ما الذي استثناه الله تعالى بقوله الا بما شاء ما دل عليه قوله وما اوتيتم من العلم الا وهو القليل. ذاك هو المستثنى فعلم الله سبحانه وتعالى لا حد له بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا هو المجلس الثاني من مجالس التعليق على مقدمة الرسالة لابن ابي زيد القيرواني رحمه الله وقد تناولنا فيما تقدم الحديث عن التوحيد وذكرنا امامة وجملة صالحة تتعلق في قواعد توحيد الاسماء والصفات ثم قال المصنف رحمه الله ليس لاوليته ابتداء ولا لاخريتهم قضاء ولا يبلغ كنه صفته الواصفون ولا يحيط بامره المتفكرون يعتبر المتفكرون باياته ولا يتفكرون فيما اية ذاته ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم هذا في سياق التعريف بالله تعالى وقد تقدم لنا ان التعريف بالله تعالى يكون بالنفي وتارة يكون بالاثبات واعتبر ذلك بسورة الاخلاص قل هو الله احد. اثبات الله الصمد. اثبات. لم يلد نفي ولم يولد نفي ولم يكن له كفوا احد نفي تأمل قول الله تعالى في اية الكرسي الله لا اله الا هو نفي واثبات الحي القيوم اثبات لا تأخذه سنة ولا نوم. نفي له ما في السماوات وما في الارض اثبات. من ذا الذي يشفع عنده؟ نفي الا باذنه اثبات يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم اثبات ولا يحيطون بشيء من علمه نفي الا بما شاء وسع كرسيه السماء السماوات والارض ولا اثبات ولا يؤده حفظهما نفي وهو العلي العظيم اثبات هكذا يتعرف الله الى عباده بالنفي والاثبات. وهكذا كل شيء لا تتم معرفته الا بالنفي والاثبات فذكر ها هنا جملة من جمل النفي لكنه نفي مأثور لان الافراط في النفي فقط طريقة المتكلمين فقد عرفوا الله تعالى بالسلوب واقتصروا على ذلك. او غلب عليهم ذلك مع ان طريقة القرآن هي الاثبات المفصل والنفي المجمل لكن وجد في القرآن نفي مجمل ونفي مفصل لما دعا المقام الى تفصيله وجود شبهة سابقة آآ شبهة الولد او اه اه وهم متوهم حصول العجز من جراء خلق السماوات والارض فقال تعالى الاولى لم يلد ولم يولد وقالت الثانية وما مسنا من لغوب. واما ما سوى ذلك فهناك مجمل ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا احد. ولا تضربوا لله الامثال الا تجعلوا لله اندادا وهكذا فلننظر في هذه الجمل التي آآ ذكرها المؤلف رحمه الله قال ليس لاوليته ابتداء ولا لاخريتهم قضاء هات هذي الجملتان يغني عنهما قول الله عز وجل هو الاول والاخر فان اسمه الاول يدل على سبقه للاشياء واسمه الاخر يدل على بقائه ودوامه سبحانه ولن نجد تفسيرا افضل من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم فقد فسر هذين الاسمين الكريمين بقوله اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء شهادة نيلسمان يدلان على احاطة الله الزمانية كما ان الاسمان الاخران كما ان الاسماء كما ان الاسماء الاسمين الاخرين الظاهر والباطن يدلان على احاطته المكانية فقال النبي صلى الله عليه وسلم وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطن فليس دونك شيء وصارت هذه الاسماء الاربعة تدل على احاطة الله تعالى احاطة مطلقة. زمانية ومكانية ليس لاوليته ابتداء. قال الله قال النبي صلى الله عليه وسلم كان الله ولم يكن شيء قبله ولا لاخريته انقضاء ويبقى وجه رب كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ولا يبلغ كنه كنه صفته الواصفون قال الله تعالى ولا يحيطون به علما سبحانه اي عقل يمكن ان يحيط بالله مستحيل الله تعالى اعظم من ان يحيط به احد من خلقه. ولهذا قال لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار واحد التوجيهين لقوله لا تدركه الابصار اي لا تحيط به الابصار فهي وان نظرت اليه لكنها لا تحيط به آآ وتدركه فلا يبلغ كره صفته الواصفون لا نستطيع ان نصفه الا بما اعلمنا من صفته وقد اعلمنا الله من صفته ما تحصل به عبادته ولا يحيط بامره المتفكرون. يعني مهما امعن وادمن الناظر امر ربه فانه لا يمكن ان يحيط به مهما اتلف ذهنه في التبكير والله تعالى لا يقع لا يحيط به الفكر سبحانه لا تبلغه الاوهام ولا تحيط به العقول لكن يعتبر المتفكرون باياته كأن الشيخ رحمه الله لما حجب العقل عن ادراك كنه الباري بين وظيفة العقل الصحيحة والسليمة التي ينبغي ان يشتغل بها وهي التفكر باياته وايات الله تعالى نوعان ايات كونية وايات شرعية فاياته الكونية ما بث في السماوات والاراضين من الايات الباهرات كالشمس والقمر والليل والنهار والنجوم والجبال والشجر والدواب فهذه الايات ايات افاقية اذا تفكر فيها المتفكر سبح في بحار لا ساحل لها وافاق لا منتهى لها اوقفته على عظيم خلق الله هو بديع صنع صنعه. ولهذا ندب الله عباده للنظر فقال قل انظروا ماذا في السماوات والارض وما تغني الايات النذر عن قوم لا يؤمنون ان الغفلة عن النظر في ملكوت السماوات والارض مجلبة البلادة وقد عاب الله تعالى على اولئك الذين لا يعملون عقولهم وافكارهم في ملكوت السماوات والارض بل دعا الله تعالى المشركين الى النظر تأملوا يا كرام في قول الله تعالى الم نجعل الارض مهادا والجبال اوتادا وخلقناكم ازواجا وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا وبنينا فوقكم ابعد شدادا وجعلنا سراجا وهاجا وانزلنا من المعصرات ماء دجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات الفافا. ان كل من هذه الجمل تستحق محاضرة كاملة. لو اراد الانسان ان يعني يتدبر في اثارها ومعانيها افرأيتم ما تمنون؟ افرأيتم ما تحرثون؟ افرأيتم الماء الذي تشربون؟ افرأيتم النار التي تورون في هذا ساح فساح للعقل ان يسرح الطرف والعقل في النظر في هذه الايات التي تدل على الله عز وجل ولهذا قال ابن المعتز وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد تأمل في نبات الارض وانظر الى اثار ما صنع المليك عيون من لجين ناظرات باحداق هو الذهب السبيك على قضب الزبرجد شاهدات بان الله ليس له شريك ان قلب المؤمن اذا صرح طرفه في النظر في ملكوت السماوات والارض فكأنما يستحم وكانما يعود خلقا جديدا ولكن لا تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. ها انتم ترون الماديين عندهم من المعارف والعلوم في الفلك والجيولوجيا والفسيولوجيا وغيرها من العلوم التي انفتحت ومع ذلك لا ينتفعون بها. لان قلوبهم محجوبة لا ينظرون بنور الله وتأمل فيما سطر ابن القيم في مفتاح دار السعادة ومشهور اهل العلم والارادة من التفكر في مخلوقات الله تعالى يجعلك تبحر في رحلة انسية قدسية ترى فيها من السعادة والحبور والفرح والسرور ما لا تصفه الكلمات لانه ينظر بنور الله ويبصر بصر المؤمن الواعي الذي يرى الحقائق من وراء الاشكال والمظاهر لهذا ندبنا ربنا عز وجل الى ان نخرج من الالف والعادة. نتفكر في المخلوقات. افلا ينظرون الى الابل كيف والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت. هذه من موارد الايمان ودلائل الايمان فهذا نوع التفكر في اياته الكونية النوع الثاني هو التفكر في اياته الشرعية. اعني بها اية القرآن العظيم فان التفكر فيها من ينابيع الايمان. فاذا امعن النظر تدبر امعن الانسان النظر في تدبر كتاب الله اورثه ذلك من الدلائل الايمانية ما لا حد له ولا وصف افلا يتدبرون القرآن افلم يتدبروا القول كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب فمن تدبر القرآن وما فيه من العباد والعبر والدلائل والحقائق ان تعش قلبه وزاد ايمانه واستدل به على ربه عز وجل فاذا يجب ان يوجه العقل لما خلق له مما خلق له العقل ان يتفكر في الممكن كهذه الايات والدلائل الكونية والشرعية اما ما لا يمكنه فهو التفكر في حقيقة الرب سبحانه فهذا امر دونه ودونه المحال. لهذا قال المؤلف ولا يتفكرون فيمائية ذاته وفي بعض النسخ في ماهية ذاته والمعنى متقارب والمراد بها حقيقة ذاته فان هذا ممتنع. ولا يتفكرون في مائية ذاته ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء ومهما بلغ الناس من العلوم فان علومهم نقطة من بحر ولما لقي موسى عليه السلام الخضر واراد ركوب السفينة جاء عصفور فوقع على حرف السفينة. فنقر بمنقاره في البحر نقرة او نقرتين وقال موسى للخضر قال الخضر لموسى يا موسى ما تظن ان هذا العصفور نقص من ماء البحر وقال موسى وما عسى ان ينقصها من ماء البحر فقال يا موسى فان علمي وعلمك وعلم الناس جميعا في علم الله كما نقص هذا العصفور من ماء البحر يتباهى بعض المعاصرين بان العلوم قد اكتشفت والمعارف قد احيط بها. وان وما اوتيتم من العلم الا قليلا كان فيما مضى اما الان فقد تغير الحال. الى غير ذلك ذلك من العبارات الكفرية هذا في الحقيقة طعن ومخالفة للواقع وكذب. فجميع معارف الناس مهما كبرت وكثرت وامتدت واتسعت ان هي الا من ذلك القبيل الذي استثناه الله عز وجل قال وسع كرسيه السماوات والارض الكرسي خير العرش بل قد جاء مفسرا من كلام ابن عباس بانه موضع القدمين وجاء في اثار ما السماوات السبع والاراضين السبع عند الكرسي الا كحلقة من حديد القيت في فلاة من الارض وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة هذا الكرسي وسع السماوات والارض ولا يصح تأويل او تحريف الكرسي بغير هذا المعنى يقال المراد بالكرسي كرسي العلم بالعلم. هذا تحريف وايضا لا يصح ان ان يفسر الكرسي بالعرش. فالعرش اعظم من الكرسي. وكلاهما خلق عظيم لله تعالى خلق حقيقي ولا يؤوده حفظهما اي لا يثقله ولا يكرثه ولا يعجزه حفظ السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم هو العلي سبحانه في ذاته وصفاته له علو الذات وله علو الصفات له علو القدر وله علو القهر ذلك ان العلو انواع لا يمكن ان ان نقسم العلو الى ثلاثة انواع النوع الاول علو القدر ويسمى علو الصفات وهو ما دل عليه قول الله تعالى ولله المثل الاعلى وله المثل الاعلى فله سبحانه من كل وصف اكمله واعلاه له من السمع اعلاه ومن البصر اعلاه ومن العلم اتمه ومن القدرة اكملها اكملها فسبحانه وبحمده له علو القدر. له علو القهر لان علوه سبحانه ايضا يدل على قهره كما قال تعالى وهو القاهر فوق عباده علا عليهم وقهرهم فلا يخرج احد عن سلطانه وهذان النوعان متفق عليه ما بين اهل القبلة. لا يمكن ان ينازع فيهما مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وانما وقع النزاع في النوع الثالث وهو علو الذات. وما كان ينبغي ان يقع في ذلك نزاع فقد توافرت الادلة على اثبات ان الله سبحانه بذاته فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه ليس فيه شيء من خلقه ولا في خلقه شيء منه. هذه عقيدة السلف قاطبة دل عليها الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة لكن لما فسدت علوم المتكلمين بما تلقفوه من المنطق اليوناني والفلسفات الواردة نشأ عندهم شذوذ وشغب على ما كان يعتقده السلف فانكر علو الذات فمنهم من قال في كل مكان ومنهم من قال لا في مكان ومنهم من نفى الجهات الست لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا امام ولا خلف ولا محايد ولا مجانب ولا محاذي ولا ولا ولا حتى قيل لو طلب ان يفسر العدم ما فسر باحسن من هذا. سبحان الله يعني اذا نفيت جميع الجهات اين اين الله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله؟ قالت في السماء قال اعتقها فانها مؤمنة وقال بعض الشافعية ان في القرآن العظيم الف دليل. وبعضهم قال الفي دليل على اثبات علو الذات. يعني على ان الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه ليس فيه شيء من خلقه ولا في خلقه شيء منه غير ممتزج ولا حال بهم هذا علو الذات الذي اجمع عليه السلف وجاء به ناطق الكتاب وصحيح السنة ودل عليه العقل والفطرة حتى الفطرة الناس مفطورون على اعتقاد ان ان ربهم في اعلى العلو وانه ليس فوقه شيء وجرى في مجلس النقاب المعالي الجويني وهو من كبار الاشاعرة الذين كانوا يأولون الصفات الفعلية والخبرية ان قرر بمسمع ممن بين يديه فقال كان الله ولا شيء وهذا مسلم وهو الان على ما كان عليه يريد بالجملة الثانية ان يعرض بنفي الاستواء. يعني ان يكون الله قد استوى على عرشه فتنبه لهذا رجل يقال له ابو جعفر الهمداني فقال له يا امام كان يلقب بامام الحرمين فقال له يا امام دعنا من ذكر العلو والاستواء لمراده قال دعنا من ذكر العلو والاستواء. واخبرني عن هذه الضرورة التي يجدها احدنا في قلبه. ما قال عارف قط يا الله الا وجد في قلبه ضرورة بطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة فجعل الجويني يلطم على رأسه ويقول حيرني الهمداني حيرني الهمداني استدل عليه بدليل فطري لم يملك له جوابا واقوى من الدليل الفطري الدليل النقلي فالقرآن مليء بالادلة التي تدل على اثبات علو الله وانه العلي الاعلى المتعالي والفوقية وانه فوق عباده يخافون ربهم من فوقهم وانه فوق السماوات امنتم من في السماء؟ ام امنتم من في السماء وكذلك ان الاشياء تصعد اليه اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ورفع الاشياء اليه وعروجها اليه تعرج الملائكة والروح اليه بل رفعه الله اليه ونزول الاشياء منه وهكذا ادلة كثيرة والسنة كذلك تدل على هذا عجبا لقوم ينكر هذا النوع من العلو وهو مركوز في الفطر متوافر في النصوص فعلو الله تعالى اذا يشمل علو الذات وعلو القدر وعلو القهر. وهو العظيم له العظمة المطلقة سبحانه في ذاته وصفاته وافعاله وهذا الختام الذي ختم به هذه القطعة مأخوذ مقتبس من اية الكرسي من قوله ولا يحيطون بشيء من علمه الى العلي العظيم وهي اعظم اية في كتاب الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بن كعب قال اي اية في كتاب الله اعظم قال قلت الله ورسوله اعلم تأدبا مع النبي صلى الله عليه وسلم قال فاعاد علي. فقلت اية الكرسي. قال ليهنك العلم ابا المنذر يعني هنيئا لك العلم ابا المنذر قال رحمه الله العالم الخبير. المدبر القدير السميع البصير. العلي الكبير. الله اكبر. هذه من اسماء الله الحسنى واسماء الله الحسنى لا حد لها ولا فان فانها لا تتناهى له الاسماء الحسنى سبحانه وبحمده ولكن يمكن ان ندرك منها ما حده لنا نبينا صلى الله عليه وسلم وهو تسع وتسعون فقد قال ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدة من احصاها دخل الجنة لكن هذا لا يدل على الحصر هذا الاسلوب لا يدل على الحصر. وانما يدل على ان ثم هذا العدد الذي من ادركه من احصاه دخل الجنة واحصاؤه يكون بعده واستنباطه من نصوص الكتاب والسنة ومعرفته ثانيا بمعرفة معناه وما يدل عليه ثالثا بالعمل بمقتضاه اذا حقق الانسان ذلك فقد احصاه فاذا علمت مثلا ان الله هو السميع فعليك ان تعلم ان السمع يعني ادراك الاصوات وناتج ذلك من يحجزك علمك بان الله سميع ان تتفوه بما يسخطه من غيبة ونميمة وشتيمة وقذف وان يحملك ذلك على التفوه بما يرضيه من تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير قل مثل ذلك في البصير وهكذا في بقية الاسماء. فهذا هو احصاء اسماء الله الذي يوجب الجنة فهو سبحانه العالم ولئن قال قائل غيره يوصف بالعلم ايضا والسمع والبصر. نقول نعم وصدقت لكن شتان بين علم وعلم وسمع وسمع وبصر وبصر نعم قد قال الله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه وهو السميع البصير. وقال عن عبده انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. لكن ليس سمع كسمع ولا بصر كبصر فان هذه فان الاتفاق في الاسماء لا يلزم منه الاتفاق في المسميات والحقائق هذا امر يجب العلم به لانك به تقطع حجج المعطلة هذه الالفاظ ذات معان مطلقة مشتركة في الاذهان اذا اضيفت الى الاعيان اختصت بمن اضيفت له كيف ذلك السمع سواء اضيف الى الله او اضيف الى المخلوق له معنى في الذهن. يعني ادراك الاصوات البصر سواء اضيف الى الله او اضيف الى المخلوق له معنى مطلق في الذهن بمعنى ادراك المرئيات فهو فالاشتراك انما يكون في الاذهان بالمعنى العام المشترك المطلق الكلي لكن في خارج الاذهان في الاعيان يتخصص. فاذا اضيف الى الله صار المثل الاعلى. واذا اضيف الى المخلوق صار المثل الادنى ينبغي ان ان نفهم هذا جيدا لنقطع بذلك حجة المعطلة الذين يزعمون ان اثبات الصفات لله يقتضي تشبيها فنقول اين التشبيه؟ الاشتراك انما هو في اللفظ وفي الذهن واما في الخارج والاعيان فبحسب ما من اضيف اليه. بل يا رعاكم الله هذه الالفاظ تتفاوت حتى بين المخلوقين انفسهم هذه الالفاظ تضاف الى المخلوقين وتتفاوت مثلا سمع للانسان سمع محدود هل التقاطنا للاصوات مثل التقاط الرادار مثلا الرادار يلتقط الموجات يعني التي لا تلتقطها الاذن ومع ذلك هذا سمع وذاك سمع البصر يقولون مثلا الانسان لا يرى ما فوق البنفسجية وتحت الحمراء في الفيزيا وهناك مخلوقات ترى ما فوق ما تحت اختلاف الذبذبات والموجات الصوتية موجود بين الكائنات فبينها تفاوت في سمعها وبصرها. بل حتى في الادوات نقول عن هذه ونقول عن اكرة الباب يد لكن لما قيل يد انسان اكتسبت معنى خاصا. واذا قلنا يد الباب اكتسبت معنى خاصا. فاذا كان هذا التفاوت في الحقائق في اسماء مشتركة بين المخلوقات فلا ان يكون التفاوت بين الخالق والمخلوق من باب اولى. فاين يذهبون اين يذهب اولئك المتكلمون الذين ينكرون الصفات بدعوى انها تستعمل في حق المخلوق يقال ان الاتفاق في الاسماء لا في الحقائق والكيفيات والكن والذات اذا هو سبحانه العالم وعلم الله تعالى غير مسبوق بجهل ولا يلحقه نسيان وعلم المخلوق مسبوق بجهل. الله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا ويلحقه النسيان. ومنكم من يرد الى ارذل العمر اي لا يعلم ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكي لا يعلم من العلم شيئا من بعد علم شيئا فتتبخر هذه المعلومات وتضمحل وتتلاشى ويعود كما بدأ. اما علم الله فغير مسبوق بجهل ولا يلحقه الخبير يعني العليم بتفاصيل الامور الدقيقة. المدبر لانه يدبر الامر من السماء الى الارض ويعلم سبحانه وتعالى عواقبه. لان التدبير مأخوذ من الدبرة وهو العلم بما يعقب الشيء فهو سبحانه يقضي ويقدر مع علمه بما تؤول اليه الامور. لذلك كان مدبرا القدير والقدرة وصف يتمكن فيه من الفعل من غير عجز الخلاف القوي فهو وصف يتمكن فيه من الفعل من غير ضعف السميع الذي يدرك الاصوات قالت عائشة رضي الله عنها الحمدلله الذي وسع سمعه الاصوات لقد جاءت المجادلة تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم واني لفي جانب الدار يخفى علي بعض كلامها. وقد سمعها الله من فوق سبعة ارقعة ارأيتم؟ فرق بين سمع وسمع. المخلوق له سمع لكن سمعه محدود والله تعالى له سمع يسمع من فوق سبعة ارقعة وكذا البصر فهو سبحانه يرى ويسمع النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء. سبحانه وبحمده اه هو العلي وقد تقدم الكبير سبحانه في ذاته واسمائه وصفاته هذه جملة من الاسماء الحسنى التي يجب اثباتها لله سبحانه وتعالى اثباتا لا تحريفة فيه ولا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل. ولا تكييف ولا اه عبث باي شكل من الاشكال قال وانه فوق عرشه المجيد بذاته نعم هكذا نطق الشيخ وكتب وقد شقي بهذه الجملة كثير من الشراح المتأخرين شق عليهم يعني تحقيق الاثبات في العلو لانهم على خلاف عقيدته ابن ابي زيد القيرواني شأنه شأن السلف المتقدمين يثبتون علو الله تعالى بذاته فوق سماوات فوق عرشه اما المتأخرون فانهم منكرون علو الذات. ويقولون الله في كل مكان تعالى الله عما يقولون فلما قال ها هنا بذاته قالوا هذا مما يؤخذ عليه. سبحان الله! من الذي يؤاخذه على هذا؟ وهو رحمه الله لم ينفرد بهذه الكلمة بل قد قالها غيره من من ائمة المسلمين وحفظ ذلك في مكتوباتهم صحيح ان هذه اللفظة بذاته لم ترد في النص لكن مقام مقارعة الحجة غير مقام التقرير. فلما وجد في ممن ينتسب الى الاسلام من ينكر علو الذات الحال اهل العلم والايمان الى تأكيد ذلك بجمل وعبارات مثل قولهم بذاته ومثل قولهم بائن من خلقه ليقطعوا دعوى الجهمية الذين يزعمون حلول الله تعالى في الاشياء ويقولون هو في كل مكان استعان اهل السنة ببعض الجمل التوظيحية التي تزيد في بيان المعنى وتؤكده كما هذه الكلمة وحاول آآ اصحاب المصنفات المتأخرة في شرح هذه المقدمة ان يعبثوا بهذه اللفظة وان يحيلوها على كلمة اخرى ولكن انى لهم الكلام بين وقد سبق اليه. وكذلك تبعه عليه من بعده من بعد فهم من عبارات السلف رحمهم الله فهو سبحانه فوق عرشه المجيد فوق عرشه المجيد بذاته يوصف عرشه بالمجد وهذا كما في سورة البروج تم قراءة اخرى قال الله تعالى ذو العرش المجيد وقراءة العرش المجيد قد تكون صفة للرب وقد تكون صفة للعرش لكن المقطوع به انه سبحانه فوق عرشه وقد جاء في السنة لما خلق الله الخلق استوى على عرشه وهو سبحانه فوق عرشه وهذه الفوقية فوقية ذاتية فهو بذاته سبحانه فوق عرشه ليس مختلطا بخلقه كما تزعم حلولية الجهمية ثم قال وهو في كل مكان بعلمه سبحانه وفي كل مكان بعلمه لا بذاته تعالى الله عن ذلك بل معلومه في كل مكان. قد علم كل شيء في كل موضع. قال الله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم هذه المعية هي معية العلم قال الامام احمد رحمه الله ابتدأ الاية بالعلم وختمها بالعلم قال الله في مستهل هذه الاية الم ترى ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض. ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ثم ختمها بقوله ان الله بكل شيء عليم فليس معنى هذه المعية انه سبحانه معهم في الارض تعالى الله عن ذلك. بل هو سبحانه فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه لكن يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور فلا يلزم من المعية المخالطة والممازجة لان لفظ المعية في اصل وضعه في اللغة يعني مطلق المقارنة والذي يحدد هذا الاطلاق هو السياق والقرائن فاذا قلت مثلا اه جعلت الماء مع اللبن فهذه ممازجة واذا قلت مثلا لمن وقع في حفرة لا تخف انا معك لست معه في الحفرة لكن اردت بذلك العون والتأييد واذا قال الشرطي للجاني اذهب وانا معك فقد اراد بها التهديد واذا قال الرجل وهو في المشرق وامرأته في المغرب امرأتي معي اراد المعية الحكمية يعني انها في عصمتي لم افارقها بطلاق تبين بهذا بل احدنا يقول ما زلت اسير والقمر معي ولم يتأبط القمر او يضعه في جيبه. والقمر في السماء وهو في الارض هذه المعية في اصل وضعها في اللغة تدل على مطلق المقارنة ويحدد هذا الاطلاق السياق والقرائن آآ والاضافات الله تعالى له معية العلم سبحانه وبحمده لا معية الممازجة والمخالطة قال مالك رحمه الله اه الله في السماء وعلمه في كل مكان. الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان يعني من علمه نقل ذلك عنه ابن عبدالبر في التمهيد اه وبعد ان ذكر هذه الامور المتعلقة باسماء الله تعالى وصفاته ذكر بعض مفعولاته فقال خلق الانسان ويعلم ما توسوس به نفسه وهذه مشتقاة من اية قرآنية وقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه وخلق الانسان باب عجيب وبديع والتفكر فيه لا تنقضي عجائبه لمن وهبه الله تعالى بصيرة يستدل بها على وقدرة الله تعالى وبديع صنعه خلق الانسان الرحمن القرآن خلق الانسان علمه البيان وفي انفسكم افلا تبصرون في خلقك ايها الادمي من العجائب ما الله به عليم. وفي علم وظائف الاعضاء علم الفسيولوجي الحديث ما يبهر العقول خلق الانسان في عينيه واذنيه وبشرته جهازه التنفسي والهضمي والعصبي. امور تذهل العقول وتدل على اه قدرة الله تعالى قال ويعلم ما توسوس به نفسه. اذا آآ اقتران الخلق والعلم اقتران الخلق والعلم كثير في القرآن الله خلق الانسان ويعلم ما توسوس به نفسه. والوسوسة ايها الاخوة هي الصوت الخفي كما قال الاعشى تسمع للحلي وسواسا اذا انصرفت. كما استعان بريح عشرق زجلوا يعني الصوت الذي يسمع من صرير الحلي يسمى وسواس الصوت الخفي هو الوسواس حديث النفس يسمى وسواس. ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه فانت الى جوار صاحبك وصاحبك تحدثه نفسه وانت تحدثك نفسك باشياء ومع ذلك لا احد منكما يعلم مما يجول بخاطر صاحبه. والله يعلم ذلك من فوق سبعة ارقعة يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور فهذا يدل على كمال علمه سبحانه وتعالى. وهو اقرب اليه من حبل الوريد يعني اقرب اليه سبحانه بملائكته وعلمه من حبل الوريد وفي حديث ابي موسى انهم كانوا في سفر موضعا فضجوا بالدعاء والتكبير فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا. ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته لم يرد ان الله تعالى بين الراكب وعنق الراحلة بذاتك تعالى الله عن ذلك. وانما اراد ان الله بعلمه وملائكته وكتبته اقرب الى هذا من عنق راحلته واعظم من ذلك ما في الاية ونحن اقرب اليه من حبل الوريد ما حبل الوريد هو العرق الخارج من القلب لعله الاورطى. حبل الوريد يعني كأن القلب يتعلق به والله تعالى اقرب اليه آآ بملائكته وعلمه من حبل الوريد فدل ذلك على كمال قربه سبحانه وبين ايضا من بعض مظاهر علمه فقال وما تسقط من ورقة الا يعلمها. الله اكبر ورقة يعني نكرة في سياق الشرق ما تسقط الا يعلمها والنكرة في سياق الشرط تدل على العموم انت لو وكل اليك لو وكل اليك ان تحصي ما يتساقط من شجرة بيتكم او التي على رصيف شارعكم ما استطعت احصاءها ولا تمكنت ولا وجدت في ذلك مشقة هائلة تخيل هذه الغابات التي مد البصر في المناطق الاستوائية والقطبية وغيرها ما تسقط من ورقة وتتهادى حتى تقع على الارض الا يعلمها سبحانه وبحمده ثم ماذا ولا حبة في ظلمات الارض. الله اكبر. حبة في شق من شقوق الارض تكشف احيانا وانت في الصحراء صخرة فتجد ان قد جمع بعض الحبيبات. ما من حبة الا وقد علمها الله. في ظلمات الارض قد علمها الله ما لا يحصي ذلك الا الله سبحانه وتعالى ولا رطب ولا يابس. والرطب هو ما تحله الحياة وينبت. واليابس ما ليس كذلك. والدنيا كلها ما بين رطب وياب الله تعالى يعلمه ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين ولعلكم تلاحظون يا كرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ التصاق الشيخ بالنص القرآني. وهكذا يجب على اهل العلم ان تكونوا ان تكون عباراتهم دوما مستمدة من الكتاب والسنة. وان يزينوا مقالاتهم وخطبهم وخطبهم في اه اهل الكتاب والسنة ويكبس من من النور الحكيم. فيكون تنزيلا من التنزيل هكذا ينبغي اه ان يبين الانسان وان يعتمد طريقة القرآن في البيع فهذا كله مما مضى يدل على عظم خلق الله وعظم علم الله واحاطته بكل شيء وتفصيل ذلك يطول قال على العرش استوى وعلى الملك احتوى هذه مسألة الاستواء التي شرق بها المتكلمون وطاب بها نفسا وقر بها عينا المؤمنون فقد ذكر الله تعالى الاستواء في القرآن في سبعة مواضع في ستة منها في لفظ ثم استوى على العرش وفي السابع الرحمن على العرش استوى فما اجلها وما ادقها للدلالة على المقصود فما الاستواء استوى وردت في القرآن العظيم على ثلاث استعمالات على ثلاثة استعمالات تأتي مطلقة وتأتي مقيدة بإلى وتأتي مقيدة بعلى فتأتي مطلقة كما في قول الله تعالى ولما بلغ اشده واستوى هكذا اطلق فيكون معناها حينئذ اي كمل وتم كما يقول الناس مثلا استوى الزرع او استوى الطعام مستوى الزرع يعني اكتمل نموه استوى الطعام يعني كمل نضجه فهي تدور على معاني الانتهاء والكمال وتأتي مقيدة بالاء قول الله تعالى ثم استوى الى السماء وهي دخان فحينئذ يكون معناها قصدا بارادة تامة تكون استوى الى السماء يعني قصد وعمد وتأتي مقيدة بعلى كقول الله تعالى وخلق لكم من الفلك والانعام ما تركبون لتستووا على ظهوره سيكون معناها حينئذ علا واستقر وعلى هذا فقول الله تعالى الرحمن على العرش استوى بمعنى علا وهي تدل على العلو قطعا بلغة العرب الاستواء استواء الله على عرشه معناه علوه عليه علوا يليق بجلاله وعظمته لا يماثل استواء المخلوقين فلا يقولن قال كيف الاستواء من صفات المخلوقين؟ قلنا سبحان الله اليس السمع والبصر من صفات المخلوقين فحينئذ يقول لكن المخلوق له سمع يليق به والله له سمع يليق به. قل له والمخلوق له السواء يليق به والله له يليق به سواء بالسواء القول في بعض الصفات كالقول في الباقي لماذا تفرق الصفقة لماذا تقيس او تكيل بمكيالين القول فيهما واحد كل ما اضيف الى الله من الصفات المعنوية والخبرية والفعلية فهو لائق به وما اضيف الى المخلوق من هذه الاشياء فهو يليق به فما يلزمك في هذا يلزمك في هذا تفر اذا الواجب ان نثبت الاستواء لله تعالى كما اثبته لنفسه ونعلم انه من الصفات الفعلية فان الله تعالى حين خلق السماوات والارض لم يكن مستويا على العرش فلما خلقهما استوى. والدليل على ذلك لفظة ثم لان ثم تفيد الترتيب والتراخي فلما خلق الله السماوات والارض استوى على العرش فهذا يدل على احد الفرقين بين لفظ العلو بين صفة العلو وصفة الاستواء وصفة العلو لله تعالى صفة ذاتية. لا يمكن ان يتصف بنقيضها وهو السفلي وصفة الاستواء صفة فعلية لانها متعلقة بمشيئته ان شاء استوى وان شاء لم يستوي واما الفرق الثاني فان العلو قد ثبت بالعقل والنقل العلو لله ثبت بالعقل والنقل النقل كما ذكرنا لكم تم اكثر من الف دليل في القرآن على اثبات العلو. والعقل يقضي بان العلو صفة كمال والله مستحق اما الاستواء فدل عليه النقل دون العقل لان العقل يمنعه لكن العقل لا يستقل باثباته فمهما امعنت الانسان في التفكير دون وجود الدليل في ان الله استوى على العرش لا يمكن ان ان يهتدي لذلك الا بالنقل. لا يمكن ان يهتدي اليه بمجرد العقل. فهذان فرقان بين صفتي العلو والاستواء والمقصود انه يجب علينا ان نثبت الاستواء لله ويحرم تحريف الاستواء الى الاستيلاء كما فعل ذلك المتكلمون فانهم بهذه الاية وامثالها وقالوا كيف يكون يقال الرحمان على العرش استوى. هذا يدل على انه يفعل الشيء بعد ان لم يفعله. وماذا في هذا الفعل جنس الفعل قديم ولكن احاده تتجدد وليس في ذلك منقصة في حق الرب هم يأتون يا كرام بعبارات ليست اثرية نبوية قرآنية وانما من نحت افكارهم كان يقول مثلا الله تعالى منزه عن حلول الحوادث يقول لهم ماذا تقصدون بهذه الجملة؟ هذه ليست اية ولا حديث. لكي نذعن لها باطلاق لابد من التمييز كما قلنا في قسم ما لم يرد فيه نفي ولا اثبات. ماذا تقصدون بالحدوث ان قصدتم بالحدود ان الله طرأ عليه وصف لم يكن له من قبل فنعم الله تعالى كامل باسمائه واوصافه وان اردتم بالحدوث ان الله لا يفعل ما يشاء فلا ولا كرامة لكم ان الله تعالى فعال لما يريد. وليس في احداثه لقول او فعل نقص فان جنس ذلك القول وجنس ذلك الفعل قديم لكن احاده وافراده تتجدد فكما ان الله تعالى له صفة الكلام وهو يتكلم متى شاء كيف شاء بما شاء. كذلك له صفة الفعل يفعل ما شاء متى شاء كيف شاء سواء بسواء لابد لك يا طالب العلم ان تعي هذه المزالق لان هؤلاء الملبسين لان هؤلاء الملبسين يأتون بمثل هذه الجمل المبهرجة لكي يشوش على المؤمن الحنيف ربما آآ اذعن لهم ووافقهم ثم استذلوه واستدرجوه الى موافقتهم في نفي ما اثبته الله لنفسه او اثبته له نبيه لذلك هم قالوا لا استوى معناها استولى. من اين لكم ذلك؟ عندكم اية حديث سبع ايات في القرآن تقول استوى. لو كان المقصود استولى لجأت واحدة من هذه السبع باللفظ الذي زعمتموه هل قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل قال ذلك الصحابة؟ التابعون من اهل الحديث في القرون الفاضلة من اين لكم ذلك؟ هم مقرون بان هذا من بنات افكارهم ومن اقتراحاتهم وزعموا وانهم اتوا بهذا اللفظ آآ لكي ينزهوا الله يحموا عقول العوام في زعمهم عن لوثة التمثيل وليت العوام سلموا منهم ليتهم ابقوهم على لفطرتهم سلموا من هذه المداخلات والتشويهات التي اتى بها المتكلمون الحق الشيخ رحمه الله هذه الجملة المحكمة على العرش استوى بجملة اخرى تقطع الطريق على مؤول الصفات فقال وعلى الملك احتوى لان اولئك فسروا الاستواء بالاستيلاء على الملك فالشيخ رحمه الله فصل بينهما فقال على العرش استوى وعلى الملك احتوى. هذه غير تلك فقطع عليهم الطريق ولهذا شرقوا بهذه الجملة وضاقوا بها ذرعا وحاولوا واعتبروها من المؤاخذات عليه آآ قال وله الاسماء الحسنى والصفات العلى. لم يزل بجميع صفاته واسمائه. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين