خليل الله ولا يجوز لنا معاشر المسلمين ان نصف الله تبارك وتعالى بشيء مما هو من المحبة سوى ما ثبت. والذي ثبت عندنا ما هو؟ ثلاث صفات. ما هي؟ المحبة والود والخلة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة ونؤمن بان الله تعالى يحب اولياءه وهم يحبونه. قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وقال تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. فقال تعالى والله يحب الصابرين. وقال تعالى فاقسطوا ان ان الله يحب المقسطين. فقال تعالى واحسنوا ان الله يحب المحسنين. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان المؤلف رحمه الله قد تكلم فيما سمعت فعن معتقد اهل السنة والجماعة في صفة المحبة لله سبحانه وتعالى حيث يؤمن اهل السنة بان الله جل وعلا يحب كما انه يحب محبة ثابتة من طرفيها فالله يحب كما انه يحب فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ومحبة الله تبارك وتعالى محبة تليق به جل في علاه ليست مماثلة لمحبة المخلوقين على حد قول الله عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. العبد يحب والله يحب وليس الحب كالحب وليس المحب كالمحب. محبة الله سبحانه وتعالى شيء عظيم لا علم لنا بكيفيتها ولكننا نؤمن بثبوتها لله تبارك وتعالى. ومحبة الله جل وعلا هي العلة الغائية لوجود كل شيء. فكل شيء انما قدره الله وخلقه ان هناك حكمة يحبها سبحانه وتعالى ووجودها احب اليه من عدمها. ولذلك اوجد ما اوجد وهذه الموجودات اما ان تكون محبوبة في ذاتها او ان تكون محبوبة لغيرها. فالمقصود ان محبة الله جل وعلا هي العلة الغائية لوجود كل شيء. فشأن المحبة اذا شأن عظيم. والله تبارك وتعالى قد اخبر ايضا عن نفسه بانه متصف بصفتين قريبتين في المعنى من المحبة وهما الود والخلة. اما الود فانه صفو المحبة وخالصها ومن اسمائه تبارك وتعالى الودود وهذا ما جاء في كتاب الله عز وجل في موضعين في سورة هود كما قال تبارك وتعالى ان ربي رحيم ودود. وجاء في سورة البروج وهو الغفور الودود تحقيق والعلم عند الله عز وجل ان ودود فعول بمعنى فاعل وبمعنى مفعول ايضا ودود يعني يود ويود فهو اسم فاعل واسم مفعول معا. هذا هو الاقرب والله تعالى اعلم في تفسير اسم الودود كذلك ثبت اتصاف الله عز وجل بهذه الصفة في قوله جل وعلا سيجعل لهم الرحمن ودا اي سيحبهم. ويحببهم الى عباده. هؤلاء الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجازيهم الله عز وجل بهذا الجزاء. سيجعل لهم الرحمن ودا. كما اتصف سبحانه وتعالى بصفة الخلة اتخذ الله ابراهيم خليلا كما اتخذ نبينا صلى الله عليه وسلم خليلا. ولا يعلم في النصوص ان الله جل وعلا اتخذ خليلا الا الخليلين ابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم فان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا فاذا يخطئ اولئك الذين اذا تكلموا قالوا ابراهيم خليل الله ومحمد حبيب الله هؤلاء ما اعطوا النبي صلى الله عليه وسلم ما يستحقه لان الخلة كمال المحبة وارفع درجاتها نعم الله جل وعلا يحب نبيه صلى الله عليه وسلم لكنه اتخذه خليلا وهذا ارفع من مجرد محبة فالمحبة ثابتة للمتقين والمحسنين والصابرين الى اخره. شأن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ارفع من ذلك اتخذه الله خليلا. اذا محمد صلى الله عليه وسلم خليل الله. كما ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام لا يجوز ان يضيف الانسان لله جل وعلا ما لم يثبت. كان يضاف لله عز وجل الصبابة او العشق او الهيام او ما دار في فلك هذه الدرجات الذي هي معدودة عند اهل العلم واللغة من درجات المحبة هذا لا يجوز كما انه لا يجوز للعبد ان يزعم انه يتوجه الى الله سبحانه وتعالى بشيء من ذلك انما يقول انه يحب الله ويوده لكن لا يجوز ان يقول انه يعشقه كما يفعل بعض الناس يسمي عاشق الله او عاشق الهي او انني اعشقك يا الله هذه كلمة من كرة ولا تجوز لا سيما وان من اهل اللغة من نص على ان عشق محبة مع شهوة. ولذلك يقع العشق بين رجل وامرأة. وهذا لا شك انه لا يجوز ان يتوجه به اذا ليس الشأن ان تحب. الشأن ان تحب. ان يحبك الله سبحانه وتعالى هذا الذي ينبغي عليك يا عبد الله ان تجتهد في حياتك كلها في الوصول اليه. الحياة ما هي الا ساحة عمل وابتلاء وامتحان العبد الى ربه سبحانه وتعالى. اذا الذي ينبغي ان يراعى مقام الادب. مع الباري سبحانه وتعالى في هذا المقام ولنعلم يرعاكم الله ان متعلقات محبة الله سبحانه وتعالى متعددة فالله جل وعلا يحب اعمالا ويحب اشخاصا ويحب بقاعا فالله جل وعلا يحب اعمالا فهو يحب الحسنات الاعمال الصالحة وما تقرب الى الله عز وجل احد بشيء احب اليه مما افترض سبحانه وتعالى اذا الله جل وعلا يحب اعمالا وكل الحسنات التي حث عليها وامر بها فانه يحبها سبحانه وتعالى ولاجل ذلك امر بها. ولذلك قلنا فيما مضى ان الارادة الشرعية ملازمة للامر والامر ملازم للارادة الشرعية. اليس كذلك؟ كل ما امر الله عز وجل به شرعا فانه فانه مراد له شرعا. والاراد والارادة الشرعية قلنا انها مرادفة للمحبة كذلك يحب الله جل وعلا اشخاصا فهو يحب انبيائه ويحب المتقين يحب المحسنين ويحب الصابرين كذلك يحب سبحانه وتعالى بقاعا كما اخبر نبيه صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم في الصحيح ان احب البقاع الى الله عز وجل مساجدها فالمساجد احب البقاع الى الله عز وجل. كما ثبت عند الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن مكة والله والله انك لخير ارضي الله. واحب ارض الله الى الله. ولولا ان قومي اخرجوك منك ما خرجت فمكة محبوبة الى الله سبحانه وتعالى. الى غير ذلك مما ورد و اذا علمنا هذا فينبغي ان نعلم ايضا ان محبة الله سبحانه وتعالى تتفاوت ببعض الاعتبارات. محبة الله جل وعلا تتفاوت ببعض الاعتبارات من ذلك ان حكم العمل مما تتفاوت محبة الله سبحانه وتعالى له بحسبه. ولذا الواجب احب الى الله سبحانه وتعالى من المندوبات. قال جل وعلا في الحديث القدسي وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. اذا بحسب جنس العمل او حكمه تفاوت المحبة. كذلك تتفاوت محبة الله سبحانه وتعالى بحسب الصفة التي يتصف بها العامل. بحسب الصفة التي يتصف بها العامل. ولذا قال صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله عز وجل من المؤمن الضعيف وفي كل خير اذا تفاوتت محبة الله سبحانه وتعالى لعباده بحسب هذه الصفة وهي صفة القوة المؤمن القوي خير واحب الى الله عز وجل. ايضا تتفاوت محبة الله عز وجل. بحسب الصفات التي يتصف بها العمل. قلنا حكم العمل؟ والصفة التي يتصف بها العامل والصفة التي يتصف بها العمل. ومن ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما سئل عن احب العمل الى الله او احب الاعمال الى الله؟ قال ادومها. وان قل ما ثبت في الصحيحين اذا اتصاف العمل بالمداومة يجعله احب الى الله سبحانه وتعالى وهذا باب حري ان يتأمله المسلم. فكم جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم احب العمل الى الله احب الاعمال الى الله فالاذكياء الحريصون على ارتقاء اعلى الدرجات ونيل اعظم الاجور عليهم ان يتتبعوا مثل ذلك. وان يحرصوا على ملازمته والقيام به. ايضا محبة الله عز وجل بحسب الزمان الذي يقترن به العمل. كما ثبت في البخاري وغيره من قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه العشر يعني عشرة ايش؟ عشر ذي الحجة. اذا هذه بعض الاعتبارات التي تفاوتوا محبة الله سبحانه وتعالى لمحبوباته بحسبها. و ينبغي علينا ان نراعيها ان نتأملها في النصوص وان نحرص على ان نقتنص طه في افعالنا ما استطعنا. الذي ينبغي عليك يا رعاك الله ان تحرص على التأمل في هذا الموضوع العظيم. وهو محبة الله سبحانه وتعالى وكيف تنال محبته تبارك وتعالى؟ قال اهل العلم ليس شأن ان تحب انما الشأن ان تحب ليس الشأن ان تحب انما الشأن ان تحب. الشأن ان الله فاذا وصلت الى ذلك وصلت الى وصلت الى السعادة بحذافيرها. واعلم ان قد ان من الناس من قد يحب الله لكن الله لا يحبه. بعض الناس قد يحب الله. ولكن الله لا ايحبه بل يبغضه؟ قال سبحانه وتعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه بالله هؤلاء المشركون هل هم يحبون الله؟ اي والله انهم يحبون الله لان الله قد قال ذلك كحب الله يحبون معبوداتهم والهتهم كما يحبون الله. اذا هم محبون لله؟ لكن هل يحبهم الله؟ والله لا يحبهم الله. لان الله اخبرنا انه لا يحب الكافرين لكي تصل الى هذه الرتبة المنيفة. ان يحبك الله سبحانه وتعالى. عبد الله الله ما خلق قلبك الا لكي تعرف ربك وتحبه. ما خلقك الله اخلقك ما خلق الله قلبك لكي تنشغل بغير ذلك ولكي يمتلئ بمحبوبات سواه لا والله كما ان كلك ما خلقت الا لهذا هذه قضية لابد ان يستوعبها الانسان جيدا قلبك خلق لاجل ان يحب الله. ليمتلئ بحب الله ولسانك ما خلقه. الا لكي تذكر الله. عينك ما خلقت. الا لكي تتأمل في الله المتلوة والمخلوقة في هذا الكون الفسيح. يدك ما خلقك ما قال الله الا لاجل ان تستعملها في طاعة الله. تقبض عليها في صلاتك في هيئة ذل لله. وتعطي فيها او بها صدقاتك وزكواتك. وتعين بها في سبيل الله عز وجل. وتأمر بها وتنهى بها ها هذا الذي لاجله خلق الله عز وجل يدك قدماك ما خلقت للعب قدماك انما خلقت لكي تنتقل بها الى بيوت الله والى المواضع التي يحبها الله لكي تطوف وتسعى وتقيم شعائر الله عز وجل من خلالها. ركبتاك مفاصلك. خلقت لكي تسجد لله وتركع لله اذا انت كلك انت في جميعك انما خلقت لله عز وجل لاجل ان تؤدي عبادة الله وما خلقت الجن والانس وانت من الانس. الا ليعبدون. قف ولا تعجل عند قول الله عز وجل قل ان صلاتي ونسكي ومحياي قف كثيرا عند قوله ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. اذا هذا الامر وهو ان يحبك الله سبحانه وتعالى حري ان تفرغ له كلك عقلك وقلبك وتفكيرك واهتمامك ووقتك حتى تنال هذا الامر العظيم. الذي ان فاتك فاتك كل شيء. بالله عليك ما قيمة حياتك؟ ان لم يحبك الله. انه الفشل حياتك لا قيمة لها تدري ماذا يعني ان لا يحبك الله؟ انه الظلام. وانه التعاسة. وانه الحسرة. وانه قسارة يعني انك فشلت في هذه الحياة لا قيمة لحياتك. كل شيء لا قيمة فله بالنسبة لك لو فقدت محبة الله اما لو من الله عز وجل عليك بمحبته فهنيئا لك يا عبد الله والله لقد حيزت لك السعادة بحذافيرها. يحبك الله؟ انت العبد الضعيف المقصر الذي لو لم يتداركها الله عز وجل برحمته فانك خاسر ضال. والعصر ان الانسان في خسر يا عبادي كلكم ضال الا من هديته اذا انت على علاتك وعجرك وبجرك يحبك الله هنيئا لك اذا تتبع في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم تلك المواضع التي فيها بمن يحب. والله انها في كتاب الله ليست عبثا. ان مررت بها قف تأمل وعد بالنظر الى نفسك. وقس نفسك بما تقرأ. الله يحب المتقين. والله الله يحب المحسنين. والله يحب المقسطين. والله يحب الصابرين. والله يحب التوابين والله يحب المتطهرين. والله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص والله يحب الاذلة على المؤمنين الاعزة على الكافرين الذين يجاهدون في سبيل الله ولا لا يخافون لومة لائم. الله يحب الذين يتبعون النبي محمدا صلى الله عليه وسلم. وهذه هي الجامعة لكل ما سبق قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني احببكم الله. هذه الجائزة العظيمة التي هي خير من الدنيا وما فيها. ان يحبك الله ان تسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم. تقتفي اثاره تنهج سنته عليه الصلاة والسلام تقول في الموضع الذي قال وتفعل في الموضع الذي فعل وتترك في الموضع الذي ترك تتابعه عليه الصلاة والسلام في الدقيق والجليل. ابشر حينها بمحبة الله. والله ان الله لا يخلف الميعاد هذا وعد الله والله لا يخلف الميعاد. ان اتبعت النبي صلى الله عليه وسلم في شأنك كله فسيحبك الله سبحانه وتعالى. اذا هذا مقام عظيم يا اخوة. ينبغي علينا ان نعقد عليه بالخناصر وان نشد عليه بالنواجذ. وان نجعله اخيتنا وان نهتم به غاية اهتمام الى متى وقلوبنا في غفلة؟ وحياتنا في ضياع ولا نعطي هذا الموضوع القدر الذي تحقه من الاهتمام؟ هل يحبني الله؟ او لا يحبني الله هذا سؤال ينبغي ان نتوجه به الى انفسنا في كل يوم. في كل حال اتأمل في احوالنا ونحرص على ان نتتبع الاسباب التي يحبنا الله لاجلها فعسى ولعل فان الله كريم ودود رحيم لطيف رحمته وسعت كل شيء سبحانه وتعالى وحذاري من الاسباب التي اخبر الله انه لا يحب اصحابها. هذه ايضا ما ذكرت عبثا. ان اخبر الله انه لا يحب الكافرين فحذاري من الكفر. حذاري من الشرك بالله. ان اخبر الله انه لا يحب المعتدين. اياك ثم واياك ان تعتدي على عباد الله ان اخبر الله انه لا يحب الظالمين حذاري ثم حذاري من اذا هذا الموضوع موضوع عظيم ومهم. والكلام فيه على كل حال طويل و المقصود من ذلك ان اهل السنة والجماعة يثبتون لله عز وجل صفة المحبة على ما يليق به تبارك وتعالى والمؤلف رحمة الله تعالى عليه اخبر بي خلاصة مذهب اهل السنة في هذا المقام بان الله عز وجل يحب اولياءه وهم يحبونه ومحبته ليست مقتصرة على اوليائه. لكن ذكر هذا على سبيل التمثيل. والا قلنا انه يحب اولياءه يعني يحب اشخاصه اخبر بمحبتهم كما انه يحبه اعمالا كما انه يحب بقاعا الى غير ذلك ذلك مما جاء في النصوص والعلم عند الله عز وجل نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اؤمن بان الله تعالى يرضى ما شرعه من الاعمال والاقوال ويكره ما نهى عنه منها. قال تعالى ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وان تشكروا يرضاه لكم. فقال تعالى ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم. وقيل اقعدوا مع القاعدين اردف المؤلف رحمه الله كلامه عن صفة المحبة بالكلام عن صفة الرضا والكره منه سبحانه وتعالى. والقاعدة في هذا الباب واحدة. كل صفات الله عز وجل الوالدة في الكتاب والسنة يجب علينا معشر المسلمين المؤمنين الذين شهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. يجب علينا ان نؤمن بذلك ايمانا لا يخالطه ادنى شك نعم الله يحب قطعا والله يرضى قطعا. والله يكره قطعا. وهذه الصفات وامثالها تضاف الى الله سبحانه وتعالى على ما يليق به بحيث يعتقد الانسان ان الله عز وجل منزه ان ان يكون فيها مماثلا للمخلوقين. اذا الله عز وجل يرضى. قال سبحانه وتعالى وان تشكروا يرضه لكم. والايات في هذا على كل حال عديدة. رضي الله عنهم عنه لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة كذلك الكره فالكره يقابل الرضا ويدل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم ان الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا. اذا يذكره مقابلا ليه؟ الرضا كذلك ثبت في صفات الله عز وجل صفة السخط او السخط وهذه ايضا مقابلة للرضا. لان الله سبحانه وتعالى قد اخبر بذلك ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه. قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم واعوذ برضاك من سخطك فقابل بين بين الرضا والسخط الله عز وجل يرضى اذا شاء ويسخط اذا شاء ويكره اذا شاء. نعوذ به من سخطه ونعوذ به من كراهته الكلام في هذه المسألة يتوجه اليه ما سبق من انه ينبغي على العاقل الحصيف ان يتتبع المواضع التي اخبر الله عز وجل فيها انه يرضى عن اهلها او انه يسخط ويكره اهلها حتى يكون عاملا بما يرضى وتاركا لما يكره ويسخط سبحانه وتعالى. والله عز وجل اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بان الله تعالى يرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات قال تعالى رضي الله وعنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه كأن المؤليف رحمه الله اشار اولا برضاه عن الاعمال. والان تار الى رضاه عن العاملين في السابق اخبر انه يرضى ما شرعه من الاعمال والاقوال ويكره ما نهى عنه وان تشكروا يرضه لكم. والان يتكلم عن العاملين. فالله يرضى عن العمل ويرضى عن العامل ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه وكذلك كما ذكرناه رضي الله عنهم ورضوا عنه. ولقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة. الى اخره ما جاء في هذا المقام مقصود ان اهل السنة والجماعة يثبتون رضا الله عز وجل الله لا يشبه رضا المخلوقين رضا يليق به سبحانه وتعالى كما قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته والله يغضب ويرضى لا كاحد من الورى والله يغضب ويرضى لا كاحد من الورى وهذا اه هو اه لسان مقال حال كل اهل السنة والجماعة جميعا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بان الله تعالى يغضب على من يستحق الغضب من الكافرين وغيرهم. قال تعالى الضانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم. فقال تعالى ولكن منشرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم مم كذلك يعتقد اهل السنة والجماعة بان الله سبحانه وتعالى يغضب اذا شاء. وغضبه لا كغضب المخلوقين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. غضب الله سبحانه وتعالى ليس اه مقرونا بطيش او ظلم او سفه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا انما هو غضب مقرون بعدل الله سبحانه وتعالى وحكمته. فهذه الصفة في حق الله سبحانه وتعالى كمال بل ذلك اعظم ما يكون من الكمال غضب لا يناله ادنى آآ سوء او نقص او شر. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ومما علينا ان نعتقده ايضا ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كما وفي صحيح مسلم انه نعم كما ثبت في الصحيحين. ان رحمة الله عز وجل غلبت غضبه نؤمن بثبوت الغضب لله سبحانه وتعالى متى شاء. هذه صفة اختيارية لله تبارك وتعالى متعلقة بالمشيئة ومع ذلك نؤمن ان رحمته غلبت غضبه و علينا ايضا ان نؤمن بان غضب الله سبحانه وتعالى يتفاوت. فقد يغضب في وقت غضبا اشد من الغضب الذي يكون في وقت اخر. كما ثبت في الصحيحين في حديث الشفاعة حينما يقول الانبياء والرسل الكرام الذين يسألهم الناس الشفاعة ماذا يقولون ان ربي كل واحد يقول ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله نعوذ بالله منا ان ينالنا غضب الله غضب عظيم لم يغضب قبله مثله ولن يغضب وبعده مثله الله المستعان. اذا غضب الله سبحانه وتعالى يتفاوت. ومما يدلك على ان هذه الصفة اختيارية هذا الحديث ان الله غضب اليوم او ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله اذا يخطئ خطأ عظيم. من يعتقد ان الغضب صفة من يعتقد ان الغضب صفة ذاتية قديمة ملازمة لذات الله سبحانه وتعالى. الحديث يبين خطأ هذا المتكلم هذا الكلام بل الله عز وجل يغضب اذا شاء. اذا وجد ما يقتضي غضب الله سبحانه وتعالى ومن ذلك يوم القيامة من ذلك يوم القيامة. المقصود ان الله سبحانه وتعالى متصف بصفتي الغضب كما اخبر عن نفسه باتصافه بصفة قريبة في المعنى قريبة في المعنى منها من هذه الصفة وهي صفة الاسف المقت اشد البغض. هذه نقولها اذا كان الكلام في البغض اما في الغضب فالقريب في المعنى من الغضب الاسف فلما اسفونا انتقمنا منهم واعلم يا رعاك الله ان الاسف يأتي في اللغة على معنيين. يأتي على معنى وهذا الذي اخبر الله سبحانه وتعالى اتصافه به على ما يليق به سبحانه وتعالى. اسف يليق بالله لا كأسف المخلوقين ويأتي الاسف على معنى الحزن وقال يا اسفا على يوسف وهذا لا يضاف الى الله سبحانه وتعالى. اولا لعدم الورود وثانيا لان المعروفة عن هذه الصفة انها ملازمة للنقص والضعف. والله عز وجل هو القوي. اذا الاسف وها هنا بمعنى الغضب او قريب من معنى الغضب والله سبحانه وتعالى اعلم. قال رحمه الله يغضب على من يستحق الغضب من الكافرين وغيرهم الظانين بالله ظن السوء قبل هذه الاية يعني قبل هذا الموضع قال سبحانه وتعالى ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ما صفتهم الظانين بالله ظن السوء. وظن السوء ظابطه هو ظن ما لا يليق بالله وتحت هذا صور كثيرة. وما اكثر الواقعين فيها مع الاسف الشديد ظنوا ما لا يليق بالله سبحانه وتعالى هو ظن السوء الذي غضب الله تبارك وتعالى الذي غضب الله سبحانه وتعالى على اهله فحذار من ان تظن بالله عز وجل ما لا يليق به الذي ينبغي عليك ان تكون حسن الظن بالله عز وجل ولا سيما عند قرب حلول الاجل ان هذا موضع ينبغي على الانسان فيه ان يحقق حسن ظنه بالله. قال صلى الله عليه وسلم لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن في ربه اخرجه مسلم. هذا موضع عظيم ينبغي ان يربي الانسان نفسه عليه حتى اذا كانت تلك اللحظات الحرجة كان العبد حسن الظن بالله عز وجل وفي كل حال عليك ان تكون حسن الظن بالله. قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا كما في الصحيحين قال انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. وفي رواية انا عند ظن عبدي بي ان خيرا فخير وان شرا فشر. حسن الظن بالله هو ان تتوقع جميلة من الله ان تتشوف الى الى الكرم ان تتشوف الى التيسير ان تفتح امامك ابواب والرزق منه سبحانه وتعالى. هذا هو حسن الظن بالله عز وجل. لا كذاك الذي اظلم قلبه فلا يظن في ربه هذا الظن الحسن بل لسان حاله او لسان مقاله والعياذ بالله ظن السوء والشر وتوقع السوء من قبل الله سبحانه وتعالى. فهذا يناله مثل هذا الذي ظنه ان خيرا فخير قال صلى الله عليه وسلم عن ربه وان شرا فشر. اذا احسنوا الظن بالله. وابشر بالخير ينالك من جوده وكرمه ورحمته ولطفه ما هو جدير به سبحانه وتعالى والكلام على كل حال سهل. لكن تحقيق هذا المعنى في القلب لا شك انه يحتاج الى مجاهدة عظيمة في كل حال. في كل وقت تكون محسن الظن بالله عز وجل. مهما اضطربت الامور وساءت الاحوال في حال المرض في حال الفقر في حال نزول المصائب حلى موت الحبيب او فقدان المال او ما شاكل ذلك من هذه المصائب يأتي الايمان الصادق الذي يبث في نفس صاحبه حسن الظن بالله عز وجل لانه يعتقد ان ربه ومولاه اكرم الاكرمين. وارحم الراحمين الذي هو احسن تقديرا للعبد من تقديره لنفسه. ولذلك هو واثق ومطمئن لكن النفس ولا ينتظر من ربه الا ما هو الخير والا ما هو الجميل. هكذا شأن اهل الايمان. ينبغي علينا ان نجاهد انفسنا للوصول الى هذا المقام العظيم اما هؤلاء فليبشروا بغضب الله الذين هم من الظانين من الظالمين بالله ظنت السوء. نعوذ بالله من هذه الحال. اي مصيبة اعظم؟ من ان غضب الله عز وجل على العبد. ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى. الله اكبر. نعوذ بالله من هذه الحال. اذا حل غضب الله عز وجل في انسان. فانا لله وانا اليه راجعون. ماذا ينتظر وماذا يتوقع؟ المقام ولا شك مقام عظيم. نعوذ برضاه من سخطه جل ربنا وعز نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بان لله تعالى وجها موصوفا بالجلال والاكرام قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. انتقل المؤلف رحمه الله الى اثبات صفة الوجه لله تبارك وتعالى. ارى ان الوقت قد داهمنا. فلعلنا نؤجل الكلام وفي ذلك الى درس غد ان شاء الله. ونسأله الاعانة والتوفيق والسداد وان يجعل هذا الكلام حجة للقائم حجة للسامع والا يجعله حجة عليهما ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان