هو ان تسلم لقدر الله عز وجل وان تفوض الامر الى الله شأنك ليس شأن الند لله عز وجل حاشا وكلا الامر الرابع هو ان تحكم الوحي في مواطن النزاع بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ ابو عثمان الصابوني رحمه الله تعالى في كتابه عقيدة السلف واصحاب الحديث اخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال حدثنا محمد بن يزيد قال سمعت ابا يحيى البزار يقول سمعت العباس ابن حمزة يقول سمعت احمد ابن ابي الحواري يقول واضحا هل تحتاج في كل كلام واظح ان تمسك قاموسا او شرحا او تفسيرا او ان الكلام واضح الكلام الواضح اوضح نفسه وكشف عن معناه وهذا هو الشأن في نصوص الصفات سمعت سفيان ابن عيينة رحمه الله يقول كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح. امين. والاخلاص في القول والعمل. ولا حول ولا قوة الا بالله اورد المؤلف رحمه الله هذا الاثر عن الامام سفيان بن عيينة رحمه الله وهو اثر صحيح صححه الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري في الجزء الثالثة عشر المعنى الذي دل عليه هذا الاثر هو ان ما وصف الله به نفسه في كتابه وكذا ما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته كل ذلك تفسيره تلاوته او كما عند اللا ذكاء فقرائته تفسيره والمعنى ان نصوص الصفات نصوص واضحة المعنى لا يحتاج في فهمها الى اكثر من قراءتها وتلاوتها لوضوحها تستغني عن التفسيرات واضرب التأويلات لا تحتاج الى شيء من هذا لان ايات الصفات نزلت كما هو الشأن في بقية الايات بلسان عربي مبين فمن يفهم لغة العرب فانه سيفهم ايات الصفات سوف يعلم المعنى الذي دلت عليه هذه الايات بقية حاجة بعد هذا الى التفسير التفسير انما يحتاج اليه فيما يغمض من الكلمات والمعاني اما ما كان واضحا فان الكلام نفسه ينبئ عن المعنى الذي تحته فهذا ما اراد ان يبين سفيان رحمه الله يبينه لنا يا معشر طلاب العلم ليس ثمة حاجة الى خوض من خائضين لا بتأويل وتحريف كما هو شأن المعطلة ولا بتكييف وتشويه كما هو شأن الممثلة انما حسبك في هذه النصوص وان تقرأها فتفهمها في ضوئي مجاري كلام اهلي هذا اللسان العربي ثم تسكت بعد ذلك ولا تخوض خوضا اكثر من هذا لان الخوض بعد هذا اما ان ينحو نحو التحريف والتعويل واما ان ينحو نحو التكييف والتمثيل وكلاهما سبيل ضلال وانحراف و مر بنا كلام المؤلف رحمه الله اذا اردت ان تفهم مراد المؤلف في سوق هذا الاثر فاقرأ ما اورده او ما ذكره سابقا في صحيفة خمس وستين ومئة حيث قال رحمه الله ولا ازالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب وتضعه عليه اذا المؤلف رحمه الله يقول ان نصوص الصفات لما كانت بهذا اللسان العربي المبين وتالي هذه النصوص يفهم هذه اللغة اذا لست تحتاج بعد هذا الى اكثر من ان تقرأ او تتلو وبالتالي سيكون المعنى معلوما سيكون المعنى معلوما. هذا الذي اراده رحمه الله حيث قال كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته اذا اردت معناه تقرأ هذا الكلام فان كنت تفهم كلام العرب فان المعنى سيكون عندك جليا واضحا يستغنى عن تفسير ايات الصفات لا لانه لا معنى لها وانما لوضوحها وهذه مسألة سبق ان تكلمنا فيها وقلنا ان هناك بونا شاسعا بين مذهب اهل السنة والجماعة ومذهب المفوضة الذين يقولون ان هذه النصوص اعني نصوص الصفات انما هي من جملة الكلام الغريب المتشابه تشابها مطلقا الذي هو اقرب ما يكون الى طلاس والغاز واحاجي فلا معنى يمكن ان يوصل اليه نقرأ هذه الايات للبركة نريد الاجر من تلاوتها. اما ان نفهم معنى دلت عليه فهذا لا يمكن الوصول اليه وهذا لا شك انه انحراف عن الصراط المستقيم الحق الذي لا شك فيه ان الحكمة من انزال هذا القرآن تدبره ومن ثم العمل به. كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وايات الصفات من اياته بل هي اشرف اياته فليس لاحد ان يستثنيها من هذه القاعدة وهي قاعدة التدبر قاعدة التفكر قاعدة الفهم لهذه الايات بايات الصفات اذا معلومة المعنى في ضوء لغة العرب فالذي يقرأ من اهل اللسان العربي الرحمن على العرش استوى فانه سيفهم المعنى وان كون الله عز وجل على العرش استوى يعني انه علا وارتفع عليه لا تحتاج في فهم هذه الاية الى اكثر من قراءتها وتلاوتها كما هو الشأن في كل كلام واضح الشأن في كل كلام واضح هو ان تسمع هذا الكلام او تتلوه ان كان متلوا وبالتالي سيكون المعنى عندك ماذا فاي كلام زائد على هذا خارج عن مجاري كلام العرب فصاحبه اما ان يكون محرفا فيأتي يقف عند اية الرحمن على العرش استوى فيقول تفسيرها ان الرحمن استولى على العرش فهذا لا شك انه ضرب من تحريف الكلمة عن مواضعه او ان يأتي ات من طرف مقابل فيقول ان قوله تعالى الرحمن على العرش استوى يعني انه استوى على على هيئة كذا وكذا وكن هي كذا وكذا فيكون بالتالي واقعا في التكييف وهذا انحراف عن الصراط المستقيم اذا حذاري من تلبيس الملبسين الذين يعمدون الى هذه الاثار فيغلفونها بمذاهبهم فاذا قرأت هذه الاثار في سياق كلام هؤلاء الملبسين فهمت كلام السلف على خلاف المراد فيجعلون مثل هذا الاثر عن سفيان رحمه الله دالا على مذهب التفويض وان مذهب السلف انما كان مذهب التفويض. ولذلك يقولون ان مذهب السلف اسلم وما الذي ارادوا بهذا؟ ارادوا بهذا ان السلف كانوا من الغفلة بحيث انهم يقرأون هذه الايات ولا يفهمون شيئا لها ولا تعود على قلوبهم بشيء من المحبة والتعظيم او الخوف والرجاء لان هذه الايات لا معنى لها وهذا لا شك انه انحراف عظيم والاثار اللازمة على هذا المذهب لا شك انها تنبئ ام انه مذهب ضال منحرف عن الصراط المستقيم وان التبس واشتبه عند الجهاد بمذهب السلف احسن الله اليكم قال رحمه الله اخبرنا ابو الحسين الخفاف قال حدثنا ابو العباس محمد بن اسحاق السراج قال حدثنا اسم ابن ابي الحارث قال حدثنا الهيثم ابن خارجة قال سمعت الوليد بن مسلم قال سألت الاوزاعي وسفيان ومالك بن انس رحمهم الله عن هذه الاحاديث في الصفات والرؤيا فقالوا فمروها كما جاءت بلا كيف هذا اثر اخر عن الاوزاعي وسفيان ومالك ابن انس بمعناه عن عدد من السلف رحمهم الله وائمة اهل الهدى كالامام احمد وغيره انه كانوا يقولون في نصوص الصفات امروها كما جاءت بلا كيف. هذه الاثار تأمرنا معشر المسلمين ان نثبت ما اثبت الله عز وجل لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم نؤمن ونصدق ولا نعارض ولا نكيف هذا هو الذي اراده السلف حينما قالوا في هذه النصوص امروها كما جاءت بلا كيف امروها بمعنى اثبتوها و في لغة العرب الامرار نقيض النقض في كل شيء كما قال هذا الخليل ابن احمد رحمه الله الامرار نقيض النقض في كل شيء لا يأمنن لا يأمنن قوي نقض مرضه. اني رأيت الدهر ذا نقض وامرار اني رأيت الدهر ذا نقض وامراره وما هو مقابل النقض الاثبات انت تنقض القول او تثبته او يقال في المناظرة هذا ينقض وهذا يثبت اذا كان مراد السلف رحمهم الله حينما قالوا امروها كما جاءت اثبتوها كما جاءت ولا تخوضوا فيها بالباطل فتحرفوها عن سنن كلام العرب تخوض فيها بتأويل او تخوض فيها بتحريف هذا لا شك انه انحراف وكذا امروها فلا تخوضوا فيها بتكييف او تشبيه. فان هذا انحراف ايضا انما حسبك ان تؤمن وان تصدق و ان تذعن وتسلم بما جاء في هذه النصوص من ان الله عز وجل موصوف بهذه الصفات وهذا القدر كافي لا حاجة بك الى ان تخوض اكثر من هذا كما خاض الخائضون اما من المعطلة واما من المكيفة الممثلة. حسبك ان تثبت اعتقاد اهل السنة والجماعة في هذا الباب ان اثباتهم للصفات اثبات وجود لا اثبات تكييف اثبات وجود فلا يحرفون فيه الكلم عن مواضعه وليس ايضا اثبات تكييف فيقولون ان صفة الله عز وجل على كنه كذا وكيفية كذا وحقيقتها كذا وكذا هذا كله خوض بالباطل وانحراف عن الصراط المستقيم والشأن في هذا الاثر كالشأن في الاثر السابق قد حمله المخالفون لاهل السنة والجماعة على مذهبهم فقالوا ان هذا الاثر وما كان على منواله انما يدل على ان نصوص الصفات مجهولة المعنى لا تفهموا منها يا عبد الله شيئا هذا كلام تقرأه وليس تحته معنى يفهم الظاهر بيقين غير مراد الظاهر بيقين لابد ان نقطع انه غير مراد وهذا هو مذهب اهل التفويض. ولا شك ان هذا الحمل غير صحيح. اولا لان كلمة الامرار لغة لا تساعدهم على ما ذكروا من قال ان معنى كلمة الامرار هو الجهل لا احد قال هذا ثانيا لا احد من السلف يقول ان ايات الصفات لا معنى لها كما يزعمون لا احد من السلف يقول ان ايات الصفات لا معنى لها وبالتالي كان كلامكم ها هنا انما هو حمل للقول وحمل للاثار على غير مراد السلف رحمهم الله مشكلة مشكلة هؤلاء المتكلمين انهم اذا جاءوا الى تفسير هذه النصوص نصوص الصفات او كلام السلف فانهم يحملونها على ما يريدونهم لا على ما يريد المتكلم بها انتبه هذا انتبه الى هذا واعتبر ما اقول لك في كل ما تجده من كلامهم تجد انهم ينظرون الى النصوص فيقولون المراد كذا وكذا الموا الينا هذا الذي تقولون انه المراد تريدون انه مراد المتكلم ام تريدون انه ماذا مرادكم انتم الواقع والحقيقة مع الاسف تدل على انهم ماذا يذكرون مرادهم هم هم يريدون ان هذا النص يدل على كذا الانصاف والمنهج العلمي الصحيح يقتضي انك اذا اتيت الى كلام لاجل تفسيره فانه ينبغي عليك ان تذكر ماذا مراد من تكلم به وليس ما تريد وما تتمنى ان يكون الكلام اه بناء عليه انت انشئ من الكلام ما شئت والله عز وجل حسيبك. لكن ان تأتي الى ايات الى احاديث الى اثار عن السلف فتقول ان المراد كذا وكذا فهذا ليس ليس راجعا الى ما تهوى ينبغي ان الوسع لمعرفة مراد المتكلم بهذا الكلام ما الذي اراده و اذا كان هذا الكلام كلاما عربيا فانه ينبغي ان يفهم في ضوء لغة العرب ينبغي ان يحمل على ظاهره والظاهر كما علمنا لابد من معرفة اللفظة من حيث هي ولابد من معرفة السياق الكلام كلام مسبوق مركب. اذا لابد ان تفهمه في تركيبه وفي سبكه وسياقه اما ان تجتزء هذه الكلمة من سياقها وتبعدها عن تركيبها ثم تقول ان المراد كذا وان القائل اراد كذا وكذا هذه مسألة تحتاج منك الى تقوى انت ستسأل عند الله تبارك وتعالى ما الذي جعلك تحمل هذا الكلام؟ ما الذي جعلك ان تقول ان ان الله اراد بهذا الكلام كذا او ان رسوله صلى الله عليه وسلم اراد كذا هل عندك حجة هل عندك برهان؟ انظر الى كل تفسيراتهم وتأويلاتهم التي يذكرون ولا سيما اذا وجدتهم يختلفون تجد ان كلا يذكر ما يحلو له يقول هذه محمولة على كذا والاخر يقول هي محمولة على كذا لا الاول ولا الثاني عنده دليل على ان المتكلم اراد بهذا ما ذكره اذا هم في الحقيقة يفسرون ما يريدونهم وليس ما يريده المتكلم. من ذلك هذا الاثر اعندكم يقين ان الاوزاعي وسفيان ومالكا واحمد وغيرهم من السلف رحمهم الله كانوا فعلا يريدون ان جملة امروها كما جاءت يعني لا تفهموا من نصوص الصفات شيئا انما هي كحروف المعجم التي لا معنى لها انما هي كالالغاز والاحادي والكلام الاعجمي اعندكم برهان انهم ارادوا هذا ليس عندهم الا مجردة الدعوة والدعوة المجردة كما قد علمنا يكفي عدم التسليم يكفي يكفي في ردها عدم التسليم بها. اذا نقول ان كلمة الامرار لا تساعدهم لغة نقول ثانيا انه لا احد من السلف نص على ما نصستم عليه وهو ان نصوص الصفات لا معنى لها الامر الثالث انك تجد السلف رحمهم الله اذا ذكروا كلمة امروها كما جاءت فغالبا ما يلحقون بها قولهم بلا كيف وهذه قرينة مؤكدة انهم لا يريدون بالامرار الجهل وانما يريدون بالامرار الاثبات لم لان الذي يخاطب بالنهي عن التكييف هو من يفهم المعنى الذي يخاطب بالنهي عن التكييف هو من يفهم المعنى اما ان يخاطب بالنهي عن التكييف اين النهي عن التكييف هنا بلا كيف لا تكيف هذه النصوص يجب امرارها وحذاري من التكييف هذا الذي اراده السلف طيب الذي لا يفهم من هذه الكلمات اي معنى هذه الايات هذه النصوص نصوص الصفات هذه مجهولة المعنى تماما كانه كلام اعجمي لا يمكن لاحد ان يفهم له معنى ثم تقول له حذاري منه تكييفه هذا الى اللغو اقرب منه الى كلام المفيد صح ولا لا ضربت لك مثالا سابقا لو قام عندنا الان احد الاخوة فتكلم بكلام باللغة الصينية ولنفرض انه لا احد يفهم منها فيقول قائل منها انتبهوا يا اخوان حذاري من تكييف كلام هذا المتكلم ونحن كلنا جهال بالمعنى ما نفهم شيء ثم تريد منا ماذا ان لا نكيف هذا الكلام هذا درب من اللغو انما يخاطب بالنهي عن التكييف من يفهم المعنى يجب عليك الاثبات لهذه النصوص يا من رزقك الله العلم بمعناها ولكن حذاري ان تبالغ حتى تصل الى حد التكييف فهذه مجاوزة للحد هذا غلو لا يجوز لك ان تصل اليه كما انك اذا نزهت الله تبارك وتعالى فحذاري ان تبالغ حتى تصل الى التعطيل مذهب اهل السنة والجماعة وسط بين هذين المذهبين الرديئين بين مذهب الممثلة المكيفة وبين مذهب المعطلة المحرفة اذا هذه اوجهم ثلاثة تدلك على ان السلف رحمهم الله ما ارادوا بهذه الجملة ما رمى اليه المفوضة وان شئت فاضف الى هذا وجها رابعا وهو اننا وجدنا من السلف رحمهم الله من ذكر هذه الجملة في مجاري كلامهم عن نصوص اليوم الاخر لا في باب الصفات انما في مجاري نصوص اليوم الاخر او في نصوص الوعيد ما جاء من نصوص الوعيد في ان من قال كذا فقد كفر او ان من قال كذا لا يدخل الجنة او من فعل كذا لا يدخل الجنة تجد من السلف كالامام احمد رحمه الله وغيره من يقول فيها امروها كما جاءت اثبتوها كما جاءت واياك ان تعارضها بشيء واياك ان تنازع في دلالتها الواجب عليك ان تؤمن وان تسلم وانت اذا نظرت الى هذا الكلام الذي جاء في هذه النصوص وجدته كلاما عربيا مفهوما من فعل كذا فقد كفر. وهذا الفعل والكفر معلوم المعنى اذا لا تجد ان هذا يرجع الى ما اراد به اولئك من ان كلامه ماذا مجهول المعنى لا يمكن الوصول اليه كذلك في نصوص فكذلك في نصوص اليوم الاخر انت اذا سمعت في مباحث اليوم الاخر ان ثمة صراطا ان ثمة ميزانا ثم يأتي السلف فيقولون امروا هذه النصوص كما جاءت بلا كيف؟ السؤال هل انت تفهم ما معنى كلمة ما معنى كلمة صراط من كان يعرف لغة العرب ماذا سيفهم اذا سمع كلمة الصراط اجيبوا سيفهم ان الصراط تعني طريق لان هذا هو ما دلت عليه اللغة سيعلم ان ميزانا تعني في لغة العرب ما يوزن به اليس كذلك؟ فهذه الكلمة في ضوء لغة العرب ماذا مفهومة ولكن اذا خضنا في شيء اخر وهو كيفية ذلك هنا الواجب الكف والسكوت انت اقررت واثبت وما بقي عليك الا ان تسكت اذا قال قائل ما المادة التي صنع منها وخلق منها الميزان ما طوله ما عرضه؟ ما حجمه؟ ما لونه نقول ان هذا خوض باطل واجب عليك ان تكف لما؟ لان هذه مسائل غيبية هذه مسائل غيبية ونحن ما رأينا ذلك لكن نحن نفهم ما معنى هذه الكلمة في ضوء لغة العرب واما الكيف فيفوض العلم به الى الله تبارك وتعالى اذا كان هذا في شأن مخلوق فكيف بالخالق سبحانه وتعالى؟ اذا كنا في كيفية مخلوق قد توقفنا واحلنا العلم الى عالمه فكيف في حق صفات الخالق تبارك وتعالى؟ نحن نفهم المعنى فكل احد يدرك في نفسه ما معنى محبة؟ وما معنى بغض؟ وما معنى استواء؟ وما معنى مجيء ولكن ما زاد على ذلك من الكيفية فهذا قدر استأثر الله تبارك وتعالى بعلمه والله تعالى اعلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله قال الامام الزهري رحمه الله تعالى امام الائمة في عصره وعين علماء الامة في وقته على الله سبحانه وتعالى البيان وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ وعلينا التسليم. هذا اثر عظيم مضى الكلام فيه على وجه تفصيلي سابقا. نعم قال رحمه الله وعن بعض السلف قدم الاسلام لا يثبت الا على قنطرة التسليم ما احسن هذه الكلمة قدم الاسلام لا يثبت الا على قنطرة التسليم. التسليم التسليم شيء من لب الايمان. الايمان شيء وراء مجرد التصديق بل الايمان تصديق يتبعه تسليم واذعان وقبول وانقياد كثير من الناس من اليهود من المشركين من المستشرقين من هو مصدق بان النبي صلى الله عليه وسلم صادق وان ما جاء به حق من عند الله تسلم بهذا ولا يشك ولا لحظة في صدق النبي صلى الله عليه وسلم ولكن اهو بهذا مؤمن الجواب لا وهنا يخطئ خطأ عظيما من حصل الايمان في مجرد التصديق الامر ليس كذلك الايمان شيء اكبر واعظم واعمق من هذا لا بد في الايمان من تسليم وانقياد وقبول والتزام اذا لا يمكن ان تكون مسلما اسلاما صحيحا لا يمكن ان يثبت قدمك على الاسلام الصحيح الا بالتسليم ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت يكفي لا ويسلموا تسليما كيف يكون الانسان مسلما الجواب بان يجمع خمسة امور وهذا من الامر المهم يا اخوتاه فان البلية الكبرى اليوم في عالم المسلمين ضعف التسليم لو قلت لي اي داء هو اشد استفحالا في الامة اليوم ساجيبك وانا مطمئن انه نقص التسليم مع الاسف الشديد لو ان التسليم كان في عموم المسلمين تسليما صادقا لوجدت الحال غير الحال والمشتكى الى الله كيف يكون الانسان مسلما الجواب بان يجمع خمسة امور اولا ان يقابل الاخبار بالتصديق بلا شك او تكذيب ان يقابل الاخبار بالتصديق بلا شك او تكذيب مهما بلغك عن الله او عن رسوله صلى الله عليه وسلم خبر فيما كان او هو كائن او سيكون فالواجب عليك ان تصدق تصديقا تاما تصديقا مطمئن بذلك كأنه رأي عين لا يجوز لك بحال ان تكذب او ان ترتاب كحال المنافقين هذا ليس حال اهل الايمان اذا اردت التسليم صدق مهما جاءك في النصوص من خبر وافق عقلك او لم يوافقه واذا وقعت في اشكال فاحم في اللائمة على عقلك وتفكيرك لا على النصوص اذا اردت ان تكون مسلما ثانيا ان تقابل الامر والنهي بالالتزام بلا حرج او منازعة اذا جاءك الطلب امرا او نهيا فقابل ذلك بالالتزام تعتقد انك مخاطب وملزم باتباع هذا الامر وانه لا يسعك الخروج عنه انت ملزم ومطالب تعتقد هذا في سويداء قلبك ثم بعد ذلك تنبعث جوارحك باداء ما امرت او بالكف عما نهيت عنه ولا تقابلوا هذه الاوامر بالمنازعة لما امرك الله عز وجل او ان يكون في قلبك حرج في نفسك حرج لم الله عز وجل يأمر بكذا ولما؟ الله ينهى عن كذا فان هذا يبدو انه مخالف للحكمة حذاري من ذلك يا عبد الله اياك ان تنازع الامر في امره سلم واذعن وابشر بالخير ما استغلق عليك ما جهلته سيفتحه الله سبحانه وتعالى على قلبك وسيفتح قلبك عليه الامر الثالث ان تقابل القدر بالصبر والرضا عن الله سبحانه بلا اعتراض ولا تسخط ان تقابل اقدار الله عز وجل بالصبر والرضا عن الله عز وجل هذا قدر لا بد منه واجب عليك ان ترضى عن الله عز وجل في قدره وان تحذر من ان تعترض او تسخط وما اكثر الذين يخالفون التسليم في باب القدر اذا نزل القدر المؤلم فانه يتسخط قدر الله يا رب لم فعلت كذا ما الذي فعلته يا الله حتى تصنع بي كذا وكذا اعوذ بالله سوء ادب عظيم مع الله تبارك وتعالى مجاوزة لحد العبودية انت عبد لله و الواجب عليك وان ترضى بحكمه ان تحكم الوحي في مواطن النزاع وان ترضى بحكمه اذا حصلت منازعة باي شأن من الشؤون في دين او في دنيا الواجب تحكيم الوحي الواجب تحكيم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ان ترضى بحكم الله اما تحكيم غير الوحي او عدم الرضا بحكم الله عز وجل فهذا من مواطن العطب الكبرى حذاري يا من تريد التسليم للوصول الى السلامة بلى وربك لا يؤمنون حتى يوحاكم حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما الامر الخامس والاخير تقديم الوحي على كل قول او مذهب او عقل او سياسة او هوى المسلم حقا هو الذي الوحي عنده هو المقدم والكل متأخر هو المتبوع والكل التابع فالمقدم هو وحي الله عز وجل اذا قال الله او قال رسوله صلى الله عليه وسلم فليس لاحد قول وليس لاحد النظام وليس لاحد رأي وليس لاحد هوى الكل موضوع تحت الاقدام والواجب تقديم الوحي هذا الذي لا يسلم الانسان بسواه اذا من اراد السلامة فليسلم والتسليم يكون باجتماع هذه الامور الخمسة ولا تعذر يا عبد الله في انتقاص شيء من ذلك تقول يكفي ان اكتفي بشيء واحد او اثنين لا والله لابد منها جميعا ان اردت السلامة لنفسك قال رحمه الله عن بعض السلف قدم الاسلام لا يثبت الا على قنطرة التسليم. وهذا قريب من كلام الطحاوية رحمه الله في عقيدته. ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر والاستسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اخبرنا ابو طاهر بن خزيمة قال حدثنا جدي الامام قال حدثنا احمد بن نصر قال حدثنا ابو يعقوب الحنيني قال حدثنا كثير من عبد الله عن ابيه عن جده رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا كما ابدا فطوبى للغرباء قيل يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال الذين يحون سنتي من بعدي ويعلمونها عباد الله احسنت هذا حديث في الغربة كأن المؤلف رحمه الله اه جره كلامه عن التسليم الى بيان ان هذا شيء عزيز وان اهله في الناس غرباء وساق باسناده هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وان كان هذا الاسناد اسناد ضعيف فان في الاسناد كثير ابن عبد الله وهو ضعيف جدا لكن قول النبي صلى الله عليه وسلم بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. هذا القدر صحيح لا شك فيه فقد اخرجه الامام مسلم رحمه الله في صحيحه وروي الحديث بزيادات اخرى في خارج صحيح مسلم ومن اقربها الى ما اورد المؤلف من لفظ ما اخرجه الاجري في كتابه صفة الغرباء حينما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنهم فقال الذين يصلحون او يصلحون اذا فسد الناس فهذه صفة هؤلاء الغرباء و الحديث فيه ان هذا الدين بدأ غريبا لا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم بدأ وحيدا وصاح في الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا ثم تبعه في اول الامر قلة قليلة من اصحابه رضي الله تعالى عنهم فصدق قوله عليه الصلاة والسلام بدأ الاسلام غريبا لكن نور هذا الدين المشرق لم يزل في ازدياد حتى دخل الناس في دين الله افواجا والحمد لله رب العالمين ثم ان هذا الخير العظيم سيتناقص في الناس سيعود الخير قليلا وسيعود اهل الاسلام الحق غرباء في اخر الزمان بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ وهذا ما تشهد له احاديث عدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما اخرج الامام مسلم رحمه الله من حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان امتكم هذه جعلت عافيتها في اولها وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها فتجيء الفتنة يرقق بعضها بعضا حتى تجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه مهلكتي ثم تنكشف فتجيء اخرى فيقول هذه هذه ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم بحديث العرباط ابن سارية فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا اثيرا غربة واي غربة المتمسكون على المتمسكون بالاسلام المحض السالم من كل شوب لا شك انه في اخر الزمان غرباء الناس في واد وهم في واد لهم شأن وللناس شأن اخر اهل الاسلام غرباء في اهل الكفر واهل التوحيد غرباء في اهل الشرك واهل السنة غرباء في اهل البدعة والصالحون غرباء في المسلمين والمصلحون غرباء في الصالحين غربة واي غربة ووالله ان هذا الحديث لمن اعلام نبوة النبي صلى الله عليه وسلم بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى يا سعادتهم ويا هناءهم لهم الطيب والهناء والسعادة فطوبى للغرباء المتمسكون بالاسلام الحق هؤلاء لهم السعادة ولهم الهناء لا يظن بانهم لما كانوا غرباء انه في تعاسة وشقاء كلا والله بل هم في سعادة عظيمة وان نالهم من اذى الغربة ما نالهم لكن سعادتهم بايمانهم وتوحيدهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم سعادة عظيمة تفوق هذا الاذى والوحشة التي نالته هؤلاء الغرباء كما ذكر ابن رجب رحمه الله في كتابه كشف الغربة كشف الكرب عن حال اهل الغربة ذكر انهم ينقسمون الى قسمين القسم الاول من هو من هو صالح في نفسه اصلح نفسه بوسط هذا الفساد العظيم وهذا الشر الذي عم وطم اصلح نفسه فهذا غريب بين اهل الشر والفساد وثمة درجة اخرى وهي درجة المصلحين الذين اصلحوا ما افسد الناس من السنة وهؤلاء درجتهم اعلى وفضلهم اكبر كلما كان الانسان اكثر صلاحا واصلاحا كلما حاز من هذا الفضل الذي جاء في هذا الحديث اكثر فطوبى للغرباء يا غربة الدين والمستمسكين به كقابظ الجمر صبرا وهو يتقد المقبلين عليه عند غربته والمصلحين اذا ما غيرهم فسدوا. ان اعرض الناس عن تبيانه نطقوا به او احجموا عن نصره نهدوا هنيئا والله لهؤلاء في خضمي ولججي ظلام دامس بحار من بحار متلاطمة من الشهوات والشبهات يثبتون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجاوزونها قدر ميل بل لا يجاوزونها قدر شعرة يتشبثون بالسنة ويثبتون عليها ويتمسكون باداب الشريعة ويجاهدون انفسهم ويصلحون ويسعون في اصلاح من يسر الله عز وجل اصلاحهم على ايديهم هؤلاء هم الغرباء وهذا وصف لا ينطبق الا على الصالحين المصلحين من اهل السنة وما احسن ما قال ابن القيم رحمه الله في النونية لا توحشنك غربة بين الورى فالناس كالاموات في الحسبان اوما علمت بان اهل السنة بان اهل السنة الغرباء حقا عند كل زمان اهل السنة المتمسكون بها والقائمون بحقها اولى الناس بهذا الوصف طوبى للغرباء من وفقه الله عز وجل للزوم هذا الصراط المستقيم فعليه ان ليجاهد نفسه و يراقب قلبه وان يسعى السعي الحثيث بفعل اسباب الثبات عسى الله عز وجل ان يقبض روحه وهو على هذا التوحيد وهذه السنة والله ان هذه لاعظم كرامة ينالها الانسان في اخر الزمان لا يعجب الانسان من هالك كيف هلك لكنه في خضم الفتن فتن الشهوات والشبهات يعجب كيف الناجي نجا فالله الله يا اخوة بالثبات ولزوم شريعة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته حتى يلقى العبد ربه سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال سمعت ابا الحسين الكارزي يقول سمعت علي ابن عبد العزيز يقول سمعت ابا عبيد القاسم ابن سلام يقول المتبع للسنة كالقابض على الجمر وهو اليوم عندي افضل من ضرب السيف في سبيل الله هذا الاثر في معنى الحديث السابق وهو اثر عن الامام الجليل ابي عبيد القاسم ابن سلام ابن سلام رحمه الله تعالى يقول فيه المتبع للسنة كالقابض على الجمر وكأنه انتزع هذا من حديث انس رضي الله عنه عند الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي على الناس زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر هذا الحديث يدلك على انه في زمن الغربة التي كادت فيها اعلام الخير وانواره ان تنطمس الذي يثبت على التوحيد والسنة ويقبض على ذلك ويعض عليه بنواجذه يناله اذى واي اذى وهذا الاذى له اسباب متنوعة اولا هذا الغريب الذي يقبض على توحيده ويقبض على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تناله وحشة الغربة والغربة لها وحشة والانسان مدني بالطبع حينما ينفرد الانسان عن الناس اجمعين او اكثرهم باحواله وبافعاله وعبادته تجد ان بيته مختلف وان تربيته لابنائه مختلفة وان كلامه مختلف ان صلاته بين الناس مختلفة هيئته فيما بينهم مختلفة يلتزموا السنة بهيئته بتعامله في بيعه وشرائه مختلف في كل شيء عن كثير ممن حوله هذه وحشة ينال الانسان بسببها شيء من الضيق والحرج لكن من صبر فان العاقبة ستكون حميدة والصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه احلى من العسل ويناله ثانيا هذا حتى تفهم قوله كالقابض على الجمر يناله شيء اكبر ربما يصبر على وحشة الغربة لكن ربما يناله ما هو اشد وهو اذى السخرية ربما تناله سخرية من اهل الكفر او اهل البدعة او اهل المعصية اذا رأوا منه التمسك والاستقامة وعدم الزيغ الى ما انحرفوا اليه اه ربما يناله شيء من السخرية والهمز واللمز وهذا عند اهل المروءات والنفوس الشفيفة شديد قال جل وعلا عن نبيه صلى الله عليه وسلم قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فهذا يورث في النفس ما يورث فصار قابضا فصار كأنه قابض على الجمر فكيف اذا اضيف الى هذا امر ثالث وهو الم الاذية ربما يناله اذى في نفسه بضرب بحبس ب تضييق في معاش بسبب تمسكه بالسنة وهذا اصعب واصعب ليست وحشة غربة ولا الم سخرية بل بل ربما يناله شيء من الاذى الحسي وصار حق حقا كالقابض على الجمر فكيف اذا اضيف الى هذا امر رابع وهو الم رؤية المنكر مع عدم قدرته على انكاره لا بيد ولا بلسان وهذا شديد على اهل الايمان فان من قال من كان لله عز وجل في قلبه قدر عظيم من عظم الله حق تعظيمه فانه يكبر في نفسه ويعظم ان يرى العاصي لله لان شأن الله عز وجل في قلبه اعظم فحقه ان يطاع فلا يعصى حقه ان يذكر فلا ينسى حقه ان يشكر فلا يكفر ولذلك رؤية المنكر في نفسه يصيبه بسببها هم وغم عظيم ولكنه لا يستطيع ان يحرمك لا يستطيع ان يحرك ساكنا لانه غريب فكيف اذا اضفنا الى هذا امرا خامسا وهو انه يتألم لرؤية العاصين الاول في السابق تألم لرؤية المعصية. اما هنا فانه يتألم لرؤية العاصين الغرباء حقا رحماء. اذا رأوا هذا الذي يتلبس بالشرك يتلبس بالبدعة يتلبس بالمعصية. يحزن ويألم لانه يرحمه اهل السنة اعلم بالحق وارحم بالخلق. اهل السنة حقا الذين هم في اخر الزور الذين هم في اخر الزمان غرباء يألمون والناس يضحكون صاحب المعصية يلتذ بمعصيته وهذا ينظر اليه ويبكي لاجله اي غربة واي الم فوق هذا الالم اذا هذا يدلك حقا على ان ازمان الغربة القابض فيها على الدين والسنة كالقابض على الجمر والله المستعان قال رحمه الله وهو اليوم عندي افضل من ضرب السيف في سبيل الله يذكرني هذا بكلمة لامام جاء بعده بقرون وهو ابن القيم رحمه الله حيث قال في كتابه جلاء الافهام قال ان تبليغ السنة الى الامة ابلغ من ابلاغ السهام الى نحور الاعداء يعني الجهاد في سبيل الله لما قال لان ابلاغ السنة لا يقوم به الا وراث الانبياء وخلفاؤهم في الامة واما ذاك فيفعله كل احد هذا شأن اهل العلم الذين هم ورثة الانبياء حقا الذين ديدنهم السعي في دعوة الناس الى الحق تعليمهم الحق تعليمهم السنة تعليمهم التوحيد هذا شأن عظيم ووالله انه لمن اعظم الجهاد في سبيل الله فيه معاناة وفيه معالجة لشارد ومعرض وجاهل ومؤذ وهذا جهاد عظيم فجهاد الدعوة في زمن الغربة شأنه شأنه شأن عظيم لا ينبغي الاستهانة به وهذا الامام الجليل ابو عبيد رحمه الله يقول وهو اليوم عندي وهو اليوم عندي سبحان الله ابو عبيد مولود مئة وسبعة وخمسين المتوفى رحمه الله مئتين واربعة وعشرين ويقول وهو اليوم عندي افطر يقول غربة في ذاك الزمان كيف لو ادرك زماننا الذي نحن فيه انا لله وانا اليه راجعون. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وروي عن الاعمش عن ابي الضحى عن مسروق انه قال دخلنا على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال يا ايها الناس من علم شيئا فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله اعلم. فان من العلم ان يقول لما لا يعلم الله اعلم. قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما اسألكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين العجيب ان المؤلف يقول روي لعله ما استحضر اثناء الكتابة او هو ما وجد اسنادا له الى هذا الاثر مع ان هذا الاثر مخرج في الصحيحين اخرجه صاحب الصحيحين المقصود ان مسروقا تلميذة ابن مسعود رضي الله عنه يقول دخلنا على عبد الله ابن مسعود فقال يا ايها الناس من علم شيئا فليقل به يقول لك من علم شيئا فليقل به هو يتكلم على من يقول ينبغي الا يقول الا ما يعلم وبالتالي شرط القول شرط الكلام والبحث ها هنا بحث شرعي في الكلام الشرعي شرطه ان يكون الكلام عن علم مع شرط اخر لابد من مراعاته وهو تحقق المصلحة ليس كل شيء علمته يكون صالحا لان تقوله كونك تعلم الشيء تدركه شيء وكونك تبثه في الناس وتنشره فيهم هذا شيء اخر وهذا مقرون بالمصلحة وجودا وعدما رب حق يصل الى عقل جاهل يكون سبب فتنة عليه والحكمة ان يؤخر ذلك الى الوقت الذي يمكن هذا ان يفهمه انك ما حدثت قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة قال رضي الله عنه ومن لم يعلم فليقل الله اعلم. من لم يعلم وما اكثر ما لا يعلمه الانسان والعقلاء متفقون على ان الانسان جهله اكثر من علمه العقلاء لا اقول ان المسلمين بل اقول ان العقلاء متفقون على ماذا ان جهل الانسان اكثر من علمه يعني ما يجهله هو بالتأكيد والتحقيق ماذا اكثر من علمه بكثير وكل بني ادم لم يؤتوا من العلم الا قليلا الاصل ان الانسان خرج من بطن امه لا يعلم شيئا والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا ثم علمنا الله عز وجل سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا وهذا العلم الذي وضع في الناس كله علم قليل اذا ما قورن بعلم الله عز وجل وما اوتيتم من العلم الا قليلا ولذا يقول الخضر لموسى عليهما الصلاة والسلام ما علمي وعلمك في علم الله عز وجل الا كنقرة هذا العصفور من هذا البحر اذا الانسان قد لا يعلم فمتى ما كان المقام مقام بيان له كجواب على سؤال في شيء لا يعلمه يقول لك ابن مسعود قل الله اعلم وهذا جواب يجيب به الجاهل بالشيء. يقوم مقام قوله لا ادري فالسياق يوضح انه اذا قال في مقام معين الله اعلم فانما يريد به ماذا لا ادري وهذا الذي اراده ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. وهذا ينحل به اشكال قد يرد عند بعض الناس وهو ما اخرج البخاري رحمه الله في صحيحه عن عمر رضي الله عنه انه قال لاصحابه يوما ما تقولون في قول الله جل وعلا ايود احدكم ان تكون له جنة الى اخره فقالوا الله اعلم ايش قالوا الله اعلم فغضب رضي الله عنه وقال قولوا نعلم او لا نعلم حتى اجاب ابن عباس رضي الله عنهما في تتمة هذا الاثر الشاهد ما الذي جعل عمر رضي الله عنه يقول ما الذي جعله يغضب؟ يقول قولوا نعلم او لا نعلم الجواب ان قول الله اعلم قد يقوله العالم بالشيء وقد يقوله الجاهل به قل اذا تجد اهل العلم اذا تكلموا بكلام محقق معلوم لهم يختمون بقولهم ايش الله اعلم اليس كذلك ولكن هل هذا في هذا السياق اقرار بالجهل نعم او هو احالة للعلم الى عالمه فالله عز وجل لا شك انه اعلم مني ومن كل العالمين يا ايها المتكلم الله اعلم مني ومن كل العالمين اذا هذه الكلمة قد يقولها ماذا العالم بالشيء وقد يقولها الجاهل به فهو غضب رضي الله عنه لما ذكر اهل العلم لاجل ان هذه الكلمة قد تكون ذريعة الى ان يسكت العالم بالجواب عن الجواب وهو يريد ان يعرف ما عندهم فهمنا يا جماعة يعني هذه الكلمة كان فيها شيء في هذا السياق شيء من الابهام تعلمون او لا تعلمون اما كلمة الله اعلم في هذه السياق قد يقولها ماذا من يريد ان يسكت عنده علم ولكنه ماذا يريد ان يسكت لا يريد ان يجيب. وعمر رضي الله عنه يريد ان يعرف ماذا لنا ان القول بلا علم ضرب من اضرب التكلف وهذا ما جاءت الاشارة اه التحذير منه في هذه الاية ولا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتكلم الا بالوحي ماذا عندهم؟ ولذلك قال قولوا نعلم او لا نعلم حتى اعرف ماذا عندكم فيها فهذا هو وجهه. اما اثر ابن ابن مسعود فهذا سياقه اخر هو يقول ان تقول الله اعلم للشيء الذي جهلته فيكون هذا بمثابة ان تقول او كأنك قلت لا ادري والله اعلم مني بهذا الشيء واضح طيب قال رحمه الله فقال رضي الله عنه ومن لم يعلم فليقل الله اعلم فان من العلم ان يقول لما لا يعلم الله اعلم يقول لنا ان من العلم ان يقول لما لا يعلم الله اعلم يعني هل يكون الجهل علما ويقول هذا من العلم ان تقول الله اعلم بالتأكيد ان ابن مسعود لا يريد هذا يريد ان يبين رضي الله عنه لنا ان تمييز المعلوم من المجهول ضرب من العلم يريد ان يبين لنا ان تمييز المعلوم من المجهول ضرب من العلم بمعنى علم الانسان بحاله واقراره بجهل نفسه هذا علم منه بها هذا ماذا علم منه بها ولذلك قال هذا ايش من العلم يوضح لك هذا اكثر ان الذي يفقد هذا التمييز ماذا يسمى جهله يسمى الجهلة المركب لانه جمع بين ليس جهل ما عنده جهل واحد هذا عنده ماذا؟ عنده جهلان ولذلك صار جهله ماذا؟ مركبا هو لا يدري المسألة التي يبحث فيها هذا واحد ولا يدري انه لا يدري ولذا صار جهله ماذا جهلا مركبا بخلاف الذي جهله جهل بسيط هذا لا يدري المسألة ولكنه يدري انه لا يدري واضح فهذا الذي اراده رضي الله عنه بقوله فان من العلم ان يقول لما لا يعلم الله اعلم وما هو الذي لا يعلم الذي لا يعلم يا رعاك الله واسأل الله ان يعلمني واياك من علمه هذا ينقسم الى قسمين ينقسم الى متشابه تشابها مطلقا والى متشابه تشابها نسبيا عندنا متشابه ايش مطلق وعندنا متشابه نسبة المتشابه المطلق هو الذي لا يمكن العلم به لاحد البتة مثال ذلك الكيفيات في الغيبيات كيفية استواء الله كيفية نزول الله عز وجل مباحث اليوم الاخر التي تكلمنا عنها قبل قليل كل ذلك من المتشابه تشابها ماذا مطلقا فلا يمكن لاحد ان يعلم به ولذا. فاذا قيل لك الرحمن على العرش استوى كيف استوى فانك تقول الله اعلم الله اعلم كيف استوى انا ليس عندي علم بي كيفية استواء الله عز وجل الضرب الثاني المتشابه يعني المتشابه هنا يعني الغامض غير المعلوم هذا قد يكون متشابها تشابها نسبيا وهذا ما يتفاوت فيه الناس يتفاوت فيه العالم من الجاهل يتفاوت فيه اهل العلم فيما بينهم والتفاوت في هذا تفاوت عظيم بل الانسان نفسه قد يكون الشيء بالنسبة له في وقت ها واضحا معلوما محكما وقد يكون في وقت ماذا متشابها ينسى يكون قد علم الشيء ثم ينساه فيصير في حقه متشابها. هذا ايضا على الانسان فيه ان يقول اذا سئل الله اعلم لا ادري قول الانسان ينبغي ان يكون محكوما بالعلم فلا يتكلم في شيء يجهله وهذا ما نبه عليه رحمه الله و هذا الذي كثر في كلام اهل العلم من عهد الصحابة والى اليوم بالحث عليه وهو ان لا يأنف الانسان من اقراره بالجهل واحالة العلم الى عالمه فيما جهل فان من اه اخطأ لا ادري اصيبت مقاتله وما احسن كلمة او الكلمة التي تروى عن علي رضي الله عنه قال ما ابردها على كبدي ان يقول الانسان لما لا يعلم الله اعلم يقول هذه كلمة ايش ما ابردها على كبده؟ ما ادري. الله اعلم وكان ماذا يعني وهذا ما يدعو او ما تدعو اليه الديانة وما تدعو اليه المروءة والصيانة الا تتكلم الا الا بعلم ولذلك آآ قال القاسم ابن محمد رحمه الله من اكرام المرء بنفسه الا يتكلم الا فيما يحيط به علما من اكرامك لنفسك الا تتكلم الا فيما تحيط به علما اذا ما قتلت الامر علما فقل به واياك والامر الذي انت جاهله من اهانتك لنفسك ان تتكلم فيما تجهل فانه ما اقرب ان ينكشف حالك فتكون ضحكة عند الناس قال رضي الله عنه فان من العلم ان يقول لما لا يعلم الله اعلم قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما اسألكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين. اراد المؤلف رحمه اراد ابن ابن مسعود رضي الله عنه ان يبين وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فلم يكن متكلفا عليه الصلاة والسلام والتكلف يا رعاك الله في مباحث العلم يمكن ان نقسمه الى ثلاثة اقسام اولا تكلف في ادعائه تكلفه في ايش في ادعائه يعني في ادعاء العلم وذلك ان يتكلم المتكلم بغير علم وهذا الذي اشار اليه ابن مسعود رضي الله عنه ثانيا تكلف في بحثه ذاك الذي يبحث ويفتش وينقر في مسائل لا تعود عليه بفائدة لا في علم ولا في عمل فانه يقال انه من المتكلفين القسم الثالث التكلف او تكلف في بيانه في بيان العلم يدعو الطريق السهلة يتكلف في بيان العلم بالزيادة والحشو والاغراب والتطويل كحال كثير من الفلاسفة والمناطق الذين الامر واضح آآ الذي الذين يكون الامر آآ الذي يتكلمون عنه واضحا لكنهم يتكلفون في ماذا في بيانه فيوعرونه ويصعبونه والامر اسهل مما مما قالوا فهذه امور ثلاثة ينبغي عليك ان تجتنبها حتى لا تكون من المتكلفين واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم كانوا ابعد الناس عن التكلف وفي هذا اثر ابن مسعود المشهور الذي يروى عنه رضي الله عنه من كان مستنا فليستن ممن قد مات. اولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. كانوا ابر الامة قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا انه ابعد الناس عن التكلف في العلم والعمل رضي الله تعالى عنهم نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اخبرنا ابواب الله الحافظ قال حدثنا ابو العباس المعقلي قال حدثنا احمد بن عبدالجبار العتارضي قال حدثني ابي قال حدثني عبدالرحمن الضبي عن القاسم بن عروة عن محمد بن كعب القردي عن محمد بن كعب القرضي انه قال دخلت على عمر ابن عبد العزيز فجعلت انظر واليه نظرا شديدا فقال انك لتنظر الي نظرا ما كنت تنظره الي وانا بالمدينة فقلت بتعجبي فقال ومما تتعجب قال قلت لما حال من لونك ونحل من جسمك ونفى من شعرك قال كيف ولو رأيتني بعد ثلاثة في قبري وقد سالت حدقتاي على وجنتي؟ الله المستعان وسال من خراي في فمي صديدا كنت لي اشد نكرا حدثني حديثا كنت قد كنت حدثتنيه عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال قلت حدثني عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما يرفع الحديث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان لكل شيء شرفا واشرف مجالس ما استقبل به القبلة لا تصلوا خلف نائم ولا محدث. واقتلوا الحية والعقرب وان كنتم في صلاتكم ولا تستروا الجدر بالثياب ومن نظر في كتاب اخيه بغير اذنه فانما ينظر في النار الا انبئكم بشراركم؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال الذي يجلد عبده ويمنع رفده وينزل وحده افلا انبئكم بشر من ذلك الذي يبغض الناس ويبغضونه افلا انبئكم بشر من ذلك الذي لا يقيل عثرة ولا يقبل معذرة ولا يغفر ذنبا اولا انبئكم بشر من ذلك الذي لا يرجى خيره ولا يؤمن شره. من احب ان يكون اقوى الناس فليتوكل على الله. ومن احب ان يكون اغنى الناس فليكن بما في يد الله اوثق منهم بما في يد غيره. ومن احب ان يكون اكرم الناس فليتق الله ان عيسى عليه السلام قام في قومه فقال يا بني اسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها ولا تمنعوها اهلها فتظلموهم ولا تظلموا ولا تكافئوا ظالما فضلكم عند ربكم. الامر ثلاثة امر بين رشده امر بين رشده فاتبعوه وامر بين غيم فاجتنبوه وامر اختلف فيه فكلوه الى الله عز وجل. احسنت هذا الاثر حسن اللفظ ضعيف الاسناد جملة من جمله لها شواهد لكن بهذا السياق فان الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاني بالمؤلف رحمه الله انما ساقه للجملة الاخيرة فيه ان هذا هو المناسب لما قبله اسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين