الحمد لله رب والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فهذا لقاء اخر من لقاءاتنا في تدارس الايات القرآنية التي توهم بعضهم فيها تعارضا مع غيرها من الايات. وكنا قد وقفنا عند سورة المجادلة. ومن الايات التي قد استشكلت فيها قوله تعالى والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من طبيعي يتماسى لا شك ان الكفارة لا تجب قبل الظهار. وانه لا يجوز المماسة قبل التكفير ولكن ما المراد بالعود هنا؟ وهنا للعلماء عدد من الاقوال. القول الاول ان المراد به ان يعودوا الى الظهار مرة اخرى. وهذا مذهب الظاهرية ولكنه يتعارض مع ما ورد في ما وقع في حادثة ثابت ابن قيس وحيث لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل عاد الزوج للفظ مرة اخرى او لم يعد. مما يدل على ان ربط وجوب كفارة الظهار او دفظها لمرة اخرى قول غير صحيح. وقول بعظهم بان الكلام فيه وتأخير تقديم وتأخير وتقديره والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل ان يتماسى تقديره ثم يعودون لما قالوا سالمين من الاثم سبب الكفارة ان هذا غير صحيح لان الاصل وجوب ابقاء ترتيب الايات على ما هي عليه ولا ينتقل عن ترتيبها الا دليل. والقول الثالث ان المراد بالعود هو العزم على الجماع. وهذا احد القولين عن ما لك واحد واحدى الرواية ايتين يا نحمد وهو قول الامام ابي حنيفة رحمه الله تعالى. والقول الاخر ان المراد به العزم على الجماع مع امساك الزوجة. وهذا لا يكون في اشكال في هذه الاية. فيقول فيكون المراد والذين يظاهرون مني من نسائهم ثم ودون اي ثم يعزمون على الجماع. والقول الاخر بان المراد بالعود في هذه الايات امساك الزوجة زمانا يمكن ان يطلق فيه فلا يطلق. وهذا مذهب الشافعي ولا تنافي حينئذ. والرواية الاخرى عن الامام احمد ان المراد بالاية الجماع او العزم على الجماع. فيكون الجماع الذي بعد الظهار محرم لكنه هو الذي تلزم به الكفارة. بحيث لو فارقها قبل ان يجامعها لم تجب عليه الكفارة. وعلى ذلك لا يكون هناك اشكال في هذه الاية ولا تعارض في مفهومها مع غيرها. وحينئذ من قال بان المراد بالمسيس الجماع فانه يقول بان مقدمات الجماع ليست موجبة وفي هذه الاية في بهذه الاية اذا يختلف وجود وهم الاضطراب والتعارظ مع غيرها بحسب تفسيرها التفسيرات السابقة. وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين لدينا جواكم صدقة ظاهره ايجاب تقديم الصدقة قبل الحديث السري الخاص مع النبي صلى الله عليه وسلم امشي وهذا قد يفهم منه انه يعارض الاية التي بعدها. في قوله ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم الاية فاننا نقول ان الاية الاولى منسوخة بالاية الثانية وفي قوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. ظاهر هذه الاية انه يجب على الانسان الاخذ بكل ما اتى به النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيها تقييد. واما قوله تعالى استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم قيد الطاعة والاستجابة بما كان فيه امره داعيا الى ما تحصل به الحياة والجواب ان كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فانه تحصل به الحياة. وفي الممتحنة في قوله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم اليهم هذه الاية قد يستشكل بعضهم ويظن قد يستشكلها بعظهم ويظنها تدل على جواز موالاة الكفار وبالتالي يستشكل هذه الاية مع قوله تعالى ومن يتولهم منكم فانه منهم. الجواب ان البر للكافر والاقساط اليه عمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدا فيها ابدا قد احسن الله له رزقا. قال في اولها يؤمن وهذا مفرد ويعمل وهذا مفرد ويدخله وهذا مفرد ثم قال بعد ذلك عدل معه هذا مخالف لامر عدم الموالاة. ولذلك قال لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم. فاشترط لذلك عدم القتال في دين وعدم اخراج المؤمنين من ديارهم. فيكون النهي متعلقا بمن قاتل في دين واخرج المؤمنين من ديارهم وظاهر على اخراجهم. وفي قوله تعالى والله لا يهدي القوم الفاسقين ظاهره ان اهل الفسق لا يهديهم الله. وبينما في ايات اخرى ان الله عز وجل يهدي من يشاء ويظل من يشاء. وفي بعظ الايات ان من من الكفار والفاسقين فان الله عز وجل يهديه. وحينئذ نقول الجمع لا تعدى ايتين الاولى ان يقال فيها ومثل هذا ايضا في قوله في سورة الجمعة والله لا يهدي القوم الظالمين. فيقال في وجه الجمع هنا وجهان الاول ان قوله والله لا يهدي القوم اي الذين بقوا على فسقهم ولم يتوبوا ويعودوا الى الله جل وعلا الوجه الثاني ان المراد بقوله والله لا يهدي القوم الفاسقين اي من قضى عليهم رب العزة والجلال الا انهم سيستمرون على هذا الوصف. وفيه جواب ثالث وهو ان هداية نعمة من الله. لها اسباب ولها موانع. من موانعها الفسق والظلم. فهذه من موانع هداية الله للعبد. فاذا ازال العبد عن نفسه هذه الاوصاف فان الله جل وعلى يرفع عنه موانع الهداية. وفي قوله تعالى واذا رأوا تجارة او لهوا انفضوا اليها. فقوله هنا اليها هل هو راجع للتجارة؟ او راجع الله لكنه استعمل اداة العطف او بين التجارة واللهو. فمعناه ان اليها اما ان يرجع لابد ان يرجع الى احدهما. والصحابة قد جاءت قافلة في في زمانهم وكان معها له فخرجوا من المسجد اليها. ولذلك قدمت قدمت هنا في ان غالبا الناس انما خرجوا للتجارة اتى بالهو ليكون ذلك شاملا لمن يخرج الاء له. وان كانت التجارة اهم من اللهو في نفوس اولئك الصحابة الذين خرجوا قبل. وحينئذ يحتمل ان يكون الظمير عائدا الى الكلمتين مع ويحتمل ان يكون الظمير عائدا الى التجارة. وذلك ان التجارة هي التي يهتم بها الناس. وكذلك يحتمل ان يعود الضمير اليهما من مثل قوله تعالى ومن يكسب خطيئة او اثما ثم يرمي به بريئا فقد احتمل بهتانا واثما مبينا ومن مثل قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين. فقوله ان هذا الظمير يعود الى الصبر والصلاة وفي سورة المنافقون يقول تعالى اذا جاءك المنافقون قالوا انك قالوا اشهد انك لرسول الله. فهذا الذي شهدوا به امر حق لا شك فيه. ولكن الله رد عليهم فقال والله يعلم ان فان احكام الاخرة تخالف احكام الدنيا فالاخرة ليس فيها تكليف. وقوله تعالى هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون. ظاهرها ان اهل النار لا ينطقون ولا لا يعتذرون. بينما في رسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. فالاولى لما قال والله يعلم ان رسول التصديق لهم والثانية والله يشهد ان المنافقين لكاذبون تكذيب لهم فالجواب عن هذا بان التصديق لما في السنتهم والتكذيب لما في قلوبهم فكأنه يقول ما تكلمتم به صحيح صدق ولكن هذا ليس هو المطابق لما في قلوبكم. فاظهاركم ان ما في السنتكم موافق لما في قلوبكم كذب. ولهذا قال تعالى عن المنافقين انهم قالوا كما امن السفهاء فرد الله عز وجل عليهم الا انهم هم السفهاء. وقال عن المنافقين وارتابت يترددون. وقوله تعالى سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم. ظاهرها ان الله لا يغفر للمنافقين ابدا. بينما جاءت ايات اخرى تدل على ان الله عز وجل يغفر للمنافقين متى تابوا. قال تعالى ان المنافقين في الدرك في الاسفل من النار لن تجد لهم نصيرا الا الذين تابوا واعتصموا بالله لا للذين تابوا واخلصوا بالله واخلصوا دينهم لله. فهنا في هذه الاية اثبتت التوبة لهم والمغفرة لكن بعد التوبة. وقوله في سورة التغابن فاتقوا الله ما استطعتم. قيدا التقوى الواجبة بالاستطاعة بينما في سورة ال عمران قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته وحينئذ نقول بان اية ال عمران مخصوصة باية التغابن وان التقوى الواجبة هي ما كان في الاستطاعة وقوله تعالى يا ايها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن. اول الخطاب خطاب النبي صلى الله عليه وسلم واخره حكم متعلق بجمع. قال طلقتم النساء عن هذا ان الخطاب الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب موجه لجميع الامة ولهذا امرنا بالتأسي والاقتداء به صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى ومن يؤمن بالله خالدين فيها ابدا. وهذا ظمير جمع. والجواب عن هذا بانه لما الى ان يأنس بالبقاء مع غيره عند الخلود في الجنة اتى بظمير الجمع الى انه ليس وحيدا في الجنة. واتى بالافراد لان محاسبة كل واحد من عباد تكون له وحده. ولهذا اتى بظمير الافراد من يؤمن بالله. وفيها دلالة على ان العبد لا يؤاخذ بعمل غيره. وقوله تعالى في سورة التحريم عن مريم عليه السلام وكانت من القانتين. فلفظة القانطين هي للرجال جمع مذكر سالم كيف توصف المرأة بانها من القانتين وهي ليست من الرجال. ولم لم يقل من قانتات والجواب عن هذا بان اهل اللغة يغلبون الذكر على الانثى في طريقتهم في استعمال العربي ولذلك يقولون المسلمون واوجب الله على المسلمين الصلاة ويريدون بذلك الذكر والانثى. الناظر في لغة العرب يجد هذا كثيرا ويغلبون جانب التذكير على التأنيث. ولذلك قال رب العزة والجلال عن امرأة عزيز انك قيل لامرأة العزيز انك كنت من الخاطئين. وفي سورة النمل عن بلقيس قال فانها كانت من قوم كافرين. وفي سورة الملك قال تعالى وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير فنفوا عن انفسهم السمع والبصر والعقل مع انهم مع انه قد جاءت ايات تدل على ان الله قد اعطاهم السمع واعطاهم الفكر فقال وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا من شيء والجواب عن هذا بان النفي نفي الانتفاع بهذه الالات واما الاثبات فلوجود الالات الات السمع والبصر والفؤاد. وان لم ينتفعوا بها. وقوله تعالى لولا ان تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء تقدمت معنا في وجه الجمع بينها وبين غيرها وفي قوله تعالى في سورة الحاقة قال تعالى اني ظننت اني ملاق حسابية هذه الايات تخبر ان هذا المؤمن الذي دخل الجنة يظن ظنا. والظن لا يكفي في الامور اليقينية فلا بد من اليقين والعلم. قد قال تعالى ان الظن لا يغني من الحق شيئا عن هذا بان بان كلمة الظن في لغة العرب تطلق مرة ويراد بها اليقين الذي لم يستند فاحس وهذه الاية منه. ومرة يراد بها الراجح من الامرين المتقابلين. ومرة يراد بها مجرد الشك الذي لم يسند الى دليل. العرب قد كقوله تعالى ليس لهم طعام من ظريع والظريع نوع من انواع النبات يقال له الشبرك ولا ينفع البدن ويكون فيه شوك يتضرر به آآ اكله. اجيب عن هذا باجوبة. الجواب الاول ان اهل النار يتفاوتون وكل اية ذكر فيها صنف من اصناف اهل النار قال بان قوله الا من غسلين يعني وما ماثله وما قاربه. ومثله الا من ظريع ما ماتل الظريعة وما تقاربه والجواب الثالث انه ليس لهم طعام اصلا الا طعام لا يصدق عليه اسم الطعام حتى ان البهائم لا تأكله. فاحرى الا يأكله بنو ادم. فالغسلين والظريع لا تؤكل ولا تأكلها الا البهائم فكأنه لي تأكيد النفي كما لو قلت فلان لا ظل له الا الشمس. فهنا الاستثناء للنفي وليس لاخراج بعظ احكام الجملة وفي قوله تعالى في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فجعل اليوم خمسين الف سنة بينما في ايات اخرى قال كالف سنة مما تعدون. المراد بخمسين الف سنة يوم القيامة. والمراد بالف سنة ايام تدبير القضاء بين الله والعباد. وقيل بان الخمسين الف سنة على الكافر الذي يتطاول عليه الزمان لانه ينتظر السوء والشر ولانه يجازى ويعاقب في هذا اليوم وقوله تعالى والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم هم فانهم غير ملومين. فهنا ظاهره جواز الوطأ بملك اليمين مطلقا وفي الاية الاخرى قال وان تجمعوا بين الاختين الا ما قد سلف. فظاهره انه لا يجوز وطأ الاختين من المماليك في وقت واحد. والعلماء قد اختلفوا في كيفية الجمع فقال بعضهم بان المماليك يدخلون في قوله او ما ملكت ايمانهم. وقال اخرون بانهم يدخلون في قوله وان تجمعوا بين الاختين. وقد تقدم شيء من شرح ذلك في سورة النساء. وفي سورة نوح في قوله تعالى انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا الا فاجرا كفارا. كان نوحا ادعى انه انه يعلم ما سيكون عليه اولاد هؤلاء من الفجور والكفر. وعلم الغيب مما يختص به الله جل وعلا. كما قال قال تعالى قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله. ولذلك قال نوح ولا اعلم الغيب. والجواب عن هذا من اوجه الجواب الاول ان يكون الله عز وجل قد اعلمه بذلك. والجواب الثاني ان علم من السنن الكونية والتجارب والخبرات وما مر به ان هؤلاء ثقتهم التي يفعلونها مع ابنائهم لن يكون هناك هداية منهم. ويدل على الوجه الاول ما ورد في سورة هود من قول الله تعالى واوحي الى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد امن فلا تبتئس بما كانوا يعملون. وفي سورة الجن قال تعالى واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا هم الظالمون بينما قوله ان الله يحب المقسطين اي العادلين. وتقدم معنا ان الالف فينقلب معنى الفعل ففرق بين قصطة واقسط فقسط بمعنى ظلم واقسط بمعناه عدل. وقوله تعالى ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا افرد الظمير ثم جمعه. لان العمل كل يحاسب وحده. والجزاء به المجموع ليكون انس لقلوبهم. وقوله تعالى يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا مع قوله ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك يدل على وجوب قيام الليل. لان الامر الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم موجه لامته. لكن قوله وطائفة من الذين معك يدل على ان بعض الامة لا يدخل في هذا حكم ايجابي قيام الليل قد نسي خفي في اخر السورة. ونسخ في جاء بالصلوات الخمس وقوله في هذه السورة وكانت الجبال كثيبا مهيلا لا يعارض قوله وتكون الجبال كالعهن المنفوش. لان قولك كثيبا مهيلا اي في اعين الناظرين. وقولك العهن المنفوش اي في حقيقتها. ولذا قال وبست الجبال بسا وقوله تعالى في سورة القيامة لا اقسم بيوم القيامة هذا ليس لنفي القسم. وبالتالي لا يتعارض مع قوله تعالى في السماء ذات البروج واليوم الموعود حيث اقسم بيوم القيامة فان لا في قوله لا اقسم بيوم القيامة هذه النفي آآ فيها تقدير كانه قال لا صحة لما تذكرون. بل اقسم بيوم القيامة. وقد تكون لا هنا من اجل تنبيه الاذهان. قوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة فيه اثبات رؤية المؤمنين لله عز وجل يوم المعاد. وفي الجنان ولا يتعارض هذا مع قوله لا تدركه الابصار فانه انما الادراك ولم ينفي اصل الرؤية لله تعالى. وقوله تعالى وحلوا اساور من فضة لا تتعارض مع قوله يحلون فيها من اساور من ذهب. اذ قد يختلف من يحلى سوار الذهب عمن يحلى سوار الفضة. وقد يقال بانهما جنتان كل منهما كونوا اساورها بما يتناسب معها. وقد يكون المؤمن يحلى بهذين النوعين من انواع من الذهب والفضة. وهذا لا يتعارض مع ما ورد في النص من نهي الرجال عن لبس الذهب اخرى اثبتت لهم نطقا. كما قال تعالى عنهم تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين وما اظلنا الا المجرمون. وقالوا والله ربنا ما كنا مشركين. وقالوا بل لم نكن ندعوا من قبل في نصوص كثيرة. ويجاب عن هذا بعدد من الاجوبة. الجواب الاول ان في بعض مواطن الاخرة اينطقون ويعتذرون؟ وفي بعضها الاخر لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون. والجواب ان النفي في قوله لا ينطقون لا ينطقون نطقا ينفعهم. بينما النطق المثبت هو نطق غد غير نافع فلا تعقل تعارض بينهما. والجواب الثالث انهم ينطقون ابتداء بكلام قليل ثم يتوجه الامر لهم بالسكوت وعدم النطق. ولذا يقال لهم اخسئوا فيها ولا تكلمون. ثم بعد ذلك فينقطع عنهم الكلام والنطق فلا يبقى منهم الا الزفير والشهيق. ولذا قال تعالى ووقع القوم عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون. وقوله تعالى لابثين احقابا. ظاهرها ان النار ينقطع وعذابها وانه لا يستمر ابد الابدين. وقد اه يقال بان قول فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك مما يدل على هذا. بينما ورد في ثلاث سور عن اهل النار انه قال خالدين فيها ابدا. في سورة اخر سورة النساء وفي اخر سورة الاحزاب وفي سورة الجن وحينئذ كيف يجمع بينهما؟ فالجواب الاول ان قول لابثين فيها احقابا لا يعني انها منقطعة بل سيستمرون فيها استمرارا دائما سنين بعد سنين ولا يعني ان هذه الاحقاب ستنقضي وتنقطع. والجواب الاخر ان اهل النار ينقلون من مكان الى مكان اخر لينوع عليهم العذاب. ولذا كان تلاية في قوله لا يذوقون فيها. قال لابثين فيها احقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شراب الا حميما وغساقا. يعني في تلك الاحقاب. واذا انتهت تلك الاحقاب عذبوا بعذاب اخر. ولذا قال في اية اخرى هذا فليذوقوه حميم وغساق واخر من شكله وهناك جواب اخر بان قوله لابثين فيها احقابا ان المراد به اهل الظلم الاصغر دون اهل الظلم الاكبر. الجواب الاخر ان فهم عدم التأبيد من قول الابثين في احقابا انما هو من مفهوم المخالفة. ومفهوم المخالفة اضعف منها دلالة المنطوق من شروط اعمال مفهوم المخالفة ان لا يكون لذكر القيد فائدة اخرى اعمال مفهوم المخالفة وهنا لها اعمال. وقد رد المؤلف القول السابق بان هذه الاية تحمل على يصاد دون الكفار بانها في هذه الايات قال وكذبوا باياتنا كذابا. وفي سورة النازعات تقدم معنا ما يتعلق بقوله وبعد ذلك دحاها. هل الارض خلقت اولا؟ او السماوات وهكذا تقدم معنا ذكر قوله انما انت منذر من يخشاها مع الايات التي تبين عموم نذار للناس وفي سورة عبس قال تعالى انجاه الاعمى. وهنا استعمل لفظ قد لا يرغبه صاحبه. فهل يعد هذا من التنابز بالالقاب؟ والجواب عن هذا يمكن ان يكون من اوجه الوجه الاول ان يكون هذا درسا مستفادا لمن كان فيه علة تنقد او وصف قد يستنقصه الناس من اجلها. من اجل ذلك الوصف ليستمر الحكم ولا يقتصر علاء ابن ام مكتوم وحده. والجواب الثاني ان في هذا بيان المعنى الذي من اجله تركه النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى انه لقول رسول كريم. يعني جبريل فظاهره انه قول جبريل مع ان الايات الاخرى تبين انه كلام الله ان القرآن كلام الله قال تعالى فاجره حتى يسمع كلام الله والجواب ان هذه الايات هي كلام الله لكن جبريل هو الذين قالها ولذلك اظيفت الى جبريل باعتبار نقله لها. ولذا لم يقل انه كلام جبريل وقال قول رسول اتى بوصف الرسالة ليبين انه قد نقل هذا الكلام لان الرسول من شأنه ان ينقل الرسائل. وفي قوله تعالى علمت نفس ما قدمت واخرت ظاهرها ان العبد يعلم يوم القيامة ما قدم واخر علمت استعمل كلمة نفس وهي مفردة. وفي ايات اخرى جاءت بان جميع النفوس تعلم ما قدمت كما في قوله تعالى هنالك تبلو كل نفس ما اسلفته. والجواب ان قوله علمت نفس نكرة اريد جاءت في سياق التقرير و آآ بالتالي كانت عامة تشمل جميع النفوس. ومن اسباب دلالة للعموم هنا دلالة السياق. وقد ورد مثلها كثير كما في قوله تعالى ان نفسي يا حسرتاه وان تبسل نفس بما كسبت. وفي قوله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون يفهم منه ان المؤمنين ليسوا محجوبين عن ربهم وهذه يقال لها دلالة التقسيم. فعندما يقسم الناس او يقسم الشيء الى قسمين. فيثبت حكما لاحد القسمين ويسكت عن الاخر فانه يفهم ان القسم الثاني لا يمادل القسم الاول في الحكم فلما حجب الفجار دل هذا على عدم حجب الابرار. وقوله في سورة شقاق واما من اوتي كتابه وراء ظهره. بينما في ايات اخرى قال واما من اوتي كتابه بشماله فالجواب انه يحتمل ان يؤتى كتابه بهذين الوصفين بشماله ومن وراء ظهره وهناك من قال بانهم صنفان لانهما صنفان. صنف يأخذه بالشمال وصنف يأخذه من ورائ ظاهره فيقول الناس على ثلاثة اصناف الصنف الثالث من يأخذ كتابه بيمينه ولكن هذا يخالف اه ظواهر النص التي الذي قسم الناس الى قسمين في السورتين الانشقاق والحاقة وقوله تعالى في سورة البروج هل اتاك حديث الجنود فرعون وثمود هنا الجنود جمع. وفرعون فرعون واحد. وليس جندي بل هو الملك يتبعه الجنود. ولذا فان الاظهر ان المراد ليس ذات فرعون. وانما المراد قوم في رعون اتاك حديث الجنود يعني قوم فرعون. واكتفى بذكر فرعون لان قومه تبع له وقوله تعالى فمهل الكافرين امهلهم رويدا ظاهره انه يأمره بترك الكفار وعدم التعرض لهم بينما في ايات اخرى قال فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم. فقيل ان الاية الاولى منسوخة بالاية الثانية. وقيل بان الاية الاولى هي في حال عجز عن مصاولة الكفار في مكرهم وكيدهم. وقيل بان حال المؤمن مع الكافر اذا كان الكافر يرد يكيد الدين فانه يخير فيه بين الامرين المقاتلة وبين الانتظار عليه. والجواب الاول اقوى. واما في سورة الاعلى في قوله تعالى سنقرئك فلا تنسى. ظاهر هذه الاية ان النبي صلى الله عليه وسلم لن ينسى من الا ما شاء الله ان ينسأه ان ينساه. ومثل هذا في قوله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون له علينا جمعه وقرآنه. بينما في ايات اخرى قد جاءت باثبات النسيان كما في قوله تعالى ما ننسخ من اية او ننسيها نأتي بخير منها او مثلها. و اجيب وعن هذا بان حالة النسخ مغايرة لغيره من الاحوال وكذلك يمكن ان يجاب لان ما يريد الله بقاءه فان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينساه قوله تعالى فذكر ان نفعت الذكرى هل معنى الاية لا تذكر الا اذا كنت تعتقد ان الذكرى نافعة بدلالة ان استعمل ان الشرطية ان هناك ايات كثيرة تدل على الامر بالتذكير مطلقا كما في قوله انما انت مذكر ولقد يسرنا القرآن فهل من مدكر؟ فالجواب عن هذا من اوجه الوجه الاول ان ان المراد انك ستنتفع بالذكرى. اذا ذكرت غيرك فانك ستنتفع انت يا ايها المذكر وبالتالي ذكر حتى تنتفع. فكأنه يقول له اخلص النية. ولتكن ليكن تذكيرك على وفق الطريقة الشرعية لتنتفع انت يا ايها المذكر تذكيرك وبعضهم قال ان في الكلام لحذف فقال ان تقدير الكلام فذكري ان نفعت الذكرى وان لم تنفع وبعضهم قال بان المراد ذكر اذ نفعت اذ نفعت الذكرى الجواب الاول ارجح من الجواب الاخر وفي سورة الغاشية قال تعالى فيها عين جارية فظاهرها انها عين واحدة بينما في سورة الحجر قال ان المتقين في جنات وعيون فجمع؟ والجواب ان لفظة العين اسم جنس تصدق على الواحد والكثير. ويمكن ان يجاب بان العين الواحدة في مكان مخصوص والعيون المتعددة في امكنة متعددة. وقوله تعالى وجاء ربك ملكوا صفا صفا. الملك هنا هل هو واحد او جمع؟ فاذا كان واحد كيف يكون صفا صفا واجيب عن هذا بان كلمة الملك يراد بها الملائكة. ومثله في قوله والملك على والعرب قد تستعمل المفرد وتريد به الجمع وتستعمل اسم الجنس وتطلقه على الجمع وقوله تعالى لا اقسم بهذا البلد مع انه في سورة التين اقسم به فقال وهذا البلد الامين. فكيف نجمع بينهما؟ مرة ينفي القسم ومرة يثبت الجواب من اوجه. الوجه الاول قال بعضهم بان المراد لا صحة لما تذكرون بل اقسم بهذا البلد وطاب الثاني ان كلمة لا في اول الكلام يستعملها العرب لتقويته وتأكيده منه قوله تعالى ما منعك اذ رأيتهم ظلوا الا تتبعني. يعني ما منعك ان تتبعني قوله ما منعك ان تسجد لما ومعناها ما منعك ما منعك الا تسجد معناه ما منعك ان تسجد وقد يراد بلا هنا ان تكون من اجل تنبيه الاذهان وتذكيره بما في هذا اه اللفظ اه في سورة الشمس في قوله تعالى فالهمها فجورها وتقواها. ظاهر هذه الاية فالهام الفجور والتقوى من عند الله عز وجل. فهو سبحانه الذي يجعل الفجور ويجعل التقوى في القلوب. بينما جاءت ايات اخرى على ان فجور العبد تقواه عائد الى اختياره ومشيئته. ومن ذلك قوله تعالى فاستحبوا العمى على الهدى وقوله اشتروا الضلالة بالهدى ها؟ ايش تحابوا بالباء ايه زين ها ما يخالف. فهنا نقول والهمها فجورها وتقواها. هذا لا ينفي ان العبد عنده اختيار ومشيئة خلق ومشيئة وللعبد فعل ومشيئة. وهذا مذهب اهل السنة. خلافا قدرية الذين نفوا خلق الله وخلافا للجبرية الذين فعلوا اه نفوا حقيقة نسبة الفعل ايلاء العبد. وقوله تعالى او مسكينا ذا متربة. هل المسكين اشد حالا من الفقير او الفقير اشد حالا. قال احمد الفقير اشد حالا ولذا قدمه في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين. وقال الجمهور المسكين اشد حالا. وكان من ادلة الجمهور هذه الاية او مسكينا ذا متربة فان المسكين جعله كمن لصق بالتراب لانه ليس عنده شيء فهو اشد حاجة من الفقير. ولعل احمد ارجح بتفضيل او بيان ان حال الفقير اشد لان الله عز وجل قال اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر. فدل هذا على ان لديهم اموالا وسفينة تعمل للايجار وبالتالي تكون حال المسكين اشد قوله هنا ذا متربة لا يمتنع ان يكون لفظ المسكين قد اطلق واريد به الفقير في هذا الموطن لان المراد تفسير الفقير والمسكين عند اجتماعهما. و قول الله تعالى ان علينا للهدى وان لنال الاخرة ظاهره ان الله عز وجل قد اوجب على نفسه هداية الخلق. بينما في ايات اخرى نفت ان يهدي الله بعض الناس. فقال يهدي من يشاء ويضل من يشاء. والله كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم والله لا يهدي القوم الظالمين. فالجواب ان قوله ان علينا للهدى ايظاح الطريق المستقيم وبيان الحق من الضلالة. واما هل هي الظلال اما الهدى الذي يكون للبعظ وينفع عن البعض فهذه هداية التوفيق. فهداية الدلالة والبيان والتوظيح والارشاد للجميع. بخلاف هداية التوفيق وقوله تعالى ووجدك ضالا فهدى ظاهر هذه الاية ان النبي صلى الله عليه عليه وسلم كان ضالا قبل الوحي مع ان الله قد اثبت الفطرة فقال فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة تالله التي فطر الناس عليها. والفطرة من الولادة. فكيف يكون من اصحاب الوسطى ومع ذلك قولوا بانه كان ضالا فهداه الله جل وعلا. والجواب ان قوله ضالا فهدى يحتمل عدد من المعاني. المعنى الاول ان المراد به ظياع الطريق ابوي الا رحمة من ربك ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. وفي قوله تعالى لقد خلقنا الانس في احسن تقويم. ظاهر هذه الاية ان الله جل وعلا يمتن على العبد بان جعل فيه بان جعل خلقه في احسن الاحوال. بينما في ايات اخرى بينت ان العبد خلق ومن ماء مهين. والجواب عن هذا بان قوله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم اي في مراحل خلق في مراحل خلقه وتقلبه من طور الى طور اخر. وهذه الاية فيها تأكيد قوي قال لقد فهنا لام ثم قد ثم قال خلقنا الانسان في احسن تقويم. وهذا اه تأكيد هذا المعنى وهو ظاهر هذا ان الانسان ينكر ان الله خلقه. اذ لم يحتج الى ان يؤكد عليها هذه المعاني الا لوجود الانكار عنده. بينما في ايات اخرى جاءت ببيان انهم يقرون بخلق الله عز وجل لهم كما قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله. وآآ قد اجيب عن هذا بان قوله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم انما فيه ان العبد ظهرت منه امارات الانكار فاحتاج ان يؤكد عليه وان لم يتلفظ بهذا الانكار لسانه ولذا قال الله تعالى فما يكذبك بعد بالدين الجواب الثاني ان في ذلك تذكيرا بالميعاد. فاذا الله قد خلقك في احسن تقويم فهو قادر على اعادة خلقك يوم القيامة. كما قال تعالى كما بدأنا اول خلق نعيده وقال وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده والجواب الثالث ان هذا التأكيد ان اليه لانه سيذكر بعده نار جهنم في قوله ثم رددناه اسفلا سافلين. وهم لا يقرون جودي نار جهنم. وآآ في قوله تعالى بعض اهل العلم فسر اسفل سافلين بكبر السن. وحتى يصل الانسان مرحلة الهرم والتفسير الاول اظهر وفي قوله تعالى في سورة العلق ناصية كاذبة خاطئة فهنا الناصية مقدم الرأس. فكيف يكون مقدم شعر الرأس كاذبا؟ وكيف يكون خاطئا والكذب والكفر باللسان والجواب انه اطلق الجزء وهو الناصية واراد فانت تقول امسكت بالباب وانت لم تمسك الا مقبضه. وهذا وارد في لغة العرب. قال يجعلنا في هذانهم جميع الاصابع ادخلوها في الاذان وانما المراد مقدمة الاصبع هكذا في قوله خاطئة ليس المراد هنا انه مخطئ بين الخاطئ والمخطئ. فان المخطئ المقابل للمتعمد. ومنه قوله تعالى قال وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ. والثاني الخاطئ في مقابلة المعذور يعني المتعمد المقابل الناسي. اذا عندنا الخطأ مرة يطلق يراد به تعمد الوقوع او خلاف الصواب ومرة يطلق الخطأ ويراد به في مقابلة ها؟ العمد. اذا الخطأ يطلق مرتين. خطأ في يقال عن صاحبه خاطئ الثاني خطأ في مقابلة العمد. يقال عن صاحبه مخطئ. الاول اثم والثاني معذور طيب في قوله تعالى انا انزلناه في ليلة القدر ما هي ليلة القدر الليلة المعروفة من ليالي رمضان. هل بينها وبين قوله تعالى انا انزلناه في ليلة مبارك التعارض نقول لا هي هي الليلة نفسها. قالوا ان بعضهم فسرها بانها ليلة النصف من شعبان. يقول هذا التفسير ظاهر القرآن فان القرآن قد دل على انه قد نزل في شهر رمضان. قال تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه قرآن وقوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا طيره معناه ان العبد سواء كان مسلما او كافرا سيجازى عن القليل والكثير. وظاهره ان لن يعفو الله عن احد. وظاهره انه لن تقبل التوبة من احد. لكن هذا العموم جاءت له تلك مخصصات بان التوبة تجب ما قبلها. وهكذا في باب الخير. فان الايات قد دلت على ان الكافر يجازى بالخير. اما في الدنيا واما بتخفيف العقوبة عنه في الاخرة في بعض الايات جاءت بان عمل الكافر للخير حابط في قوله وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. فقيل بان قوله فمن يعمل مثقال ذرة هذا للمؤمن دون الكافر والكافر يحبط عمله والجواب الثاني ان الكافر يجازى على عمله الصالح في الدنيا وقد ورد في ذلك اه احاديث تدل على هذا المعنى واه الجو هناك من قال بان الاية باقية على عمومها. وفي قوله تعالى ان الانسان لربه كنود وانه على ذلك لشهيد كنود اي عنيد مبالغ في الكفر قد جاءت ايات تدل على انهم يحسبون انهم يحسنون صنعا بسم الله. الله اكبر الله اكبر. الله الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على حي على الله اكبر الله لا اله الا الله في سورة العاديات في قوله تعالى ان الانسان لربه لكنود اي انه معاند مستمر على كفره هل يتعارض هذا مع قوله تعالى هم يحسبون انهم مهتدون وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا وقوله ويحسبون انهم مهتدون الجواب عن هذا من اوجه الجمع بين هذه الايات من اوجه الوجه الاول ان قوله وانه على ذلك لشهيد تعني انه يشهد على لنفسه بهذا الوصف. فهذه شهادة منه. الجواب الثاني بان ان المراد بذلك في قوله لكان ود وانه على ذلك لشهيد. يعني ان الله عز وجل هو يشهد عليه بهذا الفعل. وبالتالي لا يكون هناك تعارض بين هذه الايات. وقوله تعالى واما من خفت موازينه فامه هاوية الهاوية هنا فامه هاوية اي واقعة في نار جهنم ولذا قال وما ادراك ما هي نار حامية. فهي من اسماء نار جهنم. و حينئذ كيف تكون اموية في النار في نار جهنم؟ والجواب ان قوله فامه هاوية اي ام رأسه هاوية اي ساقطة في نار جهنم. وذلك للدلالة على ان رأسه في نار جهنم يسبق سقوط قدميه فيهوى به من اعلى على رأسه والجواب والتفسير الثاني ان قوله فامه هاوية اي انه جرى على طريقة العرب في قولهم هلكت امه والمراد بذلك انه هو الهالك. وهناك من قال بان معنى امة اي مأوى. لان الام هي التي تأوي الانسان. ولذا عبر عن المأوى بلفظ الام قوله جل وعلا والعصر ان الانسان في خسر كلمة الانسان هل المراد بها المفرد او المراد بها الجمع ان لفظة الانسان هنا يراد بها الجنس فان الاسم المفرد المعرف بهذه الاستغراقية يفيد العموم ولذا استثنى منه بعد ذلك والاستثناء لا يكون الا من الفاظ العموم فقال ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات الاية. وقوله تعالى فويل للمصلين قد يتوهم بعض الناس ان الويل وهو العذاب والثبور لاحق المصلين مع ان عدم الصلاة من اسباب دخول الناس نار جهنم كما في قوله ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين. ولكن هذه الاية لابد من ملاحظة ما ورد فيها من الوصف فقال فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون فحينئذ لابد من معرفة السياق كاملا لمعرفة مراد الله عز وجل بالاية ولذا ورد في سورة النور الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة. صح ها؟ الاية ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة. فاذا قطعت الاية عن سياقها وعن دلالتها فقد يفهم منها المرء خلاف مراد الله عز وجل بها. وقوله تعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد. يدل هذا اللفظ بظاهر على ان الكفار لا يعبدون الله ابدا. بينما ورد في ايات اخرى اثبات انهم يدعون الله والدعاء عبادة خصوصا في مواطن الخوف والظرورات. وهكذا قال ومن هؤلاء من يؤمن بالله والجواب عن هذا انهم لا يفردون الله بالعبادة. والله جل وعلا لا يقبل من العبادة الا ما كان له خالصا. وبالتالي فكأنهم لا يعبدون الله بذلك. وفي الحديث ان النبي الله عليه وسلم قال من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه هناك جواب اخر بان قوله تعالى ومن هؤلاء من يؤمن به ان يدخل في دين الاسلام بعد كفره. وقيل بان هذه الاية من العام الذي ورد عليه التخصيص. فكأنه فكأنه انما اراد من لا يعبد الله وفي سورة الناس في قوله تعالى من شر الوسواس الخناس. الوسواس هو الذي يلقي في القلوب الشبهات. والخناس هو الذي ينقمع فلا يوسوس في في فكيف يوصف كيف يوصف اه واحد بوصفين متظادين متقابل متنافيين الوسواس والخناس. الجواب عن هذا بان وسواس في حال وخنسوا الشيطان في حال اخر. فهو يوسوس في القلوب متى غفل الناس عن ذكر الله تعالى. ويخنس وينقمع اذا ذكر العباد يا رب العزة جلال ولذا قال الله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال في يوم لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة كان ذلك حرزا له من الشيطان ولذلك عليكم ان تكثروا من ذكر الله عز وجل حتى يقيكم الله شر عدوكم الشيطان ذكر الله له انواع. ذكر بالقلب بالتفكر في خلق الله ونسبة النعم واليه سبحانه وتعالى ومشاهدة فعله في الكون ومن ذكر الله جل وعلا الذكر اللساني ومن ذكر الله سبحانه وتعالى ان يشتغل الانسان بالطاعات ومن ذكر الله عز وجل الوعظ وتذكير الخلق ومن ذكر الله عز وجل التعليم والتعلم ما تقدم انها من اسباب احتفاف الملائكة بالعبد ونزول الرحمات ذكر الله جل وعلا للعبد. فمن ثم تقربوا الى الله ببذل اوقاتكم في لتعلم العلم وتعليمه فهو من اعظم الاعمال الصالحة التي ترفع درجة العبد عند الله جل وعلا اسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين عدد من الاسئلة لعلنا نجيب على بعضها فيما يأتي. او ما تريدون جواب الاسئلة قال سؤال قال الله عز وجل ولو شاء لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك. ولذلك خلقهم فهذه الاية قد يفهم منها تسويغ الاختلاف. مع ان الله عز وجل قد نهى عن الاختلاف في مواطن. فقال ولا تكونوا كالذين واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات. الجواب ان الاختلاف مذموم. وان قوله ولا لا يزالون مختلفين ليس فيه تسويغ للاختلاف بل فيه بيان ان الاختلاف يخالف حال الرحمة ولذا قال ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك. اي ان من رحمهم الله فانهم لا يختلفون قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. هذا فيه بيان الغاية التي خلق العباد من اجلها. فهم خلقوا للعبادة ولم يخلقوا للاختلاف. انما الاختلاف من اسباب بعثة الرسل لردهم الى ما اراده الله جل وعلا منهم ارادة شرعية قال في قوله تعالى واذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه الطلاب في الدروس هل يجوز لهم الانصراف قبل ان يستأذنوا من المدرس شرايكم؟ لا احد ينصرف هذا الكتاب انما عني بالايات القرآنية التي يفهم التي قد يفهم منها وجود التعارض. لمن اجل درء هذا الفهم غير الصحيح السنة النبوية قد يوجد فيها مثل ذلك. وقد متعمد الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله. حي على الصلاة حي على الفلاح. قد قامت الصلاة الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله مع السلامة استووا تجدوا تقاربوا الخلل الله اكبر الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ما لك يوم اياك نعبد واياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم