بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ففي هذا اليوم السادس من شهر صفر لعام ثمانية وثلاثين واربعمائة والف ينعقد هذا المجلس في شرح رسالة العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمعالي شيخنا الشيخ الدكتور يوسف بن محمد الغفيص عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة الافتاء سابقا في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض قال رحمه الله تعالى ويزعم قال رحمه الله تعالى وقد يقولون من شهد الارادة سقط عنه التكليف ويزعم احدهم ان الخطر سقط عنه التكليف الارادة فهؤلاء لا يفرقون بين العامة والخاصة الذين شهدوا الحقيقة الكونية فشهدوا ان الله خالق افعال العباد وانه يدبر جميع الكائنات وقد يفرقون بين من يعلم ذلك علما وبين من يراهم شهودا فلا يسقطون فلا يسقطون التكليف عمن يؤمن بذلك ويعلمه فقط ولكن عمن يشهده فلا يرى لنفسه فعلا اصلا وهؤلاء لا يجعلون الجبر واثبات القدر مانعا من التكليف على هذا الوجه وقد وقع في هذا الطوائف من المنتسبين الى التحقيق والمعرفة والتوحيد وسبب ذلك انه ضاق نطاقهم عن كون العبد يؤمر بما يقدر بما يقدر عليه بما يقدر عليه خلاف كما ضاق نطاق المعتزلة ونحو ونحوهم من القدرية عن ذلك ثم المعتزلة اثبتت الامر والنهي الشرعيين دون القضاء دون القضاء والقدر. الذي هو ارادة الله العامة وخلقه وعلى العباد وهؤلاء اثبتوا القضاء والقدر ونفوا الامر والنهي في حق من شهد القدر اذ لم يمكنهم نفي ذلك مطلقا وقول هؤلاء شر من قول المعتزلة ولهذا لم يكن في السلف من هؤلاء احد. وهؤلاء يجعلون الامر والنهي للمحجوبين الذين لم يشهدوا هذه الحقيقة الكونية. ولهذا يجعلون من وصل الى شهود هذه الحقيقة يسقط عنه الامر والنهي وصار من الخاصة وربما تأولوا على ذلك قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. وجعلوا اليقين هو معرفة هذه الحقيقة. وقوله وهؤلاء كفر صريح وان وقع فيه طوائف لم يعلموا انه كفر. فانه قد علم بالاضطرار من دين الاسلام ان الامر والنهي لازم لكل عبد ما دام حاضرا الى ان يموت لا يسقط عنه الامر والنهي الا بشهوده القدر لا بس لا يسقط عنه الامر والنهي لا بشهوده القدر ولا بغير ذلك. فمن لم يعرف ذلك عرفه وبين له فان اصر على اعتقاد سقوط الامر والنهي فانه يقتل وقد كثرت مثل هذه المقالات في المستأخرين واما المستقدمين من هذه الامة اما واما واما المستقدمون من هذه الامة فلم تكن هذه المقالات معروفة بينهم معروفة فيهم وهذه المقالات هي محاذة لله ورسوله ومعاداة له وصد عن سبيله ومشاقة له وتكذيب لرسله ومضادة لهم في حكمه وان كان من يقول هذه المقالات قد يجهل ذلك ويعتقد ان هذا الذي هو عليه هو ويعتقد ان هذا الذي هو عليه هو طريق الرسول وطريق اولياء الله المحققين فهو في ذلك بمنزلة من يعتقد ان الصلاة لا تجب عليه لاستغنائه عنها بما حصل له من الاحوال القلبية او ان الخمر حلال له لكونه من الخواص الذين لا يضرهم شرب الخمر. او ان الفاحشة حلال له لانه صار كالبحر لا تكدره ذنوب ونحو ذلك الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في في هذه الرسالة التي كتبها في مسألة العبودية وتحقيق العبودية لله كما جاء في الكتاب والسنة الا داء التي هي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما جاء في كتاب الله الذي هو كلام الله وهو رب العباد الذي خلقهم سبحانه وتعالى امرهم بما امرهم به ونهاهم عما نهاهم عنه فلا عبادة الا ما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبين بهذه الرسالة كما ترى اوجها كثيرة من الخلل والسقط في طرق السلوك والعبادة التي دخلت على كثير من آآ مسلمين وان كانت هذه الا وجه وهذا الخلل على درجات وليس درجة واحدة ولذلكم في النظر في كلام الشيخ رحمه الله سواء في هذه الرسالة او في غيرها يجب ان يضبط اه سياق كلامه على مقصوده وعلى ما يقتضيه سياقه الكلام بعامة ويبين هنا وهو يتكلم عن الصوفية آآ ان التصوف اه وهو منهج اتخذ في العبادة وظهر اسمه قديما في تاريخ المسلمين في عصر التابعين ثم صار يضاف اليه كثير من المنتسبين للعبادة والزهد ونسب اليه من ليس منتسبا اليه ونسب اليه من انتسب اليه وتسمى به ولكنه لا يختص به ونسب اليه من انتسب له وتمسك باستمساكه وصار هو آآ الهجيراء الذي ولكنهم لا يختصون بهذا الاسم عن غيره من الاسماء ويعظمون الاسماء الشرعية اعظم من تعظيمهم لهذا الاسم. ولا يباينون جمهور المسلمين بهذا الاسم وما الى ذلك وهؤلاء معتدلة ومقتصدة الصوفية ويرددها ويرى مشكاة الشريعة منها. فهذه ثلاث درجات من حيث الانتساب نسب للتصوف بل لم يسمي نفسه صوفيا من ائمة العباد فتجد مثلا انهم في بعض كتب الصوفية يسمونها اه سهل ابن عبد الله التستري مثلا او يسمون الفضيل ابن عياض او يسمون من هو اشهر في الفقه والعلم كالحسن البصري ونحو هؤلاء يسمونهم يسمونهم صوفية وهؤلاء ما سموا انفسهم بالتصوف البتة ولا ينسبون اليه لان هذا الاسم لا يعطي زيادة ولهذا لما تكلموا في سببه لم يجدوا له سببا زائدا عن الاسباب الشرعية اذا ما قدر سببه معنى مناسب للشريعة واما اذا قدر سببه من المعاني التي لا تلاهم الشريعة فهذا يقتضي فيه خلاف ذلك لكن حتى لو قدر كما يقدر كثير من الصوفية والناظرين في التصوف بانه من الصفاء ومن الزكاء فالكلمات التي جاءت في كتاب الله ابلغ في تحقيق هذا المعنى وهو تزكية النفس وهو ابلغ من صفائها ان الصفاء لا يدل على الملأ بخلاف التزكية فانها تدل على الملأ بالخير. ولهذا شرع الله التزكية ونفس وما فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها ولكن الله يزكي من يشاء الى غير ذلك من الايات تزكية شعيرة من شعائر الاسلام وهدي من هدي المرسلين ولما دعا ابراهيم عليه الصلاة والسلام في هذه الامة او لهذه الامة قال ويزكيهم التزكية هي الاسم الاشرف وهو ابلغ في الدلالة والمعنى من اسم الصفاء فضلا عن كون التصوف لا ينتسب الى الصفاء بموجب قواعد اللغة ولا حتى بموجب اسباب الشريعة لكن المقصود انه اذا قدر له المعنى الفاضل وهو الصغار قيل ما جاء من اسماء الشريعة كالتزكية والتقوى والصلاح الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله فهذه الاسماء ابلغ في الدلالات وفي تحقيق المقصود وفي القرب من الله وفي ولاية الله وفي اصطفاء الله الى غير ذلك بخلاف هذا الاسم فما عرف حتى في قدماء الامم من اتباع الانبياء ما عرف في اتباع موسى ولا في اتباع عيسى ابن مريم كالحواريين رضي الله تعالى عنهم اتباع المسيح عليه الصلاة والسلام ما عرف فيه هذا الاسم ما عرف فيهم هذا الاسم. وان كان بعض الناظرين ولا سيما من المستشرقين او بعض الباحثين من غيرهم يجعلون لذلك اصلا سابقا ولو قدر ان هذا الاصل كان كذلك لم يكن في شريعتنا كذلك فعلى كل حال الاسماء الشرعية دائما ابلغ بالاسماء الجائزة فمن باب اولى في الاسماء المتردد في صحتها فمن باب اولى في الاسماء المشكلة والمؤاخذة ولذلكم فان كلمات الشريعة دائما في اسمائها وكلماتها ابلغ وهذا برهانه قطعي في الدين وفي العقل لان هذه الكلمات وهذه الاسماء هي الاسماء التي ذكرها الله في كتابه ومن اصدق من الله قيلا وذكرها رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام واوتي جوامع الكلم وبعض الاسماء وانجاز لكن جوازه لا يزيد عن كونه جائزا لا يوجد فيه من البلاغة والاقتضاء والديانة والدلالة ما في الاسماء والكلمات الشرعية. ولذلك ولذلك قوم ذي الدرجة الثانية من الانتساب قوم لما ذكرنا القوم الاول هو القسم الاول وهم الذين نسبوا ولم ينتسبوا يصيبوك في بعض كتب الصوفية ولم ينتسبوا وليس الاشكال في النسبة والاشكال لما ينسب الحسن البصري الى التصوف او الفضيل الى التصوف ثم لا يقف الامر عند ذلك بل تذكر جمل كثيرة وكلمات كثيرة واثار مقطوعة عن الاسانيد ليست على معيار الاسناد ونظام الاسانيد المعروف في علم الحديث ورواية الاسناد الموصولة الصحيحة التي يعتبر مثلها تجد ان كثيرا من هذه الكتب تملى بكلمات تنسب لابراهيم النخعي او للحسين البصري او لسهل بن الله او للفضيلة بن عياض وهي كلمات بعضها محل مؤاخذة فهذا لا يكون له برهان لا يكون له برهان. وقوم انتسبوا للتصوف واجازوا هذا الاسم. لما صاحب حالهم اه من الاجتهاد في سوغ هذا الاسم وجوازه ولكنهم لم يختصوا به على سبيل الانقطاع عن اسماء الشريعة والتسمي به او الاظهار به او ما الى ذلك والاختصاص عن جمهور المسلمين به وهؤلاء خلق منهم الحارث ابن الاسد المحاسبي رحمه الله ومنهم الجنيد بن محمد رحمه الله فهؤلاء ينتسبون للتصوف الله لعباده ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وقد قال شاعر من العرب من قبل الا كل شيء ما خلا الله باطل. فكل ما طلب الشريعة فهو ايش؟ فهو باطل. هذه حكمة علمية وحكمة شرعية وحكمة عقلية وهنالك نوع ثالث ينتسبون للتصوف ويبالغون في الاختصاص به وفي التحيز به وفي التسمي به فيتحيزون به عن جمهور المسلمين ويجعلون اهل الطاعة واهل الولاية وعلى العلم او خلاصة المسلمين او مادة المسلمين في من اتى طريقتهم. ثم هؤلاء لما كان طريقهم ليس محكما على قواعد الشريعة وتركوا ما شرع الله سبحانه وتعالى من اجتماع المسلمين واعتصام المؤمنين بحبل الله والا يتفرقوا فلما استوصخوا فلما لم يستمسكوا بتحقيق الدين على ما شرع الله وانما اصابهم اقصد في اتباعهم وفي اقتدائهم صاروا بموجب هذا النقص الذي دخل عليهم وان كان حين يقال انه نقص يقصد به عدم عدم آآ وقوعهم في اصل المفارقة انهم من اهل القبلة والاسلام ولا شك لكن اصابهم نقص في اقتدائهم واتباعهم فصاروا بموجب مادة هذا النقص الذي دخل عليهم في قواعد الاتباع الاقتداء صاروا آآ شيعا او صاروا طوائف او صاروا مشارع وهذا كذا كل من في قواعد الاتباع وتحيز بخاصته وبطائفته عن قواعد الاتباع الشرعية صار ذلك موجبا لتفرقه ولهذا صارت الصوفية ليست وجها واحدا بل صاروا درجات شتى ومثله في طوائف المتكلمين لما اه اختصوا بهذا الاسم وامتازوا به عن جمهور المسلمين صاروا ايظا على هذه الحال من التفرق ولم يدخل ذلك على اصحاب السنة واصحاب الهدي الذين اقتدوا بهدي الصحابة رضي الله تعالى عنهم. وغاية ما يقع في هؤلاء يعني في اتباع السنة والجماعة ان يقع في بعضهم قدر من الزيادة في القول او الخطأ في القول او الغلو في تقرير بعض المسائل فهذا يعرض لبعض الاعيان سيما من المتأخرين وهو حال عارظة. لكنك اذا جئت السواد لا تجدهم مشارع فاذا جئت الصحابة رضي الله عنهم وهم آآ اصل هذه الطريقة انهي طريقة السنة والجماعة الذين شرع الله واتباعهم بقوله والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. واذا جيت الصحابة لا تجد انهم مفترقون. بل انهم معتصمون بحبل الله. وان كانوا يختلفون في فروع الدين لكنه بوصوله وقواعد الاتباع ومنهج الاستدلال هم على مادة واحدة واذا جئت من بعدهم فكذلك وهذا شأن اهل القرون الثلاثة الفاضلة الذين اقتدوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وان كان في هذه القرون من شذ عن هدي النبي عليه الصلاة والسلام وقد ظهرت الخوارج في خلافة علي ابن ابي طالب وظهرت القدرية في اواخر عصر الصحابة بعد عصر الخلفاء الراشدين وظهر بعد ذلك جمل والوان من البدع وظهر التصوف والتصوف بهذا يعلم انه ليس درجة واحدة لا من حيث الانتساب ولا من حيث الحقائق والاحوال المعاني التي تذكر في كلام الصوفية لان الله سبحانه وتعالى اوجب العدل واوجب القسط ان الله يأمر بالعدل والله جل وعلا حرم الظلم على نفسه فلا يصح ان يذكر التصوف على انه وجه واحد وبالمقابل وبالمقابل لا يصح ان ينكر التصوف على انه وجه واحد من الغلو. نقول بالمقابل لا يصح ان يذكر التصوف على انه او وجه واحد من الاقتصاد فقد وقع في التصوف غلو ووقع في التصوف اقتصاد. وهذا الدرجة او هذه الدرجة من التصوف الذي يقال انه مقتصد لا يعني من كونه مقتصدا او لا يعني بكونه مقتصدا انه يكون صوابا ولا بد ولكن يعني انه لم يكن مباينا لاصول السنة والجماعة ولم يكن من التصوف الغالي ولذلك تجد ان المصنف يذكر في كلامه رحمه الله مقتصدة الصوفية او فضلاء الصوفية او صوفية اهل الحديث ببعض السياقات التي يذكرها طائفة من اهل العلم لا يقصدون بذلك الموافقة المطلقة وانما المقصود انهم ليسوا من اهل الغلو وليسوا مبينين للاصول وهذا يضاف الى مقتصدة الصوفية الفضلاء كالحارث ابن اسد المحاسبي وامثال هؤلاء. ولذلك كان للامام احمد مؤاخذة عليه وهو في زمن الامام احمد كان للامام احمد مؤاخذة على الحارث بن اسد وكان له اه بعظ الثناء على الحارث ابن اسد من جهة لان هؤلاء كالحارث بن اسد المحاسبي صاحب التصاريف التي كتبها في التصوف هو من العباد ومن الصالحين. ويرجى ان يكون من اولياء الله سبحانه وتعالى ولكنهم اخطأ في مقامات سواء في مقامات تصوف او حتى في مقامات غير ذلك حكمة عقلية فانك لا تشتغل بما يناقض الحكمة الصحيحة لانه اوجه لا تناهي فيه ولهذا البدع بصفتها بصفتها متأخرة حادثة بعد ان لم تكن حادثة بعد ان لم تكن ولذلك قد يقع في قرون ومثله لما كتب الصوفية بعد ذلك كصوفية الحنابلة الذين انتسبوا للمذهب الحنبلي وهم على مادة من التصوف ابي اسماعيل الانصاري الهروي صاحب كتاب منازل السائلين الذي شرحه طائفة من الصوفية ومن غير الصوفية ومن الشروح الفاضلة عليه ان الشرح الذي كتبه آآ العلامة ابن القيم رحمه الله المسمى بمدارج السالكين لكن ابا اسماعيل رحمه الله طوف وينتسب الى التصوف صراحة لكنه ليس من غلاة الصوفية. بل هو من متوسط الصوفية وعنده تعظيم بالغ للسنة والاثار وعنده تعظيم لقواعد السنة والجماعة ولكن يفوته ما يفوته وقد يفوته ما يكون من الحروف وقد يفوته ما يكون من المعاني وقد يكون غلطه في الحروف وقد يكون غلطه في المعاني وهذه جملة لابد من فقهها ولا سيما في مادة التصوف لانهم لا يكتبون بمعيار دار علم النظر او بمعيار المنطق او نحو ذلك وانما يكتبون باحرف الصوفية تارة وبمراميسها تارة اخرى فلما كانوا يكتبون باحرف الصوفية وبجملها وبكلماتها وبمراميزها تارة وبالاصطلاحات التي صنعها من صنعها من بيان الصوفية صارت هذه المراميس وهذه الاصطلاحات وهذه الكلمات يتأول كل متصوف تحتها ما انتهى اليه نظره في التصوف والشريعة فربما كان ما تحت هذا الاسم عند هذا المتصوف ما هو من مفارقة اصول الشريعة. وربما كان ما تحت هذا الاسم وهو نفس القسم الأول الذي استعمله من استعمله استعمالا غاليا ربما كان فيه مخالفة ولكنها ليست مفارقة للأصول ان كان فيها ترك لما يجب لكنها ليست مخالفة او مفارقة لما هو من الاصول وان تضمنت ترك ما يجب وقد يقع تحت هذا الاسم المخترع او تحت هذه المراميز المخترعة من مراميز الصوفية ما يكون في الجملة من الكلام الصحيح لكنه سمي باسماء محدثة. لكنه سمي باسماء محدثة. ولذلك يذكرون الفناء ويذكرون الاصطلام ويذكرون الوجد ويذكرون الاحوال ويذكرون جملا واسعة سواء كانت كلمات مفردة واسماء مفردة او كانت من الجمل المركبة والخطأ الذي يقع فيه بعض من ينظر في كلامهم او يريد ان يقتدي ببعض فضلائهم في بعض المقامات انه لا يفرق بين تأتي الصوفية فربما حكم على الادنى بحكم اعلى وربما حكم على الاعلى بحكم الادنى. فاذا انتصب من يريد الدفاع عن السنة ولم يكن من اهل العلم والتحقيق ربما اخذ سواد الصوفية بقول غاليتهم. واذا انتصب للقول في هذه المسائل من يدعي الرفق او يدعي الانصاف وهو ليس من اهل العلم بقواعد الشرع وقواعد الانصاف وقواعد الاخلاق وانما نتكلم بكلام آآ يلقيه ولا يفقه ما تحته من الحقائق. راح يتأول الاخطاء البينة والمقاصد البينة في الكلمات وما صرح به من صرح من الضلالات عند ولاة الصوفية فيذهب ليتأولها على اوجه مناسبة فيكون هذا منافيا للحقيقة كما ان الاول قد نفى الحقيقة العلمية فضلا عن العقل والعدل الشرعي فضلا عن العقل اي احكام العقل وعن العدل الشرعي. ولذلك الكلمات الذي يقولها او تقولها الصوفية سواء كان مفردة او كانت مرتبة انما تفسر في كل كتاب او في كل سياق او في كل طائفة بحسب ما تقتضيه تثياب هذه الكلمة. من كلام المتكلم بها فقد تكلم ابن عربي يعني محي الدين ابن عربي صاحب الفتوحات المكية وصاحب فصوص الحكم تكلم بحروف قد تكلم بها ابو اسماعيل الانصاري الهروي وقد تكلم بها ابو حامد الغزالي ونسب كلام منها للجليد بن محمد للحارث بن اسد. ومع ذلك تجد ان هذه الجملة عند ابن عربي تقع على مقصود يختلف عن المقصود الذي يقوله ابو اسماعيل الانصاري او يقوله الشيخ عبد القادر الجيلاني او يقوله ابو حامد الغزالي وما الى ذلك. فضلا عن من هم فوق ذلك ممن نسب للتصوف وهو لم ينتسب للتصوف كالفظيل ابن عياض وسهل ابن عبد الله وامثال هؤلاء ولهذا يجهل بعض الناظرين والباحثين فيقول الفناء عند الصوفية تعريفه كذا. الاصطلام تعريفه كذا ثم يعرفه بوجه واحد ربما اخذه من بعض كتب التعريفات وربما اخذه من تعريف بعض الصوفية فلا يكون حجة على بقيتهم بان هذا انما يتصور شرعا وعقلا حتى لو كانت الطريقة طريقة واحدة اما اذا كانت مشارع وكانت مناهج وكانت طرقا وكانت اوجها فهذا يتحرى فيه القصد. فان قيل هذا مما يعسر جمعه قيل لم يكلف الله عباده ان يجمعوا مقالات الخلق وان يحكموا عليها واحدة واحدة وانما كلف او وانما شرع الله من البدع ما لم يقع في قرون قد سلفت وكثير من البدع لم تقع في عصر الصحابة وكثير من البدع لم تقع في القرون الثلاثة الفاضلة وما زال يعرض للناس ولبعض الناس من البدع بخلاف السنن فانها محكمة بينة تامة بتتميم الله سبحانه واكمال الله سبحانه وتعالى لدينه. اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. والمقصود هنا ان الله شرع العدل وشرع البيان ولهذا من اوصاف اهل العلم انهم قائمون بالعدل وقائمون بالبيان فلا يغلب مقام البيان على مقام ترك العدل بل هما مقامان متلازمان بل من ترك ونقص مقام العدل فقد نقص عند التحقيق مقام البيان ولا بد ولا يتصور تحقيق البيان الا بتحقيق العدل. واما من اراد ان يعلو بالبيان حتى يحذر من البدع والضلالات فهذا يخالف الشريعة من وجهه اذا غلا في حكمه على المقالات او على الاعيان لان الغلو في الدين كله لا يصح لان الغلو في القول في الدين كله لا يصح وبالمقابل من نقص مقام بيان فخفف فيما حرمته الشريعة او نهت عنه الشريعة او خفف في محدثات تنافي سنن عليهم الصلاة والسلام لان تلك الطرق لا تنافي سنة نبينا بل تنافي سنن الانبياء. عليهم الصلاة والسلام ولهذا لما دخل مادة منها على بني اسرائيل قال الله سبحانه وتعالى ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ورد النبي صلى الله عليه وسلم على عثمان ابن مظعون التبتل. ولم تكن شريعة رسول الله ولا حتى شرائع اعلم بها من قبل لم تكن هي انقطاع في وجه واحد من العبادة او في بعض الاوجه من العبادة عن بقية العبادات التي شرعها الله سبحانه وتعالى. المقصود هنا ان التصوف في انتسابه وفي وفي كلماته وفي معانيه هو جملة مشارع وجملة مشارع واوجه متعددة منه الغالي ومنه دون ومنه المتوسط ومنه المقتصد ولكن اذا قيل المقتصد قيل حتى المقتصد ليس هو مما يندب اليه ويؤمر به. وانما يندب ويؤمر بما شرع الله من الاسماء الشرعية دقائق الشرعية وما يحققونه في بعض المقامات فهذا هو في حقيقته من مادة الشريعة وان سماه من سماه تصوفا فما ينصبون فيه من الحق وتحقيق معاني المحبة لله او بيان الخوف من الله او بيان رجاء الله وكيف تكون هذه العبادة على في قلب ما يوجد في كلام مقتصدة الصوفية فيقال هذا من علم الشريعة ما يكون من الصواب في ذلك والتحقيق في ذلك فيقال هذا هو في حقيقته من علم الشريعة وليس من مادة التصوف لهذا لا يختص الصوفية به عن غيرهم ممن لم ينتسب للتصوف واما اذا كان ما يقصد هنا ما يختص به اهل طائفة فلا يوجد طائفة تختص بدليل عقلي او دليل شرعي او حكمة شرعية او حكمة عقلية الا ويكون هذه الحكمة اذا وافقت وجها صحيحا الا ويكون اصلها بين في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. واذا كانت من مادة الاحكام العقلية بان ان الكتاب والسنة فيما يتعلق بالاحكام العقلية المستعملة في ادلة التشريع او في مسائل التشريع ان الله ورسوله ذكر مما يدل على ذلك ما هو ابلغ واعظم كالبراهين والامثلة المضروبة في كتاب الله التي خاطبت العقول في بيان ربوبية الله سبحانه وتعالى وتحقيق توحيده والايمان بشرعه وقدره. نعم ولا ريب ان المشركين الذين كذبوا الرسل يترددون بين البدعة المخالفة لشرع الله وبين الاحتجاج بالقدر على مخالفة امر الله فهؤلاء الاصناف الاصناف فيهم شبه من المشركين. اما ان يبتدعوا واما ان بالقدر واما ان يجمعوا بين الامرين. كما قال تعالى عن المشركين واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون. وكما قال تعالى عنهم سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا ابى ولا حرمنا من شيء. نعم فاذا الاحتجاج بالقدر على ما هو من معه على ترك طاعة الله او ما هو من معصيته هو استعمال استعمله قوم من المشركين ولم يستعمله عامة المشركين فضلا عن اهل الاسلام وانما قال به فقوم من اهل الشرك في حالة عرظت لهم في حالة عرظت لهم ولذلك قال الله سبحانه كذلك كذب الذين من قبلهم ولا تجد ان مشرك العرب مع انهم ذكروا هذا القول لا تجدن مشرك العرب قد قام في عقولهم هذا الموجب على اللزوم هم واستطاعوا ان ينفكوا عنهم. ولهذا اذا صار الواحد منهم الى الاسلام ليس لانه قد حاوره احد او جاد له احد او عاور عقله وزال عن نفسه تلك الشبهة. بل هذه شبهة ارادوا ان يكفوا بها ما يلاقونه. من الاغلاق عليه في لما جاءت انوار الشريعة بينة تشبثوا بمثل هذه الكلمات وهي من جنس قولهم عن رسول الله انه ساحر وانه مجنون مع انهم يعلمون انه ابرأ الخلق من ذلك كله وانه افظل من لقوا واصدق من لقوا وهو امين ذلك البلد الذي كانوا فيه وهو امين الناس اجمعين عليه الصلاة والسلام الم يخلق الله سبحانه وتعالى بشر كرسول الله صلى الله عليه وسلم في امانته وصدقه وزكاته وغير ذلك واخلاقه الفاضلة عليه الصلاة والسلام التي هي اخلاق التي جبله الله عليها وشرعها الله له. شرعها الله له عليه الصلاة والسلام وللمسلمين. وعن هذا قال الله او فيه وانك لعلى خلق عظيم. نعم قال وقد ذكر عن المشركين ما ابتدعوه من الدين الذي هو فيه تحليل حرام والعبادة التي لم يشرعها الله بمثل قوله تعالى وقالوا هذه انعام وحرث حجر لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم. وانعام حرمت ظهورها وانعم لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه الى اخر السورة وكذلك في سورة الاعراف في قوله يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة الى قوله قل امر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد. الى قوله وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. الى قوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق وان تشرك نعم وان تشركوا. وان تشركوا بالله ما لم ننزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. ولذلك تجد ان خطاب التشريع في القرآن هو خطاب طبري تشريعي وخطاب عقلي في نفس الامر وهو عقلي باعتبار كلماته ودلالات عفوا الكلمات المفردة ودلالات الجمل المرتبة ودلالات السياق التام انظر هذا وتدبر هذا في مثل قول الله قل انما حرم ربي ابواب التحريم الى الله الذي يحكم بالتحريم هو الله سبحانه وذكر مقام الربوبية هنا لانه بيده ملكوت كل شيء سبحانه وتعالى انما حرم ربي الفواحش صار هذا الاسم بذاته يدل على الترك لانه فاحش الفاحش هو الظاهر شديد الظهور. ولهذا في الغبن يقول الفقهاء في المعاملات اذا كان الغبن فاحشا ثبت فيه خيار الغبن حائشا اي زاد عليه او نقص عليه نقصا بينا او زاد عليه زيادة بينة قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن الاثم ما حاك في نفسك والمحرمات في الشريعة منها الظاهر ومنها الباطن والاثم والاثم ومجرد هذا الاسم يدل على فساده انه اثم انه اثم وكما قال عليه الصلاة والسلام في حديث النواس الاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس والاثم والبغي واسم البغي يدل على ترك هذه المادة لانها لانها بغي ولهذا لما بين الله ما يأمر به النبي على سبيل الجمع قال يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر. فصار هذا الاسم العام جامعا لكل اوجه المعروف فكل العبادات والتشريعات داخلة باسم المعروف وكل المحرمات والمنهيات داخلة في اسم داخلة في اسم المنكر والبغي بغير الحق وقوله بغير الحق ليس لان ثمة وجها من البغي يكون بحق وانما هو تأكيد لفساد مادة البغي وانها دائما تكون ملاقية ومقابلة لمادة الحق كما قال الله فماذا بعد الحق الا الا الظلال فانى تصرفون وان تشركوا بالله وان تشركوا بالله الذي له الدين الخالص سبحانه وتعالى. فسمى الله عملهم شركا. ما لم ينزل به سلطانا. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا كذلك كل الشرك لم ينزل الله به سلطانا ولا شك مثل ما جاء في قوله فاجتنبوا الرجس من الاوثان. وكل الاوثان رجس وشر وكذلك الشرك كله شر وكله لم ينزل الله به سلطانا. لا سلطان شرعي ولا سلطان عقلي. لا سلطانا شرعيا ولا سلطانا عقليا بل هو بغي وعدوان ولذلك اظلم الظلم الشرك بالله وابلغ العدل واعظم العدل هو توحيد الله سبحانه وتعالى لكن قوله ما لم ينزل به سلطانا هو بيان حقيقة الحال الملازمة بيان لحقيقة الحال الملازمة. فلما كانت الصفات هنا صفات ملازمة ذكرت على هذا الوجه. في البغي وفي الشرك فالبغي يلازمه انه بغير حق. ولابد وانه يقابل الحق. وانه عدوان صريح لا شبهة فيه وانه عدوان لا شبهة فيه لانه يقابل الحق في النفوس الفاضلة المؤمنة وكذلك الشرك فهو علي من السلطان فمن الحجة علي من السلطان والحجة ولهذا لم يكن لامة مشركة حجة عند الله سبحانه وتعالى بل لله الحجة البالغة على ولهذا صارت رسالة الانبياء حجة قائمة على الناس بما انزل الله عليهم وبما اوحى اليهم سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى بعث الرسل كما بين الله في كتابه لئلا يكون للناس على الله حجة وسلطان لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. ولله الحجة البالغة على خلقه. بما بين لهم بما فطرهم عليه وبما انزل وشرع وبعث من رسله وانبيائه ثم ارسلنا رسلنا تترا فهذا بيان لفسادها وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وقوله سبحانه ما لا تعلمون ايضا يدل على هذا المعنى الشرعي العقلي في فساد القول على الله بغير علم. ولذلك من القول على الله بغير علم التحليل والتحريم بغير علم. ولهذا قال الله في مقام اخر في كتابه ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب وقوله لما تصف السنتكم معناه ان هذا الكلام ليس له وانما هو اجراء يجريه اللسان بغير برهان وانما هو وصف اللسان وانما هو وصف لسان يعني ليس على قاعدة وبرهان ولذلك كل اعتداء على احكام الشريعة او قول في الشريعة بغير علم فهو مما يصفه اللسان وهو شر من ذلك القول الذي قال الله فيه والشعراء يتبعهم الغارون فقيل في الشعراء والشعراء يتبعهم الغاوون المتر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون ان الشعر فيه حكمة ومع ان الشعر فيه مصلحة ومع ان الشعر فيه مادة وفيه علم وحفظت كثير من مادة اللغة بما جاء في شعر الشعراء من باللغة ونحو ذلك والا فلغة العرب بينة بكتاب الله وهو جامعها لكن جاءت في بعض غرائب اللغة وما الى ذلك مما كان من لهجات او كلام بعض قبائل العرب فالمقصود ان الشعر كما كان عمر يسميه ديوان العرب وسمع النبي من الشعر ما سمع واقر حسان وجملة من شعراء الصحابة على ذلك وآآ يعلم مقام الشاة وان الشريعة ما انكرته وان كانت جعلت فيه احكاما. فاذا كان هذا السياق جاء في وصف الشعر بالقرآن فكيف بمن يقول على الله هؤلاء هم الذين كذبوا على ربهم الذين ياكلون على الله بغير علم هذه صفة الكذابين والافاكين الذين بين الله امرهم في كتابه من اجناس المشركين وهم اجناس كثيرون قال الله فيهم ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله كذب. نعم وهؤلاء قد يسمون ما احدثوه من البدع حقيقة كما يسمون ما يشهدون من القدر حقيقة. نعم قف على هذا بارك الله