كما قال جابر رضي الله عنه كما في الصحيح وغيره في قصة حجة النبي صلى الله عليه وسلم فاهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد. فهذه هي الاسماء الشرعية الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد في هذا اليوم التاسع والعشرين من شهر جمادى الاولى لعام ثمانية وثلاثين واربع مئة والف عقدوا هذا المجلس بشرح رسالة العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف ابن محمد الغفيص عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه في حي الوادي بالرياض. قال رحمه الله تعالى وقال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال تعالى قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين وامرت لان اكون اول المسلمين قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم وكل رسول من الرسل افتتح دعوته بالدعاء الى عبادته. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين في هذه الرسالة رسالة العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية جاء في ذكر قول الله جل ذكره وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقبلها جملة ايات وبعدها جملة ايات كقول الله جل وعلا قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين وما الى ذلك من الايات التي ذكرها الله في كتابه وهي مستفيضة في كلام الله جل وعلا او ذكر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته وهذا يبين به اعظم الاصول التي خلق الله الخلق وارسل الرسل وانزل الكتب لتحقيق هذا الاصل الشريف وهو عبادة الله واخلاص الدين له وحده لا شريك له ومعرفة الله سبحانه وتعالى حق معرفته فان توحيد الله جل وعلا هو معرفة الله وعبادة الله واخلاص الدين لله وحده لا شريك له وهذا المقام الشريف يسمى بجملة اسماء فتارة يسمى بالاسم العام له المتضمن لسائر شعائره قسم الايمان واسم التقوى واسم الاسلام واسم العبادة ويسمى اصحابه بهذا على ذكر اسم الفاعل في حقهم كالمؤمنين والمسلمين والعابدين كما في قول الله جل وعلا التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين وقد يذكر ببعض مقاماته الشريفة كالركوع والسجود ولك الحمد فتارة يذكر باسمه العام وتارة يذكر ببعض مقاماته الشريفة وهذا يسمى الايمان ويسمى الاسلام ويسمى الاحسان وكل ذلك داخل في عبادة الله جل وعلا ويسمى التوحيد كما سماه الصحابة واصل ذلك وارد في ذكر كلام الله جل وعلا لقوله سبحانه وتعالى قل هو الله احد وسمى الصحابة هذا الاسم وهو التوحيد الاسماء الشرعية التي يقصد الى تحقيقها والى التمسك بها ويتسمى بها هي الاسماء التي ذكرها الله ورسوله اسم الاسلام ويسمى صاحبها مسلما ويسمى اصحابها مسلمين ويسمى مؤمنا ويسمى اصحابها المؤمنين كما سمى الله عباده بذلك وكما خاطبهم بذلك يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام الى غير ذلك. واما الاسماء المحدثة وفوقها الاسماء المبتدعة فهذه يجب على المسلمين ان يعرضوا عنها وان يكتفوا بالاسماء الشرعية التي سماها الله جل وعلا وسماهم بها كما قال ربنا جل ذكره هو سماكم المسلمين من قبل وفي قول الله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. لانهم مكلفون وان كان التكليف لا يختص بالجن والانس وما من خلق خلقه الله وان كانوا ليسوا من المكلفين الا وهم يسبحون بحمد الله كما قال الله جل وعلا تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء لا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا فهذا المقام هو مقام العبودية وهو معرفة الله واخلاص الدين لله وحده لا شك له هو المقام الذي بعث به الرسول وبعث به الرسل كما قال ربنا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وهو مقام الايمان والتوحيد. ولكن قد يحتاج العلماء لما كثرت الشبه او ضعف الادراك لدى بعض المكلفين. فيستعمل طرقا من البيان العلمي. فصار بعضهم تقسم التوحيد عند ذكره الى قسمين. فيقول التوحيد الطلبي او الارادي ويجعل القسم الثاني التوحيد العلمي او التوحيد الخبري وصار بعضهم يقول التوحيد ثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات فهذه التقاسيم وامثالها ليس متعبدا بها ولا يجب استعمالها من حيث الوجوب الشرعي كتقاسيم وانما الذي يجب اخذه ومعرفته والعمل به هو توحيد الله الذي شرعه الله في كتابه وهذه التقاسيم مبينة لما انزله الله وبعث به رسوله لكنها من حيث هي تقاسيم هي تراتيب علمية فهي ليست واجبة ولكنها ليست بدعة محدثة ليست واجبة كتقاسيم ولكنها ليست بدعة محدثة. فمن ادعى الشبهة عليها بقوله بان هذه لم ترد في القرآن ولا في السنة فيقال له ان هذه التقاسيم هي من البيان العلمي وليست مما يتعبد به كتقسيم ولذلك من امن بالله ولم يستعمل هذا التقسيم او حقق توحيد الله ولم يستعمل هذا التقسيم فهذا لا نقول فقط ان ايمانه صحيح بل نقول هذا هو الاصل وما احتج الى هذه التقاسيم والاصطلاحات والتراتيب الا لما ضعفت الفصاحة العربية وضعف الادراك وما الى ذلك والا اذا جئت للصحابة رضي الله عنهم ما وجدت عندهم هذه التقاسيم. لكن بالمقابل لا يعني هذا ان هذه التقاسيم من البدع هذه تكاسيم على سبيل التراتيب العلمية وليست من باب البدع لانها اعني هذه التقاسيم حينما يقولون التوحيد العلمي والتوحيد الطلبي او توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية هذه معاني كلمات وحروف بينة وصحيحة في الشريعة الربوبية هو ربوبية الله سبحانه وتعالى. فاذا قلت توحيد الربوبية هذه الكلمة المضافة هذه الكلمة المضافة التوحيد اسم معتبر في الشريعة وربوبية الله جل وعلا اسم شرعي. فالله هو رب العالمين فما في الاسم بدعة ومثله اذا قلت توحيد العبادة او توحيد الالوهية وكذلك اسم الالوهية اسم شرعي فان الله هو رب العالمين وهو الذي امر بعبادته اعبدوا الله ما لكم من اله غير هذه دعوة الرسل فهو استعمال شرعي فالكلمات كلمات صحيحة وكلمات شرعية لكن لماذا بعضهم سماها ثلاثة اوجه وبعضهم سمى ذلك على وجهين او قال انه نوعين والاخر او انه اه نوعان والاخر قال انه ثلاثة انواع او ثلاثة وجوه هذه من باب التراتيب العلمية لان هذا المقام قد يزاد فيه وينقص وبعض الناس قد يتكلم في بيئة ما الفوا هذه التقاسيم وكانها مما تعبد بها ضرورة وهذا ليس ظروريا وانما العلم الضروري هو العلم بمعانيها سواء عبر عنها بانها ثلاثة اقسام او بانها قسمين بانها ثلاثة اقسام او بانها قسمان فهذا كله واسع او قيل بان التوحيد هو توحيد الله وهو عبادة الله وهو اخلاص لله وهو معرفة الله وهو تحقيق اسماء الله وصفاته. فهذا ايضا كلام صحيح والعلماء تنوعا سياقهم في ذلك فمنهم من يستعمل طريقة التقاسيم ومنهم من يستعمل طريقة الجمع في الكلمات والمعاني وكل هذا صحيح فلا يتعصب لوجه من هذه التقاسيم ولكن بالمقابل من زعم ان هذا من البدع وان هذا من المحدثات. وهذا لا يستعمله في العادة وفي الوقوع الا اهل البدع يعني من من يتكلمون بان هذا التقسيم بدعة هم في الحقيقة اصحاب البدعة الذي اذا نظرت في حالهم وجدت انهم واقعون في البدع الشرعية التي هي بدع في حكم الشريعة من البدع اما في البدع في التصورات واما البدع في الاعمال اما البدع في التصورات واما البدع في الاعمال ولذلك اتفق العلماء على ان هذه التقاسيم عليه اه التقاسيم التي تقال هي من باب الاصطلاح والتراتيب العلمية وهي ايضا من حيث الحروف كما ترى حروفها حروف صحيحة ككلمة الربوبية والالوهية والاسماء والصفات بل هي حروف شرعية فانها اسم الربوبية اي ان الله هو رب العالمين. هذا قد اخبر عنه في القرآن باوجه من السياق وكذلك الالوهية وكذلك الاسماء لله سبحانه وتعالى وافعال الله وصفات الله جل وعلا هذا قد تنوع ثبوت سياقه في القرآن والحديث انما قسم بعض العلماء بهذه الطريقة ليميزوا مراتب التوحيد وليميزوا ما وقع فيه الجهل اغلب من غيره فانك اذا نظرت الى مقام الربوبية والى مقام الالوهية فان بين هذين المقامين من الفرق من جهة احوال المكلفين ولهذا ظلال المشركين وجحدهم وشركهم في الالوهية اظهر منه في الربوبية وهم اعني جمهور المشركين يقرون بجملة الربوبية وان كانوا ليسوا محققين لها والا فقد اخبر الله عن مشرك العرب وغيرهم بانهم يقرون ان الله هو الذي خلقهم وخلق السماوات والارض الى غير ذلك. ولكن هذا لا يعني انهم محققون لمعرفة الله او لربوبية الله وهم ايضا يقع لهم الشرك في ذلك وان كان شركهم المستطيل هو شركهم في العبودية وهم واقعون في هذه الانواع من الشرك ولكن هذا الاقرار اقرار مذكور في القرآن والعرب كانت في ذلك على درجات ايضا في درجات الاقرار بالربوبية ولذلك يصح ان يقال ان الربوبية قد اقر به العرب في جاهليتها والمقصود بالاقرار هنا الاقرار بجملته وليس هو التحقيق له او العلم به على ميزان الشريعة التي جاء لما نزل القرآن وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا مقام وما كانت عليه العرب مقام اخر نعم احسن الله اليك. قال وكل رسول من الرسل افتتح دعوته بالدعاء الى عبادة الله. كقول نوح ومن بعده اعبدوا الله ما لكم من اله غيره لهذا علم بهذا ان كل رسول بعثه الله افتتح دعوته بالدعوة الى توحيد الله علم ان اول الواجبات على المكلفين هو التوحيد وهو شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فالتوحيد هو اول الواجبات وهكذا كل نبي بعث اول ما اوجب الله عليه وعلى من يدعوهم هو التوحيد وهذا صريح في كتاب الله وفي قصص الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وبه يعلم ان طرائق المتكلمين التي تكلمت في اول واجب على المكلف هي طرائق مبتدعة بقول جماهير المعتزلة بان اول واجب على المكلف هو النظر وقول بعض المعتزلة كابي هاشم الجبائي بان اول واجب على المكلف هو الشك وكقول جمهور متكلمة الصفاتية من اصحاب ابي الحسن وغيرهم بان اول واجب هو المعرفة وكقول بعض اصحاب ابي الحسن بان اول واجب هو القصد الى النظر وكقول بعضهم بان اول واجب هو اول جزء من النظر وقد كان بعض النظار كالرازي وغيره يقولون بان الخلاف بين هذه الاقوال او المقالات هو خلاف لفظي وهذا من جهة التحقيق له وقوع اعني ان هذه الاقوال ترجع في جملتها الى هذا المعنى. ولهذا كان ابو هاشم الجباعي لما قال بانه الشك انما اعتبر بان النظر انما يرد على المحل الذي لا يصادف حكما فاذا سبق الحكم من جهة الفطرة او دليل العقل او ما الى ذلك وجب ان يتخذ لذلك ما يرفعه ومن هنا قصد الى القول بالشك على هذا التقدير والا لم يكن ابو هاشم او غيره من النظار يقولون بالشك على معنى الشك الذي قد يتبادر مطلقا وهو الدعوة والدعوة الى الشك الذي يقود الى الالحاد ليس المقصود عند ابي هاشم مع ان قوله خطأ وبدعة وضلال لم ينكره اصحاب السنة وحدهم بل انكره حتى اصحابه من المعتزلة الا ان الله اوجب علينا العدل في بيان ما يقوله الناس او يتخذونه فهو يريد هذا المعنى ولا يريد الشك الذي يوجب الالحاد اي الشك في كل ما ما يقتضيه الايمان بالله ليس المراد هذا ولكنه اعني قوله اذا فهم على هذا التقدير فانه من الاوجه الناقضة لمقالة جمهور اصحابه من حيث ان مقالة جمهور اصحابه من المعتزلة بانه ولا واجب هو النظر يعد من تحصيل الحاصل كما يقولون وتحصيل الحاصل ممتنع الا على تقدير صحة مقالة ابي هاشم الا على تقدير صحة مقالة ابي هاشم. فلما كانوا يقولون بان مقالته باطلة اعني اصحابه علم ان قولهم باطل ولابد فطريقة ابي هاشم اشبه ما تكون بالطرق العقلية اللازمة منها عن الطرق الشرعية نعم وانا وكل رسول من الرسل افتتح دعوته بالدعاء الى عبادة الله كقال نوح ومن بعده عليهم السلام واعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وفي المسند عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله حتى يعبد الله وحده لا شريك له الحديث هو حديث عبد الله بن عمر بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وبهذا يعلم ان ما شرعه الله من الجهاد فالمقصود منه ان يستقيم الناس وان يتحقق للناس العبادة فهذا هو اعظم المقاصد واعظم مقاصد الشرائع هو تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى نعم قال وقد بين ان عباده هم الذين ينجون من السيئات قال الشيطان اكمل الحديث. مم. قال وعدت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف امري وقد بين ان عباده الذين هم الذين ينجون من السيئات. قال الشيطان قال رب مما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين قال تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من فضل الله على عباده ان الله يثبت الذين امنوا بالقول الثابت كما اخبر الله في كتابه يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت بالحياة الدنيا وفي الاخرة وان من ظل فانما ظل بظلمه لنفسه بل لما قام الظلم واستحكم في نفسه عن هذا جاء اسم فاعل في الاية يظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء والله سبحانه وتعالى يصطفي من عباده من يصطفي وهذا الاصطفاء من الله سبحانه وتعالى امضه عباده امضيه على درجات وكل ذلك من الله فضل كما ان عقوبته على من كفر به هي من الله عدل ولا يظلم ربك احدا. نعم احسن الله اليك. قال وقال فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. وقال في حق يوسف كذلك ليصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. صرف الله عنه السوء والفحشاء لانه من عباد الله المخلصين اي بتوحيدهم وايمانهم وما جعل الله له من العاقبة وهي عاقبة النبوة فجعله الله نبيا ورسولا نعم قال وقال سبحان الله عما يصفون الا عباد الله هذه المعاني الكلية تستصحب بتفسير القرآن كما سبق في المجلس في الفقه في فروع الشريعة ففي هذا من باب اولى ولا تجرد السياقات عن هذه القواعد التي هي اوصاف شرعية مؤثرة كما انك تقول في المثال الادنى وليس في المثال الملائم او المساوي كما انك تقول في المثال الادنى ان الوقائع القضائية لا تفك عن الاحوال المقارنة لها وتجرد عنها وكذلك هنا بالامور الشرعية من باب اولى. ولذلك لما جاء قول الله جل وعلا ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه تكلم بعض المفسرين او كثير منهم ونقلوا في ذلك اثارا عن بعض الصحابة جمهورها لا يصح من جهة ان يوسف عليه الصلاة والسلام وقع منه الهم او ما الى ذلك ثم صاروا يقولون وهذا الهم هو الهم الاول وهو الهم الذي غفره الله لعباده وهو الذي قال عنه النبي ان الله تجاوز لامة ما حدثت به انفسها ما لم يتكلموا او يعملوا به قالوا فهو الهم المغفور الى غير ذلك وهذا النظر غريب اه لانه ليس النظر في سياق عادي هذا لم يأتي خبرا في سياق رجل من الناس هذا جاء في سياق امر نبي من الانبياء. صحيح ان هذا كان قبل نبوته ولكن الله جل وعلا اصطفى اولئك القوم وهم رسل الله وانبياء الله فلا يمكن ان احدا منهم يقع في مثل هذا الهم المنافي في اخلاقه للشريعة التي يجعلها الله سبحانه وتعالى لهم ولهذا بين طائفة من محقق العلماء من المفسرين وعلماء اللغة بان اه بان يوسف عليه الصلاة والسلام لم يقع منه الهم اصلا ليس الشأن انه يغفر او لا يغفر او انه الهم المغفور او ليس المغفور هذا محل معروف لكن لا يقال بان النبي في هذا المقام في هذا المقام وهو مقام الاخلاق عرض منه ادنى درجة. هذا الانبياء اشرف من ذلك. حتى قبل نبوتهم لا يقع ذلك منهم ولذلك صار بعض المحققين من العلماء وبينوا اه امتناع ذلك والاية في دليلها تقول ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه فاذا امتنع وقوعه في الهم لانه رأى لانه رأى برهان ربه فهذا هو معناها وبعضهم اورد اعتراضا على هذا من جهة اللغة ولكن التحقيق من جهة اللغة ان هذا معروف عند العرب وصار بعض علماء النحو اذا لم يكن هذا هو المشهور في كلام العرب قال بان هذا يخالف شرط اللغة ثم هذا الشرط انما بناه اي كونه شرطا على المشهور في كلام العرب مع ان الشرطة هنا من جنس الشرط الشرعي بل ادنى منه فان الشرط الشرعي الذي يذكره الفقهاء منه ما يكون ثابتا بنص ومنه ما يكون ثابتا بوجه من الاجتهاد فما اذا قال بعض الفقهاء بان هذا العقد قد خالف الشرط مع انه يكون مخالفا للشرط بوجه من الاجتهاد اي ان هذا الشرط وكونه من شروط صحة هذا العقد هذا محل اختلاف او محل اجتهاد فكذلك اللغة يجتهد من يجتهد فيقول ولكن هذا السياق او هذا الورود من جهة اللغة من شرطه كذا وكذا فلا يصلح وان تفسر الاية به فيتوهم الباحث وكأن هذا الشرط قد نزل به قرآن او نزل به نص او استحكم عند العرب في كلامها واطبقت عليه في شعرها وقولها وهذا ليس كذلك وانما هو قدر من الاستقراء استقرأه بعض علماء اللغة ثم من هذا الاستقراء الذي استقرأوه ومن تلك قواعد اللي قعدوها صاروا يقولون بان هذا يشترط كذا ولا يشترط كذا واذا نظرت في كلام العرب وشعرها وجدت انه ليس من باب الشرط وانما هو من باب المشهور ويأتي غيره ولا سيما ان الاحاطة بلسان العرب احاطة متوهمة فلا احد يحيط بما قالته العرب من شعرها ونثرها وما الى ذلك فهذا ولذلك هنالك مذهب معروف لطائفة من النحات بل من كبار ائمة النحات يصححون هذه الطريقة في تفسير هذه الاية وانها لا تخالف قواعد العربية هنا سياق كلام العرب الذين نزل القرآن بكلامهم ولكن البعض اغلق ذلك وانما اغلق اجتهادا. والاجتهاد لا يغلق ولا يغلق به. الاجتهاد لا يغلق. ولا يغلق به وهذا القول حتى لو قدر جدلا بانه ليس المشهور في كلام العرب فانه هو الاليك في تفسير هذه الاية لما سبق من معاني الشريعة وهنا تكون المعاني مبينة وجه الاختيار في كلام العرب فكله كلام وكله كلام معتبر وان كان بعض النحات ليضبطوا قواعد علم النحو صاروا يتحرون لصناعة تلك القواعد ولا سيما زمن الصناعة اي زمن صناعة قواعد النحو صاروا حتى تستقل لهم القواعد يتقون ما ليس مشهورا او قد يسمونه شاذا او قد يسمونه يسمع ولا يقاس عليه وما الى ذلك لتستقر لهم الصنعة والقواعد وهذا صار فيه من بعظ الملخصين عن متقدم النحاة ولا سيما من المصريين صار فيه غلو حتى صار يضاف الى مذهب البصريين الزيادة في ذلك والى ترك ما ورد القرآن به في قراءات متواترة ويجعلون ذلك مخالفا لما وجب في استعمال العرب وهذا من الجهل هذا من الجهل فانما ورد به قراءة متواترة لا يمكن ان يقال بان هذا خالف ما وجب في كلام العرب هذا من التناقض هذا من التناقض ولابد لانك اذا نظرته وجدته متناقضا من جهة العقل فضلا عن اللغة المقصود هنا ان تفسير القرآن بل وتفسير الاحكام والقول في الاحكام يجب ان تستصحب فيه هذه المقدمات من قواعد ومقاصد وما الى ذلك حتى يكون التفسير للنص ملاقيا لها. واما اخذ الكلمة المفردة من النص او اخذ السياق الواحد ويقطع عن قواعده وعن جملة السياق وعن مقاصد الشريعة في هذا الباب وبكليات القواعد فهذا هو علامة الجهل الذي لا يدرك صاحبه انه جهل ويتوهم انه محقق فيأتي في سياق اية او في سياق حرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقلب هذا الحرف على اوجه متكلفة مع ان هذا يخالف التحصيل من جهة القواعد ثم يقول بان النص يقدم على غيره وكأن غيره هذا ليس من النص وكأنه لا يعرف بان قاعدة هي حكم نص مستفيض القواعد هي حكم نص مستفيض. هذا نص وذاك نص مستفيض لكن النص المستفيض قد سلم من الاجتهاد وهذا لم يسلم من الاجتهاد في تحصيل حكمه وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد