بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعنا بعلمه يا رب العالمين. قال الشيخ محمد بن صالح بن العثيمين رحمه الله في اهل السنة والجماعة ونؤمن بان لله تعالى عينين اثنتين حقيقتين. لقوله تعالى واصنع الفلك باعين ووحينا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه واجمع اهل السنة على ان العينين اثنتين اثنتان ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال انه اعور وان ربكم ليس باعور ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره قل اعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما مزيدا اما بعد فلا يزال المؤلف رحمة الله تعالى عليه وجزاه ربي عنا خيرا يوالي في ذكر صفات الله جل وعلا التي تثبتها ويعتقد بما جاء في ادلتها اهل السنة والجماعة وهذا الموضوع يا ايها الاخوة موضوع عظيم اعني معرفة اسماء الله جل وعلا وصفاته هذا هو العلم وهو اشرف العلم فهو الذي خلقنا الله سبحانه وتعالى من اجله الله تبارك وتعالى انما خلقنا لاجل ان نعرفه ثم ان نقوم بما يلزم من معرفته من عبادته سبحانه وتعالى هذا امر عظيم ومطلب سام جليل ينبغي علينا ان نعطيه حقه و ان نهتم به غاية الاهتمام الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون لاجل هذا الامر العظيم الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن تتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض وان الله بكل شيء عليم هذا الكون كله خلقه الله جل وعلا لاجل ان نعلم صفاته تبارك وتعالى مثل كونه يعلم ما في السماوات وما في الارض ومن كونه بكل شيء عليم هذا مقام في غاية الاهمية يا اخوة لا من جهة شرف الموضوع ولا من جهة حاجتك اليه يا عبد الله يا ايها الاخوة ان كثيرا من الناس يظن ان حاجته الى الله سبحانه وتعالى هي من هي من حيث كونه ربا له لا غير فهو فقير الى عطائه ومنه منه جل وعلا الرزق ومنه النعم ومنه الاعداد والامداد ومنه النصرة والعون فهو يحتاج اليه لكونه ربه لكن هذا ليس كل شيء ثمة شيء اخر شيء عظيم وهو حاجتك اليه من حيث كونه الهك من حيث كونه معبودك من حيث كونه المحبوبة المخوفة المرجوة وحده لا شريك له فالله ربنا والله الهنا حاجتك اليه من حيث كونه ربا وحاجتك اليه من حيث كونه الهك فان في القلب وحشة عظيمة لا يزيلها ولا يؤنس هذا القلب الا معرفة الله سبحانه وتعالى في القلب قحط ويبس وجفاف الا اذا ذكر هذا الاله العظيم في القلب مرض لا يداويه الا محبته ورجاءه وخشيته التوكل عليه والله لو ان القلوب صحيحة سليمة لكان هاجسها وهد جيراها ودأبها ليل نهار ان تتعلم اسماء الله وصفاته ان تتعرف على ربها وخالقها والهها ومحبوبها والمتوكل عليه والمتوكل عليه سبحانه وتعالى لكن القلوب بين ميت ومريض الا من رحم الله عز وجل ميت لا يحس بحاجته الى هذا الامر العظيم وما لجرح بميت ايلامه ومريض والعجيب انه يجهل انه مريض ويغفل عن كونه مريضا قلبه في غاية البؤس وهو غافل والسبب انه يلهيه تخيل انسانا مريظا المريض المرض يفري في جسده وهو يستعمل مسكنات المسكنات لا تعالج هكذا شأن القلب المريض الذي حاجته الى الله سبحانه وتعالى من حيث كونه الهه حاجة عظيمة ومع ذلك هو غافل لا يستشعر مدى الحاجة والقحط والعطش الذي في قلبه الى معرفة ربه سبحانه واله المصيبة واي مصيبة ان يغفل الانسان عن هذا الامر العظيم قف عنده ولا تتجاوزه فرغ له قلبك وفرغ له وقتك واعطه ما يستحق من اهتمام كتاب الله عز وجل وكذا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم مليئة بذكر اسماء الله وصفاته وهذا والله ما كان عبثا انما كان لان العباد احوج ما يكونون اليه فاذا مررت بشيء منه فقف وتأمل اعطي قلبك وعقلك حظه من هذا النعيم المعجل والله انه لنعيم معجل الحياة بدونه بائسة لا قيمة لها وهو معرفة الله سبحانه وتعالى لو ان القلوب صحيحة فانها ستدرك ذلك تمام الادراك فيا اخوتاه مثل هذا الموضوع لا ينبغي ان يعامل كغيره من الموضوعات هذا العلم ليس كغيره من العلوم اعقد عليه بخناصرك وعض عليه بنواجذك واهتم به غاية الاهتمام والله عز وجل يحب ذلك منك الله يحب ان تعرفه ويحب ان تعلم اسماءه وصفاته ولذلك كم في كتاب الله واعلموا ان الله كذا واعلموا ان الله كذا واعلموا ان الله كذا اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم. اعلموا فعل امر يقتضي الوجوب اذا يجب علينا ان نعلم هذا الامر العظيم فوالله لو لم نؤمر به فكان ينبغي ان يكون من قلوبنا باعث يحثنا على الاهتمام به والله المستعان ذكر المؤلف رحمه الله من جملة ما ذكر ان الله تبارك وتعالى متصف بعينين كريمتين قال رحمه الله ونؤمن بان لله تعالى عينين اثنتين حقيقية حقيقيتين لقوله تعالى واصنع الفلك باعيننا ووحينا والكلام في ثبوت العين كالكلام الذي مضى في صفتي اليدين لله سبحانه وتعالى فنحن نؤمن ونعتقد ونوقن ونسلم بان الله تبارك وتعالى متصف بهذه الصفة العظيمة ولكننا لا نعلم والله كيف هي وليس هذا من شأننا والله جل وعلا اخبرنا ان له عينين ولم يخبرنا كيف هما فعلينا ان نقف حيث وقف الكتاب والسنة و الكلام كما ذكرت في صفة العينين كالكلام في صفة اليدين فان العين جاءت في كتاب الله عز وجل مضافة الى الله سبحانه وتعالى بصيغة الجمع وبصيغة الافراد ودلت السنة على التثنية اما الجمع فانه قد جاء في نحو ما جاء في كلام المؤلف رحمه الله من قوله تعالى واصنع الفلك باعيننا ووحينا وقد ذكرنا الوجه الذي يحمل عليه الجمع في صفة اليد اليس كذلك ذكرنا ثلاثة اوجه فليس كذلك هذه الاوجه الثلاثة تنطبق ايضا على ما جاء في صفة العين فالجمع ها هنا اما على ان اقل الجمع اثنين اما على ان اقل الجمع اثنان او ان المناسبة هنا مناسبة لفظية وهذه فيها نكتة بلاغية وهي انه لما كان المضاف اليه مجموعا ناسب ان يكون المضاف مجموعا وذكرنا ايضا وجها ثالثا وهو القاعدة العربية المشهورة وهي ان المثنى اذا اذا اضيف الى ضمير تثنية جمع على الافصح فكيف اذا اضيف الى ضميري جمع فمن باب اولى ان يجمع اذا قوله تعالى واصنع الفلك باعيننا ووحينا لا يدل على ثبوت اعين كثيرة لله سبحانه وتعالى انما ذلك على ما ذكرت لك فالله سبحانه وتعالى له عينان الله عز وجل له عينان كما سيأتي ان شاء الله في تقرير ذلك في دليل السنة وهنا مسألة وهي ما معنى قوله واصنع الفلك باعيننا الكلام في ذلك كالكلام في كالكلام فيما ذكرناه في صفة اليد ومر ايضا في صفة الوجه وذلكم ان هذه الاية لها عند اهل العلم دلالتان الدلالة الاولى دلالة مطابقية والدلالة الثانية دلالة لزومية فهي تدل بدلالة المطابقة على ثبوت العين لله سبحانه وتعالى وتدل بدلالة اللزوم على ان نوحا عليه الصلاة والسلام كان يصنع الفلك على مرأى من الله عز وجل وكلاءة ورعاية منه سبحانه وتعالى و هذه الدلالة اللزومية منها يستفاد تفسير الاية فاهل السنة والجماعة يجمعون بين اثبات الدلالتين يجمعون بين اثبات الدلالتين كلاهما حق وكلاهما مما يجب اثباته بهذه الاية قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه هذا الدليل استدل به المؤلف رحمه الله على اثبات صفتي العين لله تبارك وتعالى ووجه ذلك ان الله سبحانه وتعالى اخبر في هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن ربه جل وعلا في هذا الحديث ان انه متصف بصفة البصر فقد قال عليه الصلاة والسلام لاحرقت سبحات وجهي ما انتهى اليه بصره من خلقه والبصر انما اه يبصر الله سبحانه وتعالى ويرى بعينيه فالعينان هما اللتان يبصر بهما كما قال القحطاني رحمه الله في نونيته لله وجه لا يحد بصورة ولربنا عينان ناظرتان الله جل وعلا يبصر بعينيه يدل هذا الحديث في الدلالة اللزوم على ثبوت العينين لله تبارك وتعالى ويدل بدلالة المطابقة على ماذا اثبات صفتي البصر يدل على اثبات صفة البصر بدلالة المطابقة وبدلالة اللزوم على اثبات العين لله جل وعلا ومسألة الحجاب مرت بنا حينما تكلمنا عن صفة الوجه لله تبارك وتعالى قال رحمه الله واجمع اهل السنة على ان العينين اثنتان ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال انه اعور وان ربكم ليس باعور هذا حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث ابي هريرة وكذلك جاء من حديث من حديث ابن عمر وكذلك من حديث انس رضي الله تعالى عنهم هذا الحديث يدل دلالة واضحة على ثبوت العينين لله جل وعلا تقرير ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الدجال اعور وان الله ليس بعور والعور كما هو معلوم عند اهل اللغة وكما تجده في القاموس وفي اللسان وفي غيرهما هو ذهاب حس احدى العينين ما العور ذهاب حس احدى العينين والله عز وجل ليس باعور اذا له عينان منزهتان عن هذا النقص وهو العور لان القاعدة عند اهل السنة والجماعة ان النفي انما يراد به اثبات كمال الضد اذا لما كان العور ذهاب حس احدى العينين ونفي هذا عن الله جل وعلا فهذا دليل على ان عينيه ليستا مصابتين اوليس هو سبحانه وتعالى في عينيه اه فيه هذا النقص ينزه الله تبارك وتعالى عن ذلك فالله عز وجل اذا له عينان كاملتان منزهتان عن النقص هذا دليل على ثبوت العينين لله تبارك وتعالى وهذه المسألة محل اجماع عند اهل السنة وقد نقل الاجماع وقرر هذه المسألة في عقيدة اهل السنة والجماعة كثير من الائمة المحققين الذين هم اهل عناية بتقرير عقيدة اهل السنة والجماعة ومنهم امام الائمة ابن خزيمة ومنهم عثمان بن سعيد الدارمي ومنهم ابن قتيبة ومنهم محمد بن نصر المروزي ومنهم الا لكائي وغيرهم من اهل العلم الذين اه قرروا هذه المسألة والقحطاني رحمه الله كما اسلفت حينما قرر عقيدة اهل السنة والجماعة في نونيته قال لله وجه لا يحد بصورة ولربنا عينان ناظرتان والله عز وجل اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بان الله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير ونؤمن بان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة قال عز وجل وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. نعم المؤلف رحمه الله ختم كلامه عن الصفات الثبوتية التي اوردها في هذه الرسالة بتقرير مسألة الرؤية ان الله سبحانه وتعالى يرى في الاخرة بعد ان اثبت ان الله يرى اورد ان الله يرى سبحانه وتعالى ودرجة جمع من اهل السنة على ختم مبحث الصفات بتقرير مسألة الرؤية وان الله عز وجل يرى في الاخرة اما مر معنا في مبحث الواسطية كذلك ان كنتم تذكرون في لمعة الاعتقاد و بغيرهما من كتب عقيدة او عقائد اهل السنة والجماعة ويذكر اهل العلم ها هنا لطيفة وهي بشارة لاهل السنة والتوحيد وهي ان من ايقن ببصيرته سلم بما علم من صفات الله عز وجل فليبشر بان ثمرة ذلك ان ينظر ببصره الى الله سبحانه وتعالى فثمرة البصيرة ان يرزق البصر حينما تكون بصيرته بصيرة صحيحة ويكون ويكون علمه بالله عز وجل علما صحيحا فان الله سبحانه وتعالى يجازيه على ذلك بان يرزقه لذة النظر اليه ببصره فان الله عز وجل يرى عيانا كما جاء في بعض روايات احاديث الرؤية الله يرى عيانا يعني بالعين سبحانه وتعالى ومسألة الرؤية وان الله عز وجل يرى في الاخرة مسألة عظيمة الامر فيها كبير والقلوب المؤمنة متشوقة الى هذه النعمة الكبرى حتى ان الحسن البصري رحمه الله يقول لولا ان القلوب توقن برؤية الله عز وجل في الاخرة لذابت حسرة في الدنيا لكن من يشعر بهذا سوى القلوب الحية السليمة الصحيحة ونشكو الى الله سبحانه وتعالى مرض قلوبنا الرؤية لله تبارك وتعالى مسألة كما ذكرت عظيمة ومهمة اهتم بتقريرها اهل السنة واهتموا ايضا بالرد على المخالفين فيها و ينبغي ان يعلم ابتداء ان الرؤية لها طرفان طرف في الدنيا وطرف في الاخرة والناس في هذين الطرفين منقسمون الى ثلاثة اقسام منهم من اثبت الرؤية في طرفيها فقال ان الله تعالى يرى في الدنيا وفي الاخرة اما ان الله جل وعلا يرى في الدنيا بي اه عيني الانسان فلا شك ان هذا غير صحيح ومن قال ذلك فهو احد اثنين اما كاذب او متوهم من قال هذا وانه رأى الله عز وجل ب بصر عينه فهو بين كاذب واهم يتوهم من تخيل اشياء فيظن انه رأى الله عز وجل وكثير من الناس مصاب بمرض الوهم نسأل الله العافية والسلامة اما الفئة الثانية فهي التي نفتي نفت الرؤية من طرفيها قالوا الله لا يرى لا في الدنيا ولا في الاخرة وهؤلاء شرذمة شاذة من اهل البدع والضلال ولا شك في خطأهم وضلالهم وانحرافهم واما الفئة الثالثة فهم الوسط وهم اهل السنة والجماعة الذين نفوا رؤية الله في الدنيا واثبتوها في الاخرة في الدنيا الله عز وجل لا يرى بالعين البتة وهذا مما امرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نتعلمه ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم تعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا اذا في الدنيا يجب علينا ان نتعلم اننا لن نرى الله عز وجل و سبب ذلك ان بنية وخلقة ابن ادم ضعيفة لا تقوى على رؤية العظيم الكبير سبحانه وتعالى ولذا لما موسى عليه الصلاة والسلام طلب ان يرى ربه ربي ارني انظر اليك ماذا قال الله عز وجل؟ قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقة اذا كان الجبل الصلب الصلد العظيم ما تمالك امام عظمة الله سبحانه وتعالى حينما تجلى له فاندك فكيف بابن ادم؟ ولذلك موسى عليه الصلاة والسلام وهو هو خر صعقة فالله سبحانه وتعالى اذا في الدنيا لا يرى وما احسن ما قال الامام مالك رحمه الله كما نقل عنه هذا القاظي عياظ كما في ترتيب المدارك انه لما كانت العين تفنى لم يرى ما يبقى بما يفنى لكنه لما يصير في الاخرة باقيا فانه يرى بما يبقى ما يبقى بالاخرة الله سبحانه وتعالى ينشئ اهل الايمان نشأة اخرى تحتمل رؤية العظيم سبحانه وتعالى فلذلك يرونه اذا الله سبحانه وجل في علاه في الدنيا لا يراه اما في الاخرة فالله جل وعلا يرى هذا حق لا شك فيه ولا يجوز لمؤمن يؤمن بالله واليوم الاخر ان يتردد في قبول ذلك والله جل وعلا يرى في الاخرة في موضعين في عرصات القيامة وفي جنات النعيم اسأل الله ان يجعلنا من اهل هذه الرؤية ولا شك انها اعظم نعيم اهل الايمان ويحصل لهم بذلك لذة عظيمة كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه اياها كما في سنن النسائي من حديث عمار رضي الله عنه واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك وقد ثبت في الصحيح هي في صحيح مسلم من حديث صهيب ابن سنان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جل وعلا يقول لاهل الجنة بعد ان يدخلوها هل ازيدكم سبحان الله العظيم ما اكرم الكريم سبحانه وتعالى يقول هل ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا الم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار في كشف الحجاب فيرونه سبحانه وتعالى فلا يكون شيء احب اليهم من رؤيته تبارك وتعالى ثم تلا صلى الله عليه وسلم قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة الحسنى كونهم ماذا دخلوا الجنة الم تبيض وجوهنا وتدخلنا الجنة تنجينا من النار هذه الحسنى والزيادة هي ما اخبر به سبحانه وتعالى اولا قال هل ازيدكم فكانت انكشف الحجاب فرأوا ربهم سبحانه وتعالى فكان ذلك اعظم نعيم اهل الجنة ينسون ما هم فيه من النعيم امام هذه النعمة التي لا مثيل لها ولا نظير لها رؤية الله تبارك وتعالى نسأل الله من فضله و الادلة على ثبوت هذه الرؤية كثيرة فهي ثابت في الكتاب وفي السنة ومجمع عليها بين اهل العلم قاطبة الا شذاذ لا عبرة باتفاقهم او بموافقتهم فكيف بمخالفتهم اما كتاب الله عز وجل فقد دل على ثبوت الرؤيا انواع من الادلة من ذلك هذه الاية العظيمة التي اوردها المؤلف رحمه الله وهي قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة هذه من اصرح الادلة واجلاها على ثبوت رؤية الله تبارك وتعالى والدليل الدليل فيها بين واضح الله جل وعلا يقول وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة والقاعدة في لغة العرب ان النظر اذا عدي بالى فانه لا يراد به الا رؤية ايش العيب فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر الى حمارك ولنجعلك اية للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها اذا كل ذلك كان يتعلق بماذا في نظر العين ماذا تفهم من قوله تعالى؟ انظروا الى ثمره اذا اثمر المراد به ايش رؤية العين. اذا النظر اذا عدي بالى فلا يراد به الا رؤية العين واياك وحذاري من تشغيل اهل البدع الذين قالوا ان قوله الى ربها ناظرة يعني منتظرة سبحان الله العظيم الله عز وجل يخبر في هذه الاية العظيمة عن النعيم الجليل العظيم لاهل الجنة واذا به الانتظار واي نعيم في الانتظار النعيم الى ضد الانتظار الى ضد النعيم اقرب منه الى اقرب منه الى ان يكون نعيما. اليس كذلك ثم ان النظر يراد به الانتظار اذا عدي بنفسه هذا الذي يعرف في لغة العرب انظرونا نقتبس من نوركم يعني انتظرونا اما النظر معدا بالا فلا يراد به الانتظار اذا كانت اللغة هي التي تكلم بها اهل اللسان العربي المبين وهي التي نزل بها القرآن فهذه هي اما اذا كان المقصود لغة جديدة يحرف عن اهل البدع كما يشاؤون فهذا شأن اخر اذا النظر هنا عدي بالا فلا يراد الا الرؤية البصرية لله تبارك وتعالى فكيف وفي الاية ما يدل على ذلك وهو انه قال اولا وجوه يومئذ ناضرة جعل النظرة ها هنا جعل النظرة ها هنا راجعة الى الوجه لان العينين فيه الوجه فكانت ثمة مناسبة واظحة بين الرؤيا ونضارة الوجه والامر الاخر ان النظر الى الله سبحانه وتعالى ورؤيته لا شك ان انه يثمر هذه الثمرة العظيمة وهي النضارة والحسن والبهاء والنور اذا رأوا ربهم العظيم سبحانه وتعالى ولا شك ان من ثمرة ذلك ان وجوههم تكون ماذا ناضرة فدل هذا على ان هذه الاية تدل على ثبوت رؤية الله تبارك وتعالى في الاخرة ومن تلك الادلة ايضا ما مر بنا انفا وهو قول الله عز وجل للذين احسنوا الحسنى وزيادة وفسر هذه الاية اعني كلمة الزيادة فسرها اعلم الخلق بكتاب الله وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم كما مر بنا في الحديث السابق في صحيح مسلم فالزيادة هي رؤية الله تبارك وتعالى في الاخرة ويدل على هذا دليل ثالث ايضا وهو قوله تعالى ولدينا مزيد وقد ثبت عن انس رضي الله عنه باسناد صحيح كما قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله ان المزيد رؤية الله تبارك وتعالى في الاخرة وهذا ايضا جاء من تفسير روي عن ابي بكر الصديق وروي عن جابر رضي الله تعالى عنهما اذا كم نوع عندنا الان عندنا الى ربها ناظرة وعندنا وزيادة ها للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وعندنا ولدينا مزيد. وعندنا ايضا قول الله عز وجل على الارائك ينظرون ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون و النظر ها هنا كما جزم غير واحد من اهل العلم انه النظر الى الله تبارك وتعالى ويشهد لهذا ان الله عز وجل قد بين قبل هذه الاية ب بضع ايات قال كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم بعدها قال على الارائك ينظرون فقابل بين حال الكفار وحال اهل الايمان انهم ينظرون الى الله عز وجل و يمكن ان يقال وجه ثان تدل على ان هذه الاية تدل على رؤية الله تبارك وتعالى وذلك ان الاطلاق يدل على التعميم ما القاعدة الاطلاق يدل على التعميم ولذا انظر هنا حينما قال قال سبحانه وتعالى على الارائك ينظرون ولم ينص على شيء معين فدل هذا على انهم ينظرون الى انواع النعيم وان من القصور بل من التقصير ان يقال ان النظر انما يكون الى الحور والى القصور ويغفل عن النظر الى العظيم الجميل سبحانه وتعالى فهذا اولى بالنظر اذا هذه الاية بين ان تدل على ثبوت رؤية الله تبارك وتعالى على سبيل التنصيص او انها تدل على رؤية الله تبارك وتعالى في عمومها يعني تدل على سبيل العموم على رؤية الله تبارك وتعالى ايضا يدل على ثبوت رؤية الله جل وعلا كل دليل جاء في القرآن يدل على لقاء الله تبارك وتعالى ومن ذلك قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وقد نقل الاجماع الامام اللغوي المشهور ثعلب على ان لغة العرب انما جاء فيها اللقاء مع الرؤية مقرونا بماذا الرؤية لا يكون لقاء الا الا برؤية لا تعرف اللغة واهلها الا هذا ان اللقاء مع رؤية اذا كل دليل دل على لقاء الله عز وجل فانه دال على رؤيته تبارك وتعالى ويدل على ثبوت الرؤية ايضا قول الله عز وجل كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فان الله عز وجل قد بين ها هنا انه حجب الكفار عن رؤيته تبارك وتعالى فلو كان كل الناس لو كان المؤمنون والكافرون كلهم محجوبون عن رؤية الله تبارك وتعالى لكان التنصيص على حجم الكفار لغوا لا فائدة فيه وكتاب الله عز وجل ينزه عن ذلك ولذا ما احسن ما قال الشافعي رحمه الله في كتابه احكام القرآن حينما قال ما حجب هؤلاء الا لان اهل الايمان يرونه هذا ما ذكره او معناه اذا دل قوله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون دل بمفهوم المخالفة على ثبوت الرؤية لاهل الايمان و الدليل القرآني الاخير هو ما جاء في ما اورد او هو ما اورد المؤلف رحمه الله وهو قوله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار هذه الاية من فقه وحذق المؤلف رحمه الله انه اوردها دليلا على ثبوت رؤية الله تبارك وتعالى وذلك ان نفي الادراك يدل على ثبوت اصل الرؤيا من يعيد هذه نفي الادراك لا تدركه الابصار يدل على ماذا يدل على ثبوت اصل الرؤية وذلك ان نفي الرؤية لو كان المقصود به النفي المطلق ليه اه نفي الادراك لو كان المقصود به نفيا رؤية الله تبارك وتعالى مطلقا لم يكن في هذا اي مدح لان المعدوم لا يرى ولا يمكن ان يرى. اليس كذلك لكن الاية انما سيقت على سبيل المدح والثناء فالله عز وجل لعظمته ولانه الكبير بل الذي هو بل بل هو الاكبر من كل شيء ولانه الواسع سبحانه وتعالى فانه جل وعلا يرى ولكنه لا يدرك فلا يدرك سبحانه وتعالى بالبصر والنظر وذلك لعظمه وكبره سبحانه وتعالى وبالتالي نفي الادراك شيء ونفي الرؤية شيء اخر ارأيت لو كنت واقفا امام البحر هل تراه او لا تراه لو كان عندك عينان سليمتان انت الان امام البحر تراه ترى هل تدركه هل تحيط به من كل جانب بنظرك الجواب لا والسبب انه كبير وواسع الله اكبر واعظم اذا الله عز وجل يرى ولكنه لا يدرك ولهذه الاية وقفة واكمال ان شاء الله في معناها في الدرس القادم ان شاء الله تبارك وتعالى وهو غدا بعون الله عز وجل وتوفيقه اسأل الله جل وعلا ان يجعلنا من اهل هذه الرؤية تسأله لذة النظر الى وجهه الكريم والشوق الى لقائه بغير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة نسأل الله ان يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب عمل يقربنا الى حبه نسأل الله فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وان يغفر لنا ويرحمنا واذا اراد بعباده فتنة ان يقبضنا غير مفتوتين انه سميع مجيب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان