وحسن الصنع هذا امر لا يمتار فيه احد ولا يشك فيه الا من غلب عليه الهوى في كل شيء في كل ذرة من ذرات الكون تظهر حكمة الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره والايمان ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فانتقل المؤلف رحمه الله الى فصل جديد وموضوع جديد وان كان ما اظاف كلمة فصل كما هي عادته لكنه موضوع جديد فانه ناسب بعد ان انتهى من الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر نسب ان يذكر الركن السادس والاخير وهو الايمان بالقدر وهذا الباب باب مهم وعظيم ولا يخفى على طالب العلم ان موضوع القدر ادق مباحث الاعتقاد لان فيه بعض المسائل التي تحتاج الى ان يوغل الانسان فيها برفقه لا سيما ما يتعلق بموضوع الحكمة والتعليل والهداية والاضلال لا شك ولا ريب ان الواجب على كل مسلم ان يتنبه حينما يلج الى هذا الموضوع الى ان النجاة فيه والعصمة والتوفيق انما تكون بعون الله لمن سار في هذا الباب على مقتضى ما دلت عليه ادلة الكتاب والسنة القدر بحر لا ساحل له والشريعة فيه سفينة النجاة فمن ركبها نجا ومن تخلف عنها فهو من المغرقين وما اكثر المغرقين الذين ضلوا وانحرفوا بسبب عدم اعتصامهم بالكتاب والسنة في هذا الباب العظيم ولاجل هذا اوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالامساك عن الخوض في هذا الباب بما زاد على ادلة الكتاب والسنة فقد جاء عند الطبراني وحسن هذا الحديث الحافظ الحافظ ابن حجر والعراقي وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم انه قال واذا ذكر القدر فامسكه واذا ذكر القدر فامسكه والمقصود ها هنا الامساك عما زاد على دلالات الكتاب والسنة فما نطقت به الايات والاحاديث وجب الاخذ به واعتقاد موجبه وما زاد على ذلك كان من المتعين على الانسان ان يقف ويسكت ولا يخوض كف عن الخوض فيما زاد عما دلت عليه ادلة الكتاب والسنة ولا سيما ما تعلق بتعليل افعال الله عز وجل فان قوما راموا الوقوف على كل التفاصيل التي ترجع اليها احكام الله سبحانه وتعالى في شرعه وقدره فضلوا وانحرفوا قال ابو العباس رحمه الله في تأية القدر واصل ضلال الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلتي فانهم لم يفهموا حكمة له فساروا على نوع من الجاهلية وهذا بينوا لمن تدبر احوال الناس في هذا المقام العظيم وهذا الباب ينبغي يرعاك الله ان تلاحظ فيه مقدمات ممهدات هي عاصمة بتوفيق الله عز وجل عن الزلل قبل ان تخوض في باب القدر عليك ان تستوعبها وعليك ان تستحضرها عند النظر في مسائل القدر عليك اولا ان تعلم ان الله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم فهمت موضوع القدر او لم تفهمه فاعلم يا رعاك الله ان الله لا يظلم الناس شيئا ان الله لا يظلم مثقال ذرة ان الله لا يظلم الناس شيئا يقينك بهذا الامر يريحك كثيرا ان اشكلت عليك المسائل في باب القدر ثق وايقن واعتقد ان الله تعالى عدل لا يظلم فهمت موضوع القدر او لم تفهمه هذا اولا وثانيا عليك يا رعاك الله ان توقن وتعتقد بان الله سبحانه حكيم في فعله وخلقه وفي شرعه فالله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة في كل ما يقدر وفي كل ما يحكم وفي كل ما يشرع الله عز وجل حكيم يعني ذو الحكمة له الحكمة البالغة فهمت تفاصيل ذلك او لم تفهمه وهذا من الامر المهم الذي ينبغي ان يكون منك على ذكر يا ايها المسلم لله عز وجل الحكمة البالغة ونحن قد علمنا هذا اجمالا وتفصيلا في بعض الاشياء وغاب عنا العلم بحكمة الله عز وجل في تفاصيل اخرى والقاعدة في هذا الباب اننا نستدل بما علمنا على ما جهلنا انتبه لهذه القاعدة القاعدة في هذا الباب اننا نستدل بما علمنا على ما جهلنا وقد علمنا قطعا ان الله سبحانه وتعالى له حكمة بالغة ثبت هذا عندنا في الاجمال وثبت عندنا هذا في كثير من التفاصيل وقفنا فيها ورأينا باعيننا حكمة الله تبارك وتعالى في هذه التفاصيل التي شرعها او في هذه التفاصيل التي قدرها اذا ما غاب عنا علمه فاننا نوكله الى ما علمناه وهو ان لله حكمة سواء علمناها او جهلناها اذا متى ما وسوس ابليس اللعين في نفس الانسان لم قدر الله علي كذا ولما ابتلاني الله بكذا ولما هدى الله فلانا واضل فلانا لما ولما ولما هنا استحضر اولا ان الله عدل لا يظلم واستحضر ثانيا ان لله في ذلك حكمة بالغة فهمتها او جهلتها وها هنا مغالطة قد ينفذ من خلالها شياطين الانس او شياطين الان وهي انهم يوسوسون بان جهلنا بالحكمة يعني عدمها يعني يستدلون على العدم بالجهل وهذه مغالطة عقلية عدم علمنا بالشيء ليس علما بعدمه عدم العلم ليس علما بالعدم وبالتالي كوننا نجهل حكمة الله سبحانه وتعالى في شيء ما لا يعني بحال انه خلي عن الحكمة فان له حكمة وان كن نجهلها ونحن نقطع ان الله سبحانه وتعالى حكيم متصف بالحكمة وعلمنا هذا في تفاصيل كثيرة اذا فلنحل هذا الذي جهلناه على على ما علمناه وبالتالي لم يكن جهلنا بالحكمة دليلا على عدمها وهذا الموضوع موضوع غاية في الاهمية في كل زمان ولا سيما في هذا الزمان فان كثيرا من اهل الضلال والشر يشككون الناس في دينهم ويشككون الناس في ربهم من خلال هذا الموضوع حتى ان من ضعاف الايمان من يستجيب الى هذه الدعوات الضالة فيكون في نفسه قدر كبير من الشك والريب حتى انه قد يخرج الى نوع من النفاق بل ربما يرتد ويلحد والعياذ بالله وهذا واقع يعرفه من عرف احوال الناس هذا الموضوع تنبه فيه يا رعاك الله الى انه من ادق المسائل وان ثبوت حكمة الله سبحانه وتعالى امر قطعي لا شك فيه وان جهل الانسان بالحكمة لا يعني عدمها وان استيعاب كل تفاصيل حكمة الله عز وجل امر فوق طاقة الانسان انى يكون ذلك يا عبد الله كيف يحيط الانسان العاجز الناقص بحكمة الغني الحكيم العليم الواسع سبحانه وتعالى اذا كنت يا عبد الله تجهل كل حكمة فعل لمخلوق مثلك فكيف تروم ان تحيط بحكمة الله عز وجل في كل ما يفعل ويقدر تأمل يا رعاك الله في قصة موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام كيف ان موسى عليه السلام كما في القصة المعلومة في سورة الكهف جهل الحكمة في الامور الثلاثة التي كانت من الخضر اليس كذلك وموسى من هو نبي الله ورسوله وكليمه احد اولي العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام ومع ذلك فانه جهل الحكمة فيما فعله مخلوق مثله بل دونه ثم لما بين له الخضر لما فعل ما فعل اتضح ان ثمة ماذا ان ثمة حكمة فيما فعل فاذا كان ذلك كذلك في شأن مخلوق مثلك يا عبد الله فكيف تطلب وتطمع ان تحيط علما بحكمة الله سبحانه وتعالى في كل شيء بل ان من الناس من يتوقف فلا يفعل ما امر ولا ينتهي عما نهي حتى يعرف الحكمة اذا قيل له يا عبد الله افعل فالله امر وانتهي رسوله صلى الله عليه وسلم نهى قال مباشرة ما الحكمة فان بينت له الحكمة ثم اقتنع بها ربما سمح الاستجابة وربما ماذا وربما توقف وهذا ارث من ارث الجاهلية من كانت حاله كذلك فليبشر بانه صار مشابها للمشركين الم تسمع الى قول الله عز وجل عنهم سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها جهلوا حكمة الله سبحانه وتعالى في هذا الامر فانكروا وسخروا ومن الناس من يقد يشابههم في ذلك حذاري يا عبد الله الله عز وجل له الحكمة البالغة وجهلك بها راجع الى ضعفك الى نقص علمك لا الى عدمها ولا يمكن بحال ان يكون الامر خلاف ذلك تأمل يا رعاك الله ما رأيكم في هذا الجهاز هل هو جهاز متقن واتقانه دليل على ان صانعه ذو علم وخبرة اجيبوا هذا شيء لا اظن ان احدا يخالف فيه. اليس كذلك طيب فما رأيكم اذا قلت وانا انسان جاهل بصناعة الهواتف ولا علم لي في هذه المسائل فقلت ها هنا يوجد فتحة لا اعلم الحكمة منها اذا هذا جهاز رديء سيء لا قيمة له اهذا كلام مقبول هل احد يوافقني على ذلك كوني ارى بام عيني جودة هذا الجهاز واتقان صنعه والمنافع الكثيرة المترتبة عليه ثم ثم انني اجهل جزءا من اجزائه فاحكم عليه بانه جهاز رديء وان صانعه جاهل بل ما رأيكم لو قلت انه لا صانع له عدم علمي بالحكمة يعني انه لا صانع له اتدري يا عبد الله ان اناسا يعيشون على وجه الارض يتكلمون بهذا المنطق ولا مانع من الوقوف عند هذا الموضوع فانه من الاهمية بمكان اليوم الملاحدة اتباع هذا التيار الذي يجتاح العالم كثيرا لا كثرهم الله هؤلاء من اوسع الاودية التي يدخلون الى الناس من خلالها موضوع الشر او ما يسمونه مشكلة الشر او ما يسمونه معضلة الشر يقولون باختصار ان وجود الشر في العالم دليل على عدم الحكمة وعدم الحكمة دليل على انتفاء الخالق بهذا الترتيب وجود الشر في العالم يقولون يوجد شرور يوجد فقر يوجد قتل يوجد مصائب يوجد زلازل يوجد براكين يوجد افات كثيرة في هذا العالم وهذا الحق وجود هذه الشرور والافات دليل على ها عدم الحكمة الحكمة تقتضي ولابد عدم وجود الشرور طيب واذا كان ذلك كذلك قالوا هذا دليل على عدم وجود خالق بهذه المغالطة ينفذون الى التأثير على شريحة من الجهال الذين ما رسخوا في العلم والمعرفة وهذا الكلام لا شك في انه من اقبح الاستدلالات ومن اكثرها هجنة ان مسألة الحكمة اولا انما هي بحث في الصفة لا بحث في الذات انتبه هذا الى هذا اولا. البحث في الحكمة بحث في ماذا في الصفة وليس بحثا في الذات بحث في صفة الله وليس بحثا بذات الله عز وجل وهذه تكفي في نسف هذا البحث من اوله الى اخره هب تسليم جدلي في مقام المناظرة هب انه لا حكمة فكان ماذا هو خالق وان لم يكن متصفا بالحكمة تعالى الله عن ذلك بل الله عز وجل الحكيم ذو الحكمة البالغة. هذا اولا. ثانيا الله عز وجل قد دلنا على كمال حكمته من خلال هذه المخلوقات المشاهدة من هذه الايات البينة الواضحة كل ذي عقل بل حتى المجانين يسلمون بان هذا الكون بغاية الاتقان تنطق هذه الذرات كلها شاهدة بان خالقها هو العليم القدير الحكيم سبحانه وتعالى وبالتالي كان علمنا بهذا علما قطعيا ثم اذا وقفنا على شيء من الشرور وسلمنا جدلا باننا ما فهمنا له حكمة فان هذا لا يمكن بحال ان يعارض الاصل القطعي الذي وصلنا اليه اضرب لك مثلا ارأيت لو انني دخلت معك في قصر في غاية الجمال والروعة يحتوي على مئات الغرف المؤثثة باحسن اثاث واجمله واخذنا نتجول في هذا القصر قصر جميل في الداخل وفي الخارج ثم اننا فتحنا غرفة من الغرف فوجدنا فيها اثاثا مبعثرا ما رأيك لو قلت لك وجود الاثاث المبعثر في هذه الغرفة يعني ان صانع او ان باني هذا القصر ليس متصفا بالحكمة وبالتالي فانه غير موجود هذا القصر بني من غيري بان فما رأيكم هذا هو الاستدلال نفسه اليوم الخير تراه بعينك كثيرا على وجه الارض كل ما على وجه الارض يظهر اتقان الله عز وجل الذي اتقن كل شيء سبحانه وتعالى. صنع الله الذي اتقن كل شيء ثم انهم وقفوا على حالات قالوا انها شرور لا نعرف الحكمة فيها فحكموا على هذا الكون كله بانه ماذا لا خالق له اهذا يقوله عاقل يا جماعة وجود غرفة مبعثرة الاثاث يعني ان من صنع واثث هذا القصر غير حكيم وبالتالي هو معدوم احدا يقوله عاقل لا يقوله عاقل بل ان وجود هذا القصر دليل على بانيه واتقانه دليل على حكمته ووجود هذه الغرفة على هذه الحال لا يقدح في كونه ماذا لا يقدح في كونه حكيما اضرب لك مثلا اخر هذا الجهاز لنفترض انني صنعته لك صنعته انا. جهاز متقن يسجل الكلام هذا جهاز متقن جيد طيب تسلمون نعم تسلمه. طيب ما رأيك اذا جئتك به وسلمت لي بانني ذو اتقان في الصنعة انسان افهم واجيد اه صناعة هذه المخترعات الحديثة ثم اتيتك بعد ذلك بجهاز اخر لكنه رديء ليس متقنا كهذا ايصوغ في عقل ان تقول بما ان هذا رديء اذا هذا لا حكمة فيها بما ان هذا رديء هذا ماذا لا حكمة فيه تستدل برداءة هذا على نفي الحكمة في هذا اهذا معقول اجيبوا يا جماعة غير معقول وجود الرداءة هنا لا يقدح في الحكمة والاتقان هنا وانما نبحث لماذا هذا رديء ربما ما توفرت لي الاسباب والمعدات او المال ربما انني اصبت في عقلي مثلا آآ ضعف عندي التركيز ربما انني فعلته عن عن قصد ربما اريد ان اصنع جهازا رخيصة صح ولا لا ربما اريد ان اختبر به تلاميذي وطلابي يمكن ان نعدد لك مئة حكمة بسبب وجود رداءة صنع هذا الامر هكذا الملاحدة وجدوا شرا او شرورا ويقابلها اعداد لا متناهية من الخير فحكموا على هذا العالم بانه فاقد لماذا فاقد للحكمة وبالتالي نفوا وجود الخالق سبحانه وتعالى وهذا ضلال ليس فوقه ضلال اعلم يا عبد الله ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لحكمة بالغة ومن ذلك وجود الخير ووجود الشر الشر خلقه الله عز وجل لان الله خالق كل شيء وله في ايجاده حكمة بالغة ولو اخذنا نعدد الحكمة التي تترتب على وجود الشر مما علمناه بعلمنا الضئيل القليل جدا لطال المقام كثيرا فكيف ونحن نعلم ان علمنا بحكمة الله سبحانه وتعالى لا يتجاوز اقل من قطرة ماء في بحر متلاطم واسع الله عز وجل بتقديره هذا الشر يوجد الخير ويترتب الخير الله عز وجل اذا قدر وجود المصائب والمحن والبلايا فانه قد رتب على هذا لاهل الايمان الاجر العظيم وتكفير السيئات الله عز وجل بالمصائب يبتلي والله عز وجل بالمصائب يكفر والله عز وجل بالمصائب يثيب والله عز وجل بالمصائب يرفع الدرجات اليست هذه حكمة ارأيت يا رعاك الله لو قلت لك ان صبرت على وخزتي دبوس لمدة خمس ثوان فانني ساعطيك مقابل ذلك مليون ريال توافق طبعا ما في شيء من هذا ولا املك هذه المبلغ لكن العقل ماذا يقتضي الصبر على المؤلم لما يترتب على ذلك من ثواب عظيم هذا المعنى مقبول عقلا ام لا اعيد الصبر على المؤلم لما يترتب عليه من ثواب عظيم مقبول عقلا ام لا اجيبوا مقبول عقلا فاذا ما قارنت يرعاك الله الثواب الجزيل والاجر العظيم الذي يترتب على صبر الانسان على ما يبتلى به في الدنيا من المصائب وجدت انه لا مقارنة مع المليون ريال صح ولا لا لا مقارنة وموضع صوت احدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها كم المساحة التي يأخذها الصوت العصا كم ياخذ كم تأخذ هذه العصا مساحة من الارض ها شيء لا يذكر اليس كذلك هذا الموضع فيما يقابله من الجنة خير من الدنيا وما عليها فكيف بعد ذلك يستشكل حصول المصائب في الدنيا ان الصبر على المؤلم لما يترتب عليه من ثواب جزيل امر مقبول عقلا يسهل عليك فهم الموضوع اذا علمت ان الله عز وجل خلق هذه الدار خلق هذه الدنيا للابتلاء لا للاسعاد اذا فهمت هذا هان لك او هان عليك فهم الموضوع الله خلق هذه الدار لم للسعادة والهناء والتنعم والتلذذ او للابتلاء الذي خلق الموت والحياة ها ليسعدكم لتنعموا فيها او ليبلوكم وبالتالي من لازم الابتلاء وجود المصائب والمؤلمات اذا القوم لما كان نظرهم مقصورا على هذه الحياة الله عز وجل وصف الكفار بقوله وفرحوا بالحياة الدنيا ما عندهم ما عندهم نهمة ولا عندهم رغبة ولا عندهم همة الا في حدود ماذا هذه الحياة ولذلك يريدونها لذات تامة بلا منغص وعند ادنى خدش او وخز تطير طائرتهم ها ولكن المؤمن نظره للامور نظر ماذا مختلف. اذا ابتلي اذا اصيب بمصيبة فانه مباشرة يحمد الله ويصبر ويسلم ويرضى لانه يعلم انه سيترتب على هذا خير عظيم ولانه يعلم ان وجوده في هذه الحياة وجود مؤقت وان وجوده في هذه الحياة لاجل حصول الابتلاء والامتحان. ولذلك فانه لا يتكدر عليه الامر ثم اي قيمة لخير بلا شر تأمل الى هذه النقطة. القوم يقولون يجب بمقتضى الحكمة ان تكون هذه الارض. ان تكون هذا هذه الدنيا. ان يكون هذا الكون خيرا محضا لو كان الامر كذلك اشعرنا بالخير ادركنا قيمة النعمة احسسنا بسعادة الجواب؟ لا لن تعرف النعمة الا اذا عرفت النقمة ولن تدرك قيمة الخير الا اذا عرفت الشر. اسألك متى تعرف ان الخط معوج اذا عرفت الخط المستقيم اليس كذلك يعني لو كان اه الخط مستقيما لو ما عرفنا الا خطا مستقيما فقط ما وجد في هذه الدنيا الا خط مستقيم فقط هل كنا نعرف انه مستقيم ها كنا سنحكم على كل خط هذا خط مستقيم اجيبه متى عرفنا انه خط مستقيم لما وجد خط معوج ادركنا ان هذا خط مستقيم. اذا قيمة الخير لا تظهر الا بوجود ضده ولاجل ذلك كان من حكمة الله سبحانه وتعالى ان اوجد الشر حتى يعرف الخير ثم القوم يقولون وجود الشر دليل على انتفاء الخالق هكذا يقولون اليس كذلك طيب السؤال كم النسبة المئوية بين الخير والشر في الواقع والوجود كم النسبة كم نسبة المرضى بالنسبة للاصحاء في العالم في البشر كم نسبة الفيضانات بالنسبة لعدم الفيضانات كم نسبة الزلازل؟ يعني لو حسبنا الوقت الدقائق التي اخذتها الزلازل في جميع الاوقات في عمر الارض كم نسبتها بالنسبة لاستقرار الارض كم نسبة وجود الافات التي تصيب الزروع او التي تصيب الهواء او التي تصيب كثيرا مما يكون في هذا الكون بالنسبة الى وجود الخير وجود الهواء وجود الماء وجود الغذاء كم النسبة؟ الجواب نسبة الشر بالنسبة للخير نسبة ماذا ضئيلة قليلة وبالتالي العقل يقتضي انه اذا كان على ما زعموا وجود الشر دليل على انتفاء الخالق العقل يقتضي ان وجود الخير دليل على وجود الخالق صح ولا لا يا جماعة اعيد هم يزعمون ان وجود الشر دليل على انتفاء الخالق هكذا يقولون اذا بالضرورة وجود الخير دليل على وجود الخالق والسؤال ايهما اكثر؟ الخير او الشر الخير. اذا اي الدليلين اقوى المثبت لوجود الله او النافل لوجود الله المثبت لوجود الله اذا كان هذا الدليل حجة عليهم لا لهم يمكن ان نقلب الدليل وهذه الحجة عليهم على كل حال هذا الموضوع يرعاكم الله موضوع مهم لا تستطل الكلام فيه فان من ادرك او احاط بشيء من المعرفة للواقع يعلم ان هذه المشكلة او ان هذا الموضوع فيه اشكال كبير عند كثير من الناس ومن عوفي فليحمد الله من عوفي فليحمد الله طيب قلت ان ثمة مقدمات ممهدات لابد من استحضارها قبل البحث في مسألة القدر. اولا ان الله تعالى عدل لا يظلم. ثانيا ان لله الحكمة البالغة الامر الثالث ان عقل الانسان وعلمه محدود وبالتالي عليه ان يتصف بالتواضع وان يعرف قدره ولا يطلب البحث فيما هو فوق طاقته مشكلة كثير من الناس الذين ضلوا عن الحق هو الغرور غرور الانسان يورده الموارد يرعاكم الله كونه يظن في نفسه انه يمكن ان يعرف كل شيء وبالتالي ان يحكم على كل شيء هذا باب يوصل الى الضلال والانحراف كثير من الذين ضلوا في هذا الباب او في غيره اتوا من هذا الباب اتوا من هذه هذه المشكلة وهي الغرور غرور النفس ظنوا انهم ماذا يستطيعون بعقولهم ان يفهموا كل شيء وان يستوعبوا كل شيء وان يدركوا كل شيء وبالتالي ان يحكموا على كل شيء يقولون هذا فيه حكمة هذا ما فيه حكمة هذا صواب هذا خطأ هذا ينبغي ان يكون وهذا لا ينبغي ان يكون وهذا وغرور وهذا خطأ كبير بل على الانسان ان يدرك انه محدود محدود العلم محدود الادراك وبالتالي فانه لا يمكن ان يخوض فيما هو اكبر من علمه وقدرته وطاقته ما رأيكم لو انني اتيت الى عالم من علماء الرياظيات يحل مسألة من اعقد مسائل الرياظيات من الدرجة الثالثة ولا الرابعة ولا ايش يقولون ها يعني كتب سبورة كاملة بالارقام فجئت وانا جاهل بهذا الفن وهذا العلم وقلت لا انت ليش وضعت اثنين؟ كانوا ينبغي ان تكتب ثلاثة هذا الكلام غلط تصرفي هذا مقبول لماذا يا اخي انا انسان وعندي عقل وافهم ماذا سيقول الناس عني هذا ليس من تخصصك انت لا تفهم في هذا الباب هذا فوق طاقتك فوق قدرتك. كل الناس ستضحك مني صح ولا لا طيب مثال اخر ما رأيك لو انني ركبت الطائرة؟ وجئت الى آآ قمرة القيادة والطائر اه الطيار يعني يقود الطائرة وقلت يا اخي انت ليش تضغط هذا؟ المفروض ما تضغط هذا المفروض تضغط هذا. المفروض لا تفعل كذا. ترى هذا ما له داعي وانا انسان لا افهم في الطيران ولا اعرف الطيران ولا درست الطيران ما رأيكم تصرفي مقبول عقله لماذا تتهموني باني فاقد للعقل اجيبوا يعني قبل ان اقول ما اقول هل انا انسان لا عقل لي عندي عقل ولكن هذا الذي اتكلم فيه الان شيء ماذا فوق طاقتي وفوق قدرتي انا انسان محدود ما عندي علم بكل شيء ولا استطيع ان احيط علما بكل شيء موجود لاحظ انني اتكلم في الموجودات لا في الغيبيات الى الان ما جئنا للغيبيات نحن نتكلم فقط في ماذا في الموجودات في العلوم المتداولة التي هي عند الناس مبذولة ويمكن لو تعلم الانسان ان يعرف شيئا منها. لكن لا يمكن لكل انسان او لا يمكن لانسان ان يحيط علما بكل علم وبكل تفاصيل الصناعات وبكل تفاصيل المخترعات وبكل تفاصيل المسائل الحسابية والفيزيائية والكيميائية وغيرها. صح ولا لا طيب بالتالي اذا كان هذا غير اذا كان هذا غير مقبول ان تعترض او تحكم على اشياء واقعية ومذهولة ويدركها اناس مثلك لانك فاقد للاهلية فكيف يا رعاك الله تريد ان ان تدرك وان تحكم على شيء من امور الغيب التي مرجعها الى علم الله عز وجل وحكمته لو جمعنا علوم البشر جميعا بل لو جمعنا علوم الانس والجن وعلوم الملائكة وكل ما خلق الله سبحانه وتعالى فانها ليست بشيء امام علم الله عز وجل قال موسى عليه السلام للخضر حينما نقرت عصفورة في البحر قال ما علمي وعلمك في علم الله الا كنقرة هذا العصفور من البحر اذا علينا ان نتحلى بالتواضع علينا ان ندرك قدر انفسنا ولا نخوض بها في بحار متلاطمة لا يمكنها الوصول اليها يا اخوتاه كل البشر كلهم ما ادركوا كل شيء عن بعوضة بعوضة واحدة بل كل البشر عاجزون عن فهم جسم الانسان نفسه هل تعلم ان خلية واحدة الجسم فيه خلايا صح ولا لا خلية واحدة يقول احد علماء الغرب حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء يقول خلية حية واحدة من جسم الانسان اشد تعقيدا من مدينة نيويورك تعرفون مدينة نيويورك يقولون اكبر مدينة في العالم معقدة جدا يقول خلية واحدة فقط اشد تعقيدا من مدينة نيويورك تدري كم خلية في جسم الانسان الناس كلهم عاجزون عن ادراك العدد حتى هذه اللحظة ما ما احد يدري كم عدد خلايا جسم الانسان؟ هناك اجتهادات من العلماء بعضهم يقول انها عشرة تريليون خلية وبعضهم يقول مئة تريليون خلية تدري ايش معنى تريليون كم التريليون ها مليون مليون او الف مليار يعني واحد ظع امامه كم صفر اثنا عشر ضع امامه اثني عشر صفرا هذه عدد خلايا الجسم يعني اذا قالوا عشرة او قالوا مئة او قالوا فيما بين ذلك. بعضهم يقول سبعين بعضهم يقول سبعة وثلاثين تريليون هذا جسم الانسان فقط الذي هو اكثر الاشياء التي نراها ونحس بها جسمك اذا كنت عاجزا عن ادراكه كيف تطلب بعد ذلك؟ علم الغيب الذي يرجع الى علم الله عز وجل وحكمته اذا اعود فاقول اذا اردنا ان ندرس باب القدر علينا ان نتحلى بالتواضع وان نعلم قدر انفسنا الامر الرابع او الوصية الرابعة او المقدمة الرابعة عليك يرعاك الله اذا خضت باب القدر ان تراعي الادب مع الله سبحانه وتعالى الرب رب والعبد عبد اذا وانت تبحث في هذا الموضوع تذكر ذلك فان من الناس من اذا بحث في هذا الباب خرج بسبب خفة ورعونة الى شيء من سوء الادب مع الله سبحانه وتعالى فيسأل بصفاقة ووقاحة احيانا لم فعل الله كذا يضع رجل على رجل ويقول ما الحكمة من وجود كذا وكذا مما قدر الله. انتبه يا عبد الله انت تتكلم عن ماذا انت تتكلم عن قدر الرب العظيم وانت العبد الفقير الى مولاك اذا تأدب مع الله سبحانه وتعالى واعلم ان الله عز وجل لقدرته وقهره ولعلمه وحكمته ورحمته لا يسأل عما يفعل وهم يسألون اذا الله الله بمراعاة مقام الادب مع الله سبحانه وتعالى اذا خضت في هذا الموضوع تذكر انك عبد وانك تتكلم عن قدري ربك العظيم سبحانه وتعالى هذه مقدمات احوجنا الى البحث فيها ما نحن مقبلون عليه من الكلام في مسائل القدر فاسأل الله عز وجل ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته كما اسأله تبارك وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان يعيذنا من مضلات الفتن اللهم انا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان