السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما عقد الى المجالس للتعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس السادس العشرون في شرح الحساب الاول من برنامج التعليم المستمر في سنته الثانية احدى وثلاثين بعد الاربعمائة الف واثنتين وثلاثين بعد الاربع مئة والالف. وهو تذكرة السامع والمتكلم للعلامة محمد بن ابراهيم بن جماعة رحمه الله ويليه الكتاب الثاني وهو بلوغ القاصد جل المقاصد للعلامة عبدالرحمن بن عبد الله الفعلي رحمه الله. ويليه والثالث وهو فتح الرحيم للملك العلام لعلامة عبد الرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمه الله. وقد انتهى بنا البيان في الكتاب الاول الى الفصل الثالث من الباب الثالث وهو في ادابه في دروسه وقراءته في الحلقة. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولسيدنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى الفصل الثالث في به في دروسه وقراءته في الحلقة. وما يعتمده فيها مع الشيخ والفرقة. وهو ثلاثة عشر وثلاثة عشر الاول ان يبتدأ اولا بكتاب الله العزيز فيتقنه فيتقنه حفظا ويجتهد على اتقان وسائر علومه فانه اصل العلوم وامها واهمها. ثم يحفظ في كل فن مختصرا يجمع فيه بين طرفي من الحديث وعلومه والاصولين والنحو والتصريف. ولا يشتغل بذلك كله عن دراسة القرآن وتعهده وملازمة ورد منه كل يوم او ايام او جمعة كما تقدم. وليحذر من نسيانه بعد حفظه فقد ورد احاديث تهجر عنه ويشتغل بشرح تلك المحفوظات على المشايخ وليحذر من الاعتماد في ذلك على الكتب ابتداء ليعتمدوا في كل فن من هو احسن تعليما له. واكثر تحقيقا فيه وتحصيلا منه واخبرهم بالكتاب الذي قرأه وذلك بعد مراعاة الصفات المقدمة من الدين والصلاح والشفقة وغيرها. فان كان شيخه لا يجد من قراءته شرحه على غيره معه فلا بأس بذلك. والا راعى قلب شيخه ان كان ارجاهم نفعا. لان ذلك انفع له اجمع لقلبه عليه وليأخذ من الحفظ والشرح ما يمكنه ويطيقه حاله من غير اكثار يمل ولا تقصير بجودة التحصيل لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من ذكر اداب المتعلم المتعلقة بنفسه وادبه مع شيخه وقدوته كمل باب اداب المتعلم بهذا الفصل الخاتم لها. وهو فصل في المتعلم في دروسه وقراءته في الحلقة. وما يعتمده فيها مع الشيخ والرفقة. وذكر رحمه الله تعالى ان هذا الفصل يتضمن ثلاثة عشر نوعا من الاداب اللائقة بطالب العلم في درسه وابتدأ تلك الاداب بتحريضه على ان يكون ابتداؤه اولا بكتاب الله العزيز. فيتقنه حفظ وهذا المذكور في كلام جماعة من اهل العلم وبالنظر الى احوال الناس في ابتداء تدريجهم في العلم من الصغر. اما من لم يشرع في طلب العلم الا متأخرا فانه ربما قطعه حفظ الكتاب عن مهم ما يلزمه من الفقه في دينه الذي يعبد الله سبحانه وتعالى به. فلا ينبغي له ان يغفل اللازم عليه من عبادة الله عز وجل سواء في ابواب الخبر او الطلب. وانما القول هنا في من درج صغيرا في ابتداء العلم فيكون اول ما يتلقنه هو حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى. فان تأخر شروع المرء في طلب العلم فانه ينظر ما يعادل به بينما يلزمه من معرفة احكام الدين وما يحفظه من كتاب الله العزيز ويقدم من المحفوظ من كتاب الله عز وجل اعظمه فيبتدأ بسور القرآن واياته ذوات الفضيلة الخاصة فمن الايات مثلا اية الكرسي والايتان الاخيرتان من سورة البقرة وهلم جرا وعلى هذا فقس ومن الناس من يظن ان اخذه للقرآن يقطعه عن العلم وهذا من الجهل بل اخذه للقرآن يزيده علما فاذا تأخر شروعه في العلم فانه لابد ان ينظر فيما فيه صلاح نفسه بين حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى ومعرفة ما يلزمه من الدين. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه اذا اتقنه حفظا ينبغي له ان مجتهدا في اتقان تفسيره وسائر علومه وعلل ذلك بقوله فانه اصل العلوم وامها واهمها فهو الينبوع الذي تتفجر منه سائر العلوم كما اثر عن ابن عباس رضي الله عنه انه كان ينشد جميع العلم في القرآن لكن تقاصروا عنه افكام الرجال. وصح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال من اراد العلم فليثور القرآن وتقدم تقرير هذا المعنى غير مرة ثم قال المصنف ثم يحفظ في كل فن مختصرا يجمع بين طرفيه من حديثه وعلومه والاصولين والنحو والتصريف. فاذا حفظ الانسان القرآن الكريم او شرع في حفظه وكان متأخرا في اخذ القرآن وتلقيه فانه يحفظ في كل فن من علوم الاسلام مختصرا اي وجيزا غير مطول. وشرط هذا المختصر ان يكون معتمدا. لان تضييع العمر فيما ليس بمعتمد لا يرجع على المرء بكبير نفع فيختار المرء المتون المعتمدة التي درج اهل العلم رحمهم الله تعالى على العناية بها حفظا واستشراحا. ثم انه في حفظه لهذا المتن المعتمد في الفن يجمع بين طرفيه اي يحفظه من اوله الى اخره. فالطرفان اسم للمبتدى والمنتهى. في حفظ المتن تاما وما شهر باخرة انه لا ينبغي للانسان ان يضيع وقته في حفظ مقدمات المتون وخواتيمها غلط من قائله بلا ريب. فانه من بنيات الافكار لتجري على اذهان بعض الناس فيصدح بها وليس هو من جادة اهل العلم. واذا البس عليك امر في العلم فانظر الى اهله ومن يسهل في هذا الامر تفوته جملة من الفوائد فان من فوائد العلوم ما يكون مذكورا في مقدماتها ولا يكون مذكورا في صلب ذلك المتن. فلو ان انسانا قدر انه شرع يحفظ نظم الورقات العمريطي ثم اهمل مقدمته فانه يهمل حفظ مسألة قررها العمريطي رحمه الله تعالى في اول كتابه وهي معرفة اول من اظهر علم اصول الفقه فانه قال في اوله الحمد لله الذي قد علم الاصول للورى واشهر على لسان الشافعي وهون الى ان قال فتابعته الناس حتى صار كتبا صغارا حجم او كبارا فذكر ان اول مدون لعلم اصول الفقه وشارع فيه هو الشافعي رحمه الله تعالى فاذا الانسان حفظ هذه المسألة لكونها من المقدمة يكون قد ترك علما عظيما. ومن صبر جملة من المتون وجد ان في صدورها مسائل لا توجد في اثنائها ولا في اواخرها. وربما جاء في مقدمتها ما الى اصل عظيم كما وقع في مقدمة نظم القواعد الفقهية لابن سعدي رحمه الله تعالى فقال ذاكرا نفع العلم اعلم هديت ان افضل المنن علم يزيل الشك عنك والدرن ويكشف الحق لذي القلوب ويوصل العبد الى المطلوب فمثل هذه الملح ربما وجدت في رؤوس المتون وانما اطلت شيئا يسيرا في هذا للانباه الى ان هذه الدعوة التي سرت عند المعاصرين لا دليل عليها ولا تصرف لاهل العلم السابقين فيها فينبغي تركها وهجرها ثم ذكر ما ينبغي الحفظ فيه وهو مهمات العلوم فقال من الحديث وعلومه اي مصطلحه والاصولين اي اصول الفقه واصول الدين فان اسم الاصولين والاصلين اذا وقع في كلام اهل العلم فانهم يريدون اصول الدين واصول الفقه والنحو والتصريف. ثم قال ولا يشتغل بذلك كله عن دراسة القرآن وتعهده وملازمة ورد منه كل يوم او ايام او او جمعة كما تقدم فيلازم القرآن بتعهده كما جاء في ذلك عدة احاديث منها حديث ابن عمر في الصحيحين في الامر بتعهد القرآن وينظر فيما يتهيأ له من الزمان ان كان استطاعه كل يوم او عدة ايام امن او في الاسبوع مرة واحدة. وليحذر من نسيانه بعد حفظه فقد ورد فيه احاديث تزجر عنه. وهذه الاحاديث مروية فيه لا يصح منها شيء وامثل ما فيه اثار عن جماعة من التابعين منهم محمد بن سيرين وابو العالية الرياحي رحمهم الله كما ذكر هذه الاثار عنهم ابن ابي داود في كتاب طاحف وانما الوالد في الاحاديث هو الامر بتعاهده. ثم قال ويشتغل بشرح تلك المحفوظات على فاذا حفظ تلك المتون المعتمدة في الفنون فانه يشرع بعد ذلك او اثناء في استشراحها من اهل العلم. ويحذر من الاعتماد في ذلك اي في فهم معانيها على الكتب ابتداء لان الكتب صامتة لا تنطق. وربما وقع في ذهن الانسان فهم ظنه صوابا وهو غلط وانما يميز له الصواب من الخطأ والحق من الباطل معلمه الذي يبين له معاني تلك المتون. ثم بين من يعتمد عليه من الشيوخ فقال بل يعتمد في كل فن من هو احسن تعليما له. واكثر تحقيقا فيه وتحصيلا منه واخبرهم بالكتاب الذي قرأه فيقدم اخذ كل فن عن اهله العارفين به. والمراد اهله العارفين به من لهم اهلية وقدرة في تعليمه وفهمه. وهم طبقات ودرجات. يقسم الله سبحانه وتعالى بينهم القدر بحسب ما يفتح لهم من المدارك والفهوم واشتات العلوم. ثم قال وذلك بعد مراعاة الصفات المقدمة من الدين والصلاح والشفقة وغيرها. لان انتفاع المتعلم بمعلمه لا يقتصر على ما يلقيه اليه من العلم بل متى صحت الحقائق الايمانية وخلصت الارادات الباطنية حصل انتفاع المتعلم بتعليم معلمه ثم قال فان كان شيخه لا يجد من قراءته وشرحه على غيره معه فلا بأس بذلك اي اذا كان الشيخ يعلم انه يقرأ عند غيره ثم لا يجد في نفسه شيئا من ذلك فلا بأس بذلك. وان كان الشيخ يكره وذلك فمراعاة قلبه اولى بشرط ان يكون هو ارجاهم له نفعا. كما قال والا راعى قلب شيخه ان كان جاهم نفعا لان ذلك انفع له واجمع لقلبه عليه. اي انفع له في اخذ العلم واجمع لقلب الشيخ على نفع تلميذه ثم قال بعد ذلك وليأخذ من الحفظ والشرح ما يمكنه ويطيقه حاله من غير يمل ولا تقصير يخل بجودة التحصيل. اي ان المرء في مسيره في اخذ العلم حفظا وشرحا يراعي اثنته وقدرته القلبية فان للقلب قوة كقوة البدن. تضعف وتقوى وتقبل وتدبر فلا بد من مراعاتها كما ذكر هذا المعنى ابن الجوزي في صيد خاطره. فاذا اتقل الانسان على قلبه بشيء لا قدرة للقلب عليه كلا ومل وضجر من العلم. فان اخذه شيئا فشيئا فانه ينتفع بذلك انتفاعا كبيرا فيكون مقصوده من الحفظ في المبتدأ ان يحفظ مختصرات الفنون دون مطولاتها وانما درج اهل العلم على تأصيل هذا المعنى لان الانسان ربما قويت روحه ثم فترت بعد مدة فينبغي ان تكون قوتها فيما يدوم نفعه فان الانسان يقدر في المدة التي يحفظ فيها شيئا من المطولات ان يحفظ جملة من المختصرات. فلو قدر ان انسانا اراد ان يحفظ الفية من الالفيات. فانه في هذه المدة ربما حفظ بدلا عنها عدة متون مختصرة في عدة فنون فيكون هذا انفع له ومن يقول انه لا حاجة للمختصرات بل يشرع الانسان في المطولات فهذه اخت تلك التي تقدمت هي من بنيات الافكار التي تقع في ذهن من لم يمارس العلم ولا اخذه عن اهله ولا عرف جادته ثم يلقيها الى الناس فمجروح مكردس وسالم ناج فان من الناس من يدخل نفسه بلا روية في مثل هذه المسالك ثم ينقطع عن العلم وهو الذي جنى على نفسه لانه اصغى الى داع يدعوه الى ترك جادة اهله. ومن سلم من هذه البلية هو الذي يأخذ بجادة اهل العلم السابقين. ولا يغتر بتصرفات المتأخرين. فان المتأخرين لضعف تزكية النفوس عندهم في العلم صاروا لا يراعون هذه الاصول فيقع منهم الاضرار ويتنصلون من ذلك بالعيب على المتعلمين وكثير من الجناية عليهم انما اوقعها من يدعو الناس الى امور لا قدرها ثم يدعو اليها ويحض عليها فتؤثر في الناس ضعفا. وسبق ان من اصول السلامة ان تنظر في الامر كله ومنه العلم الى جادة من سبق. فما كان عليه السابقون هو انفع لك. وما احدثه المتأخرون والمعاصرون فانه يضرك. ومن جملة ذلك بما يتعلق بالشرح ان يأخذ الانسان في ابتداء تلقيه العلم مقاصد المتون دون فروعها وشذورها المتفرقة. لان الفنون لها شذور طويلة الزرع فاذا اوغل فيها الانسان ربما خرج منها ولم ينتفع. فلو قدر ان معلما اراد ان يبين للمبتدئ في الاجرامية مثلا حقيقة الكلام ثم ابتدأ في بيان اول كلمة منها وهو الكلام الى تقسيمه الى امرين احدهما ال والثاني كلام ثم تكلم عن انواع ثم تكلم عن الكلام والفرق بينه وبين الكلم الى اخر المسائل المتعلقة بهذه الكلمة الواحدة ثم يخرج الطالب منها خالي الوفاض وهو يصف شيخه النحرير والعالم الكبير والخريج الذي لا يشق له غبار وهو في الحقيقة لا يعي البلية التي وقع فيها المبتدئ ينبغي له ان يقتصر على فهم مقاصد الفنون. فاذا وعى مقاصد الفنون في المختصرات فانه بعد ذلك يترقى الى ما بعده سواء باستشراح ذلك المتن على نحو ابسط واطول مما سبق او بالانتقال الى متن اخر ولاهل العلم رحمهم الله تعالى في بيان ما ينبغي مذهبان اثنان احدهما من رأى ان اللائق بالمبتدئ ان يعتني بتقرير المتن وحل المشكل. ذكر هذا ابن عرفة من المالكين وتبعه جماعة. والاخر ان يعتني باصلاح المتن وتقرير النص وتكميل النقص ذكر هذا ابن المواق المالكي في سنن المهتدين وعاب المذهب الاول بان حل الاشكال مما تضيق عنه اذهان المتعلمين وهو وان انا مهما الا انه ينبغي تأخيره الى زمن اوسع. وقد اشرت الى هذا المعنى في ابيات قلت فيها مقاصد للمبتدي تبين. عند ابتغاء الشرح وهي هينوا هين صفة لموصوف محذوف تقديره امر. وهي هين. ان تصلح حلمتن ومعناه الذي حواه قرره بقول الاحوذ وكمل النقص وما عداه قيادة تعطى لمن وعاه عن ولد المواق ذا التقدير عن ولدي يعني ابن عن ولد المواق ذا التقدير فاعمل به فنفعه كبير ومن يراعي نفسه للطلبة معجز قد غرهم في الحلبة ومن يراعي نفسه لا الطلبة معجز معجز من اعجز اعجز قد غرهم في الحلبة اذ وصفوا وبالحافظ النحير وهم ايش يصيرون؟ واتصفوا بالضعف والتقصير واتصفوا بالضعف والتقصير وليس نفع الشيخ ان يريك علومه وانما يهديك. وليس نفع ان يريك علومه وانما يهديك فترتقي في سلم العلوم متدرجا متدرجا يعني على الادغام متدرجا متدرجا والفضل للقيوم بالبسط في العبارة للناشئين جانب المختارة ومغرم بالبسط في العبارة للناشئين جانب المختارة. اقرأها يا ابراهيم. شوي شوي عشان الاخوان يضحكون. نعم مقاصد للمبتدي تبين تبين عند ابتغاء الشرح وهي هين فهي هين صفة لمحذوف تقديره امر امر هين ان تصلح المتن ومعناه الذي هواه قربه بقول الاحوذ رواه قرره قرره برأيه قرره بقول الاحوذ. الاحوذ المبين العاقل الموضح كما ذكروا هذا معنى فيه نعم ان تصلح المتن ومعناه الذي هواه قرره بقول الاحوذ وكمل النقص وما عداه زيادة لمن وعاه لمن وعى ايش؟ المتن يعني. نعم. عن ولد المواق ذا التقدير فاعمل به فنفعه كبير عن ولد المواق ذا التقدير من فقهاء ومحدثي المالكية. نعم. ومن يراعي نفسه للطلبة معجز قد غرهم في الحلبة اي من يراعي نفسه للطلبة معجز قد غرهم في الحلبة. الحلبة ميدان السباق المقصود ميدان العلم اذ وصفوا بالحافظ النحريري واتصفوا بالضعف والتقصير نعم يصفون الشيخ بالحفظ وانه وليس ذلك هو الوصف الذي يمدح به الانسان. ليس الوصف الذي يمدح به الانسان ان يكون شيخك كثير المعلومات وانما الشيخ المدح الذي يوصف به الشيخ هو نفعه للناس. اذا انتفع الناس به هذا مدحه. ولذلك انظروا يا اخوان الى حال العلما الاولين الذين ربما كلنا ادركناهم تجد ان كلامهم قليل ولكن الانتفاع بهم كثير وقد عاصرهم اناس يحفظون ويعرفون ولكنهم لم يكتب لهم من التوفيق كما كتب لهؤلاء. ولذلك لا يكن في طلب العلم المعلومات. وانما مرادك في طلب العلم ان تنفع وتنتفع. فانه بذلك يجري الله سبحانه على على يديك الخير واما المجرد المعلومات فلا تفاضل فيها وانما الذي يتفاضل فيه الناس هو نفعه وانظروا ما يذكره الناس في مقادير ما يوصف به الحافظ من الاعداد التي يحفظها وما يتوسع به اهل من وصف جماعة بذلك ثم تجد ان ابا هريرة رضي الله عنه لم يروى عنه سوى خمسة الاف في حديث وكسر ومع ذلك قال قال الذهبي رحمه الله تعالى حافظ الصحابة بالاجماع بالحفظ لما حصل بما نقله عن النبي صلى الله عليه وسلم من نفع وانتفاع. وبمثل ادراك هذه المعاني تحوزون العلم هذه المعاني يفوت العلم. نعم. وليس نفع الشيخ ان يريك علومه وانما يهديك ارتقي في سلم العلوم مدرجا والفضل للقيوم مدرجا متدرجا متدرجا تدغم متدرجا والفضل للقيوم الفضل لمن؟ لله. ليس لك ولا لشيخك. الفضل لله الذي هداك الى الانتفاع بمثل هذا المسلح والفضل لله الذي هدى شيخك الى ان ينفعك بهذا المسلك. فان كثيرا ممن ادرك العلوم انفع له ان يشتغل باعلى ما ادركه ابقاء له ولكن الله عز وجل اذا كتب الخير لك ولشيخك جعل مدار الامر فيما يحصل به ترقية الانسان. نعم. ومغرم بالبسط في العبارة للناشئين جانب المختارة. الذي يغرم بالبسط في العبارة للناشئين وهذا قيد مهم. اما لغيرهم يعطيهم بقدر ما يصلح لهم. جانب المختارة يعني جانب الطريقة المختارة التي ينبغي سلوكها. وادراك مثل هذا المعنى ينبغي ان يكون حاملا للانسان على اعماله لا على الورع بعيب الناس فيه. فان الناس اذا لم يهتدوا بمن قبلك قمين الا يهتدوا بك فلا به ولكن اشتغل بنفسك في طلب نفعها ثم اذا تصدرت لنفع الناس فاعمل هذا واذا ابتغيت ان تستفيد من احد في العلم ولم يكن على هذا السنن فاجعل من شرطه في تعليمه لك ان يراعي هذا الامر فان من العقل اذا اراد الانسان ان يقرأ مثلا على شيخ متمكن في النحو او القراءات او غيرها ان ينبهه الى انه في حال ابتداء ينبغي ان يراعيه بشرح المهمات دون التطويل بالفروع يبعد بها الانسان عن مقاصد الفن. فاذا لاحظ منه معلمه هذه الرغبة ورعاه فيها انتفع ان كانت عادته ان يطول مع غيره لكن ينبغي ان تلاحظ الانفع لك. وهذا الانفع هو الابقى الذي به العلم ولذلك جرى الامر في برنامج تيسير العلم على بيان مقاصد المتون ولنا معها عودة اخرى ان شاء الله تعالى نبين فيها حل هذه المتون على النحو الذي يحصل به تصور العلوم على الوجه الاتم وهذا اخر التقرير على هذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق