الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد كان وقوفنا في الدرس الماضي عند بعض المسائل التي يحسن التقديم بها بين يدي ما ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في هذه العقيدة عقيدة اهل السنة والجماعة المقدمة الاولى هي في معنى العقيدة العقيدة هي الحكم الذي لا يقبل الشك فيه وان شئت فقل انها حكم الذهن الجازم العقائد كثيرة شيء لا يمكن حصره ولذا اذا قال اهل العلم والسنة العقيدة فان مرادهم بذلك عقيدة المسلمين الحقة عقيدة اهل السنة والجماعة فال في قولنا العقيدة للعهد لانها هي العقيدة التي يجب على كل مسلم ان يعتقدها فهي التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرج عليها اصحابه رضي الله عنهم من بعده وهكذا بقية السلف الصالح فمن بعدهم من التابعين لهم باحسان و هذه العقيدة اضحت علما يدرسه اهل طلب العلم ويتعلمه المسلمون من قديم الزمان وهذا العلم اعني علم العقيدة هو العلم الذي يبحث فيه في الايمان بالله عز وجل وما يجب له من التوحيد والايمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر وما يتفرع عن هذه الاصول هذا هو علم العقيدة وله تسميات مرادفة يسمى السنة على احد الاصطلاحات التي يستعمل فيها هذا اللقب وهو السنة بمعنى العقيدة والفت في هذا مصنفات بهذه التسمية او بهذا اللقب كما يسمى هذا ايضا آآ يسمى هذا العلم بعلم التوحيد كما يسمى ايضا بعلم اصول الدين المقصود ان هذا العلم علم معروف بل هو اشرف العلوم كما سبق الكلام في ذلك وقد صنفت فيه مصنفات كثيرة والسبب في ذلك ما بين المؤلف رحمه الله في ختام مقدمته حيث بين ان تأليفه هذه الرسالة المختصرة انما كان لاجلي بيان هذا الامر العظيم والمهم شرف هذا الموضوع هو الذي دعا اهل العلم الى التأليف فيه وكيف لا يكون هذا الموضوع ذا اهمية والنجاة معلقة به فان الله سبحانه وتعالى يقول كما حكى هذا عن إبراهيم عليه السلام يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم القلب السليم هو الذي انعقد على هذا الاعتقاد وجزم به فوحد الله سبحانه وتعالى وصدق باياته وبنبوة نبيه صلى الله عليه وسلم وبكل ما جاء في وحي الله المتلو وغير المتلو هذا هو القلب السليم سلم لله سبحانه وتعالى وسلم له جل وعلا اذا السلامة مرتبطة بتحقيق هذا الاعتقاد توحيد الله سبحانه وتعالى و الايمان بكل ما جاء في الكتاب والسنة ورأس ذلك اركان الايمان الستة والسبب الثاني ما ذكره المؤلف رحمه الله من انه قد تشعبت الاهواء وتفرقت الفرق وكثر الخوض بالباطل في هذا الباب واحتاج اهل العلم والسنة ان يبينوا الحق ليستبين الحق ولتستبين سبيل المجرمين ايضا اه تقوم الحجة على الناس ويتبين ما جاء عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من العقائد الصحيحة و الملاك المؤلفات في هذا الموضوع لا شك انها كثيرة لم يزل اهل العلم يصنفون المصنفات في بيان التوحيد وبيان ما يضاد ما يضاده وشرح عقيدة اهل السنة والجماعة باساليب مختلفة تارة تكون كتبا مسندة وتارة تكون كتبا غير مسندة تارة تكون كتبا مطولة وتارة تكون كتبا مختصرة ومن ذلك هذه الرسالة الوجيزة التي بين ايدينا للشيخ العلامة محمد ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة والمؤلف رحمه الله سماها بعقيدة اهل السنة والجماعة وها هنا يرد سؤال ويتكرر وهو ما المقصود باهل السنة والجماعة بل لما كانت هذه التسمية اصلا الم يكن يكفي ان نتسمى بالاسم الذي سمانا الله عز وجل به في كتابه فنقول المسلمون نقول المؤمنون ولا حاجة الى مثل هذه التسمية اهل السنة والجماعة والجواب عن هذا ان يقال ان اهل السنة والجماعة المراد بهم السائرون على النهج الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى عليه السلف الصالح هذه الامة كما مر الكلام في ذلك في درس البارحة قد تفرقت الى فرق كثيرة وتشعبت الى شعب عديدة وبالتالي وصف الاسلام يعم كل من انتسب الى هذه الملة ما لم يصل انحرافه الى درجة الخروج عن الملة لكن يبقى ان هناك كثيرا من هذه الفرق ما وصلت الى هذه الدرجة فهي لا تزال فرقا اسلامية تنتسب الى ملة الاسلام وبالتالي كيف يمكن ان يتميز الحق واهله ويتميز الباطل واهله اذا هذا اللقب انما دعت اليه الحاجة الحاجة الى بيان الحق وتمييز اهله ولاجل ذلك استعمل اهل العلم والسنة هذا الاصطلاح لاجل تمييز اهل الحق الذين ثبتوا على ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان تدخل الاهواء وقبل ان يكون الاختلاف و هذا المصطلح نشأ قديما يعني استعمل من عهد التابعين وكان استعماله اذ ذاك قليلا جاء في كلام الحسن البصري وجاء في كلام محمد ابن سيرين وجاء في بعض اهل هذه الطبقة ثم انه فشى اكثر ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا بخلاف عقائد المخالفين فانك تجد الفرقة الواحدة تشتمل على مذاهب لا على مذهب واحد يختلفون في اصول عقائدهم ناهيك عن الفروع في الطبقة التي تليهم ثم فشى اكثر واكثر بالطبقة التي بعد ذلك واشتهر بعد ذلك واصبح اللقب المعروف حتى انه اذا صنفت المصنفات في الاعتقاد كان كثير منها يحمل هذا المصطلح يعني في بيان عقيدة اهل السنة والجماعة او في شرح اعتقاد اهل السنة والجماعة ويرادف هذا المصطلح اه مصطلح اخر كمصطلح اهل الحديث او مصطلح اهل الاثر و الذي استقر عليه الامر ان يكون المصطلح الاشهر هو اهل السنة والجماعة وقد يقال اهل السنة فقط وقد يقال اهل الجماعة فقط وقد يقال الجماعة كل ذلك على كل حال انما يرجع الى بيان هذه الطائفة التي لم تزل على الحق ظاهرة وثابتة و لا شك ان النسبة ها هنا الى شيء آآ محمود وهو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تسمى هذه الطائفة الثابتة على الحق بهذه بهذا الاسم الا لانهم ثبتوا على السنة وقدموها على الاهواء والاراء كما انهم سموا بالجماعة او باهل الجماعة لانهم اجتمعوا على الحق فلم يخالفوه كما انهم اجتمعوا على امام المسلمين اذا كان للمسلمين امام في مكان من الامكنة لم يشقوا عصا الطاعة ولم يخرجوا على جماعة المسلمين بل اجتمعوا على امام المسلمين فاستحقوا لقب الجماعة او اهل الجماعة او اهل السنة والجماعة اذا هذا هو معنى اهل السنة والجماعة وهذا هو سبب هذه التسمية وهذه هي العقيدة وهذا هو سبب التأليف فيها اما مباحثها فان الذي درج عليه اهل السنة والجماعة في تصنيفهم لي مباحث الاعتقاد ما درج عليه غالبهم هو ان يكون البحث في هذه الكتب في شرح اركان الايمان الستة يدرجون على شرح وبيان وتفصيل اهل السنة والجماعة على بيان وتفصيل اركان الايمان الستة وذلك باختلاف المناهج بين تطويل واقتصار او اختصار وبين اسهاب في الاستدلال او اه اقتصاد في ذلك الى غير ذلك مما يرجع الى مناهج التأليف يبقى بعد ذلك ان نشير الى المميزات التي تميزت بها عقيدة اهل السنة والجماعة ما الشيء الذي كان علامة فارقة لهذه العقيدة الحقة تميزت بها عن العقائد المخالفة عقائد اهل البدع والاهواء اول تلك المميزات لهذه العقيدة انها عقيمة انها عقيدة تعتمد ابتداء وانتهاء على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كل كلمة بل كل حرف في عقيدة اهل السنة والجماعة انما بني على اية او حديث لا يمكن ان تجد مبحثا او مسألة في عقيدة اهل السنة والجماعة ليس عليها دليل من الكتاب والسنة وهذا من ابرز ما يميز عقيدة اهل السنة والجماعة فحينما يكون الاعتماد عند مخالفيهم على ترهات تدعى قطعيات عقلية ومباحث فلسفية ومسائل منطقية تجد اهل السنة والجماعة قد بنوا عقيدتهم على ادلة الكتاب والسنة لا يتجاوزون فيها القرآن والحديث الميزة الثانية لعقيدة اهل السنة والجماعة انها عقيدة سهلة واظحة لا غموض فيها ولا تعقيد وليس فيها شيء يخالف اه العقل والفطرة بل انها عقيدة سهلة ميسورة تقبل عليها القلوب وتسلم بها الفطر ولا يجد الانسان ادنى حرج او اشكال بتقبلها واعتقاد ما جاء فيها وهذا ولا شك فرع عن كونها قائمة على ساق ادلة الكتاب والسنة ولاجل ذلك كانت سهلة واظحة ميسورة مقبولة اذا عرضت على كل منصف فانه لا يتردد في قبولها وترك ما خالفها ايظا من مميزات عقيدة اهل السنة والجماعة انها عقيدة متفق عليها فلا نزاع ولا اختلاف في تقريرها خذ ما شئت من الكتب المؤلفة في عقيدة اهل السنة وقارن فيما وقارن بينها ستجد انها تكاد ان تكون كالتي كتبت من مؤلف واحد مهما تباعدت الازمان او الاماكن بين مؤلفيها فانك تجد انها كأنها خرجت ان قلم واحد هذه عقيدة الفها الشيخ محمد رحمه الله في مطلع القرن الخامس عشر خذها وقارنها باحد المؤلفات التي الفت في القرن الرابع او في القرن الخامس و ستجد النتيجة ان الكتابين يبحثان في شيء واحد ويحذو احدهما حذو الاخر سواء بسواء لا يخالفه في قليل ولا كثير لست اتكلم ها هنا عن الاسلوب واللغة التي يؤلف فيها هذا الكتاب او ذاك انما اتكلم عن المسائل العلمية والمباحث التي قررت في هذه الكتب وهذا من ابرز العلامات على ان هذه العقيدة عقيدة حقة لانها مستندة الى الكتاب والسنة وهذا من ام يزيد ما اه يظهر لك ان هذه فرق مخالفة للحق ولا شك الاجتماع والاتفاق على هذه العقيدة علامة على انها مستمدة من الوحي والاختلاف والتنازع فيما عداها دليل على انها مخالفة للوحي ايضا من مميزات هذه العقيدة وهو الامر الرابع انها عقيدة متوسطة متوسطة بين طرفي الافراط والتفريط اذا نظرت في مباحث الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة تجد انها دائما تتوسط بين غلاة وجفات واعتبر هذا بمسائل الصفات في مسائل الايمان في مسائل القدر في مسائل الصحابة في غير ذلك تجد ان اهل السنة والجماعة يمثلون الوسطية الحقة اذا اردت ان تعرف ما هي الوسطية ومن اهلها فعليك ان تعلم او تتعلم عقيدة اهل السنة والجماعة يتكلم اناس كثيرون في الوسطية ويدعونها او يحثون عليها لكنهم قد لا يحسنون الوصول اليها كل يدعي انه وسط او انه يمثل الوسطية لكنك ان شئت ان تصل الى الوسطية الحقة اعلم انها ما وافق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبالتالي هذه العقيدة التي تمت الى الكتاب والسنة باوثق سبب لا شك انها تمثل الوسطية الحقة اذا هذه بعض المقدمات التي نحتاجها قبل ان نلج في مدارسة هذه الرسالة التي اسماها مؤلفها جزاه الله عنا خيرا عقيدة اهل السنة والجماعة. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. امين. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة عقيدتنا عقيدتنا الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. والقدر خيره وشره. ويتفرع عن هذه الاصول فروع ترجع اليها. نعم فنؤمن بربوبيته فنؤمن بربوبية الله تعالى اي بانه الرب الخالق الملك المدبر لجميع الامور الله عز وجل رب كل شيء الله عز وجل هو الرب لكل شيء الربوبية ثابتة لله سبحانه وتعالى وهو وحده رب كل شيء بدأ المؤلف رحمه الله تعالى ببيان الاصل الاول وهو الايمان بالله سبحانه وتعالى واول واول ما بين من مباحث الايمان بالله عز وجل بين ان الله سبحانه وتعالى متصف بالربوبية فهو رب كل شيء ثم فصل معنى الربوبية فقال فنؤمن بربوبية الله تعالى اي بانه الرب الخالق الملك المدبر لجميع الامور هذه الامور الثلاثة اصول الربوبية وما عدا ذلك من معاني الربوبية راجع اليها يعني كون الله سبحانه وتعالى رب كل شيء يعني انه الخالق لكل شيء والملك لكل شيء والمدبر لكل شيء هذا هو اصل معنى الربوبية لله سبحانه وتعالى الله هو الخالق قال سبحانه الله خالق كل شيء وخلق كل شيء ما ثمة موجود الا خالق ومخلوق والله عز وجل وحده الخالق وكل ما عداه فهو مخلوق الامر الثاني قال الملك الله عز وجل هو الملك الذي له ملك كل شيء قال سبحانه ولله ملك السماوات والارض الامر الثالث قال المدبر لجميع الامور الله عز وجل له التدبير وله التصريف في هذا الكون اجمع له في ذلك التدبير المطلق الكامل له سبحانه وتعالى قال جل وعلا يدبر الامر قال سبحانه ومن يدبر الامر فسيقولون الله اذا هذه اصول معاني الربوبية لله سبحانه وتعالى وما عداها فانه راجع اليها و الامر الثاني الذي يرجع الى معنى الايمان بالله سبحانه وتعالى ما يرجع الى الوهية الله سبحانه وتعالى لكن قبل ان قبل ان ننتقل الى المعنى الثاني قد يقول قائل اليس يضاف شيء من هذه المعاني وهي الخلق والملك والتدبير لغير الله عز وجل فكيف يكون الله عز وجل منفردا بهذا مع انه قد يضاف شيء من ذلك لغيره والجواب عن ذلك ان يقال ان الله سبحانه وتعالى لا شك انه منفرد بالربوبية فهو الرب وحده اما ما يضاف الى المخلوق فلا بد من فهمه على وجهه نأتي الان الى المسألة الاولى وهي الخلق اعلم يا رعاك الله ان الخلق يأتي بمعنى التقدير ويأتي بمعنى التغيير او التحويل او الصنع ويأتي بمعنى الايجاد من العدم اما المعنى الاول فانه يمكن ان يضاف لغير الله سبحانه وتعالى و العرب تعرف في لغتها ان الخلق يأتي بمعنى التقدير ومن ذلك قول زهير فلانت تفري ما خلقته وبعض القوم يخلق ثم لا يفري ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى وتخلقون افك يعني تقدرون كذبا هذا الخلق بمعنى التقدير وهذا يمكن هذا الخلق يمكن ان يضاف الى المخلوق ولكن الله سبحانه وتعالى احسن الخالقين احسن المقدرين بمعنى ان المخلوق يضاف له من هذا المعنى ما يليق به هو الخالق سبحانه وتعالى يضاف اليه ما يليق به ثمة قدر مشترك وثمة قدر فارق اما المعنى الثاني فهو بمعنى التغيير او التحويل او الصنع فان هذا يمكن ان يظاعف ايظا الى المخلوق ولذلك بين الله سبحانه وتعالى في كتابه عن عيسى عليه السلام انه قال اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير هذا يرجع الى هذا المعنى فان عيسى عليه الصلاة والسلام هل كان يخلق هذا الطير من مادة موجودة او يوجده من الادم يوجد الطير من العدم انما هو يصنع ويصير ويحول ويغير الطين الى هيئة معينة. ولذلك يسمى التصوير قلقا يسمى التصوير قلقا وهذا لا شك انه يضاف الى المخلوق منه ما يليق به ويضاف الى الله سبحانه وتعالى من ذلك ما يليق به فالله احسن الخالقين. فتبارك الله احسن الخالقين اما الامر الثالث فهذا لا حظ للمخلوق فيه ما هو الامر الثالث الايجاد من العدم الابداع من لا شيء كون الشيء يخرج من حيز العدم الى حيز الوجود هذا شيء يتفرد به الخالق سبحانه وتعالى فلا احد قط يشارك الله سبحانه وتعالى في ذلك اذا الله عز وجل ثبت انه المنفرد بالربوبية في المعنيين الاولين فيما يليق به سبحانه وتعالى لا يشاركه فيه احد وفي المعنى الثالث لا يشاركه في ذلك احد مطلقا نأتي الى الامر الثاني وهو الملك الله عز وجل لا شك انه الملك وله الملك و ايضا لا شك في ان من المخلوقين من هو ملك وله ملك ولكن الملك غير الملك لكن الملك غير الملك والملك غير الملك شتان بين ملك الله سبحانه وتعالى وملك المخلوق الله عز وجل له الملك المطلق الواسع الله له كل شيء له السلطان وله الملك كل من في السماوات والارض ملك لله سبحانه وتعالى له ملك السماوات والارض اما المخلوق فان ملكه ناقص وملكه ايضا محدود وملكه لم يكن الا بتمليك الله سبحانه وتعالى واذا شاء ان ينزعه عنه فانه ماذا ينزعه قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء اذا لله سبحانه وتعالى من هذا المعنى ما يليق به وهذا لا شريكة فيه بين الخالق والمخلوق اما ما للمخلوق فانه شيء يناسبه ويليق به كذلك الامر في التدبير الله عز وجل له التدبير المطلق كل شيء فالله عز وجل يدبره ويصرفه وهو الذي يأمر فيه سبحانه وتعالى بامره الكوني اما المخلوق فان تدبيره عاجز وان تدبيره ناقص وان تدبيره محدود وان تدبيره قد يصيب وقد يخطئ قد يصيب الصواب وقد لا يصيبه اما الله سبحانه وتعالى فتدبيره موافق للحكمة جل وعلا وتدبيره واسع شامل لكل شيء اذا ثبت ان هذا المعنى حق لله سبحانه وتعالى لا يشاركه فيه غيره. اذا تبين لنا انفراد الله سبحانه وتعالى بالربوبية وبالتالي فمن ادعى ان لغير الله عز وجل شيء من المعاني التي اختص الله سبحانه وتعالى بها من الربوبية فلا شك انه كافر بالله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بالوهية الله تعالى اي بانه الاله الحق وكل معبود سواه باطل هذا هو المعنى الثاني من معاني الايمان بالله الذي هو الركن الاول من اركان الايمان والمبحث الاول والاهم من مباحث الاعتقاد كل اركان الايمان كل المباحث التي تلي الايمان بالله فانها فرع عن الايمان بالله الايمان بالملائكة لم يكن من اركان الايمان ولا من مباحث الاعتقاد الا لان الله عز وجل اخبر بذلك واوجب علينا ان نؤمن به فصار الاصل هو ماذا الايمان بالله ورجع الايمان بالملائكة الى الايمان بالله وقل مثل ذلك في بقية الاركان اذا المعنى الثاني من معاني الايمان بالله الايمان بالوهية الله جل وعلا قال المؤلف رحمه الله ونؤمن بالوهية الله تعالى اي بانه الاله الحق وكل معبود سواه وكل معبود سواه باطل دليل هذا في كتاب الله عز وجل ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل الالوهية هي العبودية فالله عز وجل له الالوهية يعني له العبودية هو الذي يستحق ان يعبد وهو الذي يجب ان يعبد الالوهية حق لله سبحانه وتعالى. لا يجوز ان يشاركه في ذلك غيره. وهذا هو زبدة رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما هي زبدة رسالات الانبياء جميعا عليهم الصلاة والسلام الله عز وجل هو الاله اله فعال بمعنى مفعول كفراش كغراس كبساط ككتاب فالله عز وجل اله هذا على زينة اسم مفعول بمعنى انه المعبود سبحانه وتعالى المعبود الحق ليس الا الرب العظيم الخالق الرحيم الرحمن سبحانه وتعالى اذا كل معبود كل معبود سواه فانه باطل كل من عبد غير الله عز وجل فانه يكون قد اتخذ معبوده الها مع الله عز وجل الاصل في هذه الكلمة لو ان الناس استقامت على جادة الحق والتوحيد الاصل ان لا يكون لهذه الكلمة جمع الاصل الا يكون في اللغة جمع لكلمة اله لكن لما انحرف كثير من الناس عن الفطرة واشتالتهم الشياطين اصبح لهذه الكلمة جمع فصرنا نقول الهة ولذلك المشركون يقولون اجعل الالهة الها واحدا والاصل ان لا يكون الا اله واحد الله عز وجل هو الاله يعني هو الذي يستحق ان يكون الاله اما ما عدا مما يعبد سواه سبحانه وتعالى. فهل يصح ان نسميه الها الجواب نعم هو ماذا اله لكنه اله باطل والله عز وجل هو الاله الحق اذا كل من عبد غير الله عز وجل كل من صرف الالوهية لغير الله فاننا نقول انه اتخذ مع الله الها وهل يشترط ان يسميه الها او مجرد كونه يتوجه اليه بالالوهية فهو اله سماه بذلك او لم يسمه ولذا تجد ان الله عز وجل يقول في كتابه افرأيت من اتخذ الهه هواه لكنك لا تجد انسانا يقول الهوى هو الهي لكن الواقع يدل على انه ماذا اتخذ هواه الها اذا تبين بهذا ان كلمة اله تنطبق على كل معبود سواء كان بحق او او بباطل ولذلك يخطئ من يفسر كلمة الاله في اللغة بانه المعبود الحق هذا ليس صوابا الاله هو ماذا المعبود ثم بعد ذلك ينظر هل هو المعبود الحق؟ وذلك ليس الا الله سبحانه وتعالى او هو معبود بباطل وذلك كل ما عبد سوى الله سبحانه وتعالى الالوهية كما قلنا هي العبادة والعبادة كمال الذل مع كمال الحب قال ابن القيم رحمه الله وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان اذا هذه هي العبادة كمال الذل مع كمال الحب وذلك شيء لا يستحقه الا الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بأسمائه وصفاته اي بان له الاسماء الحسنى والصفات الكامنة العليا هذا هو الامر الثالث مما يرجع اليه الايمان بالله الايمان بالله يعني الايمان بربوبيته والايمان بالوهيته والايمان باسمائه وصفاته الله عز وجل قد ثبتت له اسماء حسنى وصفات العلا يجب على كل من بلغه شيء من ذلك ان يعتقده وان يصدق به قال رحمه الله ونؤمن باسمائه وصفاته اي بان له الاسماء الحسنى قال سبحانه ولله الاسماء الحسنى والحسنى الكاملة في الحسن كمال الحسن في اسماء الله عز وجل. ولذا لا يمكن بحال ان يقع في هذه الاسماء او في معانيها شيء من النقص او العيب او الخلل اطلاقا اسماء الله عز وجل مبرأة من كل ذلك. كمال الحسن بهذه الاسماء الجليلة العظيمة كذلك الله سبحانه وتعالى له صفات وهي نعوت الجلال والكمال والجمال لله عز وجل قال سبحانه سبحان ربك رب العزة عما يصفون مفهوم المخالفة ان الله سبحانه وتعالى لا يتنزه عما يصفه به المؤمنون اما الملحدون في اسماء الله وصفاته الله عز وجل نزه نفسه عن ذلك مفهوم المخالفة انه لا يتنزه عما يصفه به المؤمنون. ولذا قال عقب ذلك وسلام على المرسلين وسلام على المرسلين. لسلامة ما قالوه وصحة ما اعتقدوه فاذا الله عز وجل له صفات عظيمة ولذلك ثبت في الصحيحين قصة ذاك الصحابي الجليل الذي كان في سفر مع اصحابه فكان يقرأ في كل ركعة سورة الاخلاص فلما سألوه بامر النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب ذلك قال لانها صفة الرحمن فانا احبها ومعنى كونها صفة الرحمن يعني جاء في هذه السورة ذكر صفة الرحمن ولا شك ان هذه السورة قد اخلصت لبيان صفات الله سبحانه وتعالى. اذا الله عز وجل له الاسماء والصفات يجب اعتقاد ذلك وانه متفرد في اسمائه وصفاته تبارك وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بوحدانيته في ذلك اي بانه لا شريك له في ربوبيته ولا في الوهيته ولا في اسمائه وصفاته قال الله تعالى رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا هنا ينبه المؤلف رحمه الله الى اه امر هو واظح ان شاء الله لكنه يزيده بيانا وهو ان الايمان بالله سبحانه وتعالى يجمع امرين يجمع اثباتا ونفيا لا يكون التوحيد توحيدا الا بمجموع هذين التوحيد مجموع التجريد والتفريط بمعنى يجب ان يعتقد الانسان بثبوت العبادة لله وبثبوت الربوبية لله وبثبوت الاسماء والصفات لله هذا قدر لا بد منه في الايمان لكنه لا يكفي بل يجب ان يضم الانسان الى هذا اعتقادا تفرد الله سبحانه وتعالى بذلك ونفي الشريك له في ذلك اذا التوحيد هو اعتقاد ان الله سبحانه وتعالى الرب الذي لا ند له والاله الذي لا شريك له و الذي له الاسماء والصفات فلا شبيه له هذا هو التوحيد يجب ان يجمع الانسان في ذلك بين اثبات ونفي اثبات هذه المعاني لله عز وجل ونفي ان يشارك الله فيها احد اطلاقا هذا هو التوحيد لله سبحانه وتعالى وهذا الذي نقول انه النفي والاثبات فلو اثبت انسان لله عز وجل العبادة ووقف عند هذا الحد هل حقق الايمان بالله لو قال الله هو المعبود والله عز وجل يستحق العبادة وسكت هل هذا القدر كاف او لابد ان يضم اليه ان كل ما يعبد سواه فباطل الاثبات وحده لا يمنع المشاركة ولذا لا بد حتى يكون التوحيد توحيدا من ضم ان نفي اليه لابد حتى يكون التوحيد توحيدا من ضمي النفي اليه والا فيمكن لهذا ان يقول عقيب هذا وذاك الصنم او ذاك الحرج الحجر او ذاك الملك او ذاك النبي ايظا يستحق العبادة وذاك ايضا معبود كما ان الله سبحانه وتعالى معبود فهل هذا حقق التوحيد الجواب لا اذا لابد من اثبات هذه المعاني الربوبية والالوهية والاسماء والصفات لله عز وجل لكن هذا ليس كافيا حتى يضم اليه نفي الشريك لله عز وجل فيها وبالتالي يتبين لنا ان الايمان بالله يشتمل على هذه الامور الثلاثة وهي التي نسميها انواع التوحيد الثلاثة التوحيد فيه الربوبية والتوحيد في الاسماء والصفات والتوحيد في الالوهية وهنا يشغب بعض الناس في مسألة تقسيم التوحيد ويقول هذا شيء لم يرد فيه اية ولا حديث فمن اين لكم ان التوحيد ينقسم الى هذه الاقسام الثلاثة والجواب عن ذلك ان يقال الدليل على هذا الاستقراء التام لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذه الادلة جاءت على هناك ادلة جمعت بين هذه الانواع الثلاثة في سياق واحد من ذلك قوله تعالى رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمية هذه الاية جمعت الانواع الثلاثة وهناك ضرب اخر وهو ان دلت ادلة بل على كل نوع باستقلال فبالجمع بينها وتأليف والتأليف بينها سوف نخلص الى ان التوحيد يرجع الى هذه المعاني الثلاثة ثم يقال ثانيا هل التقسيم فيه اضافة شيء جديد او هو ابراز شيء موجود اذا لا محل لانكار تقسيم التوحيد من حيث كونه شيئا لم يرد به دليل لاننا نقول من قسم في اي تقسيم في اي فن في اي علم فانه لا يحدث شيئا جديدا انما يبرز شيئا موجودا وبالتالي فلا مساغ للانكار عليه ناقش ان شئت في صحة هذا التقسيم وكونه جامعا ولا يند عنه شيء او انه ادخل فيه ما ليس منه يعني كونه جامعا مانعا. اما ان تناقش في التقسيم لكونه تقسيما هذا شيء لا يستقيم على جادة العلم ثم يقال ثالثا هل يلتزم هذا المنكر هذا المسلك في كل التقاسيم يعني ما جاء عند جميع الفقهاء المتأخرين من تقسيم مباحث الفقه الى شروط وواجبات واركان ونواقض يقولون نواقض الوضوء وواجبات الصلاة واركانها وشروطها. هل هذا شيء جاء التنصيص عليه في دليل هل وجدنا في الكتاب او السنة اية او حديثا يقول ان شروط الصلاة كذا وكذا الجواب لا نجد شيئا من ذلك اذا الانكار ينسحب الى جميع العلماء الذين قسموا تقسيمات تعلقت بالحديث او الفقه او بالنحو او في الصرف او بغيرها من العلوم. اذا لا اطلاقا الى الانكار على من اه قال بما قالت به الادلة من ان التوحيد ينقسم الى هذه الاقسام الثلاثة لعل هذا القدر به الكفاية ونكمل ان شاء الله تعالى في درس اه غد بعون الله سبحانه اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان