على بعض يعني قهر بعضهم بعضا فالله عز وجل له علو القدر وله علو القهر وله علو الذات هو سبحانه وتعالى عال على كل شيء وفوق كل شيء وكل شيء فهو قال جل وعلا لهما في السماوات وما في الارض كل شيء في السماوات وفي الارض كل ما هو موجود كل ما في الكون فانه ملك لله سبحانه وتعالى الله عز وجل ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فنستكمل بعون الله عز وجل مدارسة هذا الكتاب وهو عقيدة اهل السنة والجماعة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. امين. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة ونؤمن بوحدانيته في ذلك اي بانه لا شريك له في ربوبيته ولا في الوهيته ولا في اسمائه وصفاته قال الله تعالى رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته. هل تعلم له سم يا؟ نعم هذا سبق شرحه ونؤمن بانه الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده وحفظهما وهو العلي العظيم بعد ان بين المؤلف رحمه الله جملة الواجب من الايمان بالله سبحانه وتعالى وهو الايمان لربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته جاء المؤلف رحمه الله الان بالتفصيل لهذه الجملة فان كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيهما الادلة الكثيرة التي تبين تفاصيل ربوبية الله والوهيته واسمائه وصفاته والواجب على العبد ان يؤمن هذه الاصول اجمالا وان يؤمن بتفصيل ما جاء تفصيله ان ثبت عنده وبلغه علمه فالواجب عليه ان يؤمن به على وجه التفصيل ومن ذلك ما جاء في هذه الاية العظيمة التي هي اية الكرسي التي هي اعظم اية في كتاب الله كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي التي اخبر عنها ان من قرأها في ليلة لم يزل لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح هذه اية عظيمة ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ان من قرأها دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين دخول الجنة الا الموت فضائل هذه السورة كثيرة فضائل هذه الاية كثيرة وسميت باية الكرسي لانه قد جاء فيها ذكر الكرسي وسيأتي الكلام عن تفسيره ان شاء الله ولم يرد ذكره في القرآن قط الا في هذا الموضع يقول الله عز وجل الله لا اله الا هو الله الاسم الجليل العظيم الذي هو الاصل في اسماء الله عز وجل وكل الاسماء تضاف اليه وتعرف به فالله هو الغفور والله هو الرحيم. والله هو الشكور. والله هو العزيز ولا يقال العزيز هو الله او الغفور هو الله هذا الاسم اسم مشتق على الصحيح من كلام اهل العلم و مشتق من الالوهية والاصل فيه الاله ثم حذفت اللام و اه ثم ثم حذفت الهمزة وادغمت اللامان حذفت الهمزة وادغمت اللامان فصار الاسم الله يعني المألوه يعني المعبود وهذا الاسم اجمع الاسماء لنعوت الجلال والجمال والكمال له تبارك وتعالى وهذا الاسم من اكثر الكلمات ورودا في كتاب الله عز وجل بل لعله اكثر الكلمات ورودا في كتاب الله عز وجل شأن هذا الاسم شأن عظيم قال جل وعلا الله لا اله الا هو بين سبحانه وتعالى انه هو الاله الحق الذي يستحق العبادة على عباده اجمعين ولا يجوز ان يتوجه احد بالعبادة لما سواه الله لا اله الا هو هذه الكلمة العظيمة التي هي لا اله الا الله هي مفتاح الاسلام وهي مفتاح دار السلام وهي اول ما يدخل به الانسان في الاسلام واخر ما ينبغي ان يحرص على ان يخرج به من هذه الحياة وهي التي كفلت السعادة بحذافيرها لمن عاش عليها ساعيا في تحقيقها ومات ثابتا عليها لا اله الا الله معناها لا معبود حق الا الله واحذر يرعاك الله من خطأ من يفسرها فيقول لا معبود موجود الا الله هذا الكلام غير صحيح فان المعبودات سوى الله عز وجل كثيرة فقول الانسان لا معبود موجود الا الله يلزم منه احد لازمين قاطعين الاول انكار ما هو واقع لا شك فيه ولذا قال المشركون لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم قولوا لا اله الا الله تفلحوا قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب اذا الالهة غير الله عز وجل موجودة لكنها جميعا الهة باطلة والاله الحق انما هو الله سبحانه وتعالى. ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل هذا هو تفسير لا اله الا الله الحق الذي يجب على كل مسلم ومسلمة ان يتعلم لا معبود حق الا الله اذا هذه الجملة مكونة مكونة من جزئين ويسميان الركنين عند اهل العلم النفي والاثبات اعتقاد بطلان عبادة كل معدود سوى الله عز وجل و اثبات العبادة لله وحده لا شريك له قال رحمه الله الله لا اله الا هو الحي القيوم هذان اسمان عظيمان حتى قيل انهما الاسم الاعظم لله عز وجل الحي يعني ذو الحياة التامة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء الله عز وجل حي هذه الحياة والحي اسم لله عز وجل والحياة صفة له سبحانه واعلم يا رعاك الله ان هذا الاسم و اشبهه من اسماء الله عز وجل يجمع كل واحد منها بين امرين بين كونه اسما يعني علما على الذات العلية لله سبحانه وتعالى والامر الثاني انها تشتمل على صفة لله عز وجل فنستفيد من كل اسم فائدتان نستفيد من كل اسم فائدتين اولا تسمية الله عز وجل بهذا الاسم فهو علم على الله عز وجل اسم يعين المسمى مطلقا علمه تجعفر وخرنقة فهذه اسماء تدل على الله عز وجل الامر الثاني انها افصحت عن صفة هذه الاسماء كل اسم منها افصح عن صفة لله عز وجل فاذا قرأت اسم الله العزيز فانه دال على صفة العزة لله عز وجل. الرحيم دال على صفة الرحمة. الحي دال على صفة الحياة. وهلم جر واحذر يا رعاك الله من القول الخاطئ الضال الذي يقول ان اسماء الله عز وجل اسماء جامدة لا تدل على معاني ولا تشتمل على صفات لا شك ان هذا قول في غاية البطلان قال جل وعلا الله لا اله الا هو الحي القيوم القيوم اسم لله عز وجل ويدل على معنيين كلاهما حق وكلاهما ثابت لله عز وجل الاول انه القائم بنفسه والثاني انه القائم على غيره و اما كونه قائما بنفسه فان الله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال سبحانه وتعالى فهو الاول وهو الاخر وهو الغني عن كل ما سواه وهو الذي يفتقر اليه كل ما عداه الله عز وجل لا يفتقر الى شيء من الاشياء اطلاقا بل هو الغني عن كل شيء والامر الثاني انه قائم على كل شيء افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره فكل شيء ان لم يكن بالله عز وجل لم يكن الله عز وجل به وجد كل شيء وبه قام كل شيء وبه استتم كل شيء فليس لشيء من الاشياء من ذاته حول ولا قول ولا قوة ولا اي شيء من الاشياء الا ان يكون الله سبحانه وتعالى هو الذي يمد وهو الذي يمن وهو الذي ينعم سبحانه وتعالى قال جل وعلا لا تأخذه سنة ولا نوم السنة هي النعاس والنوم هو النوم المعروف والله عز وجل منزه عن ان تأخذه سنة او ان يأخذه نوم وذلك لكمال حياته ولكمال قيوميته سبحانه وتعالى لما كان الحي اكمل حياة ولما كان القيوم الحق سبحانه وتعالى فانه قد تنزه وسلم سبحانه وتعالى من السنة والنوم السنة و اشد منها النوم لا تكون الا من ضعف لا تكونوا الا من نقص في الحياة ولذلك اهل الجنة لا ينامون وذلك لكمال حياتهم وذلك لكمال حياتهم فالله عز وجل لكمال حياته وكمال قيوميته وكمال قوته فانه سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم مالكه والمتصرف فيه بما يشاء سبحانه وتعالى لا يخرج شيء عن سلطانه ولا يمكن ان يغالبه احد جل في علاه قال سبحانه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه هذه الجملة فيها بيان شرط من شرطي الشفاعة التي تكون يوم القيامة الاول من هذين الشرطين رضا الله سبحانه وتعالى عن المشفوع له لا يمكن ان تكون شفاعة لمن لم يرضى الله عنه ولا يشفعون الا لمن ارتضى الشرط الثاني ان تكون الشفاعة باذنه سبحانه وتعالى لا يمكن البتة ان يتقدم شافع بين يدي الله عز وجل بالشفاعة الا والله عز وجل قد اذن له بذلك من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه تأمل رعاك الله الى هذا الاستفهام الانكاري الذي هو مشهوب بالتحدي من يجرؤ ان يشفع عند الله عز وجل والله سبحانه وتعالى لم يأذن بذلك وهذا دليل على عظمة الله وكماله وعزته بكماله تبارك وتعالى وسلطانه وقوته فانه لا يجرؤ احد على ان يشفع عنده سبحانه الا اذا اذن الله له بل الا اذا امره الله عز وجل ان يشفع ولذا يقال ولذا يقول سبحانه وتعالى يوم القيامة لاعظم الشفعاء وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع اشفع يأمره الله عز وجل بالشفاعة ويستجيب نبينا صلى الله عليه وسلم لامر ربه اذا هذه هي الشفاعة التي تكون يوم القيامة هي من الله والى الله الامر فيها كله لله بخلاف الشفاعة التي تكون في الدنيا ويتعارفها الناس فيما بينهم حيث يشفع الانسان عند غيره ولو لم يكن هذا المريد ولو لم يكن هذا الغير مريدا لذلك يتقدم بين يديه اذا كان حبيبا عنده او اذا كان وجيها عنده تقدم بين يديه بالشفاعة ولا ينتظر منه اذنا ولا اشارة ولا امرا ولا شيئا من ذلك وذلك لان الشفاعة في الدنيا شفاعة لند عند ند فكلاهما شريك فيها والله عز وجل وتر لا احد يشفعه ولا احد يشاركه سبحانه وتعالى اذا يا رعاك الله ينبغي ان يعلم ان حقيقة الشفاعة التي تكون في الاخرة هي الى الله سبحانه وتعالى ابتداء وانتهاء تحقق في الايمان لقوله سبحانه وتعالى قل لله الشفاعة جميعه من وقر هذا المعنى في قلبه فانه لن يتعلق قلبه بشيء او بشريك او بشفيع البتة بل سيتعلق قلبه بالله عز وجل فالشفعاء يوم القيامة من الانبياء والملائكة ومن المؤمنين هؤلاء الامر في الشفاعة ليس اليهم انما هو الى الله عز وجل اذا طلبها ينبغي ان يكون لمن هي بيده ولمن يأذن فيها وهو الله سبحانه وتعالى اذا خطأ واي خطأ ذاك الذي يقع من الذين يسألون غير الله عز وجل من من الاموات والاولياء اشفعوا لنا عند الله هذا سؤال لا يحل هذا اشراك مع الله سبحانه وتعالى فيما يختص به هذا الولي او هذا النبي لا يملك الشفاعة انت تسأله شيئا لا يملكه انما سل الشفاعة من يملكها وهو الله سبحانه وتعالى وهذا الشافع انما يشفع حينما يأذن الله عز وجل له ولذا تأمل في شيء نبينا صلى الله عليه وسلم حينما يخر ساجدا تحت العرش ويحمد الله عز وجل بتلك المحامد العظيمة فيأمره الله عز وجل ان يرفع رأسه وان يشفع فيحد له حدا يخرجهم من النار ثم لما اراد النبي صلى الله عليه وسلم او لما يريد النبي صلى الله عليه وسلم ان يشفع في اخرين ماذا يفعل لو كانت الشفاعة ملكا له عليه الصلاة والسلام لتقدم بها بين يدي الله عز وجل لكن لما كانت ملكا لله يعود فيخر ساجدا مرة اخرى ويحمد الله عز وجل بمحامده يفتحها عليه حتى يقول الله عز وجل له ارفع رأسك وسل طعته واشفع تشفع يتكرر هذا منه عليه الصلاة والسلام كل مرة للدلالة على ان الشفاعة لله وحده لا شريك له اذا هو الذي يجب ان تتعلق القلوب به من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه قال سبحانه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ما بين ايديهم ما بين ايدي العباد يعني ما هو كائن في المستقبل وما خلفهم يعني ما كان في الماضي وهذا دليل على احاطة علم الله عز وجل بكل شيء فالله بكل شيء عليم علم ما كان وما هو كائن وما سيكون بل ما لم يكن لو كان كيف يكون من الممكنات والممتنعات حتى الممتنعات التي ما كانت ولن تكون ولا يمكن ان تكون على فرض وقوعها يعلم الله كيف تكون لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا وهذا امحل المحالات والله عز وجل علم كيف سيكون الحال الا فرض وقوعه كيف سيكون الحال؟ قال لفسدتا اذا صدق الله ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما والله بكل شيء عليم قال سبحانه ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء هذه الاية هل المراد فيها بقوله ولا يحيطون بشيء من علمه يعني ولا يحيطون بشيء من علمه يعني بشيء يتعلق به سبحانه وتعالى فلا يعلم العباد عنه شيئا الا اذا شاء سبحانه وتعالى ان يعلموه فهو الذي يعلمهم وهذا المعنى لا شك انه حق والله عز وجل لا يحاط به علما انما يعلم العباد عنه سبحانه وتعالى من الاسماء والصفات ما شاء ان يعلموه وثمة اشياء كثيرة لا يعلمها العباد لله عز وجل اسماء وصفات اختص هو سبحانه وتعالى بعلمها ولذلك الله عز وجل لا يحاط به علما وانما يعلم العباد عنه ما شاء هو سبحانه وتعالى ان يعلمهم اياه وقد يكون المراد ولا يحيطون بشيء من علمه يعني ولا يحيطون بشيء من معلومه الا بما شاء وذلك ان الله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء فالعلم كله ثابت لله سبحانه وتعالى فالعباد لا يعلمون شيئا الا اذا شاء الله سبحانه وتعالى ان يعلمهم ولذلك تقول الملائكة عليها الصلاة والسلام سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا قال رحمه قال سبحانه وتعالى وسع كرسيه السماوات والارض وسع يعني احاط كرسي الله عز وجل كرسي عظيم حتى انه اكبر من السماوات والارض بل هو محيط بهما وسع كرسيه السماوات والارض والكرسي هو موضع قدمي الله سبحانه وتعالى فسره بهذا حبر الامة ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وفسره بهذا ابو موسى الاشعري الصحابي الجليل وفسره بهذا ابن مسعود الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنهم اذا هؤلاء ثلاثة من الصحابة رضي الله عنهم فسروا الكرسي بانه موضع قدمي الله عز وجل اذا هذا هو الذي يجب اعتقاده وليس يخفاكم يا رعاكم الله ان قول الصحابي فضلا عن الصحابة اذا تعلق بامر غيبي فان له حكما الرفع الى فان له حكما الرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم فان مثل هذا لا يقال عن طريق الاجتهاد و اخطأ في تفسير الكرسي اخطأ في تفسير الكرسي اثنان الاول من فسره بالعرش وهذا لا شك انه تفسير خاطئ فالكرسي شيء والعرش شيء والعرش شيء اخر والعرش اكبر من الكرسي وهو الذي اختصه الله سبحانه وتعالى باستوائه عليه. قال جل وعلا الرحمن على العرش استوى الثاني من فسر الكرسي بالعلم وهذا تفسير خاطئ ايضا الكرسي لا يمكن ان يفسر بالعلم الكرسي شيء والعلم شيء اخر المقصود ان الذي يجب ان يعتقد بالكرسي هو ما ثبت عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في تفسيره وهو انه موضع قدمي الله عز وجل والسؤال كيف هو هذا الكرسي ما حجمه؟ ما شكله ما لونه هل يجوز لنا ان نسأل هذا السؤال الجواب لا والله لا يجوز لنا من سأل هذا السؤال يقول له هذا السؤال سؤال خاطئ والسبب ان الانسان انما يجوز له ان يتحدث عن الشيء الذي يعلمه اما ما كان غيبا بحقه فانه جاهل به فكيف يتكلم الانسان في شيء غيبي بجهل اذا الله عز وجل اعلمنا ان له كرسيا لكنه ما اعلمنا بكنهه وكيفيته وحقيقته اذا الواجب علينا ان نقول بما دلت عليه الادلة ونسكت عما سكتت عنه الادلة العرش والكرسي و ما يتعلق بي يوم القيامة كالصراط والميزان واعظم من ذلك ما يتعلق بكيفية صفات الله عز وجل. كل ذلك غيب لا يجوز لنا ان نتكلم في كيفيته ولذلك مر معنا قاعدة مهمة ينبغي علينا ان نحفظها وهي كلمتان ممنوعتان في بابين كلمتان ممنوعتان في بابين كيف بمسائل الغيب ولما في مسائل القدر اتمنى سأل هذا السؤال بكيف بمسائل الغيب او لم في مسائل القدر فانه يكون قد اخطأ خطأ فادحا وربما قاده ذلك الى خلل عظيم في الاعتقاد بل ربما الى انحراف نعوذ بالله من الاهواء قال رحمه الله ولا يؤده حفظهما يعني الله عز وجل هو الحفيظ لكل شيء هو الذي يحفظ السماوات والارض وما فيهما وما فيهما وذلك شيء لا يثقل الله عز وجل ولا يكرهه سبحانه وتعالى بل كل ذلك هين عليه سبحانه وتعالى وذلك لكمال قوته وقيوميته جل وعلا ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم ختمت هذه الاية بهذين الاسمين العظيمين العلي والعظيم اما العلي فاننا قلنا انه يدل على شيئين ما هما الاسم فنسمي الله بالعلي نقول يا علي ونعبد مثلا لله عز وجل اه نعبد بهذا الاسم لله عز وجل فنقول عبد العلي ونستفيد فائدة ثانية وهي ثبوت نستفيد ثبوت صفة العلو لله عز وجل واعلم يا رعاك الله ان العلو الثابت لله عز وجل ثلاثة انواع علو القدر فقدر الله عز وجل اعلى من كل قدر وعلو القهر فالله عز وجل قهر كل شيء وعلى تأتي في اللغة بمعنى قهرة ومن ذلك قوله تعالى ولعلى بعضهم تحته ودونه سبحانه وتعالى ربنا جل في علاه له العلو المطلق سبحانه وتعالى و يدل على ذلك ليس عشرة ادلة ولا يدل على ذلك عشرون دليلا ولا مئة ولا مئتان بل اكثر من ذلك بكثير يا قومنا والله ان لقولنا الفا يدل عليه بل الفان عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بانه سبحانه فوق السماء نباين الاكوان اذا الله عز وجل فوق كل شيء هو عال على كل شيء قال سبحانه امنتم من في السماء يعني في العلو او هو فوق السماء المبنية يخافون ربهم من فوقهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله قالت في السماء واقرها النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بل وصفها بالايمان اما العظيم فانه دال على اسمه العظيم فهو يتسمى بهذا الاسم ودال ايضا على صفة العظمة له جل وعلا قال ابن القيم رحمه الله وهو العظيم بكل معنى يقتضي التعظيم لا يحصيه من انسان اقصى ما يكون من العظمة فهو ثابت لله سبحانه وتعالى. والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بانه هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا اله الا هو فوق الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. هو الله الخالق البارئ المصور وله الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم ثم اورد المؤلف رحمه الله في بيان تفاصيل ما يرجع الى ربوبية الله والوهيته واسمائه وصفاته ذكر هاتين الايتين العظيمتين من اخر سورة الحشر وفيهما جملة من اسماء الله المشتملة على صفات عظيمة ونعوت جليلة للبارئ سبحانه وتعالى قال سبحانه والله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة الله سبحانه وتعالى مختص بعلم الغيب والشهادة والغيب المراد ها هنا هو الغيب المطلق فالله عز وجل مختص بذلك قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله هذا شيء اختص الله عز وجل به ولا يمكن لاحد ان يشارك الله عز وجل في هذا العلم حتى ولو كان جليلا ذا قدر بل حتى لو كان سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام فانه قد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها انها قالت من حدثكم ان محمدا صلى الله عليه وسلم يعلم ما في غد فقد اعظم على الله الفريان ثم تلت قوله تعالى قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله فالغيب لله و لا يمكن ان يعلم الانسان شيئا من الغيب الا اذا اعلمه الله عز وجل بذلك اذا اوحى الله لنبي من انبيائه بانه سيكون كذا وكذا من امور الغيب فان هذا يكون كما اوحى الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بكثير من امور الغيبيات اه التي تكون في الدنيا في اخر الزمان او ما يكون في الاخرة فهذا علمناه لان الله اعلمنا به ولو ان الله ما اعلمنا به فلا سبيل لنا الى العلم به واما الشهادة فالمراد انه عالم بالمشاهد اذا ما غاب اعنا او كان مشاهدا لنا فان الله سبحانه وتعالى عليم به قال هو الرحمن الرحيم هذان الاسمان العظيمان يدلان على ثبوت صفة الرحمة لله عز وجل فالرحمن ذو الرحمة والرحيم ذو الرحمة وللناس في هذا الموضع بحث طويل بالتفريق بين هذين الاسمين ما الفرق بين الرحمن والرحيم لا شك ان العلماء متفقون على ان كليهما يدلان على ثبوت صفة الرحمة لله عز وجل لكنهما لكنهما ليسا مترادفين يعني الترادف التام او المطلق بين هاتين الكلمتين غير غير موجود بل لا يوجد ترادف في اسماء الله عز وجل احفظ هذا يرعاك الله ان يكون هناك ترادف تام بين اسمين او اكثر من اسماء الله عز وجل هذا غير وارد لابد ان يكون في كل اسم ما يختص به قد يكون هناك قدر مشترك في المعنى بين اسم واسم كما هنا كلاهما يدلان على ماذا ثبوت صفة الرحمة لله عز وجل. لكن لا بد ان يكون كل اسم مختصا بقدر مميز فارق قيل ان الرحمن يدل على ثبوت رحمة الله عز وجل بكل المخلوقات واما الرحيم فانه يدل على ثبوت صفة الرحمة بالمؤمنين. يعني يدل على الرحمة التي اختص الله عز وجل بها عباده المؤمنين واستدلوا على هذا بقوله تعالى بالمؤمن واستدلوا على هذا اه وكان بالمؤمنين رحيما لكن هذا فيه نظر من جهة ان اسم الله الرحيم قد تعلق اه ما دل عليه من الرحمة بالناس جميعا ان الله بالناس لرؤوف رحيم والذي حققه ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد ان اسم الله الرحمن اذا جمع الى الرحيم بمعنى ذكرا معا في سياق واحد فالرحمن لوحظ فيه صفة الرحمة القائمة بذات الله عز وجل واما الرحيم فلوحظ فيه الرحمة الواصلة الى العباد يعني كأن ابن القيم رحمه الله يقول ان اسم الله عز وجل الرحمن لوحظ فيه الصفة الذاتية والرحيم لوحظ فيه الصفة الفعلية والله يرحم من يشاء اذا شاء مع ان الرحمة التي هي قائمة بذات الله عز وجل لابد ان يكون لها اثر في العباد لكن المقصود انه في اسم الرحمن الدلالة اغلب على الصفة الذاتية وفي اسم الرحيم الدلالة اغلب على الصفة الفعلية ومهما يكن من شيء المقصود ان هذين الاسمين يدلان على ثبوت صفة الرحمة لله عز وجل ولا شك ان لله رحمة عظيمة اعظم مما يتصورها الانسان اعظم مما يتصور الانسان ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما كل شيء فانه قد ناله من رحمة الله عز وجل نصيب سبحانه وتعالى قال جل وعلا هو الله الذي لا اله الا هو الملك يعني ذو السلطان التام سبحانه وتعالى الذي له الملك من جميع الوجوه بل هو مالك الملك الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء القدوس القدوس من القدس وان شئت ضم الدال ايضا القدس القدس والقدس وهذه الكلمة يدور معناها على الطهارة والنزاهة اذا القدوس يعني الذي تنزه عن كل عيب سبحانه وتعالى القدوس الذي تنزه عن كل عيب سبحانه وتعالى لان هذه المادة كما علمنا تدل على هذا المعنى ولذلك العرب تسمي السطل الذي يتطهر فيه قدسا او قدسا ولذلك نقول مثلا بيت المقدس يعني المكان الذي يتطهر الانسان من ذنوبه فيه نسأل الله ان يرده الى حوزة المسلمين كذلك روح القدس وهو جبريل عليه الصلاة والسلام القدس يعني الطاهر او الروح الطاهرة وهو كذلك عليه الصلاة والسلام اذا هذا هو معنى القدوس ثم قال السلام السلام يعني الذي سلم من كل نقص سبحانه وتعالى السلام الذي سلم من كل نقص سبحانه وتعالى وقيل انه الذي سلم خلقه من ظلمه فان الله لا يظلم الناس شيئا وكلا المعنيين حق فالله عز وجل هو السلام الذي سلم من كل نقص وكذلك هو السلام الذي سلم عباده من ظلمه وذلك لكمال عدله تبارك وتعالى لعلكم تذكرون في دروس ماظية ما تكلمنا عنه من دلالة بعض اسماء الله عز وجل على النفي المجمل وقلنا ان من اسماء الله ما يدل معناها على النفي المجمل من ذلك القدوس ومن ذلك السلام ومن ذلك السبوح ومن ذلك المتكبر فهذه الاسماء يدل معناها على النفي المجمل وقلنا ان النفي المجمل يستلزم الكمال المطلق النفي المجمل في آآ الادلة يستلزم ماذا الكمال المطلق وذكرنا ان عندنا ثلاثة انواع من الادلة على النفي المجمل. ما هي اولا هذه الاسماء وثانيا ادلة التسبيح وهي كثيرة في الكتاب والسنة كلها تدل على ماذا على النفي المجمل المستلزم للكمال المطلق وعندنا ايضا ها ادلة التنزيه العامة مثل ليس كمثله شيء هل تعلم له سمية ولم يكن له كفوا احد فلا تضربوا لله الامثال فلا تجعلوا لله اندادا اذا هذا كله يدل على النفي المجمل فالله عز وجل ينفى عنه كل ما لا يليق بكماله ثم قال سبحانه وتعالى المؤمن المؤمن قيل ان هذا الاسم لله عز وجل يدل على انه المؤمن عباده المؤمنين من عذابه فمؤمن بمعنى مؤمن مؤمن بمعنى مؤمن الذي يأمن المؤمنون من عذابه سبحانه وتعالى او ان يأخذهم بغير ما فعلوا ويمكن ان يدل هذا الاسم على معنى اخر ذكره بعض اهل العلم وهو انه المؤمن بمعنى الذي يصدق انبياءه بما يعطيهم من الدلائل والايات والبراهين والمعجزات و كلا المعنيين حق وكلاهما ثابت لله سبحانه وتعالى فالله عز وجل المؤمن بمعنى المؤمن وكذلك الله عز وجل المؤمن الذي يصدق رسله وانبيائه وعباده الصالحين ثم قال سبحانه وتعالى المهيمن المهيمن قيل انه الرقيب الله عز وجل رقيب على كل شيء لا يغيب عنه شيء سبحانه وتعالى الشهيد على كل شيء وقيل ان المهيمن الذي له الهيمنة يعني الذي له السيطرة والذي له نفوذ السلطان سبحانه وتعالى في كل هذا الملكوت وكلا المعنيين حق لا شك فيه ثم قال سبحانه وتعالى العزيز العزيز من اسماء الله عز وجل التي كثر ورودها في النصوص واسماء الله عز وجل تتفاوت من حيث ورودها قلة وكثرة فاسم الله الجليل العظيم الله ورد ماذا كثيرا جدا حتى قيل انه ورد في نحو من الفين وسبعمائة موضع في كتاب الله عز وجل ولا يوجد اسم من اسماء الله عز وجل بل لا توجد كلمة في القرآن جاءت بكثرة هذه الكلمة وهناك اسماء اقل من ذلك يعني مثلا السلام ما جاء الا في هذا الموضع العزيز من الاسماء التي كثرت في كتاب الله عز وجل واسم الله العزيز دال على صفة العزة له تبارك وتعالى واعلم يا رعاك الله ان العزة لله عز وجل ترجع الى ثلاثة انواع كلها ثابتة لله سبحانه وتعالى اولا الله عز وجل له عزة الامتناع بمعنى ان الله عز وجل لا يمكن ان ينال بسوء ولا يمكن ان يصل اليه شر الله منزه عن ذلك عز عن ذلك تبارك وتعالى والمعنى الثاني انه العزيز بعزة هي عزة القهر والله عز وجل هو الذي يقهر كل شيء ويغلب كل شيء ولا يغالبه شيء والمعنى الثالث انه العزيز بعزة القوة فعزيز بمعنى قوي ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله وهو العزيز فلن يرام جنابه انى يرام جناب ذي السلطان وهو العزيز القاهر الغلاب لم يغلبه شيء هذه صفتان وهو العزيز بقوة هي وصفه فالعز فالعز حينئذ ثلاث معاني وهي التي كملت له سبحانه من كل وجه عادم نقصانه ثم قال سبحانه الجبار كذلك الجبار الذي هو اسم لله عز وجل يدل على ثلاثة معان اولا الجبار بمعنى ذو الجبروت الله عز وجل ذو الجبروت القاهر الذي يقهر ولا يقهر سبحانه وتعالى ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح كان يسبح الله في ركوعه وسجوده بقيامه بقوله سبحانه ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة. والمعنى الثاني ان الله سبحانه وتعالى الجبار الذي يجبر قلوب المنكسرين فهو قريب من معنى الرحيم والمعنى الثالث انه الجبار بمعنى العلي سبحانه وتعالى كما قال ابن القيم رحمه الله من قولهم جبارة للنخلة العليا التي فاتت لكل بنان لعل هذا القدر فيه كفاية ونكمل بعون الله سبحانه وتعالى في درس غد اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان