بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة ونؤمن بان القرآن الكريم كلام الله تعالى تكلم به حقا والقاه الى جبريل عليه السلام. فنزل به جبريل عليه السلام على قلب النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى قل نزله روح القدس اي من ربك بالحق وقال تعالى وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد كان الحديث قد توقف بنا عند الكلام عن الكتاب الكريم والقرآن العظيم الذي هو الكتاب المعجز الذي هو اعظم اياته وبراهين رسول الله محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا و كنت قد وعدت في الدرس الماظي ان نتكلم في هذا الدرس عن جملة من الدلائل والبراهين التي تدل على ان هذا القرآن كلام الله حقا وانه تكلم به سبحانه صدقا وانه انزل على النبي الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من جملة تلك الادلة اولا ان الله سبحانه وتعالى تحدل الخلائق جميعا ان تأتي بمثل هذا القرآن هذا التحدي قائم منذ اكثر من الف واربع مئة عام والى اليوم ما تجرأ انسان على ان يأتي بكتاب كهذا الكتاب يزعم انه يضارعه او يشابهه او يماثله قرآن عظيم متفرد في كل شيء بلفظه وفي نظمه وفي بلاغته وفيما تضمنته اياته من العلوم النافعة المباحث الشريفة ان يأتي احد بمثل هذا القرآن الله سبحانه وتعالى تحدى بهذا وما تجرأ احد على ذلك مع ان هذا التحدي قد بلغ العرب وهم في اوج بلاغتهم ونشاطهم اللغوي وما استطاعوا مع هذا ان يأتوا بمثل هذا القرآن نعم كان منهم ان ادعى ودعاوى فارغة لو نشاؤ لقلنا مثل هذا ان هذا الا اساطير الاولين لكن لما تحداهم الله عز وجل ان يأتوا بمثل هذا القرآن وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله ان كنتم صادقين والله ما استطاعوا ثم انظر ماذا قال الله عز وجل بعد ذلك قال فان لم تفعلوا ولن تفعلوا عجيب شأن هذا التحدي هذه الجملة كافية في ان تستثير همتهم لينشطوا في معارضة القرآن والاتيان بمثله فهو يقول لهم لم تفعلوا ولن تفعلوا ومع ذلك خرسوا جميعا وما استطاعوا ان يأتوا بمثل هذا القرآن بل بمثل عشر سور منه بل بمثل سورة منه اليس هذا دليلا على انه كلام الله حقا انظر الى التحدي العظيم في قوله سبحانه وتعالى قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا لو تعاونوا واجتمعوا واحتشدوا يعين بعضهم بعضا ويظاهر بعضهم بعضا على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله صدق الله والله ما اتوا ولن يأتوا وهذه اليوم الف واربع مئة اربع مئة سنة مضت هم انسهم وجنهم خالصون فعاجزون ما استطاعوا هذا دليل على انه كلام الله حقا الامر الثاني ان الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ هذا القرآن فكان محفوظا بحفظ الله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون حفظه الله عز وجل وما استطاع احد ان يدخل فيه ما ليس منه ولو كان هذا حرفا واحدا يعني لو اراد احد ان يحذف حرفا من جملة الاف من حروف القرآن هل يستطيع او يبدل حرفا بحرف وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا لو اراد احد ان يبث في الناس مصحفا يغير فيه فقط هذا الحرف الواو بالفاء فان كنتم يستطيع والله ما يستطيع ولا يمكن ان يروج هذا وفي مجلسنا هذا لو انني نطقت خطأ باية فيها حرف واحد اخطأت فيه بل اخطأت في حركة من حركاته سيكون في هذا المجلس عدد من الاخوة من ينبهني على الخطأ اليس كذلك لان القرآن حفظه الله سبحانه وتعالى اذا هو على حاله منذ الف واربع مئة عام كتاب عظيم فيه اربعة عشر ومئة فيه اربع عشرة ومئة من السور فيه ستة الاف ومئتين وستة وست وثلاثين اية ومع ذلك هو محفوظ منذ ان انزل على محمد صلى الله عليه وسلم والى هذا اليوم كما هو يحفظه الالاف المؤلفة من البشر في كل جيل من الاجيال يحملونه ويحفظونه في صدورهم ويدونونه في المصاحف محفوظ بحفظ الله عز وجل هذا لا يمكن ان يكون في كلام الا اذا كان كلام الله القدير العظيم سبحانه وتعالى الدليل الثالث ان هذا الكتاب سالم من وقوع خطأ او نقص او تناقض او اختلاف مهما دق كتاب عظيم فيها هذا العدد من الصفحات والصور والايات ومع ذلك فما استطاع احد مع كثرة اعداء المسلمين ومع كثرة المتربصين فانهم ما استطاعوا ان يثبتوا على هذا القرآن خطأ واحدا ولا معلومة ناقصة ولا شيئا من التعارض والتناقض والاختلاف ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا لكنه من عند الله اذا لا اختلاف فيه ولا تناقض كتاب متشابه يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا اذا هذا كتاب من عند الله عز وجل حقا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الدليل الثالث ان الدليل الرابع ان هذا الكتاب العظيم اشتمل على جملة من الايات الكونية والنفسية او ما يسمى في اللسان المعاصر بالاعجاز العلمي العظيم وابتداء انبه الى ان القرآن ما نزل ليكون كتاب كيمياء او فيزياء او كتاب فلك او كتاب تشريح انما هو كتاب هداية وآآ كتاب صلاح واصلاح ومع ذلك فانه قد اشتمل على جملة من البراهين والايات التي ترشد العقول والقلوب الى انه كلام الله عز وجل حقه سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق هذا القرآن العظيم اشتمل على جملة من الامور التي ما عرفها الناس الا منذ سنوات قليلة لا اقول منذ قرون قليلة بل منذ سنوات قليلة اخبر بذلك هذا القرآن الذي بلغه النبي صلى الله عليه وسلم قبل اكثر من الف واربع مئة عام سبحان الله العظيم فمن اين كان ذلك الا اذا كان هذا كتابا منزلا من العليم القدير سبحانه وتعالى ما الذي اعلم النبي صلى الله عليه وسلم بان هناك امواجا عاتية في باطن البحر موج من فوقه موج من فوقه سحاب من الذي اعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وهذا شيء يفاخر علماء البحار و المختصون بهذا الجانب في هذه السنوات الاخيرة انهم وصلوا اليه فالقرآن يحدثنا بذلك منذ قرون طويلة من اين للنبي صلى الله عليه وسلم ان يعلم الاطوار التي خلق فيها او التي يخلق فيها الانسان وقد خلقكم اطواره الله سبحانه وتعالى خلق ابن ادم في اطوار ينتقل من طور الى طور يخلقكم في بطون امهاتكم خلقا من بعض من بعد خلق في ظلمات ثلاث هذا شيء ما عرفته البشرية الا في هذا العصر الحديث من اين علم هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الامي الذي لا يقرأ ولا يكتب من اين علم النبي صلى الله عليه وسلم ان الرياح لواقح من اين علم النبي صلى الله عليه وسلم ب ان هناك برزخا دقيقا بين البحرين بينهما برزخ لا يبغيان وهو شيء ما اكتشف الا في هذا العصر الحديث من اين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعلم ان صعود الانسان الى الطبقات العليا يعني ان يقل الاكسجين فيظيق الصدر لقلة الاكسجين الذي يتنفسه الانسان من اين علم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي بلغنا ما يدل على هذا المعنى حينما اخبر سبحانه وتعالى بذلك يجعل يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء من اين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعلم ان هذا الكون يتوسع هذه السماء في توسع مستمر وهذا ما يحدثنا عنه العلم الحديث وفي كتاب الله عز وجل والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون كون يتوسع كيف علم هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك العصر البعيد حيث لتلسكوبات ولا مناظير ولا مكوك فضائي يصعد فينظر ويرصد لم يكن شيء من ذلك والله سبحانه وتعالى يخبرنا بهذا في كتابه الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم اذا هذه جملة والمتتبع يجد اكثر منها في كتاب الله سبحانه وتعالى تدل العقول المنصفة على ان هذا القرآن كلام الله عز وجل حقه الدليل الرابع اخبار هذا القرآن بالامور المغيبة المستقبلة وهذا برهان لا يجد العقل امامه الا ان ينصاع الى ان الذي تكلم به هو الله العليم سبحانه وتعالى خذ مثلا النبي صلى الله عليه وسلم بلغ الناس كلام الله عز وجل وفيه الف لام ميم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين تأمل اولا كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بهذا وبلغ الامة هذا مع ان هذا القرآن دليل النبي صلى الله عليه وسلم الاعظم على نبوته وبالتالي لو ثبت ان هذه الغلبة ما كانت في بضع سنين فان هذا كاف في اسقاط دعوة الاسلام ولذا لو كان هذا القرآن من عند غير الله شيئا تقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاشاه والله ما كان لاغامر باسقاط دعوته اليس كذلك لكن لما بلغ الناس هذا واخبرهم بهذا وان الله سبحانه وتعالى قال بحدوث الغلبة في بضع سنين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ثم كان ما اخبر به سبحانه وتعالى في هذا القرآن اذا الدلالة ها هنا من وجهين اولا في مجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ هذا الكلام ابتداء والوجه الثاني من جهة انه قد حدث الذي اخبر به عليه الصلاة والسلام خذ مثلا النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ كلام ربه جل وعلا وفيه ما قال سبحانه وتعالى في شأن بني قينقاع قل للذين كفروا ستغلبونه وتحشرون الى جهنم وبئس الميعاد وقد وقع الذي اخبر به القرآن غلبوا وهلكوا ومصيرهم الى النار تكلمي بهذا قبل وقوعه فكان ما اخبر به يخبر القرآن اهل الايمان من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بانهم سيدخلون المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رؤوسهم ومقصرين وكان ما اخبر به سبحانه وتعالى دخلوا المسجد الحرام امنين محلقين رؤوسهم ومقصرين في جملة من الاخبار المستقبلة التي لم تقع واخبر القرآن انها ستقع فوقعت كما اخبر ما كان هذا القرآن ان يفترى من غير الله بل هذا كلام الله حقا بل خذ دليلا قريبا من هذا وهو الدليل السادس وهو ان القرآن يخبر باشياءه انها لن تقع في المستقبل الدليل الماضي فيه اشياء ماذا انها ستقع الان يخبر القرآن بان هناك اشياء لن تقع مع انه من جهة الامكان العقلي ومن جهة الاستطاعة من حيث الخبر الذي توجه الى هؤلاء فانه باستطاعتهم ومع ذلك يخبر القرآن انه لن يكون منهم ذلك والله ان هذا لكاف في اثبات ان هذا القرآن كلام الله تأمل اخبر الله سبحانه وتعالى في حق اخبر الله سبحانه وتعالى بخبر في حق ابي لهب فعم النبي صلى الله عليه وسلم تبت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ما له وما كسب سيصلى نارا ذات لهب هذه الاية سيصلى نارا ذات لهب وما قبلها نزلت قبل وفاة ابي لهب بعدة سنوات مفاد هذه الاية ان ابا لهب كافر وسيبقى كافرا ولن يسلم الى ان يموت فيصلع بعد ذلك نارا ذات لهب كون النبي صلى الله عليه وسلم يخبر بهذا هذا لابد قطعا ان يكون كلام الله لم لانه لو كان من عند النبي صلى الله عليه وسلم فلا يمكن ان يغامر هذه المغامرة لانه ابو لهب كان يكره النبي صلى الله عليه وسلم ويكره دينه ولذلك كان حريصا على سقوط دعوته فكان بامكان ابي لهب ان يقف على مجامع الناس ويقول محمد صلى الله عليه وسلم يقول اني ساموت كافرا واصلى نارا ذات لهب وها انا اشهد ان لا اله الا الله وانه رسول الله يمكنه ان يقول هذا ولو كاذبا فتسقط ماذا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالكلية ومع ذلك ما فعل لان الذي تكلم بهذا هو الذي يعلم ما سيكون ولان الذي تكلم بهذا هو الذي قلب ابي لهب بين اصبعين من اصابعه تقلبه كيف يشاء وقل مثل هذا في الوليد ابن المغيرة الذي قال الله عز وجل في حقه ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا ثم قال بعد ذلك ساصليه سقر ما مفاد هذا انه سيموت كافرا ومع ذلك كان باستطاعته ان يكذب هذا القرآن لو كان هذا من عندي غير الله فيقول ها انا اسلمت ماذا ستقول لكنه ما فعل اذا هذه اية عجيبة خذ مثلا في شأن اليهود الله عز وجل اخبر عنهم في شأن محبتهم للحياة الدنيا وكراهتهم للموت قال الله عز وجل في حقهم ولن يتمنوه يعني الموت ابدا بما قدمت ايديهم لو ان يهوديا واحدا وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ها انا اتمنى الموت انتهت الدعوة الاسلامية صح ولا لا لان هذا تكذيب لماذا للقرآن. القرآن يقول ماذا ولن يتمنوه ابدا ومع ذلك اخرسوا جميعا وما تجرأ احد ان يقول هذه الكلمة ولو على سبيل الكذب اذا الذي انزل هذا القرآن هو الله العليم القدير سبحانه وتعالى الدليل السابع على ان هذا القرآن كلام الله عز وجل حقا هو سمو تشريعاته وكمال احكامهم وشمولها لكل مناحي الحياة عجيب شأن هذا القرآن ليس فقط انه يجد فيه كل احد بغيته ويقف فيه على ما يبهره كل احد يمكنه ان يغرف من معين هذا القرآن علوما عجيبة يجد فيه الطبيب شيئا مبهرا يجد فيه اللغوي شيئا عجيبا يجد فيه الاديب تجد فيه المتخصص في اه امور النفس والاجتماع والى اخره ليس هذا فقط بل الموضوعات التي عالجها القرآن المسائل التي دعا اليها الاحكام التي قررها التوجيهات التي وجهها شيء عجيب شيء شامل لكل شيء العلاقات الدولية علاقة الحاكم بالمحكوم احكام الاسرة من زواج وطلاق وحضانة ونفقة وما الى ذلك الحدود مسائل السلم والحرب مباحث المعاملات وحدث ولا حرج ناهيك عما يتعلق بالعقيدة ناهيك عما يتعلق بالعبادة ناهيك عما يتعلق بالاداب الى ادق ما يكون من الاداب حتى الوقت الذي لا بد فيه من الاستئذان ما اغفله القرآن علوم عجيبة و احكام سامية شاملة لكل مناحي الحياة شاملة لكل مناحي الحياة ليس هذا فقط بل انها جميعا تحقق المصالح وتدرأ المفاسد وتحفظ الضروريات وتكفل السعادة للافراد وللمجتمعات كتاب عجيب ولذلك الوليد بن المغيرة لما وهو الذي تكلمنا عنه قبل قليل لما سمع قول الله عز وجل ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي اصابته دهشة عظيمة من بلاغة هذا القرآن فقال كلمة سارت بها الركبان بل تناقلتها الاجيال وصف هذا القرآن بوصف عجيب كلمة حق نطق بها هذا الضال الكافر قال انا له لحلاوة وان عليه لطلاوة وانه يحطم ما تحته وانه يعلو ولا يعلى كلام عجيب في وصف هذا القرآن وهذا الرجل لما يتكلم وهو من الفصحاء البلغاء العقلاء كلامه اصاب فيه عين الحقيقة لكن سبحان الله العظيم الذي طمس على قلبه مع معرفته بهذا ومع اقراره بذلك فانه ما اهتدى الى الحق رجع فقال ان هذا الا سحر يؤثر المقصود ان ما تضمنه القرآن ما اشتملت عليه اياته كاف بان يذعن كل منصف بان هذا القرآن تكلم الله عز وجل به حقا. لا يمكن لا يمكن ان يكون شخص مهما بلغ من الذكاء والعلم والفصاحة ان يأتي بمثل هذا القرآن اليوم الناس اذا ارادت ان تضع نظاما من الانظمة يتعلق في جزئية من الجزئيات اذا ارادوا ان ينظموا شيئا من اه مناحي الحياة ماذا يصنعون يشكلون لجنة من كبار يعني الشخصيات وحملت الشهادات والخبراء واللجنة يتبعها لجنة وبعد ذلك لجنة فاحصة بالكاد يخرج بنظام ينظم شيئا ما ومع ذلك فان هذا النظام ربما عادوا اليه بعد سنوات يعيدون فيه النظر ويجدون فيه ثغرات لكن القرآن نظام شامل بكل ما يسعد الافراد والمجتمعات بل بل يكفل الخير لهذا الكون كله قال ربي احكم بالحق وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا يحتاج الناس بعده الى شيء اذا ظم الانسان اليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه والله بعده لا يحتاج الى شيء في كل شيء بكل شيء من مناحي الحياة هذا الكتاب جمع بين دفتيه ما يسعد الانسان في الدنيا وفي الاخرى في دنياه وفي دينه ايضا من الدلائل والبراهين على ان هذا القرآن كلام الله حقا وهو الدليل الثامن ان هذا القرآن موافق للعقول والفطر ولذا ما سمعه او سمع اياته احد وعقل ذلك الا وسلم بان هذا الذي تلي عليه معقول ومقبول لا يمكن ان يأتي القرآن بامر فيقول العقل ليته ما امر به ولا يمكن ان ينهى عن شيء فيقول العقل ليته ما نهى عنه وهذا من اعظم الدلائل والبراهين على انه كلام الله عز وجل لان الله هو الذي تكلم بهذا الكلام وهو الذي خلق الخلق وهو الذي اعطاهم هذه العقول فكانت هناك ملائمة بينما تكلم الله سبحانه وتعالى به في هذا القرآن وبين ما تقبله العقول وتسلم به الفطر اذا الذي يؤمن بهذا القرآن تجد في قلبه طمأنينة وراحة وسكينة ليس هناك شيء معقد او صعب الفهم او تنبو عنه الافهام او تنفر منه الفطر ليس هناك شيء منا الاشياء التي في الكتب المحرفة التي تزعم بان كل ما فيها كلام الله عز وجل و بالتالي اشتملت على اشياء كثيرة لا تقبلها الفطر ولا تسلم بها العقول ويحتاج اربابها ان يركبوا الصعب والذلول لاجل تأويلها وتحريفها وصرفها عن ظاهرها لا يحتاج الى شيء من ذلك في كلام الله سبحانه وتعالى كله موافق للعقول والفطر تطمئن اليه وتسكن اليه وتقبل ما فيه الدليل التاسع على ان هذا القرآن كلام الله حقا تأثيره العجيب على النفوس القرآن له سلطان واي سلطان على القلوب يؤثر فيها تأثيرا عجيبا لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله قيس على القلوب قلوب الناس الظعيفة بل والله لو نزل على جبل كله صخر ثابت راسخ ومع ذلك فانه يتصدع بهذا الكلام العظيم ولذلك يقول سبحانه وتعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ولذلك لا يسمع احد بهذا القرآن وهو ينصت اليه ويفرغ قلبه له الا ويجد في نفسه اثرا عظيما لهذا القرآن هو حقا يهدي للتي هي اقوم بشرى للمسلمين يصلح القلوب ويهذب الاخلاق ويزكي النفوس بل والله ان تأثير هذا القرآن يقع حتى على الكفار الذين ما امنوا به بعد وهذا شيء وقفنا عليه حقيقة وسمعنا اخبارا من الناس في هذا يجدون راحة طمأنينة ان يسمعوا هذا القرآن حتى ولو كانوا لا يفهمون منه شيئا ولن تجد ابدا كلاما لبشر له مثل هذا التأثير ولذلك من خصائص هذا القرآن انه لا يخلق مع كثرة الرد كم مرة يختم المسلم القرآن تختمه مرات كثيرة اذا كان على صلة به واذا كان قائما بحقه فانه يختمه مرات كثيرة ومع ذلك هل يجد في نفسه انه قد مل منه ولا كانه يقرأه اول مرة كم مرة يا رعاك الله قرأت سورة تقرأها كثيرا في صلاتك وفي خارج صلاتك ثم اذا بك تقف امام اية في هذه السورة تقول عجيب معنى هذه الاية كأني اسمعها اول مرة مع انك تلوتها كثيرا ومع ذلك تجد ان اثار هذا القرآن تتجدد في النفوس سبحان الله العظيم ارأيتم لو ان ابلغ البلغاء واعظم الادباء كتب قصة جميلة بلغت الغاية في الجمال ثم قرأتها المرة الاولى كيف شعورك اشعر تعني جمالها ولذة في نفسك واذا قرأتها المرة الثانية كيف تجد في نفسك طيب واذا قرأتها الثالثة والرابعة والخامسة الى العاشرة كيف سيكون الوضع سيبلغ الملل بك احنا اكثر من مرة مرتين خلاص تملها ما صعب انك ترجع تقرأها مهما كانت جميلة لكن كلام الله عز وجل اسألكم بالله هل تجدون شيئا من الملل انما تقرأونه بل في كل مرة والله كانك تقرأه اول مرة وتقف فيه على نكات ولطائف واشياء عجيبة تشتهي ان تتأمله وتكتشف من ما فيه من كنوز العلم والايمان كلما قرأتها وهذا برهان على انه كلام الله عز وجل تأثيره تأثير عجيب ايضا من الدلائل والبراهين وهو الدليل العاشر ان الله سبحانه وتعالى يسر هذا القرآن للذكر جعله شيئا ميسرا ولذلك من عجيب شأن هذا القرآن ان الذي يقبل عليه ونفسه خاشعة مريدة للحق فانه ينفتح باب الخير امامه الذي يرده منه كتاب اذا اقبل عليه الانسان بصدق فانه يصبح شيئا سهلا جدا ولذلك من دقيق ما يتعلق بالقرآن انكم تعلمون وانا اعلم ان من الناس من يستطيع ان يقرأ القرآن ولكن اذا اعطيته اي كتاب فانه لا يستطيع ان يقرأه وجد اناس من الاعاجم ليسوا من العرب لا يعرفون ان يقرأوا لكنهم مع ذلك ماذا يفعلون يقرأون القرآن اليس هذا عجيبا القرآن مكتوب بحروف عربية. اليس كذلك ولا يفرق من حيث كونه مكتوبا بهذه الحروف عن الكتب الاخرى لكن تجد ان من الناس من يستطيع ان يقرأ القرآن؟ ولا يستطيع ان يقرأ غيره نجد من النساء و الشيوخ يعني من العجائز او الشيوخ من هو او هي امي او امية ما يقرؤون لكن مع ذلك يسهل عليهم ان يتعلموا القرآن ويقرأوه لكن تأتيه بصحيفة او كتاب تقف عاجزة ما يستطيع يقول انا لا اقرأ القرآن شيء خاص تجد ان قراءته شيء عجيب مميزة في كل العالم كل المسلمين كل المسلمين قراءتهم للقرآن شيء وقراءتهم لغيره شيء اخر اذا هذا دليل على ان الذي انزله قد يسره ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر اذا هذه جملة من الايات والبراهين التي تدل على ان هذا القرآن كلام الله عز وجل حقا والقرآن حينما نتكلم عن اعجازه تكلموا عن عظمته فاننا نتكلم عن بحر لا ساحل له كل كلمة كل اية كل حرف من هذا القرآن فيه اعجاز عجيب الفاظه معجزة معانيه معجزة نظمه معجز اياته معجزة احكامه معجزة عقائده معجزة اخلاقه معجزة اخباره بالمغيبات الى اخره كل شيء فيه معجزة قراءته معجزة عجيب ان يقرأ او ان تقرأ الاية الواحدة على وجهين او ثلاثة اوجه او اربعة اوجه وكلها حق وكل وجه يدل على معنى جديد وعظيم وينفتح فيه باب من ابواب العلم وهو كلام واحد ولكنه يقرأ بقراءته متعددة اي كلام من كلام البشر حاله كحال هذا القرآن لا شك ولا ريب انه لا كان ولا يكون اذا هذا كلام الله حقا وصدقا انا يا اخوة ركزت واركز على هذا الموضوع لان هذا الزمان الذي نعيش فيه وقد ذكرت هذا في الدرس الماظي قد كثرت فيه الشبه التي تصطاد الاغمار وضعاف العلم من خلال وسائل متعددة ومنتشرة في هذا الزمان تشككهم في كتاب ربهم في نبوة نبيهم بل في وجود ربهم سبحانه وتعالى وبالتالي فنحن بحاجة ماسة الى ان نتذاكر ونتواصى بمثل هذه المسائل والموضوعات الدلائل والبراهين على ان هذا القرآن كلام الله على بصدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم شمائل النبي عليه الصلاة والسلام وجليل اخلاقه مثل هذه الموضوعات نحن بحاجة الى ان نتذاكر فيها والى ان نذكر بها لا سيما الا الجيل الصاعد كما يقال والشباب والناشئة اولى بحاجة الى ان يذكروا بمثل هذا القرآن وان يعتنوا به وان يعتنوا بكل ما يتعلق نبينا صلى الله عليه وسلم من حيث سيرته واحكامه وسنته ودلائل نبوته هم بحاجة ماسة الى هذا كثير من الناس هجروا القرآن لانهم ما عرفوا عظمته ولا قدره العلي اتخذوه اه مهجورة ولذلك اذا عرفنا قدره وقيمته فينبغي علينا ان نكب عليه هذا كلام الله هذا هو وحي من الله سبحانه وتعالى اذا كان القرآن بهذه المثابة فحري بكل مسلم امن به ان يعتني به ولذلك اعود فاقول القرآن تنفتح ابواب ما فيه من العلم والايمان لمن يقرأه مريدا للخير وهذا ايضا من اوجه اعجازه انه كلام واحد ومع ذلك فانه يكون سببا لهداية قوم وسببا لتعاسة قوم هذا شيء عجيب هذا شيء عجيب اليس الله سبحانه وتعالى يقول قل هو للذين امنوا هدى وشفاء هذا قسم والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى سبحان الله العظيم وهو كلام واحد اذا صدق الله وانه لكتاب عزيز من عزته انه لا ينال ما فيه من الخير الا من يأتيه وهو صاغر متواضع تريد الحق والخير اما الذي يأتيه يمسكه باطراف اصابعه فهو شامخ بانفه مستكبر عنه معرض عنه فانه يزيده عمى كتاب عزيز ان الذين لا يؤمنون بايات الله لا يهديهم الله الذي يقرأ هذا القرآن وهو لا يريد الهداية منه ولا يؤمن بما فيه هذا لا يهديه الله عز وجل انما الذي يأتيه مقبلا عليه محبا له متواضعا هذا الذي ينال ما فيه من ينابيع الخير والهدى والعلم والايمان نسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته استدل المؤلف رحمه الله على هذه الجملة لقوله تعالى قل نزله روح القدس من ربك بالحق القرآن نزل بالحق وبالحق انزلناه وبالحق نزل ويستنبئونك احق هو قل اي وربي يقسم الله يأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقسم بربه العظيم انه حق اذا القرآن حق لا ريب فيه ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قال وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين بلسان يعني بلغة عربية مبينة مبين يعني فصيح بلغ الغاية في البلاغة حسن النظمي جمال اللفظي هذا كلام الله سبحانه وتعالى اعجز البلغاء وتحير امامه الادباء وما استطاع احد ان يجاري ما فيه من هذا اللسان العربي المبين و هذه الاية او هذه الجملة وهي قوله بلسان عربي مبين دليل على ان هذا القرآن يجب ان يحمل على ظاهره ولا يجوز العدول عن ظاهره الا بدليل فلا يمكن لاحد ان يدعي ان شيئا فيه على غير ظاهره الا اذا الا اذا اقام الحجة على ذلك باية او حديث لم؟ لان القرآن نزل بلسان عربي مبين فواجب اذا ان يجرى على ظاهره هذه قاعدة مهمة منا قواعد منهج التلقي والاستدلال عند اهل السنة والجماعة لسنا بحاجة الى ان نتكلف السبل الوعرة والحمل على الغريب والوحشي وضروب ما يزعم من المجازات لاجل ان نحمل القرآن على خلاف ظاهره بل هو على ظاهره لانه نزل بلسان عربي مبين وفائدة ثانية ايظا وهي ان ظاهر هذا القرآن مفهوم للمتلقي من كان من اهل اللسان يفهم لغة العرب فان هذا القرآن سيكون مفهوما له وبالتالي لا يقبل ان يدعى ان شيئا في هذا القرآن مجهول المعنى مطلقا بمعنى لا يقبل ان يقال ان في القرآن متشابها تشابها مطلقا بمعنى انه يستغلق معناه ولا يمكن الوصول الى ادراك ما فيه من المعنى مستحيل الله عز وجل انما انزل هذا القرآن لاجل ان يتدبره تاليه وسامعه كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته كتاب جعله الله عز وجل بلسان عربي مبين اذا من الواجب ان نقول ونعتقد ان هذا القرآن كل كلمة فيه فانه يمكن الوصول الى فهم معناها ربما يكون هناك نقص عند في علم الانسان فيجهل ما دلت عليه هذه الكلمة او هذه الاية لكنه لو بحث وسأل انه سيصل الى ما استغلق عليه فهمه وهذا هذه القاعدة لها اثر في مسائل عقدية يحتاج ان يعرفها طلاب العلم اسأل الله جل وعلا ان يشرح صدورنا وان يغفر ذنوبنا وان يصلح احوالنا وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يرزقنا الاخلاص والقبول ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان