في حرف واحد مما اه اوحى الله عز وجل به اليه فان هذا لا شك انه كفر بالاتفاق والله عز وجل اعلم. وفقني الله واياكم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفع وموصى به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. يمر الناس عليه على قدر اعمالهم. ومنهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواز ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم هم من يعدو عدوى ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحق زحفا ومنهم من ومنهم من يصرف فيلقى في جهنم فان الجسر عليه كلاريب وتطرح الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فانتقل المؤلف رحمه الله الى كلام اعني الصراط وهذا الموقف الجليل الذي هو المرور على الصراط لا شك انه من اعظم مواقف القيامة وهو حد فاصل بين اهل التوفيق والخذلان الصراط في اللغة هو الطريق و هذه الكلمة تنطق بالصاد على ما هو الاشهر وتنطق بالسين وتنطق بالزين الصراط والصراط والزراب وهي في كل الطريق واما بالاصطلاح الشرعي ضمن مباحث الاخرة فان الصراط هو الجسر الممدود على ظهر جهنم عافاني الله واياكم من ذلك وهذا الجسر يؤتى به يوم القيامة فيوضع على متن جهنم كما ثبت هذا في الصحيحين بغير ما حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بهذا الصراط ثم يوضع او يضرب بين ظهراني جهنم وهل ورد الصراط في القرآن الصراف بهذا المعنى هل جاء في القرآن هذا محل بحث عند اهل العلم وذلك مبني على تفسير قوله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا فهل المراد بالورود ها هنا دخول جهنم عافاني الله واياكم من ذلك او المراد من ذلك المرور على الصراط والثاني اقرب والله تعالى اعلم وعليه فيكون الصراط الاخروي قد جاء في القرآن بالمعنى واما باللفظ فانه جاء كثيرا باحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما يدل على ان الورود في الاية ليس دخول النار وانما هو الاشراف عليها من خلال المرور على الصراط يدل على هذا ما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل النار احد ممن بايع تحت الشجرة قالت حفصة رضي الله عنها بلى فانتهرها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت واني منكم الا واردها فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد قال سبحانه ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جيتية حفصة رضي الله عنها ظنت ان الاية وفيها عموم ظاهر تدل على دخول كل احد النار لانه قال وان منكم الا واردها والورود يحتمل في اللغة الاشراف على الشيء مع الدخول فيه ويحتمل الاشراف على الشيء دون الدخول فيه اللغة تحتمل هذا وهذا يدل على الاشراف بالدخول قوله تعالى عن فرعون يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وهذا ورود مع دخول وقد يأتي الورود بالاشراف والقرب من الشيء دون الدخول فيه كما قال سبحانه عن موسى عليه السلام ولما ورد ماء مدين فلم يدخل عليه الصلاة والسلام في ماذا في ماء مدين انما اشرف وقرب من هذا الماء اذا حفصة رضي الله عنها ظنت ان الورود في الاية يستلزم ماذا الدخول تبين لها النبي صلى الله عليه وسلم ان الورود في الاية لا يستلزم ذلك وان الانعقاد سبب العذاب لا يستلزم الوقوع فيه فان النجاسة من الشيء لا تستلزم الوقوع فيه فمن طلبه العدو ثم نجا منهم قبل ان يتمكنوا منه يقال في حقه نجا لذا قال الله عز وجل ثم ننجي الذين اتقوا فهم قد اشرفوا على النار لان الصراط منصوب على على جهنم عافاني الله واياكم والذين يدخلون النار من الذين يمرون على الصراط انما يسقطون من الصراط فيقعون اذا حصل الورود لكن لا يلزمه حصول الدخول لكل احد لا سيما وظواهر كثير من النصوص تدل على ان من الناس من سوف ينجو يوم القيامة بلا عذاب ومر بنا قريبا حديث السبعين الفا فانهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ولا يمكن ان يقال انهم دخلوا النار فلم يعذبوا دخول النار لابد فيه من ماذا؟ من تعذيب. والاية تقول وان منكم الا واردها تدل هذا على ان الورود انما هو المرور على الصراط هذا هو الصحيح من قولي اهل العلم في هذه المسألة والله سبحانه وتعالى اعلم في هذا الموضوع مسائل عدة نأخذها بحسب ما ييسر الله سبحانه وتعالى المسألة الاولى من الذي يمر على الصراط الذي يظهر من خلال تأمل ادلة سنة النبي صلى الله عليه وسلم ان الذين يمرون على الصراط انما هم المنتسبون لهذا الدين سواء كانوا مسلمين ظاهرا وباطنا ام كانوا مسلمين ظاهرا لا باطنا يعني انهم المسلمون والمنافقون واما الكفار الصرحاء فظاهر السنة يدل على انهم يدخلون النار قبل نصب الصراف فان الثابتة في الصحيح من حديث ابي سعيد رضي الله عنه والحديث في الصحيحين ولفظ مسلم اتم وفيه بيان ان الكفار من غير اليهود والنصارى. يتساقطون في النار ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم سقوط اليهود والنصارى في النار فانهم يقولون عطشنا يا ربنا فاسقنا فيقول الله جل وعلا الا تريدون؟ وقد اشير لهم الى محل فيذهبون فيتقحمون في النار كتقحم الفرش ولا يبقى الا من كان منتسبا الى هذه الامة من مؤمن وفاجر قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم يؤتى بالجسر فينصب بين ظهراني جهنم اذا هذا يدل على ماذا ان الكفار الصرحاء لا يمرون على الصراط المسألة الثانية ما صفة هذا الصراط دلت الادلة على ان الصراط له صفات فهو اولا بحد مزلة بمعنى لا تستقر عليه الاقدام سئل النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي سعيد عند مسلم وما الجسر يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام مدحضة مزلة لك ان تقول مذلة والافصح بالكسر قال مدحضة مزلة ابتلاء عظيم ان يمر الانسان على هذا الجسر والذي اسفل منه جهنم التي تتلظى عافاني الله واياكم ومع ذلك فان الاقدام لا تكاد تثبت على هذا الصراط الا من ثبته الله سبحانه وتعالى اولئك الذين ثبتوا على الصراط الدنيوي فانهم سيثبتون على الصراط الاخروي فالصراط يرعاكم الله اثنان صراط في الدنيا وصراط في الاخرة اما الصراط الدنيوي فانه دين الله عز وجل الحق الاسلام الذي بعث الله عز وجل به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فمن ثبت على هذا الصراط ونسأل الله ان يهدينا اليه وان يثبتنا عليه فانه سيثبت في الصراط الاخروي اذا الصراط دحضن مزلة ثانيا على الصراط او على حافتي الصراط كلاليب تأخذ من امرت باخذه وتخدش من امرت بخدشه قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي سعيد وعلى حافتي الصراط يعني جنبيه كلاليب تأخذ من امرت به تلابيب جمع كالنوب وهو كما معروف في اللغة حديدة عقيفاء حديدة معقوفة يمكن ان تتصورها تصوري تلك الحديدة التي يعلق عليها اللحم عند الجزار هذا يسمى ماذا كلوب او كلاب ويسمى خطاف وجمعه خطاطيف وجاء ايضا في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم هذه كلاليب معلقة بحافتي الصراط و شأنها انها تأخذ وتصيب من امرت به فتلقيه في النار عياذا بالله او انها تصيب فتجرح وتخدش من امرت به كما سيأتي تفصيل ذلك ان شاء الله انظر الى هذا الابتلاء الثاني لا تستقر عليه الاقدام وفيه هذا البلاء العظيم هذه الخطاطيف وهذه الكلاليب والله المستعان ايضا جاء بصفة الصراط انه دقيق وحاتم جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه في مستدرك الحاكم وهو حديث طويل وفيه مباحث شتى مما يتعلق بمباحث القيامة والحديث خرجه الحاكم وقال على شرط الشيخين وقال الذهبي على شرط البخاري ومسلم وصححه الشيخ ناصر رحمه الله في هذا الحديث وصف النبي صلى الله عليه وسلم الصراط بانه حاد كالسيف وجاء هذا المعنى في عدة روايات عن النبي صلى الله عليه وسلم. وبعض ذلك موقوف عن موقوف على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جاء من حديث سلمان وجاء من حديث انس وجاء من حديث عائشة رضي الله تعالى عنهم وفي صحيح مسلم ان ابا سعيد الخدري رضي الله عنه قال بلغني ان الصراط ادق من الشعر واحد من السيف هذا الابتلاء الثالث صراط لا تستقر عليه الاقدام تحته نار فتلظى وعليه هذه الكلاليب ومع ذلك دقيق كالشعر وحاد كالسيف والله المستعان نسأل الله الثبات المسألة الثالثة المرور على الصراط يكون اولا من النبي صلى الله عليه وسلم وامته فانه قد ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم يضرب الصراط بين جنبي بين ظهراني جهنم فاكون انا وامتي اول فاكون انا وامتي اول من يجيزها اذا يجب ان نعتقد ان النبي صلى الله عليه وسلم وامته اول من يجوز الصراط وهذا من اكرام الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ومن اكرامه جل وعلا لهذه الامة المسألة الرابعة احوال الناس عند المرور على الصراط هذا الموضوع امره عظيم كيف يكون حال الناس عندما يمرون على الصراط وهذا الامر ينقسم الى قسمين حالهم من حيث النور والظلمة والثاني حالهم من حيث السرعة والبطءة اما من حيث النور والظلمة فان الناس قبل ان يمرون او قبل ان يمروا على الصراط يكونون في ظلمة ثبت في الصحيحين ان يهوديا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال اين يكون الناس يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات فقال عليه الصلاة والسلام هم في الظلمة دون الجسر وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اخبر ان الناس يلقى عليهم الظلمة قبل الصراط ثم يعطون انوارهم بحسب اعمالهم في حديث ابن مسعود السابق عند الحاكم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن احوال الناس في ذلك الموقف اخبر عليه الصلاة والسلام ان من الناس من يعطى نوره كالجبل بين يديه قال ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك هذا نوره اعظم قال ومنهم من يعطى نوره كالنخلة بيمينه ومنهم من يعطى نوره دون ذلك قال ومنهم من يعطى نوره عند ابهام قدمه يضيء تارة ويطفأ تارة فاذا اضيئ تقدم واذا اطفئ قام. يعني وقف اذا الناس تتفاوتوا حالهم تي هذا النور الذي يعطونه والذي يسيرون في ضوءه بحسب اعمالهم من كان في هذه الدنيا مجتهدا في طاعة الله عز وجل مكبا على الحسنات مجتنبا السيئات فليبشر بالنور العظيم في ذلك الموقف العظيم اما الامر الثاني فهو حال الناس من حيث السرعة والبطء وهذا ما قد سمعته في كلام المؤلف رحمه الله فان الناس عند المرور على الصراط تتفاوت احوالهم تفاوتا بينا بحسب اسراعهم في الصراط الدنيوي يكون اسراعهم في الصراط الاخروي ولكل درجات مما عملوا مجموع ما جاء في الاحاديث ان الناس في مرورهم على الصراط منهم من يمر بسرعة الطرف طرف العين هذا من اسرع ما يكون ارأيت هذه السرعة العجيبة فيقضي او يقطع هذا الجسر بهذه السرعة كسرعتي الطرف طرف العين واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان منهم من يمشي كالبرق وهذا ايضا لا شك سريع سرعة عظيمة قال ومنهم من يمشي كالريح والريحو لا شك انها سريعة لكنها دون ما قبل قال ومنهم من هو كازاويد الخيل الجياد الجيدة السريعة قال ومنهم من كأك جياد الركاب يعني الابل الابل الجيدة السريعة قال ومنهم من يعدو عدوا يعني يجري ومنهم من يمشي مشيا قال ومنهم من يزحف زحفا قال ومنهم من يصحب سحبا لا اله الا الله قال اخرهم يسحب سحبا انظر الى هذا التفاوت العظيم في حال الناس من حيث مرورهم من على الصراط تأملوا الفرق الشاسع والواسع بين من يمر كالطرف وبين من يمر زاحفا او حتى انه ماذا نسحب ولعل هذا السحب يكون من الملائكة. والله تعالى اعلم كيف يسرع بالانسان عمله وكيف يبطئ به عمله هذا من حيث حال الناس في مرورهم على الصراط المسألة الخامسة اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ان الامانة والرحم ترسل ان الامانة والرحم ترسل فتكونوا فتكونان على جنبتي الصراط يمينا وشمالا الامانة والرحم ترسلان فتكونان عن جنبتي الصراط عن يمينه وشماله قال العلماء كأن هذا والله تعالى اعلم ليشهدا للمحق ويشهدا على المبطل هنيئا لاهل الامانة وهنيئا لاهل صلة الرحم هذا دليل على عظمة على عظمة شأني هذين الامرين الامانة والرحيم المسألة السادسة هذا الموقف العظيم من هوله وفضاعته لا يجرؤ احد على الكلام الكل في ذلك الموقف ساكت لا ينطق اللهم الا المرسلون فانهم هم الذين يتكلمون ولا يتكلمون الا بقول اللهم سلم سلم انظر الى هذا الموقف العظيم يسكت النفس ولا يجرؤون على ان يتكلموا لان الموقف فظيع والرسل فقط هم الذين يتكلمون وثبت هذا في الصحيحين انهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولا ينطق الا الرسل فيقولون اللهم سلم سلم وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ونبيكم على الصراط يقول ربي سلم سلم وجاء في بعض الاحاديث ان الملائكة ايضا تقول هذا القول اللهم سلم سلم هؤلاء الانبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام يدعون بالسلامة للمارزين على الصراط وهذا الدعاء نوع شفاعة وهذا من احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض فاذا هدبوا ونقوا اذن لهم وفي دخول الجنة واول من يستثني تفضل الله سبحانه وتعالى ورحمته على الناس ان قيض هؤلاء الرسل الكرام فجعلهم يدعون بهذا الدعاء ويشفعون هذه الشفاعة يقولون اللهم سلم سلم المسألة السابعة نتيجة المرور على الصراط هذا من الامر المهم الذي ينبغي على المسلم ان يعيه تماما اذا مر الناس على الصراط فما النتيجة الجواب يكونون على ثلاثة انحاء ينقسمون الى ثلاثة اقسام القسم الاول ناج مسلم القسم الثاني ناج مخدوش القسم الثالث مكدوس مركوس او قال مكروص منكوس في جهنم عياذا بالله وخذ من فقى الرحمن اعظم جنة بيوم بها تبدو عيانا تبدو عيانا جهنم. وينصب ذاك الجسر من فوق متنها. فهاوي ومخدوش وناج مسلم الاولون هم السعداء اهل المراتب العالية هؤلاء الذين من الله سبحانه وتعالى عليهم برحمته العظيمة فسلمهم ونجاهم نجاهم من السقوط في النهر وسلمهم من تلك الكلاليب والخطاطيف فكانوا ماذا سالمين لا جيم اسأل الله عز وجل ان يجعلنا جميعا منهم القسم الثاني ناج مخدوش هؤلاء نجوا من السقوط في النار لكنهم ما سلموا من تلك الكلاليب والخطاطيف ولذا جاءت الروايات فيهم قال مخدوش به قال مخدوج به لا اله الا الله مخضوج به مخدوج يعني كانه قد اخذ شيء من لحمه لان هذا هو معنى الخداج يعني النقص فهي خداج يعني ناقصة يعني انها قد اصابته نالت شيئا من جسمه ولحمه نسأل الله السلامة والعافية ولكنه مع ذلك ينجو هذه بقية بقيت عليه بسبب اعماله وسيئاته فكان ان جزي بهذا الامر ثم بعد ذلك يسير القسم الثالث الموبق بعمله نسأل الله السلامة والعافية هؤلاء هم الذين يسقطون في جهنم هؤلاء هم الذين تأخذهم تلك الكلاليب اتلقيهم في النار؟ نسأل الله السلامة والعافية وجاء فيه ان احدهم او ان واحدهم مكروس مكدوس ومنكوس ايضا المنكس هو الذي يسقط ورأسه للاسفل وهذا دليل على حال عظيمة يكون عليها هؤلاء وهؤلاء صنفان الاول المنافقون فان هؤلاء وان مروا على الصراط فلا نجاة لهم فانهم يسقطون في جهنم والعياذ بالله بل هؤلاء في اسوأ دركات النار ان المنافقين في الترك الاسفل من النار الصنف الثاني عصاة الموحدين الذين شاء الله عز وجل تعذيبهم ولم يشأ الله العفو عنهم فان هؤلاء يسقطون من الصراط فيقعون في النار فيعذبون فيها ما شاء الله ان يعذبوا ثم بعد ذلك يكون مآلهم الى الجنة كما قد علمنا اذا انقسام الناس الى هذه الاقسام الثلاثة هو ما دل عليه الدليل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة في الصحيحين وفي غيرهما المسألة الثامنة اذا سلم السالمون ونجا الناجون فمروا من على الصراط فانهم يقولون كلمة اخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث ابن مسعود الطويل هانت الذكر المخرج عند الحاكم وهو قوله عليه الصلاة والسلام قال فاذا خلصوا من النار يقولون الحمد لله الذي نجانا منك بعد ان اراناك لقد اعطانا ما لم يعط احد. يخاطبون جهنم والعياذ بالله الحمد لله الذي انجانا منك بعد ان اراناك لقد اعطانا ما لم يرق احد اسأل الله عز وجل باسمائه وصفاته ان يجعلنا ممن يقولوا هذا القول هذه اهم مسائلي الصراط والباب فيه مباحث اخرى كثيرة ولعل فيما ذكر ان شاء الله كفاية احسن الله اليكم قال رحمه الله الصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمنهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف فيلقى في نار فيلقى في جهنم فان الجسر عليه كلاليب يثقف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة لم يذكر المؤلف رحمه الله القسم الثالث وهو او القسم الثاني في ما ذكرنا وهو المخدوش الناجي المخدوش الناجي ايضا المؤلف رحمه الله ذكر في تعريف الصراط انه بين الجنة والنار والذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين انه منصوب على جهنم على متن جهنم بين ظهراني جهنم بين عرصات القيامة والجنة يوصف هذا الصراط والنار اسفل ذلك هذا الذي جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم والله جل وعلا اعلم هذا الموقف الذي يلي موقف المرور على الصراط وهو القنطرة الوقوف على القنطرة وهذا اه كما ذكرت في درسي آآ البارحة موقف لم يرد في القرآن ان قلنا ان القنطرة ليست جزءا الصراط وهذا الموضع من مواضع اه او من مباحث اليوم الاخر قليل الدليل لذا فالكلام فيه قليل يعني فيه حديث ابي سعيد الخضري عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في صحيح البخاري وهذا اشهر واصح ما في الباب وثمة روايات قليلة وبعضها لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا اثار قليلة ايضا عن السلف فهو اقل مباحث او مواقف القيامة دليلا لذا فالكلام فيه قليل النبي صلى الله عليه وسلم اخبر كما في حديث ابي سعيد ان المؤمنين اذا خلصوا من النار يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار القنطرة هي الجسر وعليه فاختلف العلماء اهذا جسر اخر غير الصراط الذي سبق فالصراط ماذا جسر كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم جسر منصوب على جهنم هل هو صراط او عفو؟ هل هو جسر اخر ام هو جزء من الصراط لكنه من الجهة التي تلي الجنة اختلف العلماء في هذه المسألة الى قولين والاقرب والله تعالى اعلم ان القنطرة جسر مستقل ويدل على هذا امران اولا ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر في حديث ابي سعيد انهم اذا خلصوا من النار انفقوا على هذه القنطرة والسؤال متى يخلص الانسان من النار اسأل الله ان يخلصنا منه متى حينما يمر الانسان على الصراط اما في اثناء مروره اذا كان لا يزال على هذا الجسر الذي هو الصراط فلا يقال في حقه انه خلص من النار واضح؟ الامر لم يزل لكن اذا انتهى وعبر يكون ماذا خلص من الصراط. اذا هذه قرينة او هذا دليل اول على ان القنطرة ماذا جسر مستقل الدليل الثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر في شأن الصراط انه منصوب على جهنم اليس كذلك واخبر في القنطرة انها بين الجنة والنار وفرق بين اللفظين فرق بين جسر على جهنم وجسر بين الجنة والنار فالاقرب اذا ان القنطرة جسر مستقيم وعلى اي شيء تكون هل تكون على شيء كما كان الصراع او كما جاء في الصراط انه على جهنم او تكون على لا شيء يعني ليس ثمة هون تحت ذلك الله سبحانه وتعالى اعلم وابن كثير رحمه الله في البداية ذكر ان هذه القنطرة ربما تكون على هول اخر لا نعلمه واقول هذا امر غيبي الله سبحانه وتعالى اعلم على اي شيء يكون هذا الجسر على اي شيء تكون هذه القنطرة؟ نقول ماذا الله تعالى اعلم المهم ان الذين خلصوا من النار يوقفون على هذا الجسر ومن هؤلاء الذين يوقفون ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح ان الذين يوقفون على هذه القنطرة هم المؤمنون الا صنفين اثنان مستثنون لا يوقفون على هذه القنطرة الصنف الاول من اوبق بعمله فسقط قلنا واظن ان هذا تحصيله حاصل لاننا نتكلم عن من الذين خلصوا من النار تجاوزوا الصراط المهم ان هؤلاء بكل تأكيد لن لن يكونوا على هذه القنطرة هذا واحد. ثانيا قال والذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وهذا ظاهر لان الذي يكون على الصراط لان الذي يكون على القنطرة اقتصاص فهو نوع حساب وهؤلاء لا حساب عليهم نسأل الله ان يجعلنا منهم ويبقى البحث بعد ذلك لاي شيء يوقفون قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنهم انهم يوقفون على هذه القنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض وفي بعض الروايات لاثبات التاء فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا. فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم بدخول الجنة قال صلى الله عليه وسلم والصحيح ان تتمة الحديث من كلامه عليه الصلاة والسلام قال فوالذي نفسي بيده لاحدهم اهدى بمنزله في الجنة من منزله كان في الدنيا ارأيت خروجك الان من المسجد الى بيتك هل تحتاج الى ان تسأل عن الطريق او ان تستعمل هذا الجهاز الذي يبين لك الخريطة نعم كلمة لنا لان الامر معلوم عندك تلقائيا يعني حتى لو انك اه كنت مشغولا اه او على سبيل المبالغة اغمق عينيك ان تصف النبي صلى الله عليه وسلم يخبر وما احسن ما اخبر ملح اقسم عليه الصلاة والسلام ان واحد هؤلاء الذين من الله عز وجل عليهم بالنجاة يدخل الجنة فيصل الى منزله في الجنة اهدى او اوضح ابين طريقه الى بيته من طريقه الى بيته الذي كان الدنيا نسأل الله عز وجل ان يهدينا هذه الهداية هذه ثمرة الهداية التي تكون في الدنيا من اهتدى الى الحق الى توحيد الله الى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم الى التزام شرع الله عز وجل ان يبشر بتلك الهداية ذلك جزاء من اهتدى في الدنيا المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان ذلك الايقاف على القنطرة لاجل ماذا الاقتصاص ولهذا الاقتصاص غاية وهي ان يهذبوا وينقوا حتى يكونوا طيبين فلا يدخل الجنة الا طيب طبتم فادخلوها خالدين ربما تكون في النفوس حزازات ربما يكون في النفوس ما فيها فينقون في ذلك المقام ومن لطيف ما فعل البخاري رحمه الله في صحيحه انه اورد قوله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل في اثناء اسناد هذا الحديث وهذا ليس له نظير فيما اعلم انه جعل هذه الاية في ماذا في اثناء اسناد الحديث فكان الامام رحمه الله اراد ان يبين ان هذا من بعض تفسير الاية. الحديث الاتي من بعض تفسير الاية ونزعنا ما في صدورهم من غل. اذا يوقف المؤمنون على هذه القنطرة اذا عبروا وسلموا وسلموا من النار مروا على الصراط يوقفون على هذه القنطرة فيقص لبعضهم من بعض مضى طالب كانت بينهم في الدنيا والله تعالى اعلم كيف يكون الامر هل هو اختصاص لمظالم متبادلة يعني هذا له على هذا مظلمة وهذا له على هذا مظلمة او ان ثمة ضال ومظلوم فقط الحديث يحتمل الامرين المقصود ان هذا الاقتصاص حاصل ولا بد ولكن هذا الاقتصاص لا يترتب عليه دخول النار هذا امر قطعي اذا هذا اختصاص اخر غير الاقتصاص الذي في عرصات القيامة اذا الاقتصاص في ذلك اليوم يكون في موضعين الاول في عرصات القيامة قبل ذلك قلنا موقف القصاص قبل قبل موقف الصراع وثمة اختصاص اخر بعد الصراط والثاني لا يترتب عليه دخول النار ما الدليل الدليل على هذا ما ثبت في صحيح مسلم وهو قوله صلى الله عليه وسلم اتدرون من المفلس قالوا المفلس الذي لا دينار عنده ولا درهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ولكن المفلس الذي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وقذف هذا وسفك دم هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناتك فاذا فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم وطرحت عليه ثم طرحت النعش ايه ده لا الاقتصاص يترتب او قد يترتب عليه ماذا ها دخول النار ونحن نقطع ان الثاني لا يترتب عليه دخول النار لم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا خلص المؤمنون من النار اخبر بخلوصهم من النار وخلوصهم من النار يكون من خلال ماذا عبورهم او اجتيازهم نسرة اذا هذا اختصاص ثاني الله اعلم كيف يكون الحال فيه؟ لكن له غاية وحكمة وهي اصول ماذا تحديد النفوس وتنقيتها. ليتحقق قوله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل ولا اله الا الله كم تحمل الصدور في الدنيا من انا لله وانا اليه راجعون بفضل الله ومن رحمته بالعظيم بل من عظيم نعمة الله على المؤمنين في الجنة ان نفوسهم ماذا سليمة على بعضهم قلوب وصدور بعضهم على بعض سليمة وهذا والله من اعظم السعادة ان يعيش المؤمن تلك العيشة الهنية الخالدة وصبره ماذا سليم ونزعنا ما في صدورهم من غل اسأل الله عز وجل ان يسلم صدورنا في الدنيا والاخرة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض. فاذا هذبوا ونقضوا اذن لهم في دخولهم الجنة واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم. واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم عندنا هنا مسألتان اذا انتهى او انقضى موقف القنطرة او موقف الوقوف على القنطرة فانه لم يبقى الا دخول الجنة لكن المؤمنين يجدون ابواب الجنة مغلقة غير مفتوحة فماذا يصنعون اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث ابي هريرة ومن حديث خليفة رضي الله عنهما ان المؤمنين يطلبون شفيعا الى الله عز وجل في فتح ابواب الجنة فيذهبون الى آدم عليه السلام فيقولون يا ابانا الا تستفتح لنا باب الجنة فيقول لست بصاحب ذلك ثم يرشدهم الى ابراهيم عليه السلام يقول ائتوا ابني ابراهيم وابراهيم عليه السلام يعتذر فيقول لست بصاحب ذلك اذهبوا الى موسى فيعتبر موسى ويقول لست بصاحب ذلك اذهبوا الى عيسى فيذهبون اليه فيقول لست بصاحب ذلك اذهبوا الى محمد صلى الله عليه وسلم فيذهبون قال النبي صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له اذا هذا نوع من الشفاعة يشبه او قريب من الشفاعة في ماذا في فصل القضاء اللهم الا ان هذا الحديث لم يرد فيه ذكره نوح عليه السلام هكذا جاءت الرواية فالله عز وجل اعلم. جاء فيه انهم يذهبون الى ادم ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم الى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح انا اول شفيع في الجنة قال عليه الصلاة والسلام انا اول من يقرع ابواب الجنة. كلها في الصحيح اذن يشفع النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه حتى تفتح ابواب الجنة لاهلها. اسأل الله ان من اهلها فتفتح فيكون النبي صلى الله عليه وسلم اول الانبياء دخولا الجنة وتكون امته اول الامم دخولا الجنة. كما ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم لعل هذا القدر فيه كفاية اسأل الله عز وجل ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل وان يجعلنا مباركين اينما كنا. وان يغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها. واولها واخرتها واخرها ان ربنا لسيع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان هل لاصحاب الاعراف علاقة باهل القنطرة ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله ان اهل الاعراف يكونون على القنطرة وهذا ما لا اعلم دليلا عليه بعض المسائل يعني سبق الكلام فيها فلا ادري لماذا يعاد فيها السؤال حكم من يعتقد انه لا عذاب في القبر الادلة على ثبوت عذاب القبر ونعيمه ثابتة في كتابي وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم في احاديث متواترة اه كما قد علمنا تفيد العلم القطعي لثبوت هذا الامر وهذا ما اجمعت عليه الامة قاطبة سابقا ولاحقا ولم يخالف في هذا الا شذاذ من اهل البدع ومن انكر هذا فانه يكون مكذبا لله جل وعلا ومكذبا لرسوله صلى الله عليه وسلم فاذا كان ثمة من هو كذلك فعليه ان يذكر بالله عز وجل وان تذكر له هذه الادلة من الكتاب والسنة فان اصر على تكذيب تلك الايات واصرح منها تلك الاحاديث فان هذا لا شك انه مكذب ب اه كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وقد اجمع المسلمون على ان من كذب النبي صلى الله عليه وسلم