المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. شرح الاصول الثلاثة. الدرس الثالث. وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فاذا قيل لك ما الاصول ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فان قيل فان قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود والدليل قوله تعالى وكل ما سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم فان قيل لك لم عرفت ربك؟ فان قيل لك بم عرفت ربك؟ فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار القمر ومن مخلوقاته السماوات السبع والارض دون السبع. والدليل قوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر. واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشى الليل والنهار ويطلبه حثيثا. والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. الا لهم الخلق والامر بارك الله رب العالمين. والرب هو المعبود. والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء فاخرج به من الثورات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا ابتداء من المصنف رحمه الله تعالى لبيان المقصود من تأليف هذه الرسالة وما قبله من المهمات التي هي موطئات لهذا المقصود من بيان الواجبات الاربع ثم الواجبات الثلاث ثم ما يتصل بذلك هذه الرسالة صنفت لبيان الاصول الثلاثة الا وهي مسائل القبر من ربك وما دينك؟ ومن نبيك والجواب عليها في هذه الرسالة بل ان هذه الرسالة من هذا الموضع الى اخرها جواب على هذه الاسئلة الثلاث فمن كان عالما بما في هذه الرسالة من بيان تلك الاصول العظام كان حريا ان يثبت عند السؤال ذلك لانها قرنت بادلتها وقد جاء في الحديث الذي في الصحيح ان من المسؤولين في القبر من يقول لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته استدل العلماء قولي هذا المفتون في قبره سمعت الناس يقولون شيئا فقلته على ان التقليد لا يصلح في جواب هذه المسائل الثلاث جواب من ربك؟ يعني من معبودك؟ ثواب ما دينك؟ جواب من نبيك ولهذا يذكر الشيخ الامام رحمه الله تعالى بعد كل مسألة مما سيأتي يذكر الدليل من القرآن وقد بينا لاول الشرح ان المؤمن يخرج من التهليل ويكون ادلة لما يعلمه ويعتقده من هذه المسائل بالحق اذا علم الدليل عليها مرة في عمره ثم اعتقد ما دل عليه الدليل فان استقام على ذلك حتى مماته حتى موته فانه يكون يكونوا مؤمنا يعني مات على الايمان. لان استمرار استحضار الدليل والاستدلال لا يشترط. لكن الذي هو واجب ان يكون العبد في معرفته للحق لجواب هذه المسائل الثلاث ان يكون عن دليل واستدلال ولو لمرة في عمره. ولهذا يعلم الصغار والاطفال عندنا رسالة الاصول الثلاثة الاخرى التي فيها جواب ايضا مع بعض الاستدلال باخطر مما هنا يعلمون جواب هذه المسائل الثلاث حتى اذا بلغ الغلام او الجارية اذا هو قد عرف عن دليل واستدلال نعم قال رحمه الله تعالى فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة؟ التي يجب على الانسان معرفتها فقل معرفة العبد ربه. ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم معرفة العبد ربه يعني معرفة العبد معبوده لان الربوبية في هذا المقام يراد بها العبودية لما؟ لان الابتلاء بالانبياء والمرسلين لم يقع في معاني الربوبية. الم ترى ان ان الله جل وعلا قال قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر هذه مقتضيات الربوبية فسيقولون الله المشركون في كل زمان لم يكونوا ينازعون في توحد الله جل وعلا في ربوبيته ولهذا فسر العلماء سؤال القبر من ربك؟ بمن معبودك؟ لما؟ لان الابتلاء لم يقع في الربوبية وقد سئل الشيخ الامام رحمه الله تعالى عن الفرق بين الربوبية والالوهية في بعض النصوص لاحد الاسئلة التي وجهت اليه. فكان من جوابه ان قال هذه مسألة عظيمة وذلك ان الربوبية اذا اطلقت او اذا افردت فانه يدخل فيها الالوهية لان الربوبية تستلزم الالوهية وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الالهية والالوهية تتضمن الربوبية لان الموحد لله جل وعلا في الوهيته هو ضمنا مقر بان الله جل وعلا واحد في ربوبيته. ومن ايقن بان الله جل وعلا في ربوبيته استلزم ذلك استلزم ذلك ان يكون مقرا لان الله جل وعلا واحد في استحقاقه العبادة. ولهذا تجد في القرآن اكثر الايات فيها الزام المشركين بما اقروا به الا وهو توحيد الربوبية على ما انكروه الا وهو توحيد الالهية. من مثل قول الله جل وعلا في سورة الزمر ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله. هذا توحيد الربوبية قال بعدها قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. قال قل افرأيتم هنا رتبت ما بعدها على ما قبلها وما قبلها هو توحيد الربوبية وما بعدها هو توحيد اهي؟ ولهذا في القرآن يكثر ان يحتج على المشركين باقرارهم بتوحيد الربوبية على ما انكروه الا وهو الالهية. لهذا قال جل وعلا ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون؟ المعنى هنا باربابا اي معبودين. وكذلك قوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله يعني معبودين. لان عدي بن حاتم لما قال للنبي عليه الصلاة والسلام انا لم نعبدهم ففهم من معنى الربوبية في الاية معنى العبادة. وهذا هو الذي يفهمه من يعرف اللسان العربي قال النبي عليه الصلاة والسلام كما هو معروف الم يحل لكم الحرام؟ فاحللتموه؟ الم يحرموا عليكم الحلال؟ فحرمتموه قال بلى قال فتلك عبادتهم. اذا الربوبية تطلق ويراد منها العبودية. في بعض المواضع تارة للاستلزام وتارة بالقصد. وبعض علمائنا قال ان لفظ الالوهية والربوبية يمكن ان يدخل في الالفاظ التي يقال انها اذا اجتمعت تفرقت واذا تفرقت اجتمعت وهذا وجيه قال الشيخ رحمه الله تعالى هنا فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم والمعرفة ترادف العلم في حق المخلوق في اكثر المواضع اما في حق في حق الله جل وعلا فان الله جل وعلا يوصف بالعلم ولا يوصف بالمعرفة وذلك لان العلم قلب لا يسبقه جهل بينما المعرفة يسبقها جهل. عرف الشيء بعد ان كان جاهلا به لكن العلم قد لا يسبقه جهل به. ولهذا يوصف الله جل وعلا بالعلم ولا يوصف بالمعرفة ايضا يقال ان التعبير بالعلم اوجه في المواضع التي يحتاج فيها الى التعبير بالمعرفة. وذلك لان المعرفة اكثر ما جاءت في القرآن مذموما لانه يتبع المعرفة الانكار. اما العلم فاوتي به في القرآن ممدوحا ممدوحا قال جل وعلا الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون. فهنا وصفهم بالمعرفة ثم بين ان معرفتهم تلك لم تنفعهم نعم وقال جل وعلا يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. لكن العلم اثني عليه في القرآن واما المعرفة فربما بل اكثر المواضع فيها نوع ذم لها. لكن هذا ليس على اطلاقه. لان انه قد جاء في صحيحه مسلم ابن الحجاج رحمه الله تعالى في بعض طرق حديث ابن عباس الذي فيه ارسال معاذ الى اليمن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له فليكن اول ما تدعوهم اليه الى ان يعرفوا الله. فانهم عرفوا الله فاخبرهم ان الله افترض عليهم خمسا صلوات الى اخره فصار المعرفة هنا بمعنى العلم بالتوحيد كما في الروايات الاخرى لكن لكن التعبير بالمعرفة كما استعمله الشيخ رحمه الله تعالى هنا صحيح واكثر وذلك لانه قد ورد الاستعمال به وان كان اكثر ما جاء استعمال لفظ المعرفة في كونه مذموما قال هنا معرفة العبد ربه. يعني معبودة. معرفة العبد دينه. معرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم هذه الاصول الثلاثة هي التي سيأتي تفصيلها والجواب عليها ثم بدأ يشرح رحمه الله تعالى ويفصل معرفة العبد ربه عن طريق السؤال والجواب لان هذا اوقع في النفس واقرب الى التعليم. ان قيل لك من ربك فقل ربي الله. الذي رباني. وربى جميع العالمين نعمته لفظ الربوبية فيه معنى التربية رباه تربية ومعنى التربية تدريج المربى في مصاعب الكمال كل كمال بحسبه واعظم انواع التربية التي ربى بها الله جل وعلا الناس ان بعث لهم الرسل يعلمونهم ويرشدونهم ما يقربهم الى الله جل وعلا وهذه هي اعظم نعمة قال جل وعلا قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. فاعظم النعم استاذ ارسال الرسل ولهذا كان من انواع التربية التي ربى الله جل وعلا بها العالمين رد الله جل وعلا بها الناس ان بعث لهم رسلا يبشرون وينذروك وهناك انواع كثيرة من التربية تربية الاجسام تربية الغرائز تربية الفكر تربية العقل كل هذا الله جل وعلا على ابن ادم به. وكذلك اذا نظرت الى اوسع من ذلك من خلق الله جل وعلا الواسع والعالمون الذين هم كل ما سوى الله جل وعلا فتجد ان معاني الربوبية والتربية بالنعم والتربية فيه تدريجها في مدارج الكمال بما يناسبها والله جل وعلا اعلم بما يصلح وربك يخلق ما يشاء ويختار. وجدت ان معاني الربوبية لهذا المعنى الذي هو التربية ظاهر جدا ايضا الربوبية لها معنى اخر. وهو الذي سلف من لما نقول من معنى توحيد الربوبية يعني اعتقاد ان الله جل وعلا هو الخالق لهذا الخلق وحده وهو الرزاق وحده وهو الذي يدبر الامر وهو القاهر وهو ذو الملك الى اخر معاني الربوبية. قال جل وعلا الحمد لله رب العالمين فدل الشيخ بهذه الاية الحمد لله رب العالمين. معنى الحمد كل حمد لان الالف واللام هنا للاستغراب استغراب انواع الحل فكل حمد موجود او وجد او يوجد والحمد معناه الثناء بصفات الكمال فهذا الحمد وهو الثناء بصفات الكمال لله. واللام هنا للاستحقاق يعني مستحقا لله جل وعلا الحمد لله كل انواع الحمد وجميع انواع المحامد مستحقة لله لان اللام هنا لا من استحقاق اللام تارة تكون للملك وهذا اذا كان ما قبلها من الاعيان. وتارة تكون للاستحقاق وهي اذا كان ما قبلها من المعاني اذا قلت الدار لفلان الدار عين فتكون اللام لفلان يعني ملك اذا كان ما قبل اللام معنى صارت اللام للاستحقاق تقول الفخر لفلان يعني الفخر مستحب حق يستحقه فلان. الحمد لله الحمد معنى ولهذا صارت اللام بعده للاستحقار فكل حمد مستحق لله الاله الذي لا يعبد بحق الا هو هذا الاله نعشه انه رب العالمين رب العالمين والعالمين جمع عالم والعالم اسم لاجناس ما يعلم. وهو كل ما سوى الله جل وعلا كما قال الشيخ رحمه الله تعالى وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم. عالم الانسان عالم الطير عالم النبات عالم الملائكة عالم الجن عالم السماوات عالم الاراضين عالم الماء الى اخره. كل ما سوى الله جل وعلا عالم وانا واحد من ذلك العالم والعالمون جمع عالم والعالم كل ما سوى الله جل وعلا من الاجناس المختلفة اذا ما دام انك واحد من ذلك العالم فاول من يخاطب بهذه الاية المؤمن الحمد لله رب العالمين فيستيقن المؤمن بتلاوته لهذه الاية ربوبية الله جل وعلا له. واستحقاقه للحمد واستحقاقه جل وعلا لكل ثناء ولكل وصف بالكمالات ثم قال رحمه الله فاذا قيل لك بما عرفت ربك الربوبية تحتاج الى معرفة تحتاج الى علم وهذا العلم جاء في القرآن الدلالة عليه قال جل وعلا قل انظروا ماذا في السماوات والارض وقال جل وعلا اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شيء الدعوة الى النظر في الملكوت القرآن بما استدل على على الله جل وعلا على ربوبيته قال شيخنا فاذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الشمس والقمر والليل والنهار. ومن مخلوقاته السماوات والارض لا شك ان الليل والنهار والشمس والقمر من ايات الله. كما قال جل وعلا ومن اياته الليل والنهار الشمس والقمر وكذلك السماوات والارض هي ايات لله جل وعلا كما قال ابو العتاهية لشعره السائر وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد والشيخ رحمه الله ها هنا فرق بين الايات والمخلوقات مع ان في القرآن ما يثبت ان السماوات والارض من الايات فلم فرق الجواب ان تفريق الشيخ رحمه الله تعالى بينهما دقيق جدا وذلك ان الايات جمع اية والاية هي البينة الواضحة الدالة على المراد البينة الواضحة الدالة على المراد. ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين. يعني ان الدلالة بينة واضحة على المراد منها ان في ذلك لايات للمتوسمين يعني دلالات واضحة بينات على المراد منها وهنا ننظر الى انه بالنسبة لمن سئل هذا السؤال كون الليل والنهار هو الشمس والقمر اية اظهر منه عند هذا المسؤول او المجيب من السماوات والارض لم؟ لم؟ لان تلكم الاشياء التي وصفت بانها ايات متغيرة متقلبة تذهب وتجيب اما السماء فهو يصبح ويرى السماء. ويصبح ويرى الارض فالفه للسماء ولا الارض يحجب عنه كون هذه ايات لكن الاشياء المتغيرة التي تذهب وتجيب هذه اظهر في كونها اية ولهذا ابراهيم الخليل عليه السلام طلب الاستدلال بالمتغيرات قال جل وعلا وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين. فلما جن عليه الليل رأى او كذا قال هذا ربي. فلما حفل قال لا احب العافرين لما؟ لانه استدل بهذه الحركة على الحدود. استدل بهذا التنقل على انه اية لغيره فلما رأى القمر بازغا استدل بالقمر فلما رأى الشمس بازغة تدل بالشمس لانها متغيرات. اما والارض فهي ايات لكنها بالواقع عند الناظر ليست مما يدل دلالة ظاهرة واضحة على المراد عند مثل المسؤول هذا السؤال. مع كونها عند ذوي الفهم وذوي الالباب العالية. انها ايات كما وصفها الله جل وعلا في كتابه الشمس والقمر والليل والنهار متغيرات تقبل وتذهب فهي ايات ودلالات على الربوبية ان هذه الاشياء لا يمكن ان تأتي بنفسها. لكن السماء ثابتة الارض ثابتة ينظر الى هذه وهذه. وتلك متغيرات والتغير يثير السؤال. لم ذهب ولم جاء؟ لما اتى الليل؟ ولم اتى النهار؟ لم زاد الليل ولما نقص النهار وهكذا. فهي في الدلالة اكثر من دلالة المخلوقات مع ان في الجميع دليلا ودلالة لهذا قال فاذا قيل لك بم عرفت ربك؟ قل باياته ومخلوقاته فالايات تدل على معنى معرفة الله والعلم بالله. وكذلك المخلوقات تدل على العلم بالله والمعرفة بالله. لكن ما سماه ايات اخف مما سماه مخلوقات. وهذا جواب اعتراض. قد اعترض به بعضهم على الشيخ رحمه الله تعالى في تفريقه بين الايات والمخلوقات و تفريقه رعاية لحال من يعلم هذه يقول تفريق دقيق مناسب رحمه الله تعالى الدليل قوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر يعني مما يدل عليه دلالة واضحة ظاهرة بينة جلية الليل والنهار والشمس والقمر. فان المتأمل اذا تأمل الليل والنهار ووجد هذا يدخل في هذا وذاك يدخل في ذاك. وهذا يطول وذاك يقصر علم ان الليل من حيث كونه ليلا والنهار من حيث كونه نهارا انها اشياء لا يمكن ان تأتي بنفسها بل هي مفعول بها ظاهر الليل ما هو الليل ما هو ذهاب الضوء والنهار ما هو مجيء مجيء الضوء الشمس اتت بضيائها فصار نهارا القمر لما ذهبت الشمس اتى القمر فصار الليل هذا لا شك يدل على ان هذه الاشياء مفعول بها. واذا كانت مفعولا بها فمن الذي فعلها؟ هذا السؤال الجواب عليه سهل ميسور اكثر الناظرين بل لكل ناظر الا وهو ان هذه تدل على انها محدثة ولابد لها من محدث وان محدثها هو الذي خلقها سيرها على هذا النحو الدقيق العجيب وهو رب العالمين. لهذا قال في الاية الاخرى اية الاعراف ان ربكم الله صح الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا يعني يجعل انه يرسل الليل يجعل الليل غشا للنهار يطلبه هذا يذهب وهذا يطلب الاخر يزيد مرة يأخذ الليل من النهار فهو يزيد جذبا ويطلبه طلبا حافا ومرة النهار يأخذ ويطلب من الليل طلبا حاثا. قال يوحي من المضحي؟ والمؤثر هو الله جل وعلا الا يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا. والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر؟ تبارك الله رب العالمين. فذكر الربوبية للعالمين بعد ذكر هذه الاصناف من الايات مخلوقات ثم ذكر ان معنى الربوبية هو العبادة والدليل قوله جل وعلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم وهذه الاية فيها امر وهو اول امر القرآن اول امر في القرآن الامر بعبادة الله قالوا اعبدوا ربكم اعبدوا ربكم. الرب وقعت عليه العبادة لان مفعول به اعبدوا ربكم العابد هم الناس والمعبود هو الرب اليس كذلك؟ فتلخص ان الرب هو هو المعبود لانه قال اعبدوا ربكم. الرب مفعول به؟ ما الذي فعل اسبوعين العبادة نصارى معبودا. ولهذا ساق عن ابن كثير رحمه الله تعالى ان من فعل هذه الاشياء هو المستحق للعبادة ان رب يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا سماع بنا الى اخر الاية قال ابن كثير الذي فهم هذه الاشياء هو المستحق للعبادة لهذا جاء ما بعدها ما بعد الامر العبادة من قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم فهو قوله الذي خلقكم جاء تعليلا لما سبق. لما كان مستحقا للعبادة العبادة قال يا ايها الناس اعبدوا ربكم كأن سائلا سأل لم كان مستحقا للعبادة لما امرنا بان نعبده؟ قال الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء. وانزل من السماء ما ايماء الى اخره فهذه الاشياء من معاني ربوبيته وقد ذكرنا من قبل ان الربوبية تستلزم الالوهية ولهذا صارت الربوبية هنا في قوله اعبدوا ربكم هي العبودية والرب هو المعبود والفاعل لتلك الاشياء هو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه. لانه هو وحده الذي خلق وهو وحده الذي رزق. وهو وحده الذي جعل الارض فراشا وهو وحده الذي جعل السمع بناء وهو وحده الذي انزل من السماء ماء والخلق جميعا لم يعملوا شيئا من ذلك فالمستحق للعبادة هو الذي فعل وخلق وصنع وبرأ وصور ابدع تلك الاشياء الله كما هو متكرر الاخ يسأل سؤال وجيه وهو انه جاء في حديث ابن عباس تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة فهنا يقول الاخ وصف الله بانه لانه له معرفة وانه يعرف وهذا فيه نظر لانه المتقرر في القواعد في الاسماء والصفات ان باب الافعال اوسع من باب الصفات وباب الصفات اوسع من باب الاسماء. وباب الاخبار اوسع من باب الافعال وباب الصفات وباب الاسماء. فقد ويضاف الى الله جل وعلا فعل ولا يضاف اليه الصفة. كما انه قد يوصف الله جل وعلا بشيء ولا يشتق له من الصفة من الصفة اسمك ولهذا يدخل في هذا كثير مما جاه مثل صفة صفة صفة صفة مثل ما وصف الله جل وعلا به نفسه في قوله ويمكرون ويمكر الله يستهزئون الله يستهزئ بهم. ان الله لا يمل حتى تملوا. ونحو ذلك مما جاء مقيدا بالفعل ولم يذكر صفة بالاسم. فهذا يقال فيه انه يطلق مقيدا. ويمكن ان تحمل عليه حديث ابن عباس هذا تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة نقول ان الله جل وعلا يعرف وفي الشدة من تعرف عليه في الرخاء على نحو تلك القاعدة كما يقال ان الله جل وعلا يمكر بمن مكر به يستهزأ بمن استهزأ به يخادع من خادعه. ولا يقال ان الله جل وعلا ذو مكر والاستهزاء وذو مخادعة هكذا مطلقا بالصفة. وانما كما هي القاعدة ان باب الافعال اوسع من باب الصفات الاخ يسأل يقول ما الفرق بين الحمد والشكر هناك فرق كثيرة بين الحمد والشكر لكن الذي يضبطها ان الحمد هو الثناء باللسان والثناء على كل جميل واما الشكر فمورده اللسان والعمل فلا يقال مثلا فلان حمد حمد الله جل وعلا بفعله. بل لابد ان يكون الحمد باللسان لكن الشكر يمكن ان يكون باللسان ويمكن ان يكون بالعمل. قال جل وعلا ان اشكر لي ولوالديك قال جل وعلا اعملوا ال داوود شكرا. فمن حيث المورد الشكر اعم من الحمد لانه ويسمع الحمل للنساء الثناء والمدح باللسان وبالعمل والحمد اخص لانه لا يكون الا باللسان ومن حيث ما يحمد عليه او ما يثنى عليه وما يمدح فان الحمد اعم من الاشياء التي يقول فيها العلماء ان بينهما عموم وخصوص يجتمعان في شيء ويفترقان في شيء اخر نعم وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان. ومنه الدعاء والخوف والرجاء التوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعانة والاستغاثة والذبح والنذر ذلك من العبادة التي امر الله بها كلها لله. والدليل قوله تعالى لا تدعوا مع الله احدا. فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر. والدليل قوله تعالى ومن يدع مع الله اله الاخر لا برهان له به. فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون وفي الحديث الدعاء وقف العبادة. والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين ايوا را العبادة سيدخلون جهنم داخرين. اسكت لما تقرر ان الرب هو المعبود كان من المناسب ان تذكر انواع العبادة التي يعبد الله جل وعلا بها والتي يجب افراد الله جل وعلا بها والعبادة عرفت بعدة تعريفات فمنها انها عرفت بان العبادة هي كل ما امر به من غير اقتضاء عقلي ولا اضطراد عرفي وهذا هو تعريف الاصوليين في كتبهم ومعنى ذلك ان الشيء الذي امر به من غير ان يقتضي العقل بل مجرد الامر به الامر به ومن غير ان يفترض به عرف هذا يسمى عبادة يفسر ذلك تعريف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى للعبادة في اول كتابه او رسالته العبودية حيث قال ان العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة وعلى التعريف مناسب لانه ايسر في الفهم اولا والثاني انه قريب قريب المأخذ من النصوص فقال ان العبادة اسم جامع يعني يجمع اشياء كثيرة جامع لاي شيء؟ لكل ما يحبه الله ويرضاه كيف نصل الى ان هذا العمل او القول يحبه الله ويرضاه لابد ان يكون مأمورا به او مخبرا عنه بان الله جل وعلا يحبه ويرضاه انواعها قال من الاقوال والاعمال فهناك قول وعمل. انواعها قال من الاقوال والاعمال وهناك قول وعمل فاذا العبادات تنقسم الى عبادات قولية وعبادات عملية ليس ثم قسم ثاني اما انت تكون عبادة قولية واما ان تكون عمليا قال الظاهرة والباطنة قد يكون القول ظاهرا او قد يكون باطنا وقد يكون العمل ظاهرا وقد يكون باطنا. اتحصل ان انواع العبادات هي الاقوال والاعمال التي يحبها الله ويرضاها والقول قد يكون باللسان او قد يكون بالجنان او اللسان انواع كثيرة من ما امر الله جل وعلا به مثل هالذكر والتلاوة كلمة المعروف ونحو ذلك. ليس لها من عبادات لسانية اولي القلب قول القلب هو نيته فثبتت النية على قوم هل كانوا يتلفظون بها؟ نعم النية قول لكنها قول القلب اذا قصد القلب وتوجه الى شيء كان قائلا به ليس متكلما لان الكلام من قبل صفات اللسان كلام ظاهر. اما القول قد يكون ظاهرا وقد يكون باطنا العمل عمل القلب وعمل الجوارح فهذه الانواع التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى ممثلا بعضها من الاقوال والاعمال بعضها ظاهر وبعضها بعضها لساني وبعضها قلبه وبعضها عمل القلب وبعضها من عمل الجواد فمثلا الاخلاص على عمل القلب التوكل عمل القلب. لا يصلح الاخلاص الا لله جل وعلا اخلاص العبادة. اخلاص الدين الا لله جل وعلا كما قال تعالى تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم انا انزلنا اليك الكتاب بالحق فاعبد الله خصيصا له الدين الا لله الدين الخالص ولله اعبد مخلصا له ديني التوكل كذلك من اعمال القلب التي ليست الا لله الخوف من اعمال القلب التي ليست الا لله يعني حكم العبادة او في السر سيأتي ان شاء الله في موقع الرغبة الرهبة في الانابة الخضوع الذل ظل العبادة خضوع العبادة الى اخره. وسيأتي تفسيرها ان شاء الله تعالى. هذه كلها من اعمال القلب. هي داخلكم في انواع العبادة الاعمال الظاهرة استغاثة طلب لخوف بدل الاستعانة طلب العون هذه من الاعمال الظاهرة الذبح واضح انها عمل دوالي النذر واذبح انه قول اللسان وعمل الجوارح ونحو ذلك فإذا هذه العبادات التي مثل بها اراد ان يشمل تمثيله اقسام العبادات القولية العملية الظاهرة والباطنة. يجمعها جميعا انها عبادة والعبادة لا تصلح الا لله جل وعلا. العبادات الظاهرة او الباطنة. القلبية او اللسانية. الجوارح القلبية او اللسانية او التي موردها الجوانب فهي لا تصلح من بعيدة. فمن صرف شيئا منها لغير الله فقد توجه بالعبادة لغير الله منافيا لما قال الله جل وعلا ايها الناس اعبدوا ربكم ومناهيا لاقراره بان معبوده هو الله جل وعلا اذا قرر العبد بان قوله من ربك؟ يعني من معبودك وان الله جل وعلا قال يا ايها الناس اعبدوا ربكم يعني وحده دون ما سواه فانه اذا توجه بشيء من هذه الانواع لغير الله جل وعلا كان متوجها بالعبادة لغير الله وذلك هو الشرك الدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احد وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا فلا تبعوا الدعاء هو العبادة كما جاء في الحديث الذي استدل به الشيخ وهو قوله عليه الصلاة والسلام الدعاء العبادة. وهو حديث انس بن مالك واسناده فيه بعض لكن معناه هو معنى الحديث الصحيح حديث النعمان ابن بشير الذي رواه ابو داوود والترمي والجماعة وهو قوله عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العباد هو العبادة يعني نصح العبادة. لان الدعاء هو العبادة بمنزلة قول النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة. قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احد. لا تدعو يعني كما ذكرت لكم من قبل لا دعاء مسألة ولا دعاء عبادة فلا تدعوا مع الله احدا يعني لا تعبدوا مع الله احدا وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احد على نفسي ان يدعو الناس احدا مع الله جل وعلا. يعني ان يعبدوا احدا مع الله جل وعلا. واذا كان الدعاء هنا انا دعاء المسألة فيكون معنى الاية وان المساجد لله فلا تسألوا سؤال عبادة مع الله احدا لا تطلبوا طلب عبادة مع الله احدا. والنبض جاء فادعو يشمل دعاء العبادة هو دعاء المسألة. فهذه الاية دليل على وجوب افراد الله جل وعلا بالعبادة. فان قال قائل لك حين الاستدلال بها ان الدعاء هنا دعاء المسألة غيره من أنواع العبادة التي تزعمون من الذبح والنذر ومن الاستغاثة الاستعاذة ونحو ذلك انها لا تدخل في النهي في هذه الاية فيكون جوابك ان الدعاء في القرآن جاء بمعنيين دعم ويراد به العبادة وجاء ويراد به المسألة فمثلا في قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي ظاهرا ان الدعاء الناس به العبادة لانه قال ان الذين يستكبرون عن عباده فيدخلون جهنم داخرين وكذلك في قوله تعالى مخبرا عن قول ابراهيم عليه السلام واعتزلكم وما تبعون من دون الله. وادعو ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا. قال جل وعلا بعد ذلك فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله. وفي النهاية الاولى اخبر عن ابراهيم انه قال واعتزلكم وما تدعون ثم قال جل وعلا فلما اعتزلهم وما يعبدونه. فدل على ان ابراهيم عليه السلام حين قال واعتذركم وما تدعون اي وما تعبدون لان الله جل وعلا قال بعدها فلما اعتزلهم وما يعبدون. وهذا من الادلة الظاهرة ان الاية هذه لتشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة. وقد اورد على ائمتنا رحمهم الله تعالى حين قرروا التوحيد في مقال وفي كتبهم ان هذه الاية انما هي دليل للمسألة واما غيرها مما تدعون انه ابحثوا عنا هذه الآية فيها نهي عنه كالذبح والنذر ونحو ذلك. انه لا يدخل في الآية فكان الجواب ان الدعاء نوعان دعاء عبادة ودعاء مسألة وهذا يأتي في القرآن وذاك ياتي في القرآن والاية تشمل النوعين لان الدفاع اذا كان في القرآن يأتي تارات لهذا وتراك لهذا فتحديده في هذه الآية بأحد النوعين ونفي نوع اخر هذا نوع تحكم وهو ممتنع نقف عند هذا القدر ونكمل ان شاء الله تعالى غدا. اسأل الله جل وعلا ان ينفعني ويسمع هذا سؤال بالمناسبة قال هل يصح ان يقال توكلت على الله ثم عليك توكلت على الله ثم عليك؟ وجوابا ان هذا لا يصلح لان الامام احمد وغيره من الائمة صرحوا بان التوكل عمل القلب. ما معنى التوكل؟ هو تقويم الامر الى الى الله جل وعلا بعد بذل السبب اذا بذل السبب قوم العبد امره الى الله فصار مجموع بذله للسبب وتفويضه امره لله مجموعها التوكل. ومعلوم ان هذا عمل القلب كما قال الامام احمد. ولهذا الشيخ محمد بن ابراهيم وفي الديار السعودية السابق رحمه الله تعالى عن هذه العبارة فقال لا تصح لان التوكل عمل القلب. لا يقبل ان يقال اذكن توكلت على الله ثم عليك. انما اللي يقال فيه ثم ما يسوء ان ينصب للبشر. بعض اهل العلم نحكي ها قالوا ان هذه العبارة لا بأس بها. توكلت على الله ثم عليك. ولا ينظر فيها الى اصل اسمع يا رب وما يكون من التوكل في القلب وانما ينظر فيها الى ان العامة تستعملها لا تريد التوكل الذي يعلمه العلماء كما تريد من مثل معنى اعتمد عليك ومثل وكلت فسهلوا فيها باعتبار ما يزول في خاطر العامة من معناها وانهم لا يعنون التوكل الذي هو لله لا يصلح الا لله لكن الى ان المنع لان هل اللاعب ينبغي ان يسد ولو فتح باب انه يستسهل بالالفاظ لاجل مراد العامة فانه يأتي من يقول مثلا الفاظ شركية ويقول انا لا اقصد بهكذا مثل الذين يظهروا ويستروا على لسانهم الحلف بغير الله النبي او ببعض الاودية ونحو ذلك يقولون احسب حقيقة الحلف هل ينبغي وصف ما يتعلق بالتوحيد وما ربما يكون قد يخدشه او يضعفه ينبغي وقف الباب امامه حتى تخلص القلوب والالسنة لله وحده لا شريك له نكتفي بهذا القدر وننتقل الى العسرة