وتعالى كالتفريط في الصلوات او في الصيام فعليه ان يسارع في فعل ما فرط فيه من ذلك لتتم توبته. ولا يرغب الى الله تعالى في تقبل توبته. ويتوب اليه من تضييعه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين. وعلى اله واصحابه اجمعين. متبعا باحسان الى يوم الدين سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس التاسع والسبعين من التعليق على رسالة الامام ابن ابي زيد ابن القيرواني رحمه الله تعالى. وقد وصلنا الى قول المؤلف رحمه الله تعالى ولا يحل لك ان تتعمد سماع الباطل كله. لا يجوز للانسان ان يتعمد السماع الباطل تهابت الزور والكذب ونحو ذلك. ولا ان تتلذذ بسماع كلام امرأة لا تحل لك اعجز الانسان ايضا كذلك ان يتلذذ بسماع كلام امرأة لا تحل له اي ليست زوجه او ملكية منه ولا بسماع شيء من الملاهي والغناء. والمراد الغناء المحرم لان الغناء في كلام العرب هو تطريب والترجيع وبالاصوات وهذا اذا كان بغير الة وسلم من ومن كلام فاحش فانه لا بأس به. وآآ قد يستحب في بعض المواضع كالحرب ونحو ذلك فان الصحابة كانوا يرتجزون في القتال وفي بناء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك. وان آآ عرض له عارض يحتم تحريمه كان محرم الاجماع. وذلك كما اذا كان فيه اختلاط. او كان فيه كلام فاحش. او كلام مثير للغرائز. اه او كان غناء امرأة رجال مثلا او نحو ذلك. مما لا خلاف في تحريمه. فان تجرد عن ذلك كله وكان بالة فان جمهور اهل العلم على تحريمه. وذهب بعضهم الى اباحته فجزم بذلك ابن حزم امام الغزالي وبعض اهل العلم. والجمهور على تحريمه. وقراءة القرآن باللحوم المرجعة ايها لا يجوز قراءة القرآن باللحون المرجعة التي يطرب فيها الانسان تقريبا كتطريب المغنين. والغالب ان تطريب المغنيين آآ يخرج الكلام عن صفات الحروف وآآ نطق السليم بها. وما كان كذلك فانه لا يجوز في كتاب الله تعالى فلا ينبغي ان يغنى بالقرآن آآ غناء آآ يؤدي الى آآ افساد بعض حروفه او او صفاته لا يغني بالقرآن غناء يؤدي الى افساد بعض الصفات الحروف او المخارج ونحو ذلك وما تحسين الصوت بالقرآن مع المحافظة على صفات الحروف ومخارجها اللازمة فهذا لا بأس به. بل هو حسن. وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اذن الله لشيء ما اذن نبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي موسى الاشعري لقد اوتيت مزمارا من ال داوود. فتحسين القراءة والصوت بالقرآن جيد. لكن لا ينبغي ان يخرج ذلك عن للاعتدال او ان يكون فيه تشبه بالمغنين او ان يؤدي الى اخلال بصوت من اصوات الحروف او صفة من صفاتها او عدم احترام لوقف لازم ونحو ذلك قال ولا قراءة القرآن باللحون المرجعة كترجيع الغناء. وليجل اي عليه ان يعظم كتاب الله العزيز ان يتلى الا بسكينة ووقار وما يوقن ان يتيقن ان الله يرضى به ويقرب منه مع احضار الفهم لذلك مع ان الانسان ينبغي ان يقرأ بتدبر قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ومن الفرائض من وفروض الكفايات الامر بالمعروف. والنهي عن المنكر. والمعروف ما امر الشارع به والمنكر ما حرمه الشارع. ويجب ذلك عينا على من بسطت يده في الارض لمن كانت من كان له سلطان فانه يتعين عليه اقامة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سواء كان سلطانا او واليا او قاضيا فانه يبسط يبسط سلطته بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر على من وكان تحت يده وكذلك كل من له سلطة حتى الوالد يغير مناكر اولاده ويأمرهم بالمعروف يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا. وقال صلى الله عليه وسلم كلكم راع كلكم مسؤول عن رعيته. فالرجل راع في اهل بيته ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة مع رعيتها فان لم يقدر اذا كان الانسان لا يستطيع ان يغير المنكر بيده فانه يغيره بلسانه بان ينهى عنه فان لم يقدر غيره بقلبه بقوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم لطيفة بقلبه وذلك اضعف الايمان. ومحل التغيير باليد وكذلك ايضا التغيير باللسان ان يكون الانسان يعلم ان ان هذا منكر فلا تنهى عن شيء لا تعلم انه منكر. لا بد ان تكون مميزا بينما هو منكر وما ليس بمنكر. ولا يشترط ان تكون عالما فمثلا الخمر والزناء هذه الاشياء كل احد يعرف انها حرام. وكل احد يستطيع ان ينهى عنها. ولا في النهي عنها ان يكون الانسان عالما. لكن بعض المناكر يكون فيها خفاء وليس كل احد يعرف انها ويجزم انها منكر فمثل هذا ينهى فيه من هو عالم بذلك. وان لا يكون ايضا المنكر سيؤدي الى مفسدة آآ ان يكون الى ان لا يكون الانكار سيؤدي الى مفسدة اعظم. وذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة ان يقطعوا بول الاعرابي الذي بالغ في طائفة المسجد. مع انه فعل منكرا وهم قادرون على تغييره بايديهم. ويعلمون ان البول في طائفة المسجد حرام. ولكن تغييرها المنكر سيؤدي الى منكر اخر. آآ اكبر منه. ولكأنه اذا قطع فجأة سينتشر البول انتشارا لا يفعله ما اذا فيما اذا ترك يبول في في مكان واحد. وقد يؤدي ايضا سادتي تتعلق ببدنه هو قد يمرض اه من ذلك. فلما كان مثل هذا قد يؤدي الى مفسدة اه اكبر ترك قال وفرض على كل مؤمن ان يريد بكل قول وعمل من للبر وجه الله تعالى. ومن اراد بذلك غير الله لم يقبل عمله. لابد من اخلاص النية في العمل لله سبحانه وتعالى. لان الله تعالى لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه. فكل عمل بر يفعله الانسان ينبغي ان يفعله ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. فلابد ان يكون الانسان مخلصا لله سبحانه وتعالى فيما يأتيه وفيما يذره والرياء شرك الاصغر. الرياء فعل العبادة لكي يراها الناس ويستحسنوها. ان يفعل الانسان امام الناس لكي يروها ويستحسنوها منه. هذا يسمى بالرياء. وهو كبيرة ولا اجر فيه. وآآ بل هو عبر عنه بانه شرك. وهو شرك اصغر لانه صار في جزء من العبادة لكي يحصل به الانسان على هوى الناس ومحبتهم او احترامهم لا يراد به وجه الله سبحانه وتعالى والتوبة فريضة توبة الانابة والرجوع الى الله سبحانه وتعالى. والندم على ما فعل الانسان من الحرام واستدراك ذلك. هذا واجب في كل حال. يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا. وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون فهي فريضة من كل ذنب صغير او كبير. والتوبة لابد فيها من شروط. فمن شرطها عدم الاصرار فلا يصح ان يتوب الانسان على ذنب ينوي ان يرجع اليه. هذه ليست توبة. ومن شرطها الاقلاع الاقلاع معناه ترك هذا الذنب الان ان يتركه يقلع عنه وان لا يصر وان يصحبها ندم. والندم امر قلبي لكن من شأن الخشية التي تنشأ عنها التوبة ان ينشأ عنها ندم. الانسان فانه يتوب بخشية الله سبحانه وتعالى وهي الخشية تنشأ عنها ندم. وهذا الندم لابد منه اذا لم يوجد فمعناه ان التوبة صادق لابد من الندم على المعصية ومن الاقلاع عنها ومن ترك الاصرار عليها ومن عقد النية على لا يعود اليها. فاذا اختل شيء من هذه الشروط فان التوبة لا تكون حينئذ نصوحا ولا تكون مقبولة قالوا تبت فريضة من كل ذنب من غير اصرار والاصرار المقام على الذنب اي آآ الدوام عليه آآ او نية العودة اليه. اعتقاد العودة اليه. ومن التوبة رد الموالد. اذا كان الامر الذي تاب منه الانسان اه حقا للغير حقا للناس. فينبغي ان يرد المظالم الى اهلها. يعني مثلا من من السرقة رد المسروقات الى اهلها. ومن تاب من الغيبة استحل اصحابه فاذا كانت التوبة تتعلق بحق للناس فينبغي ان يرد المظالم الى اصحابها. وان واجتناب المحارم وهو الاقلاع والنية ان لا يعود. وليستغفر ربه ويرجو رحمته. ويخاف عذابه. ويتذكر نعمته لديه ونشكر فضله عليه بالاعمال. فلابد من ذلك كله. ويشكر فضل الله سبحانه وتعالى عليه بالاعمال بفرائض اي بفعل الفرائض فهي اعظم ما يتقرب فيه الى الله سبحانه وتعالى. وفي الحديث القدسي وما تقرب الي عبدي بشيء فان احب الي مما افترضته عليه. وكذلك بتقربه الى الله سبحانه وتعالى بترك ما يكره فعله ويتقرب اليه ايضا بما تيسر من نوافل الخير. وفي الحديث الذي ذكرنا انفا ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه. وكل ما ضيع من فرائضه فليفعله الان. يعني ان الانسان اذا كان قد فرط بشيء من الفرائض من صيام او صوم او غير ذلك فعليه ان يستدرك ذلك وان يفعله الان اي على وجه السرعة فهذا من التوبة. فاذا كانت توبة الانسان تتعلق بالحقوق التي التي هي لله سبحانه عليه ان يرغب الى الله سبحانه وتعالى ويلتجئ اليه بالدعاء ليتوب عليه. وآآ يكفر عنه ما كان قد فعل من تضييع حقوقه وواجباته. ويلجأ اليه فيما عسر عليه من قياد نفسه ومحاولة امره اذا وجد في النفس صعوبة في الانقياد لطاعة الله تعالى او صعوبة في الانتهاء عن والانسجار عن حرامي فعليه ان يلجأ الى الله تعالى بالدعاء ليعينه على نفسه. فان النفس مجبولة على ما تهواه والهوى غالبا يكون مخالفا للشرع. فلذلك على الانسان اذا تعسرت عليه نفسه فلنقيات للطاعة او الانزجار عن المعصية ان يلجأ الى الله تعالى آآ بالدعاء ليعينه في ذلك موكلا انه ان الله تعالى هو المالك لصلاح شأنه وتوفيقه وسداده اي هو الذي يستطيع ان يصلح شأنه هو ان يوفقه ويسدده. لا يفارق ذلك. لا ينبغي للانسان ان يفارق اللجاء الى الله تعالى. واليقين بانه وحده هو الذي يقلب القلوب ويصرفها اه كيف يشاء. فالاصال القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن. فلا ينبغي ان نفارق الانسان هذا الاعتقاد وهذا اللجأ الى الله على ما فيه من حسن او قبيح اي حتى ولو غلبته نفسه وتمادى في بعض المعاصي فلا ينبغي ان يمنعه ذلك من من الدعاء ومن اعتقادي ان القلوب بيد الله تعالى وانها يمكن آآ ان تنقاد يوما لطاعة الله تعالى او تنزجر عن تلك المعاصي على ما فيه من حسن او قبيح ولا ييأس من من رحمة الله لا يجوز للانسان ان ييأس من رحمة الله تعالى وان يظن ان التوبة قد اغلقت دونه وانه لا يمكن ان يتوب ولا يمكن ان يكون صالحا. انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون فهذا ليس من اخلاق المسلمين بل هو من طبع المشركين. والفكرة في امر الله تعالى مفتاح العبادة ان ينبغي للانسان ان يكثر من الفكرة في صنائع الله سبحانه وتعالى وفي امور قدرة الله سبحانه وتعالى التي تزيد العبد ايمانا. ان في خلق السماوات ارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب فالفكرة في مخلوقات الله سبحانه وتعالى وصنائعه وفي الموت وفيما بعد الموت كل ذلك يعين الانسان لكي تنقاد نفسه وطائعة لاوامر الله تعالى منتهية عن نواهيه. فاستعن بذكر الموت الذي هو هادم اللذات وبالفكرة فيما بعد الموت. فاذا علم الانسان اه ان الناس ماتوا وانه لا محالة صائر الى ما صاروا اليه وان هذه الدنيا هي دار زوال وليست دار بقاء فان ذلك سينتفع به آآ في طاعة الله سبحانه وتعالى وسيكون اخذا بقلبه الى ما فيه مصلحته العظمى وهي آآ انقياده لاوامر الله سبحانه وتعالى واجتنابه لنواهيه وسعيه الدار الحقيقية التي هي دار الاخرة. وفي نعمة ربك عليك وامهاله لك واخذه غيرك بذنبه. الانسان يظن ان يتعظ ذي امهال الله تعالى له واخذ غيره لا شك ان بعض اقرانك وبعض من كنت تعرفهم قد اخذ سهم المنون سيصيبك يوما ما كما اصابهم. فعليك ان تعلم ان هذا نعمة من الله سبحانه وتعالى وانك اخرت عن اقرانك الذين ماتوا وعن اصحابك الذين ذهبوا وان هذا فرصة لكي تتدارك ما فاتك فلا تدار كلمة قد فات اذا اذا العظام اصبحت رفت. اذا مات الانسان فانه لا يتدارك شيئا فعليه ان يتعظ بذلك وان يعلم ان الفرصة امامه هي في هذه الدار. وان هذه الدقائق التي يعيشها الانسان يتمنى اهل النار لو ظفروا لحظة واحدة منها لكي يشهدوا ان لا اله الا الى الله. او ليزدادوا عملا صالحا اذا كانوا صالحين. فاللحظة الواحدة التي تذكر فيها الله تعالى استغفارا او تحميدا او تهليلا تزيد عملك الصالح وتكفر عنك من السيئات وهذا ينتهي بالموت. فهذه الحياة فرصة حقيقية على الانسان ان كذلك وان يستغله فيما اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه. وفي الابتعاد عن معصيته سبحانه وتعالى قال آآ واخيه لغيرك بذنبه. وفي سالف ذنبك وعاقبة امرك ومبادرته ما عسى ان يكون قد اقترب من اجلك. ولعلنا نقتصر عليها القدر ان شاء الله سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك ونتوب اليك