بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ عثمان الصابوني رحمه الله تعالى في كتابه عقيدة السلف واصحاب الحديث ويؤمن اهل الدين والسنة بالبعث بعد الموت يوم القيامة وبكل ما اخبر الله سبحانه من اهوال ذلك اليوم الحق واختلاف احوال العباد فيه والخلق فيما يرونه ويلقونه هنالك في ذلك اليوم الهائل من اخذ الكتب الايمان والشمائل والاجابة عن المسائل الى سائر الزلازل قبل الى سائر الزلازل والمنابر الموعودة في ذلك اليوم العظيم والمقام الهائل من الصراط والميزان ونشر الصحف التي فيها مثاقيل الذر من الخير والشر وغيرها ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان المؤلف رحمه الله بعد ان انهى الحديث عن مبحث الصفات اردف ببيان معتقد اهل السنة والجماعة في فبالايمان باليوم الاخر الايمان باليوم الاخر قرين الايمان بالله عز وجل في نحو من عشرين موضعا في كتاب الله وهو قرين الايمان بالله في اكثر من هذه المواضع في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اليوم الاخر والحياة الاخرة والدار الاخرة هي الحياة التي تكون بعد الموت فان الموتى نهاية وبداية نهاية الحياة الفانية الحياة الدنيا وبداية للحياة الباقية الحياة الاخرة وهذا هو مستقبل الانسان كلمة المستقبل من اكثر ما تستعمل عند الناس اعمل للمستقبل وابن مستقبلك وهذا مستقبلي والحق ان ها هنا خطأ عظيما فان المستقبل الحقيقي هو تلك الحياة الاخرة وذلك المقام العظيم الذي سننتهي اليه ان يقوم الناس لرب العالمين حينما نبعث للحياة الاخرة للحساب فالجزاء هذا هو المستقبل الحقيقي اما هذه الدنيا التي نعيشها الان فانها زخرف اشبه شيء بحلم نائم الذي سيستيقظ حينما ينتقل الى الدار الاخرة خذ منها بلغتك اجمل في الطلب واياك ان تستولي على قلبك وفكرك ووقتك وجهدك فان هذه والله خسارة واي خسارة الحياة الحقيقية تلك التي التي نحن مقبلون عليها وان الدار الاخرة لهي الحيوان الحياة الحقيقية اما هذه فانها فترة مؤقتة يحياها الانسان ليزرع ما سيحصده بتلك الدار الاخرة فكل انسان بحسب جده وعمله وما عمل سيلقاه امامه يوم القيامة سيوضع امامه كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها بحث هذا الموضوع فيه تذكير وفيه ايقاظ فما اعظم الغفلة وما اكثر الغافلين وكلنا كذلك الا من رحم الله نحتاج الى ان نتذكر وان نتذاكر ذلك المقام العظيم بين يدي الله سبحانه وتعالى وما يتبع هذا من نعيم او عذاب الحياة الاخرة الايمان باليوم الاخر يتضمن الايمان بثلاثة موضوعات رئيسة كل ما يتعلق بالحياة الاخرة فانه متفرع عن هذه الموضوعات اولا الحياة البرزخية وهي التي تكون ما بين خروج الروح من البدن وهذا في كل انسان بحسبه والى ما قبل النفخ في السور واعني نفخة البعث فهذه تسمى الحياة البرزخية وتشمل مباحث شتى وتعلقوا بامرين رئيسين هما فتنة القبر وعذاب القبر ونعيمه وهذا الموضوع لم يشر اليه المؤلف رحمه الله اما الموضوع الثاني فانه مواقف القيامة وهو ما يكون من بعد نفخة من بعد نفخة البعث والى دخول اهل الجنة الجنة ودخول اهل النار النار نسأل نسأل الله الجنة ونعوذ به من النار واما الموضوع الثالث فانه الجنة والنار وما فيهما وما يتعلق بهما فهذه هي الموضوعات الثلاثة الرئيسة التي ترجع اليها مباحث الايمان باليوم الاخر و المؤلف رحمه الله تكلم بكلام مقتضب يتعلق اولا بمواقف القيامة وما يكون فيها من اهوال عظام قال رحمه الله ويؤمن اهل الدين والسنة والمسلمون قاطبة على هذا الايمان ثمة مخالفات في مسائل فرعية تتعلق بمباحث اليوم الاخر اما في الجملة وان هناك حياة اخرة ستكون فكل المسلمين يؤمنون بهذا قال ويؤمن اهل الدين والسنة بالبعث بعد الموت البعث هو احياء الله عز وجل الموتى واخراجهم من قبورهم للحساب والجزاء واول من تنشق عنه القبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما ثبت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم هذا فيما اخرج مسلم رحمه الله في الصحيح والبعث انما يكون بعد نفخ الصور نفخة البعث وهي النفخة الثانية على الصحيح من كلام اهل العلم فان النفخ في الصور يكون مرتين على الراجح مرة تكون النفخة للصعق فمن يكون حيا في ذلك الوقت في اخر ايام الدنيا يصعقون بسبب نفخة اه بسبب النفخ في الصور انما ينفخ اسرافيل عليه السلام كما اجمع على هذا اهل العلم ان النافخ في السور ان النافخ في الصور اسرافيل عليه الصلاة والسلام ثمة خلاف آآ يسير في هذه المسألة لكن جماهير اهل العلم ونقل الاجماع على هذا وهو ان اسرافيل عليه الصلاة والسلام هو من يتولى النفخ في الصور ثم تكون النفخة الثانية التي هي نفخة البعث والاحياء وبينهما اربعون كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي هريرة في الصحيحين بين النفختين اربعون والله اعلم بالمراد بهذه الاربعين المقصود ان البعث يكون بسبب النفخ في الصور فاذا نفخ في الصور كان البعث وقام الناس لرب العالمين ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث يعني من القبور الى ربهم ينسلون ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد متى ما نفخ في الصور قامت القيامة كان ذلك اليوم العظيم وهو يوم القيامة ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا يقوم الناس من قبورهم ثم يحشرون الى ارض المحشر حيث يكون العرض على الله عز وجل ثم الحساب يقوم الناس من قبورهم وهيئتهم هي ما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت في الصحيحين يحشر الناس حفاة عراة غرلا يتحقق فيهم قول الله عز وجل كما بدأنا اول خلق نعيده وفاة عراة بلا لباس غرلا يعني غير يعني غير مختونين هذه هيئتهم اول ما يقومون من قبورهم ثم انهم يكسون بعد ذلك واول من يكسى ابراهيم عليه الصلاة والسلام ثم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذا ما يتعلق بالبعث بعد الموت وحينها يقوم الناس لرب العالمين ويحشرون الى ارض المحشر وهذه الارض هي غير هذه الارض على الصحيح كما قال جل وعلا يوم تبدل الارض غير الارض وجاء وصفها في قول النبي صلى الله عليه وسلم يحشر الناس على ارض بيضاء عثراء كقرصة نقي ليس فيها معلم لاحد ثم يقول المؤلف رحمه الله وبكل ما اخبر الله سبحانه من اهوال ذلك اليوم الحق اهل السنة والجماعة يؤمنون بكل شيء جاء الخبر به عن هذا اليوم بكتاب الله او في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا كما ذكرت لك كل المسلمين الايمان باليوم الاخر لا شك انه من اعظم الواجبات بل هو ركن من اركان الايمان كما دل على هذا حديث جبريل المشهور وكذلك يقول جل وعلا ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر واما من انكر البعث وما بعده من امور الدار الاخرة فلا شك ان هذا كافر بالله سبحانه وتعالى وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم امر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقسم به سبحانه على ان يوم القيامة ات لا ريب فيه زعم الذين كفروا الا يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم فيوم القيامة حاصل لا شك فيه ولا ينكر ذلك الا الكفار المشركين الا الكفار المشركون. وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم كافرون المنكرون لليوم الاخر او بعض ما فيه يمكن ارجاعهم الى ثلاثة اقسام كما فصل هذا شيخ الاسلام رحمه الله تعالى اولا المنكرون للحياة الاخرة مطلقا فلا توجد حياة بعد هذه الحياة ينتهي كل شيء بالنسبة للانسان بمجرد خروج روحه من بدنه لا شيء وراء ذلك وهذا ما كان عليه المشركون الاولون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم من اطراب المشركين فليس ثمة شيء انكره هؤلاء بعد التوحيد والنبوة من البعث اعظم شيء انكروه البعث ولذلك كانوا يقسمون جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت اعظم شيء انكروه بعد التوحيد والرسالة هو هذا الامر ولذلك تكاثر في ادلة الكتاب والسنة اثبات هذه الحياة الاخرة اثبات يوم القيامة يشارك ويشارك هؤلاء في الانكار المطلق ليوم القيامة الملاحدة الذين ينكرون وجود الله سبحانه وتعالى اصلا ومن باب اولى ينكرونه اليوم الاخر صنف اخر معدود من المنكرين للحياة الاخرة وهم كثير من الفلاسفة الذين زعموا ان هناك بعثا للارواح لا للاجساد نعم هناك بعث ولكنه مخصوص بماذا بالارواح الارواح هي التي تبعث اما الاجساد فانها تضمحل وتتلاشى ولا تجمع بعد ذلك فتعاد يوم القيامة انما هناك بعث للارواح فقط وهذا لا شك انه كفر بالله سبحانه وتعالى بثلاثة كفر الفلاسفة العداء اذ انكروها وهي حق مثبتة علم بجزئي حدوث عوالم حشر لاجساد وكانت ميتة الصنف الثالث هم كثير من اليهود والنصارى الذين زعموا ان هناك بعثا للارواح والاجساد الا انهم انكروا الامور الحسية التي تكون يوم القيامة فالنعيم مثلا عند هؤلاء لا يكون بطعام وشراب ونكاح ونحو ذلك انما هو نعيم للارواح فقط مع كون الاجساد تبعث هؤلاء لا شك انهم ايضا معدود لا شك انهم معدودون في المنكرين لليوم اليوم الاخر الذي اخبر الله سبحانه وتعالى عنه واخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله وبكل ما اخبر الله سبحانه من اهوال ذلك اليوم الحق اي والله انه لليوم الحق انه اليوم الاخر انه يوم القيامة انه يوم الدين انه يوم الاسفة انه يوم الحسرة انه يوم التلات انه يوم الطلاق انه اليوم الموعود انه يوم الوعيد انه يوم التغابن انه يوم محيط ويوم عظيم ويوم كبير ويوم اليم ذلك اليوم هو الغاشية وهو الواقعة وهو القارعة وهو الصاخة هول واي هول شأن عظيم نسأل الله عز وجل ان يخفف عنا ذلك اليوم العظيم هذا الذي نقوله بالسنتنا يا اخوتاه والله انه لحق وهو رب السماء اننا سنرى هذا بام اعيننا وسنلقاه حقا ويقينا دون شك نتكلم بالسنتنا ونستمع ونستمع باسماعنا الان بشيء سوف نلقاه غدا ونعيشه قطعا لا شك في ذلك ولا ريب قال رحمه الله من اهوال ذلك اليوم الحق واختلاف احوال العباد فيه والخلق لا شك ان الناس يتمايزون وتختلف احوالهم في ذلك اليوم اختلافا عظيما ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات فهم في فهم في روضة يحبرون واما الذين كفروا وكذبوا باياتنا ولقاء الاخرة فاولئك في العذاب محضرون يوم يصدر الناس يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم يصدرون بعد الحساب وهم اشتات مختلفين متفرقين اناس كانوا من اصحاب اليمين واناس كانوا من اصحاب الشمال يوم القيامة احوال الناس فيه متفاوتة اذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة والله ليس هناك ما يحول دون وقوعها ليس لوقعتها كاذبة ثم قال خافضة رافعة اناس يخفضون حتى يكونون في اسفل سافلين واناس يرفعون حتى يكونون في اعلى عليين خافضة رافعة يتفاوت الناس تفاوتا عظيما بين من يحشر في ذلك اليوم على وجهه وهو في ابئس حالة كما اخبر الله سبحانه وتعالى عن الكفار ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم سبحان الله تخيل انسانا يمشي على وجهه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما سئل النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح كيف يحشر الكافر على وجهه فقال عليه الصلاة والسلام اليس الذي امشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على ان يمشيه على وجهه يوم القيامة الجواب بلى والله انه لقادر سبحانه وتعالى اذا الناس متفاوتون تفاوتا عظيما يقابل هؤلاء اناس لا يحزنهم الفزع الاكبر يحشرون الى الرحمن وفدا مكرمين لا يسمعون حسيسها ومنهم اناس ارفع من ذلك واعلى وهم الذين يكونون في ظل عرش الرحمن فهم الاصناف السبعة الذين اخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم اذا ذلك اليوم الطويل وذلك اليوم الاليم وذلك اليوم العقيم وذلك اليوم الكبير وذلك اليوم المحيط الناس فيه متفاوتون تفاوتا كبيرا قال رحمه الله واختلاف احوال العباد فيه والخلق فيما يرونه ويلقونه هنالك في ذلك اليوم الهائل اي والله انه لهائل يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ثم ساق المؤلف رحمه الله شيئا من مواقف ذلك اليوم العظيم قال رحمه الله من اخذ الكتاب بالايمان والشمائل هذا احد مواقف القيامة وقد بدأ به المؤلف رحمه الله وهو ان الناس يأخذون كتبهم في ذلك اليوم بالايمان والشمائل هذا ايضا نموذج على اختلافهم وتفرقهم وتفاوت احوالهم ما هو هذا الكتاب الذي يتلقاه كل واحد من البشر الجواب هذا الكتاب هو كتاب الاعمال صحف الاعمال التي كتبت على الناس في الدنيا تنشر لهم يوم القيامة وذلكم ان الكتاب والسنة واجماع السلف قد قام على ان الله سبحانه وتعالى قد وكل بكل انسان ملكان يحصيان عليه اعماله احدهما يكتب يكتب الحسنات والاخر يكتب السيئات هذه الصحيفة اذا مات الانسان فانها تختم ثم انها تنشر له يوم القيامة وهذا ما بينه الله سبحانه وتعالى في كتابه في غير ما موضع وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا سيلقاه والله منشورا يعني مفتوحا لن يتكلف عناء فتحه ثم يقال له اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا والله ان هذا لعدل من الله عز وجل ان جعلك حسيبا على نفسك فهذا الكتاب هو كتاب الاعمال ويقول الله سبحانه وتعالى ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها فوجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا سيجد كل انسان ما عمله حاضرا امامه يقرأه بنفسه ليكون حسيبا على نفسه كل ما قدمته يا عبد الله ستراه امام ناظريك فافعل ما شئت تقدم ما شئت وكل شيء ستراه بين ناظريك يوم القيامة هذا الكتاب ينشر ولكن الناس يتفاوتون في تلقي صحفهم وكتبهم كما اخبر الله عز وجل واذا الصحف نشرت منهم من يأخذ كتابه بيمينه ومنهم من يأخذ كتابه بشماله ومن وراء ظهره كما قال المؤلف رحمه الله بالايمان والشمائل اهل الايمان يأخذون كتبهم بايمانهم كما اخبر الله سبحانه وتعالى قال جل وعلا فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا ويقول سبحانه فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاءم اقرؤوا كتابية اني ظننت اني ملاق حسابية فهو في عيشة راضية هنيئا له والله في عيشة راضية اللهم اجعلنا من هؤلاء الذين عيشتهم راضية في جنة عالية يقابل هؤلاء الكفار الذين يتلقون كتبهم بشمالهم ومن وراء ظهورهم كما بين الله سبحانه وتعالى ذلك قال سبحانه واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابية ولم ادري ما حسابية يا ليتها كانت القاضية انا لله وانا اليه راجعون اللهم لا تجعلنا من هؤلاء الذين يأخذون كتبهم بشمالهم واخبر الله عز وجل ان هؤلاء ايضا انهم يأخذون كتبهم من وراء ظهورهم كما قال جل وعلا واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا وكلا الامرين حق بما ان الله عز وجل قد اخبر ان هذا الصنف ان هذا الصنف من الناس يأخذ كتابه بشماله ويأخذ كتابه من وراء ظهره فاننا نعتقد ذلك فنقول ان هؤلاء يجتمع فيهم الامران تأخذون كتبهم بشمالهم ومن وراء ظهورهم قال بعض اهل العلم انهم يأخذون كتبهم بشمالهم من وراء ظهورهم بان يدخلوا ايديهم في صدورهم فتخرقها ثم يتلقون كتبهم من وراء ظهورهم ومنهم من قال ان يده الشمال تخلع ثم تركب من وراء ظهره فيكون قد تلقى كتابه بشماله ومن وراء ظهره ومنهم من قال انها تلوى تلوى من وراء ظهره فيتحقق فيه انه اخذ كتابه بشماله ومن وراء ظهره والاسلم في هذا ان نقول الله عز وجل اعلم كيف يكون ذلك والله على كل شيء قدير المهم اننا نؤمن ان هؤلاء الكفار يأخذون كتبهم بشمالهم ومن وراء ظهورهم والله المستعان ثم قال رحمه الله والاجابة عن المسائل كان المؤلف رحمه الله يريد بهذا موقف الحساب وموقف الحساب هو موقف السؤال انما يسأل الله سبحانه وتعالى عبده عن اعماله وعما كان منه في الدنيا ويقرره بذنوبه فيقول عملت كذا يوم كذا وكذا عملت كذا يوم كذا وكذا كما جاء في حديث النجوى الثابت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم و هذا الموقف من اكثر المواقف ورودا في النصوص من اكثر مواقف القيامة ورودا في النصوص وهو موقف الحساب والسؤال فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون وقفوهم انهم مسؤولون انا الينا ايابهم ثمان علينا حسابهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم قد دلت على ان هذا الحساب ينقسم الى قسمين الى عرض والى مناقشة يدل على هذا ما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من نوقش الحساب عذب والحديث له عدة الفاظ نحو خمسة الفاظ في الصحيحين هذا احدها من نوقش الحساب عذب فقالت عائشة رضي الله عنها فقد قال الله فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما ذلك العرض وليس احد يحاسب يوم القيامة الا هلك فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان موقف الحساب ينقسم الى عرض والى مناقشة اما العرض فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم ايضا وذلك فيما اخرج الامام احمد في المسند باسناد صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فسمعته عائشة رضي الله عنها يدعو في صلاته فيقول اللهم حاسبني حسابا يسيرا فلما انصرف قالت له رضي الله عنها يا رسول الله ما الحساب اليسير فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان ينظر في حسابه فيتجاوز عنه ينظر يعني العبد ويتجاوز يعني الله سبحانه وتعالى او وكلاهما قرأ الحديث به فينظر في كتابه فيتجاوز عنه فهذا هو العرض و منا آآ الامثلة عليه ما جاء في حديث النجوى ان الله عز وجل يدني عبده اليه ويضع عليه كنفه ويقرره بذنوبه فيقول عملت كذا يوم كذا وكذا عملت كذا يوم كذا وكذا وكل ذلك والعبد يقول اعرف ربي اعرف ربي فيقول الله عز وجل قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم نسأل الله عز وجل عفوه ومغفرته واما القسم الثاني وهو المناقشة فانه التدقيق وعدم المسامحة يدقق على العبد ويناقشوا مناقشة ليس فيها عفو ولا مسامحة ومن الذي ينجو اذا حوسب هذا الحساب من الذي يقول انه قد اتى كل ما اوجب الله عليه وكف عن كل ما حرم الله عليه وادى شكر كل نعمة انعم الله بها عليه اذا لا شك ولا ريب ان الهلاك حاصل ولا بد لمن نوقش هذه المناقشة ومن امثلة هذا النوع من الحساب ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الثلاثة الذين هم اول من تسعر به النار يوم القيامة. نعوذ بالله من النار واولئك من اتاه الله العلم واتاه الله القرآن واخر اتاه الله المال وثالث مجاهد جريء كل اولئك في الظاهر كانت اعمالهم اعمالا صالحة لكن المصيبة كل المصيبة انما كانت في النية وما قام في قلوبهم حيث لم يكونوا مخلصين لله عز وجل في ذلك فهؤلاء نوقش الحساب فكانت النتيجة ان كانوا اول من تسعر بهم النار يوم القيامة نعوذ بالله اذا الى هذين ينقسم الحساب كما دل على هذا آآ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سمعت قال رحمه الله الى سائر الزلازل والبلابل زلازل وكروب وبلابل هموم وغموم عظيمة الى سائر الزلازل والبلابل الموعودة في ذلك اليوم العظيم والمقام الهائل كيف لا يكون الامر كذلك والذي ينظر في القرآن وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد شيئا عظيما والله كيف لا يكون يوما هائلا عظيما والارض سوف تدك وترج والسماء سوف تنشق وتنفطر الشمس تطوى وتكور والجبال تنسف والبحار تفجر والشمس تدنو من الخلائق حتى تكون منهم على قدر ميل ويعظم العرق في بعضهم حتى يلجمه الجاما امر عظيم واهوال جسيمة وانذرهم يوم الازفة اذ القلوب لدى الحناجر كاظمين. لا اله الا الله تصل القلوب الى هنا الى الحناجر وهذا لا يكون الا من خوف عظيم وفزع كبير و يقول الله عز وجل فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا الولدان الصبيان الصغار سوف سوف يصيرون شيبا من الهول العظيم الذي يكون في ذلك اليوم ذلك اليوم ترى كل امة جاثية من الهول العظيم في ذلك اليوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه اذا هذا اليوم يوم في اهوال عظام وكروب كبيرة وهذا ما يدعوك يا ايها المسلم الى ان تستعد وان تأخذ الحيطة والحذر فان هذا والله لحاصل كما انك تنظر كما انك لا تشك في الشيء الذي تنظر اليه كذلك ينبغي عليك الا تشك ان هذا والله حاصل اذا امنت بذلك فاحرص على ان تكون ممن يأمنون في ذلك اليوم فان من الناس من يأمن في ذلك اليوم قال جل وعلا عن اهل الايمان لا يحزنهم الفزع الاكبر الله عز وجل لطيف كريم سبحانه وتعالى فوعد وهو الذي لا يخلف الميعاد ان اهل الايمان لا يحزنهم الفزع الاكبر فاحرص على ان تكون منهم يا عبد الله قال رحمه الله من الصراط والميزان ونشر الصحف التي فيها مثاقيل الذر من الخير والشر وغيرها قال من الصراط هذا ايضا من مواقف القيامة العظيمة والتي يفترق عندها الناس الى سعداء والى اشقياء المراد بالصراط في الاصطلاح الشرعي في مباحث اليوم الاخر هو الجسر المنصوب على جهنم الذي يعبر الناس عليه هذا هو الصراط. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي سعيد الخدري في الصحيحين انه يؤتى به يوم القيامة يؤتى به فينصب بين جنبتي الصراط يعني ينصب على بين جنبتي جهنم والعياذ بالله يعني ينصب على جهنم على متنها على ظهرها يؤتى به يوم القيامة فينصب ثم يعبر الناس عليه وحينما اقول الناس فانما اريد المظهرين للاسلام اما المظهرون للكفر بجميع اصنافهم انهم لا يمرون على الصراط انما يؤخذ بهم الى جهنم قبل ذلك ولا يبقى الا المظهرون للاسلام سواء كانوا مبطنين للايمان او كانوا مبطنين للكفر وهم المنافقون فهؤلاء هم الذين يعبرون على هذا الصراط هذا الصراط جاء وصفه في النصوص بصفاته اول تلك الصفات ان اه او اولى تلك الصفات انه زلق لا تكاد تستقر عليه الاقدام لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي سعيد السابق الجسر قالوا وما الجسر يا رسول الله قال مدحضة مزلة ضحك زلق لا تكاد تستقر عليه الاقدام وهذا يدلك على صعوبة الموقف وانه هول عظيم حينما يكون الصراط منصوبا على جهنم والعياذ بالله جهنم تلك النار التي تلظى تكون اسفل من الانسان وهذا الجسر مع ذلك زلق المشي عليه صعب مضحبة مزلة ليس هذا فحسب بل ثمة صفة ثانية وهي ان على حافتيه كلاليب وخطاطيف مأمورة باخذ من امرت به هول اخر على هذا الصراط وهو ان على حافتيه يعني على طرفيه كلاليب وخطاطيف كما جاء في حديث ابي سعيد في الصحيحين وجاء ايضا عند مسلم في حديث ابي حذيفة في حديث حذيفة رضي الله عنهما وفي حديث غيرهما ايضا في الصحيحين وغيرهما الكلاليب والخطاطيف متقاربة في المعنى وهو الكلوب في اللغة حديدة معقوفة كالتي يعلق عليها اللحم عند القصاب هذه الكلاليب والخطاطيف وظيفتها امران اما ان تأخذ من امرت به فتلقيه في النار والعياذ بالله واما ان تخدشه وتجرحه من امرت بخدشه وجرحه وثمة امر ثالث وهو ان هذا الصراط دقيق كالشعر وحاد كالسيف وهذا مما يدلك ايضا على صعوبة الامر كما قال ابو سعيد رضي الله عنه في صحيح مسلم بلغني ان الصراط ادق من الشعر واحد من السيف وجاء هذا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن مسعود عند الحاكم وكما في حديث سلمان عند الحاكم وكما جاء ايضا في حديث عائشة وجاء في حديث انس وجاء بحديث غيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه حاد كما جاء في حديث ابي سعيد كالسيف وكما جاء مرفوعا كالموسى اذا هذه بعض صفات هذا الصراط يؤمر الناس بالمرور عليه وهو هول عظيم حتى ان الناس لا ينطقون ولا يجرؤ احد على ان يتكلم اللهم الا الرسل والملائكة وكلام الرسل والملائكة اللهم سلم سلم هذا لا يكون الا والهول عظيم والمسألة كبرى واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الامانة والرحم يرسلان فيكونان على جنبتي الصراط قال العلماء كأنهما والعلم عند الله يشهد ان للقائم بحقهما ويشهدان على من ضيعهما الامانة والرحم الناس في مرورهم على الصراط احوالهم متفاوتة مختلفة وذلك انهم قبيل المرور على الصراط قبل ان يكونوا مروا على الصراط تلقى عليهم الظلمة يكونون في ظلمة ليس ثمة انوار ثم انهم يعطون انوارهم بحسب اعمالهم فمنهم كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى نوره دون ذلك حتى يكون ادناهم من يعطى نوره عند ابهام قدمه يضيء تارة ويطفأ تارة فاذا اضيء به تقدم واذا اطفيء به قام يعني وقف فهم متفاوتون في الانوار تفاوتا عظيما كذلك هم متفاوتون في سيرهم على الصراط من حيث السرعة والبطء تفاوتا عظيما فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان منهم من يمر كالطرف اني كطرف العين وهذا من اسرع ما يكون ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كمر الريح ومنهم من يمر كمر الطير ومنهم من يمر كاجاويد الخيل ومنهم من يمر كاجاويد الركاب يعني الابل ومنهم من يعدو عدواه ومنهم من يرمل رملا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا واخرهم من يسحب سحبا سبحان الله العظيم انظر الى هذا البون الشاسع بين من يمر كالطرف وبين هذا الذي يزحف او ذاك الذي يسحب ووالله لا يبطئ بالانسان الا عمله هذا فيما يتعلق ب المرور اما عن نتيجة المرور فان الناس ينقسمون في نتيجة المرور الى ثلاثة اقسام اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فناج مسلم ونادي وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم. نعوذ بالله من نار جهنم الصنف الاول الناجي الذي نجا من السقوط وسالم ايضا مسلم سلم من اصابة هذه الكلاليب والخطاطيف وهؤلاء ارفع الدرجات الصنف الثاني الذي ينجو ولكنه خدش وجرح بسبب هذه الكلاليب وجاء في بعض الروايات قال فمخدوج به مخدوج يعني منقص به قد انقص شيء من لحمه بسببي هذه الكلاليب وهذا يدلك على ان المقام مقام عظيم هذا حق وليس هزلا قال فمخدوج به ولكنه يسلم من الوقوع في النار نسأل الله السلامة والعافية اما الصنف الثالث واولئك في ادنى المراتب هؤلاء هم الساقطون في جهنم والعياذ بالله فمكروس او منكوس او مكدوس في نار جهنم نسأل الله السلامة والعافية وهؤلاء صنفان المنافقون الذين اظهروا الاسلام ولكنهم ابطلوا الكفر هؤلاء من اهل النار بل هم في الدرك الاسفل من النار والصنف الثاني العصاة الذين لم يشأ الله العفو عنهم الذين شاء الله عز وجل تعذيبهم فانهم يسقطون في جهنم والعياذ بالله المقصود ان الناجين بعد ان ينجوا من النار ويسلموا من الوقوع فيها فانهم يدعون ويقولون كلاما عجيبا فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الحاكم انهم اذا خلصوا يقولون الحمد لله الذي انجانا منك بعد ان اراناك يخاطبون جهنم والعياذ بالله الحمد لله الذي انجانا منك بعد ان اراناك لقد اعطانا ما لم يعطي احدا نسأل الله ان نكون ممن يقول هذا القول اذا هذا ما يتعلق هذا الموقف وهو موقف المرور على الصراط اسأل الله عز وجل ان يهون علينا الامر وان يخفف عنا انه خير مسؤول ونقف عند هذا الحد ونكمل غدا ان شاء الله. والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين