بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه ما بها يا رب العالمين قال الشيخ ابو عثمان الصابوني رحمه الله تعالى في كتابه عقيدة السلف واصحاب الحديث ومن مذهب اهل الحديث ان الايمان قول وعمل ومعرفة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد قرر المؤلف رحمه الله ها هنا مذهب اهل السنة والجماعة في مسألة الايمان نسأل الله ان يحبب الينا الايمان وان يزينه في قلوبنا وان يكررها الينا الكفر والفسوق والعصيان وان يجعلنا من الراشدين قال رحمه الله هو من مذهب اهل الحديث ان الايمان قول وعمل ومعرفة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية الايمان عند اهل السنة والجماعة ما سمعت. هو حقيقة مركبة من هذه الامور الثلاثة وهي القول والعمل والمعرفة وآآ اهل السنة من خلال تتبع كلام ائمتهم تجد انهم قد يعبرون عن هذا الجزء الثالث من الايمان بانه المعرفة وقد يعبرون بالاعتقاد وقد يعبرون بالتصديق وقد يعبرون بالاقرار وقد يعبرون بالنية وقد يعبرون بالاخلاص هذا ما تجد انهم يعبرون به عن هذا الجزء الثالث المؤلف رحمه الله ذكرها هنا ان الجزء الثالث في الايمان هو المعرفة قد يعبرون بهذا وقد يعبرون بغيره مما سمعت هذا عندهم من باب التعبير بالمثال هم يذكرون شيئا مما يقع في القلب والا فان مرادهم ان كل ما يكون من عمل صالح بالقلب فانه داخل في هذا الجزء سواء عبر عنه بالتصديق او عبر عنه بالمعرفة او عبر عنه بالنية او عبر عنه بالاعتقاد كل ما يقوم من عمل صالح بالقلب فانه داخل في هذه الكلمة التي يذكرون وآآ كثير من اهل العلم لاسيما من المتقدمين من ينص على ان الايمان قول وعمل فحسب لا يضيف هذا الجزء الثالث بمعنى انه يجعل القسمة في تعريف الايمان ثنائية بخلاف ما جرى عليه المؤلف وكثير من اهل العلم وهو جعل تعريف الايمان ذي قسمة ثلاثية المعنى واحد والاختلاف انما هو في التعبير فمهما عبرت بهذا او هذا فان المآل واحد ولذا ستجد عن قريب ان شاء الله ان المؤلف رحمه الله يحكي عن ائمة السلف انهم قالوا ان الايمان قول وعمل وهو بالتأكيد لن يخالفهم اذا هذا انما هو اختلاف في التعبير فمآل هذا التعبير الثلاثي الى الثنائي ومآل التعبير الثنائي الى الثلاثي وانما القضية زيادة ايضاح او اختصار الذين عبروا بكون الايمان قولا وعملا ارادوا بذلك انه قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح فصار هذا الاجمال في قولهم انه قول وعمل الى تفصيل ليه اربع شعب وهو انه قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح اما قول القلب فانه تصديقه وايقانه تنبه يا رعاك الله الى ان كلام العلماء حينما يقولون انه قول وعمل واعتقاد او قول وعمل ومعرفة او يقولون انه قول وعمل فحسب لا شك انهم لا يريدون مطلق القول ومطلق العمل انما يريدون قولا مخصوصا وعملا مخصوصا وهذا لا يحتاج الى تنبيه لوضوحه اذا ما هو هذا القول وما هو هذا العمل الذي هو حقيقة الايمان الجواب ان القول يراد به امران يراد به قول القلب ويراد به قول اللسان اما قول القلب فانه تصديقه وايقانه والمعنى انه التصديق باركان الايمان الستة وبكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو حد قول القلب من كان مؤمنا فلابد ان يكون مصدقا باركان الايمان الستة وبكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فمهما بلغه مما يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يجب عليه ان يصدق به فلو كذب النبي صلى الله عليه وسلم ولو في حرف واحد فانه كافر بالاجماع المعلوم بالضرورة وهذا القدر من الايمان لا شك انه هو الاصل فاول ما يرد على الانسان من الايمان تصديق قلبه وعنه يتفرع باقي اجزاء الايمان وهذا هو الذي دل عليه قول الله عز وجل انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وهذا الذي فقده المنافقون وذلك ان الله عز وجل يقول يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم فهؤلاء ما اتوا بتصديق القلب فبين الله سبحانه وتعالى ان قلوبهم لم تؤمن ليس فيها ايمان اما قول اللسان فانه النطق بشهادة التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله فانه لا ايمان لمن لم ينطق بشهادة التوحيد عند عدم العذر وهذا من الامر المتفق عليه بين المسلمين فمن كان قادرا على التلفظ بشهادة التوحيد ثم ابى ذلك فانه كافر وان زعم انه مصدق بقلبه وان زعم انه عامل ببدنه لابد من النطق بلا اله الا الله قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله الامر الثالث وهو عمل القلب والمراد به الاعمال الصالحة التي تقوم بالقلب من خشية لله وانابة وتوكل ومحبة ورجاء الى اخر ما هنالك فهذه من الايمان بيقين ولا ايمان لمن لم يكن في قلبه شيء من هذه الاعمال الباطنة وجاء في النصوص تسمية هذه ايمان جاءت تسمية هذه ايمانا من ذلك قول الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون القسم او الجزء الرابع من حقيقة الايمان هو عمل الجوارح وهو كل الاعمال الصالحة الظاهرة التي تقوم بالبدن من صلاة وصيام وزكاة وحج الى اخره وهذه لا شك انها من الايمان والادلة عليها كثيرة جدا حتى ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد ان على ان الايمان قول وعمل يعني على ان الاعمال من الايمان اكثر من مئة دليل ومن اشهر تلك الادلة قول الله سبحانه وتعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم هذه الاية ذكر ابن القيم ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره انها اصل كبير عند اهل السنة والجماعة في الاستدلال على دخول الاعمال في مسمى الايمان والاستدلال بها ظاهر لا شك فيه وذلكم ان اطلاق الكل على الجزء دليل على ان هذا جزء من الكل بل على انه جزء مهم فيه على انه ماذا جزء مهم فيه فالله سبحانه وتعالى سمى الصلاة ايمانا مع انها بعض الايمان وليست كل الايمان اذا الصلاة من الايمان بيقين وثمة ادلة كثيرة على دخول الاعمال في حقيقة الايمان ومن اشهر ذلك حديث وفد عبد القيس حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما بهذا الحديث الصحيح المتفق عليه قال لوفد عبد القيس امركم بالايمان بالله وحده قال اتدرون ما الايمان بالله وحده قالوا الله ورسوله اعلم قال الشهادة ان لا اله الا الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تؤدوا الخمس من المغنم فانت تجد ان النبي صلى الله عليه وسلم قد عرف وبين حقيقة الايمان ها هنا بانها هذه الاعمال الصالحة الظاهرة فهي من الايمان بيقين وقل مثل ذلك في ادلة اخرى كقوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان فاذا الاعمال الظاهرة من الايمان لان الطهور من الايمان كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وقل مثل ذلك في قوله عليه الصلاة والسلام اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وكثير من الاخلاق انما هي اعمال ظاهرة اذا الادلة على ان الاعمال الصالحة القائمة بالجوارح من الايمان ادلة كثيرة جدا هذا الامر اعني دخول الاعمال في حقيقة الايمان شيء لا شك فيه عند اهل السنة بل هذا من شعائر السنة قال شيخ الاسلام رحمه الله كما في كتاب الايمان القول بان الايمان قول وعمل عند اهل السنة من شعائر السنة فهذا من الاصول الكبيرة التي اشتهر بها اهل السنة وخالفوا فيها اهل البدع وهذا هو موضع المعترك الشديد بين اهل السنة والمرجئة بجميع طبقاتهم فانهم متفقون على اخراج العمل من حقيقة الايمان واهل السنة على الضد متفقون على دخول الاعمال في حقيقة الايمان كما سيأتي بيان هذا اكثر ان شاء الله تعالى قال رحمه الله ومن مذهب اهل الحديث ان الايمان قول وعمل ومعرفة اذا كلمة المعرفة ها هنا من خلال التفصيل الرباعي يمكن ان نقول انه يرجع اليها قول القلب وعمل القلب. يرجع اليها ماذا قول القلب وعمل القلب اذا اذا عبرت بتعبير ثنائي او ثلاثي او رباعي فالكل بل كل واحد انما هو اختلاف بالتعبير قال رحمه الله يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية الاصول الكبرى عند اهل السنة في باب الايمان ثلاثة اصول وهي التي يدور عليها جل كلام اهل السنة في باب الايمان الاصل الاول ان الايمان قول وعمل الاصل الثاني ان الايمان يزيد وينقص الاصل الثالث ان اهل الايمان متفاوتون فيه كم اصل هذه هذه ثلاثة اصول وهي المسائل الكبرى عند اهل السنة والجماعة في باب الايمان الامر الاول قد علمته وهو ان الايمان قول وعمل واهل السنة اذا تناولوا هذا الاصل بالتوضيح فانما يركزون فيه على جزئية هي الاهم في البحث وهي ان الاعمال داخلة في الايمان لان هذا هو موضع الخلاف الشديد بين اهل السنة والجماعة هو المرجية هل الاعمال من الايمان او ليست من حقيقة الايمان هذا الذي حصل فيه الخلاف الشديد بين اهل السنة والمرجئة ولاجل ذلك يركزون عند تناول هذا الاصل عليه اما الاصل الثاني فهو ان الايمان يزيد وينقص مسألة زيادة الايمان ونقصانه وغالبا ما تجد اهل السنة يعبرون عن هذا الاصل بقولهم انه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وسيأتي بيان ذلك ان شاء الله اما الاصل الثالث فهو كون اهل الايمان متفاوتين فيه يعني انهم في الايمان ليسوا على درجة واحدة بل هم فيه متفاوتون تفاوتا عظيما هذه الاصول الثلاثة تناولها المؤلف رحمه الله كما سيأتي ان شاء الله في كلامه وانبه الى ان من اهل العلم من يقتصر في الاصل الثاني والثالث على اصل واحد فيدخل هذا مع هذا فيجعل زيادة الايمان ونقصانه فيجعل زيادة الايمان ونقصانه تشمل هذين الاصلين بمعنى ان زيادة الايمان ونقصانه تكون بالنسبة للمؤمن وتكون بالنسبة للمؤمنين تكون بالنسبة للمؤمن فالايمان للمؤمن في نفسه تارة يزيد وتارة ينقص وهناك نظر اخر وهو ان الايمان يزيد وينقص بالنسبة للمؤمنين فبعضهم اكثر ايمانا او ايمانهم زائد على بعض وبعضهم انقصه ايمانا احيانا يجعل اهل العلم آآ الاصول ثلاثة فيزيدون الامر ماذا تفصيلا وبالتالي يكون البحث في زيادة الايمان بالنسبة لماذا ها للمؤمن في زيادة الايمان ونقصانه بالنسبة ماذا للمؤمن يعني هو في نفسه يزيد ايمانه تارة وينقص تارة وبالتالي يكون الاساس او الاصل الثالث بالنسبة لماذا للمؤمنين فبعضهم اعظم ايمانا وبعضهم انقصوا ايمانا وهذا فيما يبدو لي والله اعلم انه اوضح ان هذا التفصيل اوضح. وعلى كل حال امور التقسيمات في الغالب امور اعتبارية اجتهادية انما يذكرها العلماء من باب التعليم والتوضيح لا اكثر اعود فاقول اشار المؤلف رحمه الله الى هذا الاساس الثاني في قوله يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية كون الايمان يزيد وينقص وليس ذا حالة واحدة قضية لا اشتباه فيها بوجه من الوجوه ولو لم يأتي في الادلة ما يدل على هذا الاصل فان الشاهد المحسوس عند كل انسان في نفسه كاف في الدلالة على هذا الاصل اذ كل انسان يعرف من نفسه ان الايمان تارة يكون فيه زائدا وتارة يكون ناقصا ما الذي يزيد من الايمان؟ وما الذي ينقص اهوى الايمان الظاهر او هو الايمان الباطن اي ذلك هو الذي يزيد وينقص عند اهل السنة والجماعة كلاهما الايمان الباطن يزيد وينقص والايمان الظاهر يزيد وينقص كلا الامرين يدخله الزيادة والنقصان كما ان كل واحد من الامرين مؤثر في الاخر انتبه لهذا كل واحد من الايمان الباطن والظاهر مؤثر في الاخر. زيادة ونقصا بمعنى كلما زاد الايمان الباطن كلما زاد حبك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم او خوفك من الله او توكلك عليه او رغبتك في العمل الصالح وطمعك في فضل الله عز وجل وجنته الى اخر هذه المعاني كلما زاد ذلك اثر في زيادة ايمانك الظاهر فتنبعث جوارحك في طاعة الله اكثر اليس كذلك والعكس صحيح كلما زدت عملا صالحا ظاهرا زدت تلاوة للقرآن زدت تسبيحا وتهليلا زدت قياما او صياما فان هذا سيؤثر في ماذا في ايمانك الباطن فتصبحوا اعظم حبا لله وشوقا للقائه وتعظيما له الى اخره اذا كلا الامرين مؤثر للاخر كلاهما يزيد وينقص وكلاهما مؤثر في الاخر و بالتالي اذا زاد الباطن زاد الظاهر واذا زاد ظاهره انعكس على الباطن وهلم جره والعكس صحيح اذا تقاعست عن الطاعة فنقص ايمانك الظاهر او وقعت في المعصية ظاهرا انعكس هذا على قلبك وباطنك فصار ايمانك ماذا ضعيفا والعكس اذا ضعف ايمانك الباطن اثر هذا في جوارحك فاصبحت متكاسلا عن طاعة الله مجترحا محارم الله اذا كلا الامرين يزيد وينقص وكلاهما ايضا وكلاهما ايضا وكل واحد منهما يؤثر بالاخر مسألة الزيادة والنقصان مسألة فيها بحث بل فيها فقه وهذا من الفقه المهم الذي يتعين على كل مؤمن يريد نجاة نفسه ان من فقه العبد كما يقول ابو الدرداء رضي الله عنه ان من فقه العبد ان يعلم ايزداد ايمانه ام ينقص وان يعلم نزغات الشيطان انى تأتيه هذا فقه نفيس ولابد لكل احد من ان يراعيه. واعلم يا رعاك الله ان مسألة زيادة الايمان ونقصانه كما ترى منقسمة الى جهتين الى زيادة والى نقصان اما الادلة على زيادة الايمان فانها ادلة صريحة في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بكتاب الله ست ايات صريحة فيها التنصيص على ان الايمان يزيد اول تلك الايات في سورة الاعراف الذين قال لهم الناس ان في سورة ال عمران الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم اخلاص لابد ان يقصد الى الترك باخلاص لله سبحانه وتعالى لا برياء فمن كان ترك ما حرم الله ما حرم الله سبحانه وتعالى بالنسبة له عن قصد واخلاص يعني عن احتساب فان هذا في حقه فزادهم ايمانا ثم بعد ذلك في سورة الانفال ثم في سورة التوبة ثم في سورة الاحزاب والفتح والمدثر في هذه السور تجد فيها التنصيصة على ان الايمان يزيد وهكذا ادلة اخرى جاءت دالة على زيادة الايمان بالمعنى قال جل وعلا ويزيد الله الذين اهتدوا هدى قال النبي صلى الله عليه وسلم اكمل اكمل الناس ان اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا اذا هناك ناقص وهناك كامل وهناك اكمل اذا الايمان يزيد وينقص اما نقصان الايمان فان كل دليل دل على زيادة الايمان فانه دليل على نقصانه فليس شيء يزيد الا وهو ينقص كما بين هذا الامام احمد رحمه الله وكذلك سفيان بن عيينة وغيرهما من اهل العلم فكل ما قبل الزيادة فانه قابل للنقصان وعليه فاننا نقول ان كل دليل دل على زيادة الايمان فانه دليل على نقصانه كما ان هناك ادلة صريحة على نقصان الايمان من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من احداكن وهذا الحديث هذا لفظه في البخاري ولفظه في مسلم ما رأيت من ناقصات من ناقصات عقل ودين اغلب لذي اللب من احداكن ثم لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم ان نقصان الدين والدين والايمان بمعنى واحد لما سأله النسوة اللائي حدثهن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا عن نقصان الدين قال اليست اذا حاضت المرأة لم تصلي ولم تصم فذلك من نقصان دينها فهذا دليل صريح على نقصان الايمان وقل مثل هذا في ادلة اخرى كقوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان اذا الايمان قد يكون قويا وقد يكون ضعيفة ينبغي ايضا ان تلاحظ في فقه هذا الباب ان زيادة الايمان ترجع الى الطاعة كما قال المؤلف رحمه الله يزيد بالطاعة والطاعة شيئان لا شيء واحد بعض الناس يظن ان الطاعة ماذا شيء واحد لا ينصرف ذهنه اذا ذكرت الطاعة الا الى شيء واحد وهو الفعل والحق ان الطاعة شيئان فعل وترك اما الفعل فهو فعل ما امر الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من واجبات ومستحبات. يعني ما امر به تمرا جازما او غم او غير جازم فاه كل هذه الطاعات فانها ايمان ومؤثرة في الايمان الطاعات ايمان وفي نفس الوقت مؤثرة في الايمان فكلما فعل الانسان طاعة ازداد ايمانا ازداد ايمانا ظاهرا وازداد ايمانا باطنا تزيد او يزداد الايمان بفعل الطاعة بالنظر الى بعض الاعتبارات من ذلك باعتبار نوع الطاعة من ذلك باعتبار نوع الطاعة فكلما كانت الطاعة افضل كانت زيادة الايمان بفعلها اكثر ولذلك يزداد الايمان بفعل الواجبات اكثر من زيادته بفعل المستحبات هذا هو الاصل في هذا الباب ايضا بالنظر الى كثرة الطاعات فلا شك ان زيادة الايمان بطاعتين اكثر من زيادته بطاعة واحدة وهلم جرا ايضا يتفاوت او تتفاوت الزيادة في الايمان بالطاعة من حيث حسنها وحسن الطاعة راجع الى امرين كما لا يخفاك الاخلاص والمتابعة كلما زاد حسن الطاعة بمعنى زاد الاخلاص فيها وزادت وزادت المتابعة فيها كلما كانت زيادة الايمان بفعلها اكثر كانت زيادة الايمان بفعلها اكثر اذا زيادة الايمان بفعل الطاعة تتفاوت بحسب هذه الاعتبارات في مقابل ذلك فان زيادة الايمان بترك المعصية ثابت ايضا ولا شك وذلك ان هذا طاعة ترك المعصية بشرط ان يكون احتسابا والمراد بالاحتساب اجتماع النية يعني القصد والاخلاص اذا قلنا الاحتساب فاننا نريد اجتماع هذين ما هما؟ النية يعني القصد الاخلاص لابد ان يكون الترك تركا مقصودا بمعنى ان يكون كفا وحجزا للانسان عن فعل ما حرم الله سبحانه وتعالى وبالتالي كان امرا وجوديا كان في حقيقته فعلا الترك الذي يكون عن قصد هذا فعل وليس وليس تركا عدميا هذا ترك وجودي حقيقته كف وحجز ولذلك يترتب عليه ما يترتب منا آآ ثواب ومن زيادة ايمان الى اخره وهذا لا يكون بشيء عدمي هذا لا يكون بشيء عدمي. كما انه لابد مع القصد منه طاعة فان هذا في حقه طاعة كلما ترك الانسان ما حرم الله عز وجل احتسابا كلما زاد هذا في ايمانه ويتفاوت هذا الامر تتفاوت الزيادة بالنظر الى اعتبار وهو قوة الداعي الى المعصية وضعفه قوة الداعي الى المعصية وضعفه فكلما قوي الداعي الى المعصية فتركها الانسان كانت زيادة الايمان بهذا الترك اعظم اعيد يتفاوت او تتفاوت زيادة الايمان بترك المعصية بحسب قوة الداعي اليها او ضعفه كلما قوي الداعي الى فعل المعصية فتركها الانسان كانت زيادة الايمان بهذا الترك اعظم ولذا ترك الشاب القوي لفاحشة الزنا احتسابا يعني عن قصد واخلاص لا شك ان هذا الترك يزداد به ايمانه اكثر من ترك الشيخ لها لما لقوة الداعي الذي يدعوه الى فعلي المعصية بقوة الداعي الذي يدعوه الى فعل المعصية. اذا هذا هو القسم الاول وهو المتعلق بزيادة الايمان اما بالنسبة لنقص الايمان فنقص الايمان على وزان زيادته كما ان الاول اه كما ان الاولى وهي الزيادة تكون بفعل وبترك كذلك نقصان الايمان. يكون بفعل ويكون بترك. اما الفعل فهو فعل ما حرم الله عز وجل واما الترك فانه ترك الطاعة واما الترك فانه ترك الطاعة وتفصيل ذلك ان نقصان الايمان يكون اولا بفعل المعصية من فعل ما حرم الله سبحانه وتعالى فلا شك ان هذا سيعود على ايمانه بالنقص ولاجل ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن الحديث. لماذا؟ لانه قد نقص ايمانه حتى انه لم يعد مؤمنا الايمان الذي اوجبه الله تبارك وتعالى عليه اذا من فعل المعصية فلا شك ان ايمانه ماذا ينقص وهذا النقصان يتفاوت بالنظر الى بعض الاعتبارات فيتفاوت اولا بالنظر الى نوع المعصية. فنقصان الايمان بفعل الكبيرة اكثر من نقصان الايمان بفعل الصغيرة هذا واحد ثانيا باعتبار كثرتها فلا شك ان نقصان الايمان بفعل معصيتين اعظم من نقصان الايمان بفعل معصية واحدة الامر الثالث بالنظر الى قوة الداعي الى المعصية وظعفه بمعنى كلما ضعف الداعي الى المعصية كلما كان نقص الايمان بفعلها اعظم كلما ضعف الداعي الى فعل المعصية كلما كان نقصان الايمان بفعلها اعظم ولذلك تجد ان الشريعة بينت انه مع ضعف الداعي الى المعصية تعظم ويكون اثرها اكبر واسمها اشد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم قال مشيمط زان مشيمط يعني شيخ كبير ومع ذلك يقع في فاحشة الزنا مع ضعف الداعي الى فعلها قال وملك كذاب ملك ويكذب والداعي الى الكذب بالنسبة له ضعيف قال وعائل مستكبر عائل يعني فقير فقير ليستكبر. اذا الداعي والدافع الى الاستكبار بالنسبة له ضعيف. ومع ذلك وقع في هذه المعصية فكانت في حقه اشد من غيرها. وكان اثرها اثما ونقصانا للايمان اعظم الامر الرابع يتفاوت نقصان الايمان بفعل المعصية باعتبار التهاون بها كلما كان التهاون بفعل المعصية اعظم كلما كان نقص الايمان بفعلها اكبر بمعنى الناس في فعل المعاصي ليسوا على درجة واحدة من الناس من يفعل المعصية ولكنه يفعلها على وجل عظيم وتردد كبير يقدم رجلا ويؤخر اخرى ونفسه فيها من الانقباض اثناء مباشرتها واخر يأتي المعصية وهو لا يبالي كأنما يشرب ماء هذا عنده من التهاون في المعصية ما ليس عند الاول ولا يستريب احد ان نقصان الايمان بفعل المعصية مع هذا التهاون بالنسبة للثاني لا شك ان هذا النقصان اعظم اذا كلما كان الانسان اكثر تهاونا بالمعصية كان الايمان بفعلها انقص الامر الخامس ينقص او تتفاوت يتفاوت نقصان الايمان بفعل المعصية باعتبار المجاهرة بها فالمعصية المجاهر بها اعظم انقاصا للايمان من معصية يستتر بها الانسان فهذه المجاهرة بالمعصية فيها من التأثير على الايمان ما يجعل نقصان الايمان بذلك اعظم و النبي صلى الله عليه وسلم بين فداحته المجاهرة بالمعصية فقال كل امتي معافا الا المجاهرون كل امتي معافا الا المجاهرين فالمجاهر فالمجاهر بالمعصية المعالم بها الذي لا يستحي من الله ولا يستحي من الناس اثناء فعلها فيفعلها على رؤوس الاشهاد او يتبجح بالاخبار بها وينشرها بين الخلائق وربما صور ونشر المقاطع لمعصية يعاقرها نعوذ بالله من الخذلان لا شك ان هذا تأثيره في نقصان الايمان تأثير عظيم فمن ابتلي بشيء من معصية الله عز وجل فعليه ان يستتر بستر الله وليعلم ان هذه المجاهرة اثرها عظيم واثمها كبير احسن الله اليكم قال رحمه الله قال محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال رحمه الله ومن مذهب اهل الحديث ان الايمان قول وعمل ومعرفة. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية بل قال ابن القيم رحمه الله ان هذه المجاهرة ربما يكون اثمها اعظم من اثم المعصية نفسها. فهذا التساهل الذي يقع من كثير من الناس حيث لا يبالون بنشر معاصيهم والاخبار بها والمعاننة بها. لا شك ان هذا من نقصان الايمان اولا ومؤثر في نقصان الايمان اكثر من غيره ثانيا الامر السادس نقصان الايمان بفعل المعصية يتفاوت بالنظر الى الاصرار وعدمه المعصية التي يصر صاحبها عليها اعظم انقاصا للايمان من معصية لا يصر صاحبها عليها هذا الاصرار تأثيره على نقصان الايمان وعلى تعظيم المعصية لا شك انه تأثير عظيم اذا تحصل لنا ان هذه الاعتبارات يتفاوت نقصان الايمان معها في فعل المعصية اما الشطر الثاني فيما يتعلق بنقصان الايمان فقلنا انه ماذا ها ترك الطاعة وترك الطاعة ينقسم الى قسمين ترك للطاعة صاحبه ملوم والاخر ترك للطاعة صاحبه غير ملوم اما ترك الطاعة الذي صاحبه ملوم فانه ترك الواجب بلا عذر يترك الواجب بلا عذر يكون مأمورا بواجب من الواجبات كصيام كحج زكاة الى اخره فيترك ذلك ولا عذر له لا شك ان هذا مؤثر في ماذا في نقصان او ان هذا نقص في الايمان هذا لا شك انه نقص في الايمان وهو نقص في الايمان الظاهر ونقص ايضا في الايمان الباطن كما سبق فهذه الطاعة ايمان. فلما تركها نقص الايمان بالنسبة لو فعل كما ان هذا الترك يعود بالنقص على ها على ايمانه الباطل و القسم الثاني وهو ترك الطاعة الذي صاحبه لا يكون ماذا ملوما وهذا ينقسم الى قسمين ترك الواجب بعذر وترك المستحب اما ترك الواجب بعذر فدليله ما مر بنا من شأن اخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن نقصان ايمان المرأة من حيث كونها اذا حاضت ها لم تصلي ولم تصم المرأة الحائض اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا بنقصان دينها وايمانها مع كونها ماذا تركت واجبا بعذر ومع ذلك فايمانها ناقص وهذا واضح لا اشكال فيه وذلك ان الصلاة والصيام ايمان اولى اجيبوا يا جماعة الصلاة والصيام ايمان ام لا ايمان قلنا ان العمل ها من الايمان وما كان الله ليضيع ايمانكم. اذا الصلاة ايمان وكذلك الصيام هذه المرأة في حال حيضها تركت هذا الايمان فنقص ايمانها بالنسبة لها لو فعلت بالنسبة لها لو فعلت يعني اذا نظرنا الى هذه المرأة في حال طهرها وفي حال حيضها هناك قدر من الايمان نقص هناك قدر من الايمان في حال الحيض قد نقص ولذلك نقول انها ناقصة ايمان بالنسبة لها في حالة الحيض ومع ذلك هي ماذا ها غير ملومة يعني معذورة وهي غير اثمة بذلك وربما تثاب من جهة كونها آآ استحضرت طاعتها لله واستجابتها لامر الله سبحانه وتعالى وها هنا بحث ادق في هذه المسألة وهي انه لا تلازم بين نقصان الايمان وحصول الاثم لا تلازم بين نقصان الايمان حصول الاثم فقد ينقص الايمان ها و والاثم غير حاصل والاثم غير حاصل الامر الثاني هو ترك المستحب المستحب كسنة راتبة وصيام تطوع وقيام ليل وتسبيح وتهليل الى اخره هذا القدر ايمان اجيبوا ايمان ومن تركه هل نقص ايمانه نعم بالنسبة له لو فعل هذا قدر من الايمان ما فعله فاعتبر ايمانه ناقصا بهذا ومع ذلك هو غير اثم مع ذلك هو غير اثم ولذلك قلنا انه ترك لا يلام صاحبه هذا باختصار شديد ما يرجع الى بيان هذا الاصل اما الاصل الثالث فهو ان الايمان ان ايمان المؤمنين متفاوت اهل الايمان متفاوتون في ايمانهم فليسوا في الايمان على درجة واحدة ويخطئ خطأ عظيما من يزعم ان المؤمنين متساوون في الايمان لا شك ان هذا خطأ وان هذا من مذهب الارجاء الحق الذي لا شك فيه ان اهل الايمان لا يتساوون لا في اصله ولا في كماله فاصل الايمان يتفاوت ولا شك ان تصديق ابي بكر رضي الله عنه ب ما اخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم اعظم من تصديقنا هذا شيء لا يرتاب فيه احد كذلك الامر بالنسبة لكمال الايمان الناس فيه متفاوتون تفاوتا عظيما ويدل على تفاوت اهل الايمان فيه ادلة كثيرة ومن ذلك الادلة التي مرت بنا فيما يتعلق بخروج عصاة الموحدين من النار حيث تجد انهم لم يكونوا على درجة واحدة تجد ان الله عز وجل يقول اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال دينار من ايمان تجد انه جاء في الحديث اخرجوا من النار من كان في قلبه نصف دينار من ايمان اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال شعير من ايمان اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من ايمان. اخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان اخرجوا من كان في قلبه مثقال ادنى ادنى ادنى مثقال ذرة من ايمان اذا هذا يدلك على ان الناس متفاوتون في ايمانهم وليسوا فيه على درجة واحدة ويدل على هذا ايضا ما جاء في حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عرض علي هذه رؤيا منامية رآها النبي صلى الله عليه وسلم. قال عرض علي الناس وعليهم قمص قمص جمع قميص يعني مثل هذا الثوب قال عرظ علي الناس وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي الثدي جمع الثدي هذا تخيل انسان يلبس ثوبا يصل طوله الى هنا هذا يدلك على انه ثوب قصير جدا ومنها ما دون ذلك قال بعض الشراح يعني انه ماذا انقص واقصر قال وعرض علي عمر ابن عمر ابن الخطاب وعليه ثوب وعليه قميص يجره عليه قميص ماذا يجره يعني قميص طاوود طويل يسحب في الارض قالوا فما اولت ذلك يا رسول الله قال الدين قال ماذا الدين اذا الناس في ايمانهم واديانهم متفاوتون تفاوتا عظيما شتان بين من قميصه يسحب ويجر وبين من قميصه دون الثدي الله المستعان اذا الناس في ايمانهم متفاوتون مراتب اهل الايمان في الجملة ثلاث مراتب جمعها اية سورة فاطر قال الله سبحانه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه هذا واحد ومنه مقتصد ومنهم سابق بالخيرات اذا الناس في الجملة يرجعون الى هذه الطبقات هذه الطبقات الثلاث الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات ترجع الى ما يأتي مرتبة الظالم لنفسه هي مرتبة اصل الايمان او من معه ايمان مجمل من الناس من ايمانه ضعيف جدا عنده القدر الذي خرج به من الكفر فكان في دائرة الاسلام وهذه المرتبة يدخل فيها اهل الكبائر عصاة الموحدين هؤلاء عندهم ايمان لكنه ايمان قليل وناقص معهم ماذا اصل الايمان الذي سلموا به من الكفر ويسلمون به من الخلود في النار ومن ذلك ايضا يدخل في هذه الدرجة من اسلم حديثا وما بلغ الايمان في قلبه شأن عظيما كما قال الله سبحانه وتعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم اذا في الغالب ان الانسان اذا دخل في الاسلام فانه في اول ايامه سيكون ايمانه ماذا ضعيفا مجملا وربما لو شكك لشك وربما يبقى مرتابا منافقا او ينتكس ويرتكس ويرتد لكنه اه يحسن ايمانه مع الايام وفعل الطاعات فيزداد ايمانه شيئا فشيء اذا هذه هي المرتبة الاولى. المرتبة الثانية مرتبة كمال الايمان الواجب واهل هذه المرتبة حققوا اصل الايمان وزادوا على ذلك فعل كل ما اوجب الله وترك كل ما حرم الله ومتى عثروا وزلت اقدامه في المعصية بادروا بالتوبة اهل هذه المرتبة ليسوا معصومين لكن ميزتهم انهم ان عصوا وعصيانهم على ندرة انهم يباترون بالتوبة الى الله سبحانه وتعالى واهل المرتبة الثالثة هم الافراد والكمل والخلاصة في هذه الامة و هم الذين حققوا اصل الايمان واتوا بكماله الواجب وزادوا عليه فعل المستحبات وترك المكروهات والمشتبهات وفضول وفضول المباحات فهؤلاء اهل كمال الايمان المستحب وقد جمعهما اعني المرتبة الثانية والثالثة حديث الاولياء وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه سبحانه وتعالى وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما عليه اهل هذه الدرجة هم اهل كمال الايمان الواجب. ثم قال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. هذه اهل اهل هذه الدرجة هم اهل المرتبة الثالثة و يقسم اهله او ينظر اهل العلم هذه المراتب بمراتب الدين فاهل المرتبة الاولى هم المسلمون واهل المرتبة الثانية هم المؤمنون واهل المرتبة الثالثة هم المحسنون وهذا المقام فيه تفصيل اه يزيد على ما ذكرت لك والعلم عند الله عز وجل. نعم قال محمد بن علي بن الحسن بن شقيق سألت ابا عبدالله احمد بن حنبل رحمه الله عن الايمان في معنى الزيادة والنقصان فقال حدثنا الحسن بن موسى الاشعري قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ابو جعفر الخطمي عن ابيه عن جده عن عمير بن حبيب رضي الله عنه انه قال هذا عمير بن حبيب الخطمي صحابي جليل قال البخاري رحمه الله انه بايع تحت الشجرة نعم عن عن عمير بن حبيب رضي الله عنه انه قال الايمان يزيد وينقص. فقيل وما زيادته؟ وما نقصانه؟ قال اذا ذكرنا الله فحمدناه وسبحناه فتلك زيادته. واذا غفلنا وضيعنا ونسينا فذلك نقصانه هذا الاثر من الاثار الواضحة البينة التي تدل على ان الايمان يزيد وينقص واللفظ كما ترى صريح الايمان يزيد وينقص و هذه الجملة او هذا المعنى وهو زيادة الايمان ونقصانه قد جاء عن جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جاء عن عمير بن حبيب وجاء عن ابي هريرة وجاء عن ابي الدرداء كما جاء ايضا عن عمر ومعاذ وابن مسعود وابن رواحة بالفاظ متقاربة انهم قالوا هلموا نزداد ايمانا يعنونه الجلوس في حلق الذكر وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الايمان وقد ثبت لفظ الزيادة والنقصان فيه عن الصحابة ولا يعرف عنهم فيه مخالف من الصحابة فهذا من الامور التي اتفق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم عليها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اخبرنا ابو الحسن ابن ابي اسحاق ابن ابي اسحاق المزكى قال حدثنا ابي قال حدثنا ابو عمرو الحيري قال حدثنا محمد ابن يحيى الذهلي هو محمد بن ادريس المكي واحمد بن شداد الترمذي قالوا حدثنا الحميدي قال حدثنا يحيى ابن سليم انه قال حدثنا يحيى بن سليم انه قال سألت عشرة من الفقهاء عن الايمان فقالوا قول وعمل سألت هشام بن حسان فقال قول وعمل وسألت ابن جريج فقال قول وعمل وسألت سفيان الثوري فقال قول وعمل وسألتم مثنى بن الصباح فقال قول وعمل وسألت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فقال قول وعمل وسألت محمد ابن مسلم الطائفي فقال قول وعمل وسألت فضيل ابن عياض فقال قول وعمل وسألت نافع بن عمر الجمحي فقال قول وعمل وسألت سفيان بن عيينة فقال قول وعمل. احسنت. هذه الاثار كما ترى عن يحيى ابن سليم رحمه الله كلها تشهد على الاصل الاول وهو ان الايمان قول وعمل وهو يحكي عن عشرة من الفقهاء من ائمة اهل السنة وكلهم كان يجيب ان الايمان قول وعمل بعد اه قول هؤلاء العشرة بل هذا اجماع اه السلف رحمهم الله تعالى والعدد اكبر من هذا بكثير كما بين هذا علماء اهل السنة والجماعة ولعله سيأتي بيان شيء من هذا قريبا ان شاء الله لكن يحيى ابن سليم يقول انه سأل عشرة وهذا الاثر الذي بين ايدينا فيه كم تسعة بقي واحد الذي يظهر والله اعلم انه الامام ما لك بن انس وذلك ان لا لكائي رحمه الله في الجزء الرابع في ثمان مئة وثمانية واربعين من شرح اعتقاد اهل السنة والجماعة اورد هذا الاثر ولكنه جعل او ساق قال سألت عشرة وما ساق الا ثمانية اورد ما لك بن انس ولكنه اسقط الفضيل ابن عياض واسقط ايضا اه هشام ابن حسان فاذا جمعت هذا مع هذا خلصت الى هؤلاء العشرة الائمة رحمة الله تعالى عليهم اجمعين. وللحديث تتمة ان شاء الله في درس غد اسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق والسداد والهداية والرشاد. امين. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين