الوحي الذي كان يأتي موسى ليتني كنت فيها يعني في مكة حيا اذ يخرجك قومك. فقال او قال لم يأت احد بمثل ما جئت به الا عود فما لبث ورقة ان توفي ذلك كما هو معلوم ان اسماعيل لما اتى به ابوه وابراهيم واتى بامه وجعله في مكة ناسب العرب فصار ملهما من عند الله جل وعلا بالانتثاق ميثاق اللسان عن العربية الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام رحمه الله تعالى الاصل الثالث ماركة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وهو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب منذ حرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام وله من العمر ثلاث وستون سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا. نبئ باقرأ وارسل بالمدسر وبلده مكة بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعو الى التوحيد. والدليل قوله تعالى يا ايها المدثر قم بادر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجل فاهجر ولا تمنن تستكثر. ولربك فاصبر. وما ناق فانذر. ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد وربك فكبر عظمه بالتوحيد. وثيابك فطهر اي طهر اعمالك من الشرك والرجل فاهجر. الرشد الاصنام وهجرها تركها واهلها والبراءة منها واهلها. واهلها واهل اخذ على هذا اشرف يدعو الى التوحيد. وبعد العشر عرج به الى السماء وقرضت عليه الصلوات الخمس وصلى في مكة ثلاثة سنين. وبعدها امر بالهجرة الى المدينة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حق الحمد واعلاه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداهم الى يوم الدين اما بعد فبقي من هذه الرسالة ما يحتاج جرحه الى اكثر من مجلس ولهذا رغبة في اتمامها قبل انقضاء هذه الدروس فاننا غدا ان شاء الله تعالى يكون هناك درس فيها فقط لمدة ساعة الا ربع تقريبا وكذلك ان لم نتمها غدا فيكون ايضا يوم الخميس بعد العصر مباشرة قريب من تلك المدة لان انهاء مثل هذه الرسالة وعدم ارجاء الانهاء الى وقت اخر من المهمات ولهذا قد يكون الكلام فيه بعض الاختصار ليس على نسق اوله للرغبة في انهاء ما تبقى ان شاء الله تعالى ويسر واعان قال رحمه الله تعالى الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم الاصل الاول معرفة العبد ربه يعني معبودة والعصر الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة والاصل الثالث معرفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمراد ها هنا بالمعرفة العلم به على نحو ما اوضحت لكم في الكلام على الاصل الاول فمعرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم معناه العلم به بحاله نسبه العلم بنسبه انه من العرب بل من اشرف العرب قبيلة وانه كان في عمره له كذا وكذا نبئ وارسل قام داعيا يدعو الى التوحيد وينذر عن الشرك وما يتصل بذلك من المباحث فحقيقة هذا الاصل العلم ببعض سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا العلم متعين لتكون الشهادة لان محمدا رسول الله فكن عن علم ومعرفة فانه اذا قال اشهد ان محمدا رسول الله لو قيل له من محمد هذا فلم يعرفه كانت سعادته مدخولة ولهذا فان معرفة هذا الاصل يكون به الجواب بتوفيق الله على سؤال القبر الثالث الا وهو من نبيك فهو يشهد المسلم ان محمدا رسول الله من هذه الشهادة يتبعها ان يكون عالما وعارفا بمحمد هذا من هو عليه الصلاة والسلام فقال رحمه الله تعالى موضحا هذا الامر هو محمد بن عبدالله ابن عبد المطلب ابن هاشم تسميته عليه الصلاة والسلام بمحمد قال طائفة من اهل العلم لم يسمى قبله عليه الصلاة والسلام في العرب احد بهذا الاسم وانما كانت العرب تسمي احمد وتسمي حمد وكل ذلك مشتق من الحمد يعني رغبة في ان يكون هذا الولد من ذوي الحمل يعني ممن يحمده الناس على خصاله وقال اخرون لا بل العرب سمت بمحمد لكن قليل اما اثنان او ثلاثة وهذا الثاني صحيح ان صح النقل عن اهل التاريخ بتسمية اولئك النفر بمحمد ممن هم في عصره عليه الصلاة والسلام او قبل ذلك بقليل محمد معناه كثير الخصال التي يستحق عليها الحمد فذو العرش محمود وهذا محمد ذو العرش الله جل وعلا صفاته وافعاله واسماؤه كلها يحمد عليها يثنى عليه بها وتسمية المولود بمحمد تسمية عبد الله او تسمية يد النبي عليه الصلاة والسلام له بمحمد على رجاء ان يكون من اهل خصال الخير التي يكثر من اجلها حمد الناس له عليها وهذا كان وصار ظاهرا فانه عليه الصلاة والسلام خصاله كلها وصفاته كلها يحمد عليها لان خصاله لان خصاله عليه الصلاة والسلام خير حتى ما كان منه قبل البعثة قبل النبوءة قبل الرسالة فقد كان كثيرا صفات الخير فاذا التسمية بمحمد تسمية من قبيل التفاؤل كانت العرب تعرف ذلك كانوا يسمون خالدا تفاؤلا بان يكون من اهل المكث الطويل في الدنيا. يعني من اهل الاعمار الطويلة كانوا يسمون عاصيا تفاعلا بان يكون على اعدائهم من ذوي العصيان كانوا يسمون صخرا ليكون شديدا كالصخر على اعدائهم وهكذا فكثير من العرب اذا سموا رأوا المعنى وتسمية النبي عليه الصلاة والسلام لحظ فيها ذلك على رجاء ان يكون عليه الصلاة والسلام ليكون كثير الصفات التي يحمد عليها وكان ما امله جده في تسميته بمحمد كان ما امله اعظم ذلك انه كان عليه الصلاة والسلام رسولا منبأ من عند الله جل وعلا محمد بن عبدالله ابن عبد المطلب ابن هاشم القرشي قريش افضل العرب صفوتهم فافضل قبائل العرب قريش وهذا كما جاء في الحديث ان الله اصطفى قريشا من كنان وافضل قريش بنو ماشي و افضل بني هاشم محمد عليه الصلاة والسلام فكما جاء في الحديث الصحيح قال بعد ذلك فانا خيار من خيار من خيار وريث من العرب والمراد بالعرب العرب المستعربة لان العرب قسمان عند اهل النسب عرب عاربة وهؤلاء انقرضوا الا قحطان في اليمن وعرب مستعربة وهم الذين لم يكونوا اصلا من العرب لكنهم دخلوا وصاروا عربا بانفتساق لسانهم عن العربية وبتكلمهم بالعربية واكثر قبائل العرب من هذا الجنس العرب المفتعربة وهم العرب وقد جاء في الحديث الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اول من فتق لسانه بالعربية الفصحى اسماعيل عليه السلام وصحى وهذا كما جاء في الحديث مع ان كثيرا من اهل النسب ينازعون في هذا الاخير قال العرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل يعني ان قبائل العرب القبائل المعروفة قريش وهذيل بنو تميم ابن داوس الى اخره ان هؤلاء جميعا من ذرية إسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام النسابون يصلون بالنسب اثارات بانساب القبائل الى اسماعيل ولكن المعروف عند العرب عند العرب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقبله انهم يمكنهم وصل انسابهم الى ابناء اما بعد ذلك هو اسماعيل الى اسماعيل فان ذلك لا يثبت ولا يمكن التطبيق به العرب كثيرون فالنبي عليه الصلاة والسلام بعث من العرب كما قال جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم من انفسكم يعني من جنسكم من من قبائلكم جنسكم العربي عزيز عليه ما عنتم وقال جل وعلا لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم ونحو ذلك من الايات فاذا النبي عليه الصلاة والسلام ابن لعبدالله وهو والده الادنى وابن لاسماعيل ابن ابراهيم وهو والده الاعلى وهؤلاء او هذان وهما عبد الله واسماعيل هما الذبيحان فقد جاء في حديث ضعيف بلد لكنه صحيح المعنى انه قال انا ابن الذبيحين المراد بالذبيحين عبد الله لانه كما تعلمون قصة ابيه لما استقسم فخرج له فنذر ان يذبح ان خرج داوود فهم نذر ان يذبح فكان النذر ان يذبح ولده ثم حصل من القصة ما هو معروف فصار ذبيحا يعني قد كاد ان يذبح اسماعيل كذلك وهو الذي جاء فيه قول الله جل وعلا يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى وهذا هو الصحيح فان الابن الذي استسلم لابيه صابرا محتسبا مطيعا لابيه ومطيعا لربه جل وعلا هو اسماعيل ابو العرب واليهود تزعم ان الذبيحة هو اسحاق وهذا باطل ذلك لان الله جل وعلا قال في سورة صافات هذه فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى. فوصف هذا الابن بانه حليم وهذا الوصف بالحلم بالقرآن لاسماعيل عليه السلام واما اسحاق فانه يوصف بانه عليم وبشرناه قال فبشرناه بغلام حليم هذا من صفة اسماعيل. ولهذا في هذه الايات بعدها قال وباركنا عليه وعلى اسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين. فذكر اسحاق بعد ذلك. والصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم هو ابن الذبيح عبد الله والده الادنى وهو ابن الذبيح اسماعيل والده الاعلى واما القول بان الذبيحة اسحاق فان هذا باطل وانما دسه اليهود بالمسلمين حتى كثر في كتب التفسير حتى يأخذوا هذا الفخر وهو ان اسحاق عليه السلام هو الذي صبر واحتسب واستسلم وابتلي بهذا البلاء العظيم قال والعرب من ذريتي اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام الخليل هو ابراهيم كما قال جل وعلا واتخذ الله ابراهيم قليلا ووصف بالخلة وصف بالخلة ابراهيم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم فابراهيم هو خليل الله وموسى كليم الله واما محمد عليه الصلاة والسلام نبينا فانه اجتمع فيه الوصفان اللذان خص بهما ابراهيم وموسى فهو خليل الله كما ان ابراهيم علي والله وهو كليم الله كما ان موسى كلم الله سلمه الله جل وعلا ليلة المعراج قال هنا وله من العمر ثلاث وستون سنة يعني من مبدأ ميلاده الى وفاته عليه الصلاة والسلام عمره ثلاث وستون سنة ولد عليه الصلاة والسلام عام الفيل عمل معروف و عاش اربعين سنة ثم بعد ذلك نبئ وبعدها ارسل ولما مضى عليه بعد ذلك عشر سنين عرج به كما ذكر وبعد ذلك بثلاث سنين ترك مكة الى المدينة مهاجرا فصار عمره اذا حين الهجرة ثلاث صار عمره حين الهجرة ثلاثا وخمسين سنة ومكث في المدينة عشرة عشرة سنوات عشرة اعوام واشهر مكث عشرة اعوام وعاشوراء وصار عمره ثلاثا وستين سنة عليه الصلاة والسلام فصل ذلك فقال منها اربعون قبل النبوة النبوة تسبق الرسالة اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا قال بعض اهل العلم انه عليه الصلاة والسلام مكث ثلاث سنين نبيا ثم عشرون سنة نبيا رسولا لانه كما قال شيخنا نبئ باقرأ وارسل بالمدثر قال اربعون قبل النبوة ثم قال نبأ وهذان لفظان مختلفان. الاول النبوة والثاني قال نبأ نبئ من النبوءة بالهمز ولبي من النبوة وفرق بين النبوة والنبوءة وفرق بين النبي والنبي لغة اما من حيث الشرع فالنبي والنبي واحد وهما قراءتان مشهورتان سبعيتان متواترتان في القرآن قل ليه يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك القراءة الاخرى يا ايها النبيء لما تحرم ما احل الله لك والنبيين والقراءة الاخرى والنبيئين يا ايها النبي يا ايها النبي اتق الله يا ايها النبي اتق الله قراءتان مشهورتان اشهر من يقرأ النبي عاصم واشهر من يقرأ بالنبي نافع النبوة من الارتفاع لانه صار في نبوة من المكان يعني في مرتفع منه وسبب هذا الارتفاع الانباء والنبوءة من الانباء انبأه فصار نبيئا يعني منبأ قال نبئ باقرأ هذا من الانباء نبي باقرأ لا يصبح لان نبي من الارتفاع ليست من الانباء والاخبار والايحاف نبي من الارتفاع فيقال نبوة واذا اردت الفعل تقول نبئ انبئ لانه من الانباء فاذا نقول يا ايها النبي السلام على النبي ورحمة الله وبركاته. السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. لانه صار مرتفعا عن غيره من اهل الارض بما اوحى الله جل وعلا اليه او او النبوءة وهي التي هنا قال نبأ بمعنى اوحي اليه منبأ به لبي باقران قبل ذلك قال ثلاث وعشرون نبيا رسولا يعني بعض الناس يعني يريد بعضا منها نبيا وبعضا منها نبيا رسولا مر معنا الفرق بين النبي والرسول وان النبي هو من اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه او امر بتبليغه لقوم موافقين معلوم انه اذا قلنا لم يؤمر بتبليغه ان هذا على سبيل الوجوب لكن قد يبلغ ولا يكون التبليغ واجبا عليه النبي هو من اوحي اليه بشرع يعني بدين وامر بتبليغه او لم يؤمر بتبليغه. اذا قلنا لم يؤمر بتبليغه يعني وجوبا وقد يبلغ ذلك احبابي النبي عليه الصلاة والسلام قبل ان يرسل بالمدثر بلغ ما اوحى الله جل وعلا اليه بلغه خاصته بابي بكر وكحديجة ونحو ذلك وهذا التبليغ على التعريف ليس على سبيل الوجوب بل هذا من جهة الاستحباب لان هذه فترة النبوة فاذا كان تعريف النبي هو من اوحي اليه بشرعه. ولم يؤمر بتبليغه يعني وجوبا او امر بتبليغه لقوم موافقين فانه يكون تبليغه فيما لو بلغ يكون على وجه الاستحباب ليس على وجه المطالبة من الله جل وعلا له بذلك وقد يطالب يؤمر بتبليغه فاذا امر بتبليغه لقوم يخالفونه بقوم مشركين فانه يكون ذلك الامر ارسالا ولهذا قال نبئ باقرأ قال جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق كما هو معروف في حديث عائشة المشهور انها قالت الذي في اول الصحيح اول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب اليه الخلاء فكان يتحنف اي يتعبد الليالي ذوات العدد وساقت خبر اتيانه بالوحي ورجوعه الى خديجة ما حصل في ذلك فلبي فتنبأ باقرأ جاءه الوحي فقال ما انا بقارئ قال اقرأ قال ما انا بقارئ ظن عليه الصلاة والسلام ان جبريل يريد منه ان يقرأ شيئا مكتوبا فقال ما انا بقارئ يعني لست من اهل القراءة خلافا لما قد يظن او ما حمل عليه بعضهم ان قوله ما انا بقارئ يعني لست يعني لم اقرأ ولم يرفض هذا الطلب عليه الصلاة والسلام لكن قال ما انا بقارئ يعني لست بقارئ لست من اهل القراءة لانه لا يقرأ ولا يكتب عليه الصلاة والسلام فقال له مرة اخرى اقرأ قال ما انا بقارئ ثم جاءه في الاخيرة ككل مرة غطه ثم قال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم. فنزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من غار حراء الذي كان يتحنث فيه يرجف بها فؤاده حتى اتى خديجة. فقص عليها الخبر فقالت له كلا والله لا ايخزيك الله ابدا انك لا تحمل انك لا تحمل الكل وتعين على نوائب الدهر وتصل الرحم او كما قالت ثم طالب لورقة ابن نوفل ما قاله لها عليه الصلاة والسلام وقص عليه عليه الصلاة والسلام الخبر فقال هذا والله هو الناموس الذي كان يأتي موسى ناموس يعني الملك وستر الوحي او كما جاء في الحديث حديث عائشة المعروف المخرج في الصحيحين وهو في اوائل صحيح البخاري لبي باقرأ نبئ باقرأ فمكث مدة وهذه المدة فترى فيها الوحي ثم بعد ذلك ارسل بالمدثر انزل الله جل وعلا عليه يا ايها المدثر هم فانذر فصار الواجب هنا الانذار والانذار يكون كما سيأتي يقول لقوم وقعوا في شيء ينذرون عنه فصار هذا علامة على الرسالة قم فانذر انذر من؟ جاء مبينا في الاية الاخرى حيث قال وعنذر عشيرتك الاقربين هذه كانت بداية الارسال وبداية انذاره عليه الصلاة والسلام وارسل بالمدثر ارسل يعني صار رسولا بنزول اول سورة المدثر عليه وبلده مكة ومن اهل مكة عليه الصلاة والسلام قد كان يقول في مكة انك لاحب بلاد الله اليه ولولا ان قومك اخرجوني ما خرجت منهم بلده مكة وكان عليه الصلاة والسلام يحبها وذكر لما هاجر الى المدينة قال او قبل ذلك وهم مني الان قال اني لاعرف هدرا بمكة ما لقيته الا سلم علي كانت احجار مكة تحبه عليه الصلاة والسلام وهذا الحذر بخصوصه انطقه الله بالسلام عليه. عليه الصلاة والسلام. قال اني لاعرف حجرا بمكة ما مررت عليه الا سلم علي يعني بصريح السلام. السلام عليك يا رسول الله بلده مكة وهذه البلد هي التي نبئ فيها وهي التي ارسل فيها وهي التي بها عشيرته قومه واهله وقرابته وبعثه الله جل وعلا ينذر ويبشر يا ايها المدثر قم فانذر اوضح الشيخ هنا قال بعثه الله من نذارة او بالنذارة عن الشرك ويدعو الى التوحيد قم فانذر ينذر عن اي شيء ينذر عن الشرك يخوف الانذار اعلام فيه تخويف فيه تخويف عن شيء يمكن تداركه لكن وقت تداركه يطول بخلاف الاشعاع وهناك عندنا ثلاثة الفاظ اعلام انذار اسحاق الاعلام مجرد ايصال العلم خبر الانذار اعلام فيه تخويف وهناك فترة يمكن تصحيحها الاشعار اعلام فيه تخويف لكن مدة استدراكه عليلا كما قال الشاعر انذرت عمرا وهو في مهل قبل الصباح فقد عصى عمرو. فدل على ان الانذار يكون قبله فيكون بعده مدة يمكن الاستدراك بها ينذر عن الشرك ايضا يخوف من النار يخوف من عذاب الله. يخوف من سخط الله. كما قال جل وعلا فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عادهم وثمود فاذا الانذار يكون عن الشرك وعما يكون عقابا لاهل الشرك من انواع العقوبات في الدنيا للهلاك والاستئصال وفي الاخرة بالعذاب والنكال بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعو الى التوحيد الانذار والنهي عن الشرك مقدم هنا قدمه على الدعوة الى التوحيد وهذا التقديم هو المفهوم من كلمة التوحيد لا اله الا الله وهو المفهوم من قوله تعالى قم فانذر وربك فكبر قم فانذر انذر عن الشرك وربك فكبر كما سيأتي معناه انه معناه معناه عظمه بالتوحيد فاذا قال بالنذارة عن الشرك ويدعو الى التوحيد هو معنى لا اله الا الله ذكر العلماء انها ثمة مناسبة ها هنا وهي ان الانذار عن الشرك هذا فيه تخلية والدعوة الى التوحيد تحلية و من القواعد المقررة ان التخلية تسبق التحلية لهذا النهي عن الشرك والانذار عن الشرك اخراج لكل ما يتعلق به القلب لانه قال لا يتعلق القلب باي احد من هذه الالهة ثم اذا خلا القلب من التعلق باحد امره بان يتعلق بالله جل وعلا وحده دون ما سواه قال هنا والدليل قوله تعالى يا ايها المدثر المدثر هو المتغطي المتدثر اغطيته واغشيته وملابسه او نحو ذلك قال قم فانذر هذا للوجوب قم فانذر قال الشيخ رحمه الله ومعنى قم فانذر ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد وربك فكبر وربك فكبر اي عظمه بالتوحيد. وربك فكبر اي عظمه بالتوحيد يعني ان قوله تعالى وربك فكبر معناه والص ربك بالتكبير لانه قدم المفعول اصل الكلام كبر ربك فقدم المفعول على العامل فيه وهو الفعل فدل على الاختصاص. قال وربك فكبر قال الشيخ معناها معنى وربك فكبر اي عظمه بالتوحيد وهذه لا شك من الشيخ رحمه الله تعالى من العلم الغزير العظيم الذي يحتاج الى ايضاح مبخر ذلك ان التكبير جاء في القرآن وله امسك الحاء وله خمسة موارد فتكبير الله جل وعلا يكون بربوبيته يعني اعتقاد انه اكبر من كل شيء يرى او يتوهم او يتصور انه موجود واكبر من كل شيء في ربوبيته في ملكه في تصريفه لامره في خلقه في رزقه في احيائه في اماتته الى اخر معاني الربوبية هذا الاول قال جل وعلا وكبره تكبيرا الله اكبر يشمل هذا المعنى ويشمل غيره من معاني التكبير التي تكاد اذا قوله هنا وربك فكبر يدخل فيه اولا اعتقاد ان الله جل وعلا اكبر من كل شيء في مقتضيات ربوبيته الثاني ان الله جل وعلا اكبر من كل شيء باستحقاقه الالهية والعبادة وحده دون ما سواه فان العبادة صرفت لغير الله فهو جل وعلا اكبر واعظم واجل من كل هذه الالهة التي صرفت لها انواع من العبادة فتكبير يرجع الى الربوبية وهو الاول وهذا التكبير يرجع الى استحقاقه للالهية وتكبير وهو الثالث باعتقاد كما قال وربك فكبر ان ربك اكبر من كل شيء باسمائه وصفاته فانه في اسمائه اكبر من كل ذوي ذوي الاسماء الاشياء لها اسماء لكن اسماء الله جل وعلا اكبر من ذلك اكبر يرجع الكبر هنا لاي شيء لما فيها من الحسن والبهاء والعظمة والجلال والجمال ونحو ذلك وكذلك في الصفات فصفاته علا كما قال جل وعلا وله المثل الاعلى في السماوات والارض قال جل وعلا ولله المثل الاعلى يعني له الاسم الاعلى وله النعش الاعلى قال جل وعلا ولم يكن له كفوا احد وقال جل وعلا هل تعلم له سمية ونحو ذلك فهو جل وعلا اكبر من كل شيء باسمائه وصفاته كذلك قوله وربك فكبر يعني في قضائه وقدره الكوني فالله جل وعلا في قضائه وقدره الكون اكبر يعني ان قضاءه وقدره له فيه الحكمة البالغة. واما ما يقضيه ويقدره العباد لانفسهم يقدر الامر بنفسه ويفعل الامر لنفسه فان هذا يناسب نقص العبد والله جل وعلا في قضائه وقدره فيما يحدثه في كونه فهو اكبر الاخير تكبير الله جل وعلا في شرعه وامره قال وربك فكبر تدخل فيها هذه الخمسة الاخير يعني اعتقاد ان الله جل وعلا اكبر فيما امر به ونهى وفيما انزله من هذا القرآن العظيم اكبر واعظم من كل ما يشرعه العباد او يحكم به العباد او يأمر العباد به وينهون عنه ولهذا شعرك هذه الكلمة الله اكبر من شعارات المسلمين العظيمة يدخلون في الصلاة بها ويرددونها في الصلاة وهي من الاوامر الاولى التي جاءت للنبي عليه الصلاة والسلام قال تعالى له وربك فكبر اذا لاحظت هذه المعاني الخمسة وكل واحدة منها لها ادلة كثيرة من القرآن تدبر وانت تقرأ القرآن الايات التي فيها ذكر تكبير الله تجد ان بعضها فيه ذكر الربوبية وبعض الايات فيه ذكر الالوهية وبعضها فيه ذكر الاسماء والصفات وبعضها فيه ذكر قضاء الله الكوني افعال الله جل وعلا وبعضها فيه شرع الله جل وعلا اذا اجتمعت هذه الخمس رأيت ان هذا التفسير من احسن واعظم ما يكون. قال وربك فكبر عظمه بالتوحيد اذا اجتمعت هذه الخمس بالفهم قال وربك فكبر عظمه بالتوحيد لان معاني التكبير هي معاني التعظيم وتلك المتعلقات هي التوحيد بانواعه ظهر تفسير الشيخ هنا لقوله وربك فكبر اي عظمه بالتوحيد وهو من التفاسير المنقولة عن السلف انه صار ها هنا ديارا مناسبا ملائما واضح؟ الدلال قال بعدها وثيابك فطهر اي طهر اعمالك من الشعر فسروا الثياب للعمل الثوب اصله في اللغة ما يثوب الى صاحبها يعني ما يرجع الى صاحبه سمي سمي اللباس سواء كان قميصا او ازارا او كان سراويل او نحو ذلك او كانت عمامة يسمى ثوب لانه يرجع الى صاحبه بالتباسه به حال لبسه هذا اصل التوبة ولهذا يقال للعمل ايضا ثوب وتجمع على ثياب باعتبار انه يرجع الى صاحبها. لهذا فسر قوله تعالى هنا وثيابك فطهر. اي طهر اعمالك فسر الثياب بالاعمال لانها راجعة الى صاحبها باعتبار اصلها اللغوي او يقال ان العمل مشبه بالثوب لملازمته لصاحبه فالثوب يلازم لابسه والعمل كذلك يلازم عامله كما قال جل وعلا وكل انسان الزمناه طائره في عنقه الطائر هو ما يطير عنه من العمل من خير او شر الزم به. انصار ملازما له فملازمة ثوبه له هنا زار الشيخ احد التفسيرين المنقولين عن السلف وهو ان معنى وثيابك فطهر اي طهر اعمالك من الشرك. وفسرت بي طهر ثيابك من النجاسات وثيابك فطهر هذا التفسير الاعم انسب ها هنا لانه يناسب ما قبله وما بعده فان ما قبله فيه الانذار وتعظيم الله بالتوحيد. وما بعده فيه ترك للرجل وهجر للاصنام والبراءة منه بقي قوله وثيابك فطهر فاتساق الكلام وكونه جميعا جاء بمعنى مترابط يقضي بان يختار تفسير الثياب بالاعمال لان ما قبله قم فانذر ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد وربك فكبر عظمه بالتوحيد وثيابك فطهر ثم قال والرز فاهجر التي هي الاصنام والاوثان اتركها تبرأ منها ترى الجميع بالبراءة من الشرك والبعد عن الشرك والنهي عنه والدعوة والالتزام بالتوحيد. بقيت ثيابك بقي قوله وثيابك فطهر لها تفسيرات تفسير للثياب الثياب المعروفة ثياب تطهرها من النجاسة او ثيابك التي هي الاعمال طهرها من الشرك صار الامثل للسياق ان يفسر وثيابك فطهر طهر اعمالك من الشرك. وهذا مما يعتني به المحققون من المفسرين انهم يختارون في التفسير التفسير الذي يناسب السياق يناسب ما بعده وما قبله واللغة لها محامل كثيرة. ولهذا اختلف السلف في تفسيراتهم قال والرز فاهتم الرشد الاصنام وهجرها تركها واهلها وهجرها تركها واهلها والبراءة منها واهلها يعني ترك الاصنام وترك اهلها والبراءة من الاصنام والبراءة من اهلها قال والرجة فهده الرشد اسم عام لما يعبد من دون الله قد يكون صنما وقد يكون وثنا. قال ها هنا الرز الاصنام يعني ان قوله والرجل فاهجر اي الاصنام اترك ويلزم من ذلك ان يترك اهلها وان يتبرأ منها ومن اهلها الرجل الاصنام الاصنام جمع صنم والصنم اسم والصنم اسم لما عبد من دون الله مما كان على هيئة صورة عند كثير من العلماء يعني الصنم يكون مصور على هيئة صورة ماسورة كوكب او صورة جني او صورة شجرة او صورة ادمي او صورة نبي او سورة صالح او صالح ان يكونوا على هيئة صورة او صورة حيوان فاذا كان هناك شيء مصنوع على هيئة صورة اما صورة كوكب او صورة شيء مما هو على الارض مما يعبد من دون الله قال صنم فان كان ما يعبد من دون الله ليس على هيئة صورة ظهر اسمه الوثن لهذا قال عليه الصلاة والسلام اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد لا يصلح غنما يعبد لان القبر لا يكون على هيئة مصورة قال وثنا يعبد لان الوثن اسم لما يعبد من دون الله على هيئة صورة او على غير هيئة صورة الوثن اسم لما يعبد من دون الله اذا لم يكن مصورا على هيئة صورة. قال بعض اهل العلم الوثن قد يكون ايضا على هيئة صورة فيكون الصنم ما له صورة والوثن والوثن يشمل ما كان له صورة وما لم يكن له صورة وهذا هو القول الثاني فيكون كل صنم وثنا وليس كل وثن صنمان واخذوا هذا من قوله تعالى فيه سورة العنكبوت قال جل وعلا انما تعبدون مخبرا عن قول ابراهيم لقومه انما تعبدون من دون الله اوثانا وتخلقون افكاء فحصر قال انما تعبدون من دون الله اوثانا قد بين جل وعلا في اية اخر ان ابراهيم سألهم عن عبادتهم قال ما تعبدون قالوا نعبد اصناما سنظل لها عاكفين صار الوثن يشمل الصنم وغير الصنم فهذا القول ادق ادق وهو الذي يختاره ان الوثن يشمل الصنم وغير الصنم يعني ما له صورة مما عبد من دون الله وما ليس له صورة واما الصنم فهو في الغالب ما كان على هيئة صوره. قال والرد الاصنام ومعلوم انه اذا نهاه عن عبادة الاصنام فانه بذلك ينهاه عن عبادة الاوثان لان العلة فيهما واحدة وهي عبادة غير الله جل وعلا وهجرها تركها واهلها والبراءة منها واهلها قال اخذ على هذا عشر سنين يدعو الى التوحيد يعني بذلك انه مكث عليه الصلاة والسلام عشر سنين يدعو قومه ويدعو عشيرته الاقربين. وجوبا لقوله تعالى وانذر عشيرتك الاقربين يدعو الى التوحيد قبل ان تنزل الفرائض لم يستنزل فريضة الصلاة على هذا النحو ولا فريضة الزكاة على هذا النحو ولا سائر التشريعات على هذا النحو لم تحرم الخمر ولم يحرم الزنا ولم يحرم الربا في تلك المدة وهذا معنى قوله اخذ على هذا يعني على الدعوة الى التوحيد والنهي عن الشرك اخذ على هذا على الانذار عن الشرك والدعوة الى التوحيد اخذ عشر سنين. يدعو الى التوحيد ما كان يدعو فيها الى اعمال لا الى صلاة صلاة ولا الى الزكاة مع انه كان له صلاة في ذلك قال كثير من اهل العلم كانت الصلاة المفروضة العشر سنين تلك صلاتين في اليوم والليلة احدها في اقبال النهار والاخرى لاقبال ليل يعني احدها الفجر والثانية المغرب وحملوا عليه قوله تعالى في سورة طه نبه بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كذلك قوله في سورة قاف وسبح وحمد ربك قبل طلوع الشمس قبل الغروب. ونحو ذلك من الايات اما الصلوات الخمس فلم تفرض الا بعد ذلك قال وبعد العشر عرج به الى السماء كانت الصلاة ركعتين اول النهار واخره على قول كثير من العلماء قال وبعد العشر عرج به الى السماء المعراج معناه الصعود عرج به الى السماء يعني صعد به الى السماء ومن اسماء السلم والمرقات التي يرتقى عليها من اسمائها المعراج. فمعنى المعراج السلم الذي يصعد عليه عرج به اي صعد به ليلة المعراج يعني الليلة التي صعد بها وعد بالنبي صلى الله عليه وسلم فيها على المعراج يعني على السلم ذلك تسمية لليلة بوسيلة الصعود وهو المعراج عليه الصلاة والسلام اسري به تلك الليلة من مكة الى بيت المقدس وبعد ذلك عرج به دابة وربطت ده بيت المقدس ثم اخذه جبريل وعرج به بالمعراج يعني بالسلم الخاص الذي يصعد عليه الى السماء الى السماء المقصود بها جنس تمام؟ يعني السماوات حتى ارتفع الى مستوى يسمع فيه قرير الافلام عليه الصلاة والسلام حتى انه قرب من ربه جل وعلا. وكلمه ربه جل وعلا بدون واسطة و رأى عليه الصلاة والسلام تلك الليلة نور الله جل وعلا ورأى الحجاب الذي احتجب الله جل وعلا به عن خلقه فلا يرونه كما جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل هل رأيت ربك يعني ليلة المعراج؟ فقال رأيت نورا وفي رواية اخرى قال نور انا اراه يعني هم نور فكيف اراه وهذا من الفضل العظيم له عليه الصلاة والسلام انه ارتفع من الارض الى ما بعد السماء السابعة ورأى الجنة ورأى النار في ليلة ورجع والسماء الواحدة لا يقطعها القاطع الا بمسيرة خمسمائة سنة وما بين السماء والسماء لا يقطعها القاطع الا بمسيرة الخمسمائة سنة وهكذا. حتى تصل الى السماء ثم بعد ذلك الماء ثم بعد ذلك القرص الى اخره فهو عليه الصلاة والسلام لا شك ان المعراج له عليه الصلاة والسلام مما يدل على عظم قدره عند ربه جل وعلا. لهذا قال تعالى في الاسراء وهو من العجب بمكان قال سبحانه الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى يعني في بعض الليل من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ثم رجع وهذا من من من مكة الى بيت المقدس محل عجب عند العرب ولا شك انه محل عجب ما كان عندهم من المركوبات فكيف من بيت المقدس الى ما بعد السماح السابعة ثم يرجع ثم الى بيت المقدس ثم يرجع من بيت المقدس الى مكة وفراشه لم يبرد بعد هذا لا شك انه مما اكرم الله جل وعلا به نبيه عليه الصلاة والسلام قال فرضت عليه الصلوات الخمس يعني على هذا النحو بعد ان فرضت عليه خمس صلوات قبح صباحه في مكة نزل عليه جبريل يعلمه اوقات الصلوات وانواعها قال صلى في مكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة. يعني صلى السنة العاشرة الحادي عشر الثاني عشر من البعثة ثم بعد ذلك امر بالهجرة الى المدينة وعلى هذا نقف اسأل الله ان ينفعني واياكم وصلى الله وسلم على نبينا