ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان. وقال تعالى عن هذه الامة ربنا لا اخذنا ان نسينا او اخطأنا. فهم كانوا في اول الامر واخذون به. لكن الله عز وجل في الوقوع اكثر المسائل متفق عليها مثلا في الصلاة بالراحة يا شباب. بالراحة يا شيخ امسك قبل ما يجي الشيخ الشيخ ايه السلام عليكم متى ننتهي كرسي الحمد لله رب العالمين ان نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. اما بعد فان الله عز وجل قد اقام الادلة والبراهين. الدالة على صحة الاحتجاج بكتاب الله عز وجل. ومن تلك البراهين انه محفوظ من الزيادة والنقصان. كما قال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون فمع المحاولات الشديدة والكثيرة لتغيير ما في هذا الكتاب وتحريف اياته لم ينجح شيء منها. وهذا كتاب الله بين ايدينا باب كان كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم. يحفظه من في المشرق ومن في المغرب رب ايات واحدة وترتيب واحد لا زال الناس يعلمون ان هذا القرآن يبتدأ من سورة الفاتحة ثم البقرة الى سورة الناس ولا يجدون روايات تخالف هذه الرواية ينقلها الناس بالتواتر. وهكذا من ادلة صحة هذا الكتاب انواع جاز الكثيرة الدالة على صحة ما فيه. سواء كان اعجازا في التشريع والاحكام الباهرة او في التأريخ والاخبار الماضية والقادمة او في خلق الله في الكون او في النفس البشرية او فيما يتعلق بذكر السنن الكونية التي يقدرها على يقدرها الله على العباد. ومن ادلتي صحة هذا الكتاب ان الله عز وجل قد تحدى به الامم وفي اوائلهم الامة العربية اصحاب الفصاحة والبيان ان يأتوا بمثله او بعشر سور منه او بسورة منه او بايات منه. فعجزوا ان يأتوا به مع توافر الدواعي عندهم لمعارضة هذا الكتاب وكل من حاول ان يأتي بمثله اصبح محل الاستهزاء والسخرية والاستنقاص وعلم الناس الفرق الشديد بين ما في كلام هؤلاء وما في كتاب الله عز وجل. ومن ادلة هذا الكتاب عظم تأثيره في النفوس. وانقلاب احوال الواحد من الناس عند سماع اياته من حال الى حال. وفيه المواعظ التي يغير وبها احوال الخلق ومن ادلة صحة هذا الكتاب المعاني العظيمة والحكم الباهرة التي اشتمل عليها كتاب الله جل وعلا ومن ادلة صحة هذا الكتاب عدم وجود التعارض والتناقض بين اياته فانه ما الف مؤلف كتابا الا واذا دققنا فيه وجدنا انه لا بد ان يكون فيه تناقض وتظاد وعدم متوافق بين ما فيه الا في القرآن العظيم. ومن هنا قال الله تعالى الا فلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا الا ان الله عز وجل اراد ان يتدارس الناس هذا الكتاب بوجود بعض ايات متشابهات التي يظن بعض الناس ان معناها على خلاف بمراد الله عز وجل. وبالتالي قد يظنون وقوع التعارض والتظاد في هذه الايات. وما الا امر ناشئ من الاوهام وليس ناشئا من الحق قائك ولهذا قال الله تعالى والذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمة هن ام الكتاب. واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيقولون فاما الذين في قلوبهم زيف يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء طويلة وما يعلم تأويله الا الله. والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب. فاصحاب العقول يردون المتشابه منه الى المحكم فيعرفون مراد الله جل وعلا. واما الذين في قلوبهم زيغ من اهل الاهواء والشبه فهؤلاء يتبعون المعنى الذي يظن ان اللفظ يدل عليه فيقعون في الظلال والا فان ذلك اللفظ لم يدل على المعنى الذي توهموه ومن هزا الامر حاول عدد من العلماء كشف زيغ هؤلاء زائغين الذين ظنوا وجود التعارض بين ايات الكتاب من خلال اتيانهم بايات من ايات التشابه ليعارضوا بها ايات محكمات. وقد الف في ذلك يا جماعة من العلماء ومن اواخرهم العلامة الامام الشيخ محمد الامين ابن محمد المختار الشنقيطي المتوفى سنة الف وثلاث مئة واثنين وتسعين من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. في كتابه الماتع دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب. وسبق لنا وسبق لي ان شرحت شيئا من هذا الكتاب حتى وصلنا الى نصفه وبقي ما يتعلق الاجزاء الخمسة عشر الاخيرة من كتاب الله عز وجل ابتداء من سورة مريم. ولعل باذن الله عز وجل في هذه الدورة المباركة ان نتناول بقية هذا الكتاب لعل الله عز وجل ان يثيبنا عليه الثواب المذكور في الحديث الذي رواه الامام مسلم في صحيحة من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اجتمع قوم في ببيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم الا حفتهم الملائكة تنزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده اول هذه الايات التي ذكرها المؤلف الايات التي في سورة مريم في قوله تعالى منكم الا واردها فان هذه الاية وردت في سياق ذكر النار. قوله وان منكم اي لابد لكل واحد منكم ايها الناس ان يرد النار ثم قال كان على ربك حتما مقظيا. اي امرا واجبا قد الله عز وجل. فظاهر هذا ان الناس كلهم سيردون نار جهنم. ثم ذكر الله عز وجل في ايات اخرى ان اهل الايمان يبعدون عن النار ولا يدخلون فيها ولا يسمعون شيئا من اصواتها. لقوله تعالى اولئك عنها لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون. فهذه الايات قد يظن بعض الناس انها متعارضة لا تعارض بينها العلماء منهجان في درء التعارض بين هاتين الايتين. الاول ان المراد بقوله عنها مبعدون اي انهم مبعدون عن عذاب في نار جهنم. بحيث لا يشعرون به ولا يتألمون به. ويدل على ذلك ما ورد في مسند الامام احمد ومستدرك الحاكم عن ابي سمية قال اختلفنا ها هنا هنا في الورود فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن وقال اخرون يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا فسألوا عن ذلك جابر رضي الله عنه فقال ان لم اكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر الا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما. فدل هذا على ان المؤمنين يبعدون عن المها ولا يتعذبون بها. ثم قال كما كانت على ابراهيم عليه السلام قال حتى ان للنار ضجيجا من بردهم ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا وهناك من قال بان المراد بقوله وان منكم الا واردها المرور على جسر جهنم. فان جهنم ينصب على ظهرها جسر يقال له الصراط فهم لا يدخلون فيها لكنهم يردون عليها. و قد يستدل بعض بعضهم بما ورد عن الحسن وقتادة انهما قالا الورود على نار جهنم من غير دخول. وهذا هو ما قاله بعضهم ان قوله اولئك عنها مبعدون اي انهم لا يدخلون فيها وانما يمرون على جسرها فهم قد وردوها بدون ان يدخلوا فيها والقول الثالث في الجمع بين الايتين ان قوله اولئك عنها مبعدون اي بعد دخولهم النار فيدخلونها ابتداء ثم يبعدون عنها. ولذا ورد عن ابن بقوله فاوردهم النار وقوله لو كان هؤلاء الهة ما وردوها وقول حسبوا وحصب جهنم انتم لها واردون انه فسر الورود بالدخول فهذه ثلاثة ثلاثة اوجه من اوجه ابعاد الوهم في وجود للتعارض بين هاتين الايتين. واما من سورة طه ففي قوله تعالى ان اتية اكاد اخفيها. فانه قد تواتر في النصوص القرآنية ان الساعة لا يعلم وقتها الا الله جل وعلا. وان لا يعلم متى الساعة. كما ورد ذلك في عدد من النصوص منها ما ورد في واخر سورة الاعراف واواخر سورة النازعات بينما وكذلك اواخر سورة لقمان عندما ذكر ان من الامور التي اخفاها ومن الامور خمسة التي لا يعلمها الا الله علم الساعة. قال قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقت الا هو ثقلت في السماوات والارض لا تأتيكم الا بغتة. بينما في قوله تعالى قال في سورة طه ان الساعة اتية اكاد اخفيها. فان لفظة اكاد تدل على المقاربة. ومعناه انه لم يخفها على الجميع. فقد يتوهم متوهم ان المراد بها انه لم يخفها. ولكنه قارب ان يخفيها حينئذ نحتاج الى معرفة المراد بهذه الاية في قوله ان الساعة نكاد اخفيها او في ظل يوم لا ظل الا ظله وذكر منهم رجلا تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. فهذا المراد به المبالغة في الكتمان قد فسرت الاية بمثل ظاهر هذا الخبر والوجه الثاني ان المراد بقوله ان الساعة اتية اكاد اخفيها اي اخفي اخبار التي جاءت بذكر اتيانها. بمعنى ان العبادة يتناسونها وبالتالي لا يستعدون لها وذلك لخفاء الدليل عليهم في وهذا الجواب ايضا جواب ظاهر ويدل عليه احوال بني ادم في امر الاخرة. وهناك بعض اهل العلم قال بان المراد نفي هذا الشأن وان الهمزة هنا في قوله اخفيها ليست فاء الفعل وانما هي بالسلب ذلك ان العرب اذا الالف في الافعال عكست معانيها. ففرق بين قصة واقسط ونحو ذلك وفرق بين الشكى واشكى فقالوا بان الالف هنا قلبت فالف زائدة وتقلب او معنى اللفظ. وعلى هذا يكون قوله اكاد اخفيها اي ازيل بان يظهرها وابين احوالها بقرب وقتها كما في قوله تعالى اقتربت الساعة وهناك من قال بان الاية فيها حذف ودلالة الاكتظاظ تدل على وجود محذوف فيها لا يتم معنى الاية الا بتقديره فكأنه قال ان الساعة اتية اكاد اظهرها ثم قال اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى. فيكون هناك تقدير التقدير في كلام العرب وارد وهم يفعلونه في عدد من سياقات كلامهم وقد ورد له نماذج في كتاب الله في قوله تعالى في ايات الصيام فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر تقدير الكلام فمن كان منكم مريضا او على سفر فافطر. فعدة اي فيجب عليه ان يصوم عدة مماثلة لما افطره. وهناك بان وهناك من فسر هذه الاية بان لفظة اكاد اخفيها يراد بها اريد ان اخفيها اه استعمال افعال المقاربة في الارادة ده وارد فسر به قوله تعالى كذلك اكدنا ليوسف اي اردنا له وهناك من قال بان قوله اكاد اخفيه ان اكاد هنا ليست للمقاربة. وانما للتحقيق. وآآ ذلك ان افعال المقاربة من الله جل وعلا تكون على التأكيد لا على الاحتمال كما في الفاظ عسى ولعل ونحوها ما في الفاظي عسى ولعل ونحوها من الالفاظ فان عسى من الله واجبة وهناك من قال بان لفظة اكاد زائدة و بالتالي تكون لصلة الكلام وليس لها معنى مقصود فيه. يكون المراد على ذلك ان الساعة اتية اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى قالوا بان هذا مثل قوله تعالى في سورة النور لم يكد يراها اي لم يرها وقد اختار المؤلف الوجه الاول من هذه الاوجه ننتقل الى اية اخرى في قوله تعالى واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي اشدد به ازري واشركه في امري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا الايات في دعاء موسى عليه السلام لربه بعد ان اتاه الوحي. وقد ذكر الله عز وجل انه وقد استجاب دعاءه في قوله قال قد اوتيت سؤلك يا موسى. فظاهر هذا لفظ ان الله عز وجل حل العقدة من لسان موسى عليه السلام. ولكن في عدد من الايات الاشارة الى ان العقدة لا زالت في في قوله تعالى واخي هارون هو افصح مني لسانا فارسله معي وهكذا في ما ذكره الله عن فرعون انه قال عن موسى عليه السلام ام انا خير من هذا الذي هو مهين؟ ولا يكاد يبين. فكونه طلبا ان يكون اخاه هارون نبيا معه. لانه افصح لسانا منه دليل على هذه العقدة. والجواب عن هذا ان قوله وحل العقدة من لساني ليس فيه طلب ازالة جميع ما في اللسان من العقدة. وانما فيه طلب زوال البعض منه. فان كلمة عقدة هنا في هذه الاية نكرة في سياق اثبات فلتكون مطلقة ليست عامة مستغرقة شاملة. ويدل على هذا قوله من لساني فان من التبعيض. وبالتالي كانه انما طلب من الله عز وجل زوال ما ينتفي به فهم الكلام. وان لم يحصل معه الافصاح فيه. بحيث يزول من العين ما يمكن ان يفهموا به كلام موسى ولم يسأل الله زوال جميع العقد وذلك ان الانبياء لا يسألون الا بحسب ما يحتاجون اليه. وما يحتاج الانسان اليه في لفظة ان يفهم عنه. بالتالي يزول هذا الاشكال الذي قد يتوهم بعضهم ولذا قال الحسن في هذه الاية حل عقدة واحدة ولو سال اكثر من ذلك اعطي ورد ذلك عن بعض السلف رظوان الله عليهم. وبعظهم استدل على فهذا المعنى من الاية الاخرى في قوله هو افصح مني لسانا. فان فيه دلالة على وجود الفصاحة عند موسى لكن هارون اكثر منه فصاحة. وحينئذ لا يكون هناك اشكال في هذه الايات ومن الايات التي توهم بعض الناس ان فيها تعارضا قوله تعالى فقولا ان رسول ربك. فظاهر هذه الاية ان الوحي قد توجه نحو موسى وهارون عليهما السلام. وان خطاب الله جل وعلا قد جاء اليهما بينما في سورة الشعراء جاءت الايات فقل لا ان رسول رب العالمين. وهذا يوهم ان الرسول واحد وبين ملاية الاولى ظاهرها تثنية الرسالة لموسى وهارون واجيب عن هذا باجوبة الاول ان قوله فقولا ان رسول رب العالمين اي كل منا رسول من عند الله عز وجل. وذلك ان لفظ رسول قد تستعمل في ما يصدق على الواحد وفيما يصدق على ما كان في ارسالية واحدة. وهما قد جاء برسالة واحدة ولهذا كانت الظمائر في الجمع او التثنية في قوله فقولا ان رسول رب العالمين والوجه الثاني ان كلمة رسول هنا مصدر. وليست اسم فاعل او مفعول وحينئذ المصادر يجوز ان يؤتى بها بصيغة افراد بالتالي لا يجب تثنية اللفظ معها ولذا تقول مثلا زيد وعمرو كلاهما عدل كلاهما عدل لان لفظ تعدل مصدر والمصادر يجوز ان تطلق ويراد بها المثنى والجمع وهذا وارد في لغة العرب كأنه قال ان رسالة وانا معنا من عند الله اليكم ومن الايات التي وقع فيها التباس عند بعض الناس في قوله تعالى قال فمن ربكما يا موسى؟ فانه قد خاطب في هذه الاية في اولها بالتثنية ثم خاطب بالافراد. فقوله قال فمن ربكما خطاب لموسى وهارون وهو خطاب لاثنين. ثم قال يا موسى وهذا خطاب لواحد وقد اجيب عن هذا باجوبة منها ان وخطاب لهما جميعا. ولكن لما كان موسى هو المقدم خصه بالذكر في لقوله يا موسى كأنه قال يا موسى ومن معه؟ وآآ هكذا اجيب عن هذا بجواب اخر وهو انه لما كان الاصل في الرسالة خصه بالذكر والجواب الثاني ان هناك حذفا في الكلام فانه قال فمن ربكما يا موسى وهارون؟ لكنه حذف لفظة هارون من اجل مراعاة مراعاة تطابق الايات في اواخر الفاظها. من جنس قوله تعالى فلا يخرجنكما من فتشقى. واصل الخطاب انه الى موسى الى ادم وزوجه حواء ومثل هذا في قوله تعالى ما ودعك ربك وما قلى. تقدير الكلام وما قلاك ولكنه اتى بهذا اللفظ وحذف المفعول بدلالة ما سبق عليه من اجل مطابقة رؤوس الايات في هذا. وهناك من قال بان اصل الخطاب لموسى وحده ولكن لما كان موسى يخاطب يسأل عن انهو عن اصحابه كما لو قال له كما لو قال لك قائل يا فلان ما الذي جعلك مع اصحابك لا تنامون بالليل فيكون هذا من اسباب نومكم في الدرس فاصل الخطاب موجه لواحد. يا فلان سؤال عن شأن الجميع. فهكذا في قوله قال كانه قال يا موسى من ربك صاحبك او من معك ومن الايات التي قد يتوهم وجود التعارض فيها قوله تعالى ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسي. فهذه الاية تظهر ان ادم كان ناسيا لامر الله عز وجل له بترك الاكل من الشجرة وآآ بالتالي يكون معذورا في هذا ولا يعد عاصيا بينما في قوله بعد هذا او وعصى ادم ربه فغوى. ظاهره انه كان حاضر الذهن لم ينسى العهد وانما غره الشيطان عندما قاسمه وحلف له بانه ناصح وبانه سيجد الخلود في الجنة بسبب ذلك واجيب عن هذا باجوبة. الجواب الاول ان قوله فنسي ياء بمعنى ترك الالتزام بذلك العهد. النسيان في لغة العرب يطلق على الترك كما في قوله تعالى فاليوم ننساهم. والجواب الثاني ان العفو عن الناس مما اختصت به هذه الامة. فانه قد ورد في الخبر تفظل على هذه الامة بعد ذلك بعدم المؤاخذة بالنسيان. وهذا مما يدل على اختصاص ذلك بهذه الامة. وان من سبقها من الامم لا يعذر بالنسيان والجواب الاول اظهر في هذه الايات ثم ننتقل الى سورة الانبياء. في قوله تعالى انكم وما تعبدون من دون الله طب جهنم انتم لها واردون. فقد جاء بعض المشركين الى النبي صلى الله عليه وسلم هو عبدالله بن الزبيرة معترظا على هذه الاية محتجا بان الملائكة قد عبدت. وان عيسى عليه السلام وهو من انبياء الله قد عبد فظاهر هذه الاية انهم يكونون من حصب جهنم على فهم ذلك المشرك. وبالتالي يقول نرظى لانفسنا ما رظي الله لهؤلاء؟ وآآ قد اجيب عن هذه الاية باجوبة منها ان من عادة العرب ان تخاطب باللفظ العام. وان كانت لا تريد شمول ذلك اللفظ العام لجميع الافراد فهم يخصصون بعد هذا بالاستثناء وبالبدل الصفة بالغاية وهذا وارد عندهم في كلامهم. وبالتالي كونها تكون هذه الاية جارية على نسق كلام العرب. في اطلاق اللفظ العام مع ورود بعض المخصصات له. فان الله جل وعلا لما قال مطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء خصص هذا العموم في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدون دونها وبالتالي يكون هذا جاريا على طريقة العرب. و اذا ظممنا هذه الاية الى غيرها من الايات الدالة على الرظا عن عيسى وانه من اهل الجنان سهل زال فهم ذلك. ولم يكن هناك تعارف كما في قوله تعالى ولما ضرب ابن مريم مثلا ونحو ذلك من النصوص والجواب الثاني ان هذه الاية انما شملت غير العقلاء. لان العرب تستعمل لفظة ماء لغير العقلاء وتستعمل لفظة من للعقلاء. ولهذا تقول من في الدار اذا اردت العقلاء فيقول لك فلان وفلان وتقول ما الذي في الدار فيكون سؤالك عما فيها من الحيوانات او الاثاث او نحو ذلك هذا وارد في كلام العرب. وحينئذ يكون هذا السؤال الذي اعترض به على اية لا محل له وليس منطلقا من الفهم العربي لكلمة ما ومن الايات في سورة الانبياء قوله تعالى قل انما يوحى الي انما اله اله واحد. فهل انتم مسلمون؟ فان لفظة انما تدل على الحصر على الصحيح وهي لفظ مستقل. وليست مركبة من ان المؤكدة وماء النافية كما يقوله بعضهم. بل هي لفظة قلة لها معنى الحصر. وفي قوله قل انما يوحى الي حصر لي حال النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي. في قوله تعالى انما الهكم اله واحد تدل على حصر الالوهية في الله عز وجل وظاهر هذا ان قوله انما مفعول فعلي يوحى كانه قال تنحصر رسالتي التي جاء بها الوحي باثبات الالوهية لله عز وجل وحده. مع انه قد جاءت النصوص ببيان بعض الاحكام والشرائع التي تحتاج اليها الامة. وان ما ورد عليه من الوحي لم يقتصر على التأكيد على قضية التوحيد واثبات الالوهية لله اي وحده كما في قوله تعالى نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك وقد اجيب عن هذا ثلاثة اجوبة الجواب قبل اول ان قوله ان ما الهكم اله واحد. ليس المراد به انه مفعول للفعل يوحى. وانما قوله انما يوحى اليك انه يقول ليس الامر عند وليس منطلق الرسالة من مني وحدي. وانما هو من عند الله عز وجل الذي يجب عليكم ان تؤمنوا انفراده بالالوهية وبالتالي لا ينحصر الوحي في اثبات التوحيد وان كان الوحي قد دل على ذلك لكنه لا يدل على الانحسار. والجواب الثاني ان من عادة العرب ان تأتي بلفظ الحصر وتريد به المعنى الاشهر الذي هو اصل في بابه. فان قوله قل انما كما في قوله تعالى كما في قوله تعالى انما انا بشر فكهذه اللفظة لا تعني عدم نزول الوحي عليه فهو زاد عن بقية البشر بنزول الوحي ولكن لما اراد الامر النسبي جاز اطلاق اداة الحصر في ذلك ولهذا قال بانه اراد ان المقصود الاعظم من رسالته هو اثبات الالوهية لله. والجواب الثالث من الاجوبة في درء التعارض هنا ان الاحكام التي جاء بها الوحي انما انطلقت من الوهية الله عز وجل. فانت تعبد الله بصلاتك وصيامك تحرزك من محظورات البيع والشراء وتجري في حياتك على وفق شرع الله انطلاقا من ايمانك بوجوب الالوهية لله عز وجل وهذا يدلك على ان اصل الالوهية الذي يجب اثباته الله هو الذي يجب ان ننطلق اليه في دعوتنا. فان بعض الناس قد افصل بعظ ما جاء في الشريعة عن هذا المعنى. وبالتالي يغيب معنى حساب في تلك الاعمال مثلا في باب الاخلاق بعض الناس يدعو اليها على ان انها امور مستحسنة عند النفوس. او يترتب عليها مصالح الدنيا. وينهى وينسى ان منطلق اهل الايمان في الاتصاف بتلك الاخلاق انهم يعبدون الله عز وجل بتخلقهم واتصافهم بتلك الصفات. ومن ثم يغاب او يفوت عنهم الاجر والثواب ثم ننطلق الى سورة الحج نبتدأها بذكر بقول الله تعالى اذن الذين يقاتلون بانهم ظلموا. وان الله على نصرهم لقدير. فان هذه الاية ليس فيها الزام بمقاتلة الكفار والمشركين. وانما فيها اباحة ذلك. وانه قد اذي لنفيه بينما وردت ايات اخر تدل على وجوب الجهاد قال تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم. وهذا يعني انه من الواجبات ويدل عليه الاوامر المتكررة بالجهاد القتال للكفار كما يدل عليه الايات الواردة بذم اولئك الذين لا يقاتلون مع النبي صلى الله عليه وسلم. والجواب عن هذا بان الاذن بالقتال كان في اول الامر. فان ان اهل الاسلام لما كانوا في مكة كانوا منهيين عن مقاتلة المشركين ولكنهم بعد ذلك اذن لهم ثم بعد ذلك اوجب الله عز وجل ذلك. وحينئذ يلاحظ ان هذا الخطاب لم يتوارد في زمان واحد. وقد قال بعض اهل العلم بان هذه بان هذا على سبيل النسخ. والنسخ وارد في الشريعة. قال تعالى ما ننسق من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها. بينما اجاب قارون بان كل اية تتحدث عن فرض الوقت. فمن كان حاله مثل حال النبي صلى الله عليه وسلم في مكة فانه ينهى عنه القتال مهما تعرض له من انواع الاذى ولذلك لما قتل بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كياسر والدي عمار وامه سمية لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمقاتلة هؤلاء القاتلين وانما امرهم بالصبر فقال صبرا ال ياسر فان موعدكم الجنة. جعلنا الله الله واياكم من اهلها. وهكذا اذا ورد على الناس احوال مثل احوال النبي صلى الله عليه وسلم فانهم يأخذون حكمه في ما يتعلق بامر القتال والجهاد ثم ذكر المؤلف اية اخرى في قوله تعالى فانها لا تعمى الابصار. ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فظاهر هذه الاية انه نفى عن المشركين عمى الابصار. بينما وفي ايات اخرى اثبت للمشركين والكفار عمى الابصار. كما في قوله تعالى لهم اعين لا يبصرون بها. وقوله جل وعلا اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم. فان هذه الايات تدل على انهم كان عندهم عمى في الابصار. واجيب عن هذا جوابين. الجواب الاول ان قوله فانه لا تعمى الابصار يراد به ان العمى الحقيقي ليس عمى صعب وانما عمى القلوب. فحينئذ لا تكون الاية نافية للعمى في الابصار عن هؤلاء المشركين. وانما المراد بها بيان العمى. الخطير الذي يخشى شاء من سوء عاقبته فانه عمى البصائر والقلوب التي في الصدور وليس عما ابصار؟ والجواب الثاني ان الايات التي وردت باثبات عمى الابصار المراد بها انهم لا ينتفعون بابصارهم فيما يعود عليهم بالخير النجاة في الاخرة. ولذلك وان كان عندهم سمع وبصر لكن ذلك السمع لا ينتفعون به ومن طرائق العرب نسيوا الشيء عند انتفاء وكما يقول القائل اذا كان عنده اولاد لا ينفعونه ليس عندي اولاد اي انتفع بهم ثم ذكر المؤلف في قوله تعالى وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون. فان ظاهر هذه اية ان ليوم بالف سنة. بينما في سورة المعاني قال تعالى تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فكيف الجمع بين هاتين الايتين في احداهما ذكر ان اليوم الف سنة وفي الاخرى ان اليوم خمسون الف سنة. واجيب عن هذا بجوابين الاول ان الايام مختلفة وليست يوما واحدا. فقوله وان يوما عند ربك كالف سنة هذا في ايام تقدير المقادير للعباد في الدنيا. ولذا قال تعالى يدبر الامر من من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون بينما قوله تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فيراد به يوم القيامة فانه اخبر انهم يرونه بعيدا وانه يراه قريبا فدل هذا على انه ليس من ايام تقادير المقادير في الدنيا وانما هذا اليوم الذي مقداره خمسون الف سنة من يوم يوم القيامة. والجواب باتحاد اليومين لكن باختلاف احساس العباد بمقدار ذلك اليوم فانه يوم واحد ولكن الناس يتفاوتون في تقديره. ولذلك تجد ان اليوم الذي تسعد فيه يمر سريعا. وان اليوم الذي تتأثر فيه ويصيبك فيه الهم والغم يطول عليك وتظن انه قد طال طولا شديدا ولهذا قالوا بان الاختلاف في مقدار هذا اليوم باختلاف حال المؤمن والكافر. ولذا قال تعالى فذلك يومئذ يوم عسير. على الكافرين غير يسير، فدل هذا على انه على المؤمنين يسير. ثم انتقل الى قوله عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فان هذه الاية تشكل مع الايات التي اخبرت ان ما يتكلم به النبي صلى الله عليه وسلم انما هو من عند الله. في قوله تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الله وحي يوحى. وكما في قوله تعالى قل انما يوحى الي وبالتالي كيف يقال بانه تمنى والقى الشيطان في امنيته خصوصا ان هناك ايات اخر دلت على ان الشيطان ليس له سلطان. فكما في قوله جل وعلا ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين قال ابليس وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. وكما في قوله تعالى الا انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون. فاجاب العلماء عن هذا بثلاثة اجوبة. الجواب الاول ان الايات التي فيها نفي السلطان المراد بها نفي الحجة الواو فضيحة فان الشيطان ليس معه حجة ولذا قال وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. وبالتالي لا يكون هناك تعارض بين الايتين وهناك من قال بان الشيطان قد يوسوس للانبياء يكون قوله لا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته انه قد يكون هناك حديث من الشيطان لكنه لا يستمر النبي معه. فليوفق الى التوبة. من ذلك الذنب كما وقع من ادم وحواء عليهما السلام. وبالتالي التأثير الجزئي الذي ينقلب الحال معه الى ضده لا يعد من انواع السلطان. والجواب الثالث من الاجوبة ما ذكره بعضهم بان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في سورة النجم. فلما قرأ قوله تعالى فرأيتم اللات والعزة ومناة الثالثة الاخرى القى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلا وان باعتهن لترتجى. لما بلغ اخر السورة سجد وسجد معه المشركون وهذا ليعلم بان اصل القراءة لسورة لهذه سورة النجم وسجود المشركين معه هذا ثابت في الصحيح. لكن ورودها هذه القراءة عليه وكون الشيطان القاها على لسانه هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم باسناد صحيح ومن القواعد المقررة عند اهل العلم ان وان رواية الثقة التي خالف بها من هو اوثق منه تكون شاذة. رواية الشاذة لا يعول عليها على ان بعض اهل العلم ذكر ان اسانيد هذا الخبر انما وردت من طريق متروك هو الكلبي فبالتالي لا يصح الاستناد اليها. واما الطريق الطرق الاخرى فهي قطيعة لم يثبتوا اتصال اسنادها. ما ورد فيه اسناد فانه قد شك في رفعه ونسبته الى ابن عباس. وعلى القول ثبوت القصة كما قال به بعض اهل العلم فان الظاهر ان النبي صلى الله عليه ان لم كان يقرأ ويسكت في اثناء قراءته. فتكلم الشيطان بهذه الكلمة سمعتي على وفق كلام النبي صلى الله عليه وسلم. وبمثل صوته فظن ان انه هو المتكلم بذلك. وهذا على القول بثبوت هذه القصة كما قال به طائفة ثم انتقل الى قوله تعالى قال رب ارجعون في سورة المؤمنون وجه الاشكال فيها ان الخطاب لواحد قال ربي خطاب لله عز وجل ثم قال وخطاب جمع ما قال ارجعني الى الدنيا وانما قال ارجعوني او الجماعة فكيف يعيد ضمير الجمع الى واحد في هذه الاية؟ وقد فعن هذا باجوبة منها ان ان استعمال ضمائر الجمع في من يراد تعظيم امر وارد في لغة العرب. ومنه قوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ومن الاجوبة في هذا ان يقال ان قوله ارجعون خطاب للملائكة وقوله يا رب ارجعون كانه على جهة الاستغاثة. فكأنه قال ربي استغيث بك ويا ايها الملائكة ارجعوني وقد ورد عن ابن جريج مرسلا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة اذا عاين المؤمن الملائكة قالوا نرجعك الى دار الدنيا فيقول الى دار الهموم والاحزان. فيقول بل قدموني الى الله. واما الكفار فيقول واما الكافر فيقولون له نرجعك فيقول ربي ارجعون. وآآ القول الثالث الوجه الثالث من اوجه الجمع انه لما كرر طلب الرجعة جاء بظمير الجمع فكأنه قال ربي ارجعني ارجعني ارجعني ارجعني فجمعهن في لفظ واحد فقال ارجعوني وهذا وجه غريب في لغة العرب وارجح هذه الوجوه هو الوجه الاول فانه قد ورد في لغة العرب كثيرا استعمال ظمائر الجمع يراد بها تعظيم من يعود الظمير اليه. ثم ذكر المؤلف قوله تعالى فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. فان ظاهر هذه الاية نفي الانساب بين الناس يوم القيامة. بينما في ايات اخرى ما يدل على اثبات النسب. كما في قوله تعالى يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه ما يدل على ان الانساب لا زالت باقية. ومثله ما جاء في النبي صلى الله عليه وسلم ينصب لكل غادر يوم القيامة لواء يقال هذه غدرة فلان ابن فلان. فدل هذا على ان النسب لا زال باقية. اجيب عن هذا بان قوله فلا انساب بينهم اي انساب ينتفعون منها. فلا انساب اي فلا انساب ينتفعون بها في ذلك اليوم. فان من كلام العرب نفي الشيء بناء على انتفاء ثمرته وفائدته. والجواب الاخر ان المقصود بقوله فلا انساب بينهم. اي ان الناس يتناسون الفخر بانسابهم في ذلك كاليوم يتناسون الفخر بانسابهم في ذلك اليوم. و اجيب عن هذا ايضا باختلاف المواقف فان قوله فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم هذا في يوم النفقة ينسى كل انسان غيره. وتذهل كل مرضعة عم ما وتضع كل ذات حمل حملها. فهذا نسيان في يوم النفخة. واما ثبوت فهذا في موطن اخر في قوله فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون نفي للسؤال في يوم القيامة بينما ورد في نصوص اخرى اثبات وجود التساؤل والسؤال في ذلك اليوم كما وفي قوله تعالى واقبل بعضهم على بعض يتساءلون. فقيل بان الاية الاولى لانهم يوم النفخ ينسون كل شيء حتى السؤال واما في قوله واقبل بعضهم على بعض بعض يتسائلون فهذا بعد ذلك الموقف. وبعضهم قال بان نفي السؤال انما هو عند اشتغالهم بالصاق والمحاسبة والمرور على الصراط. واثبات وفيما عدا ذلك من المواقف. وهناك قول يقول بان قوله ولا يتساءلون اي لا يسأل بعضهم بعضا ما ينفعهم. ويعود عليهم بالنجاة. لانه تتمحض لذلك اليوم افعال الله وارادته وملكه. كما في قوله تعالى ما لك يوم الدين يوم وحينئذ يكون المراد بنفي السؤال السؤال الذي ينتفعون به. واما السؤال المثبت في هذه الاية هو سؤال عن مجريات الاحوال وعن احوال الناس سابقا ولاحقا. لا على جهة الانتفاع بذلك السؤال. وهناك جواب رابع ان قوله ولا اي لا يسأل بعضهم بعضا التنازل عن حقوقهم في الدنيا. فان كل واحد منهم قل نفسي نفسي وبالتالي كانه قال بانهم لا يطلب بعضهم من بعض ان يتنازلوا عن من حقوقهم بخلاف قوله واقبل بعضهم على بعض يتسائلون فانه سؤال عن الاحوال وليس سؤال لطلب الحسنات او الحقوق. فالاسئلة مختلفة. ثم ذكر في قوله تعالى قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسأل العادين. هذه الاية فيها ان الكفار يزعمون بانهم لم يجلسوا في الدنيا الا يوما او بعظ يوم. بينما ورد في ايات اخرى انهم يثبتون ان جلوسهم في الدنيا كان اكثر من هذه المدة. في قوله تعالى يتخافن بينهم الا لبثتم الا عشرا. وفي ايات اخرى اثبتت ما هو اقل. لقوله ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة. والجواب عن هذا بان هذا على جهة التقسيم. فبعضهم قال لبثنا يوما او بعض يوم واخرون قالوا لبستنا عشرا واخرون قالوا لبثنا لبثنا ساعة فقط فكل هذا يحمل على التعدد والتنوع. والجواب الاخر بان الناس يتفاوتون في ادراكهم. وبقاء احوالهم في الدنيا في اذهانهم. فمن كان اقوى في الحفظ والادراك قال بان بقاءه اكثر لانه استشعر اياما اكثر وقتا اكثر. ومن كان على ظد قلل المدة. فهذا شيء مما يتعلق بهذه السور من سورة مريم الى سورة المؤمنون. ولعلنا ان شاء الله نأخذ في درسنا القادم عددا من الايات ابتداء مما ورد في سورة النور بارك الله فيكم جميعا ووفقكم لكل خير ورزقكم علما نافعا وعملا صالحا هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم عليكم السلام اكرمك الله. شيخنا قول شيخ الاسلام اقوى مسائل الشرع متفق عليها طمع. يعني