فان المراد بذلك انه قد حصل بينهما اقتران بعقد الزوجية ولا يستلزم هذا حصول ماذا حصول الممازجة والاختلاط بالابدان لانها ربما تكون في ذاك الوقت في بلد وهو في بلد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل للسنة والجماعة قال رحمه الله ونؤمن بانه تعالى مع خلقه وهو على عرشه يعلم احوالهم ويسمع اقوالهم ويرى افعالهم ويدبر امورهم الفقير ويجبر الكسير يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو وعلى كل شيء قدير ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة وان كان فوقهم على عرشه حقيقة ليس كمثله شيء وهو السميع بصير ولا نقول كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم انه مع خلقه في الارض ونرى انه ونرى ان ونرى ان من قال ذلك فهو كافر او ضال لانه وصف الله بما لا يليق به من النقائص. احسنت. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فكنا قد اه بدأنا الكلام في موضوع صفة المعية لله سبحانه وتعالى. ولكن الكلام لم يستتم قلنا ان اهل السنة والجماعة يعتقدون بثبوت صفة المعية لله سبحانه وتعالى المؤلف رحمه الله اورد هذه المسألة وبين حقيقة معتقد اهل السنة السالمين من ادران مذهب الحلولية وقد علمنا في الدرس الماضي ان هذه المعية تسمى عند اهل العلم بالمعية العلمية او معية الاحاطة فالله عز وجل مع خلقه بعلمه واحاطته وتدبيره وسمعه وبصره وما الى هذه المعاني وهذا هو الذي دل عليه كتاب الله سبحانه وتعالى ودلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحق ان التأمل في ادلة الكتاب والسنة تتجلى بها ان المعية في صفات الله سبحانه وتعالى تنقسم الى قسمين القسم الاول ما ذكر المؤلف رحمه الله وهي المعية العلمية وهذه معية عامة الله عز وجل مع جميع خلقه بهذه المعية معية العلم والاحاطة وثمة معية اخرى وهي المعية الخاصة وهذه هي التي يخص بها سبحانه وتعالى من شاء من خلقه من عباده المؤمنين من الانبياء والمرسلين واتباعهم من الصالحين وهذه هي التي جاءت في نحو قول الله عز وجل ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون انني معكما اسمع وارى لا تحزن ان الله معنا فالله عز وجل مع نبيه صلى الله عليه وسلم وابي بكر لما كان في الغار وكذلك كان سبحانه وتعالى مع موسى وهارون انني معكما اسمع وارى بهذه المعية كذلك هو مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وكذلك هو مع الصابرين الى اخر ما جاء في النصوص المتعلقة بهذه المعية وهي في كتاب الله اكثر ورودا من المعية العامة هذه المعية مقتضاها النصرة والتأييد والحفظ و ما الى هذه المعاني وهذا شيء يختص الله او يخص الله سبحانه وتعالى به من شاء من عباده المؤمنين كما دلت على ذلك الادلة السابقة وفي الجملة الفروق بين المعيتين ترجع الى اربعة فروق اولا ان المعية العامة صفة ذاتية لله سبحانه وتعالى بمعنى ان الله عز وجل لم يزل ولا يزال مع عباده بعلمه واحاطته ولذلك نقول ان المعية العلمية صفة ذاتية اما المعية الخاصة فانها صفة اختيارية متعلقة بمشيئة الله سبحانه وتعالى فالله مع من شاء من خلقه بنصره وتأييده واعانته وحفظه وكلاءته اذا شاء ذلك فهو يختص من يشاء بهذه المعية ولذلك قلنا انها صفة اختيارية فرق الثاني المعية الاولى معية عامة وهي المعية العلمية فالله ما مع جميع خلقه بهذه المعية اما المعية الثانية فانها معية خاصة والمتأمل في النصوص يجد ان الله سبحانه وتعالى قد خص بها انبياءه والمرسلين والصالحين من عباده الذين قاموا بصفات اقتضت ثبوت هذه المعية في حقهم منه سبحانه وتعالى وقد جاءت اه منثورة في الكتاب والسنة فمن اراد ان يكون من اهل هذه المعية فعليه ان يلزم الصفة التي رتبت المعية عليها كالتقوى والاحسان والصبر وما الى هذه الصفات الواردة في الكتاب والسنة الامر الثالث ان هذه المعية العامة مقتضاها كما علمنا العلم والاحاطة وما الى هذه المعاني التي ترجع الى ربوبية الله سبحانه وتعالى على خلقه اما المعية الثانية او المعية الخاصة فهذه كما ذكرت مقتضاها النصرة والتأييد والاعانة والحفظ وما الى هذه المعاني الفرق الرابع يرجع الى اثر الايمان بهذه الصفة المعية العامة تورث الخوف من الله سبحانه وتعالى والمعية الخاصة تورث الرجاء في الله عز وجل المعية العامة تورث في قلب الذي يؤمن بها ويحققها في نفسه الخوف من الله عز وجل بالتالي فانه لا يجرؤ على ان يقارف معصية الله سبحانه وتعالى لانه يعلم ان الله يراه ويسمعه ويعلم حاله وهو في قبضته وسلطانه سبحانه وتعالى استحضار هذا المعنى يورث في نفس كل مؤمن الكف عن محارم الله عز وجل وان يكون خائفا وجلا منه تبارك وتعالى اين يذهب من علم الله واين يذهب من سمعه وبصره اين يختفي عن الله هل ذلك هل ذلك ممكن الجواب بالتأكيد لا فالله يرى كل شيء ويعلم كل شيء ويسمع كل شيء اما المعية الخاصة فانها تورث في قلب المحقق لها الرجاء في الله عز وجل وحسن الظن به والسكينة والطمأنينة والتفاؤل فمهما كاده من في السماوات ومن في الارض والله سبحانه وتعالى معه انه لا لا يبالي بهذا كله واثق بالله وبنصر الله وبتوفيق الله ولذلك فانه لا يتحرك فيه مثقال الذرة من الخوف والوجل من غير الله عز وجل لانه مطمئن لله سبحانه مطمئن بالله سبحانه وتعالى متوكل عليه محسن الظن به ارأيت لو ان ملكا من ملوك الدنيا اتصل بك وقال يا فلان لا تخف فانا معك ارعاك واحميك و ابث جنودي لاجل ان يراعوك ويمنعون من لاجل ان يمنعوا لاجل ان يمنعوا من اراد بك سوءا كيف تجد هذا الانسان تجده ساكنا مطمئنا هادئا لا يبالي باحد ومهما كثرت اعداءه فكيف اذا كان ملك الملوك الذي يدبر كل شيء وكل شيء بارادته ومشيئته اكان هذا الرب العظيم معك فوالله لا يضرك شيء حتى ولو كنت بين فكي اسد والله لا يضرك شيء الله عز وجل يحميك ويحوطك اذا هذه اوجه اربعة يظهر بها الفرق بين المعيتين وكلاهما اه ثابت لله سبحانه وتعالى وها هنا مسألة تثار دائما وهي ان المعلوم من عقيدة اهل السنة والجماعة انهم يجرون نصوص الصفات خاصة و آآ بقية النصوص عامة على ظاهرها ويصونونها عن التحريف والحمل على خلاف الظاهر بغير دليل يورد على هذا اهل البدع ان اهل السنة والجماعة جنحوا في صفة المعية الى التحريف والتغيير وحمل هذه الادلة على خلاف الظاهر فانهم يزعمون ان ثبوت المعية على ظاهرها يقتضي حلول الله عز وجل في خلقه واختلاطه بهم وبالتالي لما رأى اهل السنة والجماعة هذا اللازم جنحوا الى التأويل والتحريف وهذا القول لا شك انه خطأ ومبني على خطأ هو من قال ان المعية تقتضي ولابد المخالطة والحلول والامتزاج هذا ليس بلازم ومن عرف لغة العرب ومواردها فانه يدرك ان مع في اللغة تقتضي مطلق المقارنة ثم بعد ذلك ثبوت الخلطة والامتزاج والحلول هذا شيء بحسب السياق قد يقتضى السياق ذلك وقد لا يقتضيه ارأيت في قولنا ان الماء مع اللبن هذه المعية تقتضي ماذا الامتزاج والاختلاط لان السياق يدل على ذلك لكن لو قلت لك مثلا ان فلانة مع فلان ان فلانة مع فلان يعني انها زوج له الا يصح الكلام على هذا المعنى ثم قل لي يا رعاك الله ما الذي تفهمه من قول الله عز وجل اتقوا الله وكونوا مع الصادقين هل تفهم من ذلك انك تزاحمهم باكتافك او ان المراد ان تقارنهم وتكون مثلهم في هذه الصفة وهي الصدق ان تكون صادقا كما الصادقون اليس كذلك هذا الذي يفهمه كل من يفهم لغة العرب من هذه الجملة اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قارنوهم ووافقوهم في صفة الصدق وما اقتضى هذا امتزاجا او حلولا او اختلاطا اذا المعية في كل سياق بحسبها واذا كان ذلك كذلك فاننا نعلم يقينا ان الله سبحانه اكبر من كل شيء وهو العظيم الواسع سبحانه وتعالى كيف يعتقد مع هذا انه يحل في خلقه او ان مقتضى ما انزل في كتابه يدل على هذا المعنى بل الله عال على خلقه محيط بهم مستو على عرشه سبحانه وتعالى و يدل على هذا ثانيا سياق الايات تأمل يا رعاك الله قال الله عز وجل الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض قف عند كلمة يعلم واستذكرها الم ترى ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم قال ابن عباس والامام احمد وغيرهم من اهل العلم بدأ بالعلم وختم بالعلم اذا ما بين ذلك وهو ثبوت المعية لله عز وجل يقتضي ماذا علم الله سبحانه وتعالى تأمل مثلا قول الله عز وجل يعلم واستذكر كلمة يعلم يعلم ما ينزل في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم ثم ينبئكم نعم وهو معكم اينما كنتم. والله بما تعملون بصير بدأ بالعلم وختم بالبصر اذا المعية التي بين ذلك معية علم وبصر واحاطة تأمل في قول الله عز وجل يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطة ختم بالاحاطة اذا المعية التي كانت قبل ذلك هي معية الاحاطة بالله سبحانه وتعالى اذا سياق الايات وهو امر معتبر في التفسير كما يعرف هذا اهل العلم تدل على ان معية الله سبحانه وتعالى معية علم احاطة وتدبير منه سبحانه وتعالى ولا تقتضي اختلاطا ولا حلولا ولا ممازجة ولذلك نبه على هذا الامام آآ ابن عثيمين رحمه الله في قوله ولا نقول كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم انما انه مع خلقه في الارض تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل الله عال على خلقه يخافون ربهم من فوقهم امنتم من في السماء ونرى ان من قال ذلك فهو كافر او ضال لانه وصف الله بما لا يليق به من النقائص وصدق الذي يقول هذا عن علم والحجة قائمة عليه فلا شك في كفره ومن كان قائلا بهذا وهو جاهل اشتبه عليه الامر فانه قد ضل في هذا القول ولا يتعجل في الحكم عليه قبل اقامة الحجة عليه ولذلك اهل السنة والجماعة اهل عدل والانصاف يتريثون ويتئدون ولا يتعجلون في مثل هذه المسائل الكبيرة وهي الحكم بمثل هذه المسائل التي قد يحصل فيها نوع اشتباه على من لم يتأمل او كان من اهل الجهل او الذين يرخون اسماعهم ليه اهل الضلال و المؤلف رحمه الله تعالى يقول ومن كان هذا شأنه اه ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة ليت ان العبارة كان مع خلقه بعلمه كان مع خلقه باحاطته وهذا ابعد عن ان يظن ان المعية معية اه ذاتية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والله عز وجل اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بما اخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم انه ينزل في انه ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له؟ نعم بالنسبة لتعليق الماضي قد يقال ان المؤلف رحمه الله اراد بقوله حقيقة يعني ان هذه المعية على هذا المعنى ليست مجازا وليس المقصود ان ان يعبر عن هذا بانها حقيقة توهم انها معية ذاتية انما الذي يبدو والله اعلم انه اراد انها بهذا المعنى ماذا ليست مجازا بل هذا هو مقتضى فالسياق بالتالي هذا حقيقة وليس مجازا ثم انتقل المؤلف رحمه الله الى ذكر معتقد اهل السنة والجماعة في صفة النزول لله تبارك وتعالى قال رحمه الله ونؤمن بما اخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم انه ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا السماء الدنيا هي الاقرب الى الارض والسماوات سبع بعضها فوق بعض وجاء هذا التحديد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو اعلم الخلق بربه سبحانه وتعالى فهو ينزل الى الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخير فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له هذا حديث عظيم ثابت صحيح ثبوته قطعي لا شك فيه قد اه اخرجه الشيخان واصحاب الصحاح والسنن والمسانيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه جم غفير من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جمعهم بعض اهل العلم فبلغوا تسعة وعشرين من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام واذا كان بهذه المثابة فهو حديث متواتر من اشهر الاحاديث واكثرها ورودا في كتب العلماء الذين صنفوا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان الله تعالى ينزل الى السماء الدنيا واذا كان الذي قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما الذي يجب علينا يا اخوتاه الذي يجب علينا ان نؤمن بهذا ايمانا يقينيا قطعيا لا يداخله ادنى ريب او شك لان هذا مقتضى شهادتك ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تصدقه فيما اخبر فاذا كان قد صح عنه اخباره ان الله تعالى ينزل اذا بقي ثلث الليل الاخير فالواجب علينا ان نؤمن بذلك ونصدقه لان النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى و النبي عليه الصلاة والسلام اعلم بالله و بما هو مستحق له سبحانه وتعالى من نعوت الجلال والكمال والجمال فاذا كان ذلك كذلك فالواجب علينا ان نؤمن بهذا ونسلم ونصدق ولا يخالطنا ادنى شك في هذا وهذا الذي يجب علينا في كل الادلة وفي كل الاحاديث لا يجوز لنا ان نتردد في ثبوت شيء اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث مثله مثل الاحاديث التي جاءت في الطهارة والصلاة والصيام والحج وبقية اعمال الدين يجب علينا الايمان بها جميعا فلا يجوز لمسلم ان يتردد في ذلك وقد اخرج البيهقي في كتابه الاسماء والصفات ان الامام اسحاق ان الامام اسحاق ابن راهويه اه دخل على الامير عبدالله ابن طاهر امير خراسان وهو من امراء المسلمين المشهورين متوفى في حدود ثلاثين ومئتين للهجرة فقال له هل تقول هل تقول ان الله ينزل كل ليلة كانه لما سمع هذا الحديث وقع في نفسه شيء فاحب ان يتثبت من هذا الامام هل تقولوا ان الله ينزل كل ليلة فانظر الى جواب هذا الامام قال رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قد ارسله الله عز وجل الينا فاخبرنا باحاديث بها نحل الحلال وبها نحرم وبها نحل الفروج وبها نحرم فاذا قبلنا هذا قبلنا هذا واذا رددنا هذا رددنا هذا كلامه رحمه الله يفيد قاعدة مهمة وهي انه لا فرق في قبول سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين العلميات والعمليات بينما يتعلق بالاعتقاد وما يتعلق بالعبادات ما يتعلق باحكام الحلال والحرام كل ذلك بابه باب واحد اتمنى اخذ بالسنة في صلاته وطهارته وفي نكاحه وطلاقه فانه ملزم بان يأخذ ايضا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالاعتقاد وصفات الله سبحانه وتعالى اذا الله عز وجل ينزل الى سماء الدنيا تصديقا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو حديث صحيح لا شك فيه لكن ماذا اذا قال لنا اذا كان ينزل فكيف ينزل ماذا نقول نقول اننا قد تعلمنا قاعدة عظيمة في هذا المقام وهي ان اثباتنا للصفات اثبات وجود لا اثبات تكييف نحن نثبت ان الله ينزل لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا انه ينزل لكنه صلى الله عليه وسلم ما اخبرنا كيف ينزل وبالتالي الواجب علينا ان نقول بما علمنا وان نسكت عما جاهلنا فلا نقول على الله سبحانه وتعالى بغير علم ان هذا من اعظم المحرمات النزول غير مجهول في لغة العرب قصد الشيء من علو الى سفل هذا هو النزول في لغة العرب والكيف غير معقول لا ندري كيف ينزل الله عز وجل ولو سألنا سائل كيف ينزل؟ نقول كيف هو في ذاته فاذا قال انا لا ادري كيف هو في ذاته نقول ونحن لا نعلم كيف كيف هي صفته وبقية صفاته الامر في ذلك محجوب عنا علمه والله عز وجل اعلم بنفسه والله يعلم وانتم لا تعلمون والايمان بذلك واجب لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا بذلك فوالله ان المؤمن الصادق لا يصدق ويوقن بما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم اعظم مما يوقن بما يراه بعينه ان كان موقنا حقا والسؤال عن الكيفية في النزول او في غيره هذه بدعة وجد المقتضي لهذا السؤال في عهد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فكان السؤال بدعة والسنة الكف عن هذا السؤال ثم اننا نقول لهذا الذي يتمحك ويتمحل مثل هذه الاسئلة تقول كيف تروم ان تعرف نزول الله سبحانه وتعالى ونزول المخلوقين ليس نزولا واحدا اليس كذلك يا جماعة هل نزولك انت كنزول المطر من السماء او نزول الحجر من الجبل تلاحظ نزول مطر نزول الانسان نزول الصخرة او الحجر هذا نزول ونزول ونزول وكل هؤلاء يشتركون في كونهم مخلوقين هل نزولهم متماثل او الكيفية مختلفة الكيفية مختلفة بل نزول الانسان نفسه مختلف. من حال الى حال نزولك بالدرج ليس كنزولك بالحبل ليس كنزولك بالمصعد مع انه كله ماذا يشترك في كونه نزولا والكيفية مختلفة والنازل واحد فكيف اذا يتوهم ان اثبات النزول لله عز وجل يقتدي المماثلة او التكييف تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا نحن نثبت ان الله سبحانه وتعالى ينزل وشأن الله اعظم من ان نحيط علما بكيفية نزوله اذا نسلم بهذا ونكف مع اعتقادنا ان الله عز وجل مع كونه ينزل اذا شاء فانه لا يزال عليا لان العلو صفة ذاتية لله عز وجل وواجب يا عبد الله ان تصون هذا الاعتقاد من ان يتخلل اليه شك ان الله اذا نزل يكون شيء من خلقه فوقه او ان يكون محايفا لخلقه او ان تكون السماء مظلة له تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل الله عز وجل لا يزال عاليا حتى لو نزل واذا كنت تستبعد هذا في حق مخلوق فان الله عز وجل ليس كمثله شيء حذاري من ان تتوهم صفة المخلوق عند النظر والتأمل في صفة الخالق سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء هل تعلم له سم يا ولم يكن له كفوا احد اذا الواجب علينا ان نؤمن بنزول الله سبحانه وتعالى على الكيفية التي يشاؤها سبحانه وتعالى ولا نعلمها نحن انما هو نزول انما هو نزول يليق بالله عز وجل وبعظمته والله اعلم بكيفيته قد يقول قائل ولماذا لا نقول كما يقول بعض الناس ان الذي ينزل ملك من ملائكة الله يعني نميل الى التأويل نقول ان الله ينزل يعني ينزل ملك من ملائكته او تنزل رحمة الله عز وجل وليس ينزل هو سبحانه وتعالى الجواب عن هذا ان نقول ان هذا مسلك لا يجوز ان نستعمله في نصوص الكتاب والسنة البتة والسبب في ذلك ان هذا تحريف للكلم عن مواظعه النبي عليه الصلاة والسلام اسألك يا هذا هل كان يعلم ان الحق في هذا الحديث هو ان الذي ينزل ملك من ملائكة الله او كان جاهلا فان قلت كن كان جاهلا وعلمت انت اذا انت تقول شيئا عظيما اي انك تعلم او انك اعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قال هذا فقد كفر فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول انا اعلمكم بالله واشدكم له خشية فاذا ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم على فرض البحث والجدل انه يعلم ان الحق في ما قلته من التأويل فانا نسألك سؤالا ثانيا هل كان النبي صلى الله عليه وسلم قادرا على البيان قادرا على الافصاح يمكن ان يعبر التعبير الذي يدل على المعنى الصحيح دون حصول لبس او لا يستطيع ان قلت لا يستطيع فقد قلت قولا عظيما بل النبي صلى الله عليه وسلم افصح من نطق بالضاد عليه الصلاة والسلام افصح الناس وانت بهذا تقدح في حكمة الله حيث انزل رسولا لا يبلغ ولا يبين البيان المبين وقد احتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوصفته بالعيد وانك انت اقدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم على التعبير الصحيح ومن قال هذا فاي ايمان يؤمن به اذا انت مضطر الى ان تقول كان ماذا قادرا على الفصاحة والبيان وان يعبر بالتعبير الذي يوضح الحقيقة دون شك ولا لبس اذا كان ذلك كذلك فاننا نسألك سؤالا ثالثا هل كان النبي صلى الله عليه وسلم ناصحا لامته مشفقا عليها تريد لها الخير او كان بخلاف هذا نريدها ان تضل وليس بحريص عليها ولا شك ان كل مسلم سيجيب لانه كان حريصا عليها بالمؤمنين رؤوف رحيم لان هذا ما اخبر الله عز وجل به لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم؟ ماذا حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ومن قال بخلاف هذا فقد كذب الله وكفر اذا مع كمال علم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكمال فصاحته وكمال نصحه وشفقته ما الذي منع النبي عليه الصلاة والسلام ان يبين لنا ان الحق في هذا النص وامثاله هو التأويل لا الاخذ بالظاهر لا شك ان هذا لا يمكن ان يقال فالحق اذا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ان الله ينزل اذا الله عز وجل هو الذي ينزل وليس هناك ادنى غضاضة عند المؤمن ان يؤمن بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كان موقنا بقوله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء ثم قال الله العجب من انسان يقول ان الذي ينزل ملك من ملائكة الله ساسألك عن صفة المخلوق فاذا جهلناه فنحن بصفة الخالق اجهل. يعني بالكيفية قد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى جبريل عليه السلام له ست مئة جناح سد بها الافق هل الملك اذا نزل يقول من يدعوني فاستجيب له هل الملك يقول من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له سبحان الله العظيم الله يقول ومن يغفر الذنوب الا الله وهؤلاء يقولون ان الملك يقول هذا الكلام لان الحديث متصل الذي ينزل هو الذي يقول هذا الكلام فمن الذي يجرؤ ان يقول من خلق الله هذا الكلام اذا الحق الذي لا شك فيه يا اخوة هو الايمان والتسليم هذا امتحان لك يا عبد الله امتحان لايمانك كيف تكون مؤمنا مسلما محققا اذا جاءك الاية او الحديث سلمت واذعنت وامنت وايقنت وبالتالي فانك تصل الى بر الامان تصل الى الهداية اما اذا كنت ممن ينتابهم الشكوك والريب ويسوؤون الظن بالله وبرسول الله صلى الله عليه وسلم فيحرفون ويؤولون يطعنون من طرف ويغمزون من قناة في هذه النصوص ولا شك ان هذا من ضعف الايمان واليقين وصاحب ذلك بعيد عن الهداية الواجب عليك الاستجابة والتسليم وان لم يكن الامر كذلك فاعلم ان الهلاك حاصل فان لم يستجيبوا لك اعلم ان ما يتبعون اهواءهم واتباع الهوى خير او شر ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله اذا القاعدة اذا التبس عليك شيء فوقع في نفسك اشكال القاعدة حتى تسلم ان تؤمن امن تهتدي امن يفتح الله سبحانه وتعالى المغاليق لقلبك يكون الايمان ويكون التسليم ويكون اليقين وتكون الطمأنينة بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بانه سبحانه وتعالى يأتي يوم الميعاد للفصل بين العباد. لقوله تعالى كلا اذا دكت الارض دكا دكا جاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى ايضا يؤمن اهل السنة والجماعة بان الله سبحانه وتعالى متصف بالاتيان والمجيء وانه يأتي ويجيئهم سبحانه وتعالى يوم القيامة لفصل القضاء بين العباد قال المؤلف رحمه الله ونؤمن بانه سبحانه وتعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد اتيانا ومجيئا يليق بالله سبحانه وتعالى لا كيتيان ومجيء المخلوقين لقوله تعالى كلا اذا دكت الارض دكا دكا دكت الارض يعني وطئت ومهدت وسويت فما اصبح هناك جبال ولا اودية ولا شيء تكون طبقا واحدا كلا اذا دكت الارض دكا دكا اختلف اهل التفسير هل دكا الثانية؟ تأكيد للاولى مما يستفاد منه ان هذه الكلمة كررت التأكيد او ان المراد دكا بعد دك قولان لاهل التفسير كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا يجيء الله عز وجل وتجيء الملائكة صفا صفا قال اهل التفسير يعني يأتي اهل كل سماء صفا وبالتالي فتكون الملائكة كم صف تكون سبعة صفوف اذا الله عز وجل يجيء وهذه الاية فيها دليل على قاعدة مهمة مرت بنا سابقا وهي قعية القدر المشترك والقدر المميز لان الله سبحانه وتعالى قد وصف نفسه بالمجيء ووصف الملائكة ايضا بالمجيء اليس كذلك؟ وجاء ربك والملك يعني ايش هو الملك يعني جاؤوا والملك اسمه جنس يعني كل الملائكة جاءوا ومع ذلك فليس المجيء كالمجيء ولا الجائي تلجأي اذا ثمة قدر ماذا مشترك وهو المجيء من حيث كونه مجيئا قبل الاظافة لكن اذا اضيف فقيل مجيء الله او قيل مجيء الملائكة فلكل مجيء يليق به الله له مجيء يليق به وللملائكة مجيء يليق به كيف مجيء الله واتيانه الجواب الله اعلم وهذا السؤال ممنوع وقبل ان نجيبك عن مجيء الله نسألك كيف مجيء الملائكة كيف مجيء الملائكة هل تأتي بسرعة او ببطء هل تأتي تمشي او تجري او تطير كيف تجيء الملائكة ستقول ان كنت عاقلا ماذا الله اعلم لماذا لانك اولا لا تعلم كيفية ذاتي الملائكة فكيف تعلم صفتها معرفة الصفة فرع عن معرفة الذات ثم انه ما جاء في الادلة كيف تجيء الملائكة فكيف تتكلم بغير علم فاذا كان مخلوق من مخلوقات الله جهلت كيفية صفته فجهلك بكيفية صفة الخالق من باب اولى تنبه يا رعاك الله لهذا الامر العظيم اظن اني ذكرت لكم قصة الامام عبدالرحمن ابن مهدي رحمه الله وهي انه بلغه ان بعض ان شخصا كان يخوض في كيفية صفات الله عز وجل فدعاه وقال يا فلان بلغني عنك عنك كيت وكيت فبدأ الرجل يتكلم قال على رسلك لن اسألك عن سبعة وتسعين وخمس مئة جناح ساسألك عن الجناح الثالث فقط انا اعلم كيف جناحين لكن ركب لي الجناح الثالث بس كيف يكون الجناح الثالث ولن اقول والرابع والخامس والسادس الى ست مئة. ساسألك فقط عن رقم ايش ثلاثة كيف فادرك الشاب هذا الرجل وكان شابا ادرك انه قد اخطأ فقال اذا كنا نجهل كيفية صفات المخلوق فنحن بكيفية صفة الخالق اجل اذا اعلمنا الله عز وجل انه يأتي ويجيء الواجب علينا ان نقول انه يأتي ويجيب وما زاد على ذلك نسكت عنه ونقول الله اعلم كيف يجيء سبحانه وتعالى قال وجيء يومئذ بجهنم ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى يوم القيامة بجهنم لها سبعمائة لها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك سبحان الله العظيم والله انه لشيء عظيم كيف سعة هذه النار وما هو حجمها لها سبعون الف زمام كل زمام يجره يجرها او يجره به يجرها به سبعون الف ملك قال عليه الصلاة والسلام يجرونها والله اعلم بكيفية هذا الزمام وكيفية هذا الجر لكننا نؤمن بذلك لان الذي اخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى كيف تنفعه الذكرى في ذلك الوقت يعني اذا تذكر الانسان سعيه في الدنيا فانه لا ينفعه من ذلك شيء انتهى وقت العمل وجاء وقت الجزاء ولذلك ذكر بعض السلف انه في ذلك اليوم كل احد فانه يغبن ويندم العاصي يندم على انه ما اطاع الله عز وجل ولا كف عن معاصيه والطائع يندم في انه ما ازداد من طاعة الله عز وجل لما يرى من فضله سبحانه وتعالى ونعمته وكرامته اذا الذي يجب علينا وهذه هي الخلاصة من هذا المقطع من هذه العقيدة الذي يجب علينا ان نؤمن بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونعتقد انه الحق الذي لا شك فيه واما الخوض فيما وراء ذلك من الكيفية فانه يفوض علمه الى العليم به سبحانه وتعالى لعل هذا القدر فيه كفاية ونكمل بعون الله عز وجل في درس غد بتوفيقه واعانته سبحانه والله عز وجل اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان