العام. وهناك دليل خاص في الانابة انه يجب افراد الله جل وعلا بالانابة. وذلك وذلك لقوله تعالى عليه توكلت واليه غنيت بسورة هود عليه توكلت واليه انيب قالها شعيب عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد العبادة مع دليلي كل مسألة وانها من العبادة وقد وقفنا على الانابة قال ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له وحقيقة الانابة الرجوع رجوع القلب عما سوى الله جل وعلا الى الله جل وعلا وحده والانابة اذ كان معناها الرجوع فان القلب اذا توجه الى غير الله جل وعلا قد يتعلق به تعلقا بحيث يكون ذلك القلب في تعلقه تاركا غير ذلك الشيء وراجعا ومنيبا الى ذلك الشيء كما يحصل عند الذين يتعلقون بغير الله تتعلق قلوبهم بالاموات والاولياء او بالانبياء والرسل او بالجن ونحو ذلك فتجد ان قلوبهم قد فرغت اما على وجه التمام او على وجه كبير ان فرغت من التعلق الا بذلك الشيء وهذا الذي يسمى الانابة اناب رجع ترك غيره ورجع اليه وهذا الرجوع ليس رجوعا مجردا ولكنه رجوع للقلب مع تعلقه ورجائه فحقيقة الانابة انها لا تقوم وحدها القلب المنيب الى الله جل وعلا اذا اناب اليه فانه يرجع وقد قام به انواع من العبودية منها الرجاء والخوف والمحبة ونحو ذلك المنيب الى الله جل وعلا فهو الذي رجع عما سوى الله رجع الى الله جل وعلا عما سوى الله جل وعلا ولا يكون رجوعه هذا الا بعد ان يقوم قلبه انواع من العبوديات اعظمها المحبة والخوف والرجاء. محبة الله الخوف من الله الرجاء في الله فاذا الانابة صارت عبادة بهذا الدليل وسيأتي بيان وجه الاستدلال وايضا لانها شيء متعلق بالقلب ولانها لا تقوم بالقلب الا مع انواع اخر من العبوديات ولهذا استدل له بقوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له ووجه الاستدلال ان الله جل وعلا قال وانيبوا الى ربكم فامر بالانابة. واذ امر بها فمعنى ذلك انه يحبها ويرضاها ممن اتى بها فهي اذا داخلة في تعريف العبادة سواء عند الوصوليين او عند شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وهذا الدليل العام على كونها من العبادة ما الدليل على كون هذه العبادة يجب افراد الله جل وعلا بها فان في هذا الامر بالانابة الى الله جل وعلا ما دليل كون هذه العبادة وهي الانابة لا يجوز ولا يسوغ ان يتوجه بها الى غير الله جل وعلا هناك دليل عام الا وهو انه اذ ثبت انها عبادة فادلة الادلة العامة لقوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. وقوله ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. وغير ذلك قوله عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة. الدعاء مخ العبادة. ونحو هذه الادلة على ان اي نوع من العبادة لا يجوز ان يتوجه به الى غير الله. ومن توجه به الى غير الله جل وعلا فقد كفر. فهذا الاستدلال واخبر الله جل وعلا بها عن شعيب في معرض الثناء عليه. قال عليه توكلت يعني عليه وحده لا غير لا غير توكلت فوضت امري واخليت قلبي من الاعتماد على غيره ومجيء الجار والمجرور متقدم على ما يتعلق به وهو الفعل دل على وجوب حصرها وقصرها واختصاصها بالله جل وعلا ثم قال واليه انيب فقال اليه وحده لا الى سواه انيب ارجع محبا راجيا خائفا عن كل ما سوى الله جل وعلا الى الله وحده فلما قدم الجار والمجرور على ما يتعلق به وهو الفعل دل على ان هذه العبادة وهي الانابة مختصة بالله جل وعلا وهذا اتى في معرض الثناء على شعيب وهناك ادلة اخرى فاذا هذه المسألة مع غيرها احيانا يولد الشيخ دليلا عاما على كونها من العبادة واحيانا يورد دليلا عاما على كونها عبادة وخاصة في انه يجب افراد الله جل وعلا بها والحمد لله ما من مسألة من مسائل العبادة القلبية او العملية عمل الجوارح او عمل القلب او عمل اللسان ما من مسألة الا وتم دليل عام على انها من العبادة وثم دليل خاص على ان من صرفها لغير الله جل وعلا فقد اشرك وهذا والحمد لله بين ظاهر وهذا التوحيد في بيانه ووظوحه وظهور براهينه وادلته واياته مما هو بمكان واضح ظاهر لا يكون معه بعد ذلك حجة للمخالفين الذين تنكبوا هذا الطريق ولم يسلموا وجوههم لله جل وعلا ويخلصوا دينهم لله جل وعلا وحده بعد الانابة ذكر الاستعانة حيث قال ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين هذا دليل عامر للعبادات جميعا حيث قال اياك نعبد واياك كما هو معلوم ظمير منفصل في محل نصب مفعول به مقدر. اصل كلام نعبد اياك ومن المعلوم ان المفعول به يتأخر عن فعله فاذا قدم كان ثم فائدة لعلم المعاني من علوم البلاغة الا وهي انه يفيد الاختصاص وطائفة من البلاغيين يقولون يفيد الحصر والقصر وعلى العموم الخطب يسير يفيد الاختصاص او يفيد الحصر والقصر. هنا افاد ان العبادة من خصوصيات الله جل وعلا خاصة بالله جل وعلا. اياك نعبد يعني لا نعبد الا انت ثم قال بعدها وهو مراد الشيخ بالاستدلال واياك نستعين اياك نعبد واياك نستعين. وهذه الاية من سورة الفاتحة السورة العظيمة التي هي ام القرآن التي يرددها المسلمون في صلواتهم فيها. افراد الله جل وعلا بالعبادة وعقد العهد والاقرار على النفس لان القائل لتلك الكلمات لا يعبد الا الله جل وعلا. قال واياك نستعين كذلك لا يستعين الا بالله جل وعلا وجه الاستدلال انه قدم الظمير المنفصل الذي هو في محل نص مفعول به على الفعل الذي هو العامل فيه. وتقديم المعمول على العامل يفيد الاختصاص او يفيد الحصر والقصر فاذا هنا اثبت انها عبادة واثبت انه لا يجوز صرفها لغير الله اذ هي مختصة بالله جل وعلا وها هنا قال قال العلماء شيخ الاسلام ابن تيمية وجماعة من اهل العلم ان عبادة غير الله اعظم كفران كفران من الاستعانة بغير الله مع ان جنس الاستعانة قد يكون من الربوبية يعني طلب الاعانة هو طلب لمقتضيات الربوبية لان الله جل وعلا هو مدبر الامر اياك نعبد هذا فيه معنى الالوهية واياك نستعين طلب الاستعانة من طلب الاعانة من الله استعانة المسلم بالله هذا فيها طلب لمقتضى الربوبية من حيث كون الاستعانة طلبا صارت عبادة. ولهذا قال ان عبادة غير الله اعظم كفرا من الاستعانة بغير الله وهذا لاجل ان العبادة لغير الله جل وعلا اذا صرفت لغير الله جل وعلا فانها يكون معها تحول في القلب الذي هو المضغة اذا صلحت صلح العمل كله صلح الجسد كله اذا توجه بقلبه لغير الله في عبادته هذا صار قلبه فاسدا ومقتضيات الربوبية احيانا تطرح ولهذا الاشراك في الالهية في بعض اوجهه اعظم من انكار بعض افراد الربوبية الم ترى ان ذلك الرجل من بني اسرائيل الذي على في وصيته ان مت فاحرقوني ثم دقوني ثم للروم في البحر فوالله لان قدر الله علي ليعذبني عذابا لم يعذبه احدا من العالمين وغفر الله جل وعلا له لانه فك في بعض افراد القدرة والتي هي راجعة الى شيء من معنى الربوبية كذلك قال جل وعلا عن حواري عيسى؟ هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء واجيبوا لم يؤاخذوا بكلمتهم تلك لانها شك في بعض افراد القدرة وهذا راجع الى شك في بعض مقتضيات الربوبية. اما العبادة لغير الله جل وعلا فهي التي لا يقبل من احد ان يصرف شيئا منها لغير الله. قال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وعيسى عليه السلام قال لقومه قومه انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار وقال جل وعلا لعيسى في اخر السورة اخر سورة المائدة يا عيسى ابن عيسى ان مريم اانت قلت للناس فخذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق. ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وربي ان اعبدوا الله ربي وربكم الى اخره الايات. المقصود من هذا ان ما قاله شيخ الاسلام وجماعة ان العبادة لغير الله اعظم كفرا من الاستعانة بغير الله هذا صحيح ومتجه ولهذا قدمت في سورة العبادة على الاستعانة لانها اعظم شأنا واجل خبرا لانها هي التي وقع فيها الابتلاء لهذا كان حريا باهل الايمان ان يعتنوا بامر اخلاص القلب لله جل وعلا وتوجه المرء في عباداته لله وحده دون ما سواه. ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى وفي الحديث اذا استعنت واذا استعنت فاستعن بالله اذا استعنت فاستعن بالله. وجه الاستدلال ان الامر بالاستعانة بالله رتب على ارادة الاستعانة قال اذا استعنت فاستعن بالله يعني اذا كنت متوجها للاستعانة فلا تستعن باحد الا بالله لان الامر جاء في جواب الشرط قال اذا استعنت الى هذه شرطية غير جازمة واستعنت على فعل الشرط اذا استعنت اذا حصل منك حاجة للاستعانة فاستعن على الامر فاستعن بالله لما امر به علمنا انه من العبادة ثم لما جاء في جواب الشرط صار مرتبا مترتبا مع ما قبله بما يفيد الحصر والغاز معنى فمعنى واياك نستعين ما حقيقة الاستعانة الاستعانة طلب العون لان كل ما لان الاصل او ما نقول الاصل ان القاعدة ما تنقرض لان كثيرا فيما اوله ان وسع يدل على طلب دعانا استغاث بالصاب ونحو ذلك تعانى يعني طلب باعانة استغاث طلب الغوث استعاذ طلب العود استقام طلب ما فيها طلب هذا من النوع الثاني تسقى طلبها السقيا واذ استسقى موسى لقومه لقومه يعني واذ طلب موسى سقيا لقومه هذا نوع. النوع الثاني تأتي الصف على ويراد بها الفعل بدون طلب على قوله واستغنى الله وغني الله والله غني حميد في امثاله ذلك. المقصود ان كثيرا ما يأتي استفعل بطلب الفعل. هنا استعان طلب العون فهذا طلب العون استسقى طلب الاستغاثة طلب الغوث وهكذا. فاذا اذ كانت جميعا بمعنى الطلب او فيها معنى الطلب. اه يصلح دليلا لها كل ما فيه وجوب افراد الله جل وعلا بما يحتاجه المرء في طلباته بالدعاء جميع ادلة الدعاء تصلح دليلا لما كان فيه نوع طلب اي دليل في وجوب افراد الله جل وعلا بالدعاء يصلح دليلا لوجوب افراد الله جل وعلا بانواع الطلب وقال ربكم ادعوني استجب لكم يصلح دليلا الاستغاثة والاستعاذة الاستعانة ونحو ذلك بعد ذلك قال ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الناس ملك الناس الاستعاذة كما ذكرت لك هي طلب العون واعود معناها التجئ واعتصم واتحرك قل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم معناها التجأ واعتصم واتحرز بالله من شر الشيطان الرجيم فاذا الاستعاذة طلب العون. طلب المعتصم. طلب الحرف طلب ما يعصي طلب ما يحمي هذا الاستعاذة واذا هي من حيث كونها طلب هذه ظاهرة ومن حيث كونها فيها الاعتصام والالتجاء والتحرز صارت عبادة قلبية ولهذا قال كثير من اهل العلم ان الاستعاذة عبادة قلبية وطلب العون نعم يكون باللسان لقول احد لاخ اعوذ بك اعذني ونحو ذلك ولكنها هي تقوم بالقلب يعني يقوم بالقلب الاعتصام بهذا المطلوب منه العود يقوم بالقلب الالتجاء لهذا المطلوب منه العود يقوم بالقلب التحرر بهذا المطلوب منه العون الاستغاثة كما ذكرت لك والاستعاذة والاستعانة ونحو ذلك تتعلق بالربوبية كثيرة. هنا اذ تستغيثون ربكم قال قبلها قل اعوذ برب الناس لان حقيقتها من مقتضيات الربوبية لان من الذي يغيث فاذا قام بالقلب هذه الاشياء وهذه الامور صار مستعيذا ولو لم يفصح لسانه بطلب العون يعني انها عبادة قلبية الاستعاذة عبادة قلبية لان حقيقتها طلب العول فاذا قام بالقلب اعتصامه بالله احترازه وتحرزه بالله التجاؤه الى الله من شر من فيه شر خرج ذلك الاستعاذة. قد يفصح باللسان عنها يطلب اللهم اعذني من مضلات الفتن. يقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اعوذ اعوذ برب الفلق ونحو ذلك اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. يعني التجأ واعتصم واتحرز بكلمات الله الكونية التامة التي لا يلحقها ندخل من شر كل من فيه شر مما خلقه الله جل وعلا ونحو ذلك لهذا لاجل هذا المعنى قال قال جمع من اهل العلم انه لا يجوز. ان يقول قائل اعوذ بالله ثم بك وذلك لان العود عبادة قلبية وهذا هو الصحيح ان العود اذا قيل اعوذ بالله ثم بك ثم بك الاستعاذة عمل قلبي لهذا لا يصلح ان يتعلق بغير الله جل وعلا. وقال اخرون من اهل العلم الاستعاذة طلب للجأ والاحتراز والاعتصام وقد يكون المطلوب منه يمكن ويملك ان يعطي هذا معتصما وان يقيه شرا مثلا يأتي واحد من الناس الى قوي من الناس الى كبير ملك او امير او رئيس قبيلة او نحو ذلك فيقول له اعوذ بك من شر اعوذ بك او اعوذ بالله ثم بك من شر هذا الذي اتاني رجل مثلا يأتي يظلمه بشيء يقولون هذا يمكن ان يكون يعني ان يقيه شرا ان يمنعه ممن يريد به سواء يمكن ان يكون ممن يقدر عليه من البشر. فاذا كان بهذا المعنى يجوز ان يقول اعوذ بك بمخلوق اعوذ بالله ثم بك لمخلوق ولكن قول اعوذ بك هذا ابعد الاجازة واما قول اعوذ بالله ثم بك فهذا من راعى المعنى الظاهر وان كان المخلوق ان يعيد صححه وقلبه ان يقول اعوذ بالله ثم بك ولكن الاظهر اظهر ان عبادة قلبية وانها انما تكون لله جل وعلا. وهذا على نحو ما مرنا قوله توكلت على الله ثم عليه ونحو ذلك فمن اهل العلم من يدير مثل هذه الالفاظ مع ان اصلح عمل قلبي ابادة قلبية راعيا الظاحن ما يراعي تعلق القلب. مراعي الحماية الظاهرة. مراعي التحرز الظاهر. مراعي الاعتصام الظاهر ومنهم من لم يجبها راعيا انها عبادة قلبية. وانك اذا عجزت هذا الظاهر فانه قد يكون تبعا لذلك اجازة تعلق القلب عند من لا يفهم المراد وعلى العموم هما قولان مشهوران حتى عند مشايخنا المفكرين في هذا الوقت وما قبل يقابل الاستعاذة التي هي طلب العود لان طلب العون في شيء فيه شر لهذا قال على قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من سري الوسواس الخناس فالاستعاذة مما فيه شرع واما الليال واللوذ فانه مما فيه خير. قال الوذ بك يعني اذا كنت مأملا خيرا واذا كنت خائفا من شر تقول لربك جل وعلا اعوذ بك واذا كنت مأملا خيرا تقول الوذ بك وهكذا ثم ذكر وذكر الاستغاثة اولا الدليل قال دليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الناس. وجه الاستدلال انه امر نبيه الكريم بان يستعيذ برب الناس. وما دام انه امر به فهو عبادة قلبية فهو عبادة لانه لا يأمر الا بشيء يحبه ويرضاه. كذلك قوله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم امر بالاستعاذة به فدل على انها عبادة قال الشيخ رحمه الله ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب له الاستغاثة طلب الغوث الغوث يفسر يفسر بانه الاغاثة المدد نصرة. نصرة ونحو ذلك فاذا وقع مثلا احد في غرق غرق ينادي اغثني اغثني يطلب الاغاثة يطلب ازالة هذا الشيء يطلب النصر الاستغاثة عبادة وجه كونها عبادة ان الله جل وعلا امر ان الله جل وعلا قال هنا اذ تستغيثون ربكم فاستجاب له وجه الاستدلال انه اتى بها في معرض الثناء عليهم وانه رتب عليها الاجابة ما دام ان الله جل وعلا رتب على اغاثتهم به اجابته جل وعلا دل على انه يحبها قد رضيها منهم فنتج انها من العبادة واذ هنا بمعنى حين اذ تستغيثون ربكم يعني حين تستغيثون ربكم فاستجاب لكم وتلاحظ ان اية هنا اذ تستغيثون ربكم وقبلها قل اعوذ برب الناس هو المالك والمدبر هو الذي يصرف الامر وهو رب كل شيء جل وعلا الاستغاثة عمل ظاهر. ولهذا يجوز ان يستغيث المرء بمخلوق لكن بشروطه وهي ان يكون هذا المطلوب منه الغوث ان يكون حيا حاضرا قادرا حيا حاضرا قادرا يسمع فاذا لم يكن حيا كان ميتا صار صارت الاستغاثة بهذا الميت كفر ولو كان يسمع ولو كان قادر. قادر مثل ملائكة او الجن لانه قد يكون قلنا ايش؟ ان يكون حيا حاضرا قادرا يسمع صحيح طيب اذا لم يكن حي كان ميتا ولو اعتقد المستغيث انه يسمع وانه قادر. فانه لو كان اذ كان ميتا فان الاستغاثة به شرك الاموات الاموات جميعا. جميعا لا يفطرون على الاغاثة لكن قد يقوم بقلوب المشركين بهم انهم يسمعون وانهم احياء. حال الشهداء وانهم يقدرون مثل ما يزعم في حال النبي عليه الصلاة والسلام ونحو ذلك فنقول اذ كان ميتا فانه لا يجوز طلب منه قالوا فما يحصل يوم القيامة من استغاثة الناس بي ادم ثم استغاثتهم بنوح الى اخر انهم استغاثوا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نقول هذا ليس استغاثة باموات يوم القيامة هؤلاء يحياء يبعث الناس ويحيون من جديد ماتوا كانوا في حياتهم ثم ماتوا ثم اعيدوا الى حياة اخرى. فهي استغاثة بمن بحي حاضر قادر يسمع بهذا ليس فيما يحتج به اله اولئك الانبياء يوم القيامة حجة على جواز الابتغاثة لغير الله جل وعلا والاستغاثة بغير الله جل وعلا اعظم كفرا من كثير من المسائل التي رفعها لغير الله جل وعلا شرك اذا فالشروط ان يكون حيا اذا كان ميتا فلا يجوز الاستغاثة به ان يكون حاضرا اذا كان غائبا لا يجوز الاستغاثة به اي قادر لكنه غافل مثل لو استغاث بجبريل عليه السلام فليس بحق اي نعم قادر. قادر قد يطلب منه ما يقدر عليه؟ نعم ولكنه ليس بحاضر الى ان يطلب من حي قادر من الناس يأتي يطلب من ملك يملك او امير يستغيث به اغثني يا فلان وهو ليس عنده مع انه لو كان عنده لامكن بقوته لا امثل لكنه لما لم يكن حاضرا صارت الاستغاثة تعلق القلب غير حاضر فهذا شرك بالله جل وعلا ان يكون قادر اذا لم يكن قادرا الاستغاثة به شرك ولو كان حيا حاضرا يسمع مثل لو طلب من او استغاث بمخلوق بما لا يقدر عليه هو حي حاظم يسمعه تعلق القلب قلب المستغيث على هذا النحو علق قلبه بان هذا يستطيع ويقدر ان يغيثه معنى ذلك انه استغاث بمن لا يقدر على الاغاثة فتعلق القلب بهذا المستغاث به فصارت الاستغاثة وهي طلب الغوث شركا على هذا النحو وكذلك يسمع لو كان حيا قادرا ولكنه لا يسمع حاضر لا يسمع نائم ونحوه كذلك لا تجوز الاستغاثة به وقد تلتبس بعض المسائل بهذه الشروط في انها في بعض الحالات تكون شركا اكبر في بعض الحالات يكون منهي عنها من ذرائع الشرك ونحو ذلك مثل اللي يسأل الميت او يسأل اعمى بجنبه او مشلول بجنبه ان يغيثه ونحو ذلك المقصود ان العلما اشترطوا لجواز الاستغاثة لغير الله جل وعلا ان يكون المستغاث به ايا حاضرا قادرا يسمع قال رحمه الله تعالى ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له الذبح الذي هو النحر والذبح يشمل النحر ويشمل الذبح الذي هو قسيم النحر لان النحر هو هو الطعن بالسكين او بالحربة في الوحدة مثل ما يفعل بالابل ما تعلمون لا تذبح ذبح وانما تطعن في وحدتها واذا طعنت حركت السكين وانتثر الدم مات ليس ثم ذبح كذلك البقر قد تنحى واما الذبح فيكون في الغنم من الظأن والمعز وكذلك في البطن الذبح والنحر عبادة. المقصود منها اراقة الدم واراقة الدم اراقة الدم من حيث هو لا يكون الا بتعلق للقلب. فاذا اراق الدم لله جل وعلا تعلق القلب بالله جل وعلا فالذبح عبادة ظاهرة ظاهرة يتبعها او يكون معها عبادة باطنة قلبية فمن ذبح لغير الله وقع في شرك ظاهر لان هذه عبادة صرفها لغير الله. وكذلك قلبه تعلق بغير الله فصار شركه من جهتين وجه الاستدلال من قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين انه قال ونسكي والنسك فسرت بعدة تفسيرات من السلف منها الذبح والنحو وهذا كما قال جل وعلا في الاية الاخرى فصل لربك انا اعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر فصل لربك امره بان يوحد الله جل وعلا بالصلاة. وكذلك امره بالنحر لربه جل وعلا وحده على وحده اذا النسك هنا الذبح قال قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله الصلاة لمن؟ لله. لله وجه اللام هنا انها لام الاستحقاق قل ان صلاتي لله يعني صلاتي مستحبة لله وحده هذا وجه الاستدلال ونسكي لله يعني نسكي الذي هو ذبحي مستحق لله وحده لا شريك له ومحياي لله ومماتي لله هذه لام اخرى ويلام الملك. الملك. الصلاة والنسك لله استحقاقا والمحيا والممات لله ملكا لان اللام قلنا انها تأتي للاستحقاق وتأتي القرون بهذه الاية جعل هذه الافعال الاربعة صلاة النسك والمحيا والممات جعلها جميعا باللام مؤخرة بقوله لله رب العالمين ان تختلف الصلاة والنسك لله استحقاقا والمحيا والممات لله جل وعلا ملكا فجمعت هذه الاية بين توحيدي الله جل وعلا في الهيته وهو الاول وفي ربوبيته وهو نعم. نعم. قل ان صلاتي ونسكي لله هذا توحيد لله جل وعلا في الهيته. ومحياي ومماتي لله هذا توحيد لله جل وعلا في ربوبيته. فكما انه جل وعلا هو مالك محياي ومماتي فكذلك هو المستحق لصلاة ونسكي قال جل وعلا لنبيه قل ان صلاتي ونسكي مستحقة لله ومحياي ومماتي ملك لله جل وعلا رب العالمين لا شريك له. فذكر الربوبية ثم ذكر الالوهية. ثم بين ان هذا من علامات الاسلام العظيمة فقال وبذلك امرت وهذا وجه استدلال اخر اذ ان هذه مأمور بها قال وانا اول المسلمين الذبح كما انه عمل ظاهر وهو اراقة الدم. والدم الذي بثه في اعضاء المذبوح والله جل وعلا وهو علامة الحياة. فلا يزهق الا لمن قلقة ولمن بثه في اعضاء من به الحياة ولهذا قال العلماء ان العبد على الذبح اجتمعوا في قلبه انواع من العبوديات منها الذل لربه جل وعلا ومنها التعظيم له جل وعلا ومنها الرجاء رجاء ما عنده على ذبحه ومنها طلب البركة لانه ما ذبح الا لله. وهذه كلها عبادات قلبية. فكما ان الذبح عمل ظاهر فيه تحريك لليد وتحريك للسان ببعض القول. كذلك يقوم بالقلب حال الذبح انواع من العبودية قد ما يقوم بالقلب شيء البتة مثل ما يذبح ضيافة او يذبح لنحو ذلك فهذا يجب ان يكون ظاهرا لله جل وعلا وحده واذا اجتمع ان يكون في الذبيحة ان تكون جمعت فيها العبادة الظاهرة والعبادة الباطنة العبادة القلبية كانت اكمل برجاء ثواب الذبح ولو كان في الامور العادية من ضيافة ونحوها. فيكون الذبح لله جل وعلا ظاهرا لم يرد بهذا الا الله جل وعلا باسمه لم يذكر الا اسم الله جل وعلا ثم يكون بالقلب ذل الله جل وعلا والخضوع وتعظيم ورجع المثوبة منه وحده فتجتمع العبادات القلبية و عبادات الجوارح على الذبح فلهذا الذبح من العبادات العظيمة لكن قد يغفل ناس عن تعلق القلب وفعل الجوارح حين الذبح وكيف تكون لله جل وعلا ولهذا على طالب العلم ان يتعلم هذا ان لم يحسنه يتعلم كيف يكون حال الذبح على ذبحه لذبيحته باضحية وهو وهي اكد واكد واكد او لغيرها ان يكون موحدا تماما يرجو و يرجو في ذبحه ان يكون على غاية من العبودية في لسانه قلبه وجوارحه لان في حركة لسان بالتسمية والتثبيت فيه قلب وبعمل القلب بانواع من العبوديات ذكرت بعضها وفي ايضا حركة اليد هذا كله مما يجب ان يكون لله جل وعلا وحده قال ومن السنة لعن الله من ذبح لغير الله وجه الاستدلال ان من ذبح لغير الله لم يذبح لله وانما ذبح لغيره انه ملعون لعنه الله هذا الدعاء من النبي عليه الصلاة والسلام بقوله لعن الله من ذبح ذبحت لغير الله يدل على ان الذبح لغير الله كبيرة من الكبائر واذا كانت كذلك فهي اذا يبغضها الله جل وعلا واذا كان يبغض الله جل وعلا الذبح لغيره معنى ذلك ان الذبح له وحده محبوب له في مقابلة يستقيم بذلك الاستدلال قال بعدها ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالغزو ويخافون يوما كانت الرؤوس فقيرا النذر هو ايجاب المرء على نفسه شيئا لم يجب عليه وتارة يكون النذر مطلقا تارة يكون بالمقابلة مقيد و النذر المطلق غير مكروه والنذر المقيد مكروه لهذا استشكل جمع من اهل العلم تشكل كون النذر عبادة مع ان النذر مكروه والنبي عليه الصلاة والسلام يقول النذر انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل فيقولون اذا كان مكروها كيف يكون عبادة معلوم ان العبادة يحبها الله جل وعلا والنذر يكون مكروها كما دل عليه هذا الحديث فكيف اذا كان مكروها يكون عبادة و هذا الاستشكال منهم غير وارد اصلا بان النذر ينقسم الى قسمين نذر مطلق ونذر ونذر مقيد النذر المطلق لا يكون عن مقابلة هذا غير مكروه ان يوجب على نفسه عبادة لله جل وعلا بدون مقابل فيقول لله علي نذر مثلا يقول قائل لله علي نذر ان اصلي الليلة عشر ركعات طويلة بدون مقابلة هذا ايجاب المرء على نفسه عبادة لم تجب عليه دون ان يقابلها شيء هذا النوع مطلق وهذا محمود النوع الثاني المكروه هو ما كان عن مقابلة وهو ان يقول قائل مثلا ان شفى الله جل وعلا مريظي قمت يوما ان نجحت في الاختبار صليت ركعتين ركعتين ان تزوجت هذه المرأة تصدقت بخمسين ريالا مثلا او بمئة ريال على على مشروط يوجد عبادة على نفسه مشروطة بشيء يحصل له قدرا. من الذي يحصل الشيء ويجعله كان اذا والله جل وعلا وكانه قال ان اعطيتني هذه الزوجة وان يسرت لي الزواج بها صليت لك ركعتين او تصدقت بكذا. ان انجحتني في الاختبار قمت يوما ونحو ذلك وهذا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام انما يستخرج به من البخيل لان المؤمن المقبل على ربه ما يعبد الله جل وعلا بالمقايضة يعبد الله جل وعلا ويتقرب اليه لان الله يستحق ذلك منه فهذا النوع مكروه النوع الاول محمود وهذا النوع مكروه والوفاء بالنذر في كلا الامرين واجب. واجب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصيه فتحصل عندنا ان النذر فيه اربعة اشياء نذر محمود ونذر لاحظ ان ما نقول مشروع يفهم احد انه واجب او ما ذهب له نقول محمود غير مكروه. غير محمود وهو المطلق لما فيه مقايضة ولا مقابلة النوع الثاني مكروه وهو الذي يكون عن مقابلة الوفاء بالاول بنذر التبرر والطاعة واجب الوفاء بالثاني حتى ولو كان مكروها واجب وهو الذي اثنى الله جل وعلا على اهله في الحالين لقوله يوفون بالنذر لانه اوجب على نفسه فلما كان واجبا صار الوفاء به واجبا امتثل للوجوب الذي اوجبه على نفسه لانه يخشى عقابه. اتحصل ان هذه الاربعة منها ثلاث ثلاث منها اثنتان واجبتان وهما الوفاء وواحد محمود وواحد مكروه ولهذا صار غالب الحال اذ كان عبادة صار غالب الحال هو الحالة التي انه محمود فيها او واجب. فلهذا صار النذر عبادة من العبادات التي يرضاها الله جل وعلا ويحبها الا في حال واحدة وهي حال نذر المقابلة اتضح لكم هذا المقام؟ ان بهذا التحرير تخلصون من اشكالات عدة ربما اوردها عليكم خصوم الدعوة الخرافيون في مسألة النذر ظاهر؟ ظاهر تأملوها لان قد لا تجد هذا التحرير في كثير من قال ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر وجه الاستدلال ان الله جل وعلا امتدحهم بذلك لانهم يوفون بالنذر واذ امتدحهم بذلك دل على ان هذا العمل منهم وهو الوفاء بالنذر انه محبوب له جل وعلا ثبت انه عبادة لله جل وعلا النذر له حقان الاول النذر والثاني الوفاء به وكلا الامرين اذا صرفت لغير الله جل وعلا فهي شرك نظرا لغير الله يعني ينظر لاصحابه المشاهد او اولياء القبور ينظروا للمشهد الفلاني ينظر مثلا النبي صلى الله عليه وسلم او ينظر لاحد من الموتى ينظر لي فاطمة وعليها رضي الله عنها او ينظر باحد ال البيت اولا ابن خديجة او ينظر لاحد من الاولياء او نحو ذلك. يقول علي نذر للولي الفلاني ولو كان بغير مقابلة هذا ايجاب على نفسه عبادة لمن لغير الله فصار شركا حسنا القسم الثاني ان يقول ان شفى الله ان شفى الله مريضي فللولي الفلاني علي نذر بكذا وكذا هذا على المقابلة ولو كان على هذا النحو فصرفه لغير الله جل وعلا لان القول الاول منه وهو قوله ان شفى الله مريظي هذا ربوبية وقوله فبالله علي نذر للولي الفلاني علي نذر هذا في العبودية فهو اقرب الربوبية ولكنه اشرك بالعبودية. هذا جهة النذر. الوفاء الوفاء لا الوفاء لاصحاب القبور او نحوهم او للجن حول الملائكة هذا كله شرك. فلو حصل منه النذر لغير الله فلا يجوز ان يوفي به فان اوفى به وفى به لغير الله فيكون ذلك شركا بعد لهذا قال عليه الصلاة والسلام ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه يعصي الله فلا يعصه يدخل في ذلك في ذلك اذا كان النذر بغير الله جل وعلا قال يوفون بالنذر مدحهم بذلك ادل على ان وفاءهم بالنذر عبادة يحبها الله جل وعلا ونكتفي بهذا القدر اليوم ونقف على الاصل الثاني وهو معرفة دين الاسلام بالادلة اسأل الله جل وعلا لي ولكم الانتفاع و ايه ده وصلى الله وسلم على نبينا محمد