه لا شبهة امام هذه الاحاديث الصريحة الصحيحة الكثيرة ويتعلق بهذا المقام مساءه اول ذلك هل عذاب القبر ونعيمه يقعان على الروح والبدن ام على احدهما قال بعض الناس ان عذاب القبر ونعيمة يقعان على الروح فقط فهي التي تنعم او تعذب وليس للبدن من هذا نصيب وهذا قول منكر عند عامة اهل السنة كما قال هذا ابو العباس فقي الدين رحمه الله والقول وقول اخر منكر اضعف واسوأ من سابقه وهو قول من قال ان النعيم والعذاب انما يقعان على البدن فحسب دون الروح وان الله يخلق ادراكا للجسد به يتنعم او يتألم وهذا ضعيف ايضا والصحيح الذي عليه اهل السنة سلفا وخلفا ان عذاب القبر ونعيمه يقعان على الروح والبدن بحيث تنعم الروح او تعذب مجتمعة مع البدن وقد تنعم او تعذب منفصلة عن البدن هذا الذي عليه اهل السنة والاتباع ودلائل هذا كثيرة المسألة الثانية وهي هل يستمر عذاب القبر ونعيمه او بالاحرى هل يستمر عذاب القبر الى يوم القيامة ام ينقطع اما نعيم القبر فانه مستمر لا شك فيه لكن البحث عند اهل العلم في عذاب القبر هل يستمر الى يوم القيامة ام يكونوا الى مدة ثم ينقطع الذي يظهر والله تعالى اعلم ان الكفار سواء كانوا من المظهرين للكفر او كانوا من المنافقين المبطلين للكفر ان عذابهم دائم مستمر الى يوم القيامة نسأل الله السلامة والعافية ويدل على هذا الاية التي مرت بنا سابقا النار يعرضون عليها غدوا وعشية. اذا الامر مستمر ويدل على هذا ايضا ما ثبت عند الترمذي باسناد حسن من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهذا الحديث قد مر بنا سابقا ان الميت اذا وضع في قبره اتاه ملكان اسودان ازرقان يقال لاحدهما المنكر وللآخر النكير فيقعدانه الى اخر ما مر بنا في الدرس الماظي الشاهد ان هذا الحديث جاء فيه ان المنافق اذا سئل قال لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته قال النبي صلى الله عليه وسلم فيضيق عليه في قبره حتى تختلف اضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك اذا هذا دليل على ان عذاب الكافر ماذا مستمر واما بالنسبة لعصاة المسلمين قالوا يستمر عذابهم ام يكونوا الى مدة ثم ينقطع الجواب عن هذا ان يقال ان عذاب العاصي قد يكون الى مدة ثم ينقطع وقد يكون انقطاعه بسبب حسنات عملها في الدنيا ولا يزال لها اثر بعد موته او بسبب ما يهدى الى هذا الميت اهداء شرعيا وقد يكون ذلك بمحض رحمة ارحم الراحمين الذي وسعت رحمته كل شيء تبارك ربنا وتعالى وقد يكون عذاب العاصي مستمرا الى يوم القيامة ويدل على هذا جملة من الادلة لذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه وجاء في رواية يجبها من الخيلاء اذ خسف به فهو يتزلزل في الارض الى يوم القيامة ومن ذلك ايضا ما ثبت في صحيح البخاري في حديث سمرة ابن جندب رضي الله عنه في الرؤيا الطويلة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون من عذابي العصاة في البرزخ وغير ذلك كان مما رأى عليه الصلاة والسلام رجلا كان مما رأى عليه الصلاة والسلام اه رجل يشق شدقه قال النبي صلى الله عليه وسلم فهو كذاب يكذب الكذبة اتحمل عنه حتى تبلغ الافاق فيفعل به ما رأيت الى يوم القيامة وكذلك رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يشدخ رأسه فقال ذاك رجل قال الملك له ذاك رجل اتاه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار فيفعل به ذلك الى يوم القيامة والحديث عند البخاري اذا هذه الادلة وغيرها تدل على ان عذاب العاصي قد يستمر الى يوم القيامة نسأل الله السلامة والعافية ونحن اذا قلنا ان ذلك مستمر الى يوم القيامة فالمراد انه يستمر الى قبيل قيام الساعة وليس الى نفخة البعث ويدل على هذا قوله سبحانه وتعالى قالوا يا ويلنا هذا يقوله الكفار اذا قاموا من قبورهم قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون جاء عن عامة السلف بل لا اعلم احدا من السلف خالف في ذلك روي هذا عن ابي ابن كعب وعن غيره من السلف بل عن كثير من السلف ان اهل القبور ينامون بين النفختين نومة او قالوا يهجعون هجعة يفتر عنهم فيها العذاب حتى اذا نفخت النفخة الثانية التي هي نفخة البعث قاموا ممنقدهم فقالوا من بعثنا من مرقدنا اذا هذا دليل على انهم كانوا ماذا رقودا والله عز وجل اعلم المسألة الثالثة سمعت يا رعاك الله ان القبر اما دار نعيم او دار عذاب وهذا مما اجمع عليه الرسل واتباعهم ولكن قد يقول قائل ماذا تقول فيما ثبت في الصحيحين من حديث اسماء رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انه قد اوحي الي انكم تبعثون في قبوركم. الحديث حديث خسف الشمس وله مقدمة الشاهد من هذا الحديث انه قال انه قد اوحي اليه انكم تفتنون في قبوركم مثل او قريبا من فتنة الدجال. شك الراوي اقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل او قال قريبا من فتنة الدجال قال فيؤتى الرجل فيقال ما علمك في هذا الرجل يعني النبي صلى الله عليه وسلم فاما المؤمن او الموقن فيقول هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى اجبنا واتبعنا يقولها ثلاث مرات هكذا الرواية في الصحيحين يقولها ثلاث مرات هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فاجبنا واتبعنا هنيئا لاهل السنة والاتباع المقصود ان هذا المؤمن او الموقن اذا قال هذه الكلمة قال له الملك نم صالحا ماذا يقولون له لم صالحا وثبت ايضا في حديث ابي هريرة الذي ذكرته قبل قليل وفيه ان المؤمن اذا اجاب بالسداد فانه يقال له لم كنومة العروس الذي لا يوقظه الا احب الناس اليه فكيف نجمع بينما ثبت في هذين الحديثين وفي غيرهما من انه ينام في قبره اعني المؤمن وما ثبت من انه ينعم مر بنا في الدروس السابقة انه يفتح له باب الى الجنة ويفرش من الجنة ويأتيه من روحها وريحانها ويؤنسه عمله الصالح الى غير ذلك مما جاء في الاحاديث كيف نجمع بين الامرين الجواب عن هذا ان يقال المقام مقام غيبي والواجب على كل مسلم ان يقف عند حدود النقل والايمان بكل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك كله حق ولا تنافي بينه بحمد الله علينا ان نؤمن ونصدق بان المؤمن في قبره ينام وينعم معا يحصل له الامران نوم ونعيم وهل يمكن ان ينعم الانسان فيكون له شعور وهو نائم الجواب نعم وما الاشكال واذا كان هذا قد حصل في الدنيا فكيف نستبعد ان يكون هذا في الاخرة اليس قد ثبت في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الانبياء الانبياء تنام اعينهم ولا تنام قلوبهم فاذا ثبت هذا في حق من كان من اهل الدنيا وهم الانبياء عليهم الصلاة والسلام فكيف يستنكر ان يكون هذا في ماذا في حق اهل القبور المقصود اننا نجهل حقيقة الحياة الاخروية اليس كذلك وبالتالي فاننا نجهل كيفية هذا النوم وهو والله تعالى اعلم شيء يخالف حقيقة النوم التي نعقلها لان النوم الذي نعقله انما يرتبط بحياة دنيوية وذاك نوم الله اعلم كيف يكون المقصود اما عن المسلم ان يؤمن ويصدق بما جاء في النصوص وقد ثبت النعيم وقد ثبت النوم وعلينا ان نؤمن بكليهما والله عز وجل اعلم المسألة الرابعة ما هي اسباب عذاب القبر نسأل الله عز وجل ان يجيرنا من عذاب القبر الذي لا شك فيه ولا ريب ان الذنوب والمعاصي جميعا مما يخشى ان تكون سببا في عذاب القبر لكن جاء التنصيص على جملة من الذنوب والمعاصي هذه الذنوب لها اختصاص بي التسبب بعذاب القبر وعلى المسلم ان يكون فطنا حاذقا ان يحرص على اجتنابها من تلك الذنوب والمعاصي النميمة وعدم التنزه من البول جمعتهما لان النبي صلى الله عليه وسلم قد جمعهما في حديث واحد وهو ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر مع بعض اصحابه بقبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير هكذا جاءت بعض روايات الصحيحين وفي بعض روايات الصحيحين وما يعذبان في كبير بلى وجاء في بعض روايات الصحيحين وما يعذبان في كبير وانه لكبير اذا عندنا ثلاث روايات ولا تعارض بينها بحمد الله اما قوله وما يعذبان في كبير فالمعنى وما يعذبان في كبير في ظنهما ظن ان هذين شيء ماذا سهل لا حرج تساهله او وما يعذبان في كبير تركه لا يشق عليهما اجتناب هذين الامرين فالنبي صلى الله عليه وسلم نفى بناء على احد هذين واثبت اثبت كبر الحكم يعني انهما لكبير حكما هما ماذا من الكبائر نسأل الله السلامة والعافية قال اما احدهما فكان يمشي بالنميمة واما الاخر فكان لا يستتر من بوله لا يستتر من بوله يعني لا يتنزه ولا يتنظف ولا يبالي بشأن النجاسة هذان ذنبان يسببان عذاب القبر بنص هذا الحديث الصحيح ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ اه شيئا من النبات غصنا فشقه باثنتين ثم غرس على كل قبر واحدا منهما وقال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذين الذنبين الاستتار من البول التنزه من النجاسة من اعظم اسباب عذاب القبر ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البزار وغيره باسناد صحيح انه صلى الله عليه وسلم قال تنزهوا من البول فان عامة عذاب القبر منهم اذا هذا امر منبغي على الانسان ان يتنبه له وهو ان يحرص على ان يكون في جسده وفي ثيابه متنزها من البول والناس في هذا المقام ثلاثة اصناف طرفان ووسط طرف لا يبالي يقوم مستعجلا قبل ان يقضي حاجته تماما وبالتالي ربما خرج بعد قيامه شيء او وقع شيء على ثيابه فلم يبالي بازالته يتهاون ويتساهل وهذا متوعد بهذا الوعيد يقابل هذا الطرف طرف اخر وهو الطرف الغالي الذي يبالغ مبالغة ممقوتة حتى يصل الى حد الوسوسة فيكون في مشقة وعذاب شديد فهو يستمر في التنظف واعادة الغسل وربما اعادة الاغتسال او الوضوء مرات كثيرة تسلط عليه الشيطان والعياذ بالله حتى ربما وصل الى حد كراهة العبادة وهذا مع الاسف الشديد واقع عند بعض الناس وهو مرض حقيقته تسلط من الشيطان على الانسان علاجه باللجوء الى الله وكذلك الانسان لا يحرز نفسه من الشيطان الا بذكر الله عليه ان يعلم ان الذي يحبه الله منه وقد بلغ الى درجة الوسوسة ان لا يحتاط قاعدة الفقهاء في هذا المقام لا احتياط للوسوس ما هي القاعدة لا احتياط لموسوس. المشروع في حق الموسوس الا يحتاق وبالتالي فانه لا يستمر في الجلوس في دورة المياه او اذا كانت البلية عنده في الوضوء او الاغتسال. ليفعل ذلك مرة واحدة ولا يعيد وليعلم ان هذا ما يحبه الله منه وخلاف هذا تنطع والنبي صلى الله عليه وسلم يقول هلك المتنطعون ولو قدر انه في حقيقة الحال قد خرج شيء او ما وصل شيء من الماء الى جزء فليعلم ان الله عز وجل يعفو عنه فيا من ابتلي بالوسوسة لا تطع الشيطان اعصي الشيطان اعصه مرة واثنتين وثلاث سييأس ويتركك اما لو استرسلت فاعلم انك ستكون في ضنك شديد وعذاب كبير اعرف من الناس من بلغ به الحال انه يدخل الى دورة المياه مع اذان الفجر يقول لي وبالكاد ادرك صلاة الفجر قبل طلوع الشمس كل ذلك وهو في حرب مع نفسه يعيد ويكرر ويقصف ويعيد ويكرر ويغسل وهكذا دواليك وهذا والله ناف للحديثية السمحة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمد يتوضأوا بماذا؟ بمد يعني بمقدار هذا. الماء الذي يكفي اليدين يكفيه وهو اعظم الناس اسباغا للوضوء عليه الصلاة والسلام اما الوسط فهم الموفقون الذين يحرصون على التنزه من البول لكنهم لا يبالغون ولا يتنطعون يعطون الامر حقه دون غلو او جفاء اما الذنب الثاني فانهن ميمة وما ادراك ما النميمة ذاك الذنب الذي يسبب عذاب القبر ويسبب حرمان الجنة ايضا ففي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة نمام وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قتات النميمة خلق سافل دنيء لو لم تكن الديانة مانعة منه فان المروءة تمنع منه حتى الفاسق بل حتى الكافر لو كان ذا مروءة فانه يترفع عن ان ينزل الى هذا الدرك الدنيء السافر وهو ان يكون نقالا للكلام بين الناس على جهة الافساد لا يقر له قرار ولا يستريح حتى ينقل الكلام من هذا الى هذا يا فلان اما شعرت ما قال فلان فيك اما سمعت ماذا يقول علام فيك وهكذا دواليك شأنه نقل الكلام و من اعجب العجب ان هذا الذنب مع وضوحه وخطورته قد يكون شيئا غامضا بحيث ان بعض من سيماهم سيما الخير يقع فيه مع الاسف الشديد بعض من ينسب الى الخير يقع في هذا الذنب العظيم وهو انه يشتغل بنقل الكلام ونقله هذا يفسد افسادا عظيما وما يعيشه كثير من طلاب العلم اليوم من هذه المطاحنات وهذا الهجران وهذه القطيعة وهذا الضعف في الدعوة بسبب كل ذلك من اعظم اسبابه هؤلاء النمامون هؤلاء هؤلاء النقالون للكلام الذين ربما يظنون انهم بهذا النقل يكتسبون حظوة عند عند المنقول له او ربما كانوا يتشفون في انفسهم ممن ينقلون عنه او ربما هي مجرد شهوة في النفس يحب ان ينقل الكلام بين الناس وربما كان هذا النقل مفسدا للعلاقات وللاواصر وللصلات فيا عبد الله اتق الله راقب كلامك وحاذر من هذا الذنب العظيم فالمقام جلل هذا الكلام وهذه الاحاديث يا اخوتاه ليست هزلا هذه حق وصدق والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى فليحذر المسلم من هذا الذنب بل يحذر من هذه الدناءة يكفي النمام ان الصدق ممدوح الا منه الصدق ممدوح في كل حال الا من النمام فالصدق منه خبيث مذموم نسأل الله السلامة والعافية ايضا من اسباب عذاب القبر ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سمرة السابق وهو مخرج في صحيح البخاري رأى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا فيها ان ملكين اخذاه فانطلقا به ورؤيا الانبياء حق ووحي رأى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث جملة من العصاة الذين يعذبون عذاب البرزخ وهذا الحديث اصل في اثبات عذاب البرزخ رأى النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرت لك اصنافا من اولئك انه رأى رجلا يشق شدقه يدخل في جانب فمه الايمن حديدة حتى تشق هذا الجانب ثم يفعل بالجانب الاخر كذلك ولا يزال الامر يستمر به كما جاء في الحديث الى يوم القيامة ما بلاء هذا الانسان؟ ما علة هذا الامر اجاب الملك لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا اجاباه في اخر الحديث بانه كذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الافاق هذا الذي نسميه بلسان العصر الاشاعة وهي مع الاسف الكبير قد اصبحت سمة لهذا العصر لا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة فانه قد كثرت تلك الاشاعات تجد الانسان يضحك ويطرب وهو يفتعل خبرا من الاخبار فينشره يتسابق الناس في بثه والنتيجة ان ذلك كان ماذا كذبا كذاب يكذب الكذب وتحمل عنه حتى تبلغ الافاق يعذب هذا العذاب في في البرزخ حتى قيام الساعة نسأل الله السلامة والعافية كما ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في هذا الحديث رجلا يشتف رأسه يعني يجرح رجل مضطجع على قفاه وفوق رأسه اخر بيده صخرة يشتخ بها رأسه ثم ان الحجر يتدهده فيذهب فيأخذه فلا يعود الا وقد عاد رأسه سليما يستمر هذا الامر وهذا العذاب كما في الحديث الى يوم القيامة من هو قال صلى الله عليه وسلم واسمع يا طالب العلم قال رجل قال رجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار فيصنع به ما رأيت الى يوم القيامة هذا الحديث حري ان يضعه طالب العلم نصب عينيه العلم الذي اتاك الله اياه يا عبد الله العلم بكتاب الله وربما كان محفوظا في صدرك العلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجة عليك اعظم رجل اتاه الله القرآن نام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهر وفي رواية في البخاري وينام عن الصلاة المكتوبة هذه مصيبة كبرى على كل مسلم ان يحذرها ان لا يبالي كما يفعل بعض الناس يأتي الى فراشه ولو كان من اخر الليل بعد ان سهر ليلة في امور الله اعلم اهي حلال ام حرام ثم يضع رأسه ولا يبالي ان استيقظ لصلاة الفجر فبها وان لم يستيقظ فلا بأس. يصلي متى اما الوظيفة والدراسة فلا لابد من الاحتياط ولابد من بذل الاسباب حتى لا يفوت الانسان مستقبله اما الصلاة امر ثانوي ان قام الانسان فبها والا فلا بأس او يأتي من عمله قبل العصر ثم يضع رأسه ولا يتخذ سببا للقيام ان قام لصلاة العصر فبها والا فلا حرج لو قام بعد المغرب او حتى عند العشاء لا اشكال ينام عن الصلاة المكتوبة حذاري يا عبد الله ورأى ثالثا عليه الصلاة والسلام رجالا ونساء عراة قال في ثقب يعني كالتنور الذي يخبز به اعلاه ضيق واسفله واسع يعذب هؤلاء في النار عياذا بالله لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عنهم قيل انهم الزلاة عافاني الله واياكم من ذلك حذاري من هذه الفاحشة الكبرى ورأى رابعا عليه الصلاة والسلام رجلا في نهر من دم كلما اراد ان يخرج من هذا النهر واذا برجل على طرف النهر يرميه بحجر سيعود مرة اخرى الى داخل النار ويتكرر هذا الامر فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه قال اكل الربا هذا ذنبه ايضا يقتضي عذاب القبر اذا هذه جملة من الذنوب والمعاصي ولا انسى التنبيه على ما جاء في الصحيحين ايضا من حديث ابي هريرة رضي الله عنه بينما رجل اسبل ازاره من الخيلاء وفي رواية تعجبه نفسه متكبر متغطرس اسفل ازاره من الخيلاء تعجبه نفسه قال اذ خسف به فهو يتجلجل في الارض الى يوم القيامة اسبال الثوب من حيث هو ولو دون كبر معصية ما اسفل الكعبين من الازار ففي النار. هكذا قال صلى الله عليه وسلم هاي الجمعة الى هذا كبر واعجاب بتعالي وترفع وخيلاء فان هذا اعظم واعظم فانه يقتضي عذاب القبر نسأل الله السلامة والعافية هذه الجملة من اسباب عذاب القبر وننتقل بعد ذلك الى المسألة الخامسة وهي اسباب الوقاية من عذاب القبر لا شك ان الاعمال الصالحة سبب للوقاية من عذاب القبر وكلما استكثر الانسان منها كان ذلك من اسباب الوقاية من عذاب القبر وثمة حسنات لها اختصاص للوقاية من عذاب القبر من ذلك الشهادة في سبيل الله فعند النسائي وغيره اه عند الترمذي عفوا وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للشهيد عند الله ست خصال وذكر منها فقال ويجار من عذاب القبر نسأل الله من فضله ومن ذلك ايضا ان يبتلى الانسان بمرض في بطنه يموت منه فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره في هذا سلوى وعزاء في من مات له حبيب لهذه الامراض الشائعة في هذا العصر هذه الاورام المنتشرة التي تصيب باطلة بعض من اه بعض المسلمين فتكون سببا في الموت فا لعل الله عز وجل اراد ان يكثر الشهداء في امة محمد صلى الله عليه وسلم وان يكون هذا سببا في الوقاية من عذاب القبر ايضا من الاسباب في الوقاية من عذاب القبر سبب سهل يسير على من يسر الله عز وجل عليه الا وهو قراءة سورة تبارك كل ليلة دل على هذا حديث مسعود رضي الله عنه حيث قال من قرأ سورة تبارك الذي بيده الملك كل ليلة وقاه الله بها من عذاب القبر وكنا نسميها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المانعة يعني من عذاب القبر تمنع تكون سببا وحجابا من عذاب القبر نسأل الله السلامة والعافية تحرص على ان على ان تتلو هذه السورة كل ليلة والليل يمتد من غروب الشمس اه والى طلوع الفجر ففي اي وقت خلال هذه الساعات الطويلة تلوت هذه السورة فانك تكون قد قمت بالمطلوب وكم يأخذ اه كم تأخذ هذه التلاوة من وقت الانسان ثلاثون اية كم يحتاج الانسان في قراءتها اجيبي يا جنة خمس دقائق او اقل والنتيجة ان يجار الانسان من عذاب القبر خمس دقائق من اربعة وعشرين ساعة هل هناك مقارنة ما في مقارنة يعني وقت يسير جدا ربما نكون اقل من مكالمة هاتف صح ولا لا او اقل من متابعة واتس اب والثمرة والنتيجة هذا الفضل العظيم لكن الاشكال هو ان الشيطان ينسي ابن ادم هذا الخير على الانسان ان يجاهد نفسه ايضا من الاسباب وهو الامر الرابع كثرة الاستعاذة من عذاب القبر وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحض امته امته على الاستعاذة من عذاب القبر الا ولذلك اثر عظيم بالوقاية منه والاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب جاءت على ثلاثة اضرب اولا فعله عليه الصلاة والسلام ففي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ولا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم حري بالمؤمن به ان يتأسى به فكيف وقد جاء ضرب ثان من الاحاديث وهو امره عليه الصلاة والسلام المصلي اذا تشهد يعني اذا انتهى من التحيات لله الى اخرها ان يستعيذ بالله من اربع فقال اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع. يقول وذكر الحديث فكيف اذا ضم الى هذا ضرب رابع وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم اصحابه هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن يتابعهم ويحفظهم ويحضهم على ان يتعلموا هذا الدعاء المشتمل على الاستعاذة من هذه الامور الاربعة ومنها دعاء الله عز وجل والتعوذ به من عذاب القبر اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعيذني واياكم من عذاب القبر وان يرزقنا نعيم القبر و ان يمن علينا سبحانه وتعالى بمغفرة الذنوب واصلاح القلوب ان ربنا لسيع الدعاء يا ربي نسألك فسيح جنتك والنار منها نجنا برحمتك وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان