ان يشرك معه احد في عبادته لا ملك مقرب ولا نبي مرسل الكل عبيد لله جل وعلا الله جل وعلا انما يرضى التوحيد يرضى ان يعبد وحده دون ما سواه فمن اشرك مع الله جل وعلا الها اخر فقد نقض الغاية العملية التي كلف بها من خلقه ومن ايجاده قال جل وعلا وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى رحمة واسعة. اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه الثلاث مسائل والعمل بهن الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا. بل ارسل الينا رسولا. فمن اطاعه دخل الجنة. ومن عصاه دخل النار والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فاص فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا. الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه في عبادته احد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا الثالثة ان من اطاع الرسول وحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاج الله ورسوله ولو كانوا او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم. اولئك كتب في قلوبهم الايمان. وايدهم بروح منه تدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. رضي الله عنهم ورضوا عنه. اولئك حزب الله ان حزب الله هم المفلحون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذه المسائل الثلاث التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى صلة لما قبلها وتمهيد لما بعدها فاعاد وكرر بقوله اعلم رحمك الله بهذا ما فيه من التلطف بالمتعلمين اعلم انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم تلافي هذه المسائل مع المسائل الاربع التي سبقته وهذه المسائل يجب يجب ان يتعلمها كل مسلم وكل مسلمة لان فيها بيان اصل الدين وقاعدة الدين الاولى من تلكم المسائل ان الله جل جلاله خلق الخلق لغاية لم يخلقهم بغير غاية لم يخلقهم سدى ولا عبثا سبحانه وتعالى عما يصفون بل انما خلق الخلق لغاية. قال جل وعلا الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وقال جل وعلا افحسبتم انما خلقناكم عبثا يعني لغير غاية ولغير حكمة وانكم الينا لا ترجعون. وانه لن يكون بعث بعد خلقكم وانه لن يكون ارجاع لكم الى من خلقكم وهذا فيه قدح هذا الظن به قدح في حكمة الله جل وعلا لذلك قال جل وعلا بعدها فتعالى الله الملك الحق تعالى عما يصفه به المبطلون تعالى عما يظنه عليه الجاهلون القادحون في حكمته فاذا الخلق مخلوقون لغاية ما هذه الغاية هي ما بينها في قوله جل وعلا وما خلقت الانس والجن وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد منه وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين الله جل وعلا ما خلق الجن والانس الا لغاية واحدة وهي الابتلاء ليبلوكم ايكم احسن عملا الاختبار اختبار في اي شيء في عبادته هل يعبد وحده لا شريك له ام يتخذ المخلوق هذا الهة اخرى مع الله جل وعلا. وهذه مسألة ولا شك عظيمة الانسان خلق لهذه الغاية لكن يحتاج الى من يبصره بهذه الغاية ويعلمه القصد من خلقه ويعلمه كيف يصل الى عبادة ربه على الوجه الذي يرضى به الله جل وعلا عنه فبعث الله جل وعلا رسلا مبشرين ومنذرين يدلون الخلق الى وعلى خالتهم يعرفونهم بمن يستحق العبادة وحده ويعرفونهم بالطريق التي اذنان من خلقهم؟ ان يعبدوه بها قال جل وعلا وما ارسلناك لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا وقال جل وعلا كما ارسلنا الى فرعون رسولا انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فكل امة قد خلا فيها نذير كما قال جل وعلا وان من امة الا خلا فيها نذير نذير ينذرهم ويبشرهم يبشروا من اطاعه وينذر من النار ويخوف من النار ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فثبت بهذه النصوص ان الله جل وعلا لم يترك الخلق وشأنهم بعد ان خلقهم بل بعث لهم رسلا يعلمونهم ويهدونهم ويبصرونهم الطريق التي يرضى الله جل وعلا بها ان يعبدوه بها دون ما سواها من الطرق الموصلة وتلكم الطريق طريق واحدة ليست بطرق متعددة كما قال جل وعلا اهدنا اهدنا الصراط المستقيم فهو صراط واحد وهناك شروط اخرى هي شروط اهل الضلال والجهل والغواية والهوى. اما الطريق الموصل الى الله جل وعلا فهو طريق المرسلين الذي جاءوا به من عند الله جل وعلا هو دين الاسلام العام كما قال جل وعلا ان الدين عند الله الاسلام استسلام لله جل وعلا بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. الرسل بينوا للناس هذه الغاية ودلوهم على عبادة الله جل وعلا وحده دون ما سواه. فقامت العداوة بين الرسل وبين اقوامهم في هذا العصر حيث ان الخلق يريدون ان يعبدوا الله جل وعلا بالطريقة التي يحبون لا بالطريقة التي يحبها الله جل وعلا ولهذا قال بعض ائمة السلف ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان تحب ليس الشأن ان تحب الله فان محبة الله جل وعلا يدعيها المشركون يدعيها الضالون كل قوم بعثت اليهم الرسل يدعون انهم يريدون وجه الله يريدون ما عند الله يحبونه وربما يتصدقون ويصلون ويدعون ويصلون ويتقربون وما فعل اهل الجاهلية جاهلية العرب منا ببعيد لكن ليس الشأن ان يحب المحب ربه ولكن الشأن اي يحب العبد العبد ربه الشأن ان يحب الله جل وعلا العبد متى يكون ذلك لابد ان يبحث العبد عن سبيل محبة الله جل وعلا له هذا السبيل بينه الله جل وعلا في قوله قل ان كنتم تحبون الله زعما فاتبعوني طاعة يحببكم الله فاذا سبيل محبة الله للعبد هي طاعة الرسل واتباع الرسل وخاتم المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ببعثته وبرسالته نسخت جميع الرسل جميع الرسالات ونسخت جميع الكتب من قبله عليه الصلاة والسلام. فبقي للناس طريق واحد يصلون به الى ربهم جل وعلا الا وهو طريق محمد عليه الصلاة والسلام. اذ هو الواسطة العملية بالاتباع باتباعه للوصول الى الله جل وعلا فمن اتبع واهتدى بغير هدي النبي عليه الصلاة والسلام هذا النبي الخاتم فهو من الضالين الذين تنكبوا سبيل الحق. هذا الاصل الاول وهذه المسألة الاولى عظيمة جدا لانها اذا استقرت في قلب العبد قادته الى كل خير يعلم انه ما خلق الا لغاية ما هذه الغاية هي عبادة الله جل وعلا وحده دون ما سواه كيف اعرف طرق هذه العبادة باتباع النبي عليه الصلاة والسلام خصائص الدين في هذه المسألة العظيمة وما احسن قول شمس الدين ابن القيم حين نيته بعد ابيات قال فلواحد كن واحدا في واحد اعني سبيل الحق والايمان لواحد لله جل وعلا وحده دون ما سواه كن واحدا في قصدك وارادتك وتوجهك وطلبك في واحد في طريق واحد قال بعدها اعني سبيل الحق والايمان الذي هو سبيل النبي عليه الصلاة والسلام المسألة الثانية ان الله جل وعلا لا يرضى فلا تدعو دعاء مسألة ودعاء عبادة مع الله احدا المساجد يفعل فيها شيئان تقال سؤال الله جل وعلا دعاء الله جل وعلا دعاء المسألة هذا نوع والثاني عبادة الله جل وعلا بانواع العبادات من الصلاة الفرض والنفل ومن التلاوة ومن الذكر ومن التعلم والتعليم ونحو ذلك قال جل وعلا وان المساجد لله المساجد اقيمت لله جل وعلا لعبادته وحده دون ما سواه فلا تدعوا لا دعاء مسألة احدا غير الله ولا تدعوا دعاء عبادة احدا غير الله. فكما ان المصلي لا يصلي الا لله فكذلك للمسجد وفي غيره. فلا يسأل ولا يدعو الا الله جل وعلا دعاء المسألة هو الذي يسميه العامة او يسميه الناس الدعا وهو المقصود به اذا قيل دعا فلان يعني سأل الله جل وعلا قال اللهم اعطني اللهم قني اللهم اغفر لي ونحو ذلك. هذا يسمى دعاء مسألة اما دعاء العبادة فهو العبادة نفسها لان المتعبد لله جل وعلا بصلاة او بذكر هو سائل سائل لله جل وعلا لانه في اثناء او انما عبد وصلى او صام او زكى او ذكر او تلى رغبة فى الاجر. كأنه سأل الله جل وعلا الثواب لهذا يقال الدعاء قسمان دعاء مسألة ودعاء عبادة قال جل وعلا وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فقال في اول الاية ادعوني وقال في اخرها ان الذين يستكبرون عن عبادتي فدل على ان الدعاء عبادة او هو العبادة ولهذا فسر السلف قوله ادعوني استجب لكم الاستجابة هنا اسرت بتفسيرين استجب بمعنى اعطيكم ما سألتم او اهبكم ادعوني اثبكم اذا كانت بهذا التقدير ادعوني اثبكم بهذا المعنى فيكون الدعاء هنا دعاء بمعنى العبادة لان هي المتعلق بها الثواب واذا كانت الاستجابة هنا يعني الاجابة بمعنى اعطاء السول فيكون الدعاء هنا دعاء مسألة وهذه المسألة مقررة تقريرا واضحا في كتب اهل العلم الا وهي ان قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا انه يشمل نوعي العبادة نوعي الدعاء دعاء المسألة ودعاء العبادة وقد جاء في الحديث الصحيح عن النعمان ابن بشير ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة وفي معناه ما جاء عن انس مرفوعا الدعاء مخ العبادة الله جل وعلا لا يرضى ان يشرك معه احد قد يتوهم ان المخلوق اذا بلغ الى غاية عظيمة انه يمكن ان يوصل الى الله جل وعلا باتخاذه واسطة باتخاذه وسيلة واعلى المخلوقات مقاما عند الخلق الملائكة و الرسل والانبياء بهذا نفى الشيخ رحمه الله تعالى هذين فقال الله جل وعلا لا يرضى ان يشرك معه احد لا نبي مقرب ولا ملك لا ملك مقرب ولا نبي مرسل لا ملك مقرب حتى ولو كان جبريل الذي هو سيد الملائكة واشرفهم واعظمهم. ولا نبي مرسل حتى النبي عليه الصلاة والسلام دليل ذلك فلا تدعو مع الله احدا وجه الاستدلال ان احدا نكرة جاءت في سياق النفي وقد تقرر ان النكرات اذا اتت في سياق النفي او النهي او الشر او الاستفهام فانها تعم قال فلا تدعوا مع الله احدا يدخل في احد الملائكة ويدخل فيه الانبياء هذا الاصل يجب على كل مسلم ومسلمة ان يعلمه علما يقينيا لا شك فيه ولا شبهة بدليله وهو قوله وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احد. فلا يخطر على قلب المسلم او المسلمة انه يمكن ان يدعو غير الله او ان يستغيث بغير الله او ان يتوجه الى غير الله باي انواع باي نوع من انواع العبادات حتى ولو كان المتوجه اليه ملك مقرب او نبي مرسل ومن المتقرر ان ثم فرقا بين النبي والرسول فليس كل نبي ليس كل نبي رسولا بينما كل رسول نبي وقول الشيخ هنا ولا نبي مرسل لان الرسالة ارفع درجة من النبوة والفرق بينهما ان النبي فهو من اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه الى قوم موافقين له او لم يؤمر بالتبليغ والرسول هو من اوحي اليه بشرع او كتاب وامر بتبليغه الى قوم مخالفين فاذا النبي مرسل وقد يكون مرسلا الى نفسه لكنه ليس بالرسول بالمعنى الاخص وبهذا يتضح المقام وذلك لقول الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فاثبت ان الرسول مرسل وان النبي ايضا يقع عليه الارسال. قال وما ارسلنا من قبلك من رسول الرسول يقع عليه الارسال ولا نبي ايظا النبي يقع عليه الارسال يعني يؤمر بان يبلغ ذلك لمن لمن يوافقه هذا النبي لمن يوافقه مثل انبياء بني اسرائيل اذا مات فيهم نبي خلفه نبي يبلغ من يوافقه ليه عقيدته من يوافقه في اتباعه لشريعة النبي الرسول الذي قبله اذا بلغ موافقا وكان هذا التبليغ مأمورا به من الله جل وعلا ومعه شرع او بعض شرع فان هذا نبي وقد لا يكون مأمورا بتبليغه لا او من موافقين فقد يبلغ نفسه وعلى هذا يحمل لاحد تفاسير او شروح العلماء ما جاء في الحديث ان النبي يأتي يوم القيامة وليس معه احد قد يكون لانه لم يستجب له وقد يكون لانه انما امر او اوحي اليه لنفسه لا لغيره المسألة الثالثة ان من وحد الله واطاع الرسول واتبع دين الاسلام لا يجوز له ان يوالي من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب لا يجوز له ان يوالي من حاد الله ورسوله ولو كان ذلك اباه او امة او اخاه او اخته او قريبة وذلك لقول الله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم الى اخره الاية وقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان. ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون. وقال جل وعلا ومن يتولهم منكم فانه منهم لما ذكر اليهود والنصارى ومن يتولهم منكم فانه منهم فاصل الدين الذي هو من معنى كلمة التوحيد الولاء والبراء الولاء للمؤمنين وللايمان والبراءة من المشركين والشرك ولهذا يعرف علماؤنا الاسلام بانه الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله وها هنا تنبيه انها في بعض نسخ كتاب شيخ انه عرف الاسلام بهذا وقال في اخره والخلوص من الشرك واهله و المعروف عنه النسخ الصحيحة التي قرأت على العلماء البراءة من الشرك واهله لان البراءة تشمل الخلوص وزيادة وهي الموافقة لقول الله جل وعلا واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي قطرني هنا قال لا يجوز لمن وحد الله واطاع الرسول واتبع دين الاسلام ان يوالي احدا من المشركين الموالاة معناها ان تتخذه وليا واصلها من الولاية والولاية هي المحبة قال جل وعلا هنالك الولاية لله الحق يعني هنالك المحبة والمودة والنصرة لله الحق فاصل الموالاة المحبة والمودة ولهذا استدل بقوله لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون ففسر الموالاة بانها المودة وهذا معناه ان اصل الموالاة القلب وهو محبة الشرك او محبة اهل الشرك والكفر فاصل الدين ان من دخل في لا اله الا الله فانه يحب هذه الكلمة وما دلت عليه من التوحيد ويحب اهلها ويبغض الشرك المناقض لهذه الكلمة ويبغض اهله فكلمة الولا والبراء هي معنى الموالاة والمعاداة وهي بمعنى الحب والبغض فاذا قيل ولاء الولاء والبراء بالله هو بمعنى الحب والبغض في الله وهو بمعنى الموالاة والمعاداة في الله ثلاثة بمعنى واحد فاصله القلب محبة القلب اذا احب القلب الشرك صار مواليا للشرك اذا احب القلب اهل الشرك صار مواليا لاهل الشرك كذلك اذا احب القلب الايمان صار مواليا للايمان اذا احب القلب الله صار مواليا لله اذا احب القلب الرسول صار صار وليا ومواليا للرسول صلى الله عليه وسلم. واذا احب القلب المؤمنين صار مواليا ووليا للمؤمنين. قال جل وعلا انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون يعني من يحب وينصر الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون الموالاة موالاة المشركين والكفار محرمة وكبيرة من الكبائر وقد تصل بصاحبها الى الكفر والشرك ولهذا ظبطها العلماء بان قالوا تنقسم الموالاة الى قسمين الاول التولي والثاني الموالاة الموالاة باسمها العام تنقسم الى الى التولي والى موالاة اما التولي فهو الذي جاء في قوله تعالى ومن يتولهم منكم فانه منهم تولاه توليا التولي معناه محبة الشرك واهل الشرك محبة الكفر واهل الكفر او نصرة الكفار على اهل الايمان قاصدا ظهورا الكفر على الاسلام بهذا الظابط يتضح معنى التولي والتولي كما ذكرت لكم تولي الكفار والمشركين كفر اكبر واذا كان من مسلم فهي ردة ما معنى التولي معناه محبة الشرك واهل الشرك لاحظ الواو او يعني ان يحب الشرك واهل الشرك جميعا مجتمعة او الا يحب الشرك ولكن ينصر المشرك على المسلم قاصدا ظهور الشرك على الاسلام هذا الكفر اكبر الذي ان فعله مسلم صار ردة في حقه والعياذ بالله القسم الثاني موالاة والموالاة محرمة من جنس محبة المشركين والكفار لاجل دنياهم او لاجل قراباتهم او لنحو ذلك وظابطه ان يكون تكون محبة اهل الشرك لاجل الدنيا ولا يكون معها نصرة لانه اذا كان معها نصرة على المسلم بقصد ظهور الشرك على الاسلام ترى توليا القسم المكفر فان احب المشرك او الكافر لدنياه وصار معه نوع موالاة معه لاجل الدنيا فهذا محرم ومعصية وليس كفرا دليل ذلك قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة قال علماؤنا رحمهم الله تعالى اثبت الله جل وعلا في هذه الاية انه حصل ممن ناداهم باسم الايمان اتخاذ المشركين والكفار اولياء بالقاء المودة لهم وذلك كما جاء في الصحيحين وفي التفسير في قصة حاطب المعروفة حيث انه ارسل بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه عظيمة من العظائم للمشركين لكي يأخذوا حذرهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كشف الامر قال عمر رضي الله عنه بالنبي عليه الصلاة والسلام يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق قال عمر قال النبي عليه الصلاة والسلام لعمر اتركه يا عمر يا حاطب ما حملك على هذا فدل على اعتبار القصد ما حملك على هذا دل على اعتبار القصد لانه ان كان قصد ظهور الشرك على الاسلام وظهور المشركين على المسلمين فهذا يكون نفاقا وكفرا وان كان له مقصد اخر فله حكمه. قال عليه الصلاة والسلام مستبينا للامر ما حملك يا حاطب على هذا قال يا رسول الله والله ما حملني على هذا محبة الشرك وكراهة الاسلام ولكن ما من اصحابك ما من احد من اصحابك الا وله يد يحمي بها ما له في مكة وليس لي يد احمي بها ما لي في مكة فاردت ان يكون لي بذلك يد احمي بها مالي في مكة فقال النبي عليه الصلاة والسلام صدقكم الله جل وعلا قال في بيان ما فعل حاطب ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل يعني حاطبا ففعله ضلال وما منعه ما منع النبي عليه الصلاة والسلام من ارسال عمر او ترك عمر الا ان حاطبا لم يخرج من الاسلام بما فعل ولهذا جاء في رواية اخرى قال ان الله اطلع على اهل بدر فقال افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم. قال العلماء لعلمه جل وعلا بانهم يموتون ويبقون على الاسلام دلت هذه الاية وهي قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة مع بيان سبب نزولها من قصة حاطب ان القاء المودة للكافر لا يسلب اسم الايمان لان الله نادى ناداهم باسم الايمان فقال يا ايها الذين امنوا مع اثباته جل وعلا انهم القوا المودة ولهذا استفاد العلماء من هذه الاية ومن اية سورة المائدة ومن يتولهم منكم فانه منهم ومن اية المجادلة التي ساقها الشيخ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يؤدون من حاد الله ورسوله الى ان الموالاة تنقسم الى تول وموالاة. الموالاة للاسم العام منه تول وهو المكفر بالظابط الذي ذكرته لك ومنه موالاة وهي نوع المودة لاجل الدنيا ونحو ذلك والواجب ان يكون المؤمن محبا لله جل وعلا ولرسوله وللمؤمنين وان لا يكون في قلبه مودة الكفار ولو كان لامور الدنيا اذا عامل المشركين او عامل الكفار في امور الدنيا انما تكون معاملة ظاهرة بدون ميل القلب ولا محبة القلب لم؟ لان المشرك حمل قلبا فيه مسبة الله جل وعلا بان المشرك تاب لله جل وعلا بفعله اذ اتخذ مع الله جل وعلا الها اخر والمؤمن متول لله جل وعلا ولرسوله وللذين امنوا فلا يمكن ان يكون في قلبه مودة مشرك حمل الشرك والعياذ بالله هذه الثلاث مسائل من المهمات العظيمات الاولى ان يعلم المرء الغاية من خلقه واذا علم الغاية ان يعلموا الطريق الموصلة لانفاذ هذه الغاية الثاني ان يعلم ان الطريق واحدة وان الله جل وعلا لا يرضى الشرك به حتى بالمقربين عنده والذين لهم المقامات العالية عنده جل وعلا. لا يرضى ان يشرك معه احد الثالثة ان لا يكون في قلب الموحد الذي وحد الله واطاع الرسول وخلص من الشرك الا يكون في قلبه محبة للمشركين هذه الثلاث هي اصول الاسلام باحد الاعتبارات اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن تحققوا بها قولا وعملا واعتقادا وانقيادا نعم اينما وعدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميعا الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومعنى يعبدون يوحدوني واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا هذا فيه تلطف ثالث منه رحمه الله تعالى حيث دعا للمتعلم لقوله اعلم ارشدك الله وهذا الذي ينبغي على المعلمين ان يكون متلطفين بالمتعلمين لان التلطف التعامل معهم باحسن ما يجد المعلم هذا يجعل قلب المتعلم قابلا للعلم منفتحا له مقبلا عليه فيقول ان الحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام هي التي امر الله جل وعلا نبيه وامر الناس ان يكون عليها. قال جل وعلا ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وملة ابراهيم هي التوحيد لانه هو الذي تركه في من بعده حيث قال جل وعلا واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين هذه الكلمة انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني اشتملت على نفيا الشق الاول وعلى اثبات في الشق الثاني انني براء مما تعبدون. البراءة نفي اليست كذلك ثم اثبت فقال الا الذي فطرني فتبرأ من المعبودات المختلفة واثبت انه عابد للذي فطره وحده وهذا هو معنى كلمة التوحيد ولهذا قال جل وعلا بعدها وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون يعني لعلهم يرجعون اليها وعقبوا ابراهيم عليه السلام منهم العرب اليس كذلك ومنهم اتباع الانبياء فهو اب الانبياء معنى ذلك انه اب اقوام الانبياء جعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون اليها وهذه الكلمة هي كلمة التوحيد لا اله الا الله لان التوحيد هو ملة ابراهيم لا اله الا الله معناها ما قال ابراهيم عليه السلام انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني. فلا اله مشتملة على البراءة من كل اله عبد والا الله اثبات للعبادة اثبات لعبادة الله جل وعلا وحده دون ما سواه ولهذا يقول العلماء لا اله الا الله معناها لا معبود حق او بحق الا الله. معنى ذلك ان كل المعبودات انما عبدت بغير الحق قال جل وعلا ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل. وان الله هو العلي الكبير ذلك بان الله هو الحق ولكونه جل وعلا هو الحق كانت عبادته وحده دون ما سواه هي الحق قال لا اله لا اله بحق لا معبود بحق لكن ثمة معبودات بغير الحق ثمة معبودات بالباطل اما معبودات بالبغي والظلم والعدوان. لكن المعبود بحق ينفى عن جميع الالهة الا الله جل وعلا فانه هو وحده المعبود بحق هذه الكلمة هي التي القاها ابراهيم عليه السلام في عقبه وهذا مراد الشيخ رحمه الله تعالى بما ذكر وبين ان اعظم الواجبات اعظم ما امر به ابراهيم الخليل عليه السلام وما امر به النبي صلى الله عليه وسلم التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك ومعنى ذلك ان اعظم دعوة الانبياء والمرسلين من إبراهيم عليه السلام بل من نوح عليه السلام الى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اعظم ما يدعى اليه بالامر هو الامر بتوحيد الله جل وعلا. واعظم ما ينهى عنه ويؤمر الناس بتركه هو الشرك فاعظم ما امر به التوحيد واعظم ما نهي عنه الشرك لم لان التوحيد هو حق الله جل وعلا ومن اجله بعثت الرسل ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. الغاية من بعد الرسل ان تبين للناس وان تقول للناس اعبدوا الله وحده دون ما سواه هذا الامر واجتنبوا الطاغوت يعني اتركوا الشرك ومظاهر الشرك فاذا اعظم مأمور به هو التوحيد. اعظم ما دعا اليه الرسل والانبياء من نوح عليه السلام الى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام اعظم ما دعي اليه من المأمورات التوحيد واعظم ما نهي عنه من المنهيات هو الشرك. لم؟ لان الغاية من خلق الانسان هي عبادة الله وحده فصار الامر بالتوحيد هو الامر لهذا المخلوق بان يعلم وان ينفذ غاية الله جل وعلا من خلق هذا المخلوق والنهي عن الشرك معناه النهي عن ان يأخذ هذا المخلوق بطريق او بفعل يخالف الغاية من خلقه وهذا ولا شك ما ترى يقود الى فهم التوحيد وفهم حق الله جل وعلا وفهم دعوة الحق باعظم ما يكون الفهم لانك تنظر الى ان الى ان انفاذ المرء ما خلق من اجله هو اعظم ما يدعى اليه ونهي المرء ان ما يصده عما خلق من اجله هذا اعظم ما ينهى عنه. ولهذا كانت دعوة المصلحين ودعوات المجددين على مر العصور لهذه الامة هي بالدعوة الى التوحيد ولوازمه والنهي عن الشرك ذرائع اسأل الله جل وعلا ان يزيدني واياكم من العلم النافع وان يمن علينا بالعمل الصالح وبالفهم والسداد وصلى الله وسلم على نبينا محمد