بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وانفعنا بعلمه يا رب العالمين قال الامام ابو عثمان الصابوني في اعتقادي السلف وائمة الحديث قال اخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال ان بنى ابو بكر محمد بن داود الزاهد قال رحمه الله وحدثنا ابو الحسن ابن ابي اسحاق المزكى ابن مزكى قال حدثنا احمد بن الخضر ابو الحسن الشافعي قال حدثنا شاذان قال حدثنا ابن مخلد ابن يزيد القهستاني قال حدثنا جعفر ابن ميمون قال سئل ابن مالك قال سئل ما لك بن انس عن قوله تعالى رحمن على العرش استوى كيف استوى قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. وما اراك الا ضالا وامر به ان يخرج من مجلسه قال اخبرنا ابو محمد المخلدي العدل قال حدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد الاصفراهيني قال حدثنا ابو الحسين علي بن الحسن قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي عن جعفر بن عبدالله قال جاء رجل الى مالك ابن انس يعني فسأله عن قوله تعالى على العرش استوى كيف استوى قال فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته وعلاه الرحضاء واطرق القوم فجعلوا ينظرون الامر به فيه ثم سري عن مالك فقال الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والايمان والايمان به واجب. والسؤال عنه بدعة. واني لاخاف ان تكون ضالا ثم امر به فاخرج قال واخبرنيه جدي ابو حامد احمد بن اسماعيل عن جد والد الشهيد وهو ابو عبد وهو ابو عبد الله محمد ابن عدي ابن حمدوي الصابوني قال حدثنا محمد ابن احمد ابن ابي عون النسوي قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا مهدي بن جعفر الرملي قال حدثنا جعفر بن عبدالله قال جاء رجل الى الى ما لك بن انس فقال يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ قال فما رأينا مالكا وجد من شيء كوجده من مقالته. وذكر بنحوه احسنت الحمد لله رب العالمين صلى اللهم وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فكنا قد توقفنا عند الكلام عن اثر ما لك رحمه الله وهو الذي جاء معناه عن ام سلمة رضي الله عنها تكلمنا عن ثبوت ذلك عنها وانه لم يصح وكذلك جاء عن ربيعة ابن ابي عبد الرحمن الذي هو شيخ الامام مالك رحمه الله كما جاء عن غيره رحمه الله ساق المؤلف رحمه الله هذه القصة مع الامام مالك من ثلاث طرق الطريق الاول كان من طريق جعفر ابن ميمون عن ما لك رحمه الله وجاء الطريقان الثاني والثالث من طريق جعفر ابن عبد الله عن ما لك رحمه الله وهذه القصة ثابتة عن مالك ثبوتا لا شك فيه وقد صحح هذه الرواية عنه غير واحد من اهل العلم وقد رواها عنه جم غفير عشرة من اصحابه او اكثر رووا هذه القصة عنه وقد احتفى اهل العلم والسنة بهذا الاثر وتقبلوه بقبول حسن وجعلوه معيارا لجميع الصفات صفة الاستواء وغيرها من صفات الله جل وعلا جواب مالك رحمه الله عن هذا السؤال وهو الرحمن على العرش استوى كيف استوى بما قد سمعت من ان الاستواء غير مجهول وان الكيف غير معقول وان الايمان به واجب وان السؤال عن ذلك بدعة هذا الجواب جواب مسدد هو من احسن ما يكون من الجواب عن هذه المسألة فرحم الله امام دار الهجرة رحمة واسعة وجزاه عن اهل السنة خيرا وهذا الاثر روي بالفاظ متعددة واكثر الفاظه ورودا عنه وشهرة هو قوله الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عن ذلك بدعة اشتهر بكتب المتأخرين عن مالك رحمه الله انه قال الاستواء معلوم والكيف مجهول وهذه بمعنى ما سبق وجاءت عن ما لك رحمه الله من رواية سفيان ابن عيينة عنه بلفظ قريب قال الاستواء منه معلوم والكيف منه غير معقول فهذه نحو ما اشتهر عن ما لك رحمه الله وهذا الاثر فيه فوائد كثيرة واستنبط منه اهل العلم ضوابط وقواعد مهمة يحتاجها طالب العلم من ذلك ان هذا الاثر قد دل على ان اهل السنة والجماعة يثبتون القدر المشترك والقدر المميز الفارق القدر المشترك هو في قوله الاستواء غير مجهول يعني معلوم المعنى فاصل المعنى اللغوي قدر مشترك قبل التخصيص والاظافة مشترك بين الخالق والمخلوق فالله عز وجل استوى على العرش والمخلوق يستوي على الدابة ويستوي على السفينة كما قال جل وعلا لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه واما القدر المميز الفارق فانه في قوله والكيف غير معقول الكيف قدر مختص لما اضيف الاستواء الى الله عز وجل امتنع الاشتراك وصار من امحل المحالات ان تكون صفة الله سبحانه وتعالى مشابهة لصفة المخلوقين اذا اهل السنة والجماعة يجمعون بين اثبات القدر المشترك واثبات القدر المميز الفارق ويعتقدون ان نفي القدر المشترك تعطيل وان نفي القدر الفارق المميز تمثيل القاعدة الثانية ان مذهب اهل السنة مجانب لمذهب المفوضة اثر ما لك رحمه الله فيه ابلغ الرد على مذهب اهل التفويض وذلك من جهتين اولا من قوله رحمه الله الاستواء غير مجهول بمعنى انه غير مجهول في اللغة او هو كما جاء مشهورا عنه معلوم من جهة اللغة واذا كان كذلك كانت مقالة المفوضة مقالة منافية لمذهب اهل السنة والجماعة فانهم يزعمون ان الاستواء غير معلوم المعنى الله اعلم بما اراد. نحن نقول ان الرحمن على العرش استوى لكننا لا ندري ما معنى استوى مع الجزم بان هذا الظاهر الذي يفهم من اللفظ غير مراد لا شك ان هذه مقالة باطلة وليس هذا مذهب اهل السنة والجماعة الرد على مذهب المفوضة كان من هذا الوجه اولا وهو في قوله الاستواء غير مجهول. المعنى الذي يفهم من هذه الكلمة الرحمن على العرش استوى في ضوء لغة العرب واضح لكل من يعرف هذه اللغة الرد او الوجه الثاني في الرد على المفوضة بقوله والكيف غير معقول فان مالكا رحمه الله قد تكلم بهذه الكلمة التي تدل على ان المسلم اذا علم اتصاف الله عز وجل بالصفة فان هذا العلم لابد ان يصحبه جهل وان يعترف بهذا الجهل ثمة بصر وعمى ثمة علم وجهل في هذا الباب علم بالمعنى وجهل بالكيفية يجهل الانسان ولا يمكن ان يطمع الى العلم بكيفية صفة الله سبحانه وتعالى فالانسان لا يمكنه البتة ان يصل الى ان يعقل او يعلم كيفية اتصاف الله عز وجل بصفة الاستواء او غيرها وانت خبير بان من ينفي الكيف هو الذي يعلم المعنى من ينفي الكيف هو الذي يعلم المعنى فانه اذا علم المعنى نبه هذا الذي اعتقد ثبوت الصفة لله عز وجل نبهه الى انه ينبغي ان يحذر من ان يبالغ في الاثبات حتى يصل الى التكييف فيقول له حذاري من ان تصل الى التكييف فان التكييف لا سبيل الى عقله والعلم به اذا انما يخاطب بنفي التكييف من كان يعلم المعنى اما من لا يعلم المعنى اصلا فان مخاطبته بنفي التكييف لغو لا قدر لا قيمة لهذا الكلام ان يقال لانسان لا يعرف ما معنى الكلمة اصلا حذاري من ان تعتقد كنها او كيفية او ان تحكي شيئا من ذلك وهو لا يدري ما هو المعنى اصلا الالفاظ التي يسمعها او يقرأها هي عنده من جملة الاحادي والطلاسم التي لا قيل الى معرفة المعنى فيها فكيف يقال له اياك ان تعتقد في نفسك ماذا كيفا او كنها لشيء هو اصلا مجهول هو في الاصل ماذا مجهول فلا شك ان ذلك انما يخاطب به من يعرف المعنى وبالتالي علمنا ان اهل السنة والجماعة يعلمون المعنى ولكنهم يجهلون كيفية اتصاف الله سبحانه وتعالى بهذه الصفة الامر او الفائدة الثالثة ان مذهب اهل السنة والجماعة مجانب لمذهب الممثلة والمكيفة كما ان اثر مالك رحمه الله بين ان مذهب اهل السنة والجماعة مجانب لمذهب المفوضة فانه قد بين لنا انه مجانب ايضا لمذهب الممثلة والمكيفة وهذا باسرح عبارة حينما قال والكيف غير معقول او قال الكيف مجهول كيف السبيل الى ان يعتقد الانسان تكييفا لصفة الله عز وجل وذلك بالنسبة لنا غيب لا ندري نحن ما رأينا الله سبحانه وتعالى في ذاته ولا رأينا اتصافه سبحانه وتعالى بصفاته فكيف نروم مع ذلك ان نكيف صفة الله تبارك وتعالى اذا مذهب اهل السنة والجماعة مجانب لمذهب المكيفة الفائدة الرابعة ان مذهب اهل السنة مجانب لمذهب المحرفة المؤولة بيان ذلك ان ان مالكا رحمه الله قد نص على ان الاستواء غير مجهول. يعني انه معلوم في ضوء لغة العرب وبالتالي فانه لا يحتاج الى حمله على غير ما دل اللفظ العربي عليه العرب تعرف من لغتها ان جملة استوى على كذا تعني علا وارتفع عليه اذا هذا هو الظاهر الذي ينبغي ان يجرى هذا النص عليه ولا يجوز ان يحرف او ان يبدل الكلم عن مواضعه الاستواء غير مجهول وبالتالي فنحن نحمل النص على على ظاهره ولا نحرف ولا نؤول ولا نبدل كلمة عن مواضعه الفائدة الخامسة هي ان اثبات اهل السنة والجماعة للصفات اثبات وجود لا اثبات تكييف اثبات اهل السنة والجماعة للصفات اثبات وجود لا اثبات تكييف بمعنى ان الاثبات عند اهل السنة والاثبات بمعنى اعتقاد الثبوت اي ان هذه الصفة قائمة بذات الله تبارك وتعالى هذا الاثبات لا يتجاوز اعتقاده قيام الصفة بالله تبارك وتعالى لا اننا نعتقد ها ان الله سبحانه وتعالى يتصف بالصفة على كنه كذا وكيفية كذا هذا الامر غير وارد اثبات اهل السنة اثبات وجود لا اثبات تكييف وهذه الكلمة قد سبق البحث فيها في دروس مضت الفائدة السادسة ان الجهل الكيفية لا يعني نفي الكيفية فرق بين نفيك الشيء ونفيك العلم بالشيء اذا اذا قال اهل السنة ان اثبات الصفات بلا كيف وهذه جملة اطبقوا عليها فان هذا يعني نفي علمهم بالكيفية وليس نفي الكيفية من حيث هي نفي الكيفية من حيث هي يعني التعطيل نفي الصفة من اصلها اذا شتان بين نفيك الشيء ونفيك العلم بالشيء في التعامل بحزم مع اهل البدع باللطيف ما يذكر في هذا الباب ما ورد الذهبي رحمه الله في كتابه العلو وكذلك في العرش عن عبد الله ابن ابي جعفر الا اهل السنة اذا قالوا بلا كيف فانما يريدون ها نفي علمهم بالكيف وليس نفي الكيف. ولاحظ معي ان ما لكا رحمه الله قال الكيف غير معقول او في الرواية المشهورة والكيف مجهول ولم يقل الكيف معدوم لم يقل الكيف معدوم انما قال الكيف مجهول وهذا في معنى قوله والكيف غير معقول. اذا ينبغي ان يلاحظ هذا المعنى عند النظر في كلام السلف ان اثبات الصفات عند اهل السنة بلا كيف؟ فالمعنى انه بلا تكييف. يعني بلا اعتقاد او بلا حكاية لكيفية صفة الله تبارك وتعالى ايظا فائدة سابعة ان اثبات الصفات عند اهل السنة والجماعة اثبات حقيقي ليس اثباتا مجازيا كما يزعم هذا من يزعم من اهل البدع اثبات الصفات اثبات حقيقي وليس اثباتا مجازيا فاذا دل الدليل على ان الله تعالى موصوف بالوجه ذي الجلال والاكرام وعلى انه موصوف باليدين وعلى انه يحب وعلى انه يبغض وعلى انه استوى على عرشه فان هذا يعني ان هذه الصفات صفات حقيقية لا شك لا شك في كونها صفات حقيقية بخلاف مقالة الذين قالوا ان اظافة الصفة الى الله عز وجل في هذه الصفات سواء كانت صفات فعلية او كانت صفات ذاتية ان هذه الاظافة اظافة مجازية لا شك ان هذا غير صحيح واثر مالك رحمه الله يدل على بطلان هذا الظن من حيث انه قد قال والكيف غير معقول هذه كلمة لا يقولها الا الذي اعتقد قيام الصفة بالله عز وجل قياما حقيقيا انتبه معي قوله الكيف مجهول او الكيف غير معقول لا يقولها من يعتقد ان الصفة تضاف الى الله عز وجل مجازا ما حاجته الى ان يكون والكيف ماذا غير معقول انما يحتاج الى هذا من يثبت قيام الصفة بالله عز وجل قياما حقيقيا هذه الصفة اتصف الله عز وجل بها حقا فالله عز وجل هو بذاته استوى على العرش وهو بذاته الذي ينزل اذا شاء سبحانه وتعالى. اذا نحن نعتقد ان هذا اثبات لا تكييف فيه فدل هذا على انها صفة حقيقية دل هذا على انها صفة حقيقية الفائدة الثامنة ان قاعدة اهل السنة هي ان الصفات معلومة من وجه مجهولة من وجه قاعدة اهل السنة ان الصفات الالهية معلومة من وجه مجهولة من وجه معلومة من حيث اصل المعنى اللغوي ومجهولة من حيث كيفية اتصاف الله سبحانه وتعالى بها القى الفائدة التاسعة ان العقل لا يخاض به في مسائل الغيب العقل لا يخاض به في مسائل الغيب قلنا فيما مضى ويتكرر القول في هذا كثيرا لان هذه من القواعد الاصيلة في منهج اهل السنة والجماعة مسائل الغيب ومنها مسائل الصفات ومسائل اليوم الاخر وما الى ذلك هذه المسائل مسائل توقيفية يوقف فيها عند حد النص الوارد ولا يزاد على ذلك بخوض عقلي وهذا ما دل عليه النقل والعقل ايضا العقل يدل على انه لا محل له في مسائل الغيب العقل نفسه يقول انا لا محل لي ولا مجال لي في مسائل الغيب مسائل الغيب هذه مسائل خارجة عن حدود سلطان العقل لا ينفذ فيها حكمه ولا يعمل فيها لانها خارجة عن حدوده وسلطانه قلنا سابقا العقل له سلطان ولكن سلطانه محدود فاذا اخرج عن حدود سلطانه كان مثل الحاكم الذي اخرج عن محل ولايته وسلطانه فصار حكمه في غير محله وسلطانه غير نافذ. اليس كذلك العقل بهذه المثابة حدوده انما هي المحسوسات عالم المشاهدة لا عالم الغيب وبالتالي فاذا قيل للعقل احكم وزن وصوب وخطئ وقس قياس تمثيل او شمول في هذه المسائل الغيبية فان العقل سيقول انا لا استطيع هذا شيء خارج عن سلطاني هذا الجوال لا يمكن ان تعمل او لا يمكن ان يعمل او تستفيد منه فائدة صنع لاجلها اذا كان الارسال غير موجود اذا كنت في برية ما فيها ارسال هذا الجوال يصبح ماذا عديم الفائدة من جهة الاتصال لماذا لانه لا توجد شبكة العقل كذلك اذا اخرج عن حدود الامور المدركة المحسوسة الى الغيبيات يصبح فاقدة الادراك لا شبكة وبالتالي فانه لا يعمل. وهذا ما ارشدنا اليه الامام مالك رحمه الله حينما قال والكيف غير معقول انت هنا تبحث في شيء خارج عن سلطان العقل و الامر في هذا بين وبالتالي ينبغي على الانسان ان يريح وان يستريح ان يريح عقله وان يريح غيره من هذا الخوض ولو ان اهل البدع ادركوا هذه الحقيقة لاستراحوا ولا اراحوا والله المستعان الامر او الفائدة العاشرة وجوب قطع الطمع عن ادراك كيفية صفة الله سبحانه وتعالى هذا الباب يا اخوة قد يصحبه عند بعض الناس شيء من وسوسة الشيطان فاذا نظر او قرأ في شيء من هذا الباب باب الصفات وادلة الصفات ربما وقع في قلبه شيء من تكييف صفة الله سبحانه وتعالى يقع في قلبه ان هذه الصفة على هيئة كذا وكيفية كذا وهذا يجب ان يعالجه الانسان في نفسه يجب وجوبا ان يقطع الطمع عن ادراك كيفية صفة الله سبحانه وتعالى والشريعة جاءت تنبيه الانسان الى هذا الامر تجد ان النصوص قد جاءت تفي جماح النفس عن آآ التطلع الى كيفية صفات الله سبحانه وتعالى. ولذلك جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه بالاسناد الصحيح انه قال تأملوا في ايات الله ولا تأملوا في الله يعني في ذات الله سبحانه وتعالى لا ينبغي على الانسان ان آآ يصل به الامر التفكير الى ان يفكر ان يتفكر في ذات الله سبحانه وتعالى انما حده ان يتفكر في ايات الله تبارك وتعالى تعالى وهذا الذي اطبق السلف عليه كما قد سمعنا فانهم دائما ما يردفون اثباتهم الصفة بقولهم بلا كيف هذه الكلمة تطرق مسامعنا كثيرا اذا نظرنا في اثار السلف رحمهم الله كل ذلك ليربي الانسان نفسه في هذا الباب على قطع الطمع ومع ذلك رأى ان المصلحة ها هنا هو ما هي في ماذا في ان يستقبل هذا الرجل و يجلسه عنده وكان له عنده ايش حاجة وما رده في حاجته لكنه تعمد تأخيره عن ادراك كيفية صفة الله سبحانه وتعالى ومهما يكن من شيء ينبغي ان تعلم يا ايها المسلم انه اذا ورد ببالك او وقع في نفسك وخاطرك ان الله عز وجل في ذاته او ان الله عز وجل في صفته على كنه كذا وكيفية كذا تعلم ان هذا الوارد ان كان نقصا فالله عز وجل منزه عنه وان كان كمالا فالله عز وجل اكمل منه انتبه لهذا اذا ورد وارد او خاطر في نفسك ان صفة الله على كيفية كذا وان نكون ذاته كذا وكذا فاعلم ان هذا الذي ورد في نفسك ان كان نقصا فالله عز وجل منزه عنه ولا شك النقل والعقل والفطرة والاجماع كلها متفقة على ان الله عز وجل منزه عن كل نقص وان كان الذي ورد في ذهنك كمال فاعلم ان الله عز وجل اكمل منه فالله عز وجل اكمل منه هذا ما تيسر من هذه الفوائد المستفادة من هذا الاثر العظيم عن الامام مالك رحمه الله ولو تأمل الانسان اكثر فانه ربما يقف على فوائد اكثر واكثر من هذا الاثر العظيم اه الذي هو من احسن الكلام واسده واشده بيانا بهذه المسألة العظيمة مسألة الصفات عموما والاستواء خصوصا قال رحمه الله قال سئل مالك ابن انس عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب نعم لان هذا الباب يرجع الى الخبر والواجب على المسلم ان يقابل الاخبار بالايمان والتصديق لا شك كيف يكون الانسان مؤمنا بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم؟ ثم اذا اتاه الخبر لم يصدق بذلك فان تكذيب الله عز وجل او الشك في صدق كلام الله او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم كفر مبين نسأل الله السلامة والعافية قال والسؤال عنه بدعة هذا بحث في امر مبتدع فلم يبين الله عز وجل لنا كيفية استواءه ولم يتكلم بهذا بحرف رسوله صلى الله عليه وسلم ولا خاض هذا الخوض اصحابه وائمة السلف من بعدهم اذا هذا البحث بحث ماذا بدعي هذا السؤال وهذا الخوض هو ابتداع في دين الله عز وجل ثم قال بعد ذلك وما اراك الا ضالا وامر به ان يخرج من مجلسه وها هنا فائدة وهي ان الحكمة قد تقتضي الحزم مع المخالفين واهل البدع الحزم مع اهل البدع والاهواء والمخالفين للحق والخائضين بالباطل الحكمة قد تقتضي هذا وهذا ما كان من مالك رحمه الله فانه قد امر به فاخرج اخذ من تلابيبه فاخرج خارج المسجد وهذا كان منه رحمه الله من الحكمة لان هذا الفعل من مالك رحمه الله له اثره بصلاح هذا الرجل وفي صلاح غيره وفي قطع الطريق امام كل ملبس يريد التلبيس على الناس في دينهم وتربية واي تربية على التسليم والاذعان والانقياد هذا من مالك رحمه الله حكمة على هذا جرى كثير من السلف رحمهم الله الرازي رحمه الله فانه قد رآه بعض اصحابه يضرب بنعل رأس رجل من قرابته معه نعل يضرب بها ماذا رأس رجل من قرابته وهو يقول لا حتى تقول الرحمن على العرش استوى وهو بائن من خلقه انه استعمل معه ماذا الحزم هو قريب له وله عليه آآ سطوة وله عليه اه قدرة ولذلك عامله بهذا القدر لان في هذا ماذا اصلاحا له كما ان الانسان قد يستعمل هذا مع بنيه. اليس كذلك؟ واضربوهم عليها لعشر وكذلك من مالك رحمه الله مالك كان امام المدينة وكان قوله نافذا فيها وكان اذا قال سمع قوله واذا امر ائتمر بامره فمثله اذا اخرج رجلا من المسجد كان في هذا درسا له. كما ان في هذا درسا لغيره وقد تقتضي الحكمة مراعاة التأليف وهذا مما ينبغي على طلبة العلم ان ينظروا اليه بفقه نفس لا ان ينظر الى طرف من الاثار ويعرض عن طرف اخر كما ان من الاثار ما كان فيها الحزم والهجر والزجر فثمة اثار تقابلها كان فيها التأليف وكل ذلك محكوم بميزان الحكمة ومراعاة المصلحة ودرء المفسدة يحضرني في هذا قصة الامام ابن تيمية رحمه الله مع احد نفاة علو الله عز وجل والمقام مقام بحث في هذه الصفة صفة العلو والاستواء لله تبارك وتعالى وذلك انه حكى عن نفسه قصة بالمجلد السادس من درء التعارض ان احد رؤوس الجهمية نفات العلو جاءه في حاجة له فتعمد تأخيره تلحظ ان ابن تيمية رحمه الله وهو الامام الجليل الذي لا يجعل اثار السلف ولا يخفاه الموقف من اهل البدع حتى ضاق هذا الرجل ذرعا قال رحمه الله فرفع رأسه الى السماء وقال يا الله من ضيقه رفع رأسه الى السماء وقال ايش يا الله هنا انتهز شيخ الاسلام رحمه الله هذه الفرصة وقال له انت عندي محقق فلم رفعت رأسك الى فوق وليس فوق عندك شيء فوق عندك عدم والله عندك ليس فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارج العالم لماذا تفعل هذا يقول فبينت له الحق بدليله وما عليه المسلمون وما فطر الله الناس عليه من اعتقاد علو الله عز وجل فرجع من مذهبه ذلك تلاحظ ان الموقف كان فيه ها هنا مخالفة بل ربما اعظم من مجرد سؤال عن الكيف اليس كذلك لكن تعامل شيخ الاسلام رحمه الله هنا اختلف اولا الزمان ليس الزمان السنة في وقت مالك كانت ظاهرة ولكن الامر في عهد شيخ الاسلام كان ماذا مختلفا والشبه قد عمت وطمت الناس فيحتاج مع هذا الى شيء من الرفق وهذا ما استعمله شيخ الاسلام رحمه الله فانه تلطف بالرجل و قبل ان يجلس معه وما رده في حاجته لكنه تعمد تأخيره وكان ان جاءت الفرصة في اه رفعه الرجل رأسه الى السماء تحركت الفطرة غلبت فطرته عقيدته الفاسدة فوجهه حينها شيخ الاسلام وابانا ان هذه الفطرة تحركت في قلبك وهي اعتقاد علو الله سبحانه وتعالى على خلقه فرجع الرجل اذا طالب العلم والداعية طبيب والطبيب قد يستعمل الحزم قد يقطع العضو لاجل الحفاظ على الجسد اليس كذلك وقد يكتفي باعطاب باعطاء حبة او شراب صح ولا لا اذا ينبغي عليك يا طالب العلم ان تضع كلا من الحزم او التأليف موضعه ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف موضع الندى ينبغي عليك ان تضع الامر في نصابه وان تراعي هذه القاعدة فان باب الهجر او التأليف محكوم بالمصلحة وجودا وعدما محكوم بالمصلحة وجودا وعدما هذه قاعدة اهل السنة والجماعة هو باب المصلحة قد يتعلق بالرجل المريض وقد يتعلق بغيره قد يكون الهجر هجر زجر وقد يكون هجر وقاية وقد يكون التأليف انجع وانفع ومثل هذا لا شك انه يحتاج الى علم وفقه فلا الذي يقول ليس من الحكمة الهجر البتة قوله صحيحا وليس الذي يقول ليس من الحكمة ان تؤلف مطلقا قوله صحيحا انما ومرد ذلك الى مراعاة الحكمة ورعاية المصلحة والله عز وجل اعلم مضى الكلام في ان معتقد اهل السنة والجماعة في استواء الله تبارك وتعالى هو ما قد علمت من ان استوى على العرش يعني علا وارتفع على العرش باجماع اهل السنة والجماعة واهل البدع والاهواء قد خاضوا في هذا خوضا كثيرا يعني في قوله عز وجل الرحمن على العرش استوى ضلوا ثلاث مرات ظلوا اولا في تأويل صفة الرحمة التي دل عليها قوله الرحمن وضلوا ثانيا في العرش هذا المخلوق العظيم الذي خصه الله عز وجل باستوائه عليه فانهم اولوه ايضا قالوا العرش هو الملك وضلوا ثالثا تأويل الاستواء ما اثبته الاستواء على على ظاهره وعلى حقيقته بل اولوه تأويلات شتى تبلغ قرابة العشرين تأويلا اشهرها هو ان الاستواء هو هو الاستيلاء لا شك انهم اخطأوا في المواضع الثلاثة وما اصابوا الحق فيها جميعا لا في اثبات صفة الرحمة ولا في اثبات العرش هذا المخلوق العظيم الذي خصه الله باستوائه ولا في اثبات استواء الله سبحانه وتعالى ومن احسن من تكلم في رد مذهب المخالفين ل اثبات الاستواء لله تبارك وتعالى ابن القيم رحمه الله كما تجده في مختصر الصواعق فانه رد مذهب المؤولة لصفة الاستواء من اثنين واربعين وجها اثنان واربعون وجها رد بها مذهب الذين قالوا استوى على العرش بمعنى استولى عليه ترجع اليها بمختصر الصواعق المرسلة تجد علما جما وفائدة كبيرة يا طالب العلم وعلى كل حال يكفينا ان نثير الانتباه الى وجه واحد فقط والا المقام يطول في هذا القوم فروا من من اثبات الاستواء على حقيقته باي شيء لماذا ما قالوا الرحمن على العرش استوى؟ استواء حقيقيا؟ علا وارتفع على العرش لماذا نعم لانه سبق الى قلوبهم وعقولهم ان هذه الصفة اضافتها الى الله عز وجل تقتضي التشبيه ففروا من التشبيه في زعمهم الى هذا التأويل حتى ينزه الله عز وجل عن مشابهة المخلوقين والسؤال هل هو فعلا نزهوا الله تبارك وتعالى وصلوا الى الغاية التي يريدون اجيبوا يا جماعة لا ما الذي كان فروا من تشويه فوقعوا بتشبيه لانه اذا كان اثبات الاستواء لله تبارك وتعالى تشبيها فان اثبات الاستيلاء لله تعالى تشبيه ولا لا يا جماعة اذا كانوا يقولون لا نعقل في الشاهد من يستوي الا وهو مخلوق فاننا نقول ونحن لا نعقل في الشاهد من يستولي الا وهو مخلوق بدليكم انفسكم انتم بلسانكم الستم تقولون قد استوى بشر على العراق يعني استولى اذا المخلوق ايش يا جماعة يستولي اذا انتم تضيفون الى الله عز وجل صفة يقتضي اثباتها تشبيه الله عز وجل بالمخلوق فمن صنعتم شيئا اللهم الا انتهاك حرمة النصوص وهذا مطرد في كل تأويل في جل تأويلات المعطلة انهم لابد ان يقعوا فيما فروا منه ولابد فاذا قالوا استواء الله ليس كاستواء ان استيلاء الله ليس كاستيلاء المخلوقين فنقول واستواءه ليس كاستواء المخلوقين لماذا تفرق بين متماثلين اذا كان مجرد اضافة الصفة الى المخلوق تمنع اظافتها الى الله سبحانه وتعالى فينبغي ان تمنع الاستواء والاستيلاء اليس كذلك واذا كان واذا كنت تقول الاظافة مختلفة فعند الاظافة يزول الاشتراك ويكون الاختصاص اذا اضفت الاستواء الى الله خلاص انتهى الاشتراك فاننا نقول والشأن في الاستواء كذلك والشأن في الاستواء كذلك لا فرق لا فرق بين هذا وهذا اللهم الا انكم يا معشر المؤولة تتبعون اهواءكم لا شك ما ثم الا اتباع الاهواء والله المستعان. نعم ساق بعد ذلك هذا الاثر من وجه اخر من طريق جعفر ابن عبد الله قال جاء رجل الى مالك ابن انس يعني فسأله عن قوله الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ قال فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته الوجد ها هنا بمعنى الغضب غضب رحمه الله اصابه اندهاش من جرأة هذا الانسان على طرح هذا السؤال الذي يتنافى ومقام الادب مع الله عز وجل انت يا ايها العبد المخلوق الفقير الضعيف الذي ما اوتيت من العلم شيئا الا قليلا تروم ان تعرف كيف يتصف الله عز وجل بهذه الصفة سبحان الله ان هذا لمنا ظلم ابن ادم ان يروم الى الارتقاء الى هذا الامر العظيم وهو ان يعرف كيف يتصف الله سبحانه وتعالى واصابه بهذا اه هم وعلاه العرق الرحباء واطرق اطرق يتأمل في جواب هذا الرجل واطرق الناس ينتظرون كيف سيجيب مالك وهو وهو الامام المتبع رحمه الله رحمة واسعة ثم لما سري عنه اجاب بهذا الجواب المسدد الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والايمان به واجب والسؤال انه بدعة واني لاخاف ان تكون ضالا ثم امر به فاخرج وهكذا الشأن في الاسناد ثالث عن جعفر بن عبدالله ايضا وهو بنحو الاثر الذي قبله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وسئل ابو علي الحسين ابن الفضل البجلي عن الاستواء وقيل له كيف استوى على عرشه فقال انا لا نعرف من انباء الغيب الا مقدار ما كشف لنا. وقد اعلمنا جل ذكره انه استوى على عرشه. ولم يخبرنا كيف استوى ما احسن هذا الكلام الذي قاله هذا الامام اللغوي المفسر الذي قيل فيه لو كان الحسين ابن الفضل في بني اسرائيل لعد من اعاجيبهم وذلك لما له من قدر علي في العلم والعبادة وهو ابن الفضل وله الفضل رحمه الله لما قيل له كيف استوى على عرشه فقال انا لا نعرف من انباء الغيب الا مقدار ما كشف لنا وقد اعلمنا جل ذكره انه استوى على عرشه ولم يخبرنا كيف استوى يفيدنا الامام ابو علي رحمه الله بهذا الكلام الحسن المستطاب ان صفات الله سبحانه وتعالى غيب بالنسبة لنا والغيب ما غاب عنك والله عز وجل بذاته وصفاته غيب فنحن ما رأينا الله ولا رأينا مثيلا لله انعرف كيف هو في ذاته او كيف هي صفاته فما بقي الا الوقوف عند الخبر نظرنا تدبرنا تأملنا وجدنا ان الله اخبرنا عن نفسه انه استوى على العرش فحسب وما اعلمنا شيئا فوق هذا يبين لنا كيف اتصف الله عز وجل في هذا الاستواء اذا النقل والعقل يقتضي منا ان نقف عند حد الوارد والا نزيد على ذلك اذا اذا كان الله جل ذكره قد اعلمنا انه استوى على عرشه ولم يخبرنا ولم يخبرنا رسوله صلى الله عليه وسلم كيف استوى اذا الواجب ان نقول ما قال الله ثم ان نسكت عما وراء ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال ان بانا ابو بكر محمد بن داوود الزاهد قال انبأنا محمد بن عبدالرحمن السامي قال قال حدثني عبدالله بن احمد بن ابن المروزي قال سمعت علي ابن الحسن ابن ابن شقيق يقول سمعت عبدالله بن المبارك يقول نعرف ربنا فوق سبع سماوات على العرش استوى بائنا من خلقه ولا نقول كما قال ولا نقول كما قالت الجهمية انه هنا انه ها هنا واشار الى ارض انت ثم ساق رحمه الله باسناده هذا الاثر العظيم عن الامام الجليل الجامعي بين العلم والعمل وهو عبد الله بن المبارك رحمه الله انه قال نعرف ربنا فوق سبع سماوات. الله عز وجل عال على خلقه وفوق كل شيء فوق السماوات السبع التي هي اعلى المخلوقات والعرش فوقها والله عز وجل عال على كل ذلك وفوق كل شيء سبحانه وتعالى قال على العرش استوى بائنا من خلقه. ولا نقول كما قالت الجهمية انه ها هنا قد علمنا سابقا ان الجهمية قسمان تهمية معطلة وتهمية حلولية اما الحلولية فهم الذين يقولون ان الله عز وجل في كل مكان واما المعطلة فانهم الذين يزعمون ان الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا عن يمين ولا عن شمال الى اخر ذاك الهذر الذي يتفوهون به نسأل الله العافية والسلامة من حالهم كلا المذهبين ضلال و افتراء على الله سبحانه وتعالى ومحادة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم بل الله عز وجل بدليل النقل والعقل والاجماع والفطرة انه سبحانه وتعالى عال على كل شيء وفوق كل شيء وكل شيء فهو دون الله سبحانه وتعالى هذا الحق الذي لا شك فيه ولا ريب وهذا ما بينه ابن مبارك رحمه الله هو اثر ثابت عن مال عن ابن المبارك حتى قال ابن القيم رحمه الله في اشتياء في اجتماع الجيوش الاسلامية انه اه صح عنه صحة قريبة من التواتر جل كتب الاعتقاد المسندة تروي هذا الاثر بنصه او بمعناه عن ابن المبارك رحمه الله وفي اثره فائدة وهي استعماله كلمة باء انه بائن من خلقه او قال على اه بيان حال بيان الحال قال بائنا من خلقه كلمة باء ها هنا من البين وهو المفارقة والانفصال يقال بانت المرأة من زوجها اذا فارقته وانفصلت عنه اه بالطلاق فالمراد بكون الله عز وجل بائنا من خلقه يعني ان الله سبحانه عال على الخلق غير مختلط بهم وليس حالا فيهم سبحانه وتعالى وهذا هو حقيقة علو الله تبارك وتعالى كلمة بائن ها هنا قد تكلم بها السلف كثيرا اذا وصل كلامهم الى اثبات علو الله عز وجل على خلقه فانه قد فشى فيهم وكثر ان يقولوا ان الله تعالى عال على خلقه بائن عن خلقه وهذا تكلم به كثير من الائمة الكبار فاحمدا واسحاق وغيرهم بل على هذا اجماع السلف كما حكاه ابن ابي حاتم رحمه الله حينما حكى عقيدة ابيه وابي زرعة وان هذا الذي يحكونه هو الذي آآ التقوا العلماء جميعا في الامصار انهم يقولونه ومن ذلك انهم يقولون ان الله عال على خلقه وانه مستو على عرشه وانه بائن من خلقه وكذلك حكى الاجماع على هذا ابن بطة وغيرهم كثير من اهل العلم نصه على هذا او حكوا اجماع اهل السنة عليه اذا هذا القدر قدر مأثور عن السلف ان يقول الانسان اذا اثبت علو الله ان الله بائن من خلقه قد يقول قائل وهل هذه الكلمة واردة في النصوص هل جاء فيها اية او حديث ان الله بائن من خلقه الجواب لا ولكنها مع ذلك لم تخرج عن معنى النصوص ما جاء فيها نص لفظا ولكنها لم تخرج عن معنى النصوص وتأصيل هذا الباب باب الالفاظ المستعملة في هذه المطالب الالهية في باب الصفات ونحوه هو ان يقال ان الالفاظ تنقسم الى ثلاثة اقسام انتبه اولا الفاظ مأثورة انت تثبت لله عز وجل العلو تثبت لله عز وجل الاستواء. تثبت لله عز وجل النزول الى غير ذلك. هذه ايش الفاظ مأثورة وما معنى كونها مأثورة ورد لفظها ورد اللفظ نفسه في النصوص وهذا حق لا اشكال فيه وواجب ان تنطق بما نطقت به النصوص وليس لك ان تتورع او تتوقف ثانيا هناك الفاظ مبينة ثالثا هناك الفاظ مجملة ام القسمة الان عندنا ثلاثة اقسام مأثورة مبينة مجملة اما المجملة فانها الفاظ مبتدعة يعني غير واردة في النصوص وما تكلم بها السلف مجملة مشتبهة محتملة للحق والباطل وهذا كما مر بنا قريبا مثل لفظ اللفظ في القرآن مثل لفظ اللفظ في القرآن. اليس كذلك؟ هذا لفظ ماذا مجمل محتمل مشتبه يشتبه فيه الحق بالباطل ويحتمل في ايراده الحق هو الباطل هذه الفاظ مبتدعة لا يجوز استعمالها وكان السلف ينسبون من يستعملها الى البدعة اللفظ في القرآن مثل الحيز هل الله في في حيز او ليس في حيز كقولهم الله جسم الله ليس بجسم ليس في جهة الله جوهر الله ليس بجوهر الصفات اعراض الصفات ليست اعراضا الى اخر ما هنالك هذه كلها و اشباهها الفاظ ماذا مجملة مشتبهة اذا استعمالها لا يجوز ولاهل السنة في مجادلة ومناظرة من يستعملها مسلك معلوم وهو مسلكه الاستفسار نأتي الان الى محل البحث ها هنا وهو القسم الثاني بحسب ترتيبنا وهو الالفاظ المبينة وان شئت فسمها الالفاظ التفسيرية الفاظ مبينة تقابل الالفاظ ايش المجملة المحتملة التي تكلمنا عنها قريبا هذه الفاظ ماذا مبينة معناها ماذا واضح ليس فيها لبس ولا اشتباه وهي الفاظ ايضا تفسيرية تفسر النصوص وتوضح دلالتها وهذه الالفاظ الفاظ حسنة واستعمالها لا بأس به ولم يزل اهل العلم يستعملون ذلك كقولهم في باب العلو بائن من خلقه كقولهم في القرآن مثلا منزل غير مخلوق كقولهم انها صفات حقيقية كقولهم ينزل سبحانه بذاته او استوى على عرشه بذاته باء بذاته على ظاهرها صفات حقيقية غير مخلوق وامثال هذه الالفاظ المتداولة في لسان السلف هذه الفاظ لا بأس باستعمالها وقد اطبق السلف على استعمالها دون نكير هذه الالفاظ تتميز بثلاثة امور تنفصل بها عن القسم الثالث بكم يا شيخ بثلاثة امور اولا ان هذه الالفاظ لا جديد فيها اذا استعملتها انت لا تثبت معنى جديدا انما هي الفاظ مؤكدة لمعاني الفاظ النصوص مبقية على دلالتها مفسرة لها فهمنا يا جماعة اعيد هذه الالفاظ لا جديد فيها انما هي ماذا الفاظ مؤكدة لمعاني الفاظ النصوص ومبقية لها على دلالتها وتزيدها بيانا وتفسيرا ولذلك اذا قيل ان الله عز وجل عال على خلقه من فهم هذا المعنى الفهم الصحيح الذي فهمه السلف رحمهم الله فانه تكلم بكلمة بائن من خلقه او لم يتكلم فالمعنى ماذا واحد لان كونه عاليا على خلقه يقتضي ها انه بائن من خلقه انه غير مختلط بخلقه وليس حالا في خلقه وليس خلقه حالين فيه تعالى الله عن ذلك اذا هذه ماذا ما ما زادت على معاني النصوص شيئا ولا اضافت اليها شيئا لذلك قلنا انها الفاظ تفسيرية تبقي الالفاظ على دلالتها وتزيدها بيانا وايظاحا ولا ولا تزيد شيئا اكثر من ذلك الامر الثاني الذي تتميز به هذه الالفاظ انه لا محظور فيها ولا مفسدة في استعمالها لا حالا ولا مآلا هذه الفاظ يا مشايخ ماذا انتبه ماذا اجب يا رجل انها هذي من عندك ولا سمعتها انها الفاظ ليس فيها محذور فلا يترتب عليها شيء لا يترتب عليها لبس الحق بالباطل او حصول الاشتباه او حصول النزاع بين المسلمين هذا يثبت معنى وهذا ينفيه هذا يريد كذا وهذا يستعملها بضد هذا المعنى الامر في ذلك ليس كذلك يرحمك الله بالتالي فانها الفاظ ماذا ايش لا محظور فيها ولا يترتب على استعمالها مفسدة لا في الحال ولا في المآل الامر الثالث هذه الالفاظ دعت الحاجة الى استعمالها الفاظ تدعو الحاجة الى استعمالها بخلاف القسم الثالث فلا حاجة تدعو الى باستعمالها ما حيلة اهل السنة اذا ابتلوا باناس تسلطوا على النصوص فصرفوا هذه النصوص عن ظاهرها وحرفوها عن دلالاتها واوقعوا في الناس اشتباها ولبسوا عليهم دينهم ما حيلة اهل السنة والجماعة؟ الا ان يستعملوا مثل هذه الالفاظ ليردوا الباطل ويحق الحق ليتبين الاعتقاد الصحيح سالما من ادنى لبس او اشتباه لان مع تعاقب الازمان توارد اهل البدع بعد انخرام عهد الصحابة رضي الله عنهم بث اهل البدع في الناس بثا صاروا مثلا يقولون الله عز وجل عال على خلقه حقا ولكنه علو القدر وعلو القهر فحسب ويوردون ادلة العلو والله هو العلي والله هو الاعلى الى اخره طيب ماذا يصنع اهل السنة والجماعة يقولون لا الله له علو القدر والقهر وعلو الذات ايضا هو بذاته عال على خلقه حتى يتبين المعتقد الصافي الخالص ومعتقد هؤلاء الملبسين جاءوا فقالوا في احاديث النزول ان الله عز وجل ينزل نعم والحديث متواتر ولا يمكن لاحد ان ينكر ذلك. ولكن ما معنى ينزل ينزل يعني ينزل امره ينزل ملك من ملائكته يحتاجها هنا اهل السنة ان يقولوا هذا ليس بصحيح بل هو سبحانه بذاته الذي ينزل ولولا تلبيس الملبسين ولولا هذا الاشتباه الذي اوقعوه في الناس ما كان بالسلف حاجة ان يستعملوا هذه الكلمة لانها ماذا معلومة كل احد يفهم اللغة قلبه صاف وفطرته سليمة اذا سمع ان الله ينزل يفهم ماذا ايش انه هو سبحانه وتعالى لا غيره الذي ينزل. اليس كذلك؟ اذا اضيف الفعل الى الفاعل فظاهر الكلام ان الذي يفعل هو اليس كذلك؟ اذا قيل فلان يمشي فلان يجلس فلان يصلي فالمراد ها هو نفسه هو بذاته فلسنا بحاجة اليها لولا تلبيس الملبسين ولولا تحريف المحرفين اذا الحاجة كانت ماذا داعية الى استعمالها لما جاء هؤلاء الحلولية وقالوا ان الله عز وجل حال في خلقه وهو في كل مكان هذه العقيدة البائسة التي مع الاسف الشديد وقع فيها كثير من الناس اذا سألته اين الله؟ يقول ها في كل مكان تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا لا والله الله عال على خلقه بائن عنهم الله بائن من خلقه ليس حالا فيهم وليسوا حالين فيه ليس مختلطا بهم وليسوا مختلطين به تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. اذا اعود هذه الالفاظ اولا الفاظ ها مفسرة ثانيا لا محظور فيها الفاظ مبينة واضحة ولا يترتب على استعمالها التباس او اشتباه والامر الثالث ان الحاجة دعت اليها ولاجل ذلك كان استعمالها استعمالا صحيحا ولم يزل اهل العلم يستعملونها دون نكير لعلنا نقف عند هذا الحد ونكمل غدا ان شاء الله والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين