بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة قدر خيره وشره. نعم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمد محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. قال المؤلف رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره. الايمان بالقدر ركن من اركان الايمان. والادلة قد دلت في هذا الباب على ثبوت القدر وعلى وجوب الايمان به. الحجة في هذا الباب ترجع الى هاتين الدلالتين. اثبات قدر ووجوب الايمان به. اما اثبات القدر فدل عليه نحو قوله تعالى كل شيء خلقناه بقدر وثبت في صحيح مسلم ان طاووسا التابعي الجليل رحمه الله قال ادركت اناسا من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون كل شيء بقدر قال وسمعت عبدالله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدره حتى العجز والكيس او قال الكيس والعز اما الشطر الثاني فهو الادلة التي دلت على وجوب الايمان بذلك وهذه ايضا كثيرة واشهرها حديث جبريل المشهور وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم عد في اركان الايمان فقال وان تؤمن بالقدر خيره وشره و هذا الباب قد اطبقت الرسل عليهم الصلاة والسلام واتباعهم واجمع السلف الصالح واهل السنة قاطبة على وجوب الايمان بالقدر وان كل شيء بقدر كل ما وقع ويقع او سيقع فانه راجع الى قدر الله سبحانه وتعالى فما من حركة ولا سكون الا بقدر من الله عز وجل اذا تحرك المتحرك فهو بقدر واذا سكن الساكن كان بقدر وها هنا قبل ان نسترسل نقف وقفة عند قول المؤلف رحمه الله وتؤمن ان اهل السنة والجماعة او ان الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة يؤمنون بالقدر خيره وشره نسبة الشر الى القدر هذا موضع لابد فيه من التفصيل هل يصح ان ننسب الشر الى القدر الجواب ان الشر ينسب الى المقدر لا الى المقدر الشر ينسب الى المقدر لا الى المقدر ينسب الى المقدر يعني ما قدره الله سبحانه وتعالى فمقدوره ومفعوله ومخلوقه هو الذي يكون فيه شر قال سبحانه من شر ما خلق وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل وان تؤمن بالقدر خيره وشره فالشر يكون في المقدر وليس راجعا الى المقدر سبحانه وتعالى فما خلقه الله عز وجل وما قدره الله عز وجل قد يكون فيه شر وتنبه هنا الى ان اهل السنة والجماعة يقولون الشر المضاف الى المخلوق الشر المضاف الى المقدر هو شر جزئي اضافي وليس شرا كليا مطلقا انتبه اهل السنة يقولون ان الشر المضاف الى المقدر المخلوق لا يمكن ان يكون شرا من كل وجه يعني لا يمكن ان يكون المقدر شرا من كل وجه بل لابد ان يكون فيه خير ايضا اما في ذاته او فيما يترتب على وجوده اما شر محض فلا يكون في مقدورات الله عز وجل ومفعولاته ومخلوقاته كل شيء فيه شر فلا بد ان يكون فيه من وجه اخر خير حتى وقوع المعاصي فانها شر من وجه من جهة كونها عصيانا لله سبحانه وتعالى ولكن وجودها فيه خير من جهة اخرى وهذا له اوجه كثيرة فانه لما كانت المعاصي كانت التوبة والله يحب التوابين لما كانت المعاصي كان الرجوع الى الله سبحانه كانت المجاهدة كان الاستغفار حصلت اثار صفات الله عز وجل من الرحمة والمغفرة والاحسان وذلك كله محبوب الى الله سبحانه وتعالى ولاجل هذا قدر الله عز وجل حدوث ما فيه شر هذه المخلوقات التي فيها شر لا شك ان هذا الشر مبغوض الى الله سبحانه وتعالى لكن الله قدر حصول هذه الاشياء للخير الذي يترتب على حصولها فهي اذا مرادة لغيرها لا لذاتها ها هنا يستشكل بعض الناس كيف يبغض الله عز وجل شيئا ويوجده الله عز وجل يبغض ابليس ومع ذلك فانه خلقه قدر وجوده الجواب عن هذا ان يقال ان ايجاد كان لغيره لا لذاته الله عز وجل يكرهه ويبغضه ولكنه يترتب على وجوده ما يحبه ولذا كانت الحكمة ايجاده ولذا كانت الحكمة اجادة اذا هذا هو المقام الاول وهو نسبة الشر الى المقدر المخلوق المنفصل عن الله سبحانه وتعالى البائن عنه اما نسبة الشر الى المقدر وهو الله عز وجل. فلا شك ان هذا منتف قطعا الشر لا يضاف الى الله عز وجل بحال من الاحوال لا يضاف الى ذاته ولا يضاف الى صفاته ولا يضاف الى افعاله انما كل ما يرجع اليه سبحانه وتعالى فانه خيرات محضة اما الشرور فانها لا تضاف الى الله عز وجل بحال وفي صحيح مسلم من حديث علي رضي الله عنه في ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي يستفتح به اذا قام الى الصلاة كان منه الذي مطلعه وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا قال صلى الله عليه وسلم في اعطاف ذلك والشر ليس اليك الشر ليس الى الله عز وجل بحال. لا يضاف الى ذاته ولا يضاف الى اسمائه ولا يضاف الى صفاته. ولا يضاف الى قدره الذي هو قائم به سبحانه وتعالى لا من جهة العلم ولا من جهة اه المشيئة ولا من جهة الخلق ولا من جهة شيء من ذلك اطلاقا. اذا المقام في نسبة الشر الى قدر الله عز وجل لابد فيه من التفصيل وما هو هذا التفصيل نعم الشر يضاف الى المقدر لا الى المقدر. هذا واحد. ثانيا والشر المضاف الى المقدر جزئي اضافي وليس كليا مطلقا القدر تعريفه هو علم الله سبحانه بالاشياء وكتابته لها ومشيئته وخلقه لها هذا هو تعريف القدر وهذا ما يجب الايمان به هذه هي المراتب المعروفة عندكم بمراتب القدر علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين هذه المراتب هي القدر والقدر هو هذه المراتب ما هو القدر الذي يجب علي الايمان به هو الايمان بان الله عز وجل علم الاشياء وكتبها وشاءها وخلقها هذا هو القدر وهذه هي اركانه وهذه هي مراتبه على ما سيبينه المؤلف رحمه الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين وفيه يقول عليه الصلاة والسلام اول ما خلق الله القلم قال له اكتب فقال ما اكتب قال اكتب ما يكون الى قيام الساعة في رواية احمد فجر القلم بما يكون الى قيام الساعة فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم من خلقه علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازرا وابدا. وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. جفت الاقلام وطويت الصحف كما قال سبحانه وتعالى. الم تعلم ان ان الله يعلم ما في السماء والارض. ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قول ان نبرأها ان ذلك على الله يسير وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا. فقد كتب في اللوح انتقل المؤلف رحمه الله الى تفصيل القول في هذا القدر الذي يجب الايمان به فذكر رحمه الله ان القدر على درجتين كل درجة فيها مرتبتان وهذا اه على خلاف ما يذكره اكثر العلماء الذين تطرقوا الى بيان مراتب القدر فانهم يسردونها سردا يقولون المرتبة الاولى العلم المرتبة الثانية الكتابة المرتبة الثالثة المشيئة المرتبة الرابعة الخلق. المؤلف رحمه الله جعل القسمة ثنائية ثم في كل قسم ذكر امرين فالمجموع بكل حال اربعة لكن ما ذكره رحمه الله فيه لطيفة وهي ان تعلم ان المقدر ان القدر او تقدير المقدرات فيه متقدم وفيه متأخر تقدير الله عز وجل للمقدرات للاشياء فيه متقدم وفيه متأخر المتقدم هو الدرجة الاولى والمتأخر هو الدرجة الثانية ما معنى هذا؟ الدرجة الاولى تشتمل على مرتبتين هما العلم والكتابة وهاتان مرتبتان متقدمتان على حصول المقدر اما العلم فانه قديم ازلي يعني علم الله عز وجل في الازل ما هو كائن فرفع هذا الكأس لم يزل الله عز وجل عالما به في الازل يعني من لا بداية لان الله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال عليما العلم القديم صفة ذاتية لله سبحانه وتعالى كما سنتكلم عنه. وبالتالي فان هذا العلم لا ينفك عن ذات الله وتعالى. اذا هذه المرتبة مرتبة العلم متقدمة وكذلك مرتبة الكتابة متقدمة على حصول المقدر فان الله سبحانه وتعالى كتب كل ما يكون في هذا الكون في السماوات والارض قبل خلق السماوات والارض خمسين الف سنة. اذا كانت الكتابة متقدمة على حصول المقدر اما الدرجة الثانية فانها مشتملة على ما هو متأخر بالنسبة لحصول المقدر بمعنى ان هاتين المرتبتين في هذه الدرجة وهما المشيئة والخلق متأخرتان لان الله سبحانه وتعالى اذا شاء الشيء وقع عقيب مشيئته لا يتخلف عن ذلك البتة اذا شاء الله الشيء فانه يقع مباشرة. ما شاء الله كان يعني حصل ووقع فتلاحظ ان هذا او ان هذه المرتبة متأخرة اذا ما قارنتها بالمرتبتين الاوليين. كذلك الامر بالنسبة للخلق فان المقدر يكون حين خلقه من الله سبحانه وتعالى لا يكون الشيء موجودا الا اذا خلقه الله سبحانه وتعالى اوجده من العدم. اذا حصول يكون اذا خلقه الله سبحانه وتعالى. فكانت هاتان المرتبتان متأخرتان بالنسبة للمرتبتين الاوليين. اذا علمنا بهذا ان التقدير فيه متقدم وفيه متأخر ولاجل هذا ذكر المؤلف رحمه الله هاتين الدرجتين اضافة الى لطيفة اخرى وهي بالنظر الى المخالفين فان المتقدمين من القدرية انكروا الدرجة الاولى والثانية انكروا علم الله وكتابته للاشياء من باب اولى ومن باب اولى ايضا انكروا مشيئته وخلقه لها. فاذا كان فاقدا للعلم بها كيف يكون شائيا لها؟ كيف يكون خالقا لها وفي مقابل ذلك المتأخرون من القدرية اقروا في الجملة بماذا بالدرجة الاولى التي هي العلم و الكتابة اقروا بهاتين المرتبتين لكن الاشكال حصل عندهم والخلل وقع منهم بالنسبة للدرجة الثانية التي هي المشيئة والخلق فانهم انكروا عموم المشيئة والخلق لم ينكروا اصل المشيئة والخلق انما انكروا ماذا؟ عموم المشيئة والخلق. اذ انهم استثنوا من مشيئة الله عز وجل القه افعال العباد على ما سيأتي تفصيله ان شاء الله سبحانه وتعالى المرتبة الاولى او الامر الاول من الدرجة الاولى العلم وفصل هذا المؤلف رحمه الله ببيان ان المراد هو العلم القديم الذي هو صفة ذاتية لله سبحانه وتعالى هذه الصفة لا تنفك عن ذات الله عز وجل بحال فالله لم يزل ولا يزال عليما لم يكن فاقدا لهذه الصفة لم يكن متصفا بالجهل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل لم يزل ولا يزال متصفا بالعلم فهو العليم سبحانه وتعالى وعلم الله عز وجل الذي اتصف به علم واسع شامل لكل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وحينما نقول ان الله سبحانه وتعالى وسع كل شيء علما فان هذا العموم عموم محفوظ لم يشد عنه شيء ولم يخص منه شيء فالله عز وجل علم الذوات والصفات والافعال الله عز وجل علم ما هو كائن وما كان وما سيكون الله عز وجل علم الممكنات والمستحيلات كل شيء علمه الله تبارك وتعالى. فما من شيء قط شذ عن علم الله تبارك وتعالى فعلم الله ما كان وما هو كائن وما سيكون بل حتى ما لم يكن لو كان كيف يكون من الممكنات والمستحيلات ما لم يكن ولن يكون علم الله لو كان كيف سيكون سواء اكان ممكنا يعني جائز في العقل حصوله ووقوعه او كان حتى مستحيلا ارأيت الى قول الله جل وعلا لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا هم ما خرجوا هؤلاء المنافقون ما خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في تلك الغازات. لكن لو قدر خروجهم لو حصل خروجهم ما الذي سيكون عليه الامر؟ علم الله عز وجل ذلك. فقال ما زادوكم الا خبالا بل حتى ما لم يكن ولن يكون ولا يكون ويستحيل ان يكون علم الله على فرض وقوعه ما الذي سيكون قال الله جل وعلا لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض امحل المحالات ان يكون مع الله عز وجل اله. وان يكون مع الله عز وجل رب هذا امحل المحالاة على الاطلاق ومع ذلك لو قدر حصول هذا لو فرض هذا فرضا فالله علم ما الذي سيؤول اليه الامر وما الذي سيكون او ستكون عليه الحال لفسدتا اذا لذهب كل اله بما خلق ولا على بعضهم على بعض اذا هذه هي المرتبة الاولى وهي مرتبة العلم العلم القديم. تنبه يا رعاك الله الى تنبيه المؤلف رحمه الله هذا التنبيه الدقيق حينما قال العلم القديم. اقرأ احسن الله اليكم قال رحمه الله الدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا نعم وبالتالي هذا هو القدر من صفة العلم او هذا هو القسم من صفة العلم المتعلق بباب القدر الذي هو مرتبة من مراتب القدر اما علم الظهور الذي يتصف الله سبحانه وتعالى به فهذا ليس له علاقة بمراتب القدر علم الظهور ليس هو العلم الازلي القديم علم الظهور هو علم الله بالاشياء عند حصولها عند وقوعها ولذا تجد في كتاب الله عز وجل الا لنعلم من يتبع الرسول. ليعلم الله من يخافه بالغيب اذا العلم علمان علم قديم وهو علم الله عز وجل بالاشياء قبل وقوعها هو علم الظهور وهو العلم المقارن لحصولها فالله عز وجل علم الاشياء واقعة لما وقعت مع كونه قد علمها واقعة قبل ان تقع والعلم الذي يترتب عليه الجزاء والحساب انما هو العلم الثاني للاول الله عز وجل لا يحاسب احدا ولا يجازيه بناء على العلم القديم انما يجازي على علم الظهور وهو علمه بالاشياء حال كونها واقعة ولا تنافي بين العلمين. علم الله الاشياء قبل وقوعها انها ستقع وعلم الله الاشياء عند وقوعها انها واقعة هذي او هذا القسم لا علاقة لنا به الان لكن اشارة المؤلف رحمه الله اه هي التي جرتنا الى الكلام عن ذلك المقصود ان هذه هي المرتبة الاولى. علم الله عز وجل الواسع لكل شيء. كل دقيق وكل جليل في هذا الكون فانه معلوم لله سبحانه وتعالى على وجه التفصيل وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس ليس فقط معلوما لله بل الا في كتاب مبين ومكتوب ايضا تخيل كم ورقة تسقط في اللحظة الواحدة على وجه الارض من الاشجار علم الله سبحانه بعلمه القديم وقوعها وزمن وقوعها والى اين تذهب بل ما من ذرة اي ذرة في الكون حتى لو كانت اصغر الذرات حتى لو كانت حبات الرمال كل حبة يعلمها الله عز وجل على وجه التفصيل. يعلمها قبل خلقها ويعلمها بعد خلقها ويعلم ما ستكون عليه. اذا ما من شيء الا وهو داخل في علم الله سبحانه وتعالى. هذه هي المرتبة الاولى من مراتب القدر احسن الله اليكم قال رحمه الله فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال. ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق. فاول ما خلق الله القلم نعم هذه هي المرتبة الثانية وهي مرتبة الكتابة وبين العلم والكتابة عموم وخصوص مطلق فكل ما كتبه الله عز وجل فانه قد علمه وليس كل ما علمه فقد كتبه الكتابة اخص من العلم المكتوب اخص من المعلوم الله عز وجل علم الاشياء حتى المستحيلات اما الكتابة فانها انما كانت لشيء مخصوص. والمراد بالكتابة الكتابة في اللوح المحفوظ. فالله جل وعلا كتب مقادير الخلائق مما يكون في هذه السماوات والارض وفيما بينهما كتب ذلك قبل خلق السماوات والارض. كل ذلك مكتوب والى قيام الساعة. اذا هذا شيء محصور من الموجودات هو الذي حصلت فيه او حصلت له الكتابة. ما يكون في السماوات والارض من ابتداء خلقهما والى قيام الساعة كل ذلك على وجه التفصيل مكتوب في اللوح المحفوظ. اذا الكتابة او مرتبة كتابة اخص من مرتبة العلم ايضا مرتبة العلم لا شك انها متقدمة على مرتبة الكتابة فالله سبحانه علم كل شيء وكتب ما شاء حصوله في هذا الكون اذا علم قبل ان يكتب وكتب قبل ان يخلق فجر الخلق على علمه وكتابته سبحانه وتعالى مرتبة الكتابة تعني ان الله عز وجل كتب كل شيء يكون ويقع في هذا الكون في اللوح المحفوظ وهذه كتابة متقدمة على خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبد الله ابن ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما في صحيح مسلم كتب الله كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال وعرشه على الماء اذا هذه المرتبة يؤمن بها اهل السنة والجماعة الاشياء قبل ان تقع كانت مكتوبة الله عز وجل امر القلم فجرى بكتابة كل ما هو كائن كما سيمر معنا ان شاء الله فيما اورد المؤلف رحمه الله من حديث عبادة ابن الصامت اول ما خلق الله القلم قال اكتب فجرا بما هو كائن الى قيام الساعة هذه الكتابة كتابة عامة شاملة لما سيقع لا لكل شيء ففيها عموم من جهة ماذا من جهة ما سيقع فكل شيء على وجه التفصيل لا الاجمال موجود في ماذا موجود في هذا اللوح المحفوظ محفوظ من التغيير والتبديل والزيادة والنقصان. هذا اللوح هو الكتاب هو الكتاب المبين والدليل على ذلك ما اخبر الله عز وجل مما اورد المؤلف رحمه الله الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في تاب ان ذلك على الله يسير هذا دليل اشتمل على المرتبتين على العلم وعلى الكتابة كذلك استدل المؤلف رحمه الله بقوله تعالى ما اصاب من مصيبة الا في كتاب من قبل ان نبرأها ما اصاب من مصيبة بالارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها فدل هذا على ان كل شيء فان الله سبحانه وتعالى قد كتبه ودل على هذا ايضا قول الله عز وجل وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر. هذا على احد قولي اهل التفسير في الزبر. فالزبر فيه قولان للمفسرين قيل لانه كتب الحفظة الملائكة الذين يكتبون على بني ادم اعمالهم وهذه كتابة لا علاقة لها بالقدر. هذه كتابة تكون متى بعد حصول الاشياء لا قبل حصولها. والقول الثاني للمفسرين ان زبر ها هنا هو اللوح المحفوظ تكون على هذا القول هذه الاية دليلا على ثبوت الكتابة في اللوح المحفوظ. نعم اقرأ احسن الله اليكم قال رحمه الله فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب بداية الكلام احسن الله اليكم قال رحمه الله والايمان بالقدر على درجتين كل عن الكتابة في الدرجة الاولى العلم. الكلام عن الكتابة من ابتداء كلامه. نعم ثم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق. فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب فقال ما اكتب ما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فما اصاب الانسان لم طيب اشار المؤلف رحمه الله الى حديث عبادة ابن الصامت وهو حديث صحيح خرجه احمد وابو داوود وغيرهما باسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث اختلف في قراءته اهو جملة واحدة ام هو جملتان يعني هل يقرأ الانسان الحديث اول ما خلق الله القلم قال اكتب بمعنى ان اولها هنا ظرف زمان يعني حين خلق الله القلم قال له اكتب او ان هذا الحديث جملتان اول ما خلق الله القلم. وبالتالي اول تكون ماذا مبتدأ والقلم يكون ماذا؟ يكون خبرا وعلى الوجهين فالحديث واضح المعنى لا اشكال فيه اما على القول بان اول مفتوحة على انها ظرف زمان وهذا فيما يظهر والله اعلم اقرب فان معنى الحديث ان الله سبحانه وتعالى عند خلقه او في ابتداء خلقه امره بماذا امره بان يكتب فان الكتابة وقعت عقيب خلقه ليس هناك فصل بين الخلق والكتابة. انما عندما خلقه الله امره بالكتابة فكتب هذا المعنى واضح واضح لا لبس فيه ولا اشكال اما على القول بانهما جملتان ان اول شيء خلقه الله القلم وانه لما خلقه امره ان يكتب فهذا الحديث يجب فهمه في ضوء النصوص لانه لو لم يجمع بين هذا الحديث وغيره لوقع الاضطراب والاشكال فان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا اول ما خلق الله القلم المراد به انه اول شيء من هذا العالم المشهود الذي هو السماوات والارض وما بينهما وما فيهما هذا هو الذي اراده الله سبحانه وتعالى في قوله وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء هذا هو اول ما خلقه الله سبحانه وتعالى من هذا العالم المشهود او كما قال ابو العباس رحمه الله في الصف في الصفدية ان القلم اول اسباب خلق هذا العالم وذلك ان تقدير المقدرات او تقدير المخلوقات سابق على خلق المخلوقات تقدير المخلوقات سابق على ماذا؟ على خلق المخلوقات. فهذا اول شيء خلقه الله سبحانه وتعالى من هذا العالم مشاهد ويدل عليه او ان هذا العالم المشهود يعني المعلوم المعروف لنا والا فالله عز وجل اخبر عن نفسه فقال ويخلق ما لا تعلمون العوالم التي خلقها الله سبحانه وتعالى كثيرة لا حصر لها. لكن العالم المشهود المعلوم لنا الذي هو السماوات والارض وما فيهما وما بينهما خلق القلم متقدم على هذه السماوات والارض. هكذا ينبغي ان يفهم هذا الحديث لامرين. اولا انه لا يمكن ان تكون الاولية هنا الا نسبية اضافية ليست اولية مطلقة قطعا بدليل ما ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال وعرشه على الماء اذا الحديث بين انه عند كتابة المقادير كان العرش مخلوقا وكان الماء مخلوقا والسؤال متى كانت كتابة المقادير عقيبة خلق القلم عقيدة خلق القلم وكتابة القلم الشريف تعلقت تعقبت ايجاده من غير فصل زمانه وكتابة القلم الشريف تعقبت ايجاده من غير فصل من غير فصل زماني كما يدل عليه حديث عبادة رضي الله عنه. اذا اذا كانت كتابة المقادير كانت عقيبة خلق القلم فان هذا يعني ان خلقه كان متأخرا عن وجود وخلق ها العرش والماء ويدل على هذا ايضا ما ثبت في البخاري من حديث عمران ابن حصين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان الله ولم يكن شيء قبله كان الله قبل كان الله ولم يكن شيء قبله ثم خلق السماوات والارض وكتب مقادير كل شيء كان الله ولم يكن شيء قبله وعرشه على الماء ثم خلق السماوات والارض وكتب في الذكر كل شيء. تنبه هنا الى ان العطف بالواو لا يقتضي ماذا؟ الترتيب. يعني لما قال ثم خلق السماوات والارض وكتب في الذكر كل شيء. فان هذا لا يعني ماذا ترتيبا والا فالمقطوع به ان آآ كتابة المقادير كانت متى قبل خلق السماوات والارض بزمن طويل بخمسين الف سنة. المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم بين في هذا الحديث ان العرش اكان على الماء ثم وثم تدل على الترتيب والمهلة ثم كتب الله مقادير الاشياء اوقتها في الذكر كل شيء. وهذا انما كان عقيبة خلق القلم. اذا العرش والقلم متقدمان على خلقي على خلق القلم العرش والماء متقدمان على خلق القلم. والقلم متأخر عن خلق العرش والماء وبالتالي لا يمكن ان يقال مع هذا ان القلم اول الاشياء على الاطلاق. ولذا كان جمهور السلف على ان العرش قبل القلم والناس مختلفون في القلم الذي كتب القضاء به من الديان هل كان قبل العرش او هو بعده قولان عند ابا العلا الهمداني والحق ان العرش قبل لانه عند الكتابة كان ذا اركانه. كان العرش ذا اركانه يعني كان موجودا. بل نقل شيخ الاسلام في من الفتاوى ان هذا قول جمهور السلف هذا وجه. اذا لا يمكن ان نقول ان القلم ماذا له الاولية المطلقة. الاولية في الحديث اولية ماذا نسبية وهذا له نظائر في اللغة وله نظائر في آآ الادلة. الوجه الثاني ان الله سبحانه وتعالى لم يزل خالقا وما كان معطلا عن الخلق ثم ابتدأ هذا الكمال تعالى الله عن ذلك فلم يزل الله عز وجل خالقه قال سبحانه افمن يخلق كمن لا يخلق وبالتالي فالله جل وعلا لم يزل ربا وهذا يعني وجود مربوب ولم يزل الها وهذا يعني وجود عابد ولم يزل له الكمال المطلق وهذا يعني انه لم يزل فاعلا خالقا متكلما اذا ما كان الله معطلا عن الكمال ثم ابتدأ هذا الكمال. بل لم يزل الله عز وجل خالقه. وكل مخلوق خلقه الله فقد خلق الله قبله مخلوق قال كما انه سبحانه كل مخلوق يخلقه فسيخلق بعده مخلوقا وهذا باقتضاب هو معتقد اهل السنة والجماعة في هذه المسألة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. جفت الاقلام وطويت الصحف كما قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير فقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير نعم ينبغي ان نعلم ان المكتوب في اللوح المحفوظ لا يمكن ان يتخلف لا يمكن ان يكتب في اللوح المحفوظ ما لا يكون او ما يكون خلافه هذا امر لا يمكن ان يكون انما كل ما كتبه الله سبحانه وتعالى فانه واقع ولابد وبالتالي فان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك وهذا مما يريح المؤمن ويكسبه شيئا من الطمأنينة والراحة بعد حصول المصائب والمؤلمات لانه يعلم انه لا يمكن ان يفر منها لا يمكن ان يفر لا يمكن ان يفر مما علمه الله سبحانه وما كتبه على الانسان فكل شيء مكتوب واقع على الانسان شاء ام ابى ولو انه طلب ان يصيب شيئا ما كتبه الله له فوالله ان ذلك لا يكون ولا يمكن ان يكون كما انه لو اراد الفرار من شيء كتبه الله سبحانه عليه فان ذلك لا يكون ولا يمكن ان يكون. ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك لم يكن ليصيبك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا. فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد ونحو ذلك ذلك فهذا القدر قد كان يمكنه تنبه المؤلف رحمه الله الى ان هذه الدرجة المتعلقة بالعلم مع الكتابة فيها درجة اصلية او رئيسة هي الكتابة في اللوح المحفوظ وهذه عامة شاملة لماذا لكل ما قدر الله سبحانه وتعالى وقوعه من ابتداء خلق السماوات والارض والى قيام الساعة هذا عموم لكل هذه الاشياء ما شد عنه شيء وثمة تقديرات تفصيلية. وثمة تقديرات تفصيلية هي الكتابات الجزئية لا الكتابة الشاملة ومما نبه عليه المؤلف رحمه الله من هذه الكتابات التفصيلية الكتابة التي تكون عقيدة خلق الانسان في بطن امه وقبل نفخ الروح فيه دل على هذا ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وهو الحديث المعروف بحديث الصادق المصدوق اخبر فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك. ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فيؤمر بكتب اربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد اذا هذه الكتابة طبعا بعد هذه الكتابة جاء في رواية ثم ينفخ فيه الروح. اذا بعد اكتمال الخلق وقبل نفخ الروح يعني بعد ان يصل الى مرحلة المضغة وقبل ان ينفخ فيه الروح فان هذه الكتابة ماذا تكون. لاحظ يا رعاك الله ان هذه كتابة جزئية خاصة وليست كتابة شاملة عامة. هذه كتابة اولا تعلقت بشخص معين لا بجميع الاشخاص وتعلقت بشيء مخصوص وهي الامور الاربعة لا بكل ما يكون او ما يتعلق بهذا الانسان في اياته. اذا هذه ماذا كتابة خاصة كتابة جزئية هي كالتفصيل للكتابة السابقة كالتفصيل للكتابة الجزئية. يعني ان ما يكتبه الملك من هذه الكلمات الاربع موجود في ماذا في اللوح المحفوظ لا يمكن ان يكون خارجا عما كتب في اللوح المحفوظ من الكتابات التفصيلية ايضا ما اخبر الله سبحانه وتعالى عن ليلة القدر فقال فيها يفرق كل امر حكيم قال ابن عباس رضي الله عنهما في ليلة القدر تكتب الملائكة ما يكون في اللوح المحفوظ مما يكون في ذلك العام من حياة وموت ورزق. حتى ان الحج ليكتب فيكتب يحج فلان ويحج فلان اذا هذه كتابة تفصيلية. هذا التقدير الذي هو كتابة ما يكون خلال العام يعني من ليلة القدر والى ليلة القدر القادمة هذه كتابة ماذا كتابة خاصة ليست هي الكتابة العامة ولكنها لا تخرج عنها الشيء الذي تكتبه الملائكة في هذه الليلة مدون وموجود في ماذا وموجود في اللوح المحفوظ ليس متخلفا عنه يذكر بعض اهل العلم ها هنا نوعان من الكتابات التفصيلية ولا يظهر انهما داخلان فيما نحن بصدده. يذكرون الكتاب يذكرون التقدير الذي يسمونه بالتقدير البشري يعني التقدير الذي يذكرونه هنا هو ان الله سبحانه وتعالى استخرج ذرية ادم من ظهره واشهدهم على نفسه العلية تبارك وتعالى هو الذي يبدو والله سبحانه وتعالى اعلم ان هذا حق لكنه ليس له علاقة بماذا؟ بهذا التقدير فنحن نبحث بتقدير متعلق بماذا بعلم وكتابة وهذا الامر ليس واردا في روايات اخذ الميثاق هذا ليس واردا في روايات اخذ الميثاق ويذكرون ايضا تقديرا اخر يسمونه بالتقدير اليومي ويذكرونه عند قول الله سبحانه كل يوم هو في شأن وقد اخرج ابن ماجة باسناد جيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من شأنه ان يفرج كربا وان يرفع قوما ويضع اخرين وهذا الحديث علقه آآ البخاري رحمه الله موقوفا على ابي الدرداء في صحيحه والذي يبدو والله اعلم ان ما جاء في هذا الحديث او الاثر انما هو متعلق بالدرجة الثانية لا بالدرجة الاولى يعني متعلق بماذا بالمشيئة والخلق وليس متعلقا بالعلم والكتابة. والله سبحانه وتعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديما ومنكره اليوم قليل هذا القدر المتعلق بالعلم والكتابة اخبر المؤلف رحمه الله ان غلاة القدرية كانوا ينكرونه لكن منكريه لكن منكريه من المتأخرين قليل غلاة القدرية والمراد بالقدرية نفاة القدر غلاتهم هم متقدموهم هؤلاء شرذمة من اهل الضلال والبدع خرجوا على الناس بعد انقضاء عصر الخلافة الراشدة وانقضاء عصر معاوية رضي الله عنه وكان ذلك في المدة التي كانت فيها الفتنة بين ابن بئر ابن الزبير رضي الله عنه وبني امية. كان هذا في اواخر عهدي الصحابة رضي الله عنهم ادرك ذلك ابن ادرك ذلك ابن عمر وابن عباس وجابر وواثلة آآ ابن الاسقع نحوهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء هم الذين تبرأ منهم من ادرك ذلك من الصحابة. وفيهم الحديث المعروف عندكم وهو حديث جبريل فان سبب حديث جبريل او سبب التحديث بحديث جبريل هو ان ابن عمر رضي الله عنهما اخبرا بخروج هؤلاء القوم قبل العراق ومبدأهم كان من معبد الجهني الذي خرج في البصرة وتبعه من تبعه من الناس اخبر ابن عمر رضي الله عنه عنهم وانهم يقولون ان الامر انوف. انوف يعني مستأنف يعني وقوع الاشياء لم يسبق في علم الله عز وجل انما يعلم الله الاشياء قبل وقوعها تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا عند ذلك تبرأ منهم ابن عمر رضي الله عنهما فقال اذا لقيت هؤلاء فاخبرهم اني بريء منهم وانهم مني برءاء. ثم حدث بحديث جبريل الذي حدثه به عمر ابوه رضي الله عنهما المقصود ان هذا القدر الذي هو علم الله القديم كان ينكره غلاة القدرية الذين هم المتقدمون عندهم علم الله عز وجل انما يكون علما متأخرا بعد حدوث الاشياء اذا وقعت علمها الله لا يعلمها قبل ذلك وبالتالي فانهم ينكرون من باب اولى مرتبة الكتابة هو من باب اولى واولى ينكرون المشيئة والخلق. يعني اهل العلم تنبه اذا تكلموا عن ان غلاة القدرية ينكرون العلم والكتابة فمرادهم ها والمشيئة والخلق من باب اولى لانه اذا لم يكن عالما بالاشياء كيف سيشاؤها وكيف سيخلقها اه وثمة انحراف اخر يتعلق مرتبة العلم وهي او وهو انحراف الفلاسفة هؤلاء ايضا ضلوا في هذا الباب عن الحق واتوا بما تقشعر منه الابدان حينما زعموا ان الله عز وجل انما يعلم الاشياء كلية ولا يعلمها جزئية يعني الله سبحانه وتعالى عند هؤلاء لا يعلم الجزئيات والتفصيليات والتفصيلات انما يعلم الاشياء من حيث كونها كلية والكليات انما محلها العقول في الواقع في خارج الاذهان لا تكون الاشياء الا جزئية مقيدة لا تكون مطلقة الا في الاذهان فعندهم يعلم الله الانسان من حيث كونه انسانا اما ان يعلم زيدا وعمرا وانا وانت فهذا ماذا خارج عندهم عن علم الله تبارك وتعالى وحقيقة ذلك عند التأمل انكار اتصاف الله سبحانه وتعالى بصفة العلم لان هذا انكار لعلمه بالاشياء فالاشياء لا تكون الا ماذا لا تكونوا الا جزئية ولاجل هذا كفرهم السلف كما كفروا اخوانهم من القدرية الاوائل. كلا الطائفتين كافرتان باجماع السلف لانكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة بثلاثة كفر الفلاسفة العداء اذ انكروها وهي حق مثبتة علم بجزئي حدوث عوالم حشر لاجساد وكانت ميتة. اذا عندنا طائفتان منحرفتان في ماذا في هذا الباب واذا انكر الفلاسفة علم الله عز وجل الجزئي. فبالتالي هم منكرون لماذا لمرتبة الكتابة وكذلك سيكونون منكرين لمرتبة المشيئة والخلق. نعم اسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق والسداد لعلنا نقف ان شاء الله ونكمل في الدرس القادم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين