بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه فبه يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العقيدة الواسطية. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة وقدرته كاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن. وانه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله وتعالى لا يكون في ملكه ما لا يريد. وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في السماوات ولا في الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فانقضى الكلام عن الدرجة الاولى من درجتي القدر وهما مرتبة او درجة العلم والكتابة والان نأخذ الله عز وجل ما يتعلق بالمشيئة والخلق. انقضى الكلام عن الدرجة الاولى والان بعون الله ينتقل الحديث الى الدرجة الثانية التي هي المشيئة والخلق. والمؤلف رحمه الله جمع في الامر الاول من ما يشتمل عليه او ما تشتمل عليه الدرجة الثانية جمع بين المشيئة قدرة فذكر ان هذه الدرجة تشتمل اولا على مشيئة الله النافذة التامة ذلك ان بين الامرين ارتباطا وثيقا بين المشيئة والقدرة ارتباط وثيق واهل السنة والجماعة يجمعون بين الامرين فيعتقدون ان الله سبحانه وتعالى يشاء بمشيئته المقترنة بقدرته. وفي هذا رد على القدرية الذين اخرجوا افعال العباد عن ان تكون داخلة في مشيئة الله وفي قدرته كما انهم اخرجوها ايضا عن ان تكون داخلة في خلق الله سبحانه وتعالى وبين المشيئة والقدرة ارتباط كما ذكرت لك وهذا الارتباط يتبين بالاتي. القدرة والمشيئة كلاهما من صفات الله سبحانه وتعالى ربنا سبحانه متصف بالقدرة وهو القادر والقدير والمقتدر وكذلك المشيئة من صفات الله عز وجل. و هذان عمران يتطابقان من وجه ويكون بينهما عموم وخصوص من وجه اخر فبالنظر الى المشيئة الواقعة يعني المشيئة الحاصلة فان المشيئة اتى اخص من القدرة اذ ان المشيئة انما تتعلق بالامور الواقعة اما غير الواقعة فانها لا تتعلق بها مشيئة الله عز وجل. اما قدرة الله فانها متعلقة بكل شيء. ما وقع وما لم يقع. اذا من هذه الجهة المشيئة اخص لان تعلقها بماذا؟ بالواقعات من حيث المشيئة الواقعة الحاصلة تعلقها بالاشياء الواقعة الحاصلة. واما ما الم يقع ولن يقع فلا تتعلق به مشيئة الله. اذ لو شاء الله تلك الاشياء لوقعت والفرض انها ماذا؟ لم تقع ولن تقع. اما من حيث الجواز فالامران طابقان بمعنى كل ما جاز ان تتعلق به المشيئة جاز ان تتعلق به القدرة والعكس صحيح. هذا من حيث الجواز. بمعنى الله عز وجل ان شاء آآ ان يحدث ويخلق اي شيء كان. ولم يكن ثمة ما يمنع ذلك فمشيئة الله عز وجل وقدرته من حيث الجواز متعلقة بالاشياء كلها هو الموجود او ما يمكن وجوده. الشيء ما تعريفه؟ الموجود او ما يمكن وجوده. اما المحالات اما الممتنعات فانها ليست اشياء. اذا كل شيء من حيث الجواز فيمكن ويجوز ان يشاءه الله. يجوز ان يشاءه الله. و الله عز وجل عليه قدير. اما من حيث الوقوع المشيئة الواقعة الحاصلة فهذه مختصة بماذا مختصة بالامور الواقعة. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. كان ها هنا تامة يعني وقع وحصل اذا بين المشيئة والقدرة هذه العلاقة التي ذكرت ولك هما من جهة امران متطابقان فكل ما جاز ان تتعلق به القدرة جاز تتعلق به المشيئة وكل ما جاز ان تتعلق به المشيئة جاز ان تتعلق به القدرة. واما من حيث فالمشيئة مختصة بالامور الواقعة فقط. فما شاء الله فانه سيكون ولابد وكونه انما هو عقيدة مشيئة الله سبحانه وتعالى. فالله جل وعلا لا يغالب. اذا شاء الله شيء فانه يكون ولابد. اما القدرة فهي اعم من ذلك. كل شيء. وقع او لم يقع فان الله سبحانه عليه قدير. وعليه فاذا قيل ما لم يقع لما لم يقع؟ هل لعدم مشيئة الله؟ ام لعدم قدرته نعم لا شك انه لعدم مشيئة الله لا كما يقول اهل البدع ان ذلك كان لعدم القدرة حاشا وكلا فالله على كل شيء قدير. وهذا قد تكرر في كتاب الله كثيرا. في خمسة وثلاثين موضعا في القرآن بين سبحانه انه على كل شيء قدير. ولاحظ ان هذا العموم عموم عموم محفوظ. ما ما دخله تخصيص قط. هذا العموم ليس فيه تخصيص. ولا يرد عليه تخصيص البتة الله على كل شيء قدير. حتى المعدومات الاشياء التي لم تقع ولن تقع. شاء الله عز وجل عدم وقوعها او لم يشأ الله عز وجل وقوعها. هل هذه الاشياء داخلة في قدرة الله عز وجل؟ هل الله عليها قدير نعم الله على كل شيء قدير. قال سبحانه قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت او يلبس او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض. الامران الاولان العذاب الواقع من فوق او من تحت هل هذا الامر وقع لم يقع فالنبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بالله عز وجل من ذلك ومع ذلك فالله عليه قدير مع كونه ماذا مع كونه غير واقع بالتالي يجب ان يعلم في بيان صفة الله عز وجل القدرة انها صفة عامة تتعلق بكل شيء على الاطلاق كل شيء فالله عز وجل عليه قدير وها هنا مسألة وهي ان من اهل البدع من يتجنب ما بين الله سبحانه وتعالى من عموم قدرته في النصوص الكثيرة الدالة على انه على كل شيء قدير يعدل الى ان يقول ان الله على ما يشاء قدير يقول ماذا الله على ما يشاء قدير. يعدل عما جاء في القرآن واضطرد في كتاب الله عز وجل وكذا في سنة محمد صلى الله عليه وسلم. وما ذاك الا لاجل هذا الامر الذي ذكرته لك وذلك ان قدرة الله عز وجل عند هؤلاء انما تتعلق بماذا انما تتعلق بالوقوع فالشيء الذي يشاء الله عز وجل وقوعه هو الذي تعلقت به عندهم قدرة الله سبحانه وتعالى ولا شك ان هذا امر باطل. فالله على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات وقد يقول قائل فماذا انت مجيب عما في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اخر رجل يدخل الجنة وفيه ان الله سبحانه وتعالى يقول ولكني على ما اشاء قادر ولكني على ما اشاء قادر الجواب عن هذا ان يقال ان هذا الحديث انما تعلق بامر واقع ولم يرد لتقرير الصفة المطلقة اذا ثمة مقامان مقام يتعلق بتقرير الصفة المطلقة الثابتة لله عز وجل. وها هنا علينا ان كرى العموم الذي ذكره الله عز وجل فنقول الله على كل شيء قدير اما بالنظر الى امر واقع فنعم الله عز وجل على هذا قادر والله عز وجل على هذا قادر والله على اه ذاك الشيء قادر اذا الحديث تعلق بماذا بامر معين هو الذي جاء في الحديث. فهذا الشيء المعين نعم الله عز وجل عليه قادر. فلو قيل مثلا هل الله عز وجل قادر على ان يحدث كذا او يخلق كذا او يفعل كذا نقول نعم الله عليه قادر اما من حيث تقرير الصفة على اطلاقها فلابد ان نذكر ماذا فلابد ان نذكر العموم الذي بينه الله سبحانه وتعالى. واما ان يطرد استعمال الانسان لقول الله على ما يشاء قادر يستعمل هذا باضطراد فلا شك ان هذا يوهم نقصا في حق الله عز وجل اذ انه قد يوهم ان قدرة الله عز وجل انما تعلقت بماذا انما تعلقت بما شاء حدوثه دون غيره والا فالله على كل شيء قدير. ولذا يقول سبحانه فان يشأ الله يختم على قلبك. الله قادر على ذلك. لكن الختم على قلب النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع لا لعدم قدرة الله انما لعدم مشيئة الله سبحانه وتعالى. قل فمن يملك من الله شيئا ان اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا هل هذا الامر مقدور لله سبحانه وتعالى نعم الجواب بلى الله قادر على ذلك لكنه لم يقع لان الله لم يشأ ذلك ولو شاءه لوقع ولا شك ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن مشيئة الله عز وجل هي الموجبة للاشياء على الحقيقة ليس ثمة شيء يوجب الاشياء على الحقيقة الا مشيئة الله سبحانه وتعالى. ولذا اجمع المسلمون على قول ما شاء الله كان وما لم لم يكن ومن محاسن شعر الامام الشافعي رحمه الله وهذا من اصح الاشعار المروية عنه فقد اه ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية او نقل عن ابن خزيمة عن المزن عن الشافعي. وهذا اسناد كما ترى في غاية الصحة انه رحمه الله انشد لنفسه ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن يخاطب الله سبحانه وتعالى ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العباد لما قد علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن على ذمننت وهذا خذلته وهذا اعنت وذا لم تعن اذا الله عز وجل له المشيئة النافذة فما شاءه لم يكن ثمة من يغالبه سبحانه فيما شاء فانه سيكون ولابد وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم قال النبي صلى الله عليه وسلم ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يقلبها كيف يشاء اذا الله سبحانه اذا شاء شيئا كان ولابد هذه المرتبة الثالثة من مراتب القدر بالتالي الامور كما قد علمت في شأن مراتب القدر فيها متقدم وفيها متأخر فالله عز وجل علم بعلمه الازلي ما هو كائن ثم كتب في اللوح المحفوظ ما سبق في علمه من انه سيكون. قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة والى قيام الساعة ثم في الوقت الذي اقتضت حكمة الله عز وجل وجود الاشياء فانه سبحانه يشاؤها. فتقع عقيب مشيئة الله عز وجل لا يمكن البتة ان يتخلف شيء شاء الله عز وجل وقوعه تحرك المتحرك او سكون الساكن او قيام القائم او قعود القاعد او صلاة المصلي او شرب كل ذلك انما كان لما شاء الله سبحانه وتعالى حصوله و يتعلق بهذا المقام تنبيه وهو ان كلمة المشيئة في النصوص قد جاء ما يرادفها وهذا من المواضع التي ينبغي التنبه لها فان الخلل في فهم ذلك قد اوقع بعض الناس في الضلال والانحراف عن جادة الحق ذلك انه قد رادف المشيئة في النصوص كلمة الارادة في قسمها الكوني يعني الارادة الكونية مرادفة لمشيئة الله سبحانه وتعالى وعليه فان الشيء الذي اراده الله عز وجل كونا فان هذا بمعنى شاءه فما اراده كونا فانه واقع ولابد الارادة جاءت في النصوص منقسمة ثمة ارادة كونية وثمة ارادة شرعية ولابد من التفريق بين الامرين اذا تأملت مثلا في نحو قول الله جل وعلا ان كان الله يريد ان يغويكم واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها. هذه الارادة تستطيع في غير القرآن ان تحذفها وتضع مكانها كلمة شاء او يشاء وبالتالي يستقيم المعنى اذا اردنا واذا اردنا ان نهلك قرية يعني واذا شئنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها. فالارادة الكونية شأنها شأن المشيئة. من حيث انها متعلقة بالوقوف بمعنى ما شاء الله وما اراده الله كونا فانه ماذا واقع ولابد ثمة ارادة اخرى والله عز وجل متصف بها وبما قبلها. الله متصف بالارادتين وعلى الانسان ان يتأمل سياق الكلام وسباقه حتى يظهر له اي الارادتين هو المراد في هذا النص او ذاك الارادة الشرعية تلحظ انها تتضمن رضا الله عز وجل ومحبته. فنحو قول الله جل وعلا والله يريد ان يتوب عليكم او قوله سبحانه يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر فانك في غير القرآن تستطيع ان تحذف كلمة يريد فتضع بدلا او بدلا عنها كلمة يحب فيستقيم المعنى. هذه هي الارادة الشرعية وهذه الارادة تعلقها بالمحبة بما يحبه الله سبحانه وتعالى بغض النظر عن مسألة الوقوع الارادة الاولى تعلقها بماذا بمسألة الوقوع بغض النظر عن كون هذا الشيء يحبه الله او لا يحبه. اما الارادة الشرعية فانها متعلقة بمحبوبات الله عز وجل. فالشيء الذي يحبه الله فانه مراد له شرعا وعليه اذا تبين لك ذلك فانك تعلم ان هاتين الارادتين تجتمعان وتفترقان وتوجد احداهما دون الاخرى فتجتمع الارادتان الشرعية والكونية فيما وقع من الطاعات فالذي وقع من الطاعات حصل فاننا نقول ان الله عز وجل اراده كونا والدليل وقوعه اليس كذلك والطاعة التي وقعت مثل صلاة العشاء التي صليناها هل ارادها الله كونا؟ نعم والدليل كيف علمت؟ لان ذلك قد وقع. وهل اراد الله هذه الصلاة شرعا كيف علمتم لان الله يحب الطاعات. اذا ما وقع من الطاعات اجتمعت فيه الارادتان ووجدت الارادة الكونية فقط فيما وقع من المعاصي هذا اولا فكل معصية وقعت فانها وقعت لان الله ارادها كونا يعني شاءها ولولا ان الله شاءها وارادها كونا لم تقع فلا شيء يقع البتة الا لمشيئة الله يعني لارادته الكونية. ولذا نستطيع في ثبت الثالثة من مراتب القدر ان نقول بدل المشيئة الارادة الكونية. طيب ما وقع من المعاصي مراد لله كونا لا شرعا نحن نجزم ونقطع بان المعصية التي وقعت كسرقة حصلت البارحة هل نقول ان الله ارادها شرعا الجواب لا لم لان الله لا يحب المعاصي. هل ارادها الله كونا اجيبوا نعم لم؟ لانها وقعت فلا شيء يقع الا الا بارادة الله الكونية سبحانه وتعالى وجدت نعم هذا شيء. الشيء الاخر الذي يدخل في المراد كونا فقط هو الاشياء التي لا نعلم ان الله عز وجل يحبها كالاعيان او كالاعيان المباحة او الاشياء المباحة فانها داخلة في ماذا اذا حصلت ووقعت وخلقت فان ذلك انما كان بي ارادة الله الكونية يعني بمشيئة الله عز وجل وجدت الارادة الشرعية فقط في الطاعة التي لم تقع كايمان ابي جهل يحبه الله عز وجل لانه يحب الايمان من جميع الناس لكن هل وقع لم يقع. اذا ايمان ابي جهل مراد لله شرعا لا كونا لانه لو كان مرادا كونا ماذا لوقع وها هنا خذ قاعدة كل امر شرعي فانه يتضمن الارادة الشرعية. وان شئت فقل كل مأمور به شرعا فانه مراد لله شرعا. هذه قاعدة كل مأمور به شرعا فانه مراد لله شرعا. وهذا يسهل عليك فهم المرادات لله شرعا. انظر هل الله بها في كتابه او امر بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ان كان ذلك كذلك فان تلك الامور ماذا ها مرادة لله شرعا وبالتالي هل نستطيع ان نقول ان المرادات الشرعية هي الواجبات والمستحبات نعم نعم ما اراده الله شرعا فانه ينقسم الى واجب هو مستحب لان المأمور به شرعا لا يخرج عن هذين عن واجب ومستحب مأمور به امرا جازما والى مأمور به امرا غير جاز. اخيرا لم توجد الارادة الكونية ولا الارادة الشرعية في حالة واحدة. انتفت الارادتان في المعصية التي لم تقع معصية لم تقع هذه ليست مرادة لله كونه. لم اجيبوا لانها لم تقع ولو شاءها الله نعم لوقعت وهل المعاصي مرادة لله شرعا الجواب لا حاشى وكلا الله لا يحب الفساد الله لا يرضى لعباده الكفر اذا تحصل لنا ان الاحوال في هذا المقام من حيث اجتماع الارادتين او ارتفاعهما او وجود احدهما تحصل لنا ان عندنا كم حالة عندنا اربعة عندنا اربع حالات. اجتماع الارادتين كايمان ابي بكر انفراد الارادة الكونية فقط ككفر ابي جهل انفراد الارادة الشرعية فقط كايمان ابي جهل ارتفاع الارادتين نمثل له بكفر ابي بكر كفر ابي بكر امر يقدر ها عقلا ويقدر ذهنا لكنه لم يكن مرادا لله لا كونا ولا شرعا طيب ثمة كلمة اخرى ترادف ايضا المشيئة وبالتالي ترادف الارادة الكونية وهي الاذن الشرعي والشأن في الاذن الشرعي كالشأن في الارادة عفوا والشأن في الاذن كالشأن في الارادة من حيث الانقسام القرآن والسنة دلتا على ان اذن الله عز وجل قد يكون اذنا كونيا وقد يكون اذنا شرعية وقد تنفرد ينفرد آآ احد هذين الامرين وقد يجتمعان فمثلا في قول الله جل وعلا قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا. قل االله اذن لكم ام على الله تفترون هذا اذن شرعي يتضمن معنى الاباحة معنى الاجازة معنى التشريع وما شكل هذه المعاني. هذا اذن شرعي لكن تأمل معي في نحو قول الله جل وعلا وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله وما هم بضارين به من احد الا باذن الله تستطيع في غير القرآن ان تحذف كلمة اذن كلمة اذن وتضع مكانها كلمة المشيئة فيستقيم المعنى. اذا هذه ماذا هذا اذن كوني طيب ماذا تقولون في قوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه هل المراد ها هنا الاذن الكوني ام الاذن الشرعي ها الاثنان الاثنان يراد بذلك الامران الاذن الكوني والاذن الشرعي. فالله عز وجل اذا اذن يوم القيامة للشافع ان يشفع كان هذا الاذن كان هذا الاذن يتضمن معنى ماذا المشيئة والارادة الكونية ويتضمن ايضا معنى الاذن الشرعي فالله عز وجل يأذن شرعا و يجيز ويحب للشافعي ان يشفع فاجتمع الاثنان في ذلك ويمكن ان يقال ايضا في قول الله جل وعلا ما قطعت من لينة او تركتموها قائمة على اصولها فباذن الله بعض اهل العلم ومنهم الشيخ تقي الدين رحمه الله يرى ان الاذن ها هنا يجمع الامرين الاذن الكوني فان ذلك كان بمشيئة الله لانه ليس شيء يقع الا بمشيئة الله وكذلك كان ذلك من اباحة من الله سبحانه وتعالى من اذن كوني منه سبحانه وتعالى. اذا يتلخص لنا ان المرتبة الثالثة من مراتب القدر هي مرتبة المشيئة وجاء لها مرادفات في النصوص. والمقصود ان ان يعلم المسلم وهذا القدر هو القدر الواجب ان يدرك ويعلم ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يشاء كل ما يقع ولولا ان الله سبحانه وتعالى يشاء ذلك فانه لا يمكن ان يقع كذلك علينا ان ندرك ونعلم ونعتقد عموم قدرة الله عز وجل. وان قدرة الله سبحانه وتعالى قدرة تامة شاملة وهذا من اهم العلم ومن اوجب العلم فان ذلك كان من الحكمة التي خلق الله السماوات والارض لاجلها لاجل هذا الامر ان نعلم وندرك ونعتقد عموم قدرة الله عز وجل. الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن ثم قال لتعلموا واللام ها هنا لام التعليل او لام الحكمة لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. اذا من اهم العلم واعظم الاعتقاد العلم والاعتقاد بعموم قدرة الله سبحانه وتعالى وعموم علمه جل وعلا. فالله على كل شيء قدير والله قد احاط بكل شيء علما ابد احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى. تحرك المتحرك كان بمشيئة الله وسكون الساكن كان ايضا بمشيئة الله. نعم لا يكون في ملكه ما لا يريد وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير. من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. طيب هل يدخل في ذلك المعاصي سؤال هل اراد الله المعاصي هل اراد الله كفر من كفر وعصيان من عصى ام لا الذي يقول نعم يرفع يده طيب والذي يقول لا يرفع يده والذي يقول لابد من التفصيل يرفع يده ما شاء الله لا شك ان الاطلاق في اثبات او نفي غلط لو قلت الله اراد المعاصي وسكت قلنا الجواب خطأ ولو قلت الله لا يريد او لم يرد المعاصي وسكت قلنا خطأ الجواب لا بد من التفصيل عليك بالتفصيل والتبيين فنقول الله اراد المعاصي بارادته الكونية. ولم يردها بارادته الشرعية وسيأتي معنا بعد قليل ان شاء الله مسألة وهي ما لا يحبه الله عز وجل لما اراده كونا؟ لما شاءه الله مع كونه غير محبوب لله عز وجل والجواب سيأتي معنا وان هذه الامور التي لا يحبها مما شاء وقوعه انها مرادة لله جل وعلا لا لذاتها وانما هي مرادة له لغيرها. بمعنى ان الله لا يحبها لكن يحب ما يترتب على وجودها. وسنتكلم عن هذا ان شاء الله في محله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. هذه الكلمة التي سبقت اعد السطر هذا فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. لا من الموجودات قبله. وانه وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. هذه قاعدة عليك ان تحفظها الله على كل شيء قدير ها من الموجودات والمعدومات. نعم وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه. لا خالق غيره ولا رب هذه المرتبة الرابعة وان شئت فقل الامر الثاني من الدرجة الثانية وهي مرتبة الخلق فالله جل وعلا خالق كل شيء ودخل في هذا العموم الذوات والصفات والافعال فما ثم موجود الا خالق ومخلوق والخالق هو الله وحده اذا كل ما سواه فهو مخلوق. قال جل وعلا الله خالق كل شيء قال سبحانه وخلق كل شيء. قال سبحانه هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض اذا الخلق لله سبحانه وتعالى وحده. فالله جل وعلا هو الذي يوجد الاشياء يخرجها من حيز العدم الى الوجود لا خالق سواه ولا رب غيره يكون منه ذلك سبحان ربنا وتعالى علوا كبيرا. اذا هذه هي المرتبة الرابعة علم الله الاشياء قبل حدوثها وكتبها قبل وقوعها وشاء حصولها فوقعت وخلقها عند وقوعها كل شيء الله خالقه من اعيان ومن اوصاف ومن افعال الانسان مخلوق لله جل وعلا وصفاته مخلوقة لله جل وعلا وافعاله مخلوقة لله جل وعلا. كل شيء سوى الله جل وعلا فانه مخلوق. الله جل وعلا خالقه. هذا عموم ليس يدخله تخصيص البتة وهذه صفة لا يشرك الله عز وجل فيها احد الخلق لله جل وعلا ولا يمكن ان يشارك الله تعالى في ذلك احد سواه سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله. ونهاهم عن معصيته هو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين. ويرضى عن ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات. ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد نعم. هذا تنبيه مهم بعد ان عرفت مراتب القدر التي من علمها وامن بها فانه يكون قد حقق الايمان بالقدر الذي هو احد اركان الايمان عطف الشيخ رحمه الله بعد ذلك بالتنبيه على امر مهم جدا وهو الجمع بين الايمان بالقدر والايمان بالشرع وهذا الامر ما فاز به الا اهل السنة والجماعة هم الذين وفقهم الله جل وعلا الى الجمع بين الامرين الايماني بالقدر والايمان بالشرع فينظرون الى الامور بالنظر القدري وينظرون الى الامور بالنظر الشرعي ويجمعون بينهما فالاوامر والنواهي النظر اليها نظر شرعي وبالتالي فالانسان مأمور ومنهي وواجب عليه ان يأتي بالمأمورات وان ينتهي عن المنهيات واما النظر القدري فانهم يلتفتون اليه من حيث النظر الى عموم خلق الله عز وجل وتقديره للاشياء وايضا ينظرون او يلتفتون الى النظر القدري فيما يتعلق بالمصائب التي تقع فالقدر انما يحتج به في المصائب لا في المعائب ما يتعلق بالمعاصي والذنوب والكبائر التي تقع من ابن ادم فان هذه الامور يبغضها الله سبحانه وتعالى ونهى عباده عنها والعبد اذا فعلها فانما فعلها بقدرة منه ومشيئة وبالتالي فانه محاسب على ذلك. قال سبحانه لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فلا يوفق الا من جمع بين الامرين بين الايمان بالقدر والايمان بالشرع. وهذا المقام يحتاج الى تفصيل اكثر مع ما سيأتي بعده ان شاء الله من كلام في مسألة خلق افعال العباد او ما يتعلق بكلام المخالفين في القدر نتكلم عنه في درس غد ان شاء الله. اسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق والرشاد والهداية والسداد ان ربنا سميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان