غير حاضر هذا شرك بالله جل وعلا. ان يكون قادر اذا لم يكن قادرا الاستغاثة به شرك ولو كان حيا حاضرا يسمع مثل لو طلب من او استغاث بمخلوق بما لا يقدر عليه واخبر الله جل وعلا بها ان جعلت معه في الثناء عليه. قال عليه توكلت عليه وحده لا غير توكلت فوضت عني واخليت قلبي من الاعتماد على غيرك ومجيء الجار المجرور المتقدم على ما يتعلق به وهو الفعل دل على المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح الاصول الثلاثة. الدرس الخامس. هل يقدم السبب على التوكل على الارض وما معنى قوله عليه السلام اغفلها وتوكل السبب يقول تريد امرا من الامور؟ تفعل السبب الذي يحصل المسبب عادة به في بعض المرات السبب ان تذهب الى الطبيب فهذا السبب اذا فعلت السبب يقوم بالقلب شيئان اولا تقويم امر الشفاء لله جل وعلا الثاني الا يرى القلب هذا السبب محصلا للمقصود وحده. لا يفعل هذا السبب اللي هو التهاب الطبيب محصلا للشفاء وحده ولكن يعلم انه ثم اسباب اخرى كلها جميعا بيدي بيد الله جل وعلا. فهذا السبب يتلوه شيئان هنا التوكل. والسبب لسبب من تمام الخوف ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره بما فاقه سائل اعدلها وتوكل توكل على الله جل وعلا في حفظ ناقته بدون ان يعقلها. فصرعت وذهبت فقال اعطها وتوكل. يعني ابذل السبب ثم بعد ذلك فوض الامر الى الله جل وعلا ان ينفع بهذا السبب اذ بيده ملكوت كل شيء. وليقم بقلبك عدم رؤية ان هذا السبب الذي فعلته وهو العقل كافيا في حصول وهو حفظ تلك الناقة يقول هل البيت المعروف عند الناس وما سمع شركا في الاستغاثة ولماذا هذا القصة هذه لا يثبتها لان المرأة زادت المعتصم وقالت عمر فاطمة او اين المعتصم مني؟ او يا معتصمات هذه ليست بثابتة تاريخيا لكن اخبار كما هو معلوم كثيرا لا يمكن عدم التثبت منها ومن حسناه هذه لها احتمالات احتمال ان تكون ندبة واحتمال ان تكون نداء. والصغار وعلى كل اذا كان هذا الغائب لا يسمع الكلام او لا يعتقد ان الكلام سيصل اليه فانه يكون شركا لانه اغاث بغير الله جل وعلا. فان كانت من باب النجدة فان باب النجدة فيه نوع من السهر والاصل ان الندبة تكون لشامع كذلك الاستغاثة بما يقدر على الكراسة فيه تكون لحي حاضر خامس يقدر ان يغيث وهذا كان على القصة هذه لو كانت المرأة قالتها معتقد ما يسمعها وليس قريبا منها ان كان مرادها انه يمكن ان يسمعها يقوم بقلب انه يمكن ان يسمعها دون واسطة ابدية ودون كلامه خاصة لها من الله جل وعلا. فهذا شرك من جنس افعال المشركين. وان كان مقصودها نريد حصرها وحصرها. واختصاصها بالله جل وعلا. ثم قال واليه اميت. فقال اليه وحده ما الى سواه انيبوا رجعوا محبا وراجلا خائفا عن كل ما سوى الله جل وعلا الى الله وحده. فلما قدم جارا مجرور على ما يفعل ان يوصل ويصل الى المعتصم يلا يا جماعة ان يصل الى المعتصم. قال ابوها واستغاثتها بواسطة من سمعها كما حصل فعلا. فهذا ليس بشرك اكبر ان هذه الكلمة محتملة هذه الكلمة مكتملة والاصل القاعدة في مثل هذا ان الكلمات المحتملة لا يجوز استعمالها المحتملة بشرك فلا يجوز استعمالها لان استعمالها يخشى ان يوقع في الشرك او يفتح باب بل بعض الناس يخاف ان ينكر المنكر اذا كان في مجلس مثلا فيقوم من المجلس ويكتفي بانكار القلب. فهل يدخل هذا في الخوف المحرم لو جلس كان هذا داخلا في وذلك بشرط الا يكون مستطيعا المنكر بيده. او يستطيع ان ينكر بلسانه. فان كان بوسعه ان ينكر بيده من لهو نقدر على الانسان بيده بان يكون الامر في بيته او عند من له من له عليه سلطة عن قرابته ونحو ذلك فهذا ينكر بيده ان لم يستطع ذلك ينكر بلسانه. وبعد ذلك يخالف المكان ان لم يغير. الثالث ان لم يستطع الانكار باللسان انسان بقلبه لبعده لهذا المنكر وان تمكن من الخروج من مكان المنفر فانه يجب عليه الخروج. ان خاف الناس في بيده مع استطاعته ان ينكر بيده هذا من الخوف المحرم. المرتبة الثالثة ان هذا ان ينكر بلسانه اعطى الناس مع امكانه ان ينكر بلسانه فهذا من الخوف المحرم. ان خاب ان يفارغ مع انسانه ان يفارق دون مفسدة راجحة تحصل. ولم يفارق كان هذا من الخوف المحرم. والله المستعان. غفر الله لنا جميعا العبادة مع دليل كل مسألة وانها من العبادة فقد وقفنا على الانابة قال ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا ملك وحقيقة الانابة الرجوع رجوع القلب عما سوى الله جل وعلا. الى الله جل وعلا وحده والانابة اذا كان معناها الرجوع فان القلب اذا توجه الى غير الله جل وعلا قد يتعلق به تعلقا بحيث يكون ذلك الخمس في تعلقه تاركا غير ذلك الشيء وراجعا ومنيبا الى ذلك الشيء كما يحصل عند الذين يتعلقون بغير الله تتعلق قلوبهم بالاموات والاولياء او بالانبياء والرسل او بالجن ونحو ذلك فتجد ان قلوبهم قدت على وجه الحمام او على وجه كبير ان فرغت من التعلق الا بذلك الشيء. وهذا الذي يسمى الانابة. انا برجع ترك غيره دعا اليك وهذا الرجوع ليس رجوعا مجردا ولكنه رجوع للقلب مع تعلقه ورجائه. فعقيقة الانابة انها لا تقوم وحدها القلب المنيب الى الله جل وعلا اذا اناب اليه فانه يرجع وقد قام به انواع من العبودية منها الرجاء والهون والمحبة ونحو ذلك المنيب الى الله جل وعلا فهو الذي رجع عما سوى الله رجع الى الله جل وعلا عن من سوى الله جل وعلا ولا يكون رجوعه هذا الا بعد ان يقوما بقلبه انواع من العبوديات اعظمها المحبة والخوف والرجاء محبة الله الخوف من الله الرجاء في الله. فاذا الاجابة صارت عبادة بهذا الدليل وفي بيان وجه الاستدلال وايضا لانها شيء متعلق بالقلب ولانها لا تقوم بالقلب الا مع انواع النحر من العبودية ولهذا استدل له بقوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له في وجه الاستدلال ان الله جل وعلا قال وانيبوا الى ربكم. فانا اخ بالانابة. واذا امر بها فمعنى ذلك انه يحبها ويرضاها ممن اتى بها فهي اذا داخلة في تعريف العبادة عند الاصوليين او عند شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وهذا الدليل العام على كونها من العبادة. ما الدليل على كون هذه العبادة يجب اظهاد الله جل وعلا بها. فان في هذا الامر بالانابة الى الله جل وعلا. ما دليل كوني هذه العبادة وهي الانابة لا يجوز ولا يصوغ ان يتوجه بها الى غير الله جل وعلا هناك دليل عام الا وهو انه اذ ثبت انها عبادة فعدل سوء الادلة العامة وقوله تعالى وعن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. وقوله ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له فانما حسابها عند ربي انه لا يفلح الكافرون. وغير ذلك قوله عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة. الدعاء العبادة. ونحو هذه الادلة تدل على ان اي نوع من العبادة لا يجوز ان يتوجه به الى غير الله. ومن توجه به الى غير الله جل وعلا وقد كفر. فهذا الاستدلال وهناك دليل خاص في الامامة انه يجب افراد الله جل وعلا بالاهانة. وذلك في قوله تعالى وعليه توكلت واليه ابراهيم. بسورة هود عليه توكلت واليه غنيت قالها سعيد عليه السلام يتعلق به وهو الفعل دل على ان هذه العبادة وهي الانابة مختصة بالله جل وعلا وهذا عاش في معرض الثناء على شعيب وهناك ادلة اخرى. فاذا هذه المسألة مع غيرها احيانا يولد الشيخ دليلا عاما على كونها من العبادة واحيانا يوجد دليلا عاما على كونها عبادة وخاصة في انه يجب افراد الله جل وعلا بها والحمد لله ما المسألة من مسائل العبادة القلبية او العملية عمل الجوارح او عمل الخلق او عمل اللسان ما من مسألة الا وتم دليل عام على انها من العبادة وثم دليل خاص على ان من صرفها لغير الله جل وعلا فقد وهذا والحمد لله بين ظاهر وهذا التوحيد في بيانه ووضوحه وظهور براهينه وادلته في اياته مما هو بمكان واضح لا يكون معه بعد ذلك حجة للمخالفين الذين تنكبوا هذا الطريق ولم يسلموا وجوههم لله جل وعلا خلقوا دينهم لله جل وعلا وحده. بعد الانابة ذكر الاستعانة حيث قالوا ودليل الاستعانة بقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين هذا دليل للعبادات جميعا حيث قال اياك نعبد لا اياك كما هو معلوم لم ينلها خير في محلنا اياك ومن المعلوم ان المفعول به يتأخر عن فعله. فاذا قدم كان ثم فائدة ان المعاني من علوم البرارة الا وهي انه يفيد الاختصاص مطالبة من البلاغيين يقولون يفيد الحضارة وعي المؤمن الحق يسير يفيد او يفيد الحق والخطر هنا افاد ان هذا من خصوصيات الله جل وعلا خاصة بالله جل وعلا. اياك نعبد يعني لا نعبد الا انت ثم قال بعدها فهو مراد الشيخ الاستدلال واياك نستعيذ. اياك نعبد واياك نستعين. وهذه الاية من سورة السورة العظيمة التي هي ام القرآن التي ترددها المسلمون في صلواتهم فيها. افراد الله جل وعلا بالعبادة العهد والاصرار على النفس لان القائل لتلك الكلمات لا يعبد الا الله جل وعلا. قال واياك نستعين كذلك لا يستعين الا بالله جل وعلا وجه الاستدلال انه قدم الظمير المنفصل الذي هو في محل نص مفعول به على الفعل الذي هو العامل فيه هو تقديم المعمول على العامل يفيد الاختصاص او يفيد العصر والقهر. فاذا هنا اثبت انها عبادة واثبت انه لا يجوز صرفها لغير الله اذ هي مستحقة بالله جل وعلا كان على على العلماء شيخ الاسلام ابن تيمية وجماعة من اهل العلم ان عبادة غير الله اعظم من الاستعانة بغير الله. مع ان جنس الاستعانة قد يكون الف الربوبية يعني طلب الاعانة هو طلب لمقتضيات الربوبية. لان الله جل وعلا هو مدبر الامر. اياك نعبد هذا فيه معنى الالوهية. واياك نستعين طلب الاستعانة من الله طلب الإعانة من الله استعانة المسلم بالله هذا فيها طلب لمقتوى الربوبية من حيث الكون والاستعانة بطلبات عبادة. ولهذا قال ان عبادة غير الله اعظم نفسها من الاستعانة لغير الله وهذا من اجل ان العبادة لغير الله جل وعلا اذا صرفت لغير الله جل وعلا فانها يكون معها تحول في القلب الذي هو المرأة اذا صلحت صلح العمل كله صلح الجسد كله اذا بقلبه لغير الله في عبادته. هل صار قلبه حاسدا ومن المستويات الرموزية احيانا تفرح ولهذا الاشراك بالالهية من في بعض اوجهه اعظم من انكار بعض افراد الربوبية الفراغ ان ذلك رجل من بني اسرائيل الذي على في وصيته ان مت فاحرقوني ثم دفوني ثم ذروني في البحر. فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا لم احدا من العالمين وغفر الله جل وعلا له لانه حتى في بعض اهل البدع. والتي هي اداة الى شيء من معنى الربوبية. كذلك على جل وعلا عن حواري عيسى هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء فاجيبوا ولم يعاقبوا بكلمتهم تلك لانها شك في بعض افراد القدرة وهذا راجع الى شك في بعض مقتضيات الربوبية. اما العبادة لغير الله خوارج عيسى هل يستطيع ربك ان ينزل مائدة من السماء. واجيبوا ولم يؤاخذوا بكلمتهم تلك بانها شك في بعض افراد القدرة وهذا راجع الى شك في بعض محتويات الربوبية. اما العبادة لغير الله جل وعلا فهي التي لا يقبل من احد ان يصرف شيئا منها لغير الله. قال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء عليه السلام قال لقومه انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار وقال جل وعلا لعيسى في اخر السورة اخر سورة المائدة يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس تخيذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربه ان اعبدوا الله ربي وربكم الى اخر الايات المقصود من هذا ان ما قاله شيخ الاسلام وجماعة ان العبادة لغير الله اعظم كفرا من الاستعانة بغير الله هذا صحيح انتبه ولهذا قدمت في سورة الفاتحة العبادة على الاستعانة لانها اعظم شأنا واجل خطرا لانها هي التي وقع فيها الاستلاء. ولهذا كان حريا باهل الايمان ان يعتنوا بامر اخلاص القلب لله جل وعلا وتوجه المرء في عباداته وعبوديته لله وحده دون ما سواه. ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى وفي الحديث اذا استعنت واذا استعنت فاستعن بالله اذا استعنت فاستعن بالله. وجه الاستدلال ان الامر بالاستعانة بالله رتب على ارادة الاستعانة قال اذا استعنت فاستعن بالله يعني اذا كنت متوجها للاستعانة فلا تستعن باحد الا بالله لان الامر جاء في جواب الشرع. قال اذا استعنت اذا هذه شرطية غير جازمة واستعنت على فعل الشرط. اذا استعنت اذا حصل منك حاجة للاستعانة فاستعن هذا الامر فاستعن بالله لما امر به علمنا انه من العبادة. ثم لما جاء في جواب الشرط صار مرتبا مترتبا مع ما قبله بما يفيد الحصر والقهر معنى امعنى واياك نستعين ما حقيقة الاستعانة؟ الاستعانة طلب العون بان كل ما اول لان الاصل او ما نقول الاصل لان القاعدة ما تنطرد لان كثيرا فيما اوله حسين والساعة يدل على طلب استعان استغاث استسقى ونحو ذلك استعان يعني طلب الاعانة استغاث طلب الغوث استعاذ طلب العون استقام طلب صح ما فيها طلب هذا من النوع الثاني. استسقى طلب سقيا واذ استسقى موسى لقومه يعني واذ طلب موسى سقيا لقومه. هذا نوع. النوع الثاني تأتي السب على ويراد بها الفعل بدون طلب قوله واستغنى الله يعني وغني الله والله غني حميد في امثال ذلك. المقصود ان كثيرا ما يأتي استفعل بطلب الفعل هنا استعان طلب العون. استعاذ طلب العون. استسقى طلب الاستغاثة طلب الغوث وهكذا. فاذا اذ كانت جميعا في معنى الطلب او فيها معنى الطلب فيصلح دليلا لها كل ما فيه وجوب افراد الله جل وعلا لا بما يحتاجه المرء في طلباته بالدعاء جميع ادلة الدعاء تصلح دليلا لما كان فيه نوع طلب. اي دليل في وجوب افراد الله جل وعلا بالدعاء يصنع دليلا لوجوب افراد الله جل وعلا بانواع الصلاة وقال ربكم ادعوني استجب لكم يصبح دليلا الاستغاثة والاستعاذة الاستعانة ونحو ذلك بعد ذلك قال ودليل الاستعاذة. قوله تعالى قل اعوذ برب الناس ملك الناس الاستعاذة كما ذكرت لك هي طلب العون واعوذ معناها التجئ واعتصم واتحرك فقل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم معناها التجأ واعتصم واتحرج بالله من شر الشيطان الرجيم فاذا الاستعاذة طلب العون. طلب المعتصم طلب الحرز طلب ما يعصي طلب ما يحمي. هذا الاستعاذة واذا هي من حيث كونها طلب هذي ظاهرة ومن حيث كونها فيها الاعتصام والالتجاء والتحرز صارت عبادة قلبية. ولهذا قال كثير من اهل العلم ان ان الاستعاذة عبادة قلبية. وطلب العود نعم يكون باللسان. بقول احد لاخر اعوذ بك اعذني ونحو ذلك ولكنها هي تقوم بالقلب. يعني يقوم بالقلب الاعتصام. بهذا المطلوب منه العود يقوم بالقلب تجاه لهذا المطلوب منه العود يقوم بالقلب التحرز بهذا المطلوب منه العون. فاذا قام بالقلب هذه الاشياء وهذه الامور صار مستعيذا. ولو لم يفصح لسانه بطلب العون يعني انها عبادة قلبية الاستعاذة عبادة قلبية لان حقيقتها طلب العول. فاذا قام بالقلب اعتصامه بالله احترازه وتحرزه بالله التجاؤه الى الله من شر من فيه شر صار ذلك استعاذة. قد يفصح باللسان عنها يطلب اللهم اعذني من مضلات الفتن يقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اعوذ برب الفلق ونحو ذلك اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق يعني التجئ واعتصم واتحرز بكلمات الله الكونية التامة التي لا يلحقها نقص من شر كل من فيه شر مما خلقه الله جل وعلا ونحو ذلك لهذا لاجل هذا المعنى قال جمع من اهل العلم انه لا يجوز ان يقول قائل اعوذ بالله ثم بكى وذلك لان العود عبادة قلبية وهذا هو الصحيح فان العود اذا قيل اعوذ بالله ثم بك الاستعاذة عمل قلبي لهذا لا يصلح ان يتعلق بغير الله جل وعلا وقال اخر من اهل العلم الاستعاذة طلب للجأ والاحتراز والاعتصام وقد يكون المطلوب منه يمكن ويملك ان يعطي هذا معتصما وان يقيه شرا. مثلا يأتي واحد من الناس الى قوي من الناس الى كبير ملك او امير او رئيس قبيلة او نحو ذلك. فيقول له اعوذ بك من شر اعوذ بك او اعوذ بالله ثم بك من شر هذا الذي اتاني رجل مثلا يأتي يضربه بشيء يقولون هذا يمكن ان يكون يعني ان يقيه شرا ان يمنعه ممن يريد به سواء يمكن ان يكون ممن يقدر عليه من البشر فاذا كان بهذا المعنى يجوز ان يقول اعوذ به بمخلوق اعوذ بالله ثم بك لمخلوق ولكن قول اعوذ بك هذا ابعد في الاجازة و اما قول اعوذ بالله ثم بك فهذا من راعى المعنى الظاهر وان كان المخلوق ان يعيد صححه وقلبه ان قل اعوذ بالله ثم بدعة ولكن الاظهر اظهر ان العود عبادة قلبية وانها انما تكون بالله جل وعلا. وهذا على نحو ما مرنا في قوله توكلت على الله ثم عليه ونحو ذلك فمن اهل العلم من يجيز مثل هذه الالفاظ مع ان اصلح عمل قلبي عبادة قلبية مراعيا الظاهر ما يراعي تعلق القلب مراعي الحماية الظاهرة مراعي التحرز الظاهر مراعي الاعتصام الظاهر ومنهم من لم يجزها مراعيا انها عبادة قلبية وانك اذا هزمتها في الظاهر فانه قد يكون تبعا لذلك اجازة تعلق القلب عند من لا يفهم المراد وعلى العموم هما قولان مشهوران حتى عند مشايخنا المفتين في هذا الوقت وما قبل يقابل الاستعاذة التي هي طلب العود لان طلب العود بشيء فيه شر لهذا قال تعالى قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس فالاستعاذة مما فيه شر واما الليال واللوذ فانه مما فيه خير. قال الوذ بك يعني اذا كنت مأملا خيرا واذا كنت خائفا من شر تقول لربك جل وعلا اعوذ بك واذا كنت مأملا خيرا فقل الوذوا بك. وهكذا ثم ذكر الاستغاثة اولا الدليل قال دليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الناس وجه الاستدلال انه امر نبيه الكريم بان يستعيذ برب الناس وما دام انه امر به فهو عبادة قلبية فهو عبادة لانه لا يأمر الا بشيء يحبه ويرضاه. وكذلك قوله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الرجيم امر بالاستعاذة به فدل على انها عبادة قال الشيخ رحمه الله ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب له الاستغاثة طلب الغوث بغاوه يفسر لانه الاغاثة المدد النصرة ونحو ذلك فاذا وقع مثلا احد في غرقا ينادي اغثني اغثني يطلب الاغاثة يطلب ازالة هذا الشيء يطلب النصرة الاستغاثة عبادة وجه كونها عبادة ان الله جل وعلا امر ان الله جل وعلا قال هنا اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم وجه الاستدلال انه اتى بها في معرض الثناء عليهم. وانه رتب عليها الاجابة وما دام ان الله جل وعلا رتب على استغاثتهم به اجابته جل وعلا دل على انه يحبها وقد رضيها منهم فنتى جهنها من العبادة. واذ هنا بمناحين اذ تستغيثون ربكم يعني حين تستغيثون ربكم فاستجاب له وتلاحظ ان الاية هنا اذ تستغيثون ربكم وقبلها قل اعوذ برب الناس الاستغاثة كما ذكرت لك والاستعاذة والاستعانة ونحو ذلك تتعلق بالربوبية كثيرا. هنا اذ تستغيثون ربك قال قبلها قل اعوذ برب الناس لان حقيقتها من مقتضيات الربوبية لان من الذي يغيث هو المالك هو المدبب هو الذي يصرخ الامر. وهو رب كل شيء جل وعلا الاستغاثة عمل ظاهر. ولهذا يجوز ان يستغيث المرء بمخلوق لكن بشروطه وهي ان يكون هذا المطلوب منه الغوث ان يكون حيا حاضرا قادرا حيا حاضرا قادرا يسمع فاذا لم يكن حيا كان ميتا صار صارت الاستغاثة بهذا الميت كفره ولو كان يسمع ولو كان قادر مثل ملائكة او الجن لانه قد يكون قلنا ايش؟ ان يكون حيا حاضرا قادرا يسمع صحيح؟ طيب اذا لم يكن حي كان ميتا ولو اعتقد المستغيث انه يسمع وانه قادر فانه لو كان اذ كان ميتا فان الاستغاثة به شرك. الاموات جميعا لا على الاغاثة لكن قد يقوم بقلوب المشركين بهم انهم يسمعون وانهم احياء. مثل حال الشهداء وانهم يقدرون مثل ما يزعم في حال النبي عليه الصلاة والسلام ونحو ذلك. انا اقول اذ كان ميتا فانه لا يجوز الطلب منه. قالوا فما يحصل يوم القيامة من استغاثة الناس ادم ثم استغاثتهم بنوح الى اخر انهم استغاثوا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نقول هذا ليس استغاثة باموال يوم القيامة هؤلاء احياء يبعث الناس ويحيون من جديد ماتوا كانوا في حياة ثم ماتوا ثم اعيدوا الى حياة اخرى. فهي استغاثة بمن بحي حاضر قادر يسمع بهذا ليس فيما نحتج به الحال اولئك الانبياء يوم القيامة حجة على جواز الاستغاثة بغير الله جل وعلا والاستغاثة بغير الله جل وعلا اعظم كفرا من كثير من المسائل التي تركها لغير الله جل وعلا شرك اذا فالشروط ان يكون حيا اذا كان ميتا فلا يجوز الاستغاثة به ان يكون حاضرا اذا كان غائبا لا يجوز الاستغاثة به حي قادر لكنه غافل مثل لو استغاث بجبريل عليه السلام فليس بحق حي نعم قادر ان يطلب منه ما يقدر عليه. نعم. ولكنه ليس بحاما مثل ان يطلب من حي قادر من الناس يأتي يطلب من ملك يملك او امير يستغيث به اغثني يا فلان وهو ليس عنده مع انه لو كان عنده لامكن بقوته لامكن لكنه لما لم يكن حاضرا صارت الاستغاثة تعلق القلب وهو حي حاضر يسمعه وتعلق القلب قلب المستغيث على هذا النحو تعلق قلبه بان هذا يستطيع ويقدر ان يغيثه معنى ذلك انه استغاث بمن لا يقدر على الاغاثة فتعلق القلب بهذا المستغاث به فصارت الاستغاثة وهي طلب الغوث شركا على هذا النحو وكذلك يسمع لو كان حيا قادرا ولكنه لا يسمع حاضر لا يسمع النائم ونحوه كذلك لا تجوز الاستغاثة به. وقد تلتبس بعض المسائل بهذه الشروط بانها في بعض الحالات تكون شركا اكبر وفي بعض الحالات يكون منهي عنها من ذرائع الشرك ونحو ذلك مثل اليسعى الميت او يسأل اعمى بجنبه او مشلول بجنبه ان يغيثه ونحو ذلك المقصود ان العلما اشترطوا لجواز الاستغاثة بغير الله جل وعلا ان يكون المستغاث به ايا حاضرا قادرا يسمع قال رحمه الله تعالى ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له الذبح الذي هو النحر والذبح يشمل النحر الخاص ويشمل الذبح الذي هو قسيم النحر لان النحر هو الطعن بالسكين او بالحربة في الوهدة مثل ما يفعل بالابل ما تعلمون لا تذبح ذبح وانما تطعن في وحدتها واذا طعن حركت السكين وانتثر الدم منه. ليس ثم ذبح. كذلك البقر قد تنحر واما الذبح فيكون في الغنم من الظاني والمعز وكذلك في البقر الذبح والنحر عبادة المقصود منها اراقة الدم. واراقة الدم اراقة الدم من حيث هو لا يكون الا الا بتعلق للقلب فاذا اراق الدم لله جل وعلا تعلق القلب بالله جل وعلا الذبح عبادة ظاهرة يتبعها او يكون معها عبادة باطنة قلبية فمن ذبح لغير الله وقع في شرك ظاهر لان هذه عبادة سلطة لغير الله. وكذلك قلبه تعلق بغير الله فصار شركه من جهتين وجه الاستدلال من قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين انه قال ونسكي والنسك اسرت بعدة تفسيرات عن السلف منها الذبح والنحو وهذا كما قال جل وعلا في الاية الاخرى فصلي لربك انا اعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر. فصل لربك امره بان يوحد الله جل وعلا بالصلاة. وكذلك امره بالنحر لربه جل وعلا وحده اذا النسك هنا الذبح قال قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله الصلاة لمن؟ لله وجه اللام هنا انها لام الاستحقاق قل ان صلاتي لله يعني صلاتي مستحقة لله. هذا وجه الاستدلال ونسكي لله يعني نسكي الذي هو ذبحي مستحق لله وحده لا شريك له ومحياي لله ومماتي لله هذه لام اخرى وهي لام الملك الصلاة والنسك لله استحقاقا. والمحيا والممات لله ملكا لان اللام قلنا انها تأتي للاستحقاق وتأتي الملك. تذكرون بهذه الاية جعل هذه الافعال الاربعة الصلاة والنسك والمحيا والممات. جعلها جميعا باللام مؤخرة بقوله لله رب العالمين لكن تختلف الصلاة والنسك لله استحقاقا. والمحيا والممات لله جل وعلا ملكا. فجماعة هذه الاية بين توحيدي الله جل وعلا في الهيته وهو الاول وفي ربوبيته وهو الثاني. قل ان صلاتي ونسكي لله هذا توحيد لله جل وعلا في الهيته. ومحياي ومماتي لله هذا توحيد لله جل وعلا في ربوبيته. فكما انه جل وعلا هو فمالكم محياي ومماتي فكذلك هو المستحق للصلاة ونسك. قال جل وعلا لنبيه قل ان صلاتي ونسكي مستحقة لله ومحياي ومماتي ملك لله جل وعلا رب العالمين لا شريك له. فذكر الربوبية ثم ذكر الالوهية. ثم بين ان هذا من علامات الاسلام العظيمة فقال وبذلك امرت وهذا وجه استدلال اخر اذ ان هذه مأمور بها قال وانا اول المسلمين الذبح كما انه عمل ظاهر وهو اراقة الدم والدم الذي بثه في اعضاء المذبوح. والله جل وعلا وهو علامة الحياة فلا يزهق الا لمن خلقه. ولمن بثه في اعضاء من به الحياة ولهذا قال العلماء ان العبد حال الذبح يجتمع في قلبه انواع من العبوديات منها الذل لربه جل وعلا ومنها التعظيم له جل وعلا ومنها الرجاء رجاء ما عنده حال ذبحه ومنها طلب البركة. لانه ما ذبح الا لله. وهذه كلها عبادات قلبية. فكما ان الذبح عمل ظاهر فيه تحريك لليد وتحريك للسان ببعض القول كذلك يقوم بالقلب حال الذبح أنواع من العبوديات قد ما يقوم بالقلب حيل بثة مثل ما يذبح لي ضيافة او يذبح لنحو ذلك فهذا يجب ان يكون ظاهرا لله جل وعلا وحده واذا اجتمع ان يكون في الذبيحة ان تكون جمعت فيها العبادة الظاهرة والعبادة الباطنة العبادة القلبية كانت اكمل في برجاء ثواب الذبح ولو كان في الامور العادية من ضيافة ونحوها. فيكون الذبح لله جل وعلا ظاهرا لم يرد بهذا الا الله جل وعلا باسمه لم يذكر الا اسم الله جل وعلا ثم يقوم بالقلب ذل لله جل وعلا وخضوع وتعظيم ورجاء المثوبة منه وحده فتجتمع العبادات القلبية وعبادات الجوارح حال الذبح. لهذا الذبح من العبادات العظيمة لكن قد يغفل الناس عن تعلق القلب وفعل الجوارح حين الذبح وكيف تكون لله جل وعلا ولهذا على طالب العلم ان يتعلم هذا ان لم يحسنه يتعلم كيف يكون حال الذبح حال ذبحه لذبيحته لاضحية وهو وهي اكد واكد واكد او لغيرها ان يكون موحدا تماما يرجو يرجو في ذبحه ان يكون على غاية من العبودية في لسانه وقلبه وجوارحه لان في حركة لسان بالتسمية والتكبير وفيه قلب وفي عمل القلب بانواعه من العبوديات ذكرت بعضها وفي ايضا حركة اليد وهذا كله مما يجب ان يكون لله جل وعلا وحده قال ومن السنة لعن الله من ذبح لغير الله وجه الاستدلال ان من ذبح لغير الله لم يذبح لله وانما ذبح لغيره انه ملعون لعنه الله هذا الدعاء من النبي عليه الصلاة والسلام بقوله لعن الله من ذبح لغير الله يدل على ان الذبح لغير الله كبيرة من الكبائر واذا كانت كذلك فهي اذا يبغضها الله جل وعلا واذا كان يبغض الله جل وعلا الذبح لغيره معنى ذلك ان الذبح له وحده محبوب له بالمقابلة فيستقيم بذلك الاستدلال قال بعدها ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالذنب. ويخافون يوما كان شره مستطيرا. النذر هو وانجاب المرأة على نفسه شيئا لم يجب عليه وتارة يكون النذر مطلقا وتارة يكون بالمقابلة مقيد والنذر المطلق غير مكروه والنذر المقيد مكروه ولهذا استشكل جمع من اهل العلم استشكلوا كون النذر عبادة مع ان النذر مكروه والنبي عليه الصلاة والسلام يقول النذر انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل فيقولون اذا كان مكروها كيف يكون عبادة ومعلوم ان العبادة يحبها الله جل وعلا. والنذر يكون مكروها كما دل عليه هذا الحديث. فكيف اذا كان مكروها كونوا عبادة وهذا الاستشكال منهم غير وارد اصلا لان النذر ينقسم الى قسمين نذر مطلق ونذر مقيد. النذر المطلق لا يكون عن مقابلة. وهذا غير مكروه ان يوجب على نفسه عبادة لله جل وعلا بدون مقابل. فيقول لله علي نذر مثلا يقول قائل لله علي نذر ان اصلي الليلة عشر ركعات طويلة بدون مقابلة فهذا ايجاب المرء على نفسه عبادة لم تجب عليه دون ان يقابلها شيء هذا النوع مطلق وهذا محمود النوع الثاني المكروه هو ما كان عن مقابلة وهو ان يقول قائل مثلا ان شفى الله جل وعلا مريظي صمت يوما ان نجحت في الاختبار صليت ركعتين. ان تزوجت هذه المرأة تصدقت بخمسين ريالا مثلا او بمئة ريال هذا مشروط يوجد عبادة على نفسه مشروطة بشيء يحصل له قدرا. من الذي يحصل الشيء ويجعله كائنا هو الله جل وعلا وكأنه قال ان اعطيتني هذه الزوجة وان يسرت لي الزواج بها صليت لك ركعتين او تصدقت بكذا. ان انجحتني في الاختبار قمت يوما ونحو ذلك وهذا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام انما يستخرج به من البخيل لان المؤمن المقبل على ربه ما يعبد الله جل وعلا بالمقايضة يعبد الله جل وعلا ويتقرب اليه لان الله يستحق ذلك منه فهذا النوع مكروه النوع الاول محمود وهذا النوع مكروه والوفاء بالنذر في كلا الامرين واجب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من نذر ان الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصيه. فتحصل عندنا ان النذر فيه اربعة اشياء نذر محمود ونذر لاحظ ان ما نقول مشروع يفهم احد انه واجب او مستحب له نقول محمود غير مكروه الشرع محمود وهو المطلق لما فيه مقايضة ولا مقابلة. النوع الثاني مكروه وهو الذي يكون عن مقابلة. الوفاء بالاول بنذر التبرر والطاعة واجب. الوفاء بالثانية حتى ولو كان مكروها واجب. وهو الذي اثنى الله جل وعلا على اهله في الحالين قوله يوفون بالنذر لانه اوجب على نفسه. فلما كان واجبا صار الوفاء به واجبا فامتثل للوجوب الذي اوجبه على نفسه لانه يخشى عقابه. اتحصل ان هذه الاربعة منها ثلاث منها اثنتان واجبتان وهما الوفاء وواحد محمود وواحد مكروه. ولهذا صار غالب الحال اذ كان عبادة طالب الحال هو الحال التي انه محمود فيها او واجب فلهذا صار النذر عبادة من العبادات التي يرضاها الله جل وعلا ويحبها الا في حال واحدة وهي حال نذر المقابلة اتضح لكم هذا المقام ان بهذا التحرير تخلصون من اشكالات عدة ربما اوردها عليكم خصوم الدعوة الخرافيون في مسألة النذر طاهر تأملوها لانها قد لا تجد هذا التحرير في كثير من القدس قال ودليل النذر قوله تعالى يوقون بالنذر وجه الاستدلال ان الله جل وعلا امتدحهم بذلك بانهم يوفون بالنمل واذ امتدحهم بذلك دل على ان هذا العمل منهم وهو الوفاء بالنذر انه محبوب له جل وعلا فثبت انه عبادة لله جل وعلا النذر له حقان الشق الاول النذر والثاني الوفاء به. وكلا الامرين اذا صرفت لغير الله جل وعلا فهي شرك النظر لغير الله كان ينظر لاصحابه المشاهد او الاولياء او القبور ينذروا للمشهد الفلاني ان ينظروا مثلا النبي صلى الله عليه وسلم او ينظر باحد ان الموتى ينظر لفاطمة عليها رضي الله عنها او ينظر لاحد ال البيت اولا لخديجة او ينظر لاحد من الاولياء او نحو ذلك. يقول علي نذر للولي الفلاني. ولو كان غير مقابلة هذا ايجاب على نفسه عبادة لمن؟ لغير الله. فصار شركا اكبر القسم الثاني ان يقول ان شقى الله له. ان شفى الله مريضي فللولي الفلاني علي نذر بكذا وكذا فهذا على المقابلة ولو كان على هذا النحو فصرفه لغير الله جل وعلا لان القول الاول منه وهو قول ان شاف الله مريظي هذا ربوبية. وقوله فبالله علي نذر للولي الفلاني علي نذر هذا شرك في العبودية فهو اقر بالربوبية ولكنه اشرك بالعبودية. هذا جهة النذر. الوفاء لا الوفاء لاصحاب القبور او نحوهم او للجن او للملائكة هذا كله شرك. فلو حصل منه النذر لغير الله فلا يجوز ان يوفي به. فان اوفى به وصى به لغير الله فيكون ذلك شركا بعد شرك لهذا قال عليه الصلاة والسلام ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه. يعصي الله فلا يعصه يدخل في ذلك اذا كان النذر لغير الله جل وعلا. قال يوفنا بالنذر مدحهم بذلك. فدل على ان وفاءهم بالنذر عبادة يحبها الله جل وعلا ونكتفي بهذا القدر اليوم ونقف على الاصل الثاني وهو معرفة دين الاسلام بالادلة واسأل الله جل وعلا لي ولكم الانتفاعات والسداد