بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين وخاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ابدأوا بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس السابع عشر من التعليق على ديوان النابغة الذبياني. وقد وصلنا الى قوله نورت اليك بحاجة لم تقضها نظر السقيم الى وجوه العود تجلوب قادمتي حمامة ايكة غدا اسف لذاته بالاثم ديك الاقحواني غداة غب سمائه جفت اعاليه واسفله نديز عم الهمام بانفاها بارد مقبله شهي المولد ولم اذقه انه عذب اذا ما ذقته قلت ازدد زعم الهمام ولم اذقه انه يشفى برجاريقها العطيش الصدي اخذ العذار عقده. فنظمنه من لؤلؤ متتابع لو انها عرضت لاشمط راهب عبد الاله سرورة متعبد لرنا لبهجتها. وحسن حديثها ولخاله خاله رشدا وان لم يرشد بتكلم لو تستطيع سماعه لدنت له اروى الهضاب بالصخد وبفاحم نبته كالكرم مال على الدعام المسند فإذا لمست لمست اخذ مجاثما متحيزا بمكانه ملء اليد واذا طعنت طعنت في مستهدفه راع بالمجسة بالعبير واذا نزعت نزعت عن مستحصف نزع الحزول بالرشاء المحصد الى وارد منها يا حور مصدر عنها ولا صدر يحور لمولدي واذا يعض تشده اعضاؤه عض الكبير من الرجال الادرد ويكاد ينزع جلد من اسلابه بنوافح مثل السعير الموقد. قال نورت اليك نورت اليك هذه المرأة بحاجة لم تقضها اي لم تقدر عليها على الكلام بها خوفا من اهلها او الرقباء ومثله قول اخر اشارت بطرف العين خيفة اهلها اشارة محزون ولم تتكلم. نظر السقيم اي كنظر المريض الذي لا يستطيع الكلام الى وجوه العوة جمع عائد وهو الزائر في المرض. تجلو بقادمتي حمامة ايكة بردا تجلو تكشف او تصقل بقاديمتين. آآ القادمتان الريشتان اللتان في مقدم الجناح. حمامة ايكة. حمامة واحدة الحمام وهو الطير المطوق المعروف. ملائكة واحد الايكي وهو الشجر الملتف. بردا يعني انها تصقل اه اسنانا كالبراد والبرد حب الغمام. اي اسنان في بياضها كحب الغمام. وسف اي ذرة ولذاته اي آآ اسف اي ذرة على لذاته الاثم. صفة لذاته بالاثم دي لذات جمع لذة وهي مغارز الاسنان منابت الاسنان حيث الموضع الذي تنبت فيه السن يسمى اللذا ويغلط العامة ويقولون اللثة هي اللذة لذات لذاته بالاثم ذي الاثم ذو حجر يكتحل به قالو اخواني يا اخوان نبت له نور ابيض. نبت اسود آآ له نور غداتي بكرة تغيب اي عقب سمائه اي مطره الاقحوان صبيحة ليلة ماطرة جفت يبسة اعالي واسفله ندي مبتل. شبه ثورها باقحوان مطرة ليلا. فحسد المطار ما عليه من الغبار وصف لونه ثم جف الماء من اعلاه فاشتد بياضه وحسن. زعم الهمام يعني لان النعمة يعني بذلك النعمان. لانه يصف امرأته. والهمام العظيم لهمتي او الذي اذا هم بالامر فعله. بان نفاه كيف مها بارد؟ اي بارد الريق عذب شهي مقبله مكان التقبيل منه شهي المورد زعما الهمام ولم اذقه انه عذب. اذا ما ذقته قلت ازدد زعم الهموم ولم اذك انه يشفى برية اي برائحة ريقه العاطيش المتصف بالعطش الصدي. الصدي والعطش معناهما متقارب لان الصدأ ايضا هو العطش. يعني انه لو يستنكهها الشديد العطش لذهب عطشه. يعني لو استنكه رائحته اخذ العذارى جمعة ذراع وهي الجارية البكر. عقد تلك المرأة ذنا ضمنه جمع الفعل كضرب العظم ينضب. مين لؤلؤ متتابع متشرد يتبع بعضه بعضا لو انها عرضت لاشمط راهب عبد الاله سرورة. يقول ان هذه المرأة لو عرضت اي ظهرت لاشمط. اشمطوا الذي خالط سواد شعره بياض اي بدأ في رأسه الشيب. راهب الراهب العابد عبد الاله صارورة سورة الملازم لصومعته. وبلغة الفقهاء يعبرون عن من لم يحج بالصارورة لا رانا اي ادام النظر لبهجتها اي حسنها. وحسن حديثها لكلامها. ولا خاله رشدا في ظنه رشدا الرشد والرشد فعل الخير وان لم يرشد. بتكلم اي كلام لو تستطيع اي تطيق سماعه لدنة اي قربت له. اروى انا ذو الوعود خصها لشدة نوفورها. الوعول تيوس الجبال انثاها اروى. وهي نافورة شديدة النفور. يقول ان كلامها فلو استطاعت تيوس الجبال ان تستمع الى كلامها لاستمعت وقربت منها. يعني اذا سمعته فانها تدنو منه لحسنه. مع شدة نفورها. والهضاب الجبال الصغار ويروى لو تستطيع كلامه اي لو تستطيع ايها المخاطب ان لجاءتك الاروية لانه يطربها. بتكلم لو تستطيع كلامه اي لو تستطيع ان تكلم بمثل هذا الكلام لدنت لك وعول الجبال وتيوس الجبال لاستحسانها لذلك الصوت وبزاحم اي شعر ذاحم شديد السواد رجل. الرجل هو الشعر يكون بين والجعودة. شعر اذا كان شديدا متراكبا غير مسترسل كشعور الحبشة. هذا يسمى الجعد. فان كان شديد ارسال سمي السبط. كشعور الفرس. وبينهما منزلة تسمى الرجل. وهو والذي ليس بجعد ولا بسبط. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم رجل الشعر. وبفاح من رجل اثيد في كثير وكذيب نبته. كالكرم يشبه بشجر الكرم وهو شجر العنب. ما لا على ادعام جمع دعامة عامت. وهي مساند تجعل للكرم اذا كثرت عناقيدها. الكرم من شجر العنب والعناقيد يعني ما يتدلى من العنب في اغصان شجرة الكرم فاحيانا يوضع آآ توضع مساند لاشجار لاشجار العنب يسمونها بادعاء. كالكرم مال على ادعام فاذا لمست لمست اخفا مجاهما اخثم اي عريضا في ارتفاع جاثما موضعه اصله الرابط اللاصق بالارض. متحيزا بمكانه ملء اليد. اي قدره قدر ملء اليد. يصف الشرف منها وقد افحش النابغة في هذه الابيات حتى قال بعضهم اه استبعد بعضهم ان تكون له واذا طعنت الطعنت في مستهدف اي في مكان مرتفع اي مرتفع المجسة مكان الجس اي اللمس بالعبير مقرمد مقرمد اي مطلي بالعبير اخلاط الطيب. العبير اخلاط طيب فيها زعفران. واذا انا زعت جذبت عن ذلك المكان فانك تنزع عن مستحصف اي ضيق قليل البلل. نزع الحزوار الغلام القوي بالرشاي اي كما ينزع الغلام القوي الرشاء اي حبل الدلو محصد اي المحكم الفتل. لا وارد منها يحور لمصدر عنها ولا صدر يحور لموردي. يقول لا وارد عن هذه للمرأة يحور ان يرجعوا لمصدر عنها. اي لا واردة اليها يبتغي الصدور عنها. فمن ورد اليها لا يبتغي صدورا ولا صدر يحور لموردي. اي فيها مقنع لكل من نالها. فلا يمد عين الى غيرها. يعني ان ما صدر عنها لا لا تحور كيحور لغيرها. ومن فرض عنها لا يبتغي صدورا ايضا عنها ففيها مقنع لمن نالها. فمن نالها لا يمد عينيه الى غيرها. واذا يعض ان يمسك والضمير لموضع الشرف منها اا تشده اعضاؤه الكبير من الرجال اي كما يعض الكبير من الرجال الادرك. الذي سقط مقدم اسنانه. ويكاد ينزع جلد ان يصلى به بلوافح اي محرقات مثل السعير الموقد وقلنا ان النبغة افحش في هذه الابيات ولا تشبه شعره. آآ هو صاحب ذو حكمة ورزانة في غالب شعره كما هو معلوم. ونقتصر على هالقدر سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك