انظر الى هذا التعظيم في خمسة مواضع في هذه الاية صح ولا لا وهذا كثير في النصوص اذا لما كان المضاف اليه ضمير جمع ناسب ان يكون المضاف جمعا و كان يسأل ربه نيل هذه الرؤية هذه الرؤية لها لذة عظيمة تفوق كل اللذات نعيم اعظم من كل النعيم وهذا ما ثبت في سنن النسائي من حديث عمار ابن ياسر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة ونؤمن بان لله تعالى وجها موصوفا بالجلال والاكرام. قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما كثيرا اما بعد فانتقل المؤلف رحمه الله الى بيان معتقد اهل السنة والجماعة في اثبات صفة الوجه للبارئ جل وعز فقال رحمه الله ونؤمن بان لله تعالى وجها موصوفا بالجلال والاكرام واستدل على هذا بقوله تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام والادلة على ثبوت الوجه لله سبحانه وتعالى ادلة كثيرة والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم انما نطعمكم لوجه الله في نصوص كثيرة في الكتاب والسنة تدل على ثبوت صفة الوجه الموصوف بالجلال والاكرام نذي الجلال والاكرام و الذي علمناه من الادلة ان وجه الباري سبحانه وتعالى موصوف بصفات منها انه ذو الجلال والاكرام ويدل على هذا قوله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فقوله ذو الجلال والاكرام صفة للوجه او لقوله ويبقى وجه ربك صفة للوجه لان ذو الجلال والاكرام مرفوع بالتالي يكون صفة لقوله ويبقى وجه بخلاف ما جاء في قوله سبحانه وتعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام فقوله ذي الجلال والاكرام صفة للرب سبحانه وتعالى فوجه الله عز وجل هو الموصوف بكونه ذا الجلال والاكرام ايضا وجه الله سبحانه وتعالى موصوف بان له سبحات والدليل على هذا ما ثبت في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه من تعى اليه بصره من خلقه سبحات وجهه يعني بهاؤهم وجلاله ونوره سبحانه وتعالى فهذا يدلك على ان هذه الصفة صفة عظيمة تليق بالله تبارك وتعالى حتى ان وجه الله سبحانه وتعالى لو لم يكن دونه حجاب النور لاحترق كل شيء من مخلوقات الله سبحانه وتعالى لهذه الشبحات العظيمة بوجه الباري جل وعلا. ايضا وجه الله سبحانه وتعالى موصوف بان له حجابا من نور كما مر معنا في هذا الحديث حجابه النور ايضا وجه الله سبحانه وتعالى عليه رداء الكبرياء ويدل على هذا ما ثبت في صحيح مسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم جنتان من فضة انيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب انيتهما وما فيهما وليس بين القوم وان يروا ربهم الا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن والحديث في مسلم وايضا في البخاري فهو مخرج في الصحيحين اذا هذا ما علمنا من صفة وجه الله سبحانه وتعالى واهل السنة والجماعة يثبتون هذا الله عز وجل موصوف بالوجه حقيقة وهو وجه يليق به تبارك وتعالى لك اوجه المخلوقين يتنزه سبحانه وتعالى عن ان يكون وجهه كاوجه المخلوقين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. سبحانه وتعالى وان من الالحاد في ايات الله عز وجل ومن الخطأ الجسيم ان يفسر وجه الله جل وعلا بذاته انما يقال ويبقى وجه ربك فيفسر الوجه بماذا؟ بالذات هذا من الالحاد في ايات الله جل وعلا ومن تحريف الكلم عن مواضعه الوجه ليس هو الذات. ولا يجوز ان يفسر بذلك والذين قالوا هذا انما قالوه عن مرض عن مرض وقع في نفوسهم وهو مرض التشبيه ظنوا ويا بؤس ما ظنوا ان اثبات الوجه لله تبارك وتعالى يقتضي حصول المشابهة والتمثيل بينه وبين خلقه فيقول هؤلاء لا نعقل من له وجها الا وهو مخلوق فاذا كان لله وجه حقيقة فهذا يقتضي مماثلته للمخلوق وهذا لا شك انه راجع الى خلل في منهج التلقي والتعظيم للنصوص عند هؤلاء لو ان هؤلاء قدروا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حق قدرهما ما قالوا هذا الذي قاله والعجيب انهم ما صنعوا شيئا لانه اذا كان اثبات الوجه في زعمهم يقتضي التشبيه فاثبات الذات يقتضي التشبيه اذا قالوا لا نعقل من له وجها الا وهو مخلوق فاننا نقول ولا نعقل نقول على سبيل التنزل ولا نعقل من له ذات الا وهو مخلوق الشيء الذي فروا منه وقعوا فيه ثم هؤلاء المخلوقون لهم اوجه مختلفة لم تتماثل ولم تتشابه الم ترى اننا نقول وجه الفيل ونقول وجه النملة ونقول وجه النهار امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار ونقول وجه القوم جاء وجه القوم وجاء وجوه القوم ونقول وجه القول او وجه الرأي اليست هذه اوجه اليست هذه اوجها هل هي متماثلة لا والله ليست متماثلة انما الوجه في كل موضع بحسبه الوجه في كل موضع بحسبه فوجه النملة يليق بالنملة ووجه الفيل يليق بالفيل ووجه النهار يليق بالنهار ووجه القوم يليق في القول بالقوم وهلم جرة اذا زعم القوم ان ثبوت الوجه لله سبحانه وتعالى يقتضي حصول المشابهة او على الاقل يوهم ذلك لا شك انه من الخطأ بين الذي لا يجوز ان يقال في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويال الله العجب اين وجدوا في وجوه المخلوقين وجها موصوفا بالجلال والاكرام وجها له صفحات عظيمة وجها له حجاب من نور او عليه رداء من كبر اين وجدوا هذا حتى يقولوا ان اثبات الوجه يقتضي التمثيل لا شك ان هذا من التحريف المقيت الذي لا يجوز لمؤمن ان يقول به البتة انما نثبت لله سبحانه وتعالى ما اثبت لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم نسلم ونوقن ونصدق دون ان نخوض في تكييف او نخوض في تحريف لو قيل لنا الله موصوف بالوجه فكيف وجهه ماذا نقول قل هذا السؤال ممنوع وهذا السائل ما قدر الله حق قدره حتى يسأله كيف وجه الله عز وجل فان الله سبحانه وتعالى في ذاته غيب بالنسبة لنا فلا نعرف كيف ذاته فكيف نعرف كيف صفته فالكيف غير معقول لوجه الله كيفية لكننا لا نعقلها لا ندري عنها المقصود ان ثبوت الوجه شيء قطعي لا شك فيه و الادلة في ذلك كثيرة في الكتاب والسنة استدل المؤلف رحمه الله على ثبوت الوجه لله جل وعلا بهذه الاية ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وسبقها قوله تعالى كل من عليها فان و الشعبي رحمه الله يقول اذا قرأت هذه الاية فصل ولا تقف كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام يعني اذا قرأت هاتين الايتين فصل بينهما ووجه ذلك ان تمام الكمال والمدح انما يكون بالوصل تمام كمال الله عز وجل انما يكون ببقائه بعد ثناء المخلوقات وقد علق على هذا ابن القيم رحمه الله بانه من الفقه في كتاب الله بانه من الفقه في كتاب الله ولكن الذي يظهر والله تعالى اعلم ان اتباع السنة اولى فانه قد ثبت في حديث ام سلمة رضي الله عنها في وصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان يقطع قراءته فيقرأ اية اية اذا الاولى للانسان ان يقف عند نهاية الاية كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وان وصل فلا حرج ان وصل فلا حرج فيبقى البحث في معنى هذه الاية فان من الناس اتمنى تكلم في هذا المقام و استعمل اه من الكلمات ما لا ينبغي ان يستعمل في هذا المقام كأن يقول هذا كأن يقول ان هذا من آآ ذكر الجزء وارادة الكل ولكن هذا لا ليس من الادب مع مقام الربوبية لله سبحانه وتعالى كلمة الكل والجزء مثل هذا لا ينبغي للانسان ان يتفوه به في حق الله سبحانه وتعالى انما الحق في هذا المقام ان يقال هذه الاية لها دلالتان دلالة بالمطابقة ودلالة باللزوم ماذا دلالة بالمطابقة ودلالة باللزوم اما دلالة المطابقة فانها بينت لنا ان وجه الله سبحانه وتعالى باق ودلالة اللزوم انه هو سبحانه وتعالى باطن فيلزم من بقاء وجهه بقاؤه هو سبحانه وتعالى لان وجه الله عز وجل صفة له والصفة قائمة بالموصوف فاذا بقيت الصفة فالموصوف باقة اذا ينبغي ان نلاحظ هذا الامر وهو اقرار وامرار واثبات الدلالتين دلالة المطابقة ودلالة اللزوم وقل مثل هذا مثلا في قوله تعالى والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم انما نطعمكم لوجه الله فما معنى نطعمكم لوجه الله الجواب ان يقال في هذه الاية كما قلنا قبل قليل هذه لها دلالتان دلالة المطابقة اننا نطعم لوجه الله سبحانه وتعالى ودلالة اللزوم اننا نطعم له سبحانه وتعالى وبيان ذلك ان من سنن كلام العرب انهم يذكرون الوجه والمراد الذات تشريفا وتعظيما يقول فعلت هذا لوجهك والمراد لاجلك فهم يذكرون الوجه تشريفا وتعظيما لان الوجه اشرف ما في الذات هذا الذي يعرفه الناس فيما بينهم والقرآن جاء بلسان العرب و ذكر بعض اهل العلم ها هنا نكتة لطيفة وهي ان المؤمنين حينما قالوا انما نطعمكم لوجه الله كانهم يقولون انما نطعمكم ونحن نرجو لقاء الله عز وجل ورؤية لوجه الله التي هي اعظم نعيم اهل الجنة انما نطعمكم ونحن نرجو لقاء الله ونيل هذا الثواب وهو رؤية وجه الله سبحانه وتعالى انما نطعمكم لوجه الله وهذه نكتة لطيفة في هذه الاية هو ما شابهها في كتاب الله سبحانه وتعالى والمقصود ان الله عز وجل موصوف بالوجه ورؤية وجه الله عز وجل اعظم نعيم اهل الجنة والنبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهما بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وفيه واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك اعظم نعيم اهل الجنة هو رؤية وجه الله سبحانه وتعالى مع حلول رضوانه ورضوان من الله اكبر والله عز وجل اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بان لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين. قال تعالى بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء. فقال تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. سبحانه وتعالى عما يشركون ثم بين المؤلف رحمه الله معتقد اهل السنة والجماعة في صفة اليد لله جل وعلا فقال ونؤمن بان الله تعالى بان لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين الوجه واليد وما سيأتي من صفة العين كل تلك من الصفات الذاتية لله تبارك وتعالى و من كان يؤمن بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ويصدق بذلك فانه يثبت لله سبحانه وتعالى ذلك حقيقة ويستيقظ بهذا يقينا لا ينتابه شك واذا كان يؤمن بقوله تعالى ليس كمثله شيء وقوله ولم يكن له كفوا احد وقوله هل تعلم له سميا؟ فانه سيعتقد ان وجه الله لا يشبه اوجه المخلوقين وان يد الله عز وجل لا تشبه ايدي المخلوقين وان عينه سبحانه وتعالى لا تشبه اعين المخلوقين هذا ما عليه اهل التسليم وما عليه اهل القلوب السليمة الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بان له يدين فنحن نعتقد ذلك قال سبحانه وتعالى بل يداه مبسوطتان و الذي اخبر بهذا هو الاعلم بنفسه سبحانه وتعالى كذلك اثبته له اعلم الخلق به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الدليل على ثبوت اليدين ما اورده المؤلف رحمه الله تعالى من قوله بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ويدل على ذلك ايضا قوله تعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي ثبوت اليدين لله تبارك وتعالى شيء قطعي لا شك فيه والادلة على هذا كثيرة ذكر ابن القيم رحمه الله ان ثبوت اليد لله تبارك وتعالى وما لها من صفات جاء في الكتاب والسنة واقوال الصحابة والتابعين في نحو مئة موضع كلها دالة على ثبوت هذه الصفة على ما يليق بالله تبارك وتعالى ويداه سبحانه وتعالى موصوفتان باليمن والبركة تداني عظيمتان كريمتان كما قال المؤلف رحمه الله ولذلك عند الترمذي باسناد صحيح ان ادم عليه الصلاة والسلام قال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة يعني موصوفة موصوفتان باليمن والبركة ويدل على انهما يدان كريمتان قوله تعالى بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء فالله سبحانه وتعالى كريم سبحانه جل وعلا ويداه مبسوطتان بالنفقة على المخلوقين المؤلف رحمه الله وبين ان المعتقد الحق في هذا المقام انهما يدان لله تبارك وتعالى نعتقد ان لله يدين قد يقول قائل وماذا نصنع بقول الله جل وعلا تبارك الذي بيده الملك فها هنا ذكر يدا مفردة المؤلف رحمه الله يقول انهما يدان واستدل على هذا وفي القرآن ما يدل على ان اليد مفردة هكذا يتوهم بعض الناس من حصول الاشكال والجواب عن هذا ان يقال ان قوله تعالى تبارك الذي بيده الملك هذه الكلمة بيده مفرد مضاف وقد علمنا في دروس اصول الفقه ان المفرد المضافة يعم من الفاظ العموم وبالتالي فان قوله بيده لا يدل على ان اليد مفردة واحدة انما يدل على ثبوت جنس اليد يعني كل ما ثبت لله سبحانه وتعالى من هذه الصفة سواء كانت يدا او يدان او اكثر انما المفرد المضاف يدل على ثبوت جنس الصفة وبالتالي فانه لا تعارض بين الافراد والتثنية فاذا قال لنا وماذا نصنع بقوله تعالى عملت ايدينا فها هنا ذكرت اليد ماذا؟ مجموعة فهل ثمة تعارض بين الجمع والتثنية؟ لقوله بل يداه؟ الجواب ليس ثمة تعارض بحمد الله اما توجيه هذا الجمع فانه يرجع الى اوجه منها ان اقل الجمع اثنان ومنها ان الجمع في هذه الاية انما كان لمناسبة اللفظ وفي هذا نكتة بلاغية وجه ذلك انه لما كان المضاف اليه ضمير جمع ناسب ان يكون المضاف جمعا الله سبحانه وتعالى اخبر عن نفسه بضمير الجمع عملت ايش ايدينا الله عز وجل يخبر عن نفسه لفظ التعظيم او ضمير التعظيم انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون هذا له على كل حال نظائر هذا له نظائر سواء كان في القرآن او في السنة او في كلام العرب وهناك توجيه ثان عفوا توجيه ثالث للجمع في قوله تعالى عملت ايدينا وهو ان المثنى اذا اضيف الى ضمير تثنية او جمع فانه يجمع على الافصح المثنى اذا اضيف الى ضمير تثنية او جمع فانه يجمع على الافصح و هذا له امثلة حملت ظهورهما اه سوءاتهما ما شكل ذلك من الفاظ جاءت في الكتاب والسنة اذا لا تعارض بين الافراد والتثنية والجمع. الافراد يراد به ثبوت جنس الصفة كما تقول هذا اه التوجيه في قوله تعالى مثلا احل لكم ليلة الصيام. هل المقصود ليلة واحدة نعم لا كذلك في قوله تعالى وان تعدوا نعمة الله ليست نعمة واحدة انما هذا تدل على ثبوت جنسي النعم كل النعم لا يمكن احصاؤها لله سبحانه وتعالى و الجمع على ما ذكرت لك من هذه الاوجه الثلاثة واما التثنية فانها نص في افادة انهما يدان و التثنية لا يمكن ان يدخلها ادنى اشتباه لا يمكن ان يدخلها ادنى اشتباه اذا الله سبحانه وتعالى ثبت ان له يدان وان يديه كريمتين عظيمتين موصوفتان موصوفتين باليمن والبركة وما قلناه في الوجه يقال ها هنا ايظا في اليد فان من الناس اتمنى يكون في نفسه شيء من الحرج نسأل الله العافية من اثبات اليد لله تبارك وتعالى وذلك انه قد سبق الى ذهنه من معنى اليد ما يتصف به المخلوق فيستعظم ان يصف الله تبارك وتعالى بذلك وهذا كما ذكرت خلل عظيم واشكال كبير والحق الذي لا شك فيه ان يد الله سبحانه وتعالى لائقة به ليست كايدي المخلوقين ولا يمكن ان يظن هذا الظن لان ليس هناك شيء يوهم هذا التشبيه البتة الله سبحانه وتعالى قد وصف هاتين اليدين بصفات تمنع توهم التشبيه اطلاقا تأمل مثلا في قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه اين وجد في المخلوقات ما هو متصف بيد هذا شأنها تقبض الارض وتطوي السماوات كما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى يقبض الارض يوم القيامة ويطمئ ويطوي السماء بيمينه ويقول انا الملك اين ملوك الارض اين وجدنا يدا في المخلوقين يكون منها هذا الامر انها تقبض الارض وتطوي السماء يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب سبحان الله العظيم اذا لا يمكن ان يقع ادنى توهم لان تكون يد الله عز وجل مشابهة لايدي المخلوقين فنحتاجه ان نقفز على هذا بالتأويل والتحريف والامر كما ذكرته انفا اذا كانت ايدي المخلوقين متفاوتة لا تماثل بينها فكيف بين يدي الله عز وجل ويد المخلوق. كيف يتوهم التمثيل اذا كنا نقول يد الفيل ويد النملة ويد الانسان ويد الباب هذه ايدي ومع ذلك ما تشابهت فاليد في كل موضع بحسبها ويد الله سبحانه وتعالى لائقة به ليس لها ادنى مشابهة ليس لها ادنى مماثلة بايدي المخلوقين. ليس كمثله شيء و العصمة يا اخوة في هذا الباب ان يستحضر الانسان ثلاثة اسس يبني عليها معتقده في باب الاسماء والصفات انتبه لها اولا الايمان بكل ما ثبت في الكتاب والسنة من اسماء الله تعالى وصفاته بما ان الله اخبر انه موصوف بهذه الصفة وتلك وثالثة والى اخره وكذلك كان منه صلى الله عليه وسلم ان وصف ربه بتلك الصفات اذا والله لا يمكن ان يثبت لك ايمان حتى تصدق وتوقن بما اخبر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الاساس الثاني تنزيه الله سبحانه وتعالى عن مشابهة المخلوقين كل تلك الصفات التي امنت بها يجب ان تعتقد انها لا تماثل صفات المخلوقين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هل تعلم له سميا؟ ولم يكن له كفوا احد. فلا تضربوا لله الامثال فلا تجعلوا لله اندادا الاساس الثالث قطع الطمع عن ادراك كيفية صفات الله سبحانه وتعالى اقطع جذور الطمع من قلبك ان تدرك كيفية صفة الله تبارك وتعالى انى يكون ذلك يا عبد الله والله سبحانه وتعالى ما رأيناه ولا رأينا مثيلا له وانت خبير بان الشيء الذي لا تدركهم فانه لا يمكن لك ان تدركه الا بطريق من ثلاث طرق كل ما غاب عنك ادراكه فلا يمكنك ان تصل الى ادراكه والعلم به الا بطريق من ثلاث طرق اولا ان تراه وبالتالي يخرج من حيز الغيب الى كونه شهادة الطريق الثانية ان ترى نظيرا له مشابها له فتقيس النظير على نظيره والشيء على شبيهه فتستفيد علما به والامر الثالث ان ان يأتيك عنه خبر صادق دعنا نطبق هذا فيما يتعلق باليد ارأيت لو كان هناك انسان لا يعرف كيفية يد لا يعرف ماذا كيفية يدي فانا اخرج يدي هكذا واقول هذه يدي هل عرفتها يا عبد العزيز الان عرفت يدي؟ لماذا لانك رأيته اذا اصبحت اليد الان معروفة مدركة صح ولا لا طيب نأتي الى الطريق الثانية الصحابة رضي الله عنهم هل لهم ايدي الجواب نعم الم يقل الله سبحانه وتعالى يد الله فوق ايديهم اذا الصحابة لهم ايدي طيب كيف هي ايدي الصحابة يمكن لنا ان ندرك شيئا عنها او لا اجيبوا يا جماعة طيب كيف ونحن ما رأينا الصحابة ولا رأينا ايديهم اه اذا كانوا بشرا واناسا ورجالا ونساء فهم مثلنا نقيس النظير على نظيره فنقول ايديهم تشبه هذه الايدي التي هي معنى اذا حصل لنا ادراك بالشيء الذي غاب عنا وان كان دون الذي قبله اليس كذلك فليس راء كمن سمع طيب نأتي الان الى مثال ثالث الملائكة عليهم السلام لهم ايدي؟ ما رأيكم الله اعلم ولكن هل اعلمنا الله؟ يا رجل الم يقل الله عز وجل والملائكة باسط ايديهم. اخرجوا انفسكم والسؤال كيف ايدي الملائكة من يعرف الجواب؟ والذي يعرف الجواب له جائزة. ما رأيكم لا يمكن لاحد ان يقول كيف هي يد الملائكة ان يجيب بحقه يمكن ان يتخرص ويجيب بباطل. اما ان يجيب بحق فلا يمكن لم ما رأيناه وليس لهم مشابه رأيناه فنقيس هذا على هذا اذا يد الملائكة بالنسبة لنا ماذا غيب وهذا الغيب نحن قاطعوا الطمع عن ادراكه ما احد جلس وبحث ونقر واثنى الساعات في البحث كيفية في كيفية صفة يد الملائكة صح ولا لا لان هذا شيء لا يمكن ان تصل اليه غيب ما رأيناهم ولا رأينا مثيلا لهم ولا جاءنا في الادلة كيفية صفتي بيد الملائكة وبالتالي علينا ان نسكت ولذلك هذا الذي يتكلم بالباطل لا شك انه قد وقع في امر مذموم ولذلك الله سبحانه وتعالى بين ضلال المشركين حينما خاضوا بالباطل قال سبحانه وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا ماذا قال الله اشهدوا خلقه اذا هم يتكلمون بتخرس وبباطل وليس لهذا مستند صحيح صح ولا لا اذا اذا كان هذا في حقي مخلوقين الملائكة مخلوقون عباد لله عز وجل كما نحن مخلوقون هو عباد لله عز وجل ومع ذلك ما ادركنا كيفية ايديهم فكيف يطمع الانسان ان يدرك كيفية صفة يد الله سبحانه وتعالى ثم ثبوت اليد في الملائكة ما جعلنا نتوهم ان ايديهم مثل ايدينا ما تجد احدا يقول ثبوت اليد للملائكة يدل على ان ايديهم مثل ايدينا. لاننا لا نعقل من الايدي الا ما هو كهذه احد سمعتموه قال هذا ما احد قال هذا مع انه لو قاله فيكون مخطئا لكنه خطأ لا يقارن بالخطأ في الكلام في صفة الله عز وجل. لانه يتكلم في في مخلوق هو خطأ ولا شك هو عظيم ولا شك ولكن لا احد حينما وصل الى هذه الاية قال لابد ان نؤول لان الملائكة من جنس اخر خلقت من نور ونحن خلقنا من طين. اذا لابد ان نأول ايديهم تجد كل من يمر على هذه الاية والملائكة باسط ايديهم يقر في نفسه ان الملائكة موصوفون باليد حقيقة صح ومع ذلك لا يخوض البتة ولا يستشكل ابدا ان لهم ايد انما يقول ايدي تليق بهم. كيف هي؟ ما ادري الله اعلم فلماذا لا يصنع الانسان هذا الشيء وهو اولى به في حق صفات الله سبحانه وتعالى لا يشغل نفسه ولا يستشكل ثبوت الصفات لله تبارك وتعالى لكونها اه ثابتة له سبحانه وتعالى على ما يليق به وللمخلوق من ذلك قدر مشترك يليق به مع ثبوت قدر فارق وبون شاسع بين الصفتين اذا اذا اخبر الله عن نفسه ان له عينا ان له يدا ان له وجها او انه يضحك او انه يأتي او انه ينزل او ان له قدما سبحانه وتعالى فالواجب ان نعتقد ثبوت ذلك يقينا ولا نشغل انفسنا بتكييف هذه الصفات ولا ندري ولا يجوز لنا ان نصرف هذه الادلة عن ظاهرها الذي يليق بالله سبحانه وتعالى لاجل هذه الشبهة التي هي شبهة التشبيه الحق هو في المسلك الوسط بين اناس شبه الله عز وجل بالمخلوقين وبين اناس عطلوا صفات الله سبحانه وتعالى والممثل يعبد صنما والمعطل يعبد عدما و المثبت السني يعبد الله العظيم يعبد ذا الجلال والاكرام الذي له الاسماء الحسنى والصفات العلى سبحانه وتعالى والله عز وجل اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بان لله تعالى عينين اثنتين حقيقتين لقوله تعالى واصنع الفلك باعيننا ووحينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحاء سبع لاحرقت سبحات وجهنا سبحات فاحرقت سبحات وجهي ما انتهى اليه بصره من خلقه واجمع اهل السنة على ان العينين اثنتان ويؤوي ويؤيد ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال انه اعور وان ربكم ليس باعور احسنت انتقل المؤلف رحمه الله الى الكلام عن اثبات اهل السنة والجماعة صفة العينين لله جل وعلا الدليل على ذلك قوله تعالى واصنع الفلك باعيننا ووحينا و جاء على هذا النسق وفي هذا الباب ادلة اخرى كقوله تعالى ولتصنع على عيني كذلك قوله تعالى فاصبر لحكم واصبر لحكم ربك فانك باعيننا الى غير ذلك مما جاء في الكتاب والسنة في اثبات صفة العين لله سبحانه وتعالى الكلام في هذه الصفة يحتاج الى وقت اوسع والوقت قد داهمنا نؤجل ان شاء الله تعالى الكلام عنها الى الدرس القادم بعون الله جل وعلا وتوفيقه والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين